التطرف - التكفير - والخطر القادم
أدى الجنوح ناحية أقصى جنبات التطرف إلى صنع معادلات غير قابلة للاتزان سواء أكان هذا التطرف ناحية اليمين أو ناحية اليسار. وفكر التكفير يعد أبرز إفرازات التطرف الفكري والذي غالباً ما يتلحف برداء الدين وأضحى ملازماً له وكأنه شهادة الضمان أو التزكية الملازمة لكل متطرف. ولقد أُسس هذا الفكر على رفض الأخر تماماً ولا يهم ماذا يكون الآخر سوى أنه (الآخر) ، فهذا الفكر يرى كل منهم على يساره مفرطون حتى وإن كانوا معتدلين بل حتى إنه يكفر أي فكر تطرفي (آخر) يوازيه في درجة الجنوح ولكنه لا يرى توافق معه في وجوه أخرى. ولو نظرنا إلى تجارب حية لفكر التكفير هذا مثلاً في الجزائر فبفتوى صغيرة من شخص (معتوه) ربما هو عنتر الزوابري ومعه شخص آخر مصاب بانفصام حاد في الفكر وهو أبو قتادة أبيحت دماء الأبرياء نساء، ورجال ، وأطفال لأنهم يرونهم كفرة مداهنون منافقون للحكومة وأبيحت الأعراض لأنهم يرونها سبايا حرب مقدسة ونهبت الأموال لأنهم يرونها غنائم للمسلمين غنموها من الأعداء.
وبهذا الفكر قتل عشرات الآلاف من الأبرياء بلا ذنب ولا خطيئة في (سيدي موسى) و(المدية) والجزائر العاصمة، وشرع للابن قتل أمه وعائلته بالساطور لأنهم يعملون في دوائر الحكومة، بهذا الفكر سقطت قيم البشرية وروع الآمنين واستبيحت الأنفس والأعراض، بهذا الفكر تحللت روابط الأسر وأصبح الابن يُكَفّر أباه، والأخ يُكَفّر أخاه. في السودان شاهدٌ أخر عندما يقتحم ربيبُ للمكفرين أحد المساجد ويطلق النار على المصلين لأنه يراهم أقل تقوى وصلاح منه على الرغم من أنه كان يعد الذخيرة ومتلبساً ثوب الشيطان في الوقت الذي كان يتعبد فيه هؤلاء الذين حاكمهم وحكم عليهم ونفذ الحكم في سابقة لم يسبقه لها إلا أحد اليهود الفلاشا في الخليل. في اليمن جر الفكر التكفيري بعض أتباعه من المتطرفين إلى تلغيم المسجد وتفجيره بمن فيه. المثير للسخرية أن هؤلاء المتطرفين لا يجدون حرجاً في تبرير ما يوافق فكرهم ويستشهدون بالدين ويلوون أعناق النصوص والآيات ، فقتل الأبرياء لديهم له تبرير وقتل المدنيين له تبرير وتدنيس المساجد وقتل المصلين وتفجير الجوامع كل ذلك وله تبرير عندهم.
ولو رجعنا إلى بذور الفكر الإرهابي التطرفي لوجدنا أنها ليست وليدة حقبة معينة من الزمن بل هي إفراز تراكمات فكرية وترهات أخلاقية لفضتها سنين طويلة فمن فكر تقديس الأشخاص إلى تفشي الجهل المدقع والذي تسبب بدوره في سيطرة بعض أنصاف المتعلمين على بعض عقول السذج وزرع أفكار تخدم مصالحهم مثل ادعاء النزاهة والقداسة وتأويل الرؤى والأوهام واختلاق القصص والروايات التي توحي بالكرامات والمعجزات الخارقة والتي نادراً لا تجري على أيدي البشر العاديين. ولأن الشباب عادة هم الواحة الخصبة لزرع مثل هذه الأفكار لذلك يجب تحصينهم وهنا يقع الحمل الأكبر على المجتمع والأسرة والإعلام وهو -أقصد الإعلام - الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى في نشر الصورة السمحة للدين الإسلامي في أوساط المجتمع.
وسيكون أمر جيد لو عملنا مقارنه بسيطة بين الأثر الإسلامي السمح المعتدل وبين الفكر الإرهابي المتطرف فنجد أن أغلب بلدان أسيا الوسطى وجنوب وشرق أسيا وإفريقيا وحتى جنوب شرق أوربا تم دخولها تحت لواء الإسلام بواسطة الدعوة بالكلمة الطيبة والحسنة وبإظهار الصورة الحسنة والسليمة للدين الإسلامي السمح وكانت نتائج كل ذلك نتائج مذهله فاقت كثيراً فتوحات السيف والرمح رغم أن هذه البلدان التي فتحت بواسطة التجار والرحالة الإسلاميين كانت مجتمعات منغلقة على عقائد غاية في الغرابة فمن عبادة الكائنات إلى عبادة الشمس وغيرها الكثير ومع ذلك تأثر الملايين بالخلق الإسلامي السمح ووجدوا فيه دين وسطي بعيد عن التطرف والتزمت الممقوت الذي تمجه جميع النفوس البشرية وفي المقابل تعالوا نرى ما هي نتائج التزمت والتطرف والإكراه، النتائج كانت مجازر ومذابح استدرجت فيها أقليات إسلامية كانت تتعايش سلمياً مع مجتمعاتها وأعراقها بمبدأ (لكم دينكم ولي دين) ولكن مع دخول الفكر التطرفي نشبت الحروب العرقية التطرفية لأن العنف يولد العنف ولأن التطرف يوجد رد فعل متطرف لفكر مناهض وبنفس القوة. التطرف نتائجه تشويه للصورة السمحاء وتنفير من تأثروا بتعاليم هذا الدين النظرية فمثلاً لم يستغرب المتابعون للأوضاع الدينية في الغرب ولنأخذ أمريكا مثلاً لم يستغرب احد دخول الآلاف من السود الأمريكان إلى الدين الإسلامي لأنهم يعلمون أن السود وجدوا فيه دين يحررهم من العبودية، دين مساواة ووسطية. ولكن بعد أن شوه الإسلام في أذهان الغير مسلمون فإنه من الصعب أن يقتنع أحد ما بتعاليم الدين الإسلامي السمحة وهو يرى على أرض الواقع بونا شاسعاً بين النظرية والتطبيق لذلك فعندما يتم الإصلاح من الداخل والقضاء على جميع أشكال الإرهاب والتطرف وجميع أشكال رفض التعايش مع الأمم بسلام ووئام عندها فقط نستطيع عكس صورة الإسلام السمحة المعتدلة الخالية من التشدد والتزمت والتطرف.
إن أخطر ما يواجهه شبابنا في الفترة الراهنة هو الهجمات الفكرية الهمجية المتطرفة والتي هي أشد وطأً من أي نوع أخر من السموم والهجمات. فالفكر التطرفي خطره يمتد إلى شرائح كبيرة من المجتمع لذلك فعملية التحصين من هذا الفكر المتطرف تتطلب توافر جهود حكومية وشعبية إضافة إلى جهود العلماء ورجال الدين المعتدلين فالفكر التطرفي الإرهابي الذي يغزو الأمة الإسلامية تحت مسميات كثيرة تنسب إلى الدين وهو منها بريء هو الخطر المحدق الذي يأذن بخلل كبير في المنظومة الإسلامية.
وعليه يجب توسيع رقعة الفكر الوسطي الذي يمثل التوجه الديني المعتدل وذلك بإعادة شامله لجميع مسببات الفكر التطرفي سواء من الحد من ظاهرة (منظري الإرهاب) والمكفرين أو اجتثاث بذوره المتمثلة في قنوات فكرية إرهابية تبث السموم التطرفية في شباب الأمة بكل أساليب الخداع ولي أعناق الآيات والنصوص الشرعية وتطويعها لخدمة فكر التطرف إضافة إلى وضع جميع الأنشطة الدينية أو ذات الطابع الاجتماعي تحت مراقبة وإشراف جمعيات ذات توجه وسطي معتدل ولا مانع أن يكون بعض العلماء المعروف عنهم الاعتدال الوسطي الحقيقي هم القائمون على مثل هذه المنظمات وبصورة أوضح إعادة هيكلة شاملة لأي جهة أو مجموعة تحمل التوجه الفكري المتطرف ومحاولة إعادة تأهيلها على أيدي متخصصون من علماء الشريعة الوسطيون وأيضاً متخصصون نفسيون واجتماعيون مدعومين بدعم حكومي يوفر المقار اللازمة لإعادة تأهيل هؤلاء المصابون بهذا الداء الفتاك وتوفير الجو الملائم لدمجهم في مجتمعهم وزرع فكرة إنهم ليسوا أمناء الله على عباده فإن أمروا يأمرون بالكلمة الطيبة وبالإصلاح والمعروف أما الغير فليقوم كل فرد نفسه ويحاول إصلاحها بدل أن ينشغل بعيوب الآخرين فلا نريد تكرار مأساة الجزائر فكيف يقتل الولد أمه وأباه بالساطور لأنه يعتبرهم مارقون عن الدين ؟ إنها جرائم بشعة ووصمة عار في جبين الإنسانية أن يكفر الشخص مجتمعه ويقاضيه ويحكم عليه بالإبادة ويسعى في ذلك.
إن مثل هذه العقليات ليست شخصيات وهمية كشخصية جمس بوند أو إدريان مول أو علي بابا وما هي في الحقيقة إلا عينات حقيقية يعج بها المجتمع فهناك أشخاص يكفرون نصف المجتمع ويزندقون نصفه الآخر وبما أن الزنديق في شرع هؤلاء بحكم الكافر فالمجتمع كله كافر إلا من رضي عنهم ورضوا عنه فيدخلونه نعيمهم وتحل عليه بركاتهم وغفرانهم. إن هناك من يعتقد أن التطرف والجنون الفكري هو دليل إثبات للآخرين بأنه شخص متدين ومازال هذا الفكر يسيطر على عقليات البعض لذلك فلكي يثبت أنه تقي وورع ومتدين لابد أن يكون متطرف ولكي يكون متطرفاً لابد له من تكفير مالا يقل عن شخصين إن أراد نيل شهادة متدين والحصول على صك الغفران.
أدى الجنوح ناحية أقصى جنبات التطرف إلى صنع معادلات غير قابلة للاتزان سواء أكان هذا التطرف ناحية اليمين أو ناحية اليسار. وفكر التكفير يعد أبرز إفرازات التطرف الفكري والذي غالباً ما يتلحف برداء الدين وأضحى ملازماً له وكأنه شهادة الضمان أو التزكية الملازمة لكل متطرف. ولقد أُسس هذا الفكر على رفض الأخر تماماً ولا يهم ماذا يكون الآخر سوى أنه (الآخر) ، فهذا الفكر يرى كل منهم على يساره مفرطون حتى وإن كانوا معتدلين بل حتى إنه يكفر أي فكر تطرفي (آخر) يوازيه في درجة الجنوح ولكنه لا يرى توافق معه في وجوه أخرى. ولو نظرنا إلى تجارب حية لفكر التكفير هذا مثلاً في الجزائر فبفتوى صغيرة من شخص (معتوه) ربما هو عنتر الزوابري ومعه شخص آخر مصاب بانفصام حاد في الفكر وهو أبو قتادة أبيحت دماء الأبرياء نساء، ورجال ، وأطفال لأنهم يرونهم كفرة مداهنون منافقون للحكومة وأبيحت الأعراض لأنهم يرونها سبايا حرب مقدسة ونهبت الأموال لأنهم يرونها غنائم للمسلمين غنموها من الأعداء.
وبهذا الفكر قتل عشرات الآلاف من الأبرياء بلا ذنب ولا خطيئة في (سيدي موسى) و(المدية) والجزائر العاصمة، وشرع للابن قتل أمه وعائلته بالساطور لأنهم يعملون في دوائر الحكومة، بهذا الفكر سقطت قيم البشرية وروع الآمنين واستبيحت الأنفس والأعراض، بهذا الفكر تحللت روابط الأسر وأصبح الابن يُكَفّر أباه، والأخ يُكَفّر أخاه. في السودان شاهدٌ أخر عندما يقتحم ربيبُ للمكفرين أحد المساجد ويطلق النار على المصلين لأنه يراهم أقل تقوى وصلاح منه على الرغم من أنه كان يعد الذخيرة ومتلبساً ثوب الشيطان في الوقت الذي كان يتعبد فيه هؤلاء الذين حاكمهم وحكم عليهم ونفذ الحكم في سابقة لم يسبقه لها إلا أحد اليهود الفلاشا في الخليل. في اليمن جر الفكر التكفيري بعض أتباعه من المتطرفين إلى تلغيم المسجد وتفجيره بمن فيه. المثير للسخرية أن هؤلاء المتطرفين لا يجدون حرجاً في تبرير ما يوافق فكرهم ويستشهدون بالدين ويلوون أعناق النصوص والآيات ، فقتل الأبرياء لديهم له تبرير وقتل المدنيين له تبرير وتدنيس المساجد وقتل المصلين وتفجير الجوامع كل ذلك وله تبرير عندهم.
ولو رجعنا إلى بذور الفكر الإرهابي التطرفي لوجدنا أنها ليست وليدة حقبة معينة من الزمن بل هي إفراز تراكمات فكرية وترهات أخلاقية لفضتها سنين طويلة فمن فكر تقديس الأشخاص إلى تفشي الجهل المدقع والذي تسبب بدوره في سيطرة بعض أنصاف المتعلمين على بعض عقول السذج وزرع أفكار تخدم مصالحهم مثل ادعاء النزاهة والقداسة وتأويل الرؤى والأوهام واختلاق القصص والروايات التي توحي بالكرامات والمعجزات الخارقة والتي نادراً لا تجري على أيدي البشر العاديين. ولأن الشباب عادة هم الواحة الخصبة لزرع مثل هذه الأفكار لذلك يجب تحصينهم وهنا يقع الحمل الأكبر على المجتمع والأسرة والإعلام وهو -أقصد الإعلام - الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى في نشر الصورة السمحة للدين الإسلامي في أوساط المجتمع.
وسيكون أمر جيد لو عملنا مقارنه بسيطة بين الأثر الإسلامي السمح المعتدل وبين الفكر الإرهابي المتطرف فنجد أن أغلب بلدان أسيا الوسطى وجنوب وشرق أسيا وإفريقيا وحتى جنوب شرق أوربا تم دخولها تحت لواء الإسلام بواسطة الدعوة بالكلمة الطيبة والحسنة وبإظهار الصورة الحسنة والسليمة للدين الإسلامي السمح وكانت نتائج كل ذلك نتائج مذهله فاقت كثيراً فتوحات السيف والرمح رغم أن هذه البلدان التي فتحت بواسطة التجار والرحالة الإسلاميين كانت مجتمعات منغلقة على عقائد غاية في الغرابة فمن عبادة الكائنات إلى عبادة الشمس وغيرها الكثير ومع ذلك تأثر الملايين بالخلق الإسلامي السمح ووجدوا فيه دين وسطي بعيد عن التطرف والتزمت الممقوت الذي تمجه جميع النفوس البشرية وفي المقابل تعالوا نرى ما هي نتائج التزمت والتطرف والإكراه، النتائج كانت مجازر ومذابح استدرجت فيها أقليات إسلامية كانت تتعايش سلمياً مع مجتمعاتها وأعراقها بمبدأ (لكم دينكم ولي دين) ولكن مع دخول الفكر التطرفي نشبت الحروب العرقية التطرفية لأن العنف يولد العنف ولأن التطرف يوجد رد فعل متطرف لفكر مناهض وبنفس القوة. التطرف نتائجه تشويه للصورة السمحاء وتنفير من تأثروا بتعاليم هذا الدين النظرية فمثلاً لم يستغرب المتابعون للأوضاع الدينية في الغرب ولنأخذ أمريكا مثلاً لم يستغرب احد دخول الآلاف من السود الأمريكان إلى الدين الإسلامي لأنهم يعلمون أن السود وجدوا فيه دين يحررهم من العبودية، دين مساواة ووسطية. ولكن بعد أن شوه الإسلام في أذهان الغير مسلمون فإنه من الصعب أن يقتنع أحد ما بتعاليم الدين الإسلامي السمحة وهو يرى على أرض الواقع بونا شاسعاً بين النظرية والتطبيق لذلك فعندما يتم الإصلاح من الداخل والقضاء على جميع أشكال الإرهاب والتطرف وجميع أشكال رفض التعايش مع الأمم بسلام ووئام عندها فقط نستطيع عكس صورة الإسلام السمحة المعتدلة الخالية من التشدد والتزمت والتطرف.
إن أخطر ما يواجهه شبابنا في الفترة الراهنة هو الهجمات الفكرية الهمجية المتطرفة والتي هي أشد وطأً من أي نوع أخر من السموم والهجمات. فالفكر التطرفي خطره يمتد إلى شرائح كبيرة من المجتمع لذلك فعملية التحصين من هذا الفكر المتطرف تتطلب توافر جهود حكومية وشعبية إضافة إلى جهود العلماء ورجال الدين المعتدلين فالفكر التطرفي الإرهابي الذي يغزو الأمة الإسلامية تحت مسميات كثيرة تنسب إلى الدين وهو منها بريء هو الخطر المحدق الذي يأذن بخلل كبير في المنظومة الإسلامية.
وعليه يجب توسيع رقعة الفكر الوسطي الذي يمثل التوجه الديني المعتدل وذلك بإعادة شامله لجميع مسببات الفكر التطرفي سواء من الحد من ظاهرة (منظري الإرهاب) والمكفرين أو اجتثاث بذوره المتمثلة في قنوات فكرية إرهابية تبث السموم التطرفية في شباب الأمة بكل أساليب الخداع ولي أعناق الآيات والنصوص الشرعية وتطويعها لخدمة فكر التطرف إضافة إلى وضع جميع الأنشطة الدينية أو ذات الطابع الاجتماعي تحت مراقبة وإشراف جمعيات ذات توجه وسطي معتدل ولا مانع أن يكون بعض العلماء المعروف عنهم الاعتدال الوسطي الحقيقي هم القائمون على مثل هذه المنظمات وبصورة أوضح إعادة هيكلة شاملة لأي جهة أو مجموعة تحمل التوجه الفكري المتطرف ومحاولة إعادة تأهيلها على أيدي متخصصون من علماء الشريعة الوسطيون وأيضاً متخصصون نفسيون واجتماعيون مدعومين بدعم حكومي يوفر المقار اللازمة لإعادة تأهيل هؤلاء المصابون بهذا الداء الفتاك وتوفير الجو الملائم لدمجهم في مجتمعهم وزرع فكرة إنهم ليسوا أمناء الله على عباده فإن أمروا يأمرون بالكلمة الطيبة وبالإصلاح والمعروف أما الغير فليقوم كل فرد نفسه ويحاول إصلاحها بدل أن ينشغل بعيوب الآخرين فلا نريد تكرار مأساة الجزائر فكيف يقتل الولد أمه وأباه بالساطور لأنه يعتبرهم مارقون عن الدين ؟ إنها جرائم بشعة ووصمة عار في جبين الإنسانية أن يكفر الشخص مجتمعه ويقاضيه ويحكم عليه بالإبادة ويسعى في ذلك.
إن مثل هذه العقليات ليست شخصيات وهمية كشخصية جمس بوند أو إدريان مول أو علي بابا وما هي في الحقيقة إلا عينات حقيقية يعج بها المجتمع فهناك أشخاص يكفرون نصف المجتمع ويزندقون نصفه الآخر وبما أن الزنديق في شرع هؤلاء بحكم الكافر فالمجتمع كله كافر إلا من رضي عنهم ورضوا عنه فيدخلونه نعيمهم وتحل عليه بركاتهم وغفرانهم. إن هناك من يعتقد أن التطرف والجنون الفكري هو دليل إثبات للآخرين بأنه شخص متدين ومازال هذا الفكر يسيطر على عقليات البعض لذلك فلكي يثبت أنه تقي وورع ومتدين لابد أن يكون متطرف ولكي يكون متطرفاً لابد له من تكفير مالا يقل عن شخصين إن أراد نيل شهادة متدين والحصول على صك الغفران.
تعليق