إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا نرسم علياً مع سيفه وننسى إنسانيته ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا نرسم علياً مع سيفه وننسى إنسانيته ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    7. لماذا نرسم علياً مع سيفه وننسى إنسانيته ؟

    من جلسات سماحة الشيخ مصطفى الهرندي.. ليلة عيد الغدير، الأربعاء في 17 ذي الحجة 1434 هـ، الموافق 23-10-2013م.

    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج عن كل المؤمنين في كل مكان وعن كل مكروب، وقد يكون الدعاء سبباً لبعض ما يلاقيه مَن فَرَّجَ الله عنهم في أيامنا هذه، فحتى المعتصم كان يعرف أثر الدعاء، يقولون أنه بعد تصفية الإيرانيين في بغداد لم يكن الجهاز العباسي يعتمد على العرب، فاستقدم الأتراك واتخذهم حرساً له، وكان عندهم خشونة، ولم يقتل البرامكة الخلفاء لكن هؤلاء فعلوا، كانوا مغرورين بعد أن أصبحوا الحرس الخاص بالخليفة، فكانوا يعتدون على الناس حتى الضعفاء منهم.
    ذهب الأعيان إلى المعتصم الخليفة العباسي فأخبر بذلك، وبأن القادمين ليسوا من المحاربين وانما اشراف واعيان جاؤوا للقائه، وبعد أن بينوا له القضية وأبلغوه أن بغداد لم تسلم من حرسه الخاص الذي يبلغ أربعين ألفاً، ولم يسلم منهم كثير من الناس، طلبوا منه إخراجهم من بغداد.
    فقال المعتصم وهو الذي عرف عنه أنه كان جاهلاً ولكن قوياً ومن أشجع خلفاء بني العباس: وإن لم أخرجهم من بغداد ؟
    قالوا له: نحاربك.
    قال: بماذا تحاربوني ؟
    قالوا: بسهام الليل.
    قال: أما هذا فلا أقدر عليه.
    فأمر ببناء سامراء وانتقل الحرس اليها.
    حتى المعتصم كان يدرك أن سهام الليل لا تخطئ: الدعاء لا يخطئ.
    لا يستغني أحد عن الدعاء، لا الحركات السياسية ولا المرجعات الدينية ولا أي أحد آخر، أنا أعتقد بلزوم الدعاء..

    ففي ديننا تمازج بين الحركة الاجتماعية وبين الاتكال على الله تعالى، لأنه لا يمكن أن تنجح حركة اجتماعية دون الاتكال على الله تعالى والتوجه إليه.
    ولذا لما تدخل (جامع المقدمات) تجد أن أول جملة فيه: أول العلم معرفة الله تبارك وتعالى وآخر العلم تفويض الأمر إليه تعالى.
    ينبغي الاتكال عملياً على الله تعالى، وما نقوم به يؤثر فيما إذا تعلقت به الإرادة الإلهية، ودون ذلك لا أثر له.

    هذه الليلة (ليلة الغدير) ليلة عظيمة في تاريخ الشيعة..
    وقد قيل عن علي عليه السلام:
    جاد بالقرص والطوى ملء جنبيه * وعاف الطعام وهو سغوب
    فأعاد القرص المنير عليه * القرص والمقرض الكرام كسوب
    إشارة إلى قرص هل أتى وقرد القرص..
    إن العودة إلى الجذور لا تتم الا بعودة أمير المؤمنين عليه السلام، والعودة المطلقة غير ممكنة إلا بوجوده عليه السلام.. لكن الممكن لكل أحد بحسبه.

    قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً﴾ [الإنسان : 8]
    لولا سيف علي ومال خديجة لما قام للإسلام قائمة.
    لكن كم آية نزلت في حروب علي (ع) ؟

    لكن عمليتين اجتماعيتين انسانيتين نزلت فيهما آية وسورة: فتحول التصدق بالخاتم الى آية، وتحول التصدق ببعض الرغيف الى سورة مباركة تبدأ بقوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً﴾ [الإنسان: 8-9]
    ليس على حب الطعام، إنما على حب الله، بعض المفسرين أرجعوا الضمير الى الطعام وهذا خطأ، فهي على حب الله تبارك وتعالى.
    بعض الآراء السخيفة الموجودة في كتب السنة انتقلت حتى الى التفسير الشيعي، والصحيح: على حب الله.

    من هو الأسير ؟ في زمان الرسول (ص) كانت حروبه كلها مع المشكرين، فكان هذا الأسير مشركاً وجعله الله تعالى في عرض اليتيم المسلم والفقير المسلم.
    هذه هي الإنسانية في الإسلام: ويطعمون الطعام على حبه...

    من يفكر الآن بالمسلمين المشردين في كل العالم الذين غرقوا في مغالب بحور الحياة ؟
    من يفكر فيهم ؟ من يمد يد المعونة اليهم ؟
    إلى الأطفال اليتامى، والارامل المسكينات، إلى المرأة التي تجبرها الظروف على بيع اشرف شيء وهو عرضها، من المسؤول عنها ؟

    من سمع مسلماً ينادي وامسلماه ولم يغثه اكبه الله على منخريه!
    اين ذهب علي بن ابي طالب ؟
    اين ذهب الحسن ؟ أين ذهب الحسين ؟ أين ذهب الأئمة الأطهار ؟ أين ذهبت السيدة الزهراء عليها السلام ؟
    انتهت هذه الحالة، انتهت المُثُل التاريخية وبقيت في التاريخ ولم تنتقل إلى المرحلة المعاصرة.
    وإذا ضاعت القيم الأخلاقية ماذا يبقى لنا ؟
    وانما الأمم الاخلاق ما بقيت..
    ذهبت القضايا الأخلاقية والقضايا الإنسانية .

    الى اين سنصل بهذا الفكر وهذا الواقع في المستقبل ؟!
    نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لأداء بعض الواجب ويأخذ بيد الجميع لما فيه صلاح الدنيا والآخرة، وللوقوف مع الانتكاسات الاجتماعية المطلقة بكل ما في الكلمة من معنى أينما كانت، لكن لا شك أن الأقربين أولى بالمعروف، يُبدأ بالشيعة ثم يُنتقل الى غيرهم.

    حتى علي (ع) كان ينفق على أبناء المذاهب الأخرى، علي كان يفعل ذلك فهم بشر.
    ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ ﴾ وليس على المسلم او الشيعي.

    ليلة 25 ذي الحجة ليلة نزول سورة هل أتى، وشهر ذي الحجة شهر علي بن أبي طالب، كل المحطات الكبيرة فيه هي محطات الامام عليه السلام.

    هناك الآية أيضا: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾، ليس الدين فقط وإنما إتمام النعمة أيضاً.

    الدين ليس خشونة! الدين ليس عبادة فقط! ليس صلاة وصوما فقط! الجوانب الإنسانية منتشرة في الدين أيضاً كوجوب الزكاة والخمس والتصدق، وهذه قضايا اجتماعية: من يفكر فيها ؟

    هل هناك جمعية خيرية شيعية تهتم بالشؤون الشيعية ؟
    هل هناك جميعة أطباء بلا حدود شيعية ؟
    هل هناك مراكز خيرية شيعية ؟
    أساس الخير والنعمة والإنسانية هو في التمسك بحياة الأئمة عليهم السلام، فماذا يربطنا نحن بالأئمة ؟

    كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا.
    أدبوا أنفسكم حتى يقال رحم الله جعفراً كيف أدب شيعته.
    أين هذه المُثُل وهذه الأخلاقيات والفضائل ؟
    كلها ذهبت، فمن يعيدها ؟
    تستحيل اعادتها..
    تبني شيئا في سنوات متعددة ثم تخربه في ثوان متعددة.

    من يريد أن يدافع عن المآسي التي تملأ الساحة الإسلامية ؟ لماذا هذه المغالطة الكبرى التي تحققت داخل الساحة ؟
    منذ قضية كربلاء الى يوم غيبة الإمام الحجة عجل الله فرجه، هل سمعت أن أحداً من الذرية الطاهرة اغتال أحداً من بني أمية ؟

    بعد عشرين سنة من واقعة كربلاء وحصار المدينة يفتح الامام بابه أمام بني أمية ويتولى أمورهم إلى أن تنتهي مأساة عبد الله بن الزبير! ومنهم مروان بن الحكم!
    هؤلاء هم الأئمة!

    ولذا قلت : (لا سيف الا ذو الفقار) تقدم عليها (لا فتى الا علي)!
    الفُتُوَّةُ تقدمت على السيف!
    كل فرق الفتيان في التاريخ الإسلامي يصلون الى علي بن ابي طالب(ع)، اخذوا الفتوة من علي بن ابي طالب!

    لماذا ركزنا على السيف فقط ؟
    لماذا يرسم علي بن ابي طالب مع السيف فقط ؟
    لم يكن علي بن ابي طالب سيفاً فقط !
    والله لو تجسدت الإنسانية في شخصٍ لما تجاوزت علي بن ابي طالب، وليس هذا عن تعصب.

    حتى سيف علي كان رحمة للعالمين!
    الذي لا يقتل قاتله وهو يعرف انه قاتله، اين تجد إنسانية أكثر من هذه ؟!
    يعرفه قاتله فيطعمه ويحبه ويكسوه ويعطيه نفس الراتب الذي يعطيه لجنوده!
    ماذا فعل مع خوارج النهروان ومع جيش معاوية ؟
    هذا علي بن ابي طالب، ليس قسوة وخشونة وقهرة !
    انه رحمة للعالمين..

    اذا تجسدت رحمة الله في شخصية تتجسد فيه..
    لا انكر وجود النبي ومقامه.. اعوذ بالله..
    لكن الظروف التي عاشها علي بن ابي طالب أظهرت بعض الخصائص فيه، ولم تمر هذه الظروف على النبي حتى تظهر خصائصه (ص). ينبغي الالتفات الى ذلك.

    اهل البيت امانة تاريخية في أعناقنا، ولا أقل من أن ننقلها إلى الأجيال القادمة ولا نحرق الورقة بصورة كاملة!
    لكن ما الذي يمكن فعله وتقديمه الآن ؟

    على مستواي انا فإن الذي ألتزم به ان ما يتمكن الانسان من فعله هو الوقوف مع الناس، ومع عدم التمكن يدعو للناس. يدعو لهم ويقف معهم قدر استطاعته.
    لماذا حال هؤلاء المساكين هكذا ؟

    صار لكل كلمة يقولها الانسان الان ابعاد سياسية، فرغوها من محتواها الأخلاقي ومن محتواها الديني وحَمَّلوها المستوى السياسي!
    يقولون: فلان تحدث عن فلان وفلان رد على فلان!

    اذا اردنا ان نبقى فينبغي ان تبقى الإنسانية، وبالانسانية ينتشر الإسلام في العالم.
    لم ينتشر الإسلام بالسيف، الذي انتشر بين الناس هو اسلام معاوية!
    اسلام علي انتشر في العالم دون السيف، انتشر بوقوفه مع المحرومين ومع الايتام.
    ثلاثة حروب فقط خاضها علي عليه السلام وكانت حروبا دفاعية.

    لم نستخدم السيف الا للدفاع عن النفس، ما الذي يجمعنا الآن مع علي عليه السلام ومع الائمة الطاهرين ؟
    هل يمكن أن نقول أنَّا شيعة ؟ لا ادري !
    وهذا العراق يغرق بالدماء ولا احد يفكر في تقديم حلول له!
    سوريا تغرق بالدماء.. مصر .. !
    هذه كلها بلاد إسلامية يشتركون معنا في الشهادتين فمن يفكر بهم ؟

    والحمد لله رب العالمين

    للمزيد:
    ثمـــــار.. على ضفـــــــــاف العلمـــــاء..
    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=190910

    شعيب العاملي

  • #2

    تعليق


    • #3
      احسنت مولانا شعيب









      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الاخ عاشق نور الزهراء
        الاخ بريق سيف
        بارك الله بكما ووفقكما لمرضاته

        والحمد لله رب العالمين

        شعيب العاملي

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X