إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

زينب عليها السلام وحوادث واقعة الطف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زينب عليها السلام وحوادث واقعة الطف


    الورقة الاولى/بقلم فضيلة المحروس/ 9 نوفمبر 2013


    زينب عليها السلامفي كربلاء

    استجابت عقيلة بني هاشم السيدة زينب عليها السلام بكل فخر ورضا لنداءقافلة أخيها الحسين عليه السلام التي انطلقت في الثامن والعشرين من شهر رجب من المدينةالمنورة حتى وصلت إلى كربلاء المقدسة في اليوم الثاني من شهر محرم سنة 61 للهجرة. وكانتالسيدة زينب عليها السلام هي اُولى الملتحقات من نساء بني هاشم بقوة وعزيمة وشجاعة.

    السيدة زينب عليهاالسلام ستتحمل أعباء أعظم مسؤولية مع أخيها وإمامها وحجة زمانها الحسين عليه السلامرغم علمها المطلق بجميع المتاعب والمصاعب والويلات الجسيمة التي ستتوالى عليها فيمابعد واقعة عدّها المطلعون على أسرارها إنها أكبر فاجعة عرفتها البشرية على مدى التأريخ.

    ويذكر انها (جاءتمسرعة إلى ابن عمها عبد الله بن جعفر، وهي باكية تقول له: (يا ابن العم هذا الإمامالحسين عليه السلام أخي وشقيقي قد عزم على المسير إلى العراق، وأنت تعلم علاقتي به،ومحبتي له، وعدم صبري على فراقه، وحيث ان النساء لا يجوز لهن السفر ولا الخروج من البيتإلا برضى أزواجهن، جئت إليك اطلب منك الإذن في السفر مع أخي الإمام الحسين عليه السلام،فان لم تأذن لي بذلك امتثلت أمرك وانتهيت بنهيك ولم اذهب معه، ولكن كن على علم بأنيلو لم اذهب معه لما بقيت بعده في الحياة إلا قليلا.

    وما أنْ تم كلامالسيدة زينب عليها السلام وانتهى استئذانها حتى سالت دموع ابن عمها عبد الله على خديه،وأجهش لها بالبكاء حيث إنه لم يعُد يتمالك نفسه لما رأى السيدة زينب عليها السلام قلقةووجلة ومضطربة هذا الإضطراب الشديد بحيث لو واجهها بكلمة: لا لفارقت الحياة من شدّةالصدمة وماتت من حينها، ولذلك، ولما ورد: من أن أمير المؤمنين عليه السلام لما زوّجابنته زينب عليها السلام من ابن أخيه عبد الله بن جعفر إشترط عليه في ضمن العقد أنلا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين عليه السلام، قال لها: (يا بنت المرتضى،ويا عقيلة بني هاشم، نهنهي عن نفسك، وهوني عليك، فإني لا أجهل علاقتك ولا أنسى مواقفكفافعلي كيف شئت، وحسبما تحبّين، فإني عند رأيك، وأمر ابنيه عونا و محمدا بالمسير معالحسين عليه السلام ، والملازمة في خدمته، والجهاد دونه) .

    مضت على الإمام الحسينعليه السلام مدة أربعة أشهر وعشرة أيام في مكة المكرمة؛ حتى قرر مغادرتها في صبيحةالثامن من شهر ذي الحجة سنة 60 للهجرة في يوم التروية متوجهاً مع الصفوة من أهله وانصارهإلى كربلاء المقدسة بعد ما تربصت له جلاوزة واوباش بني أمية بكل عتادها الأمني وتتبعتحركاته خطوة بخطوة في داخل الحرم المكي وفي ازقات مكة المكرمة وشوارعها حتى أوجس الأمويونمنه هلعاً وخيفة مما جعل يزيد لعنه الله يتخذ قراراً بإغتيال الإمام الحسين عليه السلامحتى ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة.

    ولتفادي أي عارضيمس حرمة وقدسية بيت الله الحرام؛ قرر الإمام الحسين عليه السلام حينها مغادرة مكةالمكرمة والذهاب إلى كربلاء المقدسة وفق ما قُدر له، وخرج مسرعاً مجداً في المسير إلىكربلاء لا يلوي على شيء معلناً جاهراً جهاده وتبليغه المقدس تلبيةً لنداء السماء وتنفيذاًلمسيرة عاشوراء المقدسة.

    وفي هذه الفترة الخطيرةالتزمت أخته السيدة زينب عليها السلام جواره تشاطره أعباء وهموم مسؤولية التغيير والإصلاح في الأمة.

    وبدأت ساعات الإمتحانوساعة غربلة النفوس فالتحق بالإمام من التحق من أصحابه الخلص الأبرار وتخلف عن نصرتهأخرون بحجة النصح والشفقة وربما لحاجات في نفس يعقوب ناشدوه بعدم المسير إلى العراقوعدم صحبة الأطفال والنساء معه. فقد ضعفوا في مواجهة أهواء النفس اللوامة ومغريات الشيطانليس كغيرهم ممن بلغوا الفتح والنصر مع الإمام الحسين عليه السلام .

    وكادت (... كلمتهمتتّفقُ على السبب بحجة أنَ أهل العراق أهل غدرٍ وخيانة، وأنّهم قتلوا أباه وطعنوا أخاه..ومن الغريب أنْ نجدَ في الناصحين: القريب والغريب، والشيخ والشابّ، والرجل والمرأة،ثمّ نجدُ الصحابيّ، والتابعيّ، والصديق، والعدوّ) .

    وذكر ابن عساكر فيكتابه تأريخ دمشق أسماء الأشخاص الذين تقدّموا آنذاك لنصح الإمام الحسين عليه السلاموما دار بينهما من مساءلات وحوارات حول موضوع الخروج، فكان فيهم الهاشمي وغير الهاشميوأيضاً فيهم المخالف والمعاند لنهضة الإمام الحسين عليه السلام.

    فعبدالله بن عباس؛ابن عم رسول الله وابن عم الحسين عليه السلام الذي أطلق عليه أبناء العامة بحبر الأمة والذي بالغالإعلام الأموي والعباسي في تحسين وتلميع شخصيته بعدة صور بقيت له محفوظة في تأريخه، أخفق في إقناع الإمام الحسين عليه السلام بالعدولعن الخروج حتى قال ناصحاً (إن كنت سائراً فلا تسر بنسائك وصبيتك، فإني لخائف أنْ تُقتلكما قُتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون اليه) .

    في حين ذكرت السيرةان وهب المسيحي وعائلته الكريمة كانوا ينتظرون بكل شغف اليوم الموعود الذي ينصروا فيهابن سبط النبي الذي سمعوا وقرأوا عنه في كتبهم المقدسة بأنه سيقتل في هذا اليوم وفيهذا المكان.

    وأما عبدالله بنالزبير الذي اشتد عليه الأمر كثيراً عند وصول الإمام الحسين إلى مكة المكرمة الذي كانطامعاً فيها، كان أمامه أمرين لا ثالث لهما إما أن يشترك في إقناع الإمام الحسين عليهالسلام بالخروج من مكة المكرمة فتصفى له أو يبقى في مكة ويشترك مع جماعة عمر بن سعيدالأشدق على قتل الإمام الحسين عليه السلام

    ويقال ان ابن الزبيرلم يتأسف على خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكة بل فرح فرحاً شديداً خاصة بعدان أعطاه يزيد لعنه الله الضوء الأخضر بإغتياله حتى ولو كان مستلماً لأستار الكعبة.

    و قال له ابن عباسيالك من قبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري وانقري ما شئت أن تنقري. هذا حسين يخرجإلى العراق، وعليك بالحجاز) أي بمعنى سيخلولك الجو بخروجي.

    وتساءل محمد بن الحنفيةأخ الإمام الحسين عليه السلام عن سبب خروج الحسين عليه السلام فقال له الإمام: (أتانيرسول الله وقال لي: يا حسين أخرج فإن الله شاء أن يراك قتيلاً)

    ثم تساءل محمد بنالحنفية: فما معنى حمل هؤلاء النسوة والأطفال وأنت خارج على مثل هذا الحال؟

    وكان جواب الإمامعليه السلام: قد شاء الله أن يراهن سبايا .

    وربما كان محمد بنالحنفية أكثر تيقناً من غيره بخروج الإمام عليه السلام إلى كربلاء المقدسة وبالخصوصحينما قال له أما بعد: فإن من لحق بى استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح والسلام .

    وفي ذلك رفع الإمامعليه السلام دهشة ابن عباس من خروجه بالعائلة والأطفال حينما قال: يا ابن العمّ، إنيرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وقد أمر بأمر لا أقدر على خلافه، وإنهأمرني بأخذهم معي، فقال: يا بن العم إنهنّ ودائع رسول الله صلى الله عليه وآله، ولاآمن عليهن أحداً، وهن ايضاً لا يفارقني

    ومما يثير الإستغرابوالدهشة هو مع علم عبدالله بن جعفر بمكانة الإمام الحسين عليه السلام عند الله وإنهالإمام المعصوم المفترض الطاعة وإنه سفير الله على الأرض الذي يعلم الغيب ولا يجوزلأحد أن يتقدم عليه في أي أمر كان، إلا أنه يرسل رسالة بيد ابنيه محمد وعون ينصح فيهاالإمام بعدم الخروج إلى العراق وجاء في رسالته: (أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفتحين تنظر في كتابي هذا، فإني مشفق عليك من هذا التوجُّه الذي توجَّهت له، أن يكون فيههلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفىء نور الأرض، فإنك علم المهتدين، ورجاءالمؤمنين، ولا تعجل بالسير فإني في أثر كتابي والسلام) .

    وأمام كل هذا لمتقبل عقيلة بني هاشم زينب صلوات الله عليها بهذه الضجة والضوضاء التي اثيرت حول خروجأخيها بصحبتها والعائلة والأطفال.

    وروي (إن السيدةزينب اعترضت على نصيحة ابن عباس للإمام بأن لا يحمل معه النساء: فسمع ابن عباس بكاءمن ورائه وقائلة تقول: (يا بن عباس، تشير على شيخنا وسيّدنا أن يخلفنا هاهنا ويمضيوحده، لا والله بل نحيا معه ونموت معه، وهل أبقى الزمان لنا غيره.. وأجهش ابن عباسفي البكاء وجعل يقول: يعزّ والله عليَّ فراقك يا بن العمّ) .

    كما أجاب الإمامالحسين عليه السلام على تساؤلات من نصحه بإعادة النظر في الخروج إلى كربلاء المقدسة،ورفضها جميعها، كما (رفض الأمان الّذي حصل عليه عبد الله بن جعفر الطيار من عمرو بنسعيد بن العاص عامل يزيد على مكّة، وصارحه بأنّ سرّاً كبيراً وغاية عظيمة يستبطنهاالموقفُ، وليسَ بوسعه أنْ يبوحَ به لقد خاطب عبدالله بن جعفر بقوله إنِّي رأيتُ رؤيا،رأيت فيها رسول الله، واُمِرْتُ فيها بأمر أنا ماض له، عليَّ كان أو لي، فقال: فماتلك الرّؤيا؟ قال: ما حدّثتُ أحداً بها، وما أنا محدِّثٌ بها حتّى أَلقى ربِّي).

    ربما المتحصل إنكتب السيرة والتأريخ لم تنقل بشكلٍ تفصيلي عن اسباب امتناع هؤلاء الأصحاب وبالذات الهاشمينمنهم عن المشاركة في كربلاء المقدسة، فلا يزال هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من البحث والتدقيقالعلمي.

    تنوية: مسموح ارسال هذا الموضوع الى جميع الجهات الالكترونية بدون تغير

    التعديل الأخير تم بواسطة مرضية; الساعة 09-11-2013, 12:06 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X