ذكرنا في ما سبق لايمكن الوصول الى الله الا بخصلتين ..
الاولى : صفاء النفس
والثانيه : استقامة الطريق .. وتحدثنا باختصار عن صفاء النفس واليوم نتحدث عن استقامة الطريق ...
ان كل قاصد نحو مطلوب من امور الدنيا فانه يتحرى في مقصده نحو مطلوبه اقرب الطرق واسهلها مسلكآ .. لانه يعلم ان لم يكن له طريق قريب فانه يبطيء في الوصول الى مطلوبه .. وايضا ان لم يكن الطريق سهل المسلك فربما يعوق البلوغ اليه او يتعب في سلوكه ....
اقرب الطرق هو الخط المستقيم .. واسهلها هو الذي لا عوائق فيه ... فهكذا ايضآ للقاصدين الى الله تعالى بعد تصفية نفوسهم .. والراغبين في نعيم الآخره في دار السلام .. والذين يريدون الصعود الى ملكوت السماء والدخول في جملة الملائكه .. ان يتحروا في مقاصدهم اقرب الطرق اليه ... كما قال الله تعالى ( أولئك تحروا رشدآ ) .. وقال سبحانه ( ان هذا صراطي مستقيمآ فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به ) وقال تعالى ( قل او لو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه آبائكم ) .. ونحن نريد ان نبين ما الطريق المستقيم الذي وصانا به النبي صلى الله عليه واله .. والائمه الاطهار عليم السلام من بعده ... ونصف كيف نسلكه حتى نصل الى ما وعدنا ربنا . . كما قال الله تعالى ( انا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقآ فهل وجدتم ما وعد ربكم حقآ قالوا نعم ) ... لاكن لايمكننا بيان ذلك بالحقيقه الا بعد شرح احوال النفس وامراضها حسب ما نقل الينا من العارفين وعلماء الاخلاق .. حسب بيان الله تعالى في كتابه الكريم واتباعهم النبي صلى الله عليه واله والائمه الهادين عليهم السلام بالوصف البليغ لسائر آيات الله تعالى في الافاق وفي انفسنا حتى يتبين لهم انه الحق كما قال الله تعالى ( وفي الارض آيات للموقنين وفي انفسكم افلا تبصرون )واذا فعلنا ذلك تفتحت ابواب العلوم المخزونه والاسرار المكنونه التي لا يمسها الا المطهرون .. ... والحمد لله رب العالمين...