إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا الجهر بلعن صنمي قريش أبا بكر وعمر لعنهما الله ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا الجهر بلعن صنمي قريش أبا بكر وعمر لعنهما الله ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
    لماذا الجهر بلعن صنمي قريش أبا بكر وعمر لعنهما الله ؟
    نماذج من أحاديث أهل البيت عليهم السلام؛ في التبري وفضح أعداء آل محمد عليهم صلوات الله.
    ● جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له: «ابسط يدك أبايعك. قال: على ماذا؟ قال: على ما عمل أبو بكر وعمر. فمدّ عليه السلام يده وقال له: اصفق! لعن الله الإثنين! والله لكأني بك قد قُتلتَ على ضلال»! (بصائر الدرجات للصفار ، ص412).
    ● عن حجر البجلي قال: شككت في أمر الرجلين، فأتيت المدينة فسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن أول من ظلمنا وذهب بحقنا وحمل الناس على رقابنا أبو بكر وعمر. وعنه عليه السلام قال: لو وجد علي أعوانا لضرب أعناقهما !! (تقريب المعارف -الصفحة ٢٤٧).
    ● عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل: من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض، ومن تولى عدونا وترك ولايتنا، ومن تولى أبا بكر وعمر. (تقريب المعارف - الصفحة ٢٤٧).
    ● عن بشير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن أبي بكر وعمر فلم يجبني، ثم سألته فلم يجبني، فلما كان من الثالثة قلت: جعلت فداك أخبرني عنهما؟ فقال: ما قطرت قطرة دم من دمائنا ولا من دماء أحد من المسلمين إلا وهي في أعناقهما إلى يوم القيامة. (تقريب المعارف - الصفحة ٢٤٥).
    ● جاء قوم من المخالفين من أهل البصرة إلى الإمام الصادق (عليه السلام) فقالوا له: «ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟ قال: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك. قال: إذن تكفرون يا أهل البصرة! عائشة كبير جرمها، عظيم إثمها، ما أهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها! قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله! قال عليه السلام: وما طويتُ عنكم أكثر! أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم»! (دلائل الإمامة للطبري ، ص26).

    ● سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبي بكر وعمر فقال: «والله هما أول من ظلمنا حقنا وحملا الناس على رقابنا وجلسا مجلسا نحن أولى به منهما، فلا غفر الله لهما ذلك الذنب، كافران! ومن يتولهما كافر». قال راوي الخبر عبد الله بن كثير «وكان معنا في المجلس رجل من أهل خراسان (من المخالفين) يكنى بأبي عبد الله، فتغير لون الخراساني لمّا أن ذكرهما فقال له الصادق: لعلك ورعتَ عن بعض ما قلنا؟ قال: قد كان ذلك يا سيدي. قال: فهلّا كان هذا الورع ليلة نهر بلخ حيث أعطاك فلان بن فلان جاريته لتبيعها فلما عبرت النهر فجرت بها في أصل شجرة كذا وكذا! قال: قد كان ذلك، ولقد أتى على هذا الحديث أربعون سنة ولقد تبتُ إلى الله منه. قال: يتوب عليك إن شاء الله». (مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ، ج3 ، ص370).
    ونسألكم الدعاء.

  • #2
    ماحكم من عمل بالتقية وسكت عنهم ؟؟؟

    تعليق


    • #3
      لن يجيبك عمي الكرار حيدر انسى الموضوع افضل والا انا بجملة واحده اهدم كل ما قاله واجعله رغما عنه يعتقد بما نعتقد وبما قاله لنا اهل البيت عليهم السلام هو حافظ له روايتين وجاي
      الله المستعان

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

        حتى لا تتحول التقية إلى مرض !!
        لماذا إذا خرجت ثورة سياسية لايلتزمون بالتقية ؟؟ ولماذا إذا خرجت ثورة عقائدية دفاعاً عن أهل البيت عليهم السلام.. قالوا: لالالا تقية تقية تقية !! بالرغم إن الثورة السياسية يوجد بها القمع و الارهاب والسجن والقتل.. إلا انهم لا يلتزمون بالتقية وهذا امر مشروع؛ لكن؛ قضيتنا الرئيسية هي الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام وفضح أعدائهم وقتلتهم؛ فعندما تهدم مقدساتنا نسكت ونتقي !! وعندما يخرج لنا وغد يتطاول على الشعائر الحسينية والإمام الحسين عليه السلام؛ تقولون لنا أيضاً أسكتوا تقية تقية !! ماهذه التقية التي سوف تهدم عقيدتنا وديننا بالكامل؛ ونحن ساكتين !!
        وقد حذر إمامنا الصادق (عليه الصلاة والسلام) من أن يتخذ بعض مدعي التشيع؛ رخصة التقية حجة لقعودهم عن نصرة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) وتنبأ بأن هؤلاء سيستفحل عندهم هذا المرض إلى حد أنه عندما يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) فإنهم سيخذلونه وسيتحججون بالتقية! قال عليه السلام: ”إنما جُعِلَت التقية ليُحقَن بها الدم، فإذا بلغت التقيةُ الدمَ فلا تقية! وأيَّمُ الله لو دُعيتم لتنصرونا لقلتم: لا نفعل! إنما نتَّقي! ولكانت التقية أحبَّ إليكم من آبائكم وأمهاتكم! ولو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك ولأقام في كثيرٍ منكم من أهل النفاق حدّ الله“! (التهذيب ج6 ص172 عن أبي حمزة الثمالي رضوان الله عليه).
        لا يصح أن يتم تعميم التقية على كل العصور والأزمان لان كما قال امامنا الإمام الصادق عليه السلام: ”للتقية مواضع، من أزالها عن مواضعها لم تستقم له، وتفسير ما يُتّقى مثل أن يكون قوم سوء ظاهر حكمهم وفعلهم على غير حكم الحق وفعله، فكل شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لا يؤدي إلى الفساد في الدين فإنه جائز“. (الكافي ج2 ص168).
        سوف يقول البعض التقية ديني ودين ابائي واجدادي كما قال الامام الصادق عليه السلام؛ نقول نعم هي من الدين ولكن لها ((شروط))؛ وثانياً: ان زمن الامام الصادق عليه السلام كان زمن كانت التقية شديدة كان يجدر في ذاك الوقت العمل بالتقية اما الان من ماذا نتقي وقد عرف القوم كل ما نخفيه في عصر الإنترنت والفيس بوك وتويتر ؟!! اتكذبون علينا ام تكذبون على أنفسكم ؟!! ثالثاً: عندما قال الامام الصادق عليه السلام التقية ديني ودين ابائي واجدادي لم تدل على الوجوب ؟؟ هل قال ذلك احد من الفقهاء المتقدمين و المتأخرين ؟؟ ورابعاً: الم تنظروا الى سلمان ؟؟
        عندما تم تهديده من قبل اليهود بأن يكفر بالنبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) كما في تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) حديث 35 الحديث طويل وقد قطفت ما أراه محل الشاهد: يا سلمان ويحك أو ليس محمد قد رخص لك أن تقول كلمة الكفر [ به ] بما تعتقد ضده للتقية من أعدائك؟ فما بالك لا تقول (ما يفرج عنك) للتقية؟ فقال سلمان: إن الله تعالى قد رخص لي في ذلك ولم يفرضه علي، بل أجاز لي أن لا أعطيكم ما تريدون، وأحتمل مكارهكم، وأجعله أفضل المنزلتين، وأنا لا أختار غيره.
        والشيعي هو الذي يعمل بوصية الإمام الكاظم (عليه الصلاة والسلام): ”قل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك“. (تحف العقول لابن شعبة الحراني ص408).
        وقال قال الإمام العسكري (عليه الصلاة والسلام): ”شيعة علي عليه السلام هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت“! (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص319).
        وكما يقول سيد فقهاء عصرنا سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي في خطابه بمناسبة عيد الغدير الأغر: ”يكون العمل بالتقية حراماً إذا أوجب إخفاء الحق، فأبو ذر كان يعلم أن العمل بالتقية يوجب إخفاء الحق ومساندة الباطل، ولذلك رفض“.
        واخيراً: علّمنا أئمتنا (عليهم الصلاة والسلام) أن نعمل على ترك التقية وعدم الحاجة إليها، ولذلك نقرأ في الأدعية الشريفة: ”واجعلنا يا رب.. ممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك“. (دعاء يُدعى به عقيب زيارة المهدي صلوات الله عليه، رواه السيد ابن طاووس في مصباح الزائر ص219)“.
        فتأمل أخي الموالي الشيعي الحقيقي؛ ولاتفسر كل شي على مزاجك !! ولا تقعد عن نصرة أهل البيت عليهم السلام والدفاع عن مظلوميتهم؛ وفضح قتلتهم وأعدائهم لعنهم الله؛ وتتركها بحجة التقيه!!
        ومع السلامة.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          حتى لا تتحول التقية إلى انهزام وانكسار!
          ليس المراد من ولوج هذا المبحث إثبات مشروعية التقية في سياق محاججة الخصم المخالف، فذلك مما تم تناوله مرارا منا ومن غيرنا حتى ارتفع القلم عن بيان أفحم. وليس المراد تأسيس رأي جديد أو منهج خاص كما قد يظن بعض الذين قد يلتبس عليهم الأمر. وإنما يُراد بهذه المدوّنة إماطة اللثام عمّا اشتبه على بعض المؤمنين في حكم التقية في أصلها وموضوعها، سيما في زماننا هذا. وسنوجز القول ونبسّطه قدر الاستطاعة حتى لا تكون ملالة أو نقصان فهم.
          "التقية" قاعدة فقهية ثانوية، حكمها هو الجواز الاستثنائي لا الوجوب الإلزامي كما يظن خطأ بعض الناس، وهي تبيح للمكلّف ارتكاب أمر محرّم مخالف للحق التكليفي في الشارع اتقاء للضرر المحتمل وقوعه عليه إنْ امتنع عن المخالفة، أي مخالفة الحق. وقد أجمعت الطائفة المحقة على مشروعيته بالقطع واليقين، كتابا وسنة وإجماعا.
          أما الكتاب ففيه قوله عز وجل: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعلْ ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذّركم الله نفسه وإلى المصير". (آل عمران:28). وكذلك قوله عزّ من قائل: "من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم". (النحل:106).
          وأما السنة المطهرة فقد بلغت الروايات بشأن التقية حد الاستفاضة، ومنها ما عن معمّر بن خلاد قال: "سألت أبا الحسن عليه السلام (الكاظم) عن القيام للولاة؟ (أي العمل في سلك حكومتهم) فقال: قال أبو جعفر عليه السلام (الباقر): التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له". (الكافي ج2 ص219). ومنها ما عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام (الصادق) قال: "اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية، فإنه لا إيمان لمن لا تقية له". (الكافي ج2 ص218). ومنها ما عن أبي عمرو الكناني عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا في حديث أنه قال: "يا أبا عمرو.. أبى الله إلا أن يُعبد سرا، أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية". (المصدر نفسه). ومنها ما عن حريز عمّن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: "ولا تستوي الحسنة والسيئة" قال: "الحسنة التقية والإساءة الإذاعة". (المصدر نفسه). ومنها ما عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "التقية في كل شيء يضطر إليه ابن آدم، فقد أحلّه الله له". (المصدر نفسه) ونكتفي بهذا القدر.
          وأما الإجماع، أي إجماع علمائنا المتقدمين والمتأخرين، فمعلوم ولا خلاف فيه، وتشهد عليه سيرة المتشرّعة.
          · جائزة وليست واجبة بالأصل:
          وتفصيلنا في هذا المقام هو في الحكم، ثم نأتي إلى الموضوع، فنقول أن التقية - على القاعدة - ليست واجبة بل جائزة، ولا يقول أحد بوجوبها إلا في موارد تحقق الضرر، وفي هذا نظر أيضا في إطلاقه، وسنأتي على تفصيل ذلك.
          فقد أفاد الشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) في المكاسب بتقسيم التقية إلى الأحكام الخمسة، فقال: "الواجب منها: ما كان لدفع الضرر الواجب فعلا، وأمثلته كثيرة. والمستحب: ما كان فيه التحرّز عن معارض الضرر، بأن يكون تركه مفضيا تدريجا إلى حصول الضرر، كترك المداراة مع العامة وهجرهم في المعاشرة في بلادهم فإنه ينجرّ غالبا إلى حصول المباينة الموجب لتضرره منهم . والمباح: ما كان التحرّز عن الضرر وفعله مساويا في نظر الشارع، كالتقية في إظهار كلمه الكفر - على ما ذكره جمع من الأصحاب - ويدل عليه الخبر الوارد في رجُليْن أُخذا بالكوفة وأُمرا بسب أمير المؤمنين عليه السلام. والمكروه: ما كان تركها وتحمّل الضرر أولى من فعله، كما ذكر ذلك بعضهم في إظهار كلمة الكفر، وأن الأولى تركها ممن يقتدي به الناس إعلاءً لكلمة الإسلام. والمراد بالمكروه حينئذ ما يكون ضده أفضل. والمحرم منه: ما كان في الدماء". (المكاسب ص320)
          كما وذكر الشهيد الأول العاملي (قدس سره) في قواعده: "أن المستحب (من التقية) إذا كان لا يخاف ضررا عاجلا، ويتوهم ضررا آجلا، أو ضررا سهلا، أو كان تقية في المستحب، كالترتيب في تسبيح الزهراء (صلوات الله عليها) وترك بعض فصول الأذان. والمكروه: التقية في المستحب حيث لا ضرر عاجلا ولا آجلا، ويخاف منه الالتباس على عوام المذهب. والحرام: التقية حيث يؤمن الضرر عاجلا وآجلا، أو في قتل مسلم. والمباح: التقية في بعض المباحات التي يرجّحها العامة ولا يصل بتركها ضرر". (القواعد والفوائد ج2 ص158).
          فعلى هذا؛ يتضح أن حكم التقية يكون تارة واجبا، وأخرى مستحبا، وثالثة مباحا، ورابعة مكروها، وخامسة حراما. وليس كما يفهمه بعض الناس من أن التقية واجبة على كل حال. بل هي ساقطة إلا إذا قام ما يوجبها من الشرائط الموضوعية، وهي تدور مدار حدوث الضرر ووقوع الشر على النفس أو العرض أو المال أو ما شابه لا محالة، وإلا فلا تقية مطلقا، فلا يجوز للمكلّف أن يعمل بالتقية ويخالف الحق أو يكتمه إلا إذا وجد الضرر ماثلا أمامه، أو إذا احتمل أن ترك التقية سيؤدي إلى وقوع هذا الضرر تدريجا كما قرّروه.
          وكلامنا هنا هو في ما عدّه الشيخ الأعظم (قدس سره) مباحا من أصناف التقية، وذلك عندما يتساوى الإقدام على الضرر مع عدم الإقدام، وفي ما عدّه أيضا مكروها عندما يكون الامتناع عن التعرّض للضرر في سبيل إعلاء كلمة الإسلام حيث جعل الأولوية في عدم الامتناع ونقلها عن غيره من الأصحاب، ونضيف هنا أنه يستفاد من الروايات الواردة أن التقية ليست إلا رخصة استثنائية من الله سبحانه وتعالى لعباده، وليست إلزامية إلا مع شرط توهّم دفع الضرر عن النفس أو الجماعة بما لا يكون عكسه أفضل، أو إذا رأى المؤمن أن تركها في ظرف ما قد يؤدي إلى هدم الدين أو ما شابه، وهو ما قام به أئمتنا المعصومون (عليهم الصلاة والسلام) الذين عملوا بالتقية ووصّوا أتباعهم - في أزمنتهم - ورغّبوهم بها حفاظا على بيضة الإسلام والتشيّع الحق.
          ولا يُقال: إن التقية واجبة إلزاما حتى في حال رأى المؤمن نفسه متعرّضا للضرر في سبيل الدين لقوله عليه السلام: "التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له"؛ لأنه يُقال: إنّا لو أخذنا هذا المعنى لكانت مع ذا أيضا معارضة بالروايات الأُخَر الدالة على الرخصة والتخيير، فيبقى الحكم على ما هو من الجواز الاستثنائي لا الوجوب المطلق إذ لم يقل بذلك أحد لا من المتقدّمين ولا من المتأخّرين. وعند مراجعة الآيتين الكريمتين اللتين صدّرنا بهما البحث تتكشّف حقيقة أن التقية استثنائية لحفظ النفس اتقاء لوقوع الضرر البالغ، ولا دليل في الآيتين على الوجوب أو الإلزام كما لا يخفى. وإلى ذلك تشير الروايات الشريفة أيضا كما أسلفنا. ولا يمكن - والحال هذه - القول بأن التقية إلزامية استنادا إلى "لا دين لمن لا تقية له" لأن الإطلاق لا يتم عند المقابلة والمعارضة مع الأدلة الأخرى، والتي تكون - إذ ذاك - أكثر توضيحا للمعنى الشرعي.
          · الضرورة حاكمة:
          على أنه قد يُقال بأن اللجوء إلى التقية في مورد الدفاع عن الدين لا يكون إلا في أقصى حالات الضرورة، أي إذا وصل السيف الرقبة أو ما دون ذلك مما يدخل ضمن هذا الإطار، إذا كان ذلك في سياق المصلحة الإسلامية أو النهوض بأمر التبليغ. ذلك لأن الآية الكريمة تشير إلى الإكراه "إلا من أُكره"، والإكراه هنا يوحي بالشدة والقسوة والتيقّن من وقوع الضرر البالغ الأكيد، ويتأكد هذا المعنى عند مراجعة أسباب النزول حيث كان التهديد بالقتل وهو أشدّ ما يقع من الضرر اتفاقا، كما يتأكد إذا لاحظنا أن حكم الاستثناء - أي حكم التقية - قد جاء في الآيتين الكريمتين من مستثنى يعدّ أكبر الكبائر، وهو الكفر بالله جل وعلا، واتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وبهذه المقايسة يمكن القول بأن ما يستلزم اللجوء إلى هذا الحكم الاستثنائي لا يكون إلا وقوع ضرر بالغ أكيد يبرّر الإقدام على هذه الكبيرة الخطيرة. ولكن هذا القول محلّ تأمل من حيثية ورود الوسعة والعموم في اللجوء إلى التقية حيثما كانت ضرورة وذلك في لسان الروايات، وهو - أي ذلك القول السابق - إذ ذاك محلّ إشكال، لكنه لا يخلو من قوة في موضوع توقّف إعلاء كلمة الإسلام أو تحقيق المصلحة الإسلامية، إذ يجوز تارة ويستحب أخرى ترك المكلّف للتقية إنْ وجد أن في تركها مصلحة للدين حتى وإن كان فيها ضرر شخصي يقع عليه.
          يدل على الجواز في ترك التقية ما رُوي من أن رجلين من أهل الكوفة اعتُقِلا فطالبتهما السلطات الأموية بالبراءة من أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) وإلا قتلتهما، فبرئ أحدهما وأبى الآخر، فأُطلق سراح المتبرئ وقُتل الممتنع. فبلغ ذلك الإمام الباقر (عليه الصلاة والسلام) فقال: "أما الذي برئ فرجلٌ فقيه في دينه، وأما الذي لم يبرأ فرجلٌ تعجّل الجنة". (بحار الأنوار ج72 ص436).
          قال العلامة المجلسي في تعليقه على الرواية آنفة الذكر: "يدل على أن تارك التقية جهلا مأجور، ولا ينافي جواز الترك". (المصدر نفسه).
          كما يدل على الجواز بل والاستحباب في ترك التقية إنْ توقّفت عليها مصلحة الإسلام ما رُوي من أن مسيلمة الكذّاب (لعنة الله عليه) قد أخذ رجليْن من المسلمين وأمرهما بالشهادة له بأنه رسول الله وإلا قتلهما، فأذعن الأول لذلك وشهد فأخلى سبيله، وأبى الآخر فقتله. فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: "أما الأول فقد أخذ برخصة الله، وأما الثاني فقد صدع بالحق، فهنيئا له". (البحار عن غوالي اللئالي ج72 ص434).
          · رخصة يمكن تركها:
          فالتقية إذن رخصة لمن أخذ بها، ومَن تركها يكون معذورا إن كان جاهلا وهو على كل حال مأجور، أما إن توقّفت عليها مصلحة الإسلام وإعلاء كلمته والصدع بالحق والقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فذلك مما لا كلام في استحبابه الأكيد، وأعظم دليل عليه ما قام به سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) إذ نهض بوجه الظالمين تاركا للتقية رغم تحقّق شرائطها الموضوعية كما لا يخفى حيث كان على شفا القتل والهلاك، وما ذاك إلا لأن المصلحة الإسلامية الكبرى كانت في ترك التقية والتضحية في سبيل الله حفظا للدين، بينما كانت المصلحة في زمان من تلاه من الأئمة الأطهار (عليهم السلام) في العمل بالتقية حفظا لوجود الأئمة وشيعتهم ولئلا يندثر ذلك الوجود أو ينضمر في ظل الإرهاب والملاحقات الأمنية التي كانت دأب السلطة آنئذ، ما كان يتطلّب إخفاء المؤمنين لأنفسهم وما يعتقدون وما يعملون حتى لا يُعرف أنهم من شيعة علي عليه السلام.
          وعلى سبيل المثال لو أن مؤمنا وجد نفسه متعرّضا للقتل أو الحبس أو التعذيب أو التشريد أو ما شابه من الضرر، وكان يجد في قبال ذلك نصرةً للدين تستوجب التضحية منه، جاز له، بل استحب له أن يضحي ويعرّض نفسه للضرر، ولا ضير عليه في ذلك، ونقول: لا ضير، ولا نقول: يجب، فتأمّل.
          قال في التنقيح: "وإذا كانت المفسدة المترتبة على فعل التقيه أشد وأعظم من المفسدة المرتبة على تركها، أو كانت المصلحة في ترك التقية أعظم من المصلحة المترتبة على فعلها، كما إذا علم بأنه إن عمل بالتقية ترتب عليه اضمحلال الحق، واندراس الدين الحنيف، وظهور الباطل، وترويج الجبت والطاغوت، وإذا ترك التقية ترتب عليه قتله فقط، أو قتله مع جماعة آخرين، ولا اشكال حينئذ في أن الواجب ترك العمل بالتقية، وتوطين النفس للقتل، لان المفسدة الناشئة عن التقية أعظم وأشد من مفسدة قتله.. ولعله من هنا أقدم الحسين عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم على قتال يزيد بن معاوية عليهما اللعنة وعرضوا أنفسهم للشهادة، وتركوا التقية عن يزيد لعنه الله وكذا بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام بل بعض علمائنا الابرار قدس الله أرواحهم وجزاهم عن الاسلام خيرا كالشهيدين وغيرهما". (بحث الطهارة لآية الله الخوئي ج4 ص257).
          ولا أولوية على المكلّف في العمل بالتقية مطلقا، بل في ذلك نظر كما يقول العلامة المجلسي قدس سره، ويدلّ عليه ما وقع من ميثم التمّار (رضوان الله عليه) إذ أبى البراءة من الأمير (عليه السلام) في القصة المشهورة، وإن كان الدليل قائما على نهيه من البراءة من قبل الأمير صلوات الله عليه، لكن النهي ليس خاصا ويستفاد منه العموم.
          وفي رواية الرجليْن الكوفيين التي مضى الكلام فيها مزيد استفادة، فإن الإمام (عليه السلام) عبّر عن الرجل المتبرئ بالفقيه في دينه، هذا مع ورود النهي عن البراءة في النص إذ قال عليه السلام: "أما السب فسبّوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرؤوا مني فإني وُلدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة". (نهج البلاغة: 57). فكيف يكون فقيها وقد ارتكب محرّما منهيا عنه بإبداء البراءة حيث ورد أنه قد تبرّأ فأُطلق سراحه؟
          الجواب هو أن المنع عن البراءة لم يكن دائميا بل كان هذا التوجيه منه (سلام الله عليه) لأهل عصره ملاحظة لأوضاعهم وظروفهم حيث كانت المصلحة الإسلامية في عدم التبرؤ مهما حصل ووقع حتى تتوكّد أركان التشيّع بعد رحيل رمزه واستشهاده، فإن رحيل القائد يوجب في معظم الأحيان تخلخل القاعدة المؤمنة به فينبغي حينئذ لها ما يدّعمها ويحفظ كينونتها، والإصرار على الموالاة وعدم التبرؤ هو ملاك واضح لذلك الحفظ. أما تعبير الباقر (عليه السلام) عن الرجل بالفقاهة إنما كان لكونه في موقفه ذاك مصيبا تمام الإصابة في اجتهاده الشرعي، عالما بجواز لجوئه إلى التقيّة لحفظ نفسه ولم يكن في تركها ضرر على المصلحة الدينية، أو خدش لكرامة ومقام الإمامة، بينما كان الرجل الآخر خاطئا في اجتهاده ولكنه على كل حال مأجور حسن العاقبة متنعّم في الآخرة. والاستفادة هي في أن التقية لا تكون في كل زمان ومكان، وإلا لكان إبداء البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام) جائزا في كل زمان ومكان والعياذ بالله، وليس ذلك كذلك، بل للقاعدة شواذ واستثناءات كما أوضحنا، فإن اللجوء إلى التقية مرهون بملاحظة الأوضاع العصرية والمكانية حتى يتحقق الموضوع المؤدي إلى حملها عليه حكما. وسنفصّل عما قليل في تطبيق هذا الكلي على جزئي زماننا، إن جاز هذا التعبير في المنطق.
          ونقول خلاصة لما سبق أن على المؤمن أن يقيّم الوضع والموقف بنفسه، فإذا رأى أن الكفّة تميل لصالح اللجوء إلى رخصة التقية وأن ذلك اللجوء لن يؤثر سلبا على المصلحة الإسلامية جاز له ذلك، بل قد يجب في أحيان. وإذا رأى أن الكفة تميل إلى ترك التقية وأن ذلك أكثر مواءمة للمصلحة الإسلامية جاز له ذلك، بل قد يستحب في أحيان.
          والاختيار موكول للمؤمن واجتهاده، ويدل عليه ما عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام (الباقر) أنه قال: "التقية في كل ضرورة، وصاحبها أعلم بها حين تنزل به". (الكافي ج2 ص219). وهي دالة بوضوح على أن التقية منوطة بتقييم المكلّف لموضوعه وهو أعلم بنفسه كما قال تعالى: "إن الإنسان على نفسه بصيرة". (القيامة: 14). وعلى هذا لا يجوز لأحد أن يتدخّل في تشخيص المكلّف لموضوع التقية بالنسبة إلى نفسه إذا لم يجد ضرورة في اللجوء إليها، إلا أن يخطّئه من جهة عدم سلامة اجتهاده في تطبيق المسألة، إذ لا تقليد في الموضوعات إلا إذا حكم الفقيه فيها على قول القائلين بولاية الفقيه.
          والذي يبدو جليّا في زماننا هذا أن لا موضوع للتقية إلا ما خرج بالدليل في أمكنة وظروف معيّنة، وهي نادرة. ونقول أنه لا موضوع على الأغلب باعتبار ما نلمسه وما نشاهده من انفتاح العالم على أهله وشعوبه، وتغيّر الظروف السياسية بما يتيح للمؤمن أن يعمل طبق مذهبه، وأن يقيم شعائره، وأن يعبّر عن عقيدته وآرائه. وهذا الحال هو في الجملة، فإذا وقع ضرر على أحد من المؤمنين فالكلام هنا هو في جهتين: الأولى؛ هل أن هذا الضرر مما يمكن التسالم على أنه عام أم أنه ضرر خاص؟ فإذا كان خاصا فالموضوع - بالتبع - خاص وليس عاما وحينها يجب أن لا ينجرّ الجميع للعمل بالتقية لانتفاء الموضوع العام. والثانية؛ هل أن هذا الضرر كانت تقابله مصلحة دينية أكثر رجحانا، فإن كان ذلك سليما فالصواب هو استحباب تحمّل ذلك الضرر والتضحية بالنفس في سبيل استقامة دين الله تعالى أو تبليغه، كما سبق بيانه.
          قال في القواعد الفقهية: "وهذا الذي قلنا من استحباب التقية أو وجوبها كان في الأزمنة السابقة في أيام سلاطين الجور الذي ربما كان تركها ينجرّ إلى قتل الإمام عليه السلام، أو إلى قتل جماعة من المؤمنين، وأما في هذه الأزمنة - بحمد الله - حيث لا محذور في العمل بما هو الحق ومقتضى مذهبه في العبادات والمعاملات، فلا يوجد موضوع للتقية". (القواعد الفقهية لآية الله البجنوردي ج5 ص54).
          هذا والمؤّمل في المؤمن أن يسعى لتجنّب التقية بخلق الظروف التي تسمح له بممارسة شعائره التعبّدية والصدع بالحق كما أمر الله تعالى، فإن ذلك يدخل في إطار الاستقامة المطلوبة شرعا. بمعنى أن على المؤمن أن يسأل من الله تعالى أن لا يلجأ إلى التقيّة يوما ما، لأنها استثناء وليست أصلا، ولذا فإننا نقرأ في دعاء الغيبة: "واجعلنا يا رب.. ممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك". (مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص415 وبحار الأنوار ج53 ص190 وسائر كتب الأدعية).
          وهذا الدعاء مروي عن إمامنا الحجة المنتظر (أرواحنا فداه) عبر نائبه الأول عثمان بن سعيد الأسدي العمْري سلام الله عليه. وهو تعليم لنا بضرورة السعي لترك التقية وعدم الاحتياج إليها، فإن ذلك قد يمهّد في قيام القائم صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه، وإن كان يرد على ذلك بورود رواية مضمونها أنه كلما اقترب هذا الأمر كان الاحتياج إلى التقية أشد، وهي محلّ بحث عندي ليس هنا محلّه.
          · التقية لا تعني ترك التبليغ:
          وما يتوهّمه بعض الناس من أن التقية معناها ترك التبليغ الديني لئلا تقع مشاحنة مع الطرف الآخر الذي يرفض بعض الخصوصيات العقائدية للتشيع كالبراءة من أعداء الله هو خطأ كبير، فمجرّد المشاحنة لا يحقق موضوعا كافيا للتقية في هذا الزمان بناء على مقتضى الأدلة، إذ لا ضرر، إلا إذا قلنا بأنها - أي المشاحنة - تستلزم التنفير فيكون البحث فيها في جهة أخرى، غير أن ذلك إذا وُزِن في قبال أمرين؛ ارتفع: أولهما؛ أن سمة الأطراف العقيدية المتقابلة في زماننا هي المشاحنة حتى أصبح ذلك من المعتاد في ساحات المناظرة والجدال، فكل طرف يتحدث بطلاقة وصراحة عما يعتقده في الآخر وهو عالم بأن كلامه قد يستوجب التنفير بضميمة ما في العقائد ذاتها من التناقض والتعاكس، وقد أصبح ذلك سمة اعتيادية، وعليه فلا شذوذ في ذلك حتى نقبّحه، بل قد نقول بأن التنفيز منتفٍ بفعل الاعتياد، أو بلحاظ أنه يأتي كردّ فعل على ما بدأه المخالف، وقد قال تعالى: "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه"، وأن ذلك هو مقتضى التوازن في مجابهة الخصم. وثانيهما؛ أن التصريح بالبراءة في ظل قوة الأدلة يحقق ما قرّرناه آنفا في بعض المحاضرات من أنه يمثّل صعقة الاستيقاظ - إن جاز التعبير - التي يقوم بها الأطباء كهربائيا لإنقاذ المريض الذي يدنو من الموت، فرغم أن في تلك الصعقة أضرار لكنها تهون في قبال الأهم، وهو إنقاذ المريض. وهكذا فإن إعلان البراءة من أعداء الله تعالى وإيراد الأدلة على كفرهم وظلمهم لأهل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام) رغم أنه يوجع ابتداءً كتلك الصعقة، لكنه ضمن قاعدة (الأهم والمهم) أولى نتيجةً.
          يجب على المؤمنين أن لا يفكروا يوما ما في التخلي عن فضح وتعرية أعداء أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) بحجة أن ذلك يثير سخطا عند الطرف المخدوع بهؤلاء، لأن ذلك التخلي عدا عن كونه مخالفة شرعية خطيرة إذ يجب إظهار البراءة من أعداء الله على ما أفتى به فقهاؤنا؛ فإنه يعني عمليا المشاركة في تغييب أبناء العامة عن معرفة الحقيقة وعرقلة وصولهم إلى الحق وصدّهم عن الإيمان بولاية أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.
          ولا يخفى أنه لا إيمان بالولاية بلا إيمان بالبراءة، ولن يركب أحد سفينة النجاة دون أن يتخلص من طحالب رجال السقيفة المتراكمة منذ مئات الأعوام. وليس مهما أن نتفق على أسلوب الفضح والتعرية فإن لكل أسلوبه وذوقه على أن تكون كل تلك الأساليب تحت ضابطة شرعية، ولكن المهم هو المبدأ الذي ينبغي عدم التخلي عنه مطلقا خاصة في ظل عدم وجود ما يبرّر ذلك تقيّة. وإن من أشد ما ينبغي أن يُستهجن في هذا العصر قيام البعض بتعطيل هذا المبدأ حتى لا يقع في إحراجات أمام الطرف المخدوع، في حين أنه لم يكترث بوقوعه في إحراجات أمام مولاتنا الزهراء (صلوات الله عليها) وسائر الأئمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم!!
          إن نزع أستار الباطل وكشف قتلة أهل البيت على حقيقتهم المروعة ليس محرجا بل مورد افتخار واعتزاز، ومخطئ من يقول أنه كما أننا لا نرضى بأن يتعرضوا لأئمتنا فكذلك يجب أن لا نتعرض لأئمتهم، لأن هذه المقارنة مجحفة وغير عادلة لعدة أسباب من أهمها أننا عندما نوجه نقدنا للخلفاء ومن تلاهم فإن ذلك مبني على حقائق تاريخية موضوعية وليس هو من نسج الخيال، وحين نقول أن فلانا مثلا ظالم فإن لنا الأدلة الكافية على ذلك، وكل منصف ليس أمامه من خيار سوى قبول هذه الأدلة وبالتالي قبول توجيه النقد بعد ثبوت انتفاء قداسة هذه الشخصية، أما الحال مع آل محمد (صلوات الله عليهم) فمختلف جذرا وأساسا، في الصغرى والكبرى، ففضلا عن أن الأمة قد أجمعت على قداستهم وعدم جواز التعرض لهم إطلاقا؛ فإنه ليس هناك في طول التاريخ الإسلامي وعرضه ما يمكن أن يعتبر دليلا يقدح في ذواتهم المقدسة أو يطعن في سيرتهم الطاهرة، فلا يمكن للمنصف والحال هذه أن يقبل بمسهم أو التجرؤ عليهم لأن كل تجرؤ يكون مبنيا على غير الحقيقة وعلى التجني الفاحش، وهذا مرفوض شرعا قبيح عقلا.
          أما أن تستمر حالة إخفاء وكتمان الحقائق هذه، فذلك مما نأباه ولا نريده لأحد من المؤمنين، فليس هو بتقية، بل هو الانهزام والانكسار والتصاغر بعينه، وقد اشتبه على بعض المؤمنين أمر التقية حتى ظنّوه ذلك، فوجب علينا التنبيه، سائلين المولى أن يزيدهم وعيا، وأن يرفع غشاوة الخديعة عن أعين بقية المسلمين من البكرية وغيرهم حتى يتبعوا أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، ويتبرؤوا من أعدائهم عليهم اللعنة والعذاب.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            المرجع الشيرازي: أحياناً يكون العمل بالتقية حراماً إذا أوجب (إخفاء الحق)
            عشية حلول عيد الله الأكبر، عيد الغدير الأغرّ، تطرّق المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في درسه (خارج الفقه) صباح اليوم الأربعاء الموافق للسابع عشر من شهر ذي الحجّة الحرام 1431للهجرة، تطرّق إلى هذه الذكرى العظيمة وقال:
            قال مولانا الإمام عليّ الهادي صلوات الله عليه في الزيارة الغديرية مخاطباً جدّه الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «ولقد أوضَحْتَ ما أشكل من ذلك لمن توهّم وامترى بقولك صلى الله عليك قد يرى الحُوَّلُ القُلَّبُ وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين» (1).
            وقال سماحته موضّحاً: إن معنى كلام الإمام صلوات الله عليه هو: إنني أعلم وجه الحِيَل ولكن يمنعني من ذلك تقوى الله تعالى، لكن غيّري لأنه عاصياً لله تعالى فإنه لا يتوانى عن فعل أي شيء، وعن استعمال أي مكر وأية حيلة.
            وقال سماحته: إن للغدير تربية خاصة، وفي المقابل هنالك للخط المضاد للغدير أيضاً تربية خاصة به. فالملاك في تربية الغدير هي طاعة الله والعمل بأوامره ونواهيه في كل شيء، وبعبارة أخرى إن هدف الغدير هو الطاعة الكاملة لله تعالى.
            أما الملاك في الخط المضاد للغدير فهو التسلّط والحكومة بأي ثمن كان ومهما كانت الوسيلة. وبعبارة أخرى إن الخط المضاد للغدير لا يعرف معنى لطاعة الله ولا للإمتثال لأوامره ونواهيه جلّ وعلا.
            إن الغدير يصنع إنساناً، أما الخط المضاد للغدير فإنه يصنع ظالماً.
            وأشار سماحته إلى نماذج من تربية الغدير ونماذج من تربية الخط المضاد للغدير بذكره شواهد من التاريخ، وقال: لقد حفل التاريخ بالكثير من الشواهد والنماذج ممن ترّبوا على تربية الغدير، ومنهم أبوذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه.
            إن أباذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه كان في بادئ أمره ـ أي قبل الإسلام ـ من قطّاع الطرق، ولكنه وبعد أن اسلم وتربّى في مدرسة الغدير، صار من خلّص المؤمنين وارتقى في ذلك أن آل أمره بأن مات جوعاً وذلك بسبب دفاعه عن الغدير وعن ولاية الإمام أميرالمؤمنين صلوات الله عليه. ولقد حاول عثمان أن يستميل أباذر بأن أرسل إليه مقداراً من الأموال بواسطة أحد مواليه وكان قد وعده بالحرية إن قبلها منه أباذر، فلما رفضها قال مولى عثمان لأبي ذر: اقبلها فإن فيها عتقي، فقال له أبي ذر: لكن فيها رقّي.
            ومن الذين ربّاهم الغدير هو محمد ابن أبي عمير. فقد كان ابن أبي عمير بزّازاً وكان ثرياً، وبسبب كونه من أصحاب الإمام الكاظم صلوات الله عليه، صادر هارون العباسي أمواله كلها وحبسه في السجن 17 عاماً ومارس بحقّه أشدّ أنواع التعذيب. وعندما خرج ابن أبي عمير من السجن، خرج فقيراً لا يملك حتى درهماً واحداً. وكان ابن أبي عمير قد أقرض شخص مبلغاً من المال قبل أن يودع السجن، فعندما أطلق سراح ابن أبي عمير جاء ذلك اشخص لزيارته، فرأى ما على ابن أبي عمير من الفقر، فقام ببيع داره وجاء بمبلغه وأعطاه لابن أبي عمير وقال له هذا دَينك ليّ. فامتنع ابن أبي عمير من أخذ المبلغ وقال له: سمعت من أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه أنه قال: «لا تُباع الدار بالدَين» (2).
            وعقّب سماحته: لقد كان بإمكان ابن أبي عمير أن يقبل المال من ذلك الشخص ولم يكن عليه أي حرج، لأن الشخص المذكور قام باختياره ببيع داره، لكن ابن أبي عمير امتنع عن قبول ذلك لأنه من تربية الغدير، مع أنه كان بأمسّ الحاجة حتى إلى الدرهم الواحد.
            نعم، هكذا يربّي الغدير، أي مثل أبي ذر ومثل ابن أبي عمير. فالغدير يربّي الصالحين، وإن أباذر وابن ابي عمير ومن تربّى مثلهم على تربية الغدير هم الذين يربّون المجتمع الصالح والأمة الصالحة.
            وفي سياق حديثه أشار سماحته إلى نماذج ممن صنعهم الخط المضاد للغدير وقال: إن الذين حكموا باسم الإسلام وادّعوا أنهم خلفاء الرسول كذباً ودجلاً من بني أمية وبني العباس وغيرهم صنعوا قانوناً وجعلوه أساس حكمهم وسلطتهم، وهو: من لا يبرأ من عليّ يدفن حيّاً. وقد ارتكبوا جرّاء ذلك الكثير والكثير من الجرائم، ومنهم ابن زياد. ومن أفعال ابن زياد أنه قبض على ميثم التمّار رضوان الله تعالى عليه وقال له: لتبرأنّ من عليّ ولتذكرنّ مساوئه وتتولّى عثمان وتذكر محاسنه أو لأقطعنّ يديك ورجليك ولأصلبنّك (3). فلم يعمل ميثم بذلك واستشهد رضوان الله تعالى عليه.
            وعقّب سماحته: لاحظوا كيف أن الذين ربّاهم الغدير كانوا على ثبات في أمرهم وفي حبّهم وولائهم للإمام أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بحيث لم يتنازلوا عن ذلك حتى بالظاهر أي بالتقية. فميثم التمار كان يعلم جيداً ويفهم معنى التقية ومجالات العمل بها، لكنه لم يعمل بها وفضّل الموت عليها.
            وفي مجال جواز العمل بالتقية أو عدم جواز ذلك أوضح سماحته: أحياناً يكون الإنسان مخيّراً في العمل بالتقية أو عدم العمل بها، وهذا ما صرّحت به الروايات الشريفة، ولا إشكال في ذلك. فعمّار بن ياسر مثلاً عمل بالتقية فنجى من الموت، أما والداه فلم يعملا بالتقية واستشهدا. وأحياناً يكون العمل بالتقية حرام، لأنه يوجب إخفاء الحق. فأبي ذر كان يعلم أن العمل بالتقية يوجب إخفاء الحق ومساندة الباطل لذلك رفض ما أرسله عثمان، وقال: «قد أصبحت غنيّاً بولاية عليّ بن أبي طالب وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ» (4).
            واعتبر سماحته الجرائم التي تقع اليوم في البلاد الإسلامية وغيرها بأنها من امتدادات الخط المضاد للغدير وقال: انظروا إلى حال الدول الإسلامية اليوم، فكم فيها من المظالم كالتعذيب والقتل، والتفجيرات.
            انظروا إلى العراق، فكم ارتكبت بحقّه الجرائم من قِبل الذين صنعهم الخطّ المضاد للغدير.
            لقد ملأوا العراق بالمقابر الجماعية التي لازالت تكتشف إلى ساعتنا هذه، وكم قتلوا من الأبرياء في ذلك البلد، وكم فجّروا في كربلاء المقدّسة والنجف الأشرف والكاظمية المقدّسة وفجّروا المرقد الطاهر للإمامين العسكريين صلوات الله عليهما في سامراء المشرّفة. وكم فجّروا وقتلوا الأبرياء في باكستان وأفغانستان وفي غيرها من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية.
            وأكد دام ظله: لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبة الغدير:«فليبلّغ الشاهد الغائب» (5). وهذا الخطاب من رسول الله صلى الله عليه وآله يصدق علينا نحن أهل العلم. ففي طليعة مسؤولياتنا اليوم، بل وأهمها وعلى رأسها هي تعريف الغدير ومبادئ الغدير وأحكام الغدير وفكر الغدير وثقافة الغدير للبشرية جمعاء.
            إن العمل بهذه المسؤولية اليوم ضروري جداً ولا يزاحم الواجب العيني.
            لذا فمع تيسر الإمكانات في عصرنا الحالي، على أهل العلم الذين يتمتعون بطاقات وقدرات كبيرة، عليهم أن يقوموا بهذه المسؤولية ويؤدّوها، وهي تعريف ونشر الغدير للناس جميعاً.
            وختم سماحته كلمته بقوله: أبارك هذا العيد السعيد وهو أعظم الأعياد إلى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وأرجو الله تعالى أن تشملنا رعاية مولانا الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف كي نقوم بهذه المسؤولية على أحسن وجه. وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
            ====
            المصادر:
            1) بحار الأنوار: ج97/ باب 5 زياراته صلوات الله عليه المختصّة بالأيام و.../ ص364.
            2) وسائل الشيعة: ج18/ باب 11 أنه لا يلزم الذي عليه الدَين بيع ما لابد له منه .../ ص339/ ح23801.
            3) رجال الكشي: ميثم التمّار/ ص85.
            4) المصدر نفسه: أبوذر/ ص27.
            5) أصول الكافي: ج1/ باب ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسوله على الأئمة.../ ص290.

            ومع السلامة.

            تعليق


            • #7
              الحمد لله الذي جعلكم هكذا ضعفاء لا تستطيعون أن تقولوا الحق الذي أنتم عليه وتتصارعون بين أنفسكم في هذا الحق هل يعلن ام يستر
              جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا

              تعليق


              • #8
                أنا نفسي اللي ينادون بترك التقية ان يأتوا السعودية ويجاهروا بلعن ابو بكر وعمر وعائشة ام ان ترك التقية فقط في لندن !!!

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد الكريم ش
                  الحمد لله الذي جعلكم هكذا ضعفاء لا تستطيعون أن تقولوا الحق الذي أنتم عليه وتتصارعون بين أنفسكم في هذا الحق هل يعلن ام يستر
                  جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
                  أهم شيء كلنا متفقين على لعن ابو بكر وعمر سواء بالجهر ام بالسر ولا تنسى ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدأ دعوته بالسر

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                    التقية عند الشيعة الإمامية

                    ومع السلامة.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                    ردود 2
                    12 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                    بواسطة ibrahim aly awaly
                     
                    يعمل...
                    X