أنساب الأشراف 2/286
وفي رواية أبي مخنف وغيره أن عثمان بن أبي العاص الثقفي دخل على عثمان وهو محصور فعرض عليه أن يقاتل ليقاتل معه فأبى، فاستأذنه في إتيان البصرة فأذن له في ذلك فلحق بالبصرة.
أمر عمرو بن العاص وغيره
قالوا: وكان عمرو بن العاص قال لعثمان حين حضر الحصار الأول: إنك يا عثمان ركبت بالناس النهابير فاتق الله وتب إليه فقال له: يا بن النابغة وأنك لممن تاؤلب عليّ الطغام لأن عزلتك عن مصر، فخرج إلى فلسطين فأقام بها في ماله هناك، وجعل يحرض الناس على عثمان حتى رعاة الغنم، فلما بلغه مقتله قال:أنا أبو عبد الله إني إذا حككت قرحة نكاتها.
قالوا: ومر مجمع بن جارية الأنصاري بطلحة بن عبيد الله فقال: يا مجمع ما فعل صاحبك؟ قال: أظنكم والله قاتليه، فقال طلحة: فإن قتل فل ملك مقرب ولا نبي مرسل. قالوا: وقال عثمان لعبد الله بن سلام: اخرج إليهم فكلمهم، فخرج إليهم فوعظهم وعظم حرمة المدينة وقال لهم: إنه ما قتل خليفة قط إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفاً، فقالوا: كذبت يا يهودي ابن اليهودية. قالوا: ولما أشتد الأمر على عثمان أمر مروان بن الحكم وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فأتيا عائشة وهي تريد الحج فقالا لها: لو أقمت فلعل الله يدفع بك عن هذا الرجل،فقالت: قد قربت ركابي وأوجبت الحج على نفسي ووالله لا أفعل، فنهض مروان وصاحبه ومروان يقول:
وحرق قيسٌ عليّ البلاد ... حتى إذا اضطرمت أجذما
فقالت عائشة: يا مروان وددت والله أنه في غرارة من غرائري هذه وإني صوقت حمله حتى ألقيه في البحر، ومر عبد الله بن عباس بعائشة وقد ولاه عثمان الموسم وهي بمنزل من منازل طريقها فقالت: يا بن عباس إن الله قد أتاك عقلاً وفهماً وبياناً فإياك أن ترد الناس عن هذه الطاغية.
قالوا: من ؟
أبو مخنف: أجمع أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة والجماعة على الطعن فيه، ومن أقوالهم فيه: قال فيه صاحب "القاموس": إن أبا مخنف إخباريّ شيعي تالف متروك. قال فيه أبو حاتم الرازي: إنه متروك الحديث. قال الدارقطني: إخباري متروك الحديث، وقالوا: إنه كان يروي عن جماعة من المجهولين. قال يحيى بن معين: ليس بثقة. قال ابن عدي: شيعي محترق، صاحب أخبارهم. قال الذهبي: إخباري تالف لا يوثق به.
عائشة عليها السلام خرجت للاصلاح كما صرحت هي ومن يخالف فكلامه مضروب بعرض الحائط كائنا من كان مسند الامام احمد :
حدثنا : محمد بن جعفر قال : ، حدثنا : شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم أن عائشة قالت : لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت : ما أظنني إلاّّ راجعة أن رسول الله قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس.
شعيب الارنؤوط اسناده صحيح
قال شيخ الاسلام بن تيمية :
فإن عائشة رضي الله عنها لم تقاتل ولم تخرج لقتال وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعليّ رضي الله عنهم أجمعين
تعليق