بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وعظم الله اجورنا واجوركم بمصابنا بإمامنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام..
كنت قد نشرت هذه الكلمات من جلسات سماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي تحت عنوان: مراسم الأئمة: سرُّ حفظ التشيّع
لكني وجدت أن تعرضها لمفردات الشعائر ومنها التطبير يستحق إفرادها بهذا العنوان، فننقلها وبه نستعين:
لماذا التعطيل في الولادات ؟
عندي عقيدة خاصة ان بقاء التشيع يعود لارتباطه بالمناسبات الدينية كالولادات والوفيات للمعصومين عليهم السلام..
ولا نخصص هذه المناسبات حتى لدروس عن المناسبة لأنا نريدها أن تكون ظاهرة اجتماعية، بحيث يحس الانسان بحصول حدث يستوجب تغييراً في الحالة الاجتماعية..
تاريخياً اعتقد ان 90 بالمئة من انتشار التشيع يرجع للمراسم الدينية والباقي للأمور العلمية.
والدليل على ذلك أنا ان أردنا ان نحدد نقاط القوة ونقاط الضعف فينبغي أن ننظر الى ما يركز عليه العدو، فانه يركز دائماً على نقاط القوة.
بعد مجيء البعثيين الى الحكم لم يصطدموا مباشرة بالحوزة العلمية، التقى البكر بالسيد الحكيم، وأذكر تفاصيل خاصة وقد أكون من النوادر الذين يذكرونها.. ركزوا حينها على المواكب الحسينية واصطدموا بها، وسمعت في أول اربعينية في المؤتمر القطري مع القيادة القطرية في كربلاء ما قاله لهم شبل العيسمي: اذا اردتم القضاء عليهم فاقضوا على هذه الظواهر، لانه لا يمكن مواكبة المسيرات المليونية..
فرتبوها على ثلاثة اقسام:
التطبير: وانا اسميها القوات الخاصة للامام الحسين عليه السلام او قوات التدخل السريع، لانه في غالب المواجهات التي حصلت اكتسح المطبرون المواكب الأمنية الموجودة لأن من يمسك سيفاً ويطبر يمكنه الهجوم على الآخرين بكل سهولة.. قوات الصاعقة او القوات الصاعقة للمواكب الحسينية.. لذا كانت تتقدم على بقية المواكب الأخرى..
ثم عزاء الزنجير وفيه أداة جارحة فمن يجرح نفسه يمكن ان يجرح الآخرين بسهولة..
ثم بعد ذلك مواكب اللطم.
لذا ركز البعثية على مواكب التطبير ثم تحركوا على الزنجير وبقية المواكب الأخرى فانهوها..
ومن هنا تعرف انهم لم يكونوا أناساً بسطاء، بل فيهم مفكرون مروا بتجارب ولا يزالون الى يومنا هذا.
لقد انهزمت القومية والوطنية والشيوعية لكن البعثية بقيت حتى الآن.
من هذا اكتشفت ان مركز القوة في الطائفة الشيعية هي هذه المراسم.. هذه المراسم تجمع الناس وتسقط الحواجز بينهم فيشارك فيها الفقير والغني، بل شارك فيها حتى الشيوعيون.. بل حتى الإنكليز عندما دخلوا العراق كانوا يساعدون المواكب، وإن كان في ذلك عامل سلبي ولكن فيه عامل إيجابي.. وغايتهم امتلاك قلوب الناس، وهل هناك افضل من الاحسان لذلك؟
لماذا نركز دائما على الجوانب السلبية ؟
ان دخلت الى هنا ولم تكن مرغوبا بك شارِك الناس في شعورهم ومواكبهم وعزائهم في المجالس العامة.. هذا يستوجب التقارب القلبي بين فئات المجتمع..
وقد قرأت في وصية أحد الكبار رحمة الله عليه أنه يقول: لا تتركوا مراسم الائمة عليهم السلام سواء في وفياتهم او في أعيادهم لأن من أهم العناصر التي أبقت التشيع في العالم هي مراسيم إحياء مناسبات الأئمة..
إن فيها شيئاً غريباً..
حتى المراقد المقدسة.. هي معالم دعائية بما للكلمة من معنى، إنها دعاية صامتة.
تدخل لقبر الامام وتقول: السلام على آدم خليفة الله، السلام على نوح نبي الله، السلام على إبراهيم..
لماذا قدم ذكر الأنبياء ؟
لان المخالفين قد يسقطون الأمير لولا التصاقه بالأنبياء، إنه تخطيط الهي لذلك..
بعض الزيارات دورة كلامية بما للكلمة من معنى كالزيارة الجامعة.
إنه تخطيط رباني لدور الامام عليه السلام.
متى صعدت هذه الأمور صعدنا ومتى هبطت هبطنا بحسب التاريخ.
المجتمع الشيعي متفرق تقليدياً وحزبياً وطبقياً، وما يجمعه هو مظلة شعائر الائمة عليهم السلام، وهي التي توفق بين القلوب وتقرب بينها..
وكما لا نعترض على اليوم الوطني ويوم الجيش وما شابه.. فلا ينبغي الاعتراض على مثل التعطيل في الحدث الهام الذي يستوجب تعطيل الوضع الاجتماعي.. هذه رسالة صامتة أنه حدث حدثٌ يستوجب تعطيل الحالة الاجتماعية..
لا يقال بأن هذه الأحداث كثيرة والتعطيل فيها يؤثر على الحالة الاجتماعية والعلمية.. فهي نفسها دروس يشترك فيها الناس في المجالس، ويرقى الخطيب المنبر ويلقي درساً كلامياً كاملاً عن الامام، أو درساً تاريخياً أو غير ذلك.. وهذا من فوائد تعدد الحيثيات في المجتمع الشيعي.
والحمد لله رب العالمين
الاثنين 9 ذي القعدة 1434 الموافق ل15-9-2013
وللمزيد:
ثمـــــار.. على ضفـــــــــاف العلمـــــاء..
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=190910
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
وعظم الله اجورنا واجوركم بمصابنا بإمامنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام..
كنت قد نشرت هذه الكلمات من جلسات سماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي تحت عنوان: مراسم الأئمة: سرُّ حفظ التشيّع
لكني وجدت أن تعرضها لمفردات الشعائر ومنها التطبير يستحق إفرادها بهذا العنوان، فننقلها وبه نستعين:
لماذا التعطيل في الولادات ؟
عندي عقيدة خاصة ان بقاء التشيع يعود لارتباطه بالمناسبات الدينية كالولادات والوفيات للمعصومين عليهم السلام..
ولا نخصص هذه المناسبات حتى لدروس عن المناسبة لأنا نريدها أن تكون ظاهرة اجتماعية، بحيث يحس الانسان بحصول حدث يستوجب تغييراً في الحالة الاجتماعية..
تاريخياً اعتقد ان 90 بالمئة من انتشار التشيع يرجع للمراسم الدينية والباقي للأمور العلمية.
والدليل على ذلك أنا ان أردنا ان نحدد نقاط القوة ونقاط الضعف فينبغي أن ننظر الى ما يركز عليه العدو، فانه يركز دائماً على نقاط القوة.
بعد مجيء البعثيين الى الحكم لم يصطدموا مباشرة بالحوزة العلمية، التقى البكر بالسيد الحكيم، وأذكر تفاصيل خاصة وقد أكون من النوادر الذين يذكرونها.. ركزوا حينها على المواكب الحسينية واصطدموا بها، وسمعت في أول اربعينية في المؤتمر القطري مع القيادة القطرية في كربلاء ما قاله لهم شبل العيسمي: اذا اردتم القضاء عليهم فاقضوا على هذه الظواهر، لانه لا يمكن مواكبة المسيرات المليونية..
فرتبوها على ثلاثة اقسام:
التطبير: وانا اسميها القوات الخاصة للامام الحسين عليه السلام او قوات التدخل السريع، لانه في غالب المواجهات التي حصلت اكتسح المطبرون المواكب الأمنية الموجودة لأن من يمسك سيفاً ويطبر يمكنه الهجوم على الآخرين بكل سهولة.. قوات الصاعقة او القوات الصاعقة للمواكب الحسينية.. لذا كانت تتقدم على بقية المواكب الأخرى..
ثم عزاء الزنجير وفيه أداة جارحة فمن يجرح نفسه يمكن ان يجرح الآخرين بسهولة..
ثم بعد ذلك مواكب اللطم.
لذا ركز البعثية على مواكب التطبير ثم تحركوا على الزنجير وبقية المواكب الأخرى فانهوها..
ومن هنا تعرف انهم لم يكونوا أناساً بسطاء، بل فيهم مفكرون مروا بتجارب ولا يزالون الى يومنا هذا.
لقد انهزمت القومية والوطنية والشيوعية لكن البعثية بقيت حتى الآن.
من هذا اكتشفت ان مركز القوة في الطائفة الشيعية هي هذه المراسم.. هذه المراسم تجمع الناس وتسقط الحواجز بينهم فيشارك فيها الفقير والغني، بل شارك فيها حتى الشيوعيون.. بل حتى الإنكليز عندما دخلوا العراق كانوا يساعدون المواكب، وإن كان في ذلك عامل سلبي ولكن فيه عامل إيجابي.. وغايتهم امتلاك قلوب الناس، وهل هناك افضل من الاحسان لذلك؟
لماذا نركز دائما على الجوانب السلبية ؟
ان دخلت الى هنا ولم تكن مرغوبا بك شارِك الناس في شعورهم ومواكبهم وعزائهم في المجالس العامة.. هذا يستوجب التقارب القلبي بين فئات المجتمع..
وقد قرأت في وصية أحد الكبار رحمة الله عليه أنه يقول: لا تتركوا مراسم الائمة عليهم السلام سواء في وفياتهم او في أعيادهم لأن من أهم العناصر التي أبقت التشيع في العالم هي مراسيم إحياء مناسبات الأئمة..
إن فيها شيئاً غريباً..
حتى المراقد المقدسة.. هي معالم دعائية بما للكلمة من معنى، إنها دعاية صامتة.
تدخل لقبر الامام وتقول: السلام على آدم خليفة الله، السلام على نوح نبي الله، السلام على إبراهيم..
لماذا قدم ذكر الأنبياء ؟
لان المخالفين قد يسقطون الأمير لولا التصاقه بالأنبياء، إنه تخطيط الهي لذلك..
بعض الزيارات دورة كلامية بما للكلمة من معنى كالزيارة الجامعة.
إنه تخطيط رباني لدور الامام عليه السلام.
متى صعدت هذه الأمور صعدنا ومتى هبطت هبطنا بحسب التاريخ.
المجتمع الشيعي متفرق تقليدياً وحزبياً وطبقياً، وما يجمعه هو مظلة شعائر الائمة عليهم السلام، وهي التي توفق بين القلوب وتقرب بينها..
وكما لا نعترض على اليوم الوطني ويوم الجيش وما شابه.. فلا ينبغي الاعتراض على مثل التعطيل في الحدث الهام الذي يستوجب تعطيل الوضع الاجتماعي.. هذه رسالة صامتة أنه حدث حدثٌ يستوجب تعطيل الحالة الاجتماعية..
لا يقال بأن هذه الأحداث كثيرة والتعطيل فيها يؤثر على الحالة الاجتماعية والعلمية.. فهي نفسها دروس يشترك فيها الناس في المجالس، ويرقى الخطيب المنبر ويلقي درساً كلامياً كاملاً عن الامام، أو درساً تاريخياً أو غير ذلك.. وهذا من فوائد تعدد الحيثيات في المجتمع الشيعي.
والحمد لله رب العالمين
الاثنين 9 ذي القعدة 1434 الموافق ل15-9-2013
وللمزيد:
ثمـــــار.. على ضفـــــــــاف العلمـــــاء..
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=190910
شعيب العاملي
تعليق