إن قال قائل: بما أن رسول الله
قال قولوا اللهمّ صلّ على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، و جعل تشبيه أهل بيته بأهل بيت إبراهيم في كيفية الصلاة عليه، فذلك معناه أنّ أهل بيت محمّد
هم نساؤه لأنّ أهل بيت إبراهيم هي امرأته حيث أن الملائكة خاطبوها بالآية القرآنيّة التالية ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ و الدليل من كتاب الله هو ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجيب قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾.
أجيبه: لنفترض جدلا أنّ أهل بيت إبراهيم هي امرأته. فذلك لا يدلّ على أنّ أهل بيت النّبيّ نساؤه، حيث أنّ النّبيّ
لم يشبّه آل إبراهيم بآل بيته بل شبّه صلاة الله على آل إبراهيم بصلاة الله على آل بيته. و شبّه بركات الله على آل إبراهيم ببركات الله على آل بيته.
أمّـا أنا فأقـول و على الله حسن القبول:
إنّ المخاطب الرئيسيّ في القصّة كان إبراهيم عليه السلام بدليل قوله تعالى ﴿قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ﴾ و قوله تعالى ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾ و بعد ذلك دخلت امرأة إبراهيم في حوار مع الملائكة لوجودها حاضرة معه حيث قال تعالى ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌعَجيب قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ فمن بلاغتهم عليهم السلام أن أجابوها بالإستفهام الإنكاريّ و أنهوا الحوار معها.
ثمّ خاطبوا إبراهيم عليه السلام بقولهم ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ بدليل الآية التي تليها ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾. فالظاهر من القصص المتقدّم أنّ المقصود بآل إبراهيم هم أنبياء بني إسرائيل لورود البشارة بالأوّل و الثاني منهم.
و مما يعزّز هذا هو وجود آية قرآنيّة وحيدة بها عبارة (آل إبراهيم) يقول الله تعالى فيها ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾ و هم أنبياء بني إسرائيل.
و كما أنّ محمّدا و آل محمّد هم أهل البيت المقصودون بقوله تعالى ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. فإبراهيم و آل إبراهيم هم أهل البيت المقصودون بقوله تعالى ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْل الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ و لإشتمال أهل البيت على إبراهيم عليه السلام فقد ذهب عنه الرّوع إثر دعاء الملائكة المتقدّم.
وصلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين.


أجيبه: لنفترض جدلا أنّ أهل بيت إبراهيم هي امرأته. فذلك لا يدلّ على أنّ أهل بيت النّبيّ نساؤه، حيث أنّ النّبيّ

أمّـا أنا فأقـول و على الله حسن القبول:
إنّ المخاطب الرئيسيّ في القصّة كان إبراهيم عليه السلام بدليل قوله تعالى ﴿قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ﴾ و قوله تعالى ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾ و بعد ذلك دخلت امرأة إبراهيم في حوار مع الملائكة لوجودها حاضرة معه حيث قال تعالى ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌعَجيب قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ فمن بلاغتهم عليهم السلام أن أجابوها بالإستفهام الإنكاريّ و أنهوا الحوار معها.
ثمّ خاطبوا إبراهيم عليه السلام بقولهم ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ بدليل الآية التي تليها ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾. فالظاهر من القصص المتقدّم أنّ المقصود بآل إبراهيم هم أنبياء بني إسرائيل لورود البشارة بالأوّل و الثاني منهم.
و مما يعزّز هذا هو وجود آية قرآنيّة وحيدة بها عبارة (آل إبراهيم) يقول الله تعالى فيها ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾ و هم أنبياء بني إسرائيل.
و كما أنّ محمّدا و آل محمّد هم أهل البيت المقصودون بقوله تعالى ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. فإبراهيم و آل إبراهيم هم أهل البيت المقصودون بقوله تعالى ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْل الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ و لإشتمال أهل البيت على إبراهيم عليه السلام فقد ذهب عنه الرّوع إثر دعاء الملائكة المتقدّم.
وصلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين.
تعليق