ورقة شبيه صدام
هل يمكن ان تستخدم الادارة الامريكية هذه الورقة بالنموذج الذي تحتفظ به ام ان الادارة العراقية بما لديها من نماذج متعددة قد خططت لذلك
كثيرة هي التكهنات في هذه الايام الحرجة واكثر منها هي التحليلات السياسية والعسكرية والتي هي في اغلبها ولا نقول كلها تعتمد اعتماداً كلياً على مظاهر الحدث لذلك اصبح بعض المتابعين للاحداث لايعتمد على مايقرأ او يسمع من تحليلات خبرية لقراءة الحدث وربما يعزى ذلك لاحساسه بأن هذا الكم الهائل من التحليلات والكتابات هو تكرار لما يسمعه او يشاهده من اخبار على محطات الاخبار العالمية خصوصاً اذا كانت لديه الامكانية لمشاهدة اكثر المحطات انتشاراً في العالم والتي تنقل الحدث لحظة وقوعه وأحساسه بالملل من بعض الطرق التي لجأ اليها البعض بغية لفت الانتباه الى ما يكتبونه او يقولونه بأستخدام عناوين مثيرة للانتباه وعند التمعن في المحتوى يجد المتابع ان الامر اشبه بالخدعة وهناك على سبيل المثال هذا العنوان الذي اصبح يتكرر في كثير من المواقع العربية وهو (( خبر عاجل)) والذي صار لايثير انتباه الكثيريين لانه يثبت عكس ما يشير اليه كاتبه كونه اخذ الخبر من محطة اخبارية قد نشرت الخبر ومن ثم قام بأرساله الى احد المواقع او اكثر وهذا الامر يتطلب وقتاً فأصبح بذلك قديماً حتى ولو كان هذا الخبر بعد ساعات من وقوعه خصوصاً في وقت تتسارع فيه وتيرة الاحداث وينقل الحدث في وقته ويتابعه المشاهد او المستمع لحظة بلحظة ولكن يبقى المجال مفتو حاً امام الكتاب لنقل صورة يتصورونها عن الحدث مرتبطة بالحاضر و لها جذور في الماضي تنبئ عما سيكون عليه المستقبل ولكل كاتب الحرية في ما يذهب اليه من تصورات يعتقد بأنها تمثل حقيقة ما كان او ما يكون او ما هو عليه الآن وللقارئ ان يحكم في ذلك وله الحرية في ان يمتنع او يقتنع وله القرار في ان يقبل او يرفض ما يطرحه عليه الكتاب خصوصاً وان بعض القراء اصبحت لديه القدرة على الاستقراء افضل من بعض الكتاب والمحللين بعد تمرسه في هذا المجال.
واليوم نريد ان نتعرض لموضوع الشبيه او ما يسمى ايضاً بالبديل وان كان يبدو في اول الامر انه ليس بتلك الاهمية التي ربما يشار اليها ولكنه في حقيقة الامر بالغ الاهمية والخطورة اذا ما تبين لنا انه ربما يستغل لفعل قد يؤثر او يغير في مجريات الامور ان لم يكن قد استغل من قبل ومن هنا تكمن اهميته.
ونبدأ الحديث بالأشارة الى ان موضوع الشبيه قد وظف من قبل كثير من دوائر المخابرات في العالم لتنفيذ ما تهدف اليه من ذلك وقد استخدم الشبيه بديلاً لكثير من الشخصيات التي تقلدت مناصب مهمة في العالم وهناك تجربة لدوائر المخابرات العالمية في تغيير نظام الحكم في عدد من الدول والتي ربما يعرف واحدة او اثنتان ممن كانتا مسرح لمثل هذه العمليات المخابراتية وقد استخدم الشبيه ايضاً بديلاً لشخصيات اقل اهمية من رموز الحكم في العالم كضباط وسياسين في عمليات مخابراتية اخرى.
وقد استخدمت دوائر المخابرات لهذا الغرض الكثير من الاساليب والتقنيات من عمليات جراحية وعقاقير طبية وامكانات اخرى لايصال الشبيه الى المستوى المطلوب بعد ان يكون لديه المواصفات التي تؤهله للقيام بذلك الدور مثل الشبه القريب جداً بنسبة معينة من الصورة الاصلية وربما يكون هذا الموضوع هو احد او اهم الاسباب الرئيسية للبحوث التي اجريت لمدة طويلة من الزمن والتي تشير بعض التقارير الى انها اسفرت عن نسخ صورة من الانسان في مجال الاستنساخ البشري وهذه المسألة تدخل الحكمة الألهية في سبب وقوعها والا لو شائت القدرة الالهية لما حدث هذا الامر ولمنع هذا الامر على كل من يريد الوصول اليه مثل ما منع معرفة الكثير من الاشياء البعيدة وحتى القريبة منها للانسان وربما تكون واحدة من اسباب الحكمة الالهية لسماح الخالق للمخلوق الى ان يصل الى هذه القدرة في مجال الاستنساخ البشري هو اثبات طريقة ولادة المسيح (ع) بصورة يقبلها العقل البشري ولا يعللها بتزاوج الخالق مع المخلوق والذي هو من اسفه الاقوال واكثرها تجرءأً على الله سبحانه وتعالى عما يصفون.
نعود الى صلب الموضوع والذي يهمنا في مجال البحث في هذا الموضوع ما حدث في العراق عندما تسلم حزب البعث السلطة في بغداد وامسك صدام بدفة الحكم بدأ نظام الحكم بأستخدام الشبيه في بداية حكمه للبلاد وذلك أبان الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن العشرين واستخدم اكثر من شبيه للظهور على ساحات القتال وفي وسط منتسبي القوات العراقية وبين المدنين في جولات عديدة داخل المدن العراقية المختلفة وتطور الامر ليكون هناك شبيه او اكثر لاستقبال زعماء بعض دول العالم والاجتماع معهم بصورة متكررة وخصوصاً دول المنطقة ووصل الشبيه الى مرحلة يصعب التمييز فيها حتى من بعض المقربين الى نظام الحكم آنذاك ومن بعض المحسوبين على انهم من اعضاء القيادة وتطور الامر اكثر الى حد الظهور على شاشات التلفزة وامر كهذا يعتبر مجازفة و مبالغة في آن واحد للثقة بشخص البديل لكي يقوم بهذا العمل لامكانية كشفه من وسائل الاعلام ودوائر المخابرات الاخرى التي تعتمد تقنية عالية ولو بنسبة معينة لتحليل الصورة والصوت وربما كان هذا العمل متعمداً في بعض الاوقات للاشارة الى قدرة النظام في التخفي والمخادعة تحت هذه المظلة لضمان حمايته من ما يمكن ان يتعرض له من عمليات اغتيال مدبرة ومخطط لها على مستوى عالي من الدقة.
ونحن هنا لانريد التوغل في كل جوانب هذا الموضوع لعدم توفر المساحة الكافية لذلك ولان هذا الامر اذا ما اريد له ان يدرس بصورة وافية ولو بنسبة معينة فيجب ان يخصص له مساحة تصل الى مجلد او اكثر للاحاطة به من جميع الاتجاهات لذا نترك للقارئ الكريم مسألة الرجوع الى الروايات والوثائق التي تنقل عن موضوع الشبيه الخاصة بصدام او بغيره ويبقى المجال مفتوحاً امام الكتاب للكتابة في هذا الموضوع بشكل اوسع وبطريقة احدث مستندين في كتاباتهم الى كل ما يصلوا اليه من وثائق وادلة تدعم بحثهم عن الحقيقة لتقديمها الى القراء بالصورة المقبولة كمادة مثيرة وسهلة كما ونريد ان نقدم للقارئ الكريم في هذا الاطار بشكل مختصر حروفاً ليضع من جهته النقاط عليها بصورة علمية دقيقة تبتعد عن الانحياز الى ما تشتهيه النفس وهذه الحروف هي:
بالرغم من ان مسألة الشبيه او البديل قد استخدمت من عدة جهات في العالم ولكنها لم تسخدم من قبل بشكل واسع وشهية مفرطة كما استخدمت من قبل نظام صدام حسين كما لو حظ ذلك في كثرة البدلاء لرأس النظام وولديه وربما غيرهم من الحاشية...
فهل كان هذا الامر بالتخطيط والتدبير الكامل من قبل رأس النظام ومعاونيه من الخبراء والمختصين العراقيين ام ان هناك من اشار الى صدام حسين بهذا الامر واذا كان هناك من اشار اليه بذلك فمن يكون هل هي دوائر المخابرات الغربية ام نظيرتها الشرقية وما مدى فاعلية تلك الدوائر بهذا الامر وماذا كانت ترجو من وراء ذلك؟؟؟
وهناك اسئلة كثيرة في هذا المجال ولكن اهم مايطرح هو ان صدام في اواخر التسعينات من القرن العشرين بدأ يظهر عليه العجز واثار الشيخوخة أثر اصابته بمرض السرطان الذي اجمع الكثيرون على انه لم يتخلص من هذا المرض ولم يتماثل الى الشفاء في حينه مما أدى به الى تقليد ولده الثاني قصي اكثر المناصب المتقدمة بالدولة واوكل اليه ادارة البلاد من بعده وبدأ ظهوره قليلاً على شاشات التلفاز لمدة طويلة وهو المعروف بشغفه للظهور كثيراً فهنا يبرز السؤال المهم وهو هل بقي صدام على قيد الحياة بعدها الى حين وقوع الحرب الثالثة مع استخدام ورقة البديل في حال اصابته او قتله في اثناء هذه الحرب .... ام انه مات او قتل بعد تقليد قصي للمناصب المهمة للبلاد وبقي شخص البديل بالظهور طيلة تلك السنوات ليتم التركيز على شخص البديل على انه صدام بينما رجل الظل قصي او ربما غيره يحكم البلاد في تلك الاثناء ليخفف الضغط الموجه اليه من عمليات الاغتيال التي يخطط لها قادة الجيش والشعب وقبلهم مجاميع المقاومة والمعارضة العراقية والجهات الاخرى وان هذا الامر كان بحسابات عراقية؟؟؟
واذا كان من الممكن ان يكون الامر كما اسلفنا فيبرز شق آخر من السؤال هل ان الادارة العراقية كانت تعمل بمفردها ام ان هناك من كان يوجه صدام طيلة فترة حكمه لايصال العراق والمنطقة الى ما وصلت اليه وان صدام كان اداة لتنفيذ مخططات دوائر غربية او شرقية لجر المنطقة برمتها الى المستوى الذي تريده وعند موت صدام استخدم البديل لاكمال تلك المخططات لعدم وجود من يسد الفراغ الذي يتركه عند موته ومن ثم الدفع نحو الاستعجال بتفيذ تلك المخططات لاسيما اذا ما اخذنا بالاعتبار تصرف صدام المختلف في حالتين متقاربتين
اذ انه قال بوضوح قبيل حرب الخليج الثانية انه في حالة ظهوره على شاشات التلفاز وطلبه من العراقيين ان ينسحبوا من الكويت فعليهم ان لايصدقوا ذلك لاحتمال استخدام الادارة الامريكية في حينه للتقنية العالية لاظهار صورة صدام ولتمرير ما تريد بهذه الطريقة وربما ذلك اشارة ايضاً الى مسألة البديل الذي يمكن استغلالها في ذلك الوقت بينما لم يصدر عن الادارة العراقية أي شئ بهذا الصدد قبل وفي بداية الحرب الثالثة مما يثير الاستغراب والتساؤل فهل يمكن ان يكون هذا ما حصل فعلاً؟؟؟
والسؤال الاخير والمختص بالمرحلة الحالية هو اذا كانت تلك الاحتمالات التي اشير اليها وغيرها من الاحتمالات هي ربما قريبة للحقيقة او انها من نسج الخيال فأن ما لايمكن ان يكون من نسج الخيال هو وجود ورقة الشبيه بيد الادارة العراقية بالنماذج التي لديها كما انه لدى الادارة الامريكية هذه الورقة بالنموذج الذي تحتفظ به فهل يمكن ان تستخدم الادارة الامريكية هذه الورقة خصوصاً بعد ان صار الاعلام العراقي هدفاً معلناً وذلك بعد التشويش على الفضائية العراقية ومن ثم الوصول الى ضرب الاذاعة العراقية واسكات صوت الاعلام العراقي نسبياً؟؟؟
اما ما يمكن ان يحدث وهو ما لايعلمه الا الله فقد ينسف كل ما يحتمل من استخدام لهذه الورقة
ومثال على ذلك هو احتمال قيام الشعب العراقي وخصوصاً في الجنوب وباقي المدن العراقية بعصيان مسلح وانتفاضة على رأس النظام الحاكم في بغداد فأن استخدام هذه الورقة لن يكون مجدياً من قبل الادارة العراقية في ذلك الوقت اذا ما كان الشبيه هو البديل فعلاً في حينها لانه سوف يكون توسلاً لن يجيب عليه احد وخصوصاً وان الشعب العراقي قد مر بتجربة مرة عندما قام بأنتفاضة عارمة تبعتها توسلات من قبل رأس النظام في ذلك الوقت ثم تبعتها عمليات ابادة جماعية عقاباً لهذا الشعب على ما صدر منه من تمرد وعصيان لايمكن السكوت عنه برأي النظام .
ولن تكون الادارة الامريكية في حاجة الى استخدام هذه الورقة في تلك الحالة الا اذا ارادت ان تثبت خضوع النظام لها وهو يسلك حالة اخرى او ان تثبت وحشية النظام واستهتاره بالشعب مثلاً او تريد ارسال رسالة معينة الى الشعب العراقي والعالم لتحقق هدفاً معيناً.
والاحتمال الاخر والذي لن ينفع فيه استخدام ورقة الشبيه من قبل الادارة الامريكية وهو اذا ما حدثت الانتفاضة ولكن بصورة مختلفة أي انها تكون موجهة ضد الاحتلال الامريكي لأرض العراق من قبل الشعب او الشعب والجيش معاً حتى وان كان ذلك بوجود رأس النظام او عدم وجوده وربما يكون ضد الاثنين أي قوى النظام والاحتلال معاً وهذا الاحتمال بالرغم انه ليس مستحيلاً ولكنه الابعد لانه يحتاج الى مقومات ادامته لمدة طويلة مثل الامدادات التي تسمح بأستمراره وعنصر القيادة الذي يقوم بتوجيهه وهذه الظروف غير متوفرة في الوقت الراهن بالحد المطلوب لقيام مثل هذا الافتراض حسب ما هو ظاهر ولكن اذا ما حدث مثل هكذا احتمال فأنه لن يدخل تحت عنوان التمرد والعصيان المسلح كما هو الحال ضد انظمة الحكم الفاسدة ولكن تحت تسمية المقاومة المسلحة للاحتلال والثورة على النظام اذا حدث في وقت واحد وقد يكون هذا ما حدث فعلاً في بعض اجزاء العراق تحت تأثير الاحساس برفض الغزو والاحتلال وظلم النظام ووحشيته من قبل جزء من الشعب العراقي وربما يكون الامر ليس كذلك.
هل يمكن ان تستخدم الادارة الامريكية هذه الورقة بالنموذج الذي تحتفظ به ام ان الادارة العراقية بما لديها من نماذج متعددة قد خططت لذلك
كثيرة هي التكهنات في هذه الايام الحرجة واكثر منها هي التحليلات السياسية والعسكرية والتي هي في اغلبها ولا نقول كلها تعتمد اعتماداً كلياً على مظاهر الحدث لذلك اصبح بعض المتابعين للاحداث لايعتمد على مايقرأ او يسمع من تحليلات خبرية لقراءة الحدث وربما يعزى ذلك لاحساسه بأن هذا الكم الهائل من التحليلات والكتابات هو تكرار لما يسمعه او يشاهده من اخبار على محطات الاخبار العالمية خصوصاً اذا كانت لديه الامكانية لمشاهدة اكثر المحطات انتشاراً في العالم والتي تنقل الحدث لحظة وقوعه وأحساسه بالملل من بعض الطرق التي لجأ اليها البعض بغية لفت الانتباه الى ما يكتبونه او يقولونه بأستخدام عناوين مثيرة للانتباه وعند التمعن في المحتوى يجد المتابع ان الامر اشبه بالخدعة وهناك على سبيل المثال هذا العنوان الذي اصبح يتكرر في كثير من المواقع العربية وهو (( خبر عاجل)) والذي صار لايثير انتباه الكثيريين لانه يثبت عكس ما يشير اليه كاتبه كونه اخذ الخبر من محطة اخبارية قد نشرت الخبر ومن ثم قام بأرساله الى احد المواقع او اكثر وهذا الامر يتطلب وقتاً فأصبح بذلك قديماً حتى ولو كان هذا الخبر بعد ساعات من وقوعه خصوصاً في وقت تتسارع فيه وتيرة الاحداث وينقل الحدث في وقته ويتابعه المشاهد او المستمع لحظة بلحظة ولكن يبقى المجال مفتو حاً امام الكتاب لنقل صورة يتصورونها عن الحدث مرتبطة بالحاضر و لها جذور في الماضي تنبئ عما سيكون عليه المستقبل ولكل كاتب الحرية في ما يذهب اليه من تصورات يعتقد بأنها تمثل حقيقة ما كان او ما يكون او ما هو عليه الآن وللقارئ ان يحكم في ذلك وله الحرية في ان يمتنع او يقتنع وله القرار في ان يقبل او يرفض ما يطرحه عليه الكتاب خصوصاً وان بعض القراء اصبحت لديه القدرة على الاستقراء افضل من بعض الكتاب والمحللين بعد تمرسه في هذا المجال.
واليوم نريد ان نتعرض لموضوع الشبيه او ما يسمى ايضاً بالبديل وان كان يبدو في اول الامر انه ليس بتلك الاهمية التي ربما يشار اليها ولكنه في حقيقة الامر بالغ الاهمية والخطورة اذا ما تبين لنا انه ربما يستغل لفعل قد يؤثر او يغير في مجريات الامور ان لم يكن قد استغل من قبل ومن هنا تكمن اهميته.
ونبدأ الحديث بالأشارة الى ان موضوع الشبيه قد وظف من قبل كثير من دوائر المخابرات في العالم لتنفيذ ما تهدف اليه من ذلك وقد استخدم الشبيه بديلاً لكثير من الشخصيات التي تقلدت مناصب مهمة في العالم وهناك تجربة لدوائر المخابرات العالمية في تغيير نظام الحكم في عدد من الدول والتي ربما يعرف واحدة او اثنتان ممن كانتا مسرح لمثل هذه العمليات المخابراتية وقد استخدم الشبيه ايضاً بديلاً لشخصيات اقل اهمية من رموز الحكم في العالم كضباط وسياسين في عمليات مخابراتية اخرى.
وقد استخدمت دوائر المخابرات لهذا الغرض الكثير من الاساليب والتقنيات من عمليات جراحية وعقاقير طبية وامكانات اخرى لايصال الشبيه الى المستوى المطلوب بعد ان يكون لديه المواصفات التي تؤهله للقيام بذلك الدور مثل الشبه القريب جداً بنسبة معينة من الصورة الاصلية وربما يكون هذا الموضوع هو احد او اهم الاسباب الرئيسية للبحوث التي اجريت لمدة طويلة من الزمن والتي تشير بعض التقارير الى انها اسفرت عن نسخ صورة من الانسان في مجال الاستنساخ البشري وهذه المسألة تدخل الحكمة الألهية في سبب وقوعها والا لو شائت القدرة الالهية لما حدث هذا الامر ولمنع هذا الامر على كل من يريد الوصول اليه مثل ما منع معرفة الكثير من الاشياء البعيدة وحتى القريبة منها للانسان وربما تكون واحدة من اسباب الحكمة الالهية لسماح الخالق للمخلوق الى ان يصل الى هذه القدرة في مجال الاستنساخ البشري هو اثبات طريقة ولادة المسيح (ع) بصورة يقبلها العقل البشري ولا يعللها بتزاوج الخالق مع المخلوق والذي هو من اسفه الاقوال واكثرها تجرءأً على الله سبحانه وتعالى عما يصفون.
نعود الى صلب الموضوع والذي يهمنا في مجال البحث في هذا الموضوع ما حدث في العراق عندما تسلم حزب البعث السلطة في بغداد وامسك صدام بدفة الحكم بدأ نظام الحكم بأستخدام الشبيه في بداية حكمه للبلاد وذلك أبان الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن العشرين واستخدم اكثر من شبيه للظهور على ساحات القتال وفي وسط منتسبي القوات العراقية وبين المدنين في جولات عديدة داخل المدن العراقية المختلفة وتطور الامر ليكون هناك شبيه او اكثر لاستقبال زعماء بعض دول العالم والاجتماع معهم بصورة متكررة وخصوصاً دول المنطقة ووصل الشبيه الى مرحلة يصعب التمييز فيها حتى من بعض المقربين الى نظام الحكم آنذاك ومن بعض المحسوبين على انهم من اعضاء القيادة وتطور الامر اكثر الى حد الظهور على شاشات التلفزة وامر كهذا يعتبر مجازفة و مبالغة في آن واحد للثقة بشخص البديل لكي يقوم بهذا العمل لامكانية كشفه من وسائل الاعلام ودوائر المخابرات الاخرى التي تعتمد تقنية عالية ولو بنسبة معينة لتحليل الصورة والصوت وربما كان هذا العمل متعمداً في بعض الاوقات للاشارة الى قدرة النظام في التخفي والمخادعة تحت هذه المظلة لضمان حمايته من ما يمكن ان يتعرض له من عمليات اغتيال مدبرة ومخطط لها على مستوى عالي من الدقة.
ونحن هنا لانريد التوغل في كل جوانب هذا الموضوع لعدم توفر المساحة الكافية لذلك ولان هذا الامر اذا ما اريد له ان يدرس بصورة وافية ولو بنسبة معينة فيجب ان يخصص له مساحة تصل الى مجلد او اكثر للاحاطة به من جميع الاتجاهات لذا نترك للقارئ الكريم مسألة الرجوع الى الروايات والوثائق التي تنقل عن موضوع الشبيه الخاصة بصدام او بغيره ويبقى المجال مفتوحاً امام الكتاب للكتابة في هذا الموضوع بشكل اوسع وبطريقة احدث مستندين في كتاباتهم الى كل ما يصلوا اليه من وثائق وادلة تدعم بحثهم عن الحقيقة لتقديمها الى القراء بالصورة المقبولة كمادة مثيرة وسهلة كما ونريد ان نقدم للقارئ الكريم في هذا الاطار بشكل مختصر حروفاً ليضع من جهته النقاط عليها بصورة علمية دقيقة تبتعد عن الانحياز الى ما تشتهيه النفس وهذه الحروف هي:
بالرغم من ان مسألة الشبيه او البديل قد استخدمت من عدة جهات في العالم ولكنها لم تسخدم من قبل بشكل واسع وشهية مفرطة كما استخدمت من قبل نظام صدام حسين كما لو حظ ذلك في كثرة البدلاء لرأس النظام وولديه وربما غيرهم من الحاشية...
فهل كان هذا الامر بالتخطيط والتدبير الكامل من قبل رأس النظام ومعاونيه من الخبراء والمختصين العراقيين ام ان هناك من اشار الى صدام حسين بهذا الامر واذا كان هناك من اشار اليه بذلك فمن يكون هل هي دوائر المخابرات الغربية ام نظيرتها الشرقية وما مدى فاعلية تلك الدوائر بهذا الامر وماذا كانت ترجو من وراء ذلك؟؟؟
وهناك اسئلة كثيرة في هذا المجال ولكن اهم مايطرح هو ان صدام في اواخر التسعينات من القرن العشرين بدأ يظهر عليه العجز واثار الشيخوخة أثر اصابته بمرض السرطان الذي اجمع الكثيرون على انه لم يتخلص من هذا المرض ولم يتماثل الى الشفاء في حينه مما أدى به الى تقليد ولده الثاني قصي اكثر المناصب المتقدمة بالدولة واوكل اليه ادارة البلاد من بعده وبدأ ظهوره قليلاً على شاشات التلفاز لمدة طويلة وهو المعروف بشغفه للظهور كثيراً فهنا يبرز السؤال المهم وهو هل بقي صدام على قيد الحياة بعدها الى حين وقوع الحرب الثالثة مع استخدام ورقة البديل في حال اصابته او قتله في اثناء هذه الحرب .... ام انه مات او قتل بعد تقليد قصي للمناصب المهمة للبلاد وبقي شخص البديل بالظهور طيلة تلك السنوات ليتم التركيز على شخص البديل على انه صدام بينما رجل الظل قصي او ربما غيره يحكم البلاد في تلك الاثناء ليخفف الضغط الموجه اليه من عمليات الاغتيال التي يخطط لها قادة الجيش والشعب وقبلهم مجاميع المقاومة والمعارضة العراقية والجهات الاخرى وان هذا الامر كان بحسابات عراقية؟؟؟
واذا كان من الممكن ان يكون الامر كما اسلفنا فيبرز شق آخر من السؤال هل ان الادارة العراقية كانت تعمل بمفردها ام ان هناك من كان يوجه صدام طيلة فترة حكمه لايصال العراق والمنطقة الى ما وصلت اليه وان صدام كان اداة لتنفيذ مخططات دوائر غربية او شرقية لجر المنطقة برمتها الى المستوى الذي تريده وعند موت صدام استخدم البديل لاكمال تلك المخططات لعدم وجود من يسد الفراغ الذي يتركه عند موته ومن ثم الدفع نحو الاستعجال بتفيذ تلك المخططات لاسيما اذا ما اخذنا بالاعتبار تصرف صدام المختلف في حالتين متقاربتين
اذ انه قال بوضوح قبيل حرب الخليج الثانية انه في حالة ظهوره على شاشات التلفاز وطلبه من العراقيين ان ينسحبوا من الكويت فعليهم ان لايصدقوا ذلك لاحتمال استخدام الادارة الامريكية في حينه للتقنية العالية لاظهار صورة صدام ولتمرير ما تريد بهذه الطريقة وربما ذلك اشارة ايضاً الى مسألة البديل الذي يمكن استغلالها في ذلك الوقت بينما لم يصدر عن الادارة العراقية أي شئ بهذا الصدد قبل وفي بداية الحرب الثالثة مما يثير الاستغراب والتساؤل فهل يمكن ان يكون هذا ما حصل فعلاً؟؟؟
والسؤال الاخير والمختص بالمرحلة الحالية هو اذا كانت تلك الاحتمالات التي اشير اليها وغيرها من الاحتمالات هي ربما قريبة للحقيقة او انها من نسج الخيال فأن ما لايمكن ان يكون من نسج الخيال هو وجود ورقة الشبيه بيد الادارة العراقية بالنماذج التي لديها كما انه لدى الادارة الامريكية هذه الورقة بالنموذج الذي تحتفظ به فهل يمكن ان تستخدم الادارة الامريكية هذه الورقة خصوصاً بعد ان صار الاعلام العراقي هدفاً معلناً وذلك بعد التشويش على الفضائية العراقية ومن ثم الوصول الى ضرب الاذاعة العراقية واسكات صوت الاعلام العراقي نسبياً؟؟؟
اما ما يمكن ان يحدث وهو ما لايعلمه الا الله فقد ينسف كل ما يحتمل من استخدام لهذه الورقة
ومثال على ذلك هو احتمال قيام الشعب العراقي وخصوصاً في الجنوب وباقي المدن العراقية بعصيان مسلح وانتفاضة على رأس النظام الحاكم في بغداد فأن استخدام هذه الورقة لن يكون مجدياً من قبل الادارة العراقية في ذلك الوقت اذا ما كان الشبيه هو البديل فعلاً في حينها لانه سوف يكون توسلاً لن يجيب عليه احد وخصوصاً وان الشعب العراقي قد مر بتجربة مرة عندما قام بأنتفاضة عارمة تبعتها توسلات من قبل رأس النظام في ذلك الوقت ثم تبعتها عمليات ابادة جماعية عقاباً لهذا الشعب على ما صدر منه من تمرد وعصيان لايمكن السكوت عنه برأي النظام .
ولن تكون الادارة الامريكية في حاجة الى استخدام هذه الورقة في تلك الحالة الا اذا ارادت ان تثبت خضوع النظام لها وهو يسلك حالة اخرى او ان تثبت وحشية النظام واستهتاره بالشعب مثلاً او تريد ارسال رسالة معينة الى الشعب العراقي والعالم لتحقق هدفاً معيناً.
والاحتمال الاخر والذي لن ينفع فيه استخدام ورقة الشبيه من قبل الادارة الامريكية وهو اذا ما حدثت الانتفاضة ولكن بصورة مختلفة أي انها تكون موجهة ضد الاحتلال الامريكي لأرض العراق من قبل الشعب او الشعب والجيش معاً حتى وان كان ذلك بوجود رأس النظام او عدم وجوده وربما يكون ضد الاثنين أي قوى النظام والاحتلال معاً وهذا الاحتمال بالرغم انه ليس مستحيلاً ولكنه الابعد لانه يحتاج الى مقومات ادامته لمدة طويلة مثل الامدادات التي تسمح بأستمراره وعنصر القيادة الذي يقوم بتوجيهه وهذه الظروف غير متوفرة في الوقت الراهن بالحد المطلوب لقيام مثل هذا الافتراض حسب ما هو ظاهر ولكن اذا ما حدث مثل هكذا احتمال فأنه لن يدخل تحت عنوان التمرد والعصيان المسلح كما هو الحال ضد انظمة الحكم الفاسدة ولكن تحت تسمية المقاومة المسلحة للاحتلال والثورة على النظام اذا حدث في وقت واحد وقد يكون هذا ما حدث فعلاً في بعض اجزاء العراق تحت تأثير الاحساس برفض الغزو والاحتلال وظلم النظام ووحشيته من قبل جزء من الشعب العراقي وربما يكون الامر ليس كذلك.
تعليق