بسم الله الرحمن الرحيم
قال : (( البرهان الثلاثون : قوله تعالى : { مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان } من تفسير الثعلبي وطريق أبي نعيم عن ابن عباس في قوله : { مرج البحرين يلتقيان } قال : علي وفاطمة { بينهما برزخ لا يبغيان } النبي صلى الله عليه وآله وسلم { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } : الحسن والحسين ، ولم يحصل لغيره من الصحابة هذه الفضيلة ، فيكون أولى بالإمامة ))
والجواب : أن هذا وأمثاله إنما يقوله من لا يعقل ما يقول . وهذا بالهذيان أشبه منه بتفسير القرآن ، وهو من جنس تفسير الملاحدة والقرامطة الباطنية للقرآن ، بل هو شر من كثير منه . والتفسير بمثل هذا طريق للملاحدة على القرآن والطعن فيه ، بل تفسير القرآن بمثل هذا من أعظم القدح فيه والطعن فيه .
وهو من إلحادات الرافضة كقولهم : { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } " علي " وكقولهم : { وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } إنه علي بن أبي طالب ، { والشجرة الملعونة في القرآن } : بنو أمية ، وأمثال هذا الكلام الذي لا يقوله من يرجوا لله وقارا ولا يقوله من يؤمن بالله وكتابه .
وكذلك قول القائل : { مرج البحرين يلتقيان } : علي وفاطمة ، { بينهما برزخ لا يبغيان } النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } . الحسن والحسين . وكل من له أدنى علم وعقل يعلم بالاضطرار بطلان هذا التفسير ، أن ابن عباس لم يقل هذا .
وهذا من التفسير الذي في تفسير الثعلبي ، وذكره بإسناد رواته مجهولون لا يعرفون ، عن سفيان الثوري . وهو كذب على سفيان .
ثم إن هذا التفسير الذي يقول به الرافضي كذب لعدة وجوه :
أحدها : أن هذا في سورة الرحمن ، وهي مكية بإجماع المسلمين ، والحسن إنما ولدا بالمدينة .
الثاني : أن تسمية هذين بحرين ، وهذا لؤلؤا ، وهذا مرجانا ، وجعل النكاح مرجاً – أمر لا تحتمله لغة العرب بوجه ، لا حقيقة ولا مجازا ، بل كما أنه كذب على الله وعلى القرآن فهو كذب على اللغة .
الثالث : أنه ليس في هذا شيء زائد على ما يوجد في سائر بني آدم ، فإن كل من تزوج امرأة وولد لهما ولدان فهما من هذا الجنس ، فليس في ذكر هذا ما يستعظم من قدرة الله وآياته ، إلا ما في نظائره من خلق الآدميين ، فلا موجب للتخصيص ، وإن كان ذلك لفضيلة الزوجين والولدين فإبراهيم وإسحاق ويعقوب أفضل من عليّ رضي الله عنه .
الرابع : أن الله ذكر أنه مرج البحرين في آية أخرى ، فقال في الفرقان : { وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج } فلو أريد بذلك عليّ وفاطمة لكان ذلك ذماً لأحدهما ، وهذا باطل بإجماع أهل السنة والشيعة .
الخامس : أنه قال : { بينهما برزخ لا يبغيان } فلو أريد بذلك عليّ وفاطمة لكان البرزخ الذي هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم – بزعمهم – أو غيره هو المانع لأحدهما أن يبغي على الآخر ، وهذا بالذم أشبه منه بالمدح .
(( مختصر منهاج السنة لأبن تيمية باختصار وتصرف بسيط ))
قال : (( البرهان الثلاثون : قوله تعالى : { مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان } من تفسير الثعلبي وطريق أبي نعيم عن ابن عباس في قوله : { مرج البحرين يلتقيان } قال : علي وفاطمة { بينهما برزخ لا يبغيان } النبي صلى الله عليه وآله وسلم { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } : الحسن والحسين ، ولم يحصل لغيره من الصحابة هذه الفضيلة ، فيكون أولى بالإمامة ))
والجواب : أن هذا وأمثاله إنما يقوله من لا يعقل ما يقول . وهذا بالهذيان أشبه منه بتفسير القرآن ، وهو من جنس تفسير الملاحدة والقرامطة الباطنية للقرآن ، بل هو شر من كثير منه . والتفسير بمثل هذا طريق للملاحدة على القرآن والطعن فيه ، بل تفسير القرآن بمثل هذا من أعظم القدح فيه والطعن فيه .
وهو من إلحادات الرافضة كقولهم : { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } " علي " وكقولهم : { وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } إنه علي بن أبي طالب ، { والشجرة الملعونة في القرآن } : بنو أمية ، وأمثال هذا الكلام الذي لا يقوله من يرجوا لله وقارا ولا يقوله من يؤمن بالله وكتابه .
وكذلك قول القائل : { مرج البحرين يلتقيان } : علي وفاطمة ، { بينهما برزخ لا يبغيان } النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } . الحسن والحسين . وكل من له أدنى علم وعقل يعلم بالاضطرار بطلان هذا التفسير ، أن ابن عباس لم يقل هذا .
وهذا من التفسير الذي في تفسير الثعلبي ، وذكره بإسناد رواته مجهولون لا يعرفون ، عن سفيان الثوري . وهو كذب على سفيان .
ثم إن هذا التفسير الذي يقول به الرافضي كذب لعدة وجوه :
أحدها : أن هذا في سورة الرحمن ، وهي مكية بإجماع المسلمين ، والحسن إنما ولدا بالمدينة .
الثاني : أن تسمية هذين بحرين ، وهذا لؤلؤا ، وهذا مرجانا ، وجعل النكاح مرجاً – أمر لا تحتمله لغة العرب بوجه ، لا حقيقة ولا مجازا ، بل كما أنه كذب على الله وعلى القرآن فهو كذب على اللغة .
الثالث : أنه ليس في هذا شيء زائد على ما يوجد في سائر بني آدم ، فإن كل من تزوج امرأة وولد لهما ولدان فهما من هذا الجنس ، فليس في ذكر هذا ما يستعظم من قدرة الله وآياته ، إلا ما في نظائره من خلق الآدميين ، فلا موجب للتخصيص ، وإن كان ذلك لفضيلة الزوجين والولدين فإبراهيم وإسحاق ويعقوب أفضل من عليّ رضي الله عنه .
الرابع : أن الله ذكر أنه مرج البحرين في آية أخرى ، فقال في الفرقان : { وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج } فلو أريد بذلك عليّ وفاطمة لكان ذلك ذماً لأحدهما ، وهذا باطل بإجماع أهل السنة والشيعة .
الخامس : أنه قال : { بينهما برزخ لا يبغيان } فلو أريد بذلك عليّ وفاطمة لكان البرزخ الذي هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم – بزعمهم – أو غيره هو المانع لأحدهما أن يبغي على الآخر ، وهذا بالذم أشبه منه بالمدح .
(( مختصر منهاج السنة لأبن تيمية باختصار وتصرف بسيط ))
تعليق