السلام عليكم
رساله الى العراق
اقدم شكري الى كل اخوتي واهلي واصدقائي الكرام اللذين قالوا لي لا تاتي الى العراق وخصوصا ابن عمي المهندس السيد حيدر العذاري الحسيني. الان وبعد عقدين ونيف من الزمن علمت لماذا الجميع كان يقول ذلك بينما في حينها كنت اتصور امور اخرى واعتذر لذلك لانني لم اكن اعلم الاسباب ولكن المهم هنا لماذ وكيف حدث كل هذا بنا وباهلنا واريد ان اوضح بعض الاسباب التي اعتقد انها سبب هذا الانهيار الاجتماعي الذي يعيشه العراق اليوم
اقول ان مخلفات الحروب كثيره اذكر منها الامراض والتغيرات الاجتماعيه وكثرة الايتام والارامل وغيرها من المأسي التي لا يسع المجال لحصرها هنا ولكن اذا كان المجتمع يملك قاعده اجتماعيه رصينه تكون هذه المتغيرات قليلة التاثير في المجتمع حيث ان المجتمع سيعود دائما الى القاعده فلو نظرنا الى المانيا بعد الحرب العالميه الثانيه نرى هذا البلد عانى الامرين وقسم الى بلدين مختلفي الاتجاه ودفع اثمان عظيمه وتحمل مخلفات لا تعد ولا تحصى مع انه احتل لفتره وجيزه عسكريا ولكنه عانى من الاحتلال السياسي لفتره طويله واذا ذهبنا الى الهند فسنرى نفس الشيء وكلنا نعلم ان الهند تعاني من مخلفات الاحتلال الانكليزي الى هذا اليوم وكذلك الفيتنام التي قسمت الى جزئين ولا تزال تدفع الثمن
كل هذه البلدان استطاعت ان تتجاوز كل او بعض مخلفات الحروب بالرجوع الى القاعده الصلبه التي تمتلكها شعوبها من عادات وتقاليد ومبادء تربويه ودينيه واجتماعيه ولكننا في العراق ابتعدنا عن القاعده والاعراف الاجتماعيه التي تربينا عليها فمثلا اتذكر انني عندما كنت شابا واريد ان ادخن السكائر كنت اجلس في الحمام وادخن خوفا واحتراما للكبير وعندما كنت العب في الشارع ويخرج لي احد من اهلي ويناديني اعود الى البيت مسرعا مع انني كنت اريد مواصلة اللعب وعندما اخرج الى الخارج احذر من التاخير في العوده وعندما يتكلم الكبير اتادب واسكت ولا اتفوه بكلمه وتعلمت ان صلة الرحم والقربى كلجسم الواحد وتعلمت ان المسلمين اخوه وكلجسد الواحد اذا تداعى عضو تداعت باقي الاعضاء بالسهر والحمى وتعلمت ان الاخوه هي كحزام الظهر الذي يحمي ظهري والجنة تحت اقدام امي ولا اقول اف لوالدي اللذان رباني وتعلمت ان اقف في بداية كل درس لمعلمي حيث قال الشاعر ( ان المعلم كاد ان يكون رسولا) وتعلمت ان استاذي هو كوالدي بل واعظم حيث كنت اذهب الى المدرسه من الثامنه صباحا الى الرابعه عصرا على ما اتذكر بينما امي وابي لم يقضوا معي وقتا كهذا وتعلمت من اساتذتي ان العلم رساله والكلمه امانه يجب ان نوصلها الى الاجيال القادمه وبدون مقابل فطلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه وان بلعلم تقام الامم وتنشاء الاجيال وتبنى البلدان وتعلمت ان كرامة المرء في دينه ومبادئه وعقيدته وتعلمت من اهل البيت ع ان الدنيا الى فناء والاخرة هي دار البقاء وتعلمت ان اعمل لدنياي كاني اعيش ابدى واعمل لاخرتي كاني اموت غدا وتعلمت من الحسين ع ان اكون حرا واصر على الحق وان قل سالكيه وتعلمت منه ع ان الشرف كلمه والعدل كلمه والله كلمه والاسلام كلمه والهدى كلمه والعلم والحلم والصبر والعزه والاباء والوفاء والاستقامه والادب ......والخ كلها كلمات ولابد لنا ان نتمسك بالكلمه والمبداء وهيهات لسنة الله تبديلا وهيهات منا الذله
تعلمت ان الكلمه اهميتها ان تبني الامم والمجتمعات وتصلح الفاسد وتقوم الطالح ولهذا قال الله في كتابه العزيز ( اقراء) لرسوله الكريم ص لان العلم والتعلم يكون بالقرائة والتعلم والاصلاح والاستقامه يكون بالتعلم وبناء الامه يكون بالاصلاح والاستقامه فالقرائة هي اساس بناء الامم وتقدمها فامريكا وغيرها لم تتقدم علينا بعصى موسى السحريه ولم تصل الى الفضاء بين ليلة وضحاها بل كل هذا الذي نراه اليوم جاء بعد جهود وعناء لعلماء عظام افنوا حياتهم بين صفحات الكتب وعلى كراسي العلم وبعد انهار من الاموال والدماء التي ضحت من اجل بناء هذه البلدان وتقدمها بغض النظر عن مسالة الدين والايمان والعقائد والاعراف الاجتماعيه
اما نحن فماذا قدمنا لابنائنا وبناتنا وانفسنا؟ نحن اليوم نتحجج بالطغاة وبالسراق واللذين يخالفونا الدين والمذهب بل وحتى نقتل ابنا ئنا واخوتنا ونعق امهاتنا وابائنا فقد اصبحنا لا نحترم الكبير ولا نوقر الصغير. كراسي العلم هجرناها والامية والتخلف قدمناها ولا نخجل من التطاول على الاخرين بجهل وهجرنا القران والسنه وحتى اهل البيت حيث نلطم الصدور رياء ونتباكى على الحسين ع كذبا وبلا خجل ولا حياء وكان الحسين منتظر منا هذا.
فليعلم كل من يريد ان يعلم ما يلي:
ان الحسين ع خط اسمه على عرش الباري عز وجل قبل تخلق الارض ومن عليها وهو ع لا يريد من يعق ابويه ويسرق ويقتل اخوته واهله ويقطع صلة الرحم والحسين ع لا يريد من ياكل الحرام ويسرق الناس ويعتدي على اعراض الناس ولا يوقر الناس والحسين ع لا يريد من لا يحترم شيبة الكبير والحسين ع لم يقتل من اجل التظاهر والرياء واهل الموبقات بل ان الحسين ع هو بريء من كل هولاء والحسين لا يريد الجهله والاقزام اللذين لايميزون بين الناقة والجمل والحسين ع لا يريد اصحاب الالسن النتنه واهل الحرام فالحسين ع اطهر واكرم من كل ذلك.
اقول ان اردنا ان ننتسب الى الحسين ع يجب ان نصلح احوالنا ونقدم انفسنا الى الحسين ع في طبق من ذهب والماس فلا يليق بالكريم الا الكريم والحسين اكرم من الذهب والمجوهرات فاذا اردت ان تنتسب الى الحسين ع فكن جوهرة ثمينه تليق بابن رسول الله ص فكيف اقدم نفسي للحسين ع وانا حرامي او سارق او قاتل لنفس بريئه ومنتقص من الاخرين ومعتدي على اعراض الناس وكيف اقدم نفسي للحسين وانا جاهل لا اعلم من هذه الدنيا الا ما علمني الجهلاء من الناس وكيف اتجراء وادخل ضريح الحسين وانا عاق لامي وابي وقاطع لرحمي واهلي وكيف اقف امام قبر الحسين وقد اكلت الحرام وكيف اتجراء واقراء زيارة الحسين وانا قذر القلب واللسان كيف اقول ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله) هدانا الله الى ماذا ؟ الى السرقه. الى الغش . الى الخداع. اعراض الناس. القسم الكاذب . اكل الحرام. كيف اقول هذه العباره وانا لست مطهرا لقلبي. كيف اسلم على علي بن الحسين ع وانا عاقا لابي وامي ؟ كيف ازور حبيب ابن مظاهر ع تلك الشيبه الكريمه وانا لا احترم الكبير ولا احترم شيبته وكيف ازور ابا الفضل وما ادراك ما ابا الفضل ع وانا قاطع لرحمي وغادر لاخوتي واهلي وسارق لاموالهم؟ كيف استذكر زينب ع وانا ااكل بعرض الناس وشرفهم في كل يوم؟
الا نخجل من انفسنا ؟ الا نستحي من اهل البيت ؟ والله الذي يزور الحسين وهو لا يحمل قلبا طاهرا نظيفا ستكون زيارة الحسين نقمة عليه بل وينجس الحرم الشريف وكل ذره من انفاسه هيه نجسه وتنجس الحرم المطهر. اما طاهر القلب الذي ياتي الحسين ع بالعبره والالم وهو لايملك من الدنيا الا الحسين ع ونهج الحسين هذا هو الذي يريده الحسين وهذا هو الذي يستحق ان يزور الحسين ع فلا يتصور احدا ان الحسين ع كالحجر الاسود الذي كان كبياض الثلج ولكنه اسود من ذنوب الناس فالحسين ع لا يرفع ذنوب القذرين والسراق واكلي الحرام ومغتصبي حقوق الايتام لان هولاء لا يعلمون من هو الحسين ولو كانوا يعلمون لما فعلوا هذا. فيجب علينا ان نتوب وننظف انفسنا قبل ان نذهب الى الحسين ع (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)
اتذكر عندما كنت شابا يافعا (ابن 17 او 18) ذهبت مع عمي رحمه الله لزيارة سيد الشهداء ع. عندما دخلنا الحرم الطاهر قبلنا ( الشباج ) ثم اتخذنا ركنا قرب الضريح المطهر وانا كنت انظر لعمي واراه ينظر الى القبر ويمسح عينيه من الدموع ولكن بصمت. بعد ذلك الصمت قال لي ( اقراء لي الزياره) فهو لم يستطيع ان يرى الكلمات لانها صغيره فاخذت مفاتح الجنان وبدات اقراء وقرائتي كانت سريعه جدا حيث كنت اتصور اني اذا قراة بسرعه فهذا شيء حسن فاوقفني عمي ووضع يده على الكتاب وقال (اسمع يا حيدر) عندما تاتي لزيارة الحسين ع ادخل الحرم وكانك تدخل الى قصر من قصور الملوك فهذا قبر ملك الملوك وسيد شباب اهل الجنه هو ملك في الدنيا وملك في الاخره. الملوك ياتوه زحفا كشاه عباس وغيره فيجب ان تدخل بادب واجلال وعيناك يجب ان تكون بالارض وتقبل العتبه المقدسه ثم تقبل الباب ثم تقف وتسلم على الحسين ع ثم تذهب وتقبل ( الشباج المطهر) وان لم تستطع ان تقبل الشباك فلا تفعل حتى لا تزاحم الناس واذا اردت ان تصلي على محمد وال محمد ففعل ولكن من دون ان ترفع صوتك فيجب ان تتذكر ان الله قال ( ولا ترفعوا اصواتكم ) والحسين من النبي والنبي من الحسين عليهم افضل الصلاة والسلام ثم اختر لك مكان حيث ترى القبر امامك وحدق بالقبر الشريف وفكر واستذكر قصة الطف الاليمه وان اردت ان تغلق عينيك فافعل سترى احداث الطف امامك وكانها حدثت للتو وسترى الضحايا تسقط الواحد تلو الاخر وسترى النساء تسبى والرضيع يفطم والرووس ترفع على الرماح وستذهب معهم الى الكوفة والشام وستقف امام يزيد وترى الطفله والطشت وخربة الشام ثم تعود مع زينب ع من الشام الى ابي عبد الله. فعندما تعود وتصل الى القبر المطهر افتح عينيك وزر الحسين ع بلسان زينب وبلوعة زينب وبقلب زينب ع. هكذا تزور الحسين ع وفي ذلك اليوم تعلمت كيف ازور الحسين ع فالسلام عليك يا صاحب العبرة وعلى الارواح التي حلت بفنائك ولا حرمني الله من زيارتك يامولاي
والسلام عليكم
حيدر العذاري
رساله الى العراق
اقدم شكري الى كل اخوتي واهلي واصدقائي الكرام اللذين قالوا لي لا تاتي الى العراق وخصوصا ابن عمي المهندس السيد حيدر العذاري الحسيني. الان وبعد عقدين ونيف من الزمن علمت لماذا الجميع كان يقول ذلك بينما في حينها كنت اتصور امور اخرى واعتذر لذلك لانني لم اكن اعلم الاسباب ولكن المهم هنا لماذ وكيف حدث كل هذا بنا وباهلنا واريد ان اوضح بعض الاسباب التي اعتقد انها سبب هذا الانهيار الاجتماعي الذي يعيشه العراق اليوم
اقول ان مخلفات الحروب كثيره اذكر منها الامراض والتغيرات الاجتماعيه وكثرة الايتام والارامل وغيرها من المأسي التي لا يسع المجال لحصرها هنا ولكن اذا كان المجتمع يملك قاعده اجتماعيه رصينه تكون هذه المتغيرات قليلة التاثير في المجتمع حيث ان المجتمع سيعود دائما الى القاعده فلو نظرنا الى المانيا بعد الحرب العالميه الثانيه نرى هذا البلد عانى الامرين وقسم الى بلدين مختلفي الاتجاه ودفع اثمان عظيمه وتحمل مخلفات لا تعد ولا تحصى مع انه احتل لفتره وجيزه عسكريا ولكنه عانى من الاحتلال السياسي لفتره طويله واذا ذهبنا الى الهند فسنرى نفس الشيء وكلنا نعلم ان الهند تعاني من مخلفات الاحتلال الانكليزي الى هذا اليوم وكذلك الفيتنام التي قسمت الى جزئين ولا تزال تدفع الثمن
كل هذه البلدان استطاعت ان تتجاوز كل او بعض مخلفات الحروب بالرجوع الى القاعده الصلبه التي تمتلكها شعوبها من عادات وتقاليد ومبادء تربويه ودينيه واجتماعيه ولكننا في العراق ابتعدنا عن القاعده والاعراف الاجتماعيه التي تربينا عليها فمثلا اتذكر انني عندما كنت شابا واريد ان ادخن السكائر كنت اجلس في الحمام وادخن خوفا واحتراما للكبير وعندما كنت العب في الشارع ويخرج لي احد من اهلي ويناديني اعود الى البيت مسرعا مع انني كنت اريد مواصلة اللعب وعندما اخرج الى الخارج احذر من التاخير في العوده وعندما يتكلم الكبير اتادب واسكت ولا اتفوه بكلمه وتعلمت ان صلة الرحم والقربى كلجسم الواحد وتعلمت ان المسلمين اخوه وكلجسد الواحد اذا تداعى عضو تداعت باقي الاعضاء بالسهر والحمى وتعلمت ان الاخوه هي كحزام الظهر الذي يحمي ظهري والجنة تحت اقدام امي ولا اقول اف لوالدي اللذان رباني وتعلمت ان اقف في بداية كل درس لمعلمي حيث قال الشاعر ( ان المعلم كاد ان يكون رسولا) وتعلمت ان استاذي هو كوالدي بل واعظم حيث كنت اذهب الى المدرسه من الثامنه صباحا الى الرابعه عصرا على ما اتذكر بينما امي وابي لم يقضوا معي وقتا كهذا وتعلمت من اساتذتي ان العلم رساله والكلمه امانه يجب ان نوصلها الى الاجيال القادمه وبدون مقابل فطلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه وان بلعلم تقام الامم وتنشاء الاجيال وتبنى البلدان وتعلمت ان كرامة المرء في دينه ومبادئه وعقيدته وتعلمت من اهل البيت ع ان الدنيا الى فناء والاخرة هي دار البقاء وتعلمت ان اعمل لدنياي كاني اعيش ابدى واعمل لاخرتي كاني اموت غدا وتعلمت من الحسين ع ان اكون حرا واصر على الحق وان قل سالكيه وتعلمت منه ع ان الشرف كلمه والعدل كلمه والله كلمه والاسلام كلمه والهدى كلمه والعلم والحلم والصبر والعزه والاباء والوفاء والاستقامه والادب ......والخ كلها كلمات ولابد لنا ان نتمسك بالكلمه والمبداء وهيهات لسنة الله تبديلا وهيهات منا الذله
تعلمت ان الكلمه اهميتها ان تبني الامم والمجتمعات وتصلح الفاسد وتقوم الطالح ولهذا قال الله في كتابه العزيز ( اقراء) لرسوله الكريم ص لان العلم والتعلم يكون بالقرائة والتعلم والاصلاح والاستقامه يكون بالتعلم وبناء الامه يكون بالاصلاح والاستقامه فالقرائة هي اساس بناء الامم وتقدمها فامريكا وغيرها لم تتقدم علينا بعصى موسى السحريه ولم تصل الى الفضاء بين ليلة وضحاها بل كل هذا الذي نراه اليوم جاء بعد جهود وعناء لعلماء عظام افنوا حياتهم بين صفحات الكتب وعلى كراسي العلم وبعد انهار من الاموال والدماء التي ضحت من اجل بناء هذه البلدان وتقدمها بغض النظر عن مسالة الدين والايمان والعقائد والاعراف الاجتماعيه
اما نحن فماذا قدمنا لابنائنا وبناتنا وانفسنا؟ نحن اليوم نتحجج بالطغاة وبالسراق واللذين يخالفونا الدين والمذهب بل وحتى نقتل ابنا ئنا واخوتنا ونعق امهاتنا وابائنا فقد اصبحنا لا نحترم الكبير ولا نوقر الصغير. كراسي العلم هجرناها والامية والتخلف قدمناها ولا نخجل من التطاول على الاخرين بجهل وهجرنا القران والسنه وحتى اهل البيت حيث نلطم الصدور رياء ونتباكى على الحسين ع كذبا وبلا خجل ولا حياء وكان الحسين منتظر منا هذا.
فليعلم كل من يريد ان يعلم ما يلي:
ان الحسين ع خط اسمه على عرش الباري عز وجل قبل تخلق الارض ومن عليها وهو ع لا يريد من يعق ابويه ويسرق ويقتل اخوته واهله ويقطع صلة الرحم والحسين ع لا يريد من ياكل الحرام ويسرق الناس ويعتدي على اعراض الناس ولا يوقر الناس والحسين ع لا يريد من لا يحترم شيبة الكبير والحسين ع لم يقتل من اجل التظاهر والرياء واهل الموبقات بل ان الحسين ع هو بريء من كل هولاء والحسين لا يريد الجهله والاقزام اللذين لايميزون بين الناقة والجمل والحسين ع لا يريد اصحاب الالسن النتنه واهل الحرام فالحسين ع اطهر واكرم من كل ذلك.
اقول ان اردنا ان ننتسب الى الحسين ع يجب ان نصلح احوالنا ونقدم انفسنا الى الحسين ع في طبق من ذهب والماس فلا يليق بالكريم الا الكريم والحسين اكرم من الذهب والمجوهرات فاذا اردت ان تنتسب الى الحسين ع فكن جوهرة ثمينه تليق بابن رسول الله ص فكيف اقدم نفسي للحسين ع وانا حرامي او سارق او قاتل لنفس بريئه ومنتقص من الاخرين ومعتدي على اعراض الناس وكيف اقدم نفسي للحسين وانا جاهل لا اعلم من هذه الدنيا الا ما علمني الجهلاء من الناس وكيف اتجراء وادخل ضريح الحسين وانا عاق لامي وابي وقاطع لرحمي واهلي وكيف اقف امام قبر الحسين وقد اكلت الحرام وكيف اتجراء واقراء زيارة الحسين وانا قذر القلب واللسان كيف اقول ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله) هدانا الله الى ماذا ؟ الى السرقه. الى الغش . الى الخداع. اعراض الناس. القسم الكاذب . اكل الحرام. كيف اقول هذه العباره وانا لست مطهرا لقلبي. كيف اسلم على علي بن الحسين ع وانا عاقا لابي وامي ؟ كيف ازور حبيب ابن مظاهر ع تلك الشيبه الكريمه وانا لا احترم الكبير ولا احترم شيبته وكيف ازور ابا الفضل وما ادراك ما ابا الفضل ع وانا قاطع لرحمي وغادر لاخوتي واهلي وسارق لاموالهم؟ كيف استذكر زينب ع وانا ااكل بعرض الناس وشرفهم في كل يوم؟
الا نخجل من انفسنا ؟ الا نستحي من اهل البيت ؟ والله الذي يزور الحسين وهو لا يحمل قلبا طاهرا نظيفا ستكون زيارة الحسين نقمة عليه بل وينجس الحرم الشريف وكل ذره من انفاسه هيه نجسه وتنجس الحرم المطهر. اما طاهر القلب الذي ياتي الحسين ع بالعبره والالم وهو لايملك من الدنيا الا الحسين ع ونهج الحسين هذا هو الذي يريده الحسين وهذا هو الذي يستحق ان يزور الحسين ع فلا يتصور احدا ان الحسين ع كالحجر الاسود الذي كان كبياض الثلج ولكنه اسود من ذنوب الناس فالحسين ع لا يرفع ذنوب القذرين والسراق واكلي الحرام ومغتصبي حقوق الايتام لان هولاء لا يعلمون من هو الحسين ولو كانوا يعلمون لما فعلوا هذا. فيجب علينا ان نتوب وننظف انفسنا قبل ان نذهب الى الحسين ع (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)
اتذكر عندما كنت شابا يافعا (ابن 17 او 18) ذهبت مع عمي رحمه الله لزيارة سيد الشهداء ع. عندما دخلنا الحرم الطاهر قبلنا ( الشباج ) ثم اتخذنا ركنا قرب الضريح المطهر وانا كنت انظر لعمي واراه ينظر الى القبر ويمسح عينيه من الدموع ولكن بصمت. بعد ذلك الصمت قال لي ( اقراء لي الزياره) فهو لم يستطيع ان يرى الكلمات لانها صغيره فاخذت مفاتح الجنان وبدات اقراء وقرائتي كانت سريعه جدا حيث كنت اتصور اني اذا قراة بسرعه فهذا شيء حسن فاوقفني عمي ووضع يده على الكتاب وقال (اسمع يا حيدر) عندما تاتي لزيارة الحسين ع ادخل الحرم وكانك تدخل الى قصر من قصور الملوك فهذا قبر ملك الملوك وسيد شباب اهل الجنه هو ملك في الدنيا وملك في الاخره. الملوك ياتوه زحفا كشاه عباس وغيره فيجب ان تدخل بادب واجلال وعيناك يجب ان تكون بالارض وتقبل العتبه المقدسه ثم تقبل الباب ثم تقف وتسلم على الحسين ع ثم تذهب وتقبل ( الشباج المطهر) وان لم تستطع ان تقبل الشباك فلا تفعل حتى لا تزاحم الناس واذا اردت ان تصلي على محمد وال محمد ففعل ولكن من دون ان ترفع صوتك فيجب ان تتذكر ان الله قال ( ولا ترفعوا اصواتكم ) والحسين من النبي والنبي من الحسين عليهم افضل الصلاة والسلام ثم اختر لك مكان حيث ترى القبر امامك وحدق بالقبر الشريف وفكر واستذكر قصة الطف الاليمه وان اردت ان تغلق عينيك فافعل سترى احداث الطف امامك وكانها حدثت للتو وسترى الضحايا تسقط الواحد تلو الاخر وسترى النساء تسبى والرضيع يفطم والرووس ترفع على الرماح وستذهب معهم الى الكوفة والشام وستقف امام يزيد وترى الطفله والطشت وخربة الشام ثم تعود مع زينب ع من الشام الى ابي عبد الله. فعندما تعود وتصل الى القبر المطهر افتح عينيك وزر الحسين ع بلسان زينب وبلوعة زينب وبقلب زينب ع. هكذا تزور الحسين ع وفي ذلك اليوم تعلمت كيف ازور الحسين ع فالسلام عليك يا صاحب العبرة وعلى الارواح التي حلت بفنائك ولا حرمني الله من زيارتك يامولاي
والسلام عليكم
حيدر العذاري