إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الدين العالمي الجديد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدين العالمي الجديد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الدين العلمي هو الدين العالمي الجديد

    تنتشر هذه الأيام فكرة مفادها أن الدين العالمي الذي سيسود الأرض في المستقبل سوف يكون دين علميّ بحت بعيدا عن العقيدة وعن اللاهوت وعن اللباس الديني الذي نعرفه اليوم

    طبعا هذه وجهة نظر من ينشرونها، فهم يعتقدون أن ما يقوله العلم اليوم لم يقل به الدين من قبل ولم ينطق به الانبياء، أو ربما يعتقدون بذلك ولكنهم يريدون أن يقولوا أن السبب الذي سيدفع الناس الى اعتناقه والعمل به هو ليس الدين ولكن العلم، بمعنى أن العلماء سيكتشفون الروح وطريقة عملها وسينشرون هذا العلم بين الناس كعلم وليس كدين، والعلم لا دين له رغم أنه دين بحد ذاته، وبعد أن ينتشر هذا العلم الروحي بين الناس ويبدؤون بتطبيقه وينجح معهم سيتجه الناس أفواجا وزرافات بالدخول به بعيدا عن الكتب السماوية التي حُرفت كلماتها ومعانيها وبعيدا عن دعوات الأنبياء الذين حرّفت كلماتهم وتعليماتهم بمرور الزمان

    ربما كان هذا هو قصدهم

    فهم حاليا يحاولون أن يوضحوا من خلال منشوراتهم وأفلامهم العديدة فكرة اجمالية مفادها أننا جميعا وبشكل ما متصلون ببعضنا البعض، متصلون ببعضنا البعض بشكل اذا ما اكتشفناه وانتبهنا له وفهمناه وتمكنا من مفاتيحه فلن نحتاج بعدها الى موبايلات أو لحاسبات لكي نتصل عبرها ببعضنا البعض، أو لكي نعبّر بها عن أنفسنا، ولن نحتاج لسيارات أو لطائرات او لمكوكات فضائية لكي ننتقل بها من مكان لآخر

    فحينها يكفي وفي لحظة معينة أن نتناغم روحيا لكي تتلاقى أفكارنا فنتحدث من خلالها مع بعضنا البعض، وبذلك لن نحتاج الى حواسيب ولا لشبكة انترنت ولا لأنتي فايروس يحمينا من الأخطار

    فالكل متصل بالكل حسب كلماتهم، وبكلمات أخرى هم يقصدون أن في كل واحد منا قد انطوى العالم بأجمعه، من سنريد أن نتحدث معه سنتجه بروحنا إليه، نتجه إليه بروحنا بدون الحاجة الى الحركة، أيّ حركة، فسواء كان الذي نريد التخاطب معه هنا على كوكب الأرض أو على أطراف أطراف أطراف الكون، فاننا لحظيا وقبل أن يرتد إلينا طرفنا سنكون عقليا وروحيا معه، فلا معنى للمكان حينها ولا للمسافات

    ولن نحتاج للسفر والسياحة كذلك، وستنعدم حينها قيمة الأموال، فنحن يمكننا أن نذهب الى أي مكان نريده بطرفة عين، بل وأكثر من ذلك أيضا، فنحن سيمكننا أيضا أن نخلق المكان الذي نريد أن نكون به، فهذا العالم الخارجي الذي نعيش به الآن هو من صنعنا ونحن من نخلقه لأنفسنا في كل لحظة من حياتنا، الآن والآن والآن والآن، ففي كل لحظة نحن نخلق عالمنا المرئي لأنفسنا

    فكل واحد منا حسب هذه الدعوة الجديدة هو من يخلق عالمه لنفسه بنفسه لنفسه، وأنه توجد الآن عوالم بعدد أنفاس الخلائق، وليس بعدد الخلائق فقط، ولكن بعدد أنفاس الخلائق أيضا، وذلك لأننا مع كل نفس نتنفسه نخلق لأنفسنا عالم جديد نعيشه مدة ذلك النفس، ومع كل شهيق وزفير نحن نخلق لأنفسنا عوالم جديدة وجديدة

    ومن سيصل لهذه المرحلة من الاتصال بنفسه وروحه وحسب الدين العلمي العالمي المقبل فإنه لن يحتاج حينها للحركة، وسوف يكفيه أن يستلقي متكأ على سريره ورغم ذلك سيحصل على ما يريده ويشائه، وهناك دائما المزيد،

    فهو سيشاء الحصول على ما يعرفه ويحيط به علما فقط، وكلما انتقل بروحه والتقى بأرواح أخرى سيزيد علمه منهم وسيزيدهم من علمه أيضا، فيشاء حينها الحصول على ما علمه منهم والتمتع به، وهم بدورهم سيشاؤون الحصول على ما علموه منه كذلك ليتمتعوا به

    وأساس ذلك كله والطريق إليه هو من خلال معرفة النفس والاتصال بها والعمل على أن يسود التناغم ما بين أجزائها الثلاث التي تخلق له عالمه وتربطه مع غيره من المخلوقات،

    والعلم حاليا يريد أن يركب الموجة ويدّعي فضلها وربما كان محقا في ذلك

    فمعرفة النفس هي ذلك السر الذي كان ينقله المتبحرون في العلوم الدينية والباطنية من الاستاذ الى ربما مريد واحد فقط خلال كل حياته والذي بدوره ربما سينقله لواحد أيضا في حياته وربما أيضا سيعتز به ولن ينقله لأحد، أو يباغته الموت فيموت ويموت هذا العلم الباطني معه

    هذه العلوم الباطنية السريّة التي سيطر عليها رجال الدين من مختلف الأديان وحافظوا وحرصوا على ابقائها سريّة جدا اكتشفها العلم في هذا العصر وهو مصر على كشف أغوارها وأسرارها رغما عن أنوف العرفاء وخزنة أسرار علوم الأنبياء والأولياء

    ولولا عظم شأن تلك العلوم وخطرها لما صار العارفون بها أندر من الكبريت الأحمر، وتخيلوا معي من سيرفض منا أن يستعمل تلك القوى الروحية الجبارة التي تعد بها تلك العلوم من سيؤمن بها ويطبقها في حياته؟

    لا أعتقد أن أي إنسان سيرفض تلك العلوم وتلك القوى الموعودة، وهذا ما سيجعل من دين العالم الجديد دين عالمي بعيد عن الدين واللآهوت

    فأصحاب مفاتيح الدين من العلماء والعرفاء قد حجبوا تلك العلوم عن الناس، ربما خوفا منهم على الناس أنفسهم حجبوها، لكن العلم والعلماء لا علاقة لهم بما ستؤول إليه الأمور وسينشرون علومهم على كل حال بغض النظر عن النتائج السلبية المتوقعة، تماما مثل اختراعهم للطاقة النووية والقنبلة النووية، وستستمر كرة الثلج العلمية الروحية هذه بالتضخم شيئا فشيئا حتى تصبح أخيرا دين العالم الجديد، ربما هذا هو تقديرهم للأمور، وربما هذه هي خطتهم الجديدة لأطفاء نور الله وذكر الله على الأرض واستبداله بدين العلم

    ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

    فكما أن مجهود النمرود الكبير هو وقومه الظلمة لإبطال دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام وجمعهم للجموع الغفيرة من الناس لمشاهدة قتلهم وابادتهم لنبي الله قد أنقلب لصالح نبي الله حين خرج سالما من النار، فكأنّ النمرود قد بذل جهده الجهيد لجمع الناس لا لإطفاء ذكره ورسالته بل من أجل أن يريهم معجزة إبراهيم عليه السلام، ولو أن نبي الله قد حاول جمعهم ليعرض عليهم هذه المعجزة لما استطاع ذلك بهذه السرعة وبهذه الكيفية

    أقول كما فشل النمرود في بلوغ هدفه رغم جهده الجهيد سيفشل كذلك من يمتطون العلم اليوم لبلوغ هدفهم الخبيث في إطفاء ذكر الله، وسيكون مجهودهم وبالا عليهم وسينقلب ضدهم أخيرا،

    ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن لا نتعلم ما يجود به العلم علينا من المعارف والعلوم الكثيرة وأن نبني بدلا من ذلك بيننا وبينه السدود والحجب الغليظة خوفا منه، بل يجب علينا أن نفتح أذهاننا وعقولنا عن دراية وحذر كذلك، ومن عنده إيمان قوي بالله وأنبيائه ورسله فلن يستطيع العلم أن يزيحه عن إيمانه هذا، بل بالتأكيد سيزيده إيمانا إلى إيمانه، فلنفتح قلوبنا وعقولنا إذن لكل العلوم، ولنحاول أن نفهمها من خلفية أننا نؤمن بديننا وكتابنا وخالقنا وأنه لا يوجد تعارض بين هذا وذاك أبدا، أي لا يوجد تعارض بين الدين والعلم

    وهنا قد يطرح أحدهم هذا السؤال ومقدمته هو أنه يوجد هناك أشخاص لديهم //كل شيء ويسيطرون فعلا على التوجهات العالمية كلها من رياضة وسياسة وعلم، فماذا سيفيدهم إدخال دين عالمي موحد جديد؟ فتعدد الديانات الحالي يفيدهم أكثر من دين عالمي واحد موحّد
    والجواب على هذا السؤال نرجعه إلى ظاهر القصة المروية لنا في القرآن الكريم، وهو أن هؤلاء المسيطرون يعملون من أجل هدف معين يسعون لتحقيقه بكل وجودهم، ولا أقول بكل قوتهم وأموالهم فقط بل بكل وجودهم بما بكل ما تعني كلمة وجودهم من معنى

    فلا الأموال هي هدفهم المنشود، ولا السلطة هي هدفهم المنشود، ولا السيطرة هي هدفهم المنشود، ولكنهم يسعون لهدف آخر يختلف تماما عن كل التصورات المألوفة

    فحسب آيات القرآن الكريم وحسب ما فهمته من ظاهرها يوجد هناك صراع بين الخليفة الذي عينه رب العالمين نائبا له وعنه في الأرض جميعها وبين إبليس الذي طلب من رب العالمين أن يمكنه من منازعته للخليفة على الخلافة ليثبت أحقيته هو بذلك المنصب الرفيع

    وعلامة إنتصار أحدهما ستكون هي من سينجح من أن ينشر دينه أخيرا على كل الأرض

    فهل يُظهر الله دينه بخليفته على الدين كله؟
    أم أن إبليس سينجح بإظهار دين آخر زائف على الدين كله؟

    فإن ظهر دين جديد في الأرض كلها على الدين كله وصفته أنه دين بعيد عن العقيدة واللآهوت فلا أتصوره سوى أن يكون إعلان بانتصار إبليس ورجله في هذا الصراع، وحينها ربما سيحصلون على الثواب بدل العقاب من رب العالمين، فسيدهم إبليس سيصبح هو الخليفة حينها لأنه انتصر وبان حقه الضائع

    يقولون أن من ابتكر لعبة الشطرنج هو ابليس نفسه، او هو الشيطان نفسه، وفي لعبة الشطرنج لا قيمة للأحجار فيها سوى ما تحققه من مكاسب آنية ومن نصر في نهاية اللعبة، فلاعب الشطرنج مستعد للتضحية بكل أحجاره لكي يضمن الفوز أخيرا،

    وفي مرحلة أخيرا والتي سيعلو بها إبليس ورجله في الأرض علوا كبيرا بحيث أنهم سيظنون يقينا أنهم هم الفائزون ولا محالة، حينها هم مستعدون للتضحية بتلك الأديان الزائفة والمهترئة التي تملاء اليوم الأرض، ويسيطرون هم على أغلب رجالاتها فعلا، حينها سيضحّون بها ليستبدلوها بدين جديد يوصلهم لهدفهم المنشود الذي عملوا ولا يزالون يعملون من أجل تحقيقه منذ آلآف السنين

    ولكن بالتأكيد ستنقلب خطتهم عليهم، تماما كما انقلبت خطة النمرود عليه، فلقد أنقلب مجهوده الكبير لإبطال دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام، فجمعه للجموع الغفيرة من الناس لمشاهدة قتله وابادته لنبي الله إبراهيم عليه السلام إنقلب ضده وتحول جميع سعيه لصالح نبي الله حين أخرجه الله سالما من النار،

    فكأنّ النمرود قد بذل جهده الجهيد وأمواله وسلطانه لجمع الناس لا لإطفاء ذكره ورسالته بل من أجل أن يريهم معجزة إبراهيم عليه السلام، ولو أن نبي الله قد حاول جمعهم ليعرض عليهم هذه المعجزة لما استطاع ذلك بهذه السرعة وبهذه الكيفية

    أقول كما فشل النمرود في بلوغ هدفه رغم جهده الجهيد سيفشل كذلك من قد يمتطون العلم اليوم لبلوغ هدفهم الخبيث في إطفاء ذكر الله، وسينقلب مجهودهم وبالا عليهم،

    سلسلة المعارف والعلوم الروحية العلمية الجديدة هي سلسلة جميلة ومفيدة أيضا بشكل كبير، فالأديان السماوية تريد للإنسان أن يصل لهذه المرحلة الروحية المتقدمة، ولكن ولأسباب كثيرة عجزت الاديان حتى اليوم من تحقيق ذلك الا للقلة القليلة الذين اعتمدوا على مجهودهم الذاتي في الخروج من الواقع المألوف الذي خلقه المجتمع الديني السطحي للمجتمعات

    والدخول بهذه النشاطات الروحية التي تشرحها هذه االعلوم الحديثة هو مفيد بكل الأحوال، ومن سيستطيع أن يدخلها وهو مسلح بإيمان حقيقي حتى ولو كان ايمانه الحقيقي ضعيف فستكون الفائدة بالنسبة له مضاعفة وكبيرة

    فمثلها مثل الانترنت والفضائيات، فالعلم اخترعها ووضعها بيد الناس، كل الناس بدون استثناء، ومن عنده ايمان حقيقي ولو كان ضعيفا سيستغل الفضائيات والإنترنت بشكل سيزيد به من قوة ايمانه، أما من عنده ايمان شكلي فلن ينقص الانترنت حينها من ايمانه شيئا، فما عنده من الاساس هو مجرد صورة وهمية يدّعيها ادّعاءا ولا حقيقة له

    وكذلك الأمر مع هذه العلوم الروحية، من كان عنده ايمان ولو كان ضعيفا فإنه سيستغلها ليرتقي بها، ومن لم يكن له ايمان سيستفاد منها على كل الأحوال

    الآن تخيل أن كل من على الأرض اليوم أمنوا بتلك العلوم الروحية بشكل دفعي مباشر واستفادوا منها بالتساوي فكيف ستكون النتيجة، النتيجة ستكون بالتأكيد هي أن أكثر من في الأرض اليوم هم من غير المؤمنين وعليه فسيؤمنون بهذا العلم الروحي الجديد وسيستفيدون منه وسيتخذونه دينا لهم، فهم أساسا لا دين لهم ولا ايمان

    أما المؤمنون فإنهم سيترقّى ايمانهم درجات ودرجات، ولكنهم سيبقون قلة قليلة كما هو حالهم اليوم، وعليه فلا مانع بتاتا من أن يستفيد الجميع على اختلاف مشاربهم العقدية من موجة التطور الروحي التي بدأت معالمها تتضح شيئا فشيئا كل يوم

    أما مسألة أن هذه العلوم تمهّد لدولة الدجال كما يقول البعض فلا مانع معها من أن يعد المؤمنون أنفسهم كذلك روحيا ودينيا ليكونوا من أعدائه، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وتخيل وجود مؤمن ضعيف وسط مجتمع تعلم وطور نفسه روحيا فأصبح حينها يفعل الخوارق بسهولة ويسر تماما كما أننا نشرب الماء اليوم، وهذا المؤمن الضعيف بينهم لا يفقه شيئا لأنه رفض أن يتطور روحيا معهم بحجة ان هذه العلوم تمهّد لقدوم الدجال




    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X