في كل حين أقوم بطرح هذا الموضوع لغرض بيان بعض صفات المؤمن - أخوتي اخواتي إن جهاد النفس ليس بالشئ البسيط الذي من الممكن أن يكون عابراً ولكن له أثر كبير في تحول النفس على مراحل لشئ يمكن أن يقال أنه على درجة الكمال.
وعليه أطرح موضوع فيه ما يفيدكم ويعود عليكم بالفائدة والتثبيت ،،،
سائلاً الله عزوجل أن يرحمنا ويثبت أقدامنا جميعاً ،،،
والصلاة على محمد وال محمد
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قام رجل يُقال له: همام، وكان عابداً ناسكاً مجتهداً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين: صف لنا المؤمن كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همّام، المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذلّ شيء نفساً زاجر عن كلّ فان، حاضّ على كل حسن، لا حقود ولا حسود، ولا وثّاب ولا سبّاب، ولا غيّاب ولا مرتاب، يكره الرّفعة، وشنأ السمعة، طويل الغمّ، بعيد الهمّ، كثير الصّمت، وقور ذكور صبور شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة، رصين الوفاء قليل الأذى، لا منافق ولا متهتّك، إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلّم، ومراجعته تفهّم، كثير علمه عظيم حلمه، كثير الرّحمة، لا يبخل ولا يعجل، ولا يضجر ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في عمله، نفسه أصلب من الصّلد، ومكادحته أحلى من الشّهد، لا جشع ولا هلع، ولا عنف ولا صلف، ولا متكلّف ولا متعمّق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، ولا يتهوّر ولا يتهتّك ولا يتجبر، خالـــص الود، وثيق العهد وفيّ العهد، شفيق وصول، حليم خمول، قليل الفضول، راض عن الله عزّ وجلّ، مخالف لهواه، لا يغلظ على من دونه ولا يخوض فيما لا يعنيه، ناصر للدّين، محام عن المؤمنين، كهف للمسلمين، لا يخرق الثّناء سمعه، ولا ينكى الطّمع قلبه، لا يصرف اللّعب حكمه، ولا يطلع الجاهل عمله، قوّال عمّال عالم حازم، لا بفحّاش ولا بطيّاش، وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لا بختّال ولا بغدّار، ولا يقتفي أثراً، ولا يحيف ببشر، رفيق بالخلق ساع في الأرض، عون للضعيف غوث للملهوف، لا يهتك ستراً، ولا يكشف سرّاً، كثير البلوى قليل الشكوى، إن رأى خيراً ذكره، وإن عاين شّراً سرّه، يستر العيب ويحفظ الغيب، ويقيل العثرة ويغفر الزلّة، لا يطلع على نصح فيذره، ولا يدع جنح حيف فيصلحه، أمين رصين، تقيّ نقيّ زكيّ رضيّ، يقبل العذر ويجمل الذّكر، ويحسن بالنّاس الظّن، ويتهم على العيب نفسه، يجبّ في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح، مذكّر للعالم، معلّم للجاهل، لا يتوقّع له بائقة، ولا يخاف له غائلة، كلّ سعي أخلص عنده من سعيه وكل نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه شاغل بغمّه، لا يثق بغير ربّه، قريب (غريب) وحيد حزين يحبّ في الله ويجاهد في الله ليتبع رضاه، ولا ينتقم لنفسه بنفسه ولا يوالي في سخط ربّه، مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصّدق، مؤازر لأهل الحقّ، عون للغريب، أب لليتيم، بعل للأرملة، خفيّ بأهل المسكنة، مرجو لكلّ كريمة (كريهة) مأمول لكلّ شدة، هشاش بشّاش، لا بعبّاس ولا بحبّاس، صليب كظّام بسّام، دقيق النّظر عظيم الحذر، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحى، وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، وودّه يعلو حسده، وعفوه يعلو حقده ولا ينطق بغير صواب، ولا يلبس إلاَّ الاقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربّه بطاعته، راض عنه في كلّ حالاته بنيّة خالصة، أعماله ليس فيها غشّ ولا خديعة، نظره عبرة وسكوته فكرة، وكلامه حكمة، مناصحاً متباذلاً متواخياً، ناصح في السرّ والعلانية، لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به، ولا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو ما لا يجوز له الرّجاء، ولا يفشل في الشدّة ولا يبطر في الرّخاء، يمزج الحلم بالعلم والعقل بالصّبر تراه بعيداً كسله، دائماً نشاطه قريباً أمله، قليلاً زلـله، متوقّعاً لأجله، خاشعاً قلبه ذاكراً ربّه قانعة نفسه، منفياً جهله، سهلاً أمره، حزيناً لذنبه، ميتة شهوته، كظوماً غيظه، صافياً حلقه آمناً منه جاره، ضعيفاً كبره، قانعاً بالذي قدّر له، متيناً صبره محكماً أمره، كثيراً ذكره، يخالط النّاس ليعلم ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم ويتجر ليغنم، لا ينصت (لا ينصب) للخير ليفخر به، ولا يتكلم ليتجبّر به على من سواه، نفسه منه في عناء، والنّاس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، فأراح النّاس من نفسه، إن بغى عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له، بعده ممّن يباعد منه بغض ونزاهة، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبّراً ولا عظمة، ولا دنوّه خديعة ولا خلابة، بل يقتدي بمـــن كان قبله من أهل الخـــير، فهو إمام لمن بعـــــده من أهل البر )-1.
وعن أبي عليّ محمد بن خمّام في التمحيص: روي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة وثلاث خصال، فعل وعمل ونيّة وظاهر وباطن).
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا رسول الله ما يكون المائة وثلاث خصال؟ فقال: يا عليّ من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر جوهريّ (جهوري) الذّكر، كثيراً علمه (عمله) عظيماً حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدراً، وأذلهم نفساً ضحكه تبسماً، وإفهامه تعلّماً، مذكّر الغافل، معلّم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحداً بغيبة، بريئاً من المحرّمات، واقفاً عند الشّبهات، كثير العطاء قليل الأذى، عوناً للغريب، وأباً لليتيم، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، مستبشراً بفقره، أحلى من الشهد، وأصلد من الصّلد، لا يكشف سراً، لا يهتك ستراً لطيف الحركات، حلو المشاهدة، كثير العبادة، حسن الوقار، لين الجانب، طويل الصّمت، حليماً إذا جهل عليه، صبوراً على من أسى عليه، يجل الكبير، ويرحم الصغير، أميناً على الأمانات، بعيداً من الخيانات، ألفه التقى، وحلفه الحياء، كثير الحذر، قليل الزّلل، حركاته أدب، وكلامه عجيب، مقيل العثرة، ولا يتبع العورة وقوراً صبوراً، رضيّاً شكوراً، قليل الكلام، صدوق اللّسان، برّاً مصوناً حليماً رفيقاً عفيفاً شريفاً، لا لعّان ولا نمام، ولا كذّاب ولا مغتاب ولا سبّاب، ولا حسود، ولا بخيل، هشاشاً بشّاشاً، ولا حسّاس ولا جسّاس، يطلب من الأُمور أعلاها، ومن الأخلاق أسناها، مشمولاً بحفظ الله، مؤيداً بتوفيق الله، ذا قوّة في لين، وعزيمة في يقين، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، صبور في الشدائد، لا يجور ولا يعتدي، ولا يأتي بما يشتهي، الفقر شعاره، والصبر دثاره، قليل المؤونة، كثير المعونة، كثير الصيام طويل القيام، قليل المنام، قلبه تقيّ، وعمله زكيّ، إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، يصوم رغباً ويصلّي رهباً، يحسن في عمله كأنّه ناظر إليه، غضّ الطّرف، سخيّ الكفّ، لا يردّ سائلاً، ولا يبخل بنائل، متواصلاً إلى الأخوان، مترادفاً إلى الإحسان، يزن كلامه، ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه، ولا يهلك في حبّه، لا يقبل الباطل من صديقه، ولا يردّ الحقّ من عدوّه، لا يتعلّم إلاَّ ليعلم، ولا يعلم إلاَّ ليعمل، قليلاً حقده، كثيراً شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي اللَّيل على خطيئته إن سلك مع أهل الدّنيا كان أكيسهم، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، يعطف على أخيه بزلّته، ويرضى ما مضى من قديم صحبته)-2
1 ـ الكافي ج2 ص179 ج1، باب المؤمن وعلاماته وصفاته، نهج البلاغة ص303.
2 ـ البحار ج67 ص311.
وعليه أطرح موضوع فيه ما يفيدكم ويعود عليكم بالفائدة والتثبيت ،،،
سائلاً الله عزوجل أن يرحمنا ويثبت أقدامنا جميعاً ،،،
والصلاة على محمد وال محمد
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قام رجل يُقال له: همام، وكان عابداً ناسكاً مجتهداً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين: صف لنا المؤمن كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همّام، المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذلّ شيء نفساً زاجر عن كلّ فان، حاضّ على كل حسن، لا حقود ولا حسود، ولا وثّاب ولا سبّاب، ولا غيّاب ولا مرتاب، يكره الرّفعة، وشنأ السمعة، طويل الغمّ، بعيد الهمّ، كثير الصّمت، وقور ذكور صبور شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة، رصين الوفاء قليل الأذى، لا منافق ولا متهتّك، إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلّم، ومراجعته تفهّم، كثير علمه عظيم حلمه، كثير الرّحمة، لا يبخل ولا يعجل، ولا يضجر ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في عمله، نفسه أصلب من الصّلد، ومكادحته أحلى من الشّهد، لا جشع ولا هلع، ولا عنف ولا صلف، ولا متكلّف ولا متعمّق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، ولا يتهوّر ولا يتهتّك ولا يتجبر، خالـــص الود، وثيق العهد وفيّ العهد، شفيق وصول، حليم خمول، قليل الفضول، راض عن الله عزّ وجلّ، مخالف لهواه، لا يغلظ على من دونه ولا يخوض فيما لا يعنيه، ناصر للدّين، محام عن المؤمنين، كهف للمسلمين، لا يخرق الثّناء سمعه، ولا ينكى الطّمع قلبه، لا يصرف اللّعب حكمه، ولا يطلع الجاهل عمله، قوّال عمّال عالم حازم، لا بفحّاش ولا بطيّاش، وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لا بختّال ولا بغدّار، ولا يقتفي أثراً، ولا يحيف ببشر، رفيق بالخلق ساع في الأرض، عون للضعيف غوث للملهوف، لا يهتك ستراً، ولا يكشف سرّاً، كثير البلوى قليل الشكوى، إن رأى خيراً ذكره، وإن عاين شّراً سرّه، يستر العيب ويحفظ الغيب، ويقيل العثرة ويغفر الزلّة، لا يطلع على نصح فيذره، ولا يدع جنح حيف فيصلحه، أمين رصين، تقيّ نقيّ زكيّ رضيّ، يقبل العذر ويجمل الذّكر، ويحسن بالنّاس الظّن، ويتهم على العيب نفسه، يجبّ في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح، مذكّر للعالم، معلّم للجاهل، لا يتوقّع له بائقة، ولا يخاف له غائلة، كلّ سعي أخلص عنده من سعيه وكل نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه شاغل بغمّه، لا يثق بغير ربّه، قريب (غريب) وحيد حزين يحبّ في الله ويجاهد في الله ليتبع رضاه، ولا ينتقم لنفسه بنفسه ولا يوالي في سخط ربّه، مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصّدق، مؤازر لأهل الحقّ، عون للغريب، أب لليتيم، بعل للأرملة، خفيّ بأهل المسكنة، مرجو لكلّ كريمة (كريهة) مأمول لكلّ شدة، هشاش بشّاش، لا بعبّاس ولا بحبّاس، صليب كظّام بسّام، دقيق النّظر عظيم الحذر، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحى، وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، وودّه يعلو حسده، وعفوه يعلو حقده ولا ينطق بغير صواب، ولا يلبس إلاَّ الاقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربّه بطاعته، راض عنه في كلّ حالاته بنيّة خالصة، أعماله ليس فيها غشّ ولا خديعة، نظره عبرة وسكوته فكرة، وكلامه حكمة، مناصحاً متباذلاً متواخياً، ناصح في السرّ والعلانية، لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به، ولا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو ما لا يجوز له الرّجاء، ولا يفشل في الشدّة ولا يبطر في الرّخاء، يمزج الحلم بالعلم والعقل بالصّبر تراه بعيداً كسله، دائماً نشاطه قريباً أمله، قليلاً زلـله، متوقّعاً لأجله، خاشعاً قلبه ذاكراً ربّه قانعة نفسه، منفياً جهله، سهلاً أمره، حزيناً لذنبه، ميتة شهوته، كظوماً غيظه، صافياً حلقه آمناً منه جاره، ضعيفاً كبره، قانعاً بالذي قدّر له، متيناً صبره محكماً أمره، كثيراً ذكره، يخالط النّاس ليعلم ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم ويتجر ليغنم، لا ينصت (لا ينصب) للخير ليفخر به، ولا يتكلم ليتجبّر به على من سواه، نفسه منه في عناء، والنّاس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، فأراح النّاس من نفسه، إن بغى عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له، بعده ممّن يباعد منه بغض ونزاهة، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبّراً ولا عظمة، ولا دنوّه خديعة ولا خلابة، بل يقتدي بمـــن كان قبله من أهل الخـــير، فهو إمام لمن بعـــــده من أهل البر )-1.
وعن أبي عليّ محمد بن خمّام في التمحيص: روي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة وثلاث خصال، فعل وعمل ونيّة وظاهر وباطن).
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا رسول الله ما يكون المائة وثلاث خصال؟ فقال: يا عليّ من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر جوهريّ (جهوري) الذّكر، كثيراً علمه (عمله) عظيماً حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدراً، وأذلهم نفساً ضحكه تبسماً، وإفهامه تعلّماً، مذكّر الغافل، معلّم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحداً بغيبة، بريئاً من المحرّمات، واقفاً عند الشّبهات، كثير العطاء قليل الأذى، عوناً للغريب، وأباً لليتيم، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، مستبشراً بفقره، أحلى من الشهد، وأصلد من الصّلد، لا يكشف سراً، لا يهتك ستراً لطيف الحركات، حلو المشاهدة، كثير العبادة، حسن الوقار، لين الجانب، طويل الصّمت، حليماً إذا جهل عليه، صبوراً على من أسى عليه، يجل الكبير، ويرحم الصغير، أميناً على الأمانات، بعيداً من الخيانات، ألفه التقى، وحلفه الحياء، كثير الحذر، قليل الزّلل، حركاته أدب، وكلامه عجيب، مقيل العثرة، ولا يتبع العورة وقوراً صبوراً، رضيّاً شكوراً، قليل الكلام، صدوق اللّسان، برّاً مصوناً حليماً رفيقاً عفيفاً شريفاً، لا لعّان ولا نمام، ولا كذّاب ولا مغتاب ولا سبّاب، ولا حسود، ولا بخيل، هشاشاً بشّاشاً، ولا حسّاس ولا جسّاس، يطلب من الأُمور أعلاها، ومن الأخلاق أسناها، مشمولاً بحفظ الله، مؤيداً بتوفيق الله، ذا قوّة في لين، وعزيمة في يقين، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، صبور في الشدائد، لا يجور ولا يعتدي، ولا يأتي بما يشتهي، الفقر شعاره، والصبر دثاره، قليل المؤونة، كثير المعونة، كثير الصيام طويل القيام، قليل المنام، قلبه تقيّ، وعمله زكيّ، إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، يصوم رغباً ويصلّي رهباً، يحسن في عمله كأنّه ناظر إليه، غضّ الطّرف، سخيّ الكفّ، لا يردّ سائلاً، ولا يبخل بنائل، متواصلاً إلى الأخوان، مترادفاً إلى الإحسان، يزن كلامه، ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه، ولا يهلك في حبّه، لا يقبل الباطل من صديقه، ولا يردّ الحقّ من عدوّه، لا يتعلّم إلاَّ ليعلم، ولا يعلم إلاَّ ليعمل، قليلاً حقده، كثيراً شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي اللَّيل على خطيئته إن سلك مع أهل الدّنيا كان أكيسهم، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، يعطف على أخيه بزلّته، ويرضى ما مضى من قديم صحبته)-2
1 ـ الكافي ج2 ص179 ج1، باب المؤمن وعلاماته وصفاته، نهج البلاغة ص303.
2 ـ البحار ج67 ص311.