
X
-
الاول والثاني أيضا من شلة الانس وشرابي الخمر كذلك! الاول والثاني كانوا يتغنون بالاشعار الجاهلية وهم وفي غمرة السكر , ويبدو أن عبدالرحمن بن عوف خمار الجماعة حتى أن عمر بن صهاك وهو في غمرة السكر شج رأس ابن عوف ثم قال شعرا وكما يلي"
ومن تلك الاشعار أبيات للأسود بن يعفر الذي تغنى بأشعاره عمر بن الخطاب بعد اسلامه عندما عاقر الخمر وفيها نعى قتلى معركة بدر :(شرب عمر الخمر فأخذ بلحى بعير وشج به رأس عبد الرحمن بن عوف ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر فقال:وكائن بالقليب قليب بدر من الفتيان والعرب الكراموكائن بالقليب قليب بدر من الشيزى المكلل بالسنامأيوعدني (ابن كبشة) أن سنحيا وكيف حياة أصداء وهام؟أيعجز أن يرد الموت عني وينشرني إذا بليت عظامي؟ألا من مبلغ الرحمن عني بأني تارك شهر الصيام؟فقل لله: يمنعني شرابي وقل لله: يمنعني طعامي)(ربيع الأبرار للزمخشري ج4 ص51 ,المستطرف من كلّ فنّ مستظرف للأبشهي ج2ص260 )في رواية أخرى يقال أن المتغني بالابيات هو الخليفة الاول أبوبكر, وكان مع عمر يحتسي الشراب في بيت رجل إسمه أبوطلحة , وهذا لايناقض الرواية الاولى فمن المحتمل أنهما كانا يتغنيان بهذه الابيات تحت تأثير الخمر فطفق أحدهما يغني بالابيات وردد الاخر معه, ويحصل تصرف السكارى هذا كثيراً في جلسات الشراب بين الندماء حيث يغني أحدهم ثم يجيبه الاخر مردداً. وفي رواية طويلة عن أنس بن مالك يروي أنه كان يسقي الخمر لجمع من الصحابة فشرب الخمر أبوبكر وقعد ينوح قائلا : أُحيّ أم بكر بالسلام وهل بعد قومك من سلام , أيوعدني أبن كبشة أن سنحيا وكيف حياة أصداء وهام! ورواية أنس ذكرت أحدعشر صحابيا فيهم أبوبكر وعمر ( راجع النص في فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ج10 ص 31 باب كتاب الاشربة , الاصابة في معرفة الصحابة ج4 ص 22, فتح القدير للشوكاني ج 1 ص 472).
يستدرك الرواية ابن حجر فينبري مدافعاً عن أبي بكر , فعنده أن أبابكر لايقول ذلك ولايشرب الخمر, فيكتب ( ومن المستغربات ما أوردوا عن طريق عيسى بن طهمان عن أنس أن أبابكر وعمر كانا فيهم ( يعني أنهما كانا يحتسيان الخمر مع باقي الصحابة), وهو منكر مع نظافة سنده وما أظنه الا غلطا))فتح الباري لابن حجر العسقلاني, كتاب الاشربة)! يعترف ابن حجر بصحة سند الرواية لكنه لايستطيع تقبل حقيقة أن أبابكر شرب الخمر وتغنى بقتلى بدر, ويقع ابن حجر في مشكل لتنظيف سمعة أبابكر لكنه في النهاية يقبل بالرواية على مضض ويقول ..( ان قرينة ذكر عمر تدل على عدم الغلط في وصف الصديق أبابكر) (انتهى كلام ابن حجر) , ونقول ان قوله (قرينة ذكر عمر تدل على عدم الغلط في وصف الصديق ) إنما بناه من حقيقة أن عمرا وأبابكر كانا معاً في اغلب المواقف والروايات , فما تسمع بعمر الا وترى أبابكر معه , فهما في صحبة دائمةً . ولانتشار القصيدة بين الناس انبرت عائشة ابنة الخليفة الاول ابوبكر بنفي هذه المثلبة عن أبيها فقالت: (والله ما قال أبو بكر بيت شعر في الجاهلية ولا في الإسلام) (الاصابة لابن حجر ج7 ص39) , وقولها لم ينفي وقوع الحادثة فهي زعمت أن أباها لم ينظم الشعر لكنها لم تنف أنشاده لها! و هذا لايمنع أنه كان يتغنى بالاشعار والقصائد حتى وإن كان لم ينظم أو يقول الشعر طوال حياته, فظلت الحادثة في بطون الكتب .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق