بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين.
وبعد: لا شك أن (شورى الفقهاء) صيغة منطقية عقلائية لتوحيد الاتجاهات المتباينة أو المتباعدة للفقهاء وأن الشورى المتكافئة وسيلة للتوحيد بين الإتجاهات المنصهرة فيها أيضاً..
إننا لو لاحظنا تاريخ خمسة آلاف عام الى اليوم، لواجهتنا عدة أسئلة لنقول:
1ـ هل باستطاعة (محور قوة واحدة) من الهيمنة الكاملة ونسف باقي المحاور الأخرى وإعفاء أثرها بالكامل؟
الجواب:كلا...
2ـ مع تعدد الآراء والاتجاهات هل يمكن الجمع التام بينها والتوفيق الكامل بين متضاداتها وتطبيقها عمليا؟
الجواب:كلا أيضاً..
3ـ عندما توجد عدة قوة اجتماعية، ما هي النسبة التي تكون بين هذه القوى والقدرات؟
الجواب:إن النسبة التي أثبتها التاريخ هي التباين والتصارع، نعم، يمكن للبعض أن ينسج (التوافق الخيالي) بين القوى دون تشريكها في الحكم والإدارة كالكاتب الذي لم ير من الحرية إلا اسمها في بلد ما فيضطر إلى السفسطة فيتحدث عن الحرية الموهومة في العراق مثلاً..لكن التجربة والتاريخ، أثبتا: أنه لا يمكن جمع محاور القوى إلا عن طريق تشريكها في الإدارة والمسؤولية (حكومية أو غير حكومية) وهذا شيء طبيعي للمجتمع الإنساني ككل.. ومع عدم تشريك مختلف محاور القوى الإدارة، فإن المصير الحتمي هو الضعف وللجوء إلى الاستبداد.. والسقوط أخيراً...
القاعدة ذاتها:
والقاعدة جارية بالنسبة إلى المراجع ومقلديهم، فإن كل مرجع يملك النفوذ على مقلديه، وليس اللآخر نفوذ على مقلدي هذا فيما تختلف آراؤهم فيه، كما ليس له شرعاً فرض آرائه عليهم بالقوة وإن كان هو الأقوى...
فهل لهذا المشكل الكبير من علاج؟ يعني: ماذا نفعل لكي نجمع كل القوى والقدرات الموجودة على الساحة مع اختلاف آرائها حول النظام حكومياً كان النظام أو مرجعياً؟ وهل هناك طريق أفضل من جمع المراجع وتشريكهم الواقعي في إدارة النظام عن طريق (شورى الفقهاء)؟
الواقع..أنه بدون شورى لا يمكن بحال جمع طاقات الأمة وتوحيدها، يقول الأستاذ عبد الكريم الخطيب: «الشورى طريق إلى وحدة الأمة الإسلامية، ووحدة المشاعر الجماعية، من خلال عرض المشكلات العامة، وتبادل الرأي والحوار» مجلة(الوعي الإسلامي) العدد69/ص47.
اقرب الى الامان وابعد عنى الانقسام:
ويقول الدكتور محمد البهي مؤكداً على أن الشورى ابعد من الإنقسام،وأحفظ لوحدة الصف:«والشورى على أية حال اجتهاد في الرأي، تحتمل الصواب والخطأ، ولكنها أقرب إلى الأمان،وأبعد عن الإنقسام والهزات بين صفوف المؤمنين في أمتهم» الدين والدولة /288/د.محمد البهي.
يؤكد في مكان آخر من كتابه على الوحدة النسبية التي تحققها الشورى في الأمة، ويطرح المسألة طرح المسلمات المفروغ منها، فيقول: «ووجوب الشورى في الأمر ين المؤمنين بعضهم بعضاً، لا لضمان (الوحدة) بين صفوف الأمة فحسب، ولا للإطمئنان على مصلحة كل طرف داخل مع طرف آخر في معاملة، أو للمصلحة العامة الجميع الأفراد فقط، وإنما قبل ذلك لتنبيه كل فرد على مسؤوليته الفردية، وعلى ما يترتب على هذه المسؤولية من التزامات نحو الفرد نفسه، ونحو الآخرين معه في المجتمع» المصدر السابق/391/د.محمد البهي.
لاظهير كالمشاورة:
ولعل الكثير من الروايات المستفيضة التي تؤكد على أن الشورى(استظهار) تشير إلى أنها جامعة لشمل القوى المختلفة والمتباينة، ذلك لأن (الاستظهار) استفعال من (الظهر) أو (الظهور) فالشورى: تحمي ظهر المستشير وتقوية من رأي وطاقة وغيرها ... وكلاهما يشير إلى اتفاق الكلمة واتحاد الصف نسبياً بين المستشير والمستشار..
وروايات الاستظهار وردت بصيغ مختلفة مثل مارود. عنه صلى الله عليه واله: «لا وحدة (وعزلة) أوحش من العجب (بالنفس والرأي) ولا مظاهرة أو ثق من المشاورة» توحيد الصدوق/376.و«لا ظهير كالمشاورة» نهج البلاغة/3/164. و«كفى بالمشاورة ظهيراً» غرر الحكم/7099. و«نعم المظاهرة المشاورة» غرر الحكم/9984. و«نعم الاستظهار المشاورة» المصدر السابق/10023. و«المشاورة استظهار» المصدر السابق/231. و«لا استظهار في أمر بأكثر من المشورة فيه» وغيرها... الكافي /1/29.
وكل هذه الصيغ يفهم منها حقيقة واحدة: المشاورة قوة لظهر المستشير، وهذه كناية عن مساندة المستشار له وتنسيقه رأياً، أو رأياً وموقفاً وعملاً معه.. وفي (شورى الفقهاء) وكل شورى.. يكون الأعضاء مستشارين ومستشيرين.. فكل منهم ظهير وقوة لصاحبة.
والحمد الله رب العالمين.
باختصار :
شورى الفقهاء هي تشاور الفقهاء فيما بينهم ليتفقوا على رأي واحد و تمشي الأقلية برأي الأغلبية
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين.
وبعد: لا شك أن (شورى الفقهاء) صيغة منطقية عقلائية لتوحيد الاتجاهات المتباينة أو المتباعدة للفقهاء وأن الشورى المتكافئة وسيلة للتوحيد بين الإتجاهات المنصهرة فيها أيضاً..
إننا لو لاحظنا تاريخ خمسة آلاف عام الى اليوم، لواجهتنا عدة أسئلة لنقول:
1ـ هل باستطاعة (محور قوة واحدة) من الهيمنة الكاملة ونسف باقي المحاور الأخرى وإعفاء أثرها بالكامل؟
الجواب:كلا...
2ـ مع تعدد الآراء والاتجاهات هل يمكن الجمع التام بينها والتوفيق الكامل بين متضاداتها وتطبيقها عمليا؟
الجواب:كلا أيضاً..
3ـ عندما توجد عدة قوة اجتماعية، ما هي النسبة التي تكون بين هذه القوى والقدرات؟
الجواب:إن النسبة التي أثبتها التاريخ هي التباين والتصارع، نعم، يمكن للبعض أن ينسج (التوافق الخيالي) بين القوى دون تشريكها في الحكم والإدارة كالكاتب الذي لم ير من الحرية إلا اسمها في بلد ما فيضطر إلى السفسطة فيتحدث عن الحرية الموهومة في العراق مثلاً..لكن التجربة والتاريخ، أثبتا: أنه لا يمكن جمع محاور القوى إلا عن طريق تشريكها في الإدارة والمسؤولية (حكومية أو غير حكومية) وهذا شيء طبيعي للمجتمع الإنساني ككل.. ومع عدم تشريك مختلف محاور القوى الإدارة، فإن المصير الحتمي هو الضعف وللجوء إلى الاستبداد.. والسقوط أخيراً...
القاعدة ذاتها:
والقاعدة جارية بالنسبة إلى المراجع ومقلديهم، فإن كل مرجع يملك النفوذ على مقلديه، وليس اللآخر نفوذ على مقلدي هذا فيما تختلف آراؤهم فيه، كما ليس له شرعاً فرض آرائه عليهم بالقوة وإن كان هو الأقوى...
فهل لهذا المشكل الكبير من علاج؟ يعني: ماذا نفعل لكي نجمع كل القوى والقدرات الموجودة على الساحة مع اختلاف آرائها حول النظام حكومياً كان النظام أو مرجعياً؟ وهل هناك طريق أفضل من جمع المراجع وتشريكهم الواقعي في إدارة النظام عن طريق (شورى الفقهاء)؟
الواقع..أنه بدون شورى لا يمكن بحال جمع طاقات الأمة وتوحيدها، يقول الأستاذ عبد الكريم الخطيب: «الشورى طريق إلى وحدة الأمة الإسلامية، ووحدة المشاعر الجماعية، من خلال عرض المشكلات العامة، وتبادل الرأي والحوار» مجلة(الوعي الإسلامي) العدد69/ص47.
اقرب الى الامان وابعد عنى الانقسام:
ويقول الدكتور محمد البهي مؤكداً على أن الشورى ابعد من الإنقسام،وأحفظ لوحدة الصف:«والشورى على أية حال اجتهاد في الرأي، تحتمل الصواب والخطأ، ولكنها أقرب إلى الأمان،وأبعد عن الإنقسام والهزات بين صفوف المؤمنين في أمتهم» الدين والدولة /288/د.محمد البهي.
يؤكد في مكان آخر من كتابه على الوحدة النسبية التي تحققها الشورى في الأمة، ويطرح المسألة طرح المسلمات المفروغ منها، فيقول: «ووجوب الشورى في الأمر ين المؤمنين بعضهم بعضاً، لا لضمان (الوحدة) بين صفوف الأمة فحسب، ولا للإطمئنان على مصلحة كل طرف داخل مع طرف آخر في معاملة، أو للمصلحة العامة الجميع الأفراد فقط، وإنما قبل ذلك لتنبيه كل فرد على مسؤوليته الفردية، وعلى ما يترتب على هذه المسؤولية من التزامات نحو الفرد نفسه، ونحو الآخرين معه في المجتمع» المصدر السابق/391/د.محمد البهي.
لاظهير كالمشاورة:
ولعل الكثير من الروايات المستفيضة التي تؤكد على أن الشورى(استظهار) تشير إلى أنها جامعة لشمل القوى المختلفة والمتباينة، ذلك لأن (الاستظهار) استفعال من (الظهر) أو (الظهور) فالشورى: تحمي ظهر المستشير وتقوية من رأي وطاقة وغيرها ... وكلاهما يشير إلى اتفاق الكلمة واتحاد الصف نسبياً بين المستشير والمستشار..
وروايات الاستظهار وردت بصيغ مختلفة مثل مارود. عنه صلى الله عليه واله: «لا وحدة (وعزلة) أوحش من العجب (بالنفس والرأي) ولا مظاهرة أو ثق من المشاورة» توحيد الصدوق/376.و«لا ظهير كالمشاورة» نهج البلاغة/3/164. و«كفى بالمشاورة ظهيراً» غرر الحكم/7099. و«نعم المظاهرة المشاورة» غرر الحكم/9984. و«نعم الاستظهار المشاورة» المصدر السابق/10023. و«المشاورة استظهار» المصدر السابق/231. و«لا استظهار في أمر بأكثر من المشورة فيه» وغيرها... الكافي /1/29.
وكل هذه الصيغ يفهم منها حقيقة واحدة: المشاورة قوة لظهر المستشير، وهذه كناية عن مساندة المستشار له وتنسيقه رأياً، أو رأياً وموقفاً وعملاً معه.. وفي (شورى الفقهاء) وكل شورى.. يكون الأعضاء مستشارين ومستشيرين.. فكل منهم ظهير وقوة لصاحبة.
والحمد الله رب العالمين.
باختصار :
شورى الفقهاء هي تشاور الفقهاء فيما بينهم ليتفقوا على رأي واحد و تمشي الأقلية برأي الأغلبية
تعليق