تفسير على بن ابراهيم : عن سعيد بن محمد ، عن بكر بن سهل ، عن عبدالغني بن سعيد ، عن موسى بن عبدالرحمن ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله ( رب العالمين ) قال : إن الله عزوجل خلق ثلاثمأة عالم وبضعة عشر عالما خلف قاف ، وخلف البحار السبعة ، لم يعصوا الله طرفة عين قط ، ولم يعرفوا آدم ولا ولده ، كل عالم منهم يزيد من ( 1 ) ثلاثمائة وثلاثة عشر مثل آدم وما ولد ، فذلك ( 2 ) قوله ( إلا أن يشاء الله رب العالمين ) ( 3 ) .
5 قصص الراوندى : بإسناده إلى الصدوق ، عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل أميرالمؤمنين عليه السلام : هل كان في الارض خلق من خلق الله تعالى يعبدون الله قبل آدم وذريتة ، فقال : نعم ، قد كان في السموات والارض خلق من خلق الله يقدسون الله ويسبحونه ويعظمونه بالليل والنهار لا يفترون ، فإن الله عزوجل لما خلق الارضين خلقها قبل السماوات ، ثم خلق الملائكة روحانيين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء الله ، فأسكنهم فيما بين أطباق السماوات يقدسونه الليل والنهار ، واصطفى منهم إسرافيل وميكائيل وجبرئيل ، ثم خلق عزوجل في الارض الجن روحانيين لهم أجنحة فخلقهم دون خلق الملائكة ، وحفظهم أن يبلغوا مبلغ الملائكة في الطيران وغير ذلك ، فأسكنهم فيما بين أطباق الارضين السبع وفوقهن يقدسون الله الليل والنهار لا يفترون ، ثم خلق خلقا دونهم لهم أبدان وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون
__________________________________________________ ______________
( 1 ) في المصدر : عن .
( 2 ) في المصدر : وذلك .
( 3 ) تفسير القمى : 715 .
[323]
( نسناس ) أشباه خلقهم ، وليسوا بإنس ، وأسكنهم أوساط الارض على ظهر الارض مع الجن يقدسون الله الليل والنهار لا يفترون ، قال : وكان الجن تطير في السماء فتلقى الملائكة في السماوات فيسلمون عليهم ويزورونهم ويستريحون إليهم ويتعلمون منهم ( الخبر ) .
ثم إن طائفة من الجن والنسناس الذين خلقهم الله وأسكنهم أوساط الارض مع الجن تمردوا وعتوا عن أمر الله ، فمرحوا وبغوا في الارض بغير الحق ، وعلا بعضهم على بعض في العتو على الله تعالى ( 1 ) حتى سفكوا الدماء فيما بينهم ، وأظهروا الفساد وجحدوا ربوبية الله تعالى .
قال : وأقامت الطائفة المطيعون من الجن على رضوان الله وطاعته ، وباينوا الطائفتين من الجن والنسناس الذين عتوا عن أمر الله تعالى .
قال : فحط الله أجنحة الطائفة من الجن الذين عتوا عن أمر الله وتمردوا فكانوا لا يقدرون على الطيران إلى السماء وإلى ملاقاة الملائكة لما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي .
قال : وكانت الطائفة المطيعة لامر الله من الجن تطير إلى السماء الليل والنهار على ما كانت عليه ، وكان إبليس واسمه ( الحارث ) يظهر للملائكة أنه من الطائفة المطيعة ، ثم خلق الله [ تعالى ] خلقا على خلاف خلق الملائكة وعلى خلاف خلق الجن وعلى خلاف خلق النسناس ، يدبون كما يدب الهوام في الارض يأكلون ويشربون كما تأكل الانعام من مراعي الارض كلهم ذكران ليس فيهم إناث ، لم يجعل لاله فيهم شهوة النساء ، ولا حب الاولاد ، ولا الحرص ، ولا طول الامل ولا لذة عيش ، لا يلبسهم الليل ولا يغشاهم النهار [ و ] ليسوا ببهائم ولا هوام ، لباسهم ورق الشجر ، وشربهم من العيون الغزار والاودية الكبار ، ثم أراد الله أن يفرقهم فرقتين ، فجعل فرقة خلف مطلع الشمس من وراء البحر ، فكون لهم مدينة أنشأها تسمى ( جابرسا ) طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ ، وكون عليها سورا من حديد يقطع الارض إلى السماء ، ثم أسكنهم فيها ، وأسكن الفرقة الاخرى خلق مغرب الشمس من وراء البحر ، وكون لهم مدينة أنشأها تسمى ( جابلقا )
__________________________________________________ ______________
( 1 ) في المخطوطة : حيث .
[324]
طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ ، وكون لهم سورا من حديد يقطع إلى السماء ، فأسكن الفرقة الاخرى فيها ، لا يعلم أهل ( جابرسا ) بموضع أهل ( جابلقا ) ولا يعلم أهل ( جابلقا ) بموضع أهل ( جابرسا ) ولا يعلم بهم أهل أوساط الارض من الجن والنسناس ، فكانت الشمس تطلع على أهل أوساط الارضين من الجن والنسناس فينتفعون بحرها ويستضيئون بنورها ، ثم تغرب في عين حمئة فلا يعلم بها أهل جابلقا إذا غربت ، ولا يعلم بها أهل جابرسا إذا طلعت ، لانها تطلع من دون جابرسا ، وتغرب من دون جابلقا .
فقيل : يا أميرالمؤمنين فكيف يبصرون ويحيون ؟ وكيف يأكلون ويشربون وليس تطلع الشمش عليهم ؟ فقال : إنهم يستضيئون بنور الله ، فهم في أشد ضوء من نور الشمس ، ولا يرون أن الله تعالى خلق شمسا ولا قمرا ولا نجوما ولا كواكب ، ولا يعرفون شيئا غيره .
فقيل : يا أميرالمؤمنين فأين إبليس عنهم ؟ قال : لا يعرفون إبليس ولا سمعوا بذكره لا يعرفون إلا الله وحده لا شريك له ، لم يكنسب أحد منهم قط خطيئة ، ولم يقترب إثما ، لا يسقمون ولا يهرمون ولا يموتون إلى يوم القيامة ، يعبدون الله لا يفترون ، الليل والنهار عندهم سواء .
وقال : إن الله أحب أن يخلق خلقا ، وذلك بعد ما مضى للجن والنسناس سبعة آلاف سنة ، فلما كان من خلق ( 1 ) الله أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونة في السماوات والارضين كشط عن أطباق السماوات ، ثم قال للملائكة : انظروا إلى أهل الارض من خلقي من الجن والنسناس هل ترضون أعمالهم وطاعتهم لي ؟ فاطلعت ( 2 ) ورأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الارض الارض بغير الحق أعظموا ذلك وغضبوا الله وأسفواعلى أهل الارض ولم يملكوا غضبهم وقالوا : ياربنا أنت العزيز الجبارالقاهر العظيم الشأن وهؤلاء كلهم خلقك الضعيف الذليل في أرضك كلهم يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك وهم يعصونك
__________________________________________________ ______________
( 1 ) شأن ( خ ) .
( 2 ) في المخطوطة : فلما اطلعوا .
[325]
بمثل هذه الذنوب العظام لا تغضب ولا تنتقم منهم لنفسك بما تسمع منهم وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك ! قال : فلما سمع الله تعالى مقالة الملائكة قال : إني جاعل في الارض خليفة ، فيكون حجتي على خلقي في أرضي .
فقالت الملائكة : سبحانك ربنا ! أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟ ! فقال الله تعالى : يا ملائكتي إني أعلم ما لا تعلمون ، إني أخلق خلقا بيدي ، وأجعل من ذريته أتبياء ومرسلين وعبادا صالحين ، وأئمة مهتدين ، وأجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي ، ينهونهم عن معصيتي ، وينذرونهم من عذابي ، ويهدونهم إلى طاعتي ويسلكون بهم طريق سبيلي ، أجعلهم حجة لي عذرا أو نذرا ، وأنفي الشياطين من أرضي ، وأطهرها منهم ، فاسكنهم في الهواء وأقطار الارض وفي الفيافي فلا يراهم خلقي ( 1 ) ، ولا يرون شخصهم ولا يجالسونهم ولا يخالطونهم ولا يؤاكلونهم ولا يشاربونهم وأنفر مردة الجن العصاة من نسل بريتي وخلقي وخيرتي ، فلا يجارون خلقي وأجعل بين خلقي وبين الجان حجابا فلا يري خلقي ( 2 ) شخص الجن ، ولا يجالسونهم ولا يشاربونهم ، ولا يتهجمون تهجمهم ، ومن عصاني من نسل خلقي الذي عظمته واصطفيته لغيبي اسكنهم مساكن العصاة ، واوردهم موردهم ولا ابالي .
فقالت الملائكة : لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .
فقال للملائكة : إني خالق بشرا من صلصال من حمأمسنون ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعواله ساجدين .
قال : وكان ذلك من الله تقدمة للملائكة قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم وما كان الله ليغير ما بقوم إلا بعد الحجة عذرا أو نذرا ، فأمر تبارك وتعالى ملكا من الملائكة فاغترف غرفة بيمينه فصلصلها في كفه فجمدت ، فقال الله عزوجل : منك أخلق .
ايضاح : ( أشباه خلقهم ) أي بالانس ، أو بعضهم ببعض ، أو بالاضافة أي أشباه خلق الجن .
( فمرحوا ) بالحاء المهملة ، يقال : مرح كفرح أي أشروبطر
__________________________________________________ ______________
( 1 و 2 ) في المخطوطة : نسل خلقى .
[326]
واختال ونشط تبخترا ( 1 ) ، أو بالجيم والمرج بالتحريك الفساد والقلق والاختلاط والاضطراب والفعل كفرح أيضا .
( لا يلبسهم الليل ) لعل المعنى أنهم لم يكونوا يحتاجون في الليل إى ستر ، وفي النهار إلى غشاء وستر ، أو أنهم لما لم تطلع عليهم الشمس لا ليل عندهم ولا نهار ( 2 ) ويظهر من هذا الخبر أن جابلقا وجابرسا خارجان من هذا العالم خلف السماء الرابعة بل السابعة على المشهور ، وأهلهما صنف من الملائكة ، أو شبيه بهم واختصر الراوندي الخبر ، وتمامه مر بسند آخر في المجلد الخامس .
6 البصائر : عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ( 3 ) عن رجاله ، عن أبي
__________________________________________________ ______________
( 1 ) في اكثر النسخ : وتبختر .
( 2 ) بل الثانى متعين .
( 3 ) هو محمد بن زياد بن عيسى أبوأحمد الازدى من موالى المهلب بن أبى صفرة ، و قيل مولى بنى امية والاول أصح ، بغدادى الاصل والمقام ، كان اوثق الناس عند الخاصة والعامة وانسكهم نسكا وأورعهم واعبدهم ، وكان من اصحاب الاجماع ، جليل القدر ، عظيم الشأن .
قال الفضل بن شاذان : دخلت العراق فرأيت أحدا يعاتب صاحبه ويقول له : أنت رجل عليك عيال وتحتاج ان تكسب عليهم ؟ وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك ، فلما اكثر عليه قال : اكثرت على ، ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت ين ابن ابى عمير ، ما ظنك برجل يسجد سجدة الشكر بعد صلوة الفجر فما يرفع رأسه الا عند زوال الشمس ! كان متمولا رب خمسمائة الف درهم ، روى الكشى انه ضرب مائة وعشرين خشبة امام هارون ، وتولى ضربه السندى بن شاهك على التشيع ، وحبس فأدى مائة وأحد وعشرين الف درهم حتى خلى عنه .
و ايضا اخذه المامون وحبسه ، وأصابه من الجهد والضيق امر عظيم واخذا المأمون كل شئ كان له وذلك بعد موت الرضا عليه السلام قيل انه كان في الحبس اربع سنين ، وروى المفيد ( ره ) في الاختصاص انه حبس سبع عشر سنين ، وفي حال استتاره وكونه في الحبس دفنت اخته كتبه فهلكت الكتب ، وقيل : تركها في غرفة فسال عليها المطر فحدث من حفظه ومما كان سلف له في ايدى الناس ، فلهذا تسكن الاصحاب إلى مراسيله ، قال المحقق الداماد في الرواشح السماوية ( ص : 67 ) مراسيل محمد بن أبى عمير تعد في حكم المسانيد ، إلى ان قال : كان يروى ما يرويه باسانيد صحيحة ، فلما ذهبت كتبه ارسل رواياته التى كانت هى من المضبوط المعلوم المسند عنده بسند صحيح ، فمراسيله في الحقيقة مسانيد معلومة الاتصال ( انتهى ) قال النجاشى ( ص : 250 ) لقى أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه احاديث إلى ان قال وروى عن الرضا عليه السلام ( انتهى ) وقيل انه ادرك أبا الحسن موسى عليه السلام ولم يرو عنه وروى عن الرضا والجواد عليهما السلام واستظهر في ( جامع الرواة ) انه ادرك اربعة من الائمة : الصادق : والكاظم والرضا والجواد عليهم السلام وأيده بتأييدات يطول ذكرها .
[327]
عبدالله عليه السلام يرفع الحديث إلى الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال : إن لله مدينتين : إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب ، عليهما سوران من حديد ، وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب ، وفيها سبعين ( 1 ) ألف ألف لغة ، يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه ، وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما ، وما عليهما حجة غيري والحسين أخي ( 2 ) .
ومنه : عن أحمد بن الحسين عن أبيه بهذا الاسناد مثله .
7 ومنه : عن محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والارض ) قال : فكنت مطرقا إلى الارض فرفع يده إلى فوق ، ثم قال لي : ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفجر ، حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه قال : ثم قال لي : رأى إبراهيم ملكوت السماوات والارض هكذا ، قال لي : أطرق ، فأطرقت ، ثم قال [ لي ] : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا السقف على حاله ، قال : ثم أخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه ، وأدخلني بيتا آخر ، فخلع ثيابه التى كانت عليه ولبس ثيابا غيرها ، ثم قال لي : غض بصرك ، فغضضت بصري ، و قال لي : لا تفتح عينك ، فلبثت ساعة ثم قال لي : أتدري أين أنت ؟ قلت : لا ، جعلت فداك .
فقال لي : في الظلمه التي سلكها ذوالقرنين .
فقلت له : جلعت فداك ، أتأذن لي أن أفتح عيني .
فقال لي : افتح ، فإنك لا ترى شيئا .
ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا ابصر فيها موضع قدمي ، ثم سار قليلا
-بحار الانوار جلد: 50 من صفحه 327 سطر 19 إلى صفحه 335 سطر 18 ووقف ، فقال لي : هل تدري أين أنت ؟ قلت : لا ، قال : أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر .
وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر ، فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه متساكنه وأهله ، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الاول
__________________________________________________ ______________
( 1 ) سبعون ( ط ) .
( 2 ) رواه في الكافى ( ج 1 ، ص 462 ) عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى ، عن محمد الحسين ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبى عمير عن رجاله .
[328]
والثاني ، حتى وردنا خمسة عوالم ، قال : ثم قال : هذه ملكوت الارض ولم يرها إبراهيم ، وإنما رأى ملكوت السماوات ، وهي اثنا عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضى منا إمام يكن أحد هذه العوالم ، حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه .
قال : ثم قال لي : غض بصرك ، فغضضت بصري ثم أخذ بيدي ، فاذا نحن في البيت الذي خرجنا منه ، فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه ، وعدنا إلى مجلسنا .
فقلت : جعلت فداك ، كم مضى من النهار ، قال : ثلاث ساعات .
بيان : ( ولم يرها إبراهيم ) أي كلها ، أو في وقت الاحتجاج على قومه ورآها بعدا ، وكأن في قرائتهم عليهم السلام ( والارض ) بالنصب .
8 البصائر : عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن محمد بن عمار ، عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فركض برجله الارض فإذا بحرفية سفن من فضة ، فركب وركبت معه حتى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضة ، فدخلها ثم خرج فقال : رأيت الخيمة التي دخلتها أولا ، فقلت : نعم قال : تلك خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والاخرى خيمة أميرالمؤمنين عليه السلام والثالثة خيمة فاطمة والرابعة خيمة الخديجة ( 1 ) ، والخامسة خيمة الحسن ، والسادسة خيمة الحسين ، و السابعة خيمة علي بن الحسين ، والثامنة خيمة أبي ، والتاسعة خيمتي ، وليس أحد منا يموت إلاوله خيمة يسكن فيها .
9 ومنه : عن عبدالله بن محمد الحجال ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام يا أباالفضل إني لاعرف رجلا من المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل غروبها إلى الفئة التي قال الله ( ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح بينهم .
10 ومنه : عن محمد بن عبدالله ، عن إسماعيل بن موسى ، عن أبيه ، عن جده
__________________________________________________ ______________
( 1 ) خديجة ( خ ) .
[329]
عن عمه عبدالصمد بن علي ، قال : دخل رجل على علي بن الحسين عليهما السلام فقال له علي بن الحسين : من أنت ؟ قال : أنا منجم ، قال : فأنت عراف ، قال : فنظر إليه ثم قال : هل أدلك على رجل قدم مذدخلت علينا في أربع عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه ؟ ! قال : من هو ؟ قال : أنا ، وإن شئت أنبأتك بما أكلت وادخرت في بيتك .
11 ومنه : عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيي ، عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عن أبيه ، عن على بن الحسين ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : إن لله بلدة خلف المغرب يقال لها ( جابلقا ) وفي جابلقا سبعون ألف امة ليس منها امة إلا مثل هذه الامة ، فما عصوا الله طرفة عين ، فما يعملون عملا ولا يقولون قولا إلا الدعاء على الاولين ( 1 ) والبرائة منهما ، والولاية لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله .
12 ومنه : عن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الجريري ، عن أبي عمران الارمني ، عن الحسين بن الجارود ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن من وراء أرضكم هذه أرضا بيضاء ضوؤها منها ، فيها خلق يعبدون الله لا يشركون به شيئا يتبرؤن من فلان وفلان .
13 ومنه : عن أحمد بن موسى ، عن الحسين بن موسى الخشاب ، عن علي ابن حسان ، عن عبدالرحيم بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير ، وإن من وراء قمركم أربعين قمرا فيها خلق كثير ، لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه ، الهموا إلهاما لعنة فلان وفلان .
14 ومنه : عن سلمة بن الخطاب ، عن سليمان بن سماعة ، وعبدالله بن محمد عن عبدالله بن القاسم ، عن سماعة يرفعه إلى الحسن وأبي الجارود ، وذكراه عن أبي سعيد الهمداني ، قال : قال الحسين بن علي عليهما السلام إن لله مدينة في المشرق ، ومدينة في المغرب ، على كل واحد سور من حديد ، في كل سور سبعون ألف مصراع ، يدخل
__________________________________________________ ______________
( 1 ) يعنى الجبت والطاغوت .
[330]
من كل مصراع سبعون ألف لغة آدمي ليس منها لغة إلا مخالف الاخرى ، وما منها لغة إلا وقد علمناها ، وما فيهما وما بينهما ابن نبي غيري وغير أخي ، وأنا الحجة عليهم .
15 ومنه : عن أحمد بن الحسين ، عن علي بن الزيات ( 1 ) ، عن عبيدالله ابن عبدالله الدهقان ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سمعته يقول : إن لله خلق هذا النطاق زبرجدة خضراء ، فمن خضرتها اخضرت السماء .
قال : قلت : وما النطاق ؟ قال : الحجاب ، ولله وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الانس والجن وكلهم يلعن فلانا وفلانا .
5 قصص الراوندى : بإسناده إلى الصدوق ، عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل أميرالمؤمنين عليه السلام : هل كان في الارض خلق من خلق الله تعالى يعبدون الله قبل آدم وذريتة ، فقال : نعم ، قد كان في السموات والارض خلق من خلق الله يقدسون الله ويسبحونه ويعظمونه بالليل والنهار لا يفترون ، فإن الله عزوجل لما خلق الارضين خلقها قبل السماوات ، ثم خلق الملائكة روحانيين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء الله ، فأسكنهم فيما بين أطباق السماوات يقدسونه الليل والنهار ، واصطفى منهم إسرافيل وميكائيل وجبرئيل ، ثم خلق عزوجل في الارض الجن روحانيين لهم أجنحة فخلقهم دون خلق الملائكة ، وحفظهم أن يبلغوا مبلغ الملائكة في الطيران وغير ذلك ، فأسكنهم فيما بين أطباق الارضين السبع وفوقهن يقدسون الله الليل والنهار لا يفترون ، ثم خلق خلقا دونهم لهم أبدان وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون
__________________________________________________ ______________
( 1 ) في المصدر : عن .
( 2 ) في المصدر : وذلك .
( 3 ) تفسير القمى : 715 .
[323]
( نسناس ) أشباه خلقهم ، وليسوا بإنس ، وأسكنهم أوساط الارض على ظهر الارض مع الجن يقدسون الله الليل والنهار لا يفترون ، قال : وكان الجن تطير في السماء فتلقى الملائكة في السماوات فيسلمون عليهم ويزورونهم ويستريحون إليهم ويتعلمون منهم ( الخبر ) .
ثم إن طائفة من الجن والنسناس الذين خلقهم الله وأسكنهم أوساط الارض مع الجن تمردوا وعتوا عن أمر الله ، فمرحوا وبغوا في الارض بغير الحق ، وعلا بعضهم على بعض في العتو على الله تعالى ( 1 ) حتى سفكوا الدماء فيما بينهم ، وأظهروا الفساد وجحدوا ربوبية الله تعالى .
قال : وأقامت الطائفة المطيعون من الجن على رضوان الله وطاعته ، وباينوا الطائفتين من الجن والنسناس الذين عتوا عن أمر الله تعالى .
قال : فحط الله أجنحة الطائفة من الجن الذين عتوا عن أمر الله وتمردوا فكانوا لا يقدرون على الطيران إلى السماء وإلى ملاقاة الملائكة لما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي .
قال : وكانت الطائفة المطيعة لامر الله من الجن تطير إلى السماء الليل والنهار على ما كانت عليه ، وكان إبليس واسمه ( الحارث ) يظهر للملائكة أنه من الطائفة المطيعة ، ثم خلق الله [ تعالى ] خلقا على خلاف خلق الملائكة وعلى خلاف خلق الجن وعلى خلاف خلق النسناس ، يدبون كما يدب الهوام في الارض يأكلون ويشربون كما تأكل الانعام من مراعي الارض كلهم ذكران ليس فيهم إناث ، لم يجعل لاله فيهم شهوة النساء ، ولا حب الاولاد ، ولا الحرص ، ولا طول الامل ولا لذة عيش ، لا يلبسهم الليل ولا يغشاهم النهار [ و ] ليسوا ببهائم ولا هوام ، لباسهم ورق الشجر ، وشربهم من العيون الغزار والاودية الكبار ، ثم أراد الله أن يفرقهم فرقتين ، فجعل فرقة خلف مطلع الشمس من وراء البحر ، فكون لهم مدينة أنشأها تسمى ( جابرسا ) طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ ، وكون عليها سورا من حديد يقطع الارض إلى السماء ، ثم أسكنهم فيها ، وأسكن الفرقة الاخرى خلق مغرب الشمس من وراء البحر ، وكون لهم مدينة أنشأها تسمى ( جابلقا )
__________________________________________________ ______________
( 1 ) في المخطوطة : حيث .
[324]
طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ ، وكون لهم سورا من حديد يقطع إلى السماء ، فأسكن الفرقة الاخرى فيها ، لا يعلم أهل ( جابرسا ) بموضع أهل ( جابلقا ) ولا يعلم أهل ( جابلقا ) بموضع أهل ( جابرسا ) ولا يعلم بهم أهل أوساط الارض من الجن والنسناس ، فكانت الشمس تطلع على أهل أوساط الارضين من الجن والنسناس فينتفعون بحرها ويستضيئون بنورها ، ثم تغرب في عين حمئة فلا يعلم بها أهل جابلقا إذا غربت ، ولا يعلم بها أهل جابرسا إذا طلعت ، لانها تطلع من دون جابرسا ، وتغرب من دون جابلقا .
فقيل : يا أميرالمؤمنين فكيف يبصرون ويحيون ؟ وكيف يأكلون ويشربون وليس تطلع الشمش عليهم ؟ فقال : إنهم يستضيئون بنور الله ، فهم في أشد ضوء من نور الشمس ، ولا يرون أن الله تعالى خلق شمسا ولا قمرا ولا نجوما ولا كواكب ، ولا يعرفون شيئا غيره .
فقيل : يا أميرالمؤمنين فأين إبليس عنهم ؟ قال : لا يعرفون إبليس ولا سمعوا بذكره لا يعرفون إلا الله وحده لا شريك له ، لم يكنسب أحد منهم قط خطيئة ، ولم يقترب إثما ، لا يسقمون ولا يهرمون ولا يموتون إلى يوم القيامة ، يعبدون الله لا يفترون ، الليل والنهار عندهم سواء .
وقال : إن الله أحب أن يخلق خلقا ، وذلك بعد ما مضى للجن والنسناس سبعة آلاف سنة ، فلما كان من خلق ( 1 ) الله أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونة في السماوات والارضين كشط عن أطباق السماوات ، ثم قال للملائكة : انظروا إلى أهل الارض من خلقي من الجن والنسناس هل ترضون أعمالهم وطاعتهم لي ؟ فاطلعت ( 2 ) ورأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الارض الارض بغير الحق أعظموا ذلك وغضبوا الله وأسفواعلى أهل الارض ولم يملكوا غضبهم وقالوا : ياربنا أنت العزيز الجبارالقاهر العظيم الشأن وهؤلاء كلهم خلقك الضعيف الذليل في أرضك كلهم يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك وهم يعصونك
__________________________________________________ ______________
( 1 ) شأن ( خ ) .
( 2 ) في المخطوطة : فلما اطلعوا .
[325]
بمثل هذه الذنوب العظام لا تغضب ولا تنتقم منهم لنفسك بما تسمع منهم وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك ! قال : فلما سمع الله تعالى مقالة الملائكة قال : إني جاعل في الارض خليفة ، فيكون حجتي على خلقي في أرضي .
فقالت الملائكة : سبحانك ربنا ! أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟ ! فقال الله تعالى : يا ملائكتي إني أعلم ما لا تعلمون ، إني أخلق خلقا بيدي ، وأجعل من ذريته أتبياء ومرسلين وعبادا صالحين ، وأئمة مهتدين ، وأجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي ، ينهونهم عن معصيتي ، وينذرونهم من عذابي ، ويهدونهم إلى طاعتي ويسلكون بهم طريق سبيلي ، أجعلهم حجة لي عذرا أو نذرا ، وأنفي الشياطين من أرضي ، وأطهرها منهم ، فاسكنهم في الهواء وأقطار الارض وفي الفيافي فلا يراهم خلقي ( 1 ) ، ولا يرون شخصهم ولا يجالسونهم ولا يخالطونهم ولا يؤاكلونهم ولا يشاربونهم وأنفر مردة الجن العصاة من نسل بريتي وخلقي وخيرتي ، فلا يجارون خلقي وأجعل بين خلقي وبين الجان حجابا فلا يري خلقي ( 2 ) شخص الجن ، ولا يجالسونهم ولا يشاربونهم ، ولا يتهجمون تهجمهم ، ومن عصاني من نسل خلقي الذي عظمته واصطفيته لغيبي اسكنهم مساكن العصاة ، واوردهم موردهم ولا ابالي .
فقالت الملائكة : لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .
فقال للملائكة : إني خالق بشرا من صلصال من حمأمسنون ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعواله ساجدين .
قال : وكان ذلك من الله تقدمة للملائكة قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم وما كان الله ليغير ما بقوم إلا بعد الحجة عذرا أو نذرا ، فأمر تبارك وتعالى ملكا من الملائكة فاغترف غرفة بيمينه فصلصلها في كفه فجمدت ، فقال الله عزوجل : منك أخلق .
ايضاح : ( أشباه خلقهم ) أي بالانس ، أو بعضهم ببعض ، أو بالاضافة أي أشباه خلق الجن .
( فمرحوا ) بالحاء المهملة ، يقال : مرح كفرح أي أشروبطر
__________________________________________________ ______________
( 1 و 2 ) في المخطوطة : نسل خلقى .
[326]
واختال ونشط تبخترا ( 1 ) ، أو بالجيم والمرج بالتحريك الفساد والقلق والاختلاط والاضطراب والفعل كفرح أيضا .
( لا يلبسهم الليل ) لعل المعنى أنهم لم يكونوا يحتاجون في الليل إى ستر ، وفي النهار إلى غشاء وستر ، أو أنهم لما لم تطلع عليهم الشمس لا ليل عندهم ولا نهار ( 2 ) ويظهر من هذا الخبر أن جابلقا وجابرسا خارجان من هذا العالم خلف السماء الرابعة بل السابعة على المشهور ، وأهلهما صنف من الملائكة ، أو شبيه بهم واختصر الراوندي الخبر ، وتمامه مر بسند آخر في المجلد الخامس .
6 البصائر : عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ( 3 ) عن رجاله ، عن أبي
__________________________________________________ ______________
( 1 ) في اكثر النسخ : وتبختر .
( 2 ) بل الثانى متعين .
( 3 ) هو محمد بن زياد بن عيسى أبوأحمد الازدى من موالى المهلب بن أبى صفرة ، و قيل مولى بنى امية والاول أصح ، بغدادى الاصل والمقام ، كان اوثق الناس عند الخاصة والعامة وانسكهم نسكا وأورعهم واعبدهم ، وكان من اصحاب الاجماع ، جليل القدر ، عظيم الشأن .
قال الفضل بن شاذان : دخلت العراق فرأيت أحدا يعاتب صاحبه ويقول له : أنت رجل عليك عيال وتحتاج ان تكسب عليهم ؟ وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك ، فلما اكثر عليه قال : اكثرت على ، ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت ين ابن ابى عمير ، ما ظنك برجل يسجد سجدة الشكر بعد صلوة الفجر فما يرفع رأسه الا عند زوال الشمس ! كان متمولا رب خمسمائة الف درهم ، روى الكشى انه ضرب مائة وعشرين خشبة امام هارون ، وتولى ضربه السندى بن شاهك على التشيع ، وحبس فأدى مائة وأحد وعشرين الف درهم حتى خلى عنه .
و ايضا اخذه المامون وحبسه ، وأصابه من الجهد والضيق امر عظيم واخذا المأمون كل شئ كان له وذلك بعد موت الرضا عليه السلام قيل انه كان في الحبس اربع سنين ، وروى المفيد ( ره ) في الاختصاص انه حبس سبع عشر سنين ، وفي حال استتاره وكونه في الحبس دفنت اخته كتبه فهلكت الكتب ، وقيل : تركها في غرفة فسال عليها المطر فحدث من حفظه ومما كان سلف له في ايدى الناس ، فلهذا تسكن الاصحاب إلى مراسيله ، قال المحقق الداماد في الرواشح السماوية ( ص : 67 ) مراسيل محمد بن أبى عمير تعد في حكم المسانيد ، إلى ان قال : كان يروى ما يرويه باسانيد صحيحة ، فلما ذهبت كتبه ارسل رواياته التى كانت هى من المضبوط المعلوم المسند عنده بسند صحيح ، فمراسيله في الحقيقة مسانيد معلومة الاتصال ( انتهى ) قال النجاشى ( ص : 250 ) لقى أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه احاديث إلى ان قال وروى عن الرضا عليه السلام ( انتهى ) وقيل انه ادرك أبا الحسن موسى عليه السلام ولم يرو عنه وروى عن الرضا والجواد عليهما السلام واستظهر في ( جامع الرواة ) انه ادرك اربعة من الائمة : الصادق : والكاظم والرضا والجواد عليهم السلام وأيده بتأييدات يطول ذكرها .
[327]
عبدالله عليه السلام يرفع الحديث إلى الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال : إن لله مدينتين : إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب ، عليهما سوران من حديد ، وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب ، وفيها سبعين ( 1 ) ألف ألف لغة ، يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه ، وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما ، وما عليهما حجة غيري والحسين أخي ( 2 ) .
ومنه : عن أحمد بن الحسين عن أبيه بهذا الاسناد مثله .
7 ومنه : عن محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والارض ) قال : فكنت مطرقا إلى الارض فرفع يده إلى فوق ، ثم قال لي : ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفجر ، حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه قال : ثم قال لي : رأى إبراهيم ملكوت السماوات والارض هكذا ، قال لي : أطرق ، فأطرقت ، ثم قال [ لي ] : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا السقف على حاله ، قال : ثم أخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه ، وأدخلني بيتا آخر ، فخلع ثيابه التى كانت عليه ولبس ثيابا غيرها ، ثم قال لي : غض بصرك ، فغضضت بصري ، و قال لي : لا تفتح عينك ، فلبثت ساعة ثم قال لي : أتدري أين أنت ؟ قلت : لا ، جعلت فداك .
فقال لي : في الظلمه التي سلكها ذوالقرنين .
فقلت له : جلعت فداك ، أتأذن لي أن أفتح عيني .
فقال لي : افتح ، فإنك لا ترى شيئا .
ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا ابصر فيها موضع قدمي ، ثم سار قليلا
-بحار الانوار جلد: 50 من صفحه 327 سطر 19 إلى صفحه 335 سطر 18 ووقف ، فقال لي : هل تدري أين أنت ؟ قلت : لا ، قال : أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر .
وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر ، فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه متساكنه وأهله ، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الاول
__________________________________________________ ______________
( 1 ) سبعون ( ط ) .
( 2 ) رواه في الكافى ( ج 1 ، ص 462 ) عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى ، عن محمد الحسين ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبى عمير عن رجاله .
[328]
والثاني ، حتى وردنا خمسة عوالم ، قال : ثم قال : هذه ملكوت الارض ولم يرها إبراهيم ، وإنما رأى ملكوت السماوات ، وهي اثنا عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضى منا إمام يكن أحد هذه العوالم ، حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه .
قال : ثم قال لي : غض بصرك ، فغضضت بصري ثم أخذ بيدي ، فاذا نحن في البيت الذي خرجنا منه ، فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه ، وعدنا إلى مجلسنا .
فقلت : جعلت فداك ، كم مضى من النهار ، قال : ثلاث ساعات .
بيان : ( ولم يرها إبراهيم ) أي كلها ، أو في وقت الاحتجاج على قومه ورآها بعدا ، وكأن في قرائتهم عليهم السلام ( والارض ) بالنصب .
8 البصائر : عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن محمد بن عمار ، عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فركض برجله الارض فإذا بحرفية سفن من فضة ، فركب وركبت معه حتى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضة ، فدخلها ثم خرج فقال : رأيت الخيمة التي دخلتها أولا ، فقلت : نعم قال : تلك خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والاخرى خيمة أميرالمؤمنين عليه السلام والثالثة خيمة فاطمة والرابعة خيمة الخديجة ( 1 ) ، والخامسة خيمة الحسن ، والسادسة خيمة الحسين ، و السابعة خيمة علي بن الحسين ، والثامنة خيمة أبي ، والتاسعة خيمتي ، وليس أحد منا يموت إلاوله خيمة يسكن فيها .
9 ومنه : عن عبدالله بن محمد الحجال ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام يا أباالفضل إني لاعرف رجلا من المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل غروبها إلى الفئة التي قال الله ( ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح بينهم .
10 ومنه : عن محمد بن عبدالله ، عن إسماعيل بن موسى ، عن أبيه ، عن جده
__________________________________________________ ______________
( 1 ) خديجة ( خ ) .
[329]
عن عمه عبدالصمد بن علي ، قال : دخل رجل على علي بن الحسين عليهما السلام فقال له علي بن الحسين : من أنت ؟ قال : أنا منجم ، قال : فأنت عراف ، قال : فنظر إليه ثم قال : هل أدلك على رجل قدم مذدخلت علينا في أربع عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه ؟ ! قال : من هو ؟ قال : أنا ، وإن شئت أنبأتك بما أكلت وادخرت في بيتك .
11 ومنه : عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيي ، عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عن أبيه ، عن على بن الحسين ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : إن لله بلدة خلف المغرب يقال لها ( جابلقا ) وفي جابلقا سبعون ألف امة ليس منها امة إلا مثل هذه الامة ، فما عصوا الله طرفة عين ، فما يعملون عملا ولا يقولون قولا إلا الدعاء على الاولين ( 1 ) والبرائة منهما ، والولاية لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله .
12 ومنه : عن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الجريري ، عن أبي عمران الارمني ، عن الحسين بن الجارود ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن من وراء أرضكم هذه أرضا بيضاء ضوؤها منها ، فيها خلق يعبدون الله لا يشركون به شيئا يتبرؤن من فلان وفلان .
13 ومنه : عن أحمد بن موسى ، عن الحسين بن موسى الخشاب ، عن علي ابن حسان ، عن عبدالرحيم بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير ، وإن من وراء قمركم أربعين قمرا فيها خلق كثير ، لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه ، الهموا إلهاما لعنة فلان وفلان .
14 ومنه : عن سلمة بن الخطاب ، عن سليمان بن سماعة ، وعبدالله بن محمد عن عبدالله بن القاسم ، عن سماعة يرفعه إلى الحسن وأبي الجارود ، وذكراه عن أبي سعيد الهمداني ، قال : قال الحسين بن علي عليهما السلام إن لله مدينة في المشرق ، ومدينة في المغرب ، على كل واحد سور من حديد ، في كل سور سبعون ألف مصراع ، يدخل
__________________________________________________ ______________
( 1 ) يعنى الجبت والطاغوت .
[330]
من كل مصراع سبعون ألف لغة آدمي ليس منها لغة إلا مخالف الاخرى ، وما منها لغة إلا وقد علمناها ، وما فيهما وما بينهما ابن نبي غيري وغير أخي ، وأنا الحجة عليهم .
15 ومنه : عن أحمد بن الحسين ، عن علي بن الزيات ( 1 ) ، عن عبيدالله ابن عبدالله الدهقان ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سمعته يقول : إن لله خلق هذا النطاق زبرجدة خضراء ، فمن خضرتها اخضرت السماء .
قال : قلت : وما النطاق ؟ قال : الحجاب ، ولله وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الانس والجن وكلهم يلعن فلانا وفلانا .
تعليق