إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    بسم الله الرحمن الرحيم

    منازل هارون

    4. المنزلة الرابعة: شدّ أزر النبي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ [طه : 29-31]
    المطلب الرابع الذي يثبته ضمُّ القرآن للسنة من مقامات أمير المؤمنين عليه السلام بعد الخلافة والوزارة والأخوة هو شدّ الأزر، وكان موسى عليه السلام قد طلب من الله تعالى وزيراً من أهله يشد به أزره (يعني ظهره)، وقد طلب النبي (ص) عين هذا الطلب بنص الرواية المعتبرة عن جميع الفرق.

    والبحث المهم هنا هو مقدار ثقل حمل الرسالة: الوساطة بين الخالق والخلق، ومقدار مسؤولية هذه الواسطة، على أن دائرة الرسالة تختلف بحسب اختلاف الرسل.
    فإن دائرة رسالة الأنبياء المرسلين في حَدٍّ، ودائرةُ رسالة أولي العزم في حدٍّ أعلى، بمقدار رفعة مقامهم، إلى أن تصل إلى الخاتم (ص).
    لا يمكن تصور هذا المطلب لكل أحد.

    إن دائرة رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك بالنسبة للأمة التي بُعثَ فيها ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران : 110] هذا من جهة الكمية وجهة الكيفية، أما من جهة الزمان فهو إلى يوم القيامة.

    كم هو ثقل هذا الحمل الذي به تهتدي هذه الأمة ؟ إنه يتضمن المعارف المرتبطة بالمبدأ والمعاد والنفس ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ﴾ [فصلت : 53]، فإن نفس الإنسان مهمة بقدرٍ بحيث أن كل الآفاق في جهة والأنفس في جهة أخرى
    أتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
    فكم يكون ثقل حمل هداية هذه النفس لأعلى المراتب والمقامات ؟!

    ﴿ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴾ فما لم يساعده في الحمل لا يصل الحمل الى محله.
    مَن شَدَّ عضُدَ الأنبياء جميعاً من آدم إلى عيسى هو خاتم النبيين (ص)، ولكن من الذي شد عضد خاتم النبيين ؟

    طلب (ص) بحسب الرواية التي نقلها العامة أنفسهم أن يشد أزره بشخص من أهله، وقال أبو ذرّ أنه ما أتم كلامه حتى نزل قوله تعالى ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ وعيّن علياً (ع)، والعمدة والبرهان القاطع ههنا:
    بماذا يشد الأزر في نشر معالم الدين ؟
    يشد بطريقين: أحدهما باللسان وثانيهما باليد، فبيد من انتشر الدين في الدنيا؟ وبلسان من حُلَّت مشكلات دين الأمة ؟
    البرهان الواضح على هاتين الكلمتين هو أمران: أحدهما إحقاق الحق، وثانيهما إبطال الباطل.
    أما إحقاق الحق فإنه مطالبه متّفق عليها إلا من كان بلا عقل ولا علم: فمن بات مكان النبي ليلة المبيت وحفظ روح النبي (ص) ؟ من كان ؟
    من كانت تلك اليد التي ضربت خراطيم الخلق في بدر وحنين والخندق وخيبر حتى قالوا لا إله إلا الله ؟

    لسان من كان ذلك اللسان الذي حل كل مشكلة من مشاكل الأمة ؟
    هذه القضايا من باب اثنين واثنين أربعة..

    ومن حيث المثال، ولأن البحث مع أمثال الفخر الرازي لا أيٍّ كان، ننقل هذه الرواية التي اتفقت كافة الصحاح والسنن حتى الكتب الكلامية عند العامة على نقل قضيتها، وفي سند الرواية نقل بطريق البزاز وكل رجاله من أصحاب الصحاح، وفيها شخص يعبرون عنه بأنه: محله الصدق.
    وفي الرواية أن النبي (ص) أعطى الراية في اليوم الأول لأبي بكر في خيبر، لكنه رجع منهزماً هو ومن معه..
    لماذا فعل (ص) ذلك ؟ لكي يشير لمثل الفخر الرازي إلى حقيقة من كان يشد أزر النبي فعلاً، وإلى من لم يكن لائقاً لهذا المقام.. فيه جهة النفي والإثبات.
    وهذا برهان وليس كلاماً خطابياً، فكل هذه القضايا وقعت مورد اتفاق، وقد ابتليت الأمة بعد النبي (ص) بمثل هؤلاء.

    لذا فإن البراهين على بطلان خلافة هؤلاء الخلفاء، وبراهين إثبات خلافة أمير المؤمنين بعد النبي بلا فصل هي آلاف آلاف الأدلة، ليس دليلاً ودليلين، وهذه القضية واحدة منها.

    وفي اليوم الثاني أعطى (ص) الراية لعمر، ماذا يعني فعله هذا ؟
    ما عبروا عنه بالنسبة لهذا الرجل: فرجع هو أصحابه منهزمين، يجبن أصحابه وأصحابه يجبنونه.

    من كانوا فاقدين لكل شيء مقابل مرحب، هل عندهم قدرة حمل الثقل الكبير ومسؤولية النبي(ص) ؟
    العقل مهم !!

    المهم هنا: أن تمام الصحاح والسنن تنقل هذا المتن:
    لأعطين الراية: أولا اللام، ثم نون التوكيد الثقيلة.
    غداً رجلاً: لكل كلمة معنى: ماذا يعني رجلاً ؟ يعني لا رجل غيره، لم يكونوا رجالاً !
    ينبغي فهم الحديث: رجلاً، وأيُّ رجل ؟ يتمتع بخصوصيتين، الخصوصية الأولى:
    يحب الله ورسوله: هذه الدلالة المطابقية، وما معنى الدلالة الالتزامية ؟ إنها تعني أن الشخصين لم يكونا قد أحبا الله ولا رسوله.
    برهانه أيضاً أنهم قدموا أرواحهم على الله تعالى وعلى النبي (ص)، فهاتين الدلالتين المطابقية والالتزامية، وما يحيّر العقل أن مسلم والبخاري وابن حنبل وغيرهم يروون هذا الحديث، أما عند العمل تجدهم محرومين من فقه الحديث بهذا الشكل.
    ومقامه الثاني أنه هو محبوب الله والنبي:
    ويحبه الله ورسوله: فإلى أي مقام وصل حتى أصبح حبيب الله وحبيب رسول الله (ص) ؟
    المطلب مهم جداً لحدِّ أن ذلك الرجل أذهب النوم من عيون الجميع، حتى صاروا في حالة ترقب لمعرفة من هو ذلك الشخص.
    ولما طلعت الشمس كان الجميع بانتظار معرفته، كل هذا نص الكلمات التي نقلت بطرقهم، لما طلعت الشمس جاء (ص) بين الأصحاب وأول كلمة قالها: أين علي ؟

    اتضحت القضية حينها، والقصة مفصلة، والامر المهم المرتبط بالبحث هو (شرح المواقف)، ومن المواقف المسلمة أن أولئك الشخصين قد فرّا وتركا الراية التي كانت راية فتح خيبر وأعطوها لعلي عليه السلام.
    الآن فكروا لو فكر أحد ما هو كتاب المواقف ؟ وشرح كتاب المواقف من جهة أخرى.. هذا كتاب يعد مفخرة علم الكلام عند العامة هو وشرحه.
    والبخاري وشرح ابن حجر والسنن الكبرى للبيهقي من جهة أخرى، كلهم ينقلون: لأعطين الراية غدا رجلاً .. بهذه المقامات.

    من يشد به الأزر علي أم الاثنان ؟
    هذا السؤال، فما جوابه ؟
    من دخل للميدان وقتل ؟
    ممن فر أولئك الاثنان عند الخوف ؟
    من الذي قلع باب خيبر ؟ والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية ولا حركة غذائية، لكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور بارئها مضيئة.
    ﴿ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾
    ما استتم كلامه حتى نزل جبرئيل وقال: وزيرك علي بن ابي طالب.

    الآن ينبغي أن يُحَكَّم العقل: هل ينبغي أن يجلس الاثنان الفراران في محل النبي (ص) بعده ؟ ويجلس علي في بيته ؟
    أي عقل ؟ وأي دين يمكن أن يؤدي إلى هذه النتيجة ؟

    البرهان القاطع يثبت أنهما مفضولان وأنه الفاضل !
    أليس ترجيح المفضول على الفاضل باطل عقلاً وكتاباً وسنة ؟!
    أما العقل: فلا يحتاج الأمر إلى بحث، من ذا الذي لا يلومك إن قدمت الجاهل على العاقل ؟ إلا من لم يكن عنده وجدان الآدميين !
    أي عقل يصدق عملك إن قدّمت الجبان على الشجاع ؟

    واذا رجعنا للقرآن : ﴿ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ [النساء : 95]
    فأين يستوون مع الذين جاهدوا في الله ؟
    هذا نصُّ القرآن .

    أما السنة القطعية: فحاكمة أيضاً أن من تسلم الخلافة بعد النبي (ص) هو المفضول، وقد جلس الفاضل في بيته! هل هذا عدل أو ظلم ؟

    ظلم بيِّنٌ بلا ترديد.. أياً كان من فعل ذلك، وأيا كان من اعتقد ذلك فهو ظالم.. ﴿ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود : 18]

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #32
      بسم الله الرحمن الرحيم

      العلم والحكمة عند من يشدّ به الأزر

      كان البحث في شدّ أزر النبي (ص) في الحديث الذي وقع مورد اتفاق الفريقين: علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.
      وإحدى الخصوصيات التي كانت في هارون هي شدّ الأزر ﴿هارون أخي * أشدد به أزري

      ينبغي أن يكون الذي يجلس بعد الخاتم (ص) ممن يُشدُّ أزر النبي (ص) به بالضرورة، وهو من كان جامعاً لأمرين: أحدهما: القدرة والصولة وأن يكون كراراً غير فرار، وثانيهما: العلم والحكمة.
      أما بالنسبة للقدرة والصولة فقد بحثناها في الجلسة السابقة.

      بالنسبة للعلم والحكمة: فما كان مورد اتفاق دون أن يناقش فيه أحد بل لا يمكن لأحد أن يناقش فيه، أن حلال المعضلات العلمية والمشكلات الدينية هو علي بن أبي طالب حصراً.

      ولكن إلى أي حد كان المستوى العلمي لمن جلسوا مكانه على مسند الخلافة ؟!
      ههنا رواية نقلها أساطين محدثي العامة، ورجال السند بأكمله مورد وثوق، والرواية من الجهة الفنية حجة عند العامة، وهذه الرواية هي:
      جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين انى غبت عن امرأتي سنتين فجئت وهي حبلى فشاور عمر رضي الله عنه ناسا في رجمها: ومشاورته للأصحاب هنا لكونه محتاجاً في هذه المسألة.
      فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فاتركها حتى تضع: فإن ما قاله معاذ يعني أن المرأة إن كانت مقصرة لكن أيُّ ذنبٍ للطفل في رحمها ؟ ألم يكن سيقتل الطفل في هذا الرجم ؟ وإذا كان سيموت، فما الحال يوم الحساب الذي لا يغادر فيه صغيرة أو كبيرة ؟ ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾ أي جواب ستجيب ؟ هذا منطق معاذ بن جبل، فماذا فعل عمر ؟
      فتركها فولدت غلاما قد خرجت ثناياه فعرف الرجل الشبه فيه فقال ابني ورب الكعبة فقال عمر رضي الله عنه عجزت النساء ان يلدن مثل معاذ: إلى أي حد كان الجهل ؟ ينبغي أن تُحَلَّلَ هذه المطالب جيداً بناء على العلم والبرهان، لا بالسب والشتم والتهكم.
      أقلُّ إنسان عاقل يفهم أن الأم لو كانت مذنبة فأي ذنب للطفل في رحمها ؟ إذا كانت الأم مستحقة للجزاء لِفعلٍ فعلته فأي معصية للطفل في رحمها ؟ هذه من أبجديات المطالب ! وقد كان الخليفة جاهلاً إلى حدٍّ وبعيداً عن العلم إلى حدِّ أن كلمة معاذ جعلته يقول أن النساء عجزت أن يلدن مثله !!
      هذا حدُّ علم الخليفة الثاني !
      ثم ختم الكلام الذي نقله المحدثون: لولا معاذ لهلك عمر. وهذا اعترافه واقراره.

      الخلاصة: أنت من ادعيت أنك أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وأنك قد نجوت من جهنم بهذه الكلمة !!
      بأي منطق يجلس مثل هذا كخليفة للنبي (ص) ؟
      ههنا يعجز الجميع، لأن من نقل هذه القضايا فقد نقلها عن الثقات، ونقلها أرباب الحديث وأساطين المحدثين وأرباب الفن.

      وههنا ظهرت مشكلة لعلماء العامة، وهي مشكلة لا يمكن حلها بأي عقل ومنطق، فكيف تكون خلافة النبي هكذا ؟
      وبما أن لكل إنسان فطرة، وبما أنه لا يعقل أن تكون خلافة خاتم النبيين ويكون الجالس مكانه (ص) (وهو الذي نزل القرآن عليه) والآخذ لخلافته على هذا القدر من الجهل ! مع وجود من عنده ذلك المقدار من العلم ؟!
      إن ذلك لا يعقل، إذ كيف تتقبل فطرة البشر مثل هذا ؟!

      وجدوا فيما يلي الحل لذلك، وقد ذكر أساطين أهل العامة ممن سنذكر أسماءهم وهم مورد اتفاق الكل والمرجع العلمي لكافة أئمة المذاهب الأربعة في علم الكلام، ومنهم: الباقلاني صاحب التمهيد، والعضدي صاحب المواقف..
      لقد وجد هؤلاء ان حل العقدة في أن يطرحوا هذه النظرية في باب الخلافة، وهذه ليست نظرية شخص واحد.
      فقالوا: جوّز الأكثرون إمامة المفضول مع وجود الفاضل.
      ههنا يعجز الجميع ويظهر الحق كالشمس.
      فمع وجود الفاضل الذي يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا بطرق السماء أعلم من طرق الأرض.
      تكون إمامة هذا المفضول (الذي يقول لولا معاذ لهلك عمر) جائزة !!

      هذا من جهة، وما يدعوا لتعجب أكابر أهل العلم فعلاً هو قولهم أن إمامة المفضول مع وجود الفاضل جائزة شرعاً، فقولهم (جوّز الأكثرون) يعني شرعاً، أن يكون الإمام جاهلاً مع وجود العالم !
      أن يكون الإمام فاسقاً مع وجود العادل!
      قالوا هذا لكنهم لم يلتفتوا إلى أنهم خالفوا نصّ القرآن الكريم: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة : 247]
      لقد قدم الله طالوت عليكم جميعاً، ووجه تقديمه أمران: أولهما شجاعته وثانيهما علمه وحكمته.
      هذا نص القرآن الكريم، فماذا تفعلون مع نص القرآن هذا ؟
      النتيجة أن مذهب العامة مخالف لنص كلام الله تعالى.
      وقد صرحوا كلهم أن الجاهل يمكن أن يكون إماماً مع وجود العالم ! ونَصَّ القرآن أنه لا يمكن !

      هل لأحد منهم القدرة على الجواب على هذا ؟
      ما تعلقت به مشيئة الله تعالى أن يظهر حق علي عليه السلام، ويظهر أن أبا بكر وعمر في أسفل سافلي الجهل، وذلك بما يلي:
      قال الجمهور: والكلام للباقلاني في التمهيد، وينبغي أن تفهم الدنيا حتى تعرف أين الحق وأين الباطل.
      قال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحديث: لا ينخلع الإمام بفسقه: إذا صار إمام الأمة وخليفة النبي (ص) فاسقاً تبقى إمامته محفوظة مع الفسق !! هذه الكلمة الأولى.
      وظلمه: وإذا صار ظالماً أيضاً يبقى خليفة وإماماً للأمة ! حتى لو وصل ظلمه لهذا الحد:
      بغصب الأموال، وضرب الأبشار، وتناول النفوس المحرمة: أن يصل حده حتى إلى أن يقتل تلك النفوس التي حرمها الله تعالى فلا يسقط بذلك عن إمامة الأمة وخلافة النبي (ص) ؟! هل هذا مذهب ؟!
      وتضييع الحقوق: فلو ضيع حق كل صاحب حق لا يخرج عن كونه إماماً! كلام من هذا ؟! ليس كلام زيد وعمر، إنه كلام الباقلاني !! وآخر كلمة:
      وتعطيل الحدود: فلو عطل كل حدود الله تعالى لا يضر ذلك بإمامته !!
      هذه خلافة النبي (ص) ؟!

      هذا القرآن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات : 6]
      إلى هذا الحد من عدم الشعور ؟!
      عندما يكون حد إدراك الباقلاني هو هذا ؟ فما محل بقية العامة من الإعراب ؟! هذا هو مذهب الحق ؟!

      ومن جهة أخرى فإن إمام الجماعة الذي يأخذ بعهدته القراءة عن المأموم يجب أن يكون عادلاً، أما خليفة النبي وإمام الأمة فإنه يبقى على إمامته في نظر متكلمي العامة ولو كان أفسق الفساق!

      هل الحق هنا أم هناك ؟
      ﴿قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ

      والحمد لله رب العالمين

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #33
        عزيز شعيب العاملى

        سيدنا موسى دعي الله ان يكون له وزير فى حياه

        ولم يطلب الدعاء لمن يخلف بعد مماته

        والمعرف ان هارون مات قبل موسى

        وليس فيها دلاله على استخلاف بعد الممات

        واذا اخذة بالمقايس لم يخلف هارون موسى

        فكيف تحتج على امر لم يحصل





        تعليق


        • #34
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الزميل حنبل
          لقد أجاب سماحة الشيخ على هذا الإشكال وغيره في أواخر البحث فانتظر تقرأ الجواب منه أيضاً وتغنم..

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #35
            بسم الله الرحمن الرحيم

            منازل هارون

            5. المنزلة الخامسة: وأشركه في أمري

            بسم الله الرحمن الرحيم
            ﴿وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾ الشركة في أمر النبي ثابتة في القرآن والسنة، فقد طلب موسى (ع) من الله تعالى إشراك هارون في أمره.
            وبحسب الرواية التي اتفق العامة والخاصة على صحتها (وهي حديث المنزلة)، فإن كل ما ثبت لهارون من موسى ثبت لمن دعا له رسول الله (ص): علي مني بمنزلة هارون من موسى.
            ضم هذا الحديث للقرآن الكريم يثبت أن أحد مناصب أمير المؤمنين (ع) الشركة في أمر خاتم النبيين.

            وفهم هذا المطلب صعب جداً، فمن يريد أن يصبح فقيهاً في هذا الحديث ينبغي عليه أن يرى أولاً ما هو أمر الخاتم (ص)، ثم بعد ذلك يبحث عن الشركة في هذا الأمر.

            أولاً: ينبغي أن يُفهم التفاوت ما بين أمر موسى وأمر الخاتم (ص)، فبعثة موسى (ع) كانت محدودة، وأمره كان بدائرة التوراة والألواح، أما أمر الخاتم فهو فوق أمر تمام الأنبياء..
            ونسبة تَفَوُّقِ وليِّ الخاتم على سائر الأولياء هي نفس نسبة تفوق الخاتم على سائر الأنبياء، هذا أولاً.

            وثانياً: أن أمر الخاتم هو أمر جميع الأنبياء، فقد جمع أمر آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى كله في أمر الخاتم(ص).
            عندما يفهم ذلك يعرف مقام الشركة في مثل هذا الأمر.
            الحل النهائي هو الرجوع للقرآن، فينبغي فهم كلام الله تعالى ومعرفة أمر الخاتم (ص) وما هو.
            قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة : 2] هذا الأمر الأول.
            إن دائرة هذا البحث وسيعة، والامر الأول مؤلف أيضاً من أربعة أمور: أولها: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾، ثانيها ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾، ثالثها: ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾، رابعها ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾
            فصار الأمر الأول أربع أمور.. هذا مدلول كتاب الله تعالى.
            ما هو أمر النبي إذاً ؟
            الأول تلاوة آيات الله، والثاني تزكية نفوس الأمة، والثالث تعليم الكتاب، والرابع تعليم الحكمة.
            هذا مجموع الأمر الأول، والعمدة في فهم هذا الترتيب.

            لماذا كانت تلاوة الآيات في البداية ؟ وبعدها التزكية ثم تعليم الكتاب فتعليم الحكمة ؟
            كُتِبَت كل تلك التفاسير للقرآن الكريم، لكن أين تَجِدُ هذه الحقائقَ في أقلام جميع المفسرين ؟
            ماذا تفعل تلاوة الآيات ؟
            إذا أرادت الأرض أن تثمر فينبغي أولاً أن يأتي نسيم الربيع، وهو مقدم على كل شيء، وهو الذي يحيي الأرض، وبعد إحيائها تصل النوبة للتزكية، ثم تُبذَر البذور.. إن علم وحكمة القرآن هي البذرة، وأرض هذه البذرة الأرواح المُستَعِدَّة.
            أوّل ما يفعله النبي (ص) هو إحياء القلوب، وإحياء القلوب يتم بكلام الله تعالى، لكن أعمارنا قد مرت ولم نفهم القرآن ولا الحديث.
            قال النبي (ص): القرآن ربيع القلوب.
            تلك الكلمة التي قلتُها أصلها هنا.
            القرآن ربيع القلوب، هذا كلام معلم الكل (ص).
            فينبغي أولاً أن تُتلى آيات الله تعالى كي تُحيي القلوب بنسيم الربيع.
            ثم التزكية ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ فما هي تلك التزكية ؟
            ينبغي أن تُستخرج الصفات الذميمة من هذه الروح فتتزكى وتطهر، وترتفع موانع بذور العلم والحكمة، حينها يأتي قوله تعالى:﴿وَيُعَلِّمُهُمُ﴾
            فيبذر بذور العلم حينها.. لكن ما هو ذلك العلم ؟

            ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾: في ألف ولام التعريف هنا ما فيها، فينبغي معرفة الكتاب: ما هو الكتاب ؟
            المرجع هو القرآن أيضاً، ونتعرض لقسم من آياته على وجه الإجمال:
            ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾ [المائدة : 48]
            فإن النبي يُعلِّمُهُم الكتاب الذي أنزلناه بالحق، الكتاب الذي كان بنفسه حقاً: مبدؤه حق، وأنزل بالحق، وينتهي إلى الحق.. إن أمر تعليم مثل هذا الكتاب عند النبي (ص).

            أما صفة الكتاب: ﴿مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾ فهذا الكتاب مهيمن ومسيطر على كل الكتب السماوية.
            هل فهم الفخر الرازي ماذا يعني ﴿وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾ ؟
            مع كل هذه العلوم بقي الجميع أجانب عن هذه الحقائق !
            ينبغي أن يكون المعلم لهذا الكتاب مهيمناً على كل الكتب السماوية، من صحف آدم إلى صحف شيث، وصحف إدريس ونوح إبراهيم، وزبور داوود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، كلها تحت هيمنة الرسول العلمية.

            فمن هو شريك هذا الأمر ؟
            ههنا مكان محاكمة الفخر الرازي: فمن الذي يناسب أن يكون شريكاً في هذا الأمر ؟ هذا ما يعين المصداق.

            إذا كان أمر الخاتم تعليم هذا الكتاب، وهو يعني تعليم كل ما نزل على كل الأنبياء، فينبغي أن يكون النبي الخاتم (ص) عالماً بكل هذا، وينبغي أن يكون شريكه كذلك.
            فمن هو صاحب هذا المنصب ؟

            وقد قال تعالى ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام : 38]
            وأعم المفاهيم هو مفهوم الشيء، وما فرطنا فيه من شيء، يأتي بيانه إن شاء الله.

            شعيب العاملي

            تعليق


            • #36
              بسم الله الرحمن الرحيم

              عظمة الكتاب

              كان البحث في الشركة في أمر الخاتم (ص)، وما هي الخصوصيات التي ينبغي أن توجد في شريك أمر خاتم النبيين.

              قلنا أولاً : أنه ينبغي أن يفهم ما هو أمر النبي الخاتم ؟
              الأمر بحسب القرآن في الرتبة الأولى هو تعليم الكتاب والحكمة بالكيفية التي تعرضنا لها مفصلاً في البحث السابق.
              وبعد تلاوة الآيات وتزكية الناس يأتي تعليمهم الكتاب.

              وينبغي النظر أيضاً في حقيقة الكتاب الذي كان الخاتم معلماً له، وقد تعرضنا لقسم من ذلك في الجلسة السابقة.
              ويجب أولاً معرفة الكتاب كما هو حقه، لأنه ما لم تفهم هذه المقدمة فإن المقصد الأقصى لن يُعلم.
              فينبغي استنباط عظمة الكتاب من جهة الوقت والزمان والمكان.

              أما الزمان: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، فقد نزل الكتاب في شهر الله تعالى، بل في أفضل وأكمل زمان فيه وهي ليلة القدر، ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر : 1]
              ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ [الدخان : 3] هذا الزمان.

              أما المكان:﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ﴾ [الواقعة : 77-78]، هذا المكان الأول، فإن محل ومركز ثقل الكتاب هو أيضاً كتاب مكنون، وهذا الكتاب ليس في متناول أحد﴿كِتَابٍ مَّكْنُونٍ﴾، وينبغي النظر في مكانه النهائي، من هو قلب العالم ؟
              قلب عالم الإمكان خاتم النبيين (ص)، وقلب قلب عالم الإمكان هو محلّ هذا الكتاب بنص القرآن الكريم.
              فهذا زمان ومكان الكتاب.

              أما نفس الكتاب: ففي القرآن تعبيرات محيرة للعقول، ونخبة أسماء الله تطلق على القرآن، الكتاب بهذا الحد.
              بيان الله الحكيم: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ [يس: 1-2] فقد تجلت تلك الحكمة الإلهية في هذا الكتاب.
              وعلاوة على ذلك: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ [ق: 1] هذا عنوان أعطاه الله لهذا الكتاب.
              ﴿الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود : 1]
              دقة المطلب أن الابتداء بالحكمة والانتهاء بها أيضاً، المبدأ حكيم، وما نزل من المبدأ الحكيم ﴿كتابٌ أحكمت آياته﴾.
              ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا﴾ [الكهف : 1]
              الذي يُعجِزُ عقلَ كل حكيمٍ أن الله تعالى عبَّر بأن الكتاب أنزل على (عبده) (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)، ينبغي أن تدرك هذه الجملة وهذه الكلمة في القرآن الكريم، وههنا مطلبان: أحدهما الحمد والآخر التسبيح، سبح الله نفسه، أين ؟ ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ﴾ [الإسراء : 1]
              فليلة المعراج تلك مهمة لدرجة أن الله تعالى قال عن نفسه (سبحان الذي) بالنسبة للعمل الذي فعله فيها.
              هل وصل المفسرون إلى تلك الدقائق ؟
              هذا بالنسبة للعبد وتسبيح الله نفسه، أما بالنسبة للكتاب الذي أنزله على عبده فإنه يحمد نفسه..
              ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾ ﴿الحمد لله الذي أنزل الكتاب﴾و أيضاً ﴿على عبده﴾ إشارات القرآن هكذا..

              كل ما في المعراج الذي يعد أهم مطلب قوله تعالى: ﴿عبده﴾، ونهاية الأمر والمكان الذي ﴿دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى﴾ هناك أيضاً ﴿فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾
              هكذا ينبغي معرفة الكتاب.

              ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [فاطر : 32]
              فجعلنا الكتاب إرثاً لكن لا لكل أحد، بل للذين اصطفينا ممن انتخبناهم من كل الخلق، وأورثناهم الكتاب، فمن هم المصطفون ؟
              ﴿اصطفينا من عبادنا﴾
              عباد الله في الدنيا إن وجدناهم فليسوا في هذا الحد.. إذ المصطفى من العباد هم نخبة نخبة العالم، أولئك هم حملة هذا الكتاب.

              هل فهمت أيها الفخر الرازي هذه الدقائق ؟
              هل أبو بكر بن ابي قحافة مصطفىً من عباد الله ؟ وهل عمر بن الخطاب بهذا الحد ؟ مع ذلك الجهل ومع سابقة عبادة الأصنام ؟

              ينبغي ضم العقل إلى القرآن.
              هذه الأقسام مهمة جداً: ﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ..﴾ [إبراهيم : 1]
              هذه هي العلة الغائية لإنزال الكتاب، وهي منشأ فاعلية الفاعل، يعني علة إنزال الكتاب، ألا وهي إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومفهوم الناس يشمل أفلاطون وارسطو وابن سينا والفارابي، من هو الذي يستثنى من هذا المفهوم ؟
              كلهم في الظلمات بلا استثناء.. الحكماء والفقهاء والعلماء.. فالجميع في الظلمات.. ومن يخرج هؤلاء جميعاً من الظلمات هو شخص واحد، ووسيلة الإخراج واحدة.
              المخرج هو خاتم النبيين (ص)، ووسيلة الإخراج القرآن المبين.
              هذا نص الكتاب: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾

              ثم ما هو النور ؟
              شرح النور في سورة النور.. الظلمات متعددة لكن النور واحد.. الظلمات هي التي غرق فيها الجميع، ينبغي إخراجهم منها بهذا الكتاب وإيصالهم لذلك النور الواحد.. فما هو ذلك النور ؟
              ﴿الله نور السماوات والأرض﴾
              أين عرف القرآن الكريم ؟
              ومع كل كلمة يزداد العجز.. ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل : 89]
              فلا مفهوم أوسع من مفهوم الشيء، فإنه يطلق حتى على الله تعالى، غاية الأمر أنه شيء لا كالأشياء، وما في هذه الآية من الناحية الفنية أنه تم اختيار أعم المفاهيم وهو مفهوم الشيء، فلا شيء خارج عن مفهوم الشيء.. كل ما هناك ففي هذا المفهوم.
              فقد استخدم أعم المفاهيم مع إطلاقه، وعلاوة على الإطلاق صُدِّرَ بأداة العموم، ﴿تبيانا لكل شيء﴾ فينبغي أن يبين كل شيء بهذا القرآن.

              هذا عمل النبي (ص).
              فهل يمكن أن يقوم أبو بكر بمثل هذا العمل ؟ وهو الذي شهد جميع أعيان العامة أنه كان عاجزاً عن إدراك لفظ من ألفاظ القرآن ؟
              هل يتأتى هذا العمل من عمر بن الخطاب ؟

              إن شريك أمر الخاتم في تعليم البشر ليس هذا ولا ذاك..
              من هو ؟ إنه من كان وارث علم النبي بالاتفاق، وهذه المسألة مورد اتفاق أئمة المذاهب من المحدثين والمفسرين، فقد أجمعوا على أن ميراث علم الخاتم (ص) وصل لعلي بن أبي طالب (ع).

              وعلى هذا، هل ينبغي أن يكون علي شريك أمره ؟ أم يكون شريك أمره الأول والثاني ؟!
              ولأن البحث مبنيّ على أدق موازين المنطق، فلا مجال لعدم ذكر الأسماء، وليس هذا موضع السب واللعن، إنما محل العلم والحكمة.
              هل فهمتم ما هو القرآن والكتاب ؟

              نقل أركان وأئمة أهل الحديث هذه القضية:
              إن عمر بن الخطاب رفعت إليه امرأة ولدت لستة أشهر فهمّ برجمها، فبلغ ذلك علياً فقال: ليس عليها رجم، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه : ولأنه متن المحدثين والمؤرخين لا نتصرف فيه.
              فأرسل إليه وسأله..... فقال: قال الله تعالى: قال لم أقف أمامك أنا إنما وقف الله تعالى إنما بوسيلتي أنا العالم بكلامه.
              ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ وقال: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً﴾ [الأحقاف : 15]: ...
              ولما وصل الكلام لعمر اختلفت كلمات أئمة الحديث هنا ، فنقل سبط ابن الجوزي ان عمر قال: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب. والبقية نقلوا: لولا علي لهلك عمر.

              ولدينا سؤال ههنا: هل خصوصيات القرآن التي عرضنا لها كانت منا أم من الله تعالى ؟ ألا تقبلون خصوصيات القرآن هذه ؟
              ألا تنقلون أنتم أيضاً هذه القضية ؟
              وعليه: هل ينبغي أن يجلس عمر مكان النبي (ص) وهو القائل: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب ؟ أم ينبغي أن يجلس علي بن أبي طالب ؟
              أيهما ؟
              ماذا يقول العقل ؟ وماذا يقول القرآن ؟
              هل هذه الخلافة موافقة لكتاب الله أم مخالفة له؟
              هل هي موافقة لعقل تمام البشرية أم مخالفة له ؟
              هذا كلام الله وهذا كلام أئمة الحديث..
              وسؤالنا لمن نقلوا هذه القضية..
              هذه الحجة البالغة لله على كافة العامة.

              شعيب العاملي

              تعليق


              • #37
                جعلتم هذا النص نصا قرانيا وحملتموه اكثر مما يحتمل لانه يوافق أهوائكم أقول وبالله التوفيق
                1- لم يخف على النبي أن يوشع كان الخليفة بعد موسى وليس هارون ( لان هارون ولي امر بني اسرائيل في حياة موسى فقط) فلو كان مراده الامامة لقال ( كمنزلة يوشع من موسى) مما يدل على ان المنزلة هنا منزلة الاخوة وليس الامامة.
                2-الله وعد اهل البيت بالاستخلاف كما زعم الشيعة (( وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض) والرسول وعد عليا بالاستخلاف كما في الحديث فيلزم الطعن في كلام الله ورسوله لان الاية والحديث لم يتحققا.
                3- ان استخلاف علي في المدينة ليس خاص به وحده فقد استخلف كثيرون غير علي كإبن ام مكتوم وعثمان بن عفان
                3- ثم أن استخلاف علي يختلف عن استخلاف هارون فإن العسكر مع هارون وانما ذهب موسى لوحده بصحته سبعين رجلا من بني اسرائل واما استخلاف علي كان على النساء والصبيان في المدينة والعسكر كله مع النبي عليه الصلاة والسلام لذلك قال علي لرسول الله اتخلفني على النساء والصبيان فإراد النبي ان يطيب خاطره فقال الحديث

                تعليق


                • #38
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الزميل (اقول للحق)
                  لقد لفت سماحة الشيخ إلى أن الاستدلال قائم على الحجة والبرهان لا الخطابة، وهو وإن كان موجهاً إلى أهل العلم إلا أنه لا يعني أن ليس لغيرهم حق الاعتراض، لكن على أن يكون علمياً لا عاطفياً كمقدمتكم.

                  أما اشكالاتكم فثلاثة منها ترجع الى حقيقة الاستخلاف، ورغم ان الجواب عنها مندرج في نفس البحث إلا أن سماحة الشيخ قد خصص بعض الجلسات للرد على ما أثاره كبار علماء العامة من إشكالات حول الحديث وردّها بأوضح بيان، وستأتي في نهاية البحث في هذا الحديث إن شاء الله فترقبها إذ فيها جواب على ثلاثة من اسئلتك.

                  أما رابعها حول وعد الله بالاستخلاف وعدم تحققه، فلك أن ترجع إلى ما رواه الفريقان من أنها نزلت في آل محمد عليهم السلام، وهم الذين أوصى النبي (ص) بهم بعد أن جعلهم عدل القرآن الكريم، أما موعد تحقق الوعد فهو عند ظهور المهدي المنتظر الذي يؤمن به المسلمون جميعاً.

                  ونكمل فيما يلي أبحاث سماحة الشيخ.

                  شعيب العاملي

                  تعليق


                  • #39
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    حكمة القرآن

                    كان البحث في شركة علي (ع) في أمر ودور الخاتم (ص)، وقلنا أن حل هذه المعضلة مربوط بأن يُعَيَّنَ أمر الخاتم
                    (ص)، والمرجع هو القرآن الكريم.
                    ووصل البحث إلى أن أمر الخاتمية تلاوة آيات الله تعالى، وتزكية النفوس، وتعليم الكتاب والحكمة، وذلك بنص القرآن الكريم﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [الجمعة : 2]
                    وقد اتضح إلى حد ما ما هو الكتاب.

                    أما الحكمة: فقد عرّفها الحكماء أنها عبارة عن العلم بحقائق الأشياء على قدر الطاقة البشرية.
                    وقسموا الحكمة إلى قسمين: الحكمة النظرية والحكمة العملية.
                    وقسموا النظرية إلى قسمين: الإلهيات والطبيعيات.
                    وقسموا العملية إلى ثلاثة أقسام: تدبير النفس، تدبير المنزل، تدبير المدن.
                    هذا تعريف الحكمة وتقسيمها برأي الفلاسفة.
                    لكن المرجع هو القرآن هنا أيضاً، فما هو قدر الحكمة فيه ؟

                    إن الحكمة في القرآن تختلف عن الحكمة التي عرّفها الحكماء.
                    فالحكمة في تعريف الحكماء هي العلم بالحقائق بقدر الطاقة البشرية، ولكن طاقة البشر من الجهة الفكرية والعقلية محدودة جداً، ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء : 85]

                    أما حكمة القرآن فهي عبارة عن نيل الحقائق كما هي عليها، والوصول إلى واقع الكائنات ومبدأ ومنتهى الوجود.

                    وتعبيرات القرآن عن الحكمة كاشفة عن عظمة المطلب، فإذا طالعنا القرآن وجدنا أن استعمال اسم الله تعالى في اغلب الموارد كان مقروناً بأنه: عزيز وحكيم، فالعزة هي جانب القدرة الإلهية، والحكمة هي جانب العلم الإلهي.
                    ثم وصفت التجليات العلمية لله تعالى بعنوان الحكمة، فإن التجلي العلمي للحق هو القرآن الكريم: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ هذا مقام الحكمة بوصف الله تعالى ووصف كتاب الله الأعظم.

                    ولا تنتهي المسألة بهذا، فعندما يصل الله تعالى لمتاع الدنيا يقول لنبيه (ص) أنه قليل: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة : 38]
                    هذه الدنيا التي لم يعرف أولها وآخرها، هذه الدنيا التي تضم كل تلك المجرات والكواكب ﴿ وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ هذه الدنيا مع هذه العظمة بكل كواكبها ومجراتها قليلة بتعبير القرآن.

                    أما عندما يصل للحكمة فإنه يعبر: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ﴾ [البقرة : 269]
                    فإن الحكمة ليست متاحة لأي كان، حيث يؤتاها من يشاء الله..

                    تلميذ ابن سينا حكيم بالحكمة البشرية، ومن كان لديهم استعداد للدخول في الفلسفة يصبحون فلاسفة دون قيد وشرط، وعندما يطلب أحد حكمة المشائين، يصبح حكيماً بالحكمة البشرية، أما الحكمة في القرآن فليست كذلك.
                    من تتعلق مشيئة الله بإعطائه الحكمة يعطاها، لا أيّاً كان..
                    قال تعالى هناك ﴿مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ﴾ وقال هنا : ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾
                    هذه التعبيرات تشير إلى حقيقة الحكمة في القرآن..
                    ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لله﴾ [لقمان : 12]
                    فقد أعطى الله الحكمة للقمان، وهي ليست متاحة لأي كان..
                    ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل : 125]
                    فأول كلمة هي الدعوة لسبيل الله بالحكمة، وما يحير العقل: ﴿وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء : 113]

                    أي حكمة هذه التي قال عنها الله تعالى أنه أنزلها على النبي وعلمه ما لم يكن يعلم ؟! لم تكن لتصل إلى ذلك العلم، ونحن أوصلناك إليه، وكان فضل الله عليك عظيماً. هذه هي الحكمة في القرآن.
                    وبعد أن عرفتَ ما هي الحكمة، يتضح لماذا كان شروع فعل النبي الخاتم (ص) تلاوة آيات الله، وكان ختمه الحكمة، فهذا المبدأ وهذا المنتهى.

                    هكذا نص القرآن.. ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة : 2]
                    ولم يكن الرسول غير خاتم النبيين (ص)، وكان أول أفعاله تلاوة الآيات، ثم تزكيتهم ثانياً، ثم تعليم الكتاب ثالثاً، ثم تعليم الحكمة رابعاً. وتم أمره بهذا.

                    هنا ينبغي أن يحاكم جميع أئمة أهل السنة:
                    هل أمر النبي (ص) محصور بزمنه (ص) أم مستمر دائماً ؟ وأمره يتضمن تعليم هذه الحكمة والكتاب الذي فصلنا الكلام حوله في البحث السابق.
                    يجب أن يجيبوا على ذلك لكل العالم.
                    إذا كان منحصراً بذلك الزمان، فماذا يعني قوله تعالى : ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ﴾ ؟
                    أوهل كان المؤمنون منحصرين بذلك الزمان ؟
                    لقد نص القرآن أن الله مَنَّ على المؤمنين بإرسال النبي (ص) ليتلو عليهم الآيات ويصفي نفوسهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
                    هل يعقل أن يكون محصوراً بزمان خاص ؟
                    هل يبقى بعد النبي (ص) أم لا ؟
                    إن قلتم نعم، فمن هو معلم الكتاب ومعلم هذه الحكمة ؟
                    هذا سؤال ينبغي على مثل الفخر الرازي أن يجيب عليه.
                    هل معلم هذا الكتاب هو عمر بن الخطاب ؟ إما نعم وإما لا.
                    البحث علمي وليس خطابياً.. البحث برهاني..

                    أنت الذي تعتقد بأن عمر قد جلس محل النبي الذي هو معلم الكتاب والحكمة: هل ترى أن لعمر صلاحية تعليم هذا الكتاب وهذه الحكمة ؟
                    إن لم تكن عنده هذه الصلاحية فهو غاصب بالضرورة، واعتقادك باطل.
                    وإن كانت عنده الصلاحية، فهل هو معلم هذا الكتاب والحكمة ؟!
                    هذا البحث يعجز العامة ويفقدهم كل حجة، بهذه الطريقة وهذا المنطق.

                    إن بين أعيان علماء العامة اختلاف، بعضهم يقدم صحيح البخاري ثم صحيح مسلم، وبعضهم يقدم صحيح مسلم ثم يعد البخاري ثانياً، وفي هذا المطلب بحث، لكنهم مجمعون على أن ما في صحيح مسلم وما في صحيح البخاري سنة مُسَلَّمة، وهذا اعتقاد كافة مذاهب العامة وعلماؤهم.
                    ونحن ننقل حديثاً عن مسلم في صحيحه
                    (ج1 ص193)، يرويه بأربع طرق، وطرق الحديث أيضاً تختلف فتارة يروى حديث في صحيح مسلم بطريق واحد، وهو حجة، ورده رد على النبي (ص) عند كل العامة، وإذا روي الحديث بطريقين تضاعفت حجيته، وإذا روي بثلاثة.. وإذا روي بأربعة.. فبأي حد من الاعتبار تكون مثل هذه الرواية ؟

                    أما متن الحديث : أنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ: هل للفخر الرازي قدرة على الجواب على هذا التحقيق الذي نذكره في فقه الحديث ؟
                    أولاً: متى حصلت هذه الواقعة ؟ عندما جلس عمر على مسند الخلافة بعد وفاة أبي بكر.
                    فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً. فَقَالَ لاَ تُصَلِّ: هذا في صحيح مسلم، هل يا ترى هناك جاهل كهذا من أجهل الجهال ؟
                    كل مسلم يعلم أن الصلاة لا تسقط بالجنابة، فإلى هذا الحد يكون خليفة النبي جاهلاً ؟
                    ألا تخجل أيها الفخر الرازي ؟ تقول أن عمر خليفة النبي (ص) ؟ وهو معلم الكتاب والحكمة مكان النبي (ص) ؟
                    فَقَالَ عَمَّارٌ: أفتى عمر، لكن شخصاً قام، وهو عمار بن ياسر، وقال:
                    أَمَا تَذْكُرُ: والمسألة الثانية المحيرة هي قوله له أما تذكر ؟ هل نسيت ؟
                    أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وهذا الدليل على ما قلته أنها كانت وقت خلافته.
                    إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِى سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ: كلام محير! مسلم بنفسه ينقل هذه الرواية بأربع طرق ثم يعتقد بخلافة هذا الرجل ! بأي عقل وبأي منطق ؟!
                    وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِى التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-(لأنه متن حديث) « إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ ثُمَّ تَنْفُخَ ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ »: هذا أمر النبي، وأنت الذي تقول للرجل لا تصل لأنه جنب ألم تسمع بنفسك هذا الكلام من النبي (ص) ؟
                    من المعلوم أنه سمعه، ومع أنه سمعه يقول للرجل: لا تصل !

                    أي توجيه لهذا الكلام ؟ هل لكل علماء العامة قدرة الجواب على ذلك ؟ هل يحق لمن كان على هذا الحد من الجهل وقلة التقوى أن يجلس محل من قال فيه تعالى ﴿يعلمهم الكتاب والحكمة﴾ ؟؟
                    فَقَالَ عُمَرُ اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ: وهذا يحير العقل.. هدد عماراً.. فبدل قبوله هدد عمار بقوله: اتق الله يا عمار.. وما يحير العقل قوله:
                    قَالَ إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ: إذا كنت تتأذى من ذلك أسكت ولا أحدث هذا الحديث لأحد.. هذا الدين ؟
                    لا تنتهي المسألة هنا. فبرهان بطلان كل مذاهب السنة في العالم في هذا الحديث.. والتتمة لاحقاً إن شاء الله.

                    شعيب العاملي

                    تعليق


                    • #40
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      عمر والجنابة

                      نتيجة البحث السابق أنه بمقتضى الروايات التي تعد حجة عند جميع مذاهب العامة، والتي أجمع كل فقهائهم على صحتها، فإن عمر بن الخطاب في كل مدة جنابته حتى في زمان خلافته كان تاركاً للصلاة.
                      هذه عصارة البحث السابق. وهذا العمل من هذا الشخص مخالف لإجماع كل المذاهب الإسلامية، لأن كل فرق المسلمين قائلون ببدلية التيمم للجنب عند فقد الماء، وبحث التيمم بحث مهم، ومن أبحاثه أسباب التيمم ونفس التيمم وكيفيته وفرائضه وسننه ومكروهاته، والشرائط التي ينبغي أن تتحقق.. كان خليفة النبي جاهلاً بكل ذلك !

                      وقد اختلفت مذاهب العامة بالنسبة لشروط التيمم: فشروط التيمم ثمانية عند الأحناف وأتباع مذهب أبي حنيفة، وفي مذهب الشافعية عشرة، وفي مذهب المالكية والحنبلية شرطان.
                      فكل المذاهب الأربعة متفقة على أصل التيمم وكيفيته وواجباته، والاختلاف حاصل في شرائطه فقط، فتكون النتيجة أن عمل خليفة النبي (ص) مخالف لإجماع تمام أئمة المذاهب وكافة علماء الإسلام وتمام المسلمين في العالم.
                      هذه الجهة الأولى.

                      الجهة الثانية: أن عمل هذا الشخص مخالف للسنة النبوية القطعية، فقد نقل صحيح البخاري وصحيح مسلم كيفية التيمم عن النبي (ص)، وإحدى هذه الروايات التي ينقلها البيهقي أيضاً وغيره هي: أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِى: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِىَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِىَ الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِى ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ، وَكَانَ النَّبِىُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً. (صحيح البخاري كتاب التيمم حديث 335)
                      فمما أعطي النبي (ص) أن تكون الأرض له مسجداً وطهوراً.
                      فتكون النتيجة أن عمل هذا الشخص مخالف لإجماع كل العلماء وأمة الإسلام، ومخالف للسنة القطعية في تشريع التيمم.

                      الجهة الثالثة: مخالفته للقرآن: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً﴾ [النساء : 43]
                      وهذا أيضاً نص القرآن الكريم على مشروعية التيمم للجنب غير واجد الماء، وعلى كيفية التيمم.
                      وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة : 6]

                      نتيجة البحث: سؤال لكل علماء العامة بلا استثناء:
                      هل يوجد شخص في الدنيا لديه القدرة على الجواب على هذا السؤال بهذه الطريقة البرهانية ؟ صغرى وكبرى ونتيجة. والقياس من الشكل الأول.
                      أما الصغرى: فإن السُنَّة المُسَلَّمة أثبتت أن عمر بن الخطاب لم يكن يصلي حال الجنابة بهذا العذر وهو عدم وجود الماء وعدم إمكان الغسل.
                      كم من وقت بين زمن نزول سورتي النساء والمائدة وبين أيام خلافته ؟
                      كل هذه المدة كان الرجل تاركاً للصلاة في حال الجنابة مع فقدان الماء! وذلك على خلاف ضرورة دين الإسلام، وعلى خلاف إجماع كل المسلمين، وعلى خلاف السنة القطعية، وعلى خلاف نص القرآن الكريم !!
                      فخالف الله تعالى ! وخالف الرسول الخاتم !

                      ولا يخلو الأمر من حالتين في هذه المخالفة: إما أنه كان يعلم أو أنه لم يكن يعلم ! ولا ثالث بين النقيضين فهو محال.
                      إما أن الفعل الذي صدر منه كان عن علم أو عن جهل.
                      فإن كان عن علم: فهذا يعني أنه لم يكن عنده دين !
                      وإن كان عن جهل: فهل لمثل هذا الجاهل صلاحية إمامة الجماعة فضلاً عن صلاحية خلافة خاتم النبيين ؟!
                      لو اجتمعت كل الدنيا فإن جواب هذا السؤال محال، إلا أن يقبلوا جميعاً أن هذا الرجل كان جاهلاً إلى هذا الحد، وجلس على كرسي الخلافة، ولم يكن مطلعاً على شرط الصلاة التي هي عامود الدين .
                      بأي منطق يستحق مثل هذا الشخص الخلافة ؟!
                      هذا من جهة.

                      ومن جهة أخرى: (وليعرف ذلك أهل الحق، فيدافعوا عن الحق بقوة، إن الجهل مقرون دائماً بالضعف، وأما العلم فيولد قدرة وشجاعة، والمنطق يسقط حجة كل العالم ويعجزه): لا يخلو الأمر من احتمالين:
                      إما أنه بلا دين ....... أو بلا علم. أحد الأمرين.
                      وأياً كان الاحتمال منهما (ولا يمكن أن يخلو الأمر من أحدهما)، فإنه يكون ساقطاً من الخلافة بحكم العقل والقرآن والسنة.

                      من جهة أخرى: فإن الرواية التالية مهمة إلى حد أن كل أئمة وعلماء العامة قبلوها، ونحن بمثل هذا المنطق نخاطب الدنيا، وننقل السند بنقل إمام الناقدين الذهبي وقد أجمع الكل على هذا المطلب:
                      (سمعت) قاضي القضاة أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي يقول سمعت أبا عمر القاضي يقول سمعت إسماعيل ابن إسحاق القاضي يقول وذكر له قول قثم هذا فقال: إنما يرث الوارث بالنسب أو بالولاء ولا خلاف بين أهل العلم ان ابن العم لا يرث مع العم، فقد ظهر بهذا الاجماع ان عليا ورث العلم من النبي صلى الله عليه وآله دونهم (المستدرك على الصحيحين 3: 126)
                      فقد أجمع كل العلماء ومحدثوا العامة على أن شخصاً واحداً فقط ورث تمام علم النبي (ص) وهو علي بن أبي طالب (ع).
                      هذا من جهة أخرى.
                      ما هو العلم الذي ورثه علي (ع) ؟
                      هل للفخر الرازي قدرة في هذا البحث ؟
                      ورث علي العلم دونهم، إثبات لعلي ونفي عمّن عداه.
                      لم يرث الأخرون علم النبي (ص)، وورثه عليّ فقط.
                      ما هو علم الخاتم ؟ ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾
                      علم الخاتم يعني علم تمام القرآن، وعلم تمام القرآن يعني ﴿وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾
                      هذا علم علي بن أبي طالب.. وذاك علم عمر بن الخطاب..
                      فهل هذا مذهب الحق أم ذاك ؟
                      هل هذا الخليفة الحق أم ذاك ؟

                      والحمد لله رب العالمين

                      شعيب العاملي

                      تعليق


                      • #41
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        1. تتميم: الخلافة

                        كان البحث في فقه حديث المنزلة، وانتهى الكلام إلى بحث الشركة في أمر الخاتم (ص)، ﴿وأشركه في أمري﴾
                        وختام كل المناصب منصب الخلافة، فقد كان مقام هارون بالنسبة لموسى هو الخلافة، وقوله (ع) (علي مني بمنزلة هارون من موسى) يثبت مقام الخلافة لعلي (ع).

                        وههنا مقامان:

                        معنى الخلافة

                        المقام الأول: معنى الخلافة، فماذا تعني الخلافة ؟
                        وجود الخليفة بالنسبة لمن استخلفه هو وجود تنزيلي، لماذا ؟ لأن الخلافة هي القيام مقام المستخلف عنه، فيُملأ الفراغ بعد وفاة كل نبي بمن يخلفه.
                        هذا مفهوم الخلافة، فاذا اتضح هذا المعنى يتضح أن الخلافة من المقولات المشككة، فإن المفاهيم على قسمين: المفاهيم المتواطئة وهي التي يكون صدقها على الأفراد متساوياً، والمفاهيم المشككة وهي التي لا يكون صدقها على أفرادها بالتساوي.
                        والخلافة من جملة هذه المعاني، فإن خليفة آدم ليس كخليفة نوح، وخليفة داوود ليس كخليفة موسى، إذ كلّما كان مقام المستخلف عنه أرفع كان مقام خليفته أرفع، وتكون النتيجة من الجهة العلمية البرهانية أن خلفاء الأنبياء هم الذي تتجلى فيهم وراثة العلم والحكمة ومقامات أولئك الأنبياء.

                        ويملأ خليفة موسى الخلأ الذي حصل بعد موسى بن عمران، ويبين التوراة بدلاً منه، ويملأ خليفة عيسى الخلأ بعده ويفسر الإنجيل، ويملأ خليفة إبراهيم الخلأ بعده وتتجلى فيه صحف إبراهيم.
                        وتكون النتيجة على هذا القياس، وبحكم المنطق والبرهان، أن خليفة الخاتم يملأ الخلأ بعد كلّ الأنبياء، لأن كل الأنبياء والمرسلين قد جمعوا في مقام الخاتمية، وهو إمام الأنبياء، فيكون خليفته بالضرورة بدراً يعكس تلك الشمس.

                        لو كان لعلماء العامة القدرة على إدراك هذه البيانات البرهانية، ثم راجعوا الأدلة، هل كانت تبقى المشكلة في مسألة الخلافة ؟

                        حديث في علي: ثلاث خصال
                        المقام الثاني: نفس الحديث، الذي يعد سنة عن النبي (ص)، فما مضمونه ؟
                        ولأن البحث مع أعيان علماء كافة الفرق، ينبغي أن يكون الدليل مورداً لإجماع الكل، وقد أجمع كل علماء العامة وقطعوا بصحة أسانيد صحيحي البخاري ومسلم، ودورنا هو أن نستدل على مطالبنا من هذين الصحيحين.
                        ولأن البحث في ميزان البرهان لا الخطابة، ينبغي إبعاد التعصب لأنه حجاب الحقيقة، وينبغي أن تكون الحاكمية للكتاب والسنة والعقل والبرهان فقط.
                        تقول الرواية في صحيح مسلم ج7 ص1198 ح6373: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ـ وَتَقَارَبَا فِى اللَّفْظِ ـ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ ؟: والحديث من عجائب الأحاديث، فبماذا يجيب عليه من كان معاوية في رأيه محترماً ولم يكن مشمولاً للعن الله تعالى ؟ وهو الذي سنّ سب علي بن أبي طالب رسمياً في مملكته ! وقد تورع أقرب شخص منه ـ ومن أتى بكل فسق وفجور ـ عن سب علي (ع)، فآخذه معاوية في ذلك سائلاً عن السبب.
                        فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَنْ أَسُبَّهُ لأَنْ تَكُونَ لِى وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ: فقد سمعه من النبي مباشرة، وهذا في صحيح مسلم، وما جواب دنيا التسنن مقابل منطق سعد بن أبي وقاص ؟
                        راوي الرواية هو سعد بن أبي وقاص، ممن قام بأمور معاوية، والمخاطَب هو معاوية، والسند هو سند مسلم بن الحجاج، هل هناك حجة قاطعة أكثر من هذا ؟ بهذا المخاطِب والمخاطَب والخِطاب.
                        سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: والرواية تكون بالواسطة تارة، وتارة مباشرة عن رسول الله (ص)، وقال هنا (سمعت رسول الله).
                        يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِى بَعْضِ مَغَازِيهِ: أي أنه جعل علياً خليفة له في بعض الغزوات.
                        فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِى مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ؟
                        فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « َمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِى»
                        : ألا ترضى أن تكون لك مني كل المناصب التي كانت لهارون من موسى نبي الله ؟ إلا منصباً واحداً أن هارون كان نبياً، ولكن بما أني خاتم النبيين فإن النبوة ليست قابلة للإنتقال، وكما أعطى موسى كل ما عنده لهارون، أعطيك كل ما عندي، ألا ترضى بهذا ؟ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبوة بعدي.
                        وهذا الاستثناء يثبت بلا ترديد أن كل المنازل التي ثبتت لهارون من موسى كانت لعلي من الخاتم (ص)، وإحدى تلك المنازل الخلافة، ونص القرآن يقول: ﴿أخلفني في قومي﴾ أنت خليفتي يا هارون في قومي وأمتي.

                        فتكون الخلافة للخاتم بلا فصل لعلي بن أبي طالب محققة في قوم الخاتم (ص).
                        هذا الحديث يعجز الدنيا، لكن أين الفهم ؟ أين الإدراك ؟
                        قال لمعاوية: كيف يمكن أن يتمكن لساني من سب علي بن أبي طالب مع ما سمعته بنفسي من النبي (ص) ؟
                        هذا الأمر الأول الذي سمعه من النبي (ص)، ويبقى الثاني والثالث.

                        شعيب العاملي

                        تعليق


                        • #42
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          خصلتان من الحديث

                          كان البحث في هذه الرواية التي أجمع العامة على صحتها، مع اشتمالها على خصوصيةٍ أن مبيّن الفضائل فيها هو سعد بن أبي وقاص، وأن المُخاطَب فيها معاوية بن ابي سفيان، والسبب هو استنكاف سعدٍ عن سبّ أمير المؤمنين (ع).

                          وقد تعرّضنا للقسم الأول منها، أما القسم الثاني منها:
                          وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ « لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ». قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ: « ادْعُوا لِى عَلِيًّا ». فَأُتِىَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِى عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
                          هذا هو القسم الثاني، أما فقه الحديث:
                          لقد وقعت هذه القضية بعد أن ذهب الأول في اليوم الأول فرجع مهزوماً وقد غلبه جيش اليهود.
                          وذهب الثاني في اليوم الثاني، ورجع مع الجيش بعد أن هرب أمام جيش اليهود.
                          بعد أن امتُحن هذان الاثنان وعادا خائبين، قال حينها (ص) هذه الجملة: لأعطين الراية: لأعطين راية الإسلام لرجل يتّصف بصفتين: الأولى أنه محب لله ورسوله، والثانية أنه محبوب من الله تعالى ورسوله.

                          ينبغي على علماء العامة أن يُعمِلوا كمال الدقة في هذه الرواية، والنظر في الدلالة المطابقية والدلالة الالتزامية، واستنباط اللوازم والملازمات والملزومات، فقد وصف النبي (ص) الذي ضَمِنَ الله تعالى منطقه ﴿وما ينطق عن الهوى﴾ من سيأخذ الراية غداً بهاتين الصفتين، وهنا يعجز كل أعيان علماء العامة، فهل كان له شريك يا ترى في هاتين الصفتين أم لا ؟
                          يستحيل وجود منزلة بين النفي والإثبات، والثالث بين النقيضين غير معقول.
                          إما أنه كان هناك أحد واجد لهاتين الصفتين أيضاً أو لم يكن.
                          إذا كان هناك أحد، فإن قول النبيّ تخصيص بلا مخصص، وتعيين بلا معيّن، وترجيح بلا مرجّح، وكل هذا باطل عقلاً ومنطقاً وبرهاناً، خاصة من الشخص الأول في عالم الإمكان، ورأس تمام الأنبياء من آدم إلى عيسى بن مريم (ع).
                          فيتعين أنه لم يكن بين كل أولئك الذين كانوا في محضر الرسول ذلك اليوم أحد يتصف بهذه الصفات غيره، فقط هذا الشخص هو الواجد لها وهو الذي سيعطى الراية غداً. هذا أولاً.

                          ثانياً: أن هذه القضية قد بُيّنت بعد فرار أولئك الشخصين بالاتفاق، فتكون الرواية نصاً على أن هذين الإثنين ليسا محبين لله ورسوله، ولا يحبهما الله ورسوله.

                          فتطاولنا: كلّهم تطاولوا، وقد روي في روايات أخرى مما لم يرد هنا أنهم لم يناموا، على أمل أن يكتب لهم ذلك في اليوم التالي.
                          وفي اليوم التالي قال النبي (ص): أين علي بن أبي طالب ؟
                          قالوا: إنه أرمد العين، فأمر بأن يأتي مع رمد عينه، وعند قدومه وضع ماء فمه على عيني علي (ع) ففتحت عيناه مباشرة، لم يبق رمد، كلّ هذا متنُ شهادة سعد رجل معاوية بن أبي سفيان.
                          وبعد أن شفيت عينه أعطاه الراية، وذهب إلى حرب اليهود، وقال لهم:
                          أنا الذي سمّتني أمي حيدرة
                          وارتجت الأرض تحت القوم، لأنه قد ذُكر في كتب السلف أن حيدر هو الذي سيجتث جذور الكفر ويرفع علم الإسلام في العالم، هو من أسمته أمه حيدرة.

                          ففعل ما جعل الفخر الرازي العاجز يقول أنه عندما نزل للميدان لم يضرب بسيفه بقوته البدنية بل بقدرة نفس بنور بارئها مضيئة، هذا عين كلام الفخر الرازي.
                          الضربة التي ضربها لمرحب كانت بيدٍ مستمدة من نفسٍ منورة بنور ربها، وسؤالنا للفخر: مع تلك السابقة واللاحقة لعلي (ع)، ماذا يعني أن يكون ذلك الأول وذلك الثاني الجبان أولاً وثانياً، وأن يكون علي الرابع ؟
                          بأي منطق وكتاب وسنة ؟
                          قال سعد: لقد سمعت هذه الكلمات بنفسي من النبي (ص)، وقد أعطاه هذه الراية لفتح خيبر فكيف أسبه ؟

                          ثم وصل للمطلب الثالث، وجمع المطالب الثلاثة معجز ومحيّر.
                          تتمة الحديث:
                          وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى».
                          فعندما نزلت الآية عند المباهلة مع نصارى نجران، صدر تفسير عملي من صاحب الوحي لهذه الآية الشريفة، حيث دعا أربعة أشخاص من كلّ الأمة، والأصحاب والأقوام.
                          وكما نقل سعد بن أبي وقاص أن أول شخص دعاه النبي (ص) هو علي، ثم فاطمة، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم قال النبي (ص): اللهم هؤلاء أهلي، وأوّلهم عليّ.
                          هذا المطلب الثالث.

                          وعندما نزلت الآية دعا هؤلاء الأربعة، فقالت أم سلمة: يا رسول الله أدخلني، فقال: أنت على خير، لكن هذا المحل ليس محل أحد سواهم، انضم هؤلاء الأربعة إلى شخص هو خاتم النبيين (ص)، فصاروا خمسة أشخاص، فحدّد وعيّن (ص) أهله بهؤلاء، فنزلت الآية الشريفة: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب : 33]

                          جمعت هذه المطالب الثلاث في حديث نقله مسلم، وأجمعت واتفقت عليه المذاهب الأربعة، وهو حجة قاطعة على أن مستحق مكان النبي (ص) بعده هو من كان واجداً لهذه الخصال الثلاثة حصراً.

                          ولكن بما أن هذه الحديث أعجز كل أولئك، ولأنه دليل على بطلان كل شيء، أصبحوا عاجزين..
                          وجدوا أن ليس بإمكانهم مناقشة السند، وأنهم عاجزون عن مناقشة الدلالة، فكانت العاقبة أن قالوا أقوالاً أبرزت جهلهم بتلك الكلمات، وإن شاء الله وبحول الله سوف أقول في الجلسة القادمة ما قالوا وما هي نتيجة البحث.

                          شعيب العاملي

                          تعليق


                          • #43
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            معاوية وسب أمير المؤمنين عليه السلام

                            كان بحثنا في الرواية التي كانت مورد إجماع تمام أعيان علماء المذاهب الأربعة، وتشتمل هذه الرواية على عدة خصوصيات، فعلاوة على الصحة بهذه المرتبة، كان الراوي والناقل لهذه المطالب الثلاثة عن شخص النبي الخاتم (ص) هو سعد بن أبي وقاص، ومرتبة سعد عند أعيان علماء العامة وصلت إلى الحد التالي، (ولأن الرواية سيف قاطع للمذهب، ينبغي على أهل الدقة التوجه إلى ذلك)
                            قال الذهبي وهو إمام أهل الرجال عند العامة: سعد بن أبي وقاص، أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله (هذه ميزته الأولى عند علماء هذه المذاهب) وكان مجاب الدعوة (وهذه ميزته الثانية) له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبيرة ووقع في نفوس المؤمنين (تذكرة الحفاظ ج1 ص22)

                            وينبغي تحقيق المنازل التي ثبتت بالرواية:

                            أولاً:
                            أن معاوية آخذه لعدم مشاركته بسب علي بن أبي طالب، والحيرة هنا، فإنهم يقدسون معاوية، واليوم بحول الله وقوته ينبغي أن يستقر هذا الشخص في أسفل السافلين بالبرهان القاطع.
                            الطرف المقابل لنا هم أمثال الفخر الرازي ومسلم بن حجاج والبخاري وأئمة أهل السنة.
                            السؤال: إن لهذه الرواية حجة قطعية عندكم، وما فيها هو قول النبي (ص)، وصريح الرواية أن معاوية بن أبي سفيان هو من أسّس سبّ علي بن أبي طالب، هل حصل هذا أم لا ؟
                            إن أنكرتم هذا البرهان القاطع فإن شأنيتكم تسقط.
                            إذا اعترفتم بذلك فماذا يعني سبّ علي بن أبي طالب ؟
                            من المُسَلّم أن معاوية قد أمر كل أئمة الجمعة من أطراف البلاد الإسلامية لأطرافها، أن يسبوا في خطبة صلاة الجمعة أمير المؤمنين (ع).
                            هذا أمر تام، وبرهانه هذه الرواية، والكتاب صحيح مسلم.
                            هذه الكلمة الأولى.

                            ولكن ماذا يعني سبّه لعلي (ع) ؟
                            تذكر الرواية المتفق على صحتها ما يلي:
                            (حدثنا) أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، ثنا جندل بن والق، ثنا بكير بن عثمان البجلي، قال: سمعت أبا إسحاق التميمي يقول: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: حججت وانا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد، فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي.
                            فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمتاه.
                            قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه وآله في ناديكم ؟
                            قال: وانى ذلك ؟
                            قالت: فعلي بن أبي طالب ؟
                            قال: انا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا.
                            قالت: فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى. (الحاكم للمستدرك ج3 ص121)

                            المحير أن كل الأعيان قد نقلوا هذا الحديث، ثم يحترمون معاوية !
                            أين العلم ؟ هنا البرهان والمنطق، والجملة الأخيرة تكسر ظهر كل علماء المذاهب الأربعة.
                            فعندما قالت أم سلمة: أيسب في ناديكم رسول الله ؟ اتضح الأمر في الآخر.
                            هذه هي الحجة القاطعة التي تذري علماء العامة مع الريح !
                            متن صحيح البخاري: علي مني وأنا من علي.
                            وبحكم النصوص القطعية، فإن معاداة علي (ع) معاداة للنبي (ص) نفسه، ومعاداة لله تعالى، ونتيجته ﴿لعنهم الله في الدنيا والآخرة﴾ تشملهم جميعاً، هذا هو معاوية، وهذا هو البرهان.

                            هل يمكن في دنيا العلم أن تجد من يكون من أهل العلم والفهم ثم يقدِّس معاوية ؟!
                            لقد شمل الجهل الجميع، وترك عدم الاطلاع وانعدام الرجولة أثره عليهم..
                            وقد أدى الجهل وعدم القدرة العلمية إلى الخنوع والخضوع في مقابل مثل هؤلاء الناس، وهم من كانت قيمتهم بهذا الحد !

                            لقد دلّ الدليل القطعي على أن معاوية ملعون من الله تعالى، ومن رسوله، ومن تمام الأنبياء والأولياء.
                            هذه هي معاداة علي (ع).
                            هذه الكلمة الأولى في حديث سعد.
                            والمطلب الثاني في الجلسة القادمة إن شاء الله.

                            والحمد لله رب العالمين

                            شعيب العاملي

                            تعليق


                            • #44
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              معاوية خنزير مرتد ملعون !! ومن آذى الزهراء سيدة النساء !!

                              كان البحث في فقه الحديث الذي نقله مسلم في الصحيح (ج7 ص1198 ح6373)، وكان المطلب الأول هو حكم سبّ أمير المؤمنين (ع)، وهذه الرواية تثبت أن سابّ عليٍّ (ع) سابٌّ للنبي الخاتم (ص)، وقد نقل هذه الرواية أعيان أهل السنة، كالإمام أحمد بن حنبل، والنسائي، والمتقي، وابن حجر، والحاكم، والذهبي، والرواية مورد اتفاق عندهم، وصحتها مسلّمة لديهم، ونصّها أن النبي (ص) قال: من سب عليا فقد سبني.
                              ومن سبه (ص) فقد سب الله عند الكل.

                              ولأن البحث مهم فإنه ينبغي أن يتضح نحو النصوص والتعبيرات عند أهل فقه الحديث.
                              الروايات متعددة، والأساطين الذين نقولها متعددون أيضاً، وقد ذكرنا مضمون بعضها في الجلسة السابقة، والرواية التالية عن ابن عباس حبر الأمة والإمام عند الكلّ، يقول: أشهد بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله (عز وجل) ومن سب الله (عز وجل) أكبه (الله) على منخريه في النار. (ينابيع المودة ج2 ص156)

                              هذه الرواية على درجة من الأهمية بحيث يقول ابن عباس: (أشهد بالله) فإن أهمية الأمر أوجبت أن يُصَدِّرَ الحديث بإشهاد الله تعالى.
                              فمن سب علياً أكبه الله على منخريه في النار، هذا حال معاوية بن أبي سفيان.
                              وهو من ترضوا عنه ولم يقبلوا أن تقال كلمة بحقه، وقد قال تعالى: ﴿وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم : 27]

                              وقد نقلت هذه الروايات في الكتاب الذي كُتِبَ للرد على الشيعة ـ وكاتبه من أكثر الأشخاص تعصّباً ضد مذهب الحق ـ : من سبّ أهل بيتي فإنما يرتدّ عن الله والإسلام. (الصواعق المحرقة ص240)

                              هذا محيّر، فإن من يسبّ أهل بيت النبي، وأولهم علي بن أبي طالب يرتد عن الله وعن الإسلام.. بالاتفاق عند الكل وبنص صحيح مسلم!
                              ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم.(المصدر السابق)

                              وتكون النتيجة أنه لا ترديد في أن سبّ معاوية لعلي بن أبي طالبٍ أذية له (ع)، لا شبهة لعاقل في أن السبّ في خطب صلاة الجماعة لعلي (ع) أذية لعلي (ع)، وأذيته أذية النبي (ص) والله تعالى بالاتفاق، ونصُّ القرآن: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾ [الأحزاب : 57]
                              فبحكم الكتاب والسنة القطعية يكون معاوية بن أبي سفيان ملعوناً من الله ورسوله!
                              هذا برهان يقصم ظهر كل المذاهب..

                              ختام الكلام في قضية ينقلها هذا الشخص نفسه مع كل عداوته للمذهب عن المنصور: أنه رأى رجلا بالشام وجهه وجه خنزير فسأله، فقال: إنه كان يلعن عليا كل يوم ألف مرة، وفي الجمعة ألف مرة، وأولاده معه، فرأيت النبي(ص)، وذكر مناما طويلا من جملته أن الحسن شكاه إليه فلعنهثم بصق في وجهه، فصار موضع بصاقه خنزيرا وصار آية للناس. (الصواعق المحرقة ص 196)

                              هذه ليست لعبة ! إنه سيفٌ قاطع للحق، يعجز تمام أئمة المذاهب الأربعة!
                              ما معنى هذا الحديث ؟
                              من يسبّ علياً عليه السلام خنزير، غاية الأمر أن الوجه الحقيقي لا يظهر الآن، لكن لو قُيِّض للعين أن ترى الوجوه على ما هي عليها فإنها ترى وجهه وجه خنزير، من يسبّ علي يصبح خنزيراً، وأنجس الحيوانات الكلب والخنزير.

                              أما لو بنى أحد على سبِّ علي واستمر ذلك إلى زمن عمر بن عبد العزيز كما فعل معاوية بسَنِّه سَبَّ عليٍّ على منابر المسلمين.. فما سيكون وجهه يا ترى ؟
                              هذه الرواية لم يروها الكليني والشيخ الطوسي.. نقلها من أَلَّفَ كُتُبا ضد مذهب الشيعة، هذه حجة الله تعالى. وهذه حقيقة معاوية.

                              النتيجة: أنه طبق الروايات المسلّمة، حتى عند ابن حجر الهيثمي، فإن معاوية خنزير، معاوية مرتد عن الله تعالى، معاوية مرتد عن الإسلام، معاوية علاوة على كل ذلك ملعون من الله تعالى ونبيه بنص القرآن الكريم.
                              هذا حال معاوية.

                              أما غير معاوية، فلو كان هناك فهم !! إن الدلالة على قسمين: دلالة مطابقية، ودلالة التزامية.
                              قرأنا نصّ الروايات وهي مورد اتفاق: كل من آذى عترتي فهو ملعون من الله ورسوله.
                              صحيح البخاري موجود، والمطلب في صحيح البخاري مطبوع، كم آذوا فاطمة الزهراء عليها السلام !

                              شعيب العاملي

                              تعليق


                              • #45
                                على فرض ان الرواية تتحدث عن ثبوت منازل هارون عليه السلام
                                فهل يمكن استثناء منزلة انه خليفة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بدليل خاص؟
                                حيث ثبت ان علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) لم يكن يعلم من الخليفة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام قبيل وفاته.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X