إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قصه القاسِمُ بن الحسن* وجههٌ يَشبهُ القَمَر*

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصه القاسِمُ بن الحسن* وجههٌ يَشبهُ القَمَر*

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بحمدك يا بارئ العالمين
    انت الرحيم ، و انت المعين...
    و اياك يا ربّنا نستعين...
    بنعماك نحيا و انت الاله
    تعاليت يا ارحم الراحمين...
    حياة البحار ، و صخر الجبال
    تنادي بحمدك يا ذا الجلال...
    تباركت يا أحسن الخالقين

    الاهداء الى الامام المضلوم المسموم الامام الحسن بن علي روحي فداه
    بسم الله الرحمن الرحيم
    استشهد عليّ الأكبر ... و ما تزال راية الإسلام و الجهاد و المقاومة تخفق في يد العباس بن عليّ .
    خرج عبد الله بن مسلم بن عقيل ، و راح يقاتل كالأبطال . كانت السهام تتّجه إليه من كلّ صوب . جاء سهم غادر من بعيد . أراد عبد الله أن يصدّ السهم بكفّه اليسرى ، فاخترق السهم الكفَّ ، و سمّرها إلى جبينه . حاول أن ينتزعه و لكن دون فائدة .
    اِستغلّ أحد الجبناء هذه الفرصة ، و سدّد لعبد الله رمحاً . اخترق الرّمح الغادر قلب الشاب ، فهوى على الأرض شهيداً .
    و في هذه اللحظات هجم آل أبي طالب ، لقد انفجر بركان الغضب في نفوسهم .
    هجم عون بن عبد الله بن جعفر الطّيار ـ و أمّه زينب بنت عليّ بن أبي طالب ـ و هجم أخوه محمّد ، و التحق بهما عبد الرحمن بن عقيل ، و أخوه ابن عقيل ، و تبعهم الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب .
    هتف الحسين و هو يودّعهم بنظرات حزينة :
    ـ صبراً على الموت يا بني عمومتي ، و الله لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم .
    و دارت معارك ضارية ، و كان الأبطال يتساقطون شهداء فوق الرمال الملتهبة ، كما تتساقط الفراشات في النار المجنونة . الدماء تلوّن الأرض ، و أرواح الشهداء تعرج إلى السماء ، تشكوا إلى الله ظلم المجرمين .
    القاسم بن الحسن
    ما إن استشهد آل أبي طالب ، حتّى تقدّم محمّد بن الحسن بن عليّ ( عليه السَّلام ) ، و أُمّه " رملة " ، و راح يقاتل ببسالة حتّى هوى على الأرض شهيداً .
    و هنا جاء شقيقه القاسم ، فتىً في الرابعة عشرة من عمره ، وجهه يشبه القمر ، جاء القاسم ليودّع عمّه العظيم ، قبل أن ينطلق إلى ميادين الشرف و الكرامة و الاستشهاد .
    احتضن سيّدُنا الحسين ابنَ أخيه و بكى ، بكى من أجل فتىً في عمر الربيع ، بكى ذكرى أخيه الحسن .
    و لكن القاسم لم يكن يفكّر في الدنيا ، حتّى يحزن من أجل فراقها ، فالدنيا التي يحكم فيها يزيد لا تساوي شيئاً ، و الدنيا التي يرفضها عمّه ، سيد الأحرار ، دنيا لا قيمة لها . من أجل ذلك استلّ القاسم سيفه ، و تقدّم نحو آلاف الذئاب ، تقدّم دون أن يخامره شعور بالخوف ، فهو سليل عليّ بن أبي طالب بطل الإسلام الخالد .
    كان ما يزال في مقتبل العمر ، ليست لديه تجارب المحاربين . خرج القاسم ماشياً ، عليه قميص و إزار ، و في كفّه سيف ، و في قدميه نعلان .
    جيش يزيد لا يساوي نعلاً
    راح القاسم يقاتل آلاف الفرسان و آلاف المشاة ، و فيما هو مشغول بالقتال ، انقطع شسع نعله اليسرى ، و كان أمام خيارين ، إما أن يقاتل حافياً ، أو أن يصلح نعله .
    لم يكترث لآلاف الجنود ، و هم يدورون حوله كالذئاب المجنونة . توقف ... ركز سيفه في الرمال ، و انحنى ليصلح شسع نعله .
    لقد أَنِفَ القاسم أن يقاتل حافياً ، أراد أن يقول لجيش يزيد أنّه لا يهتمّ ، و لا يكترث ، و لا يخاف ، و إنّ جيش يزيد لا يساوي حتّى هذا النعل .
    و في هذه اللحظات هجم أحد الذئاب و في يده رمح غادر ، فطعن الفتى العلوي الطاهر . فصاح :
    ـ يا عمّاه !
    كان الحسين يراقب من بعيدٍ غبار المعركة ،فهبّ يلبّي استغاثة ابن أخيه .
    الذين شاهدوا سيّدنا الحسين في تلك اللحظات ، و هو ينطلق كالسهم باتجاه القاتل ، أدركوا غضب الإمام .
    و أهوى الإمام بسيفه على العدو الغادر ... لمع سيف الحسين وسط الغبار كالصاعقة ، و سقط القاتل فوق الأرض . و في هذه اللحظة اندفع عشرات الفرسان لإنقاذه ، و داسته الخيول بحوافرها و مات .
    و جاء الحسين إلى ابن أخيه . كان ما يزال يتنفّس ، و جراحه تنزف دماً . اعتنق الإمام الفتى ، شمّ رائحة أخيه الحسن .
    قال سيّدنا الحسين و هو يمسح غبار المعركة عن وجه القاسم :
    ـ بعداً لقوم قتلوك ، خصمهم يوم القيامة جدّك .
    ثمّ تمتم آسفاً :
    ـ عزَّ و الله على عمّك ، أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك .
    و أغمض القاسم عينيه . عرجت روحه الطاهر إلى السماء إلى حيث يذهب الشهداء .
    رفع سيدنا الحسين عينيه إلى السماء ، ليستمطر اللعنة على هؤلاء الوحوش ، الذين جاءوا لقتل أبناء النبي دون ذنب ، هؤلاء الذين يطيعون يزيد ، و يعصون الله و رسوله .
    و قال :
    ـ اللّهم أحصهم عدداً ، و لا تغادر منهم أحداً ، و لا تغفر لهم أبداً .
    خيمة الشهداء
    حمل الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) ابن أخيه الحبيب . لم يضعه فوق فرسه ، كما فعل مع ابنه عليّ الأكبر ، بل حمله بنفسه . كان صدر القاسم غافياً على صدر عمّه ... وجهه ما يزال يتألّق كالقمر .
    الرمال مليئة بالسهام المتكسّرة و الدماء . :
    وضع الإمام جسد الشهيد إلى جانب جسد عليّ الأكبر في خيمة الشهداء .
    نظر الحسين إلى القاسم . بدا الفتى الشهيد كما لو كان نائماً .
    تذكر الإمام طفولته ، كان عمره أربع سنوات عندما استشهد أبوه الحسن مسموماً .. جاء يبكي إلى عمّه ، يريد أن يقول له أنّه أصبح يتيماً ، و ها هو الآن يلتحق بأبيه الشهيد .
    طبع العمّ قبلة على جبين ابن أخيه الشهيد ، و غادر الخيمة حزيناً .
    راية الإسلام ما تزال تخفق في كفّ العبّاس
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
استجابة 1
8 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X