لماذا الحسين?
ابدأ بتكرار ما اقوله دائما عندما اكتب في أي مسألة متعلقة بآل البيت الاطهار "عليهم السلام", والصحابة الكرام" رضي الله عنهم وارضاهم", حيث اني احرص كل الحرص منذ بداية المقالة على ان اوضح انتمائي المذهبي, حتى اقطع الطريق على كل ناعق يصف الاخرين بالتشيع لمجرد الاختلاف في وجهات النظر, وان كان التشيع ليس عيبا, الا اني سني المذهب شافعي الطريقة أشعري العقيدة.
وكثير من الناس, مع كل اسف, بسبب التضليل الاعلامي الممنهج, لا يعلم ان عقيدة الاشاعرة هي عقيدة جمهور اهل السنة والجماعة, حيث انهم يمثلون في الماضي والحاضر ما لا يقل عن 95 في المئة من أتباع المذهب السني, فعقيدة الأشاعرة هي عقيدة السلطان محمد الفاتح الذي مدحه النبي "عليه الصلاة والسلام" في الحديث النبوي المشهور, وبشر به في فتح القسطنطينية من الروم الفجار, وهي عقيدة الازهر الشريف حصن الاسلام وقلعة الشريعة في عصر العز والازدهار, وهي عقيدة عمر المختار الثائر البطل البتار, وهي عقيدة علماء الامة من السابقين الاخيار.
فقد اجمعت الأمة الاسلامية, من سنة وشيعة وحتى معتزلة, على هذه العقيدة التي تنفي عن الله عز وجل التشبيه والتجسيم وذلك لقوله تعالى "ليس كمثله شيء", ولم يخالفهم في هذا الأمر الا نفر من المتأخرين ممن يطلق عليهم اليوم لقب السلفية, ومن المعلوم ان النبي "عليه الصلاة والسلام" قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة", كما قال "عليه السلام": "من شذ, شذ في النار". لذلك كله فأنا مطمئن انني اسير في الطريق الصحيح, ان شاء الله تعالى, بسبب كل ما ذكرته سابقا, وايضا لأنه لا يتصور عقلا ولا شرعا ان يبشر النبي عليه الصلاة والسلام ويمدح شخصا عقيدته فاسدة كالسلطان محمد الفاتح. وهذا مع كل اسف ما يحاول ان يروج له اصحاب التيار السلفي الذين لا يشكلون الا 5 في المئة فقط من اهل السنة والجماعة, وعلى هذا فليس من حق اي انسان ان يتكلم بالنيابة عني حول انتمائي المذهبي لمجرد ان لي وجهة نظر تختلف عن وجهة نظره .
اعود إلى موضوع المقالة... لقد قتل علي امير المؤمنين مغدورا من اهل سوء النوايا, وقتل الحسن بن علي مسموما على فراش المنايا, وقتل اسد الله حمزة مطعونا في ساحة الحرب والبلايا, وقبلهم مات نبي الرحمة وسيد ولد ادم في مدينة الهداية, فلماذا كل هذا الحزن على الحسين بن علي بالذات, ولماذا هو دون غيره ممن مات او قتل قبله, وبعضهم كان افضل منه في القدر والولاية?
سؤال يسأله البعض دائما في مثل هذه الايام التي تصادف استشهاد الامام الحسين بن علي "رضي الله عنه وعليه السلام وعلى جده واله", وهو سؤال قد يبدو منطقيا للوهلة الاولى, الا انك ما تلبث بعد ان تشرع بالتفكيرفيه بعمق, حتى تكتشف انه سؤال سطحي للغاية. فالقضية هنا لسيت قضية اشخاص انما قضية موضوع, بدليل ان ابوه عليا امير المؤمنين قتل قبله غدرا ايضا, وكانت مصيبة الأمة به أعظم حيث أنه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين, وابوه, عند السنة والشيعة, افضل منه في القدر من دون ادنى شك. اذن فما هو الموضوع... ولماذا الحسين هو الذي اصبح شعارا ورمزا دون غيره ممن استشهدوا قبله, وبعضهم كان افضل منه?
كما قلت ان القضية قضية موضوع? قضية اشخاص, فالحسين "رضي الله عنه وعليه السلام", كان آخر امل للأمة في اصلاحها وعودتها الى منهاج النبوة والخلافة الراشدة, فبقتله انتهى هذا الامل وانطفأت تلك الشمعة, وغرقت الأمة في ظلام دامس, فأصحبت تتناقلها يد الظالمين, من يد ظالم الى يد أظلم, ومن يد فاسق الى يد افسق, ومن يد خائن الى يد أخون منذ 1400 عام, الا من رحم ربي وما هم الا قليل. لذلك فقد اصبح مقتل الحسين ناقوس الانذار والخطر الذي يذكر الأمة بتاريخ انتهاء الخلافة التي كانت على منهاج النبوة, والتي يجب على الامة استعادتها من يد الظالمين الغاصبين الفاسقين, مرت الف واربعمئة سنة, وكل سنة في مثل هذا اليوم يتجدد الامل بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة, وكل سنة في مثل هذا اليوم يدق ناقوس التذكير للأمة باستشهاد سبط نبيها الذي خرح لاصلاح الأمة بعد أن أفسدها بنو أمية, حيث قال الحسين: "إني ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت أريد الإصلاح في أمة جدي"... وكيف لا تكون ثورة الحسين هي سفينة النجاة وقد قال النبي "عليه الصلاة والسلام": "الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة", وقال عليه الصلاة والسلام"الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة".
معن الجربا
جريدة السياسه الكويتيه
* كاتب سعودي
maanaljarba@hotmail.com
http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx
ابدأ بتكرار ما اقوله دائما عندما اكتب في أي مسألة متعلقة بآل البيت الاطهار "عليهم السلام", والصحابة الكرام" رضي الله عنهم وارضاهم", حيث اني احرص كل الحرص منذ بداية المقالة على ان اوضح انتمائي المذهبي, حتى اقطع الطريق على كل ناعق يصف الاخرين بالتشيع لمجرد الاختلاف في وجهات النظر, وان كان التشيع ليس عيبا, الا اني سني المذهب شافعي الطريقة أشعري العقيدة.
وكثير من الناس, مع كل اسف, بسبب التضليل الاعلامي الممنهج, لا يعلم ان عقيدة الاشاعرة هي عقيدة جمهور اهل السنة والجماعة, حيث انهم يمثلون في الماضي والحاضر ما لا يقل عن 95 في المئة من أتباع المذهب السني, فعقيدة الأشاعرة هي عقيدة السلطان محمد الفاتح الذي مدحه النبي "عليه الصلاة والسلام" في الحديث النبوي المشهور, وبشر به في فتح القسطنطينية من الروم الفجار, وهي عقيدة الازهر الشريف حصن الاسلام وقلعة الشريعة في عصر العز والازدهار, وهي عقيدة عمر المختار الثائر البطل البتار, وهي عقيدة علماء الامة من السابقين الاخيار.
فقد اجمعت الأمة الاسلامية, من سنة وشيعة وحتى معتزلة, على هذه العقيدة التي تنفي عن الله عز وجل التشبيه والتجسيم وذلك لقوله تعالى "ليس كمثله شيء", ولم يخالفهم في هذا الأمر الا نفر من المتأخرين ممن يطلق عليهم اليوم لقب السلفية, ومن المعلوم ان النبي "عليه الصلاة والسلام" قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة", كما قال "عليه السلام": "من شذ, شذ في النار". لذلك كله فأنا مطمئن انني اسير في الطريق الصحيح, ان شاء الله تعالى, بسبب كل ما ذكرته سابقا, وايضا لأنه لا يتصور عقلا ولا شرعا ان يبشر النبي عليه الصلاة والسلام ويمدح شخصا عقيدته فاسدة كالسلطان محمد الفاتح. وهذا مع كل اسف ما يحاول ان يروج له اصحاب التيار السلفي الذين لا يشكلون الا 5 في المئة فقط من اهل السنة والجماعة, وعلى هذا فليس من حق اي انسان ان يتكلم بالنيابة عني حول انتمائي المذهبي لمجرد ان لي وجهة نظر تختلف عن وجهة نظره .
اعود إلى موضوع المقالة... لقد قتل علي امير المؤمنين مغدورا من اهل سوء النوايا, وقتل الحسن بن علي مسموما على فراش المنايا, وقتل اسد الله حمزة مطعونا في ساحة الحرب والبلايا, وقبلهم مات نبي الرحمة وسيد ولد ادم في مدينة الهداية, فلماذا كل هذا الحزن على الحسين بن علي بالذات, ولماذا هو دون غيره ممن مات او قتل قبله, وبعضهم كان افضل منه في القدر والولاية?
سؤال يسأله البعض دائما في مثل هذه الايام التي تصادف استشهاد الامام الحسين بن علي "رضي الله عنه وعليه السلام وعلى جده واله", وهو سؤال قد يبدو منطقيا للوهلة الاولى, الا انك ما تلبث بعد ان تشرع بالتفكيرفيه بعمق, حتى تكتشف انه سؤال سطحي للغاية. فالقضية هنا لسيت قضية اشخاص انما قضية موضوع, بدليل ان ابوه عليا امير المؤمنين قتل قبله غدرا ايضا, وكانت مصيبة الأمة به أعظم حيث أنه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين, وابوه, عند السنة والشيعة, افضل منه في القدر من دون ادنى شك. اذن فما هو الموضوع... ولماذا الحسين هو الذي اصبح شعارا ورمزا دون غيره ممن استشهدوا قبله, وبعضهم كان افضل منه?
كما قلت ان القضية قضية موضوع? قضية اشخاص, فالحسين "رضي الله عنه وعليه السلام", كان آخر امل للأمة في اصلاحها وعودتها الى منهاج النبوة والخلافة الراشدة, فبقتله انتهى هذا الامل وانطفأت تلك الشمعة, وغرقت الأمة في ظلام دامس, فأصحبت تتناقلها يد الظالمين, من يد ظالم الى يد أظلم, ومن يد فاسق الى يد افسق, ومن يد خائن الى يد أخون منذ 1400 عام, الا من رحم ربي وما هم الا قليل. لذلك فقد اصبح مقتل الحسين ناقوس الانذار والخطر الذي يذكر الأمة بتاريخ انتهاء الخلافة التي كانت على منهاج النبوة, والتي يجب على الامة استعادتها من يد الظالمين الغاصبين الفاسقين, مرت الف واربعمئة سنة, وكل سنة في مثل هذا اليوم يتجدد الامل بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة, وكل سنة في مثل هذا اليوم يدق ناقوس التذكير للأمة باستشهاد سبط نبيها الذي خرح لاصلاح الأمة بعد أن أفسدها بنو أمية, حيث قال الحسين: "إني ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت أريد الإصلاح في أمة جدي"... وكيف لا تكون ثورة الحسين هي سفينة النجاة وقد قال النبي "عليه الصلاة والسلام": "الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة", وقال عليه الصلاة والسلام"الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة".
معن الجربا
جريدة السياسه الكويتيه
* كاتب سعودي
maanaljarba@hotmail.com
http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx