نزول عيسى بن مريم عليه السّلام
من المواضيع التي ينبغي إلقاء الضوء عليها: نزول عيسى بن مريم عليه السّلام في آخر الزمان، واقتداؤه بالإمام المهدي عليه السّلام، ومساهمته في عملية إرساء العدل وبسطه في ربوع البسيطة بقيادة الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام.
وقد ذكرنا أنّ أتْباع الأديان الأخرى يشتركون مع المسلمين في الاعتقاد بعودة عيسى عليه السّلام، وإن كان الدور الذي سيقوم به مُبهماً لديهم إلى حدّ ما.
وقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله روايات متواترة في نزول عيسى عليه السّلام تطرّقنا إلى ذِكر بعضها، ونُضيف أنّه رُوي في تفسير قوله تعالى: « لِيُظهِرَهُ علَى الدِّينِ كلِّه »(25) قيل: عند نزول عيسى عليه السّلام، حين لا يبقى على وجه الأرض كافر(26).
وروي في تفسير الآية: إذا نزل عيسى لم يكن في الأرض إلاّ دين الإسلام(27)، وروي في تفسيرها: لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ صاحب ملّة إلاّ الإسلام، حتّى تأمن الشاةُ الذئبَ، والبقرةُ الأسدَ، والإنسانُ الحيّة، وحتّى لا تقرض فأرة جراباً، وحتّى تُوضَع الجزية ويُكسَر الصليب ويُقتل الخنزير، وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السّلام(28).
وروي في تفسير قوله تعالى: « وإنّهُ لَعِلْمٌ للساعة »(29): ينزل عيسى بن مريم عليه السّلام عند انفجار الصبح ما بين مهرودَين ـ وهما ثوبان أصفران ـ ...
ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أهلُ الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن صلوات الله عليه(30).
ونودّ الإشارة إلى أنّه قد ورد أيضاً في بعض التفاسير والكتب الحديثية تفسير لهذه الآيات الكريمة بالإمام المهدي عليه السّلام وأنّه المهديّ من ولد فاطمة عليها السّلام، وأنّه يكون في آخر الزمان(31).
ولا منافاة بين هذه وتلك؛ لإمكان الجمع بينهما، ولتحقّقهما في وقت واحد.
وقد ذكر بعض العلماء أنّ بقاء عيسى عليه السّلام سيكون لإيمان أهل الكتاب بالآية المذكورة وتصديقهم بنبوّة سيّد الأنبياء وخاتم المرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله، ويكون بياناً لدعوى الإمام عند أهل الإيمان بدليل صلاة عيسى عليه السّلام خلفه ونصرته إيّاه ودعوته إلى الملّة المحمّدية التي إمامها المهدي عليه السّلام.
وبقاء المهدي عليه السّلام أصل لبقاء عيسى عليه السّلام؛ لأنّه لا يصحّ وجود عيسى عليه السّلام منفرداً بدولةٍ ودعوة، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: لا نبيّ بعدي، وقال: الحلال ما أحلّ الله على لِساني إلى يوم القيامة، والحرام ما حرّم الله على لساني إلى يوم القيامة(32).
----------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
=====
25 - الفتح (28)
26-تفسير الكشاف للزمخشري 346:4
27تفسير الكشاف 526:4 , تفسير القرطبي8 :121,122
28-تفسير الكشاف231:3
29-الزخرف(61)
30- تفسير روح المعاني للآلوسي95.96:25
31- التفسير الكبير للفخر الرازي16:40
الفصول المهمة لأبن الصباغ المالكي 300
نور الابصار,للشبلنجي186
الصواعق المحرقة 162 ,الباب11 الفصل 1
32- البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام للكنجي الشافعي 157 الباب 25
من المواضيع التي ينبغي إلقاء الضوء عليها: نزول عيسى بن مريم عليه السّلام في آخر الزمان، واقتداؤه بالإمام المهدي عليه السّلام، ومساهمته في عملية إرساء العدل وبسطه في ربوع البسيطة بقيادة الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام.
وقد ذكرنا أنّ أتْباع الأديان الأخرى يشتركون مع المسلمين في الاعتقاد بعودة عيسى عليه السّلام، وإن كان الدور الذي سيقوم به مُبهماً لديهم إلى حدّ ما.
وقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله روايات متواترة في نزول عيسى عليه السّلام تطرّقنا إلى ذِكر بعضها، ونُضيف أنّه رُوي في تفسير قوله تعالى: « لِيُظهِرَهُ علَى الدِّينِ كلِّه »(25) قيل: عند نزول عيسى عليه السّلام، حين لا يبقى على وجه الأرض كافر(26).
وروي في تفسير الآية: إذا نزل عيسى لم يكن في الأرض إلاّ دين الإسلام(27)، وروي في تفسيرها: لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ صاحب ملّة إلاّ الإسلام، حتّى تأمن الشاةُ الذئبَ، والبقرةُ الأسدَ، والإنسانُ الحيّة، وحتّى لا تقرض فأرة جراباً، وحتّى تُوضَع الجزية ويُكسَر الصليب ويُقتل الخنزير، وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السّلام(28).
وروي في تفسير قوله تعالى: « وإنّهُ لَعِلْمٌ للساعة »(29): ينزل عيسى بن مريم عليه السّلام عند انفجار الصبح ما بين مهرودَين ـ وهما ثوبان أصفران ـ ...
ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أهلُ الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن صلوات الله عليه(30).
ونودّ الإشارة إلى أنّه قد ورد أيضاً في بعض التفاسير والكتب الحديثية تفسير لهذه الآيات الكريمة بالإمام المهدي عليه السّلام وأنّه المهديّ من ولد فاطمة عليها السّلام، وأنّه يكون في آخر الزمان(31).
ولا منافاة بين هذه وتلك؛ لإمكان الجمع بينهما، ولتحقّقهما في وقت واحد.
وقد ذكر بعض العلماء أنّ بقاء عيسى عليه السّلام سيكون لإيمان أهل الكتاب بالآية المذكورة وتصديقهم بنبوّة سيّد الأنبياء وخاتم المرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله، ويكون بياناً لدعوى الإمام عند أهل الإيمان بدليل صلاة عيسى عليه السّلام خلفه ونصرته إيّاه ودعوته إلى الملّة المحمّدية التي إمامها المهدي عليه السّلام.
وبقاء المهدي عليه السّلام أصل لبقاء عيسى عليه السّلام؛ لأنّه لا يصحّ وجود عيسى عليه السّلام منفرداً بدولةٍ ودعوة، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: لا نبيّ بعدي، وقال: الحلال ما أحلّ الله على لِساني إلى يوم القيامة، والحرام ما حرّم الله على لساني إلى يوم القيامة(32).
----------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
=====
25 - الفتح (28)
26-تفسير الكشاف للزمخشري 346:4
27تفسير الكشاف 526:4 , تفسير القرطبي8 :121,122
28-تفسير الكشاف231:3
29-الزخرف(61)
30- تفسير روح المعاني للآلوسي95.96:25
31- التفسير الكبير للفخر الرازي16:40
الفصول المهمة لأبن الصباغ المالكي 300
نور الابصار,للشبلنجي186
الصواعق المحرقة 162 ,الباب11 الفصل 1
32- البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام للكنجي الشافعي 157 الباب 25