6/2/2014
* أمــر جلــل علـى وشــك الحــدوث فـي لبنــان (1)

أحمد الشرقاوي
خاص - بانوراما الشرق الاوسط
ما يميز التقديرات الموضوعية، أنها لا تخضع لمنطق الأهواء، ولا تنقاد وراء العواطف والمتمنيات، بقدر ما تتحكم فيها المعطيات القائمة، وتوجهها المؤشرات الدالة، بغض النظر عن قوانين المتغيرات الطارئة التي قد تؤثر في النتيجة فتأتي بعكس المقدمات الصحيحة، وهو أمر نادر الحدوث، لكنه الإستثناء الذي يؤكد القاعدة.
كنت قد بدأت لتوي بكتابة مقال بعنوان: “إسرائيل هي أملنا الوحيد في مواجهة العدو”، وهو العنوان المستوحى من تصريح للأمير ‘تركي الفيصل’ نقله عنه بأمانة وإخلاص رئيس “مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية” الصهيوني ‘مالكولم هونلاين’ عقب إنتهاء مؤتمر ‘دافوس’ الأخير، وكشفه بسرور وابتهاج لصحيفة “هآرتس” الصهيونية أمس.
‘هونالاين’ قال للصحيفة العبرية، أن هذا التصريح سمعه بأذنيه من الأمير، الذي أسرّ له أيضا: “إننا ندين إسرائيل علنا، لكننا نصلي لأجلها فعلا”، موضحا أن العدو الأوحد والوحيد بالنسبة للزعماء العرب هو “إيران” وحليفها “حزب الله” في لبنان، وأن القادة العرب، وخصوصا في الخليج: “ضجروا تماما من الفلسطينيين، ولم يعودوا يثيرون موضوعهم”.
من هنا يفهم سر إصرار أمراء الزيت والخيانة على مسح فلسطين من ذاكرة الأجيال العربية الجديدة، وإستبدال العدو الصهيوني بالعدو المسلم “الشيعي”، فقط لأنه مقاوم يرفض هيمنة الإستكبار الأمريكي، والإحتلال الإسرائيلي، والعربدة الوهابية الفاجرة في العالم العربي والإسلامي.
فجأة، تزاحمت عديد المؤشرات في عقلي، فاستبدت بتفكيري، وخلطت كل الأوراق في مخيلتي.. ثم من حيث لا أدري، فرضت عليّ توجها معينا في الطرح، ومسارا مغايرا في المعالجة، ومغامرة تشبه المقامرة لجهة نتيجة التقديرات التي لا أعرف إلى أين ستنتهي.. وأتمنى من أعماق قلبي أن أكون مخطئا، وأن يكون ما حل بي هو مجرد هوس لا علاقة له بالواقع، وأن الأحداث القادمة ستثبت عدم صحة ما رسخ بذهني من صورة قاتمة لا أتمنى حدوثها.
هكذا قررت فجأة استبدال موضوع “التحالف الخليجي – الإسرائيلي” بموضوع ” أمــر جلــل علـى وشــك الحــدوث فـي لبنــان”، وسأحاول معالجة المسألة من أوجه مختلفة لكنها مرتبطة بعضها ببعض بشكل وثيق.
أمريكــا تراهــن علـى الوهــم فـي سوريـــة
بفشلها في سورية، ووصولها إلى قناعة بأن إسقاط النظام السوري في دمشق أصبح من سابع المستحيلات، نظرا لإستعادة الرئيس الأسد زمام المبادرة السياسية والعسكرية في سورية، خصوصا بعد أن تأكد للجميع إخلاص ووفاء المؤسسة العسكرية لقائدها الأعلى، وتمسك غالبية الشعب السوري بالدولة والنظام القائم، بما في ذلك المعارضة الداخلية، في مقابل فشل “الإرهاب” في تغيير موازين القوى على الأرض، وفشل المعارضة “المُدجّنة” في إقناع الجماعات المقاتلة في الداخل السوري بتمثيلها سياسيا في مفاوضات “جنيف”، انهار مشروع التغيير في سورية، ما يعني أن الإدارة الأمريكية فشلت في إسقاط النظام عسكريا من خلال الإرهاب، وسياسيا أيضا من خلال “إئتلاف” الخونة الذي لا يمثل أكثر من 3% من السوريين المغرر بهم وفق ما أكدته إيران على لسان مساعد وزير خارجيتها السيد ‘أمير عبد اللهيان’ في تصريح له لقناة الميادين الأربعاء.
الأنباء تتحدث اليوم عن قبول ‘الجربا’ بعد إجتماعه مع ‘لافروف’ في موسكو، بتوسيع “إئتلاف” المعارضة ليضم بقية الفصائل الداخلية والخارجية تحت لوائه، الأمر الذي ترفضه هذه الفصائل وتصر على الحضور بصفتها المستقلة، ويتعلق الأمر ببقية مكونات موزاييك الشعب السوري، وهؤلاء يتكونون من أحزاب، وتجمعات سياسية، وعشائر، وأكراد، وسنة، وعلويين، ودروز.
وهو الأمر الذي يحتم من وجهة نظر منطقية وعملية أن تتم المفاوضات بين النظام ومختلف هذه المكونات في الداخل السوري، وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية وتصر على أن يتم ذلك في “جنيف” برعاية مظلة دولية موسعة تشمل بالإضافة إلى أمريكا ورسيا، إيران والسعودية وتركيا، باعتبارها دول إقليمية كبيرة ومؤثرة في الأزمة السورية، وهو ما تؤيده روسيان لكنها تصر على أن تكون كلمة الشعب في صناديق الإقتراع هي الحكم الفصل في مسألة شرعية الرئيس ‘الأسد’، وذلك لإرساء ديمقراطية تشاركية حقيقية في سورية، لا تكون على مقاس الرؤية الأمريكية والسعودية التي تسعى لتحويل سورية إلى “لبنان 2″ متعدد الولاءات للقوى الدولية والإقليمية، الأمر الذي ينعكس على القرار السيادي الخارجي والداخلي معا.
وفي حال صحت هذه المعلومة، فمن غير المؤكد أن تقبل السعودية بالجلوس مع إيران للتفاوض بشأن سورية، كما أنه من المستحيل أن تقبل بقية الفصائل المعارضة بالجلوس إلى طاولة الحوار تحت مظلة عملاء أمريكا (الإئتلاف) كما تشترط أمريكا، كما لا نعتقد بأن الإقتراح الأمريكي في جوهره، وإن بدى مقبولا شكلا، يصب في صالح الشعب السوري، بل كل المؤشرات تؤكد أن ما تسعى إليه الإدارة الأمريكية، هو محاولة كسب بالمناورة السياسية ما فشلت في تحقيقه بالإرهاب على الأرض، وفي سبيل ذلك، تعتزم إقالة السفير ‘روبيرت فورد’ وإستبداله بشخصية أكثر دهاءا، خصوصا بعد أن إعترف الوزير ‘جون كيري’ (أبو بطاطا) بتعبير الزميل ‘طوني حداد’، بأن السفير ‘فورد’ لا يملك رؤية واضحة بشأن الحل في سورية، ورحيله من شأنه أن يفجر “إئتلاف” العملاء الذي صنعه على مقاسه، لأنه هو صاحب نظرية دخول كل أطراف المعارضة تحت لواء “الإئتلاف”، كشرط لإستدعائه للمشاركة في ‘جنيف’.
وبذلك، تعود أمريكا من جديد، بحلة جديدة، واستراتيجية مغايرة، من بوابة “الخديعة”، للرهان على الوهم في سورية، أن جوهر مقاربتها هذه المرة يقوم على عامل معاكسة الوقت، لقطع الطريق أمام إمكانية حلول تاريخ الإنتخابات الرئاسية التي تؤكد كل التقديرات الإستخباراتية أن الرئيس ‘الأسد’ سيكسبها بنسبة أكثر من مريحة، وسيحظى حينها بشرعية دستورية وشعبية يستحيل على أمريكا أو غيرها الطعن فيها، وهذا هو سر اللعبة السياسية الأمريكية الجديدة مع الإصرار على إستمرار القتل وسفك الدم السوري على الأرض ورفض وقف العنف ومحاربة الإرهاب أو تجفيف منابعه.
لكن يبدو أن خيوط اللعبة هذه المرة ستنفلت من يد أمريكا مع ظهور بوادر لتمدد الإرهاب إلى دول إقليمية وأوروبية وإلى أمريكا نفسها، بالإضافة لمخاطر التفجير الذي قد يطال المنطقة، لأن محور المقاومة غير مستعد لتحمل دفع الأثمان من دمائه الزكية لوقت أطول، في حين تهنأ السعودية والأردن وإسرائيل بالأمن والإستقرار.
من هنا يفهم معنى تصريح مدير المخابرات الأمريكية الذي أدلى به الثلاثاء، بقوله أن “الإتفاق الكيميائي يعمل لصالح الرئيس الأسد”، ويفهم منه سياسيا أن مهلة تسليم الكيميائي لتدميره لن تكون قبل متم منتصف العامل الحالي، ما يضمن لـ’الأسد’ الترشح للإنتخابات المقبلة. وبسبب ذلك، نجد أن الإدارة الأمريكية وجوقة الدول الأوروبية بدأت حملة تصعيد جديدة مطالبة بتسريع نقل السلاح الكيميائي من مخازنه لميناء طرطوس، في حين خرج مساعد وزير الخارجية السوري الأربعاء ليقول، أن الإرهاب لا يسهل عمل الحكومة في هذا المجال، ما فهم منه أن التسليم قد يتأخر عن الموعد المقرر، وأن إحترام سورية لإلتزاماتها الدولية يتطلب من المجتمع الدولي إحترام إلتزاماته بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه. هذا يعني أن مسألة تسليم السلاح الكيميائي ستكون البوابة المقبلة لإعادة الملف السوري إلى مجلس الأمن من أجل الضغط على سورية وروسيا معا.
أمريكــا تراهــن علـى الوهــم فـي لبنـــان
وحتى تعدل من خطتها بناء على تجربة المؤامرة السابقة التي افشلها حزب الله في معركة القصير، قررت هذه المرة زعزعة الإستقرار في لبنان من خلال التفجيرات الإرهابية التي تستهدف بيئة “حزب الله”، وفي ذات الوقت التحضير لعدوان إسرائيلي أصبح محتملا ضد حزب الله، وهو ما تراهن على نجاحه السعودية وإسرائيل من خلال تسونامي الهجمات الإرهابية المقرر أن تقوم بها قوى الإرهاب في الداخل، والتي تؤكد معلومات أمنية أنها إستكملت حوالي 80% من بنياتها التنظيمية في إنتظار ساعة الصفر.
غير أن شروط نجاح مثل هذا العدوان الأمني، تتطلب بالإضافة لسلاح الإرهاب في الداخل، إعداد الظروف المناسبة للتفجير السياسي، لتبرير العدوان الصهيوني الخارجي، وإضفاء نوع من الشرعية الدولية المضللة عليه، خصوصا بعد أن تحول حزب الله إلى منظمة “إرهابية” مدرجة على القوائم السوداء الأمريكية والأوروبية والخليجية أيضا.
ســـر وراء سرقـــة الحكومـــة
لم تجد الإدارة الأمريكية في هذا الصدد خير من خيار تشكيل حكومة أمر واقع “جامعة” بشروط تعزيزية غير مباشرة، تستهدف “حزب الله” عبر تيار “التغيير والإصلاح”، ما سيدفع بحلفاء ‘ميشيل عون’ في 8 أذار إلى الإستقالة من الطبخة الجديدة تضامنا معه، الأمر الذي سيؤدي إلى إستبدال الحكومة القائمة بحكومة تصريف أعمال تتحكم في قراراتها المصيرية قوى “14 سمسار” برئيس “طرطور” بالإضافة لإستحواذ هذا الفريق العميل على حقيبة الداخلية والدفاع الحساسة، ما سيؤدي حتما إلى إلغاء الإنتخابات الرئاسية وتعليق الإنتخابات البرلمانية لإستحالة التوافق على قانون جديد بديل عن قانون الستين، وبالنتيجة، سقوط إتفاق الطائف ونهاية الدستور وإلغاء أحجية العيش المشترك، ولبنان الرسالة، ومعادلة “الشعب والجيش والمقاومة” و “إعلان بعبدا” وكل أدبيات الإنتقال إلى الدولة ولبنان أولا… بهدف سرقة الحكومة للإجهاز على الدولة وتحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية أمريكية لإستهداف مشروع محور المقاومة في المنطقة.
و وفق المعلومات، فقد أصدرت الإدارة الأمريكية وليس السعودية كما يعتقد، أوامرها لـ”ناتور بعبدا” بتعبير الزميل ‘طوني حداد’ ليمضي بمعية الرئيس المكلف تمام سلام بإتجاه حكومة “أمر واقع” (جامعة بمن حضر). وقد كان لافتا التوقيت الذي أعلن فيه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ما أسماه بـ”المذكرة الوطنية” التي تتضمن الثوابت التي تؤمن بها الكنيسة المارونية بتنسيق مع الكنيسة الرومانية المعروفة بإنحيازها للمواقف الغربية، بخلاف الكنيسة المشرقية المعروفة بإستقلالية قرارها.
وإذا كانت الكنيسة اللبنانية تقول أن الوثيقة الجديدة “القديمة” تطرح الهواجس التي تراود الشعب اللبناني وترسم أسس المستقبل وتحدد الأولويات التي يتمسك بها اللبنانيون، من أجل مستقبل أفضل على أساس العيش والميثاق الوطني. فإن أهم ما ورد في المذكرة يضرب في العمق هذه الثوابت التي تروج لها الكنيسة. وهو ما يفسر سرعة الإشادة بها من قبل الرئيس ‘ميشال سليمان’ و المراهق الأرعن ‘سعد الحريري’، في حين إلتزمت كل مكونات 8 أذار الصمت حتى ساعة كتابة هذا المقال.
ومهما يكن من أمر، فمن حق البطريرك الراعي أن يعبر عن وجهة نظر الكنيسة المارونية، لكن ليس من حقه الحديث في السياسة باسم المسيحيين ولا اللبنانيين بمختلف مكوناتهم السنية والشيعية والدرزية، لأن مكان الحوار السياسي هو طاولة الحوار الوطني التي يجب أن تعالج القضايا السياسية الإستراتيجية الكبرى التي تهم لبنان واللبنانيين جميعا.
وعليه، فحديث البطريرك عن الإبتعاد عن سياسة المحاور، والحياد الإيجابي، وحصرية شرعية السلاح في يد مؤسسات الدولة ما يلغي معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” في غياب الدولة القوية العادلة والمستقلة، هو كلام في غير وقته ولا محله، ويمكن أن يشكل إستراتيجية بعيدة المدى لبناء لبنان القوي المستقل الذي يتحدث عنه البطريرك الراعي، وسبقه إلى ذلك سماحة السيد حسن نصر الله، لكن أدوات أمريكا والسعودية في فريق 14 الشهر، رفضوا ما تفضل به إمام المقاومة، لأنهم لا يفهمون الدولة إلا بمعنى سيطرتهم على مفاصلها وكل تفاصيل مؤسساتها خدمة لمصالح الأمريكي والصهيوني في المنطقة، وهذا أمر أصبح واضحا للجميع.
كل المعطيات تؤكد أن الإعلان عن حكومة “الأمر الواقع” سيتم الخميس أو الجمعة على أبعد تقدير، وبذلك يمكن القول أن لبنان سيدخل في نفق مظلم جديد، لأنه بإقدام الرئيسين على هذا الإجراء غير الدستوري والذي يناقض مبدأ العيش المشترك، سيسقط إتفاق الطائف والدستور وبيان بعبدا ووثيقة بكركي وكل الخطابات السابقة، ليبدأ التأسيس للبنان جديد لن يولد هذه المرة من توافق وطني برعاية إقليمية أو دولية لإعادة إنتاج نفس المآزق والعوائق والمطبات، بل لبنان الحر السيد القوي بشعبه وجيشه ومقاومته على أسس مغايرة، لا يكون فيها للطوائف والمذاهب مكان، دولة المواطنين الشرفاء الأحرار.. غير هذا، لا حل للبنان في مستقبل المنطقة.
لأنه آن الأوان ليدرك اللبنانيون أن كل الدول بها قبائل وطوائف ومذاهب وملل ونحل، لكن الولاء لا يكون إلا للوطن الجامع دون سواه، وهذا وحده هو الضمانة لحماية لبنان من البلقنة ونار الفتن المتنقلة والخلافات القاتلة، لأن أواصر لحمة الإجتماع السياسي لا يمكن تعزيزها بين مختلف مكونات المجتمع إلا في بوتقة الدولة المدنية العادلة، الدولة المستقلة السيدة التي تسع الجميع، ولا تلغي أحدا، بغض النظر عن دينه ومذهبه وعرقه وإنتمائه السياسي ومشربه الفكري.
أمريكـا تحـذر رعاياهـا من السفـر إلى لبنــان
أصدرت السفارة الأميركية في لبنان الأحد الماضي، بيانا أعلنت فيه أن “وزارة الخارجية الأميركية قامت بتحديث تحذير السفر إلى لبنان” موضحة أن وزارة الخارجية قلقة إزاء الحوادث الأخيرة المتعلقة بالأمن في البلاد، وتكرر نصيحتها الدائمة للمواطنين الأميركيين بتجنب السفر إلى هذا البلد، ودرس المسألة بعناية والتسليم بالمخاطرة في حال قرروا السفر”.
الوكالات والمواقع الإعلامية التي أوردت الخبر بررت البيان الأمريكي بما تشهده الساحة اللبنانية من تنامي لظاهرة التفجيرات الإرهابية وانعكاس الأزمة السورية على الداخل اللبناني. وقد يبدو هذا التبرير مقنعا “نظريا” للذين يربطون بين “التحذير الأمريكي” و “الظاهرة الجهادية” التي يعرفها لبنان حاليا، لكن إذا طرح السؤال الصحيح، يصبح مثل هذا الربط غير قائم “عمليا”، لأن “الإرهاب الوهابي” الذي ترعاه أمريكا والسعودية وإسرائيل في لبنان، لا يستهدف مصالح هذه الدول التي تموله وتسلحه وتوفر له البيئة الحاضنة وتخطط له أهدافه، بل يقتصر الإستهداف عموما على بيئة “حزب الله”، باستثناء تفجيرات طرابلس وسفارة إيران التي تقف ورائها مخابرات الدول الراعية للإرهاب، والتي كانت تسعى من خلالها إلى تفجير فتنة مذهبية “سنية – شيعية”، لكنها لم تفلح في ذلك، بسبب أن الإرهابيين الأغبياء غير قادرين على ذلك، في حين أن حزب الله العاقل والقادر على سحق مجاميعهم لا يريد الإقدام على هكذا مغامرة في هذه المرحلة المبكرة، تجنبا للسقوط في “فخ” الفتنة المنصوب له بإحكام.
أمريكـا تحـذر رعاياهـا من السفـر إلى فلسطيــن
مايؤكد ما ذهبنا إليه أعلاه، هو البيان الأمريكي الثاني الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء، والذي يتضمن تحذيراً للمواطنين الأمريكيين من السفر إلى “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، مطالبةً إياهم باتخاذ أقصى درجات الحيطة في القطاع وفي مناطق جنوب “إسرائيل” القريبة منه. بل ومنعت حتى الموظفين الحكوميين الأميركيين من التنقل في قطاع غزة كاملاً، وفي الضفة الغربية كاملة باستثناء رام الله وأريحا (لكن بترتيب مسبق)، ومن استعمال المواصلات العامة. كما دعا بيان الخارجية الأميركية مواطنيها إلى تجنب التجمعات الكبيرة في كامل المدن الإسرائيلية، بما في ذلك القدس، وتجنب الإقتراب من هضبة الجولان، في شمال “إسرائيل”.
ومرة أخرى تعامل الإعلام بخفة من البيان الثاني، ولم يتم ربطه بالأول، وقال معلقون، وفق ما أفادت قناة “الميادين”، أن هذا البيان جاء بعد الانتقادات الإسرائيلية التي طالت تصريحات ‘جون كيري’ الأخيرة التي ألمح فيها إلى إمكانية فرض عقوبات إقتصادية على إسرائيل في حال فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.. فهل هذا معقول؟؟؟…
ومهما يكن من أمر، فمما لا شك فيه، أن الربط بين الساحة اللبنانية و”إسرائيل” و فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى التوقيت الذي جاء فيه البيانان، يطرح أكثر من علامة إستفهام حول ما يحضر للداخل اللبناني بواسطة “الجهاديين” ومن الخارج بواسطة “إسرائيل”.
أما الرد من قبل حزب الله، فيمكن القول أنه بدأ على المستوى الداخلي بشكل كاسح وبتعاون وتنسيق مع الجيش السوري على كامل الحدود السورية اللبنانية لسد الطريق أما حركة تنقل الإرهابيين من وإلى لبنان، وخصوصا السيارات المتفجرة والصواريخ العابرة للحدود التي تستهدف الضاحية الجنوبية، بالإضافة للإجراءات الأمنية الوقائية التي إتخذها الحزب في مداخل الضاحية الجنوبية، والتجهيزات المتطورة التي وضعها في المواقع الحساسة بعد أن استقدمها مؤخرا من إيران ويتعلق الأمر بأجهزة الكشف المتقدم “سكانيرز” وكاميرات رقمية متطورة ومجسات عالية الحساسية لرصد المواد المتفجرة.
الجيـش العربـي السـوري يتخـذ إجـراءات مفاجـئة
* الأسبوع المنصرم، وبالتحديد يوم 30 من شهر كانون الثاني/يناير من السنة الجارية، ذكر الكاتب والصحفي المقاوم الزميل ‘حسين مرتضى’ في تقرير له من الميدان، أن الجيش العربي السوري قام بعملية خاطفة قرب الحدود مع لبنان، إستعاد من خلالها تلال النعيمات والعبودية قرب جوسية بعرض 7 كلم وعمق 27 كلم وقطع التواصل بين عرسال و القلمون التي شارفت المعركة فيها على الحسم، مشيرا إلى أن تلك المناطق التي يتجمع المسلحون القادمين من عرسال اللبنانية للتوجه نحو عدة مناطق منها معبر جوسية ومعبر العبودية واحياناً نحو وادي خالد وتل كلخ، والتي تستخدمها المجموعات المسلحة كمنصات اطلاق صواريخ، على مناطق عديدة في البقاع اللبناني ومنها مدينة الهرمل، قد تم السيطرة عليها وأنشأ الجيش العربي السوري فيها عدة غرف عمليات وكمائن لإصطياد أرتال السيارات القادمة من لبنان نحو سورية وصلت إلى 60 كمين، وأصبح من الصعب على الإرهابيين التحرك كما كانوا يفعلون من قبل. وأن الجيش العربي السوري مصمم على تجفيف منابع الامداد اللوجستي للمسلحين، عبر هذا المحور، و المحاور الاخرى المنتشرة عبر جبال القلمون.
* بعدها، ودون سابق إنذار، قررت السلطات السورية من جانب واحد، مساء السبت المنصرم، وبشكل مفاجئ، إغلاق نقطتي العبور الشرعيتين بين لبنان وسوريا، في “العبودية” و “العريضة”، ومنع العبور بالاتجاهين. ولم تعرف أسباب هذه الخطوة المفاجئة.
* يوم الأحد الماضي، ذكرت مصادر مطلعة، أن “حشودا عسكرية سورية ضخمة مؤللة ومجهزة بالمدفعية الثقيلة تمركزت على الحدود مع لبنان، معززة بالدبابات مقابل عكار”. ولم ترد توضيحات بشأن هذا التحرك الجديد، فيما ذهبت بعض المصادر للقول: انه “يتوقع ان تكون هذه التعزيزات تمهيدا لعملية عسكرية ضخمة يحضر لها الجيش السوري باتجاه حمص”. وقالت مصادر أخرى، أن هذا الحشد الضخم لا علاقة له بمعركة حمص التي زارها قائد الجيش السوري مؤخرا، ووضع الترتيبات اللازمة لتصفية فلول الإرهابيين إنطلاقا من محيط المدينة، لا من حدود عكار، وأن الأمر قد يكون له علاقة بمعلومات وردت عن أحداث ستعرفها الحدود اللبنانية السورية.
* يوم الإثنين، أفادت الأنباء عن أن الجيش اللبناني اتّخذ من جهته تدابير مُشددة على الحدود اللبنانيّة الشماليّة، وخصوصا قرب مُجّمعات النازحين التي تحوّلت الى ثكنات عسكريّة يختبأ فيها فلول الإرهابيين. وفي المعلومات، فقد عاش سكان القرى الحدودية حالة من الترقب والقلق حيال ما شهدته الساحة من اشتعال شمل المنطقة الحدودية كلها في عكار. وافاد مصدر في 8 آذار ان هناك مجموعات دخلت الاراضي السورية من عكار كان برفقتها مشايخ افتوا خلال الهجوم بذبح الأهالي، وان من ضمن هذه المجموعات مقاتلين من جنسيات عربية واجنبية من غير المستبعد ان تكون منتمية لتنظيم “القاعدة” الإرهابي.
وأشارت مصادر صحفية إلى أنه قد اتخذت تدابير استثنائية على ضفتي النهر الكبير من الجيشين اللبناني والسوري، حيث شوهدت آليات الجيش السوري ووحداته العسكرية تتموضع من جديد على طول الحدود، كما شوهدت على الضفة اللبنانية وحدات الجيش اللبناني تتموضع بالمقابل لمنع المجموعات المسلحة من تنفيذ اعتداءات أو التسلل من وإلى الداخل السوري.
* أول أمس الثلاثاء، أفادت معلومات صحفية، أن الجيش السوري اتخذ قرارا حاسما بتنظيف الجيوب المحاذية للاراضي اللبنانية كاملة، وأن الايام المقبلة ستكون للميدان بامتياز، وأن فتح الجبهة على الحدود السورية – اللبنانية سيصيب لبنان بأضرار، خصوصا ان عدد المقاتلين اللبنانيين في قلعة الحصن كبير، كما ان قتلى لبنانيين سقطوا خلال الايام الماضية عند منطقة وادي خالد. فيما الجيش اللبناني نفذ اعتقالات بحق عدد كبير من المسلحين السوريين هربوا الى لبنان.
وتشير المعلومات، ان الإستعجال في فتح معركة ‘يبرود’ يعود إلى أن معظم السيارات المفخخة يتم تحضيرها في ‘يبرود’ بالدرجة الاولى والمخيمات الفلسطينية بالدرجة الثانية، وهذا ما عجّل في اتخاذ قرار بحسم المعركة، لأن التخفيف من العمليات الانتحارية بات يتطلب تنظيفا على الارض لمدينة ‘يبرود’ وبعض ريف دمشق.
فــي خلاصــــــة أولـــى
ما يمكن إستخلاصه من المعلومات الواردة أعلاه، هو أن قرارا بالحسم على الحدود السورية اللبنانية قد اتخذ في دمشق لإنهاء ظاهرة السيارات المفخخة والصواريخ العبثية التي تهدد معاقل حزب الله إنطلاقا من ‘يبرود’ و’عرسال’ وغيرها، وأن الجيش السوري عازم على تطهير كامل الحدود من فلول الإرهابيين وشل حركتهم، كما أن الجيش اللبناني بدأ يتحرك في منطقة عكار و عرسال وبعض القرى الحدودية لمحاصرة الإرهابيين.
وتعتبر هذه التحركات الجديدة والمفاجئة، خطوة أولى لحماية ظهر المقاومة في لبنان من غدر التكفيريين، وإفشالا للمخطط الذي كان يرمي لشن هجوم منظم على “حزب الله” من الإرهابيين في الداخل وعبر الحدود السورية اللبنانية لإشغاله، في حين تتولى إسرائيل دك معاقله بعدوان غاشم تستهدف خلاله المدنيين بحجة أن حزب الله يخبأ الصواريخ تحت مساكن المدنيين في مدن وقرى الجنوب ويستعملهم كدروع بشرية.
لكن ماذا عن تحرك “حزب الله” في الداخل ضد التكفيريين، وما الذي يعتزم الحزب وحلفائه فعله في مواجهة المؤامرة السياسية ألامريكية ضد حكومة “الأمر الواقع” المشبوهة، وما حقيقة التصعيد والتهديد “الإسرائيلي” ضد “حزب الله”؟… هذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني من هذه المقالة بحول الله.
* أمــر جلــل علـى وشــك الحــدوث فـي لبنــان (1)

أحمد الشرقاوي
خاص - بانوراما الشرق الاوسط
ما يميز التقديرات الموضوعية، أنها لا تخضع لمنطق الأهواء، ولا تنقاد وراء العواطف والمتمنيات، بقدر ما تتحكم فيها المعطيات القائمة، وتوجهها المؤشرات الدالة، بغض النظر عن قوانين المتغيرات الطارئة التي قد تؤثر في النتيجة فتأتي بعكس المقدمات الصحيحة، وهو أمر نادر الحدوث، لكنه الإستثناء الذي يؤكد القاعدة.
كنت قد بدأت لتوي بكتابة مقال بعنوان: “إسرائيل هي أملنا الوحيد في مواجهة العدو”، وهو العنوان المستوحى من تصريح للأمير ‘تركي الفيصل’ نقله عنه بأمانة وإخلاص رئيس “مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية” الصهيوني ‘مالكولم هونلاين’ عقب إنتهاء مؤتمر ‘دافوس’ الأخير، وكشفه بسرور وابتهاج لصحيفة “هآرتس” الصهيونية أمس.
‘هونالاين’ قال للصحيفة العبرية، أن هذا التصريح سمعه بأذنيه من الأمير، الذي أسرّ له أيضا: “إننا ندين إسرائيل علنا، لكننا نصلي لأجلها فعلا”، موضحا أن العدو الأوحد والوحيد بالنسبة للزعماء العرب هو “إيران” وحليفها “حزب الله” في لبنان، وأن القادة العرب، وخصوصا في الخليج: “ضجروا تماما من الفلسطينيين، ولم يعودوا يثيرون موضوعهم”.
من هنا يفهم سر إصرار أمراء الزيت والخيانة على مسح فلسطين من ذاكرة الأجيال العربية الجديدة، وإستبدال العدو الصهيوني بالعدو المسلم “الشيعي”، فقط لأنه مقاوم يرفض هيمنة الإستكبار الأمريكي، والإحتلال الإسرائيلي، والعربدة الوهابية الفاجرة في العالم العربي والإسلامي.
فجأة، تزاحمت عديد المؤشرات في عقلي، فاستبدت بتفكيري، وخلطت كل الأوراق في مخيلتي.. ثم من حيث لا أدري، فرضت عليّ توجها معينا في الطرح، ومسارا مغايرا في المعالجة، ومغامرة تشبه المقامرة لجهة نتيجة التقديرات التي لا أعرف إلى أين ستنتهي.. وأتمنى من أعماق قلبي أن أكون مخطئا، وأن يكون ما حل بي هو مجرد هوس لا علاقة له بالواقع، وأن الأحداث القادمة ستثبت عدم صحة ما رسخ بذهني من صورة قاتمة لا أتمنى حدوثها.
هكذا قررت فجأة استبدال موضوع “التحالف الخليجي – الإسرائيلي” بموضوع ” أمــر جلــل علـى وشــك الحــدوث فـي لبنــان”، وسأحاول معالجة المسألة من أوجه مختلفة لكنها مرتبطة بعضها ببعض بشكل وثيق.
أمريكــا تراهــن علـى الوهــم فـي سوريـــة
بفشلها في سورية، ووصولها إلى قناعة بأن إسقاط النظام السوري في دمشق أصبح من سابع المستحيلات، نظرا لإستعادة الرئيس الأسد زمام المبادرة السياسية والعسكرية في سورية، خصوصا بعد أن تأكد للجميع إخلاص ووفاء المؤسسة العسكرية لقائدها الأعلى، وتمسك غالبية الشعب السوري بالدولة والنظام القائم، بما في ذلك المعارضة الداخلية، في مقابل فشل “الإرهاب” في تغيير موازين القوى على الأرض، وفشل المعارضة “المُدجّنة” في إقناع الجماعات المقاتلة في الداخل السوري بتمثيلها سياسيا في مفاوضات “جنيف”، انهار مشروع التغيير في سورية، ما يعني أن الإدارة الأمريكية فشلت في إسقاط النظام عسكريا من خلال الإرهاب، وسياسيا أيضا من خلال “إئتلاف” الخونة الذي لا يمثل أكثر من 3% من السوريين المغرر بهم وفق ما أكدته إيران على لسان مساعد وزير خارجيتها السيد ‘أمير عبد اللهيان’ في تصريح له لقناة الميادين الأربعاء.
الأنباء تتحدث اليوم عن قبول ‘الجربا’ بعد إجتماعه مع ‘لافروف’ في موسكو، بتوسيع “إئتلاف” المعارضة ليضم بقية الفصائل الداخلية والخارجية تحت لوائه، الأمر الذي ترفضه هذه الفصائل وتصر على الحضور بصفتها المستقلة، ويتعلق الأمر ببقية مكونات موزاييك الشعب السوري، وهؤلاء يتكونون من أحزاب، وتجمعات سياسية، وعشائر، وأكراد، وسنة، وعلويين، ودروز.
وهو الأمر الذي يحتم من وجهة نظر منطقية وعملية أن تتم المفاوضات بين النظام ومختلف هذه المكونات في الداخل السوري، وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية وتصر على أن يتم ذلك في “جنيف” برعاية مظلة دولية موسعة تشمل بالإضافة إلى أمريكا ورسيا، إيران والسعودية وتركيا، باعتبارها دول إقليمية كبيرة ومؤثرة في الأزمة السورية، وهو ما تؤيده روسيان لكنها تصر على أن تكون كلمة الشعب في صناديق الإقتراع هي الحكم الفصل في مسألة شرعية الرئيس ‘الأسد’، وذلك لإرساء ديمقراطية تشاركية حقيقية في سورية، لا تكون على مقاس الرؤية الأمريكية والسعودية التي تسعى لتحويل سورية إلى “لبنان 2″ متعدد الولاءات للقوى الدولية والإقليمية، الأمر الذي ينعكس على القرار السيادي الخارجي والداخلي معا.
وفي حال صحت هذه المعلومة، فمن غير المؤكد أن تقبل السعودية بالجلوس مع إيران للتفاوض بشأن سورية، كما أنه من المستحيل أن تقبل بقية الفصائل المعارضة بالجلوس إلى طاولة الحوار تحت مظلة عملاء أمريكا (الإئتلاف) كما تشترط أمريكا، كما لا نعتقد بأن الإقتراح الأمريكي في جوهره، وإن بدى مقبولا شكلا، يصب في صالح الشعب السوري، بل كل المؤشرات تؤكد أن ما تسعى إليه الإدارة الأمريكية، هو محاولة كسب بالمناورة السياسية ما فشلت في تحقيقه بالإرهاب على الأرض، وفي سبيل ذلك، تعتزم إقالة السفير ‘روبيرت فورد’ وإستبداله بشخصية أكثر دهاءا، خصوصا بعد أن إعترف الوزير ‘جون كيري’ (أبو بطاطا) بتعبير الزميل ‘طوني حداد’، بأن السفير ‘فورد’ لا يملك رؤية واضحة بشأن الحل في سورية، ورحيله من شأنه أن يفجر “إئتلاف” العملاء الذي صنعه على مقاسه، لأنه هو صاحب نظرية دخول كل أطراف المعارضة تحت لواء “الإئتلاف”، كشرط لإستدعائه للمشاركة في ‘جنيف’.
وبذلك، تعود أمريكا من جديد، بحلة جديدة، واستراتيجية مغايرة، من بوابة “الخديعة”، للرهان على الوهم في سورية، أن جوهر مقاربتها هذه المرة يقوم على عامل معاكسة الوقت، لقطع الطريق أمام إمكانية حلول تاريخ الإنتخابات الرئاسية التي تؤكد كل التقديرات الإستخباراتية أن الرئيس ‘الأسد’ سيكسبها بنسبة أكثر من مريحة، وسيحظى حينها بشرعية دستورية وشعبية يستحيل على أمريكا أو غيرها الطعن فيها، وهذا هو سر اللعبة السياسية الأمريكية الجديدة مع الإصرار على إستمرار القتل وسفك الدم السوري على الأرض ورفض وقف العنف ومحاربة الإرهاب أو تجفيف منابعه.
لكن يبدو أن خيوط اللعبة هذه المرة ستنفلت من يد أمريكا مع ظهور بوادر لتمدد الإرهاب إلى دول إقليمية وأوروبية وإلى أمريكا نفسها، بالإضافة لمخاطر التفجير الذي قد يطال المنطقة، لأن محور المقاومة غير مستعد لتحمل دفع الأثمان من دمائه الزكية لوقت أطول، في حين تهنأ السعودية والأردن وإسرائيل بالأمن والإستقرار.
من هنا يفهم معنى تصريح مدير المخابرات الأمريكية الذي أدلى به الثلاثاء، بقوله أن “الإتفاق الكيميائي يعمل لصالح الرئيس الأسد”، ويفهم منه سياسيا أن مهلة تسليم الكيميائي لتدميره لن تكون قبل متم منتصف العامل الحالي، ما يضمن لـ’الأسد’ الترشح للإنتخابات المقبلة. وبسبب ذلك، نجد أن الإدارة الأمريكية وجوقة الدول الأوروبية بدأت حملة تصعيد جديدة مطالبة بتسريع نقل السلاح الكيميائي من مخازنه لميناء طرطوس، في حين خرج مساعد وزير الخارجية السوري الأربعاء ليقول، أن الإرهاب لا يسهل عمل الحكومة في هذا المجال، ما فهم منه أن التسليم قد يتأخر عن الموعد المقرر، وأن إحترام سورية لإلتزاماتها الدولية يتطلب من المجتمع الدولي إحترام إلتزاماته بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه. هذا يعني أن مسألة تسليم السلاح الكيميائي ستكون البوابة المقبلة لإعادة الملف السوري إلى مجلس الأمن من أجل الضغط على سورية وروسيا معا.
أمريكــا تراهــن علـى الوهــم فـي لبنـــان
وحتى تعدل من خطتها بناء على تجربة المؤامرة السابقة التي افشلها حزب الله في معركة القصير، قررت هذه المرة زعزعة الإستقرار في لبنان من خلال التفجيرات الإرهابية التي تستهدف بيئة “حزب الله”، وفي ذات الوقت التحضير لعدوان إسرائيلي أصبح محتملا ضد حزب الله، وهو ما تراهن على نجاحه السعودية وإسرائيل من خلال تسونامي الهجمات الإرهابية المقرر أن تقوم بها قوى الإرهاب في الداخل، والتي تؤكد معلومات أمنية أنها إستكملت حوالي 80% من بنياتها التنظيمية في إنتظار ساعة الصفر.
غير أن شروط نجاح مثل هذا العدوان الأمني، تتطلب بالإضافة لسلاح الإرهاب في الداخل، إعداد الظروف المناسبة للتفجير السياسي، لتبرير العدوان الصهيوني الخارجي، وإضفاء نوع من الشرعية الدولية المضللة عليه، خصوصا بعد أن تحول حزب الله إلى منظمة “إرهابية” مدرجة على القوائم السوداء الأمريكية والأوروبية والخليجية أيضا.
ســـر وراء سرقـــة الحكومـــة
لم تجد الإدارة الأمريكية في هذا الصدد خير من خيار تشكيل حكومة أمر واقع “جامعة” بشروط تعزيزية غير مباشرة، تستهدف “حزب الله” عبر تيار “التغيير والإصلاح”، ما سيدفع بحلفاء ‘ميشيل عون’ في 8 أذار إلى الإستقالة من الطبخة الجديدة تضامنا معه، الأمر الذي سيؤدي إلى إستبدال الحكومة القائمة بحكومة تصريف أعمال تتحكم في قراراتها المصيرية قوى “14 سمسار” برئيس “طرطور” بالإضافة لإستحواذ هذا الفريق العميل على حقيبة الداخلية والدفاع الحساسة، ما سيؤدي حتما إلى إلغاء الإنتخابات الرئاسية وتعليق الإنتخابات البرلمانية لإستحالة التوافق على قانون جديد بديل عن قانون الستين، وبالنتيجة، سقوط إتفاق الطائف ونهاية الدستور وإلغاء أحجية العيش المشترك، ولبنان الرسالة، ومعادلة “الشعب والجيش والمقاومة” و “إعلان بعبدا” وكل أدبيات الإنتقال إلى الدولة ولبنان أولا… بهدف سرقة الحكومة للإجهاز على الدولة وتحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية أمريكية لإستهداف مشروع محور المقاومة في المنطقة.
و وفق المعلومات، فقد أصدرت الإدارة الأمريكية وليس السعودية كما يعتقد، أوامرها لـ”ناتور بعبدا” بتعبير الزميل ‘طوني حداد’ ليمضي بمعية الرئيس المكلف تمام سلام بإتجاه حكومة “أمر واقع” (جامعة بمن حضر). وقد كان لافتا التوقيت الذي أعلن فيه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ما أسماه بـ”المذكرة الوطنية” التي تتضمن الثوابت التي تؤمن بها الكنيسة المارونية بتنسيق مع الكنيسة الرومانية المعروفة بإنحيازها للمواقف الغربية، بخلاف الكنيسة المشرقية المعروفة بإستقلالية قرارها.
وإذا كانت الكنيسة اللبنانية تقول أن الوثيقة الجديدة “القديمة” تطرح الهواجس التي تراود الشعب اللبناني وترسم أسس المستقبل وتحدد الأولويات التي يتمسك بها اللبنانيون، من أجل مستقبل أفضل على أساس العيش والميثاق الوطني. فإن أهم ما ورد في المذكرة يضرب في العمق هذه الثوابت التي تروج لها الكنيسة. وهو ما يفسر سرعة الإشادة بها من قبل الرئيس ‘ميشال سليمان’ و المراهق الأرعن ‘سعد الحريري’، في حين إلتزمت كل مكونات 8 أذار الصمت حتى ساعة كتابة هذا المقال.
ومهما يكن من أمر، فمن حق البطريرك الراعي أن يعبر عن وجهة نظر الكنيسة المارونية، لكن ليس من حقه الحديث في السياسة باسم المسيحيين ولا اللبنانيين بمختلف مكوناتهم السنية والشيعية والدرزية، لأن مكان الحوار السياسي هو طاولة الحوار الوطني التي يجب أن تعالج القضايا السياسية الإستراتيجية الكبرى التي تهم لبنان واللبنانيين جميعا.
وعليه، فحديث البطريرك عن الإبتعاد عن سياسة المحاور، والحياد الإيجابي، وحصرية شرعية السلاح في يد مؤسسات الدولة ما يلغي معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” في غياب الدولة القوية العادلة والمستقلة، هو كلام في غير وقته ولا محله، ويمكن أن يشكل إستراتيجية بعيدة المدى لبناء لبنان القوي المستقل الذي يتحدث عنه البطريرك الراعي، وسبقه إلى ذلك سماحة السيد حسن نصر الله، لكن أدوات أمريكا والسعودية في فريق 14 الشهر، رفضوا ما تفضل به إمام المقاومة، لأنهم لا يفهمون الدولة إلا بمعنى سيطرتهم على مفاصلها وكل تفاصيل مؤسساتها خدمة لمصالح الأمريكي والصهيوني في المنطقة، وهذا أمر أصبح واضحا للجميع.
كل المعطيات تؤكد أن الإعلان عن حكومة “الأمر الواقع” سيتم الخميس أو الجمعة على أبعد تقدير، وبذلك يمكن القول أن لبنان سيدخل في نفق مظلم جديد، لأنه بإقدام الرئيسين على هذا الإجراء غير الدستوري والذي يناقض مبدأ العيش المشترك، سيسقط إتفاق الطائف والدستور وبيان بعبدا ووثيقة بكركي وكل الخطابات السابقة، ليبدأ التأسيس للبنان جديد لن يولد هذه المرة من توافق وطني برعاية إقليمية أو دولية لإعادة إنتاج نفس المآزق والعوائق والمطبات، بل لبنان الحر السيد القوي بشعبه وجيشه ومقاومته على أسس مغايرة، لا يكون فيها للطوائف والمذاهب مكان، دولة المواطنين الشرفاء الأحرار.. غير هذا، لا حل للبنان في مستقبل المنطقة.
لأنه آن الأوان ليدرك اللبنانيون أن كل الدول بها قبائل وطوائف ومذاهب وملل ونحل، لكن الولاء لا يكون إلا للوطن الجامع دون سواه، وهذا وحده هو الضمانة لحماية لبنان من البلقنة ونار الفتن المتنقلة والخلافات القاتلة، لأن أواصر لحمة الإجتماع السياسي لا يمكن تعزيزها بين مختلف مكونات المجتمع إلا في بوتقة الدولة المدنية العادلة، الدولة المستقلة السيدة التي تسع الجميع، ولا تلغي أحدا، بغض النظر عن دينه ومذهبه وعرقه وإنتمائه السياسي ومشربه الفكري.
أمريكـا تحـذر رعاياهـا من السفـر إلى لبنــان
أصدرت السفارة الأميركية في لبنان الأحد الماضي، بيانا أعلنت فيه أن “وزارة الخارجية الأميركية قامت بتحديث تحذير السفر إلى لبنان” موضحة أن وزارة الخارجية قلقة إزاء الحوادث الأخيرة المتعلقة بالأمن في البلاد، وتكرر نصيحتها الدائمة للمواطنين الأميركيين بتجنب السفر إلى هذا البلد، ودرس المسألة بعناية والتسليم بالمخاطرة في حال قرروا السفر”.
الوكالات والمواقع الإعلامية التي أوردت الخبر بررت البيان الأمريكي بما تشهده الساحة اللبنانية من تنامي لظاهرة التفجيرات الإرهابية وانعكاس الأزمة السورية على الداخل اللبناني. وقد يبدو هذا التبرير مقنعا “نظريا” للذين يربطون بين “التحذير الأمريكي” و “الظاهرة الجهادية” التي يعرفها لبنان حاليا، لكن إذا طرح السؤال الصحيح، يصبح مثل هذا الربط غير قائم “عمليا”، لأن “الإرهاب الوهابي” الذي ترعاه أمريكا والسعودية وإسرائيل في لبنان، لا يستهدف مصالح هذه الدول التي تموله وتسلحه وتوفر له البيئة الحاضنة وتخطط له أهدافه، بل يقتصر الإستهداف عموما على بيئة “حزب الله”، باستثناء تفجيرات طرابلس وسفارة إيران التي تقف ورائها مخابرات الدول الراعية للإرهاب، والتي كانت تسعى من خلالها إلى تفجير فتنة مذهبية “سنية – شيعية”، لكنها لم تفلح في ذلك، بسبب أن الإرهابيين الأغبياء غير قادرين على ذلك، في حين أن حزب الله العاقل والقادر على سحق مجاميعهم لا يريد الإقدام على هكذا مغامرة في هذه المرحلة المبكرة، تجنبا للسقوط في “فخ” الفتنة المنصوب له بإحكام.
أمريكـا تحـذر رعاياهـا من السفـر إلى فلسطيــن
مايؤكد ما ذهبنا إليه أعلاه، هو البيان الأمريكي الثاني الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء، والذي يتضمن تحذيراً للمواطنين الأمريكيين من السفر إلى “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، مطالبةً إياهم باتخاذ أقصى درجات الحيطة في القطاع وفي مناطق جنوب “إسرائيل” القريبة منه. بل ومنعت حتى الموظفين الحكوميين الأميركيين من التنقل في قطاع غزة كاملاً، وفي الضفة الغربية كاملة باستثناء رام الله وأريحا (لكن بترتيب مسبق)، ومن استعمال المواصلات العامة. كما دعا بيان الخارجية الأميركية مواطنيها إلى تجنب التجمعات الكبيرة في كامل المدن الإسرائيلية، بما في ذلك القدس، وتجنب الإقتراب من هضبة الجولان، في شمال “إسرائيل”.
ومرة أخرى تعامل الإعلام بخفة من البيان الثاني، ولم يتم ربطه بالأول، وقال معلقون، وفق ما أفادت قناة “الميادين”، أن هذا البيان جاء بعد الانتقادات الإسرائيلية التي طالت تصريحات ‘جون كيري’ الأخيرة التي ألمح فيها إلى إمكانية فرض عقوبات إقتصادية على إسرائيل في حال فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.. فهل هذا معقول؟؟؟…
ومهما يكن من أمر، فمما لا شك فيه، أن الربط بين الساحة اللبنانية و”إسرائيل” و فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى التوقيت الذي جاء فيه البيانان، يطرح أكثر من علامة إستفهام حول ما يحضر للداخل اللبناني بواسطة “الجهاديين” ومن الخارج بواسطة “إسرائيل”.
أما الرد من قبل حزب الله، فيمكن القول أنه بدأ على المستوى الداخلي بشكل كاسح وبتعاون وتنسيق مع الجيش السوري على كامل الحدود السورية اللبنانية لسد الطريق أما حركة تنقل الإرهابيين من وإلى لبنان، وخصوصا السيارات المتفجرة والصواريخ العابرة للحدود التي تستهدف الضاحية الجنوبية، بالإضافة للإجراءات الأمنية الوقائية التي إتخذها الحزب في مداخل الضاحية الجنوبية، والتجهيزات المتطورة التي وضعها في المواقع الحساسة بعد أن استقدمها مؤخرا من إيران ويتعلق الأمر بأجهزة الكشف المتقدم “سكانيرز” وكاميرات رقمية متطورة ومجسات عالية الحساسية لرصد المواد المتفجرة.
الجيـش العربـي السـوري يتخـذ إجـراءات مفاجـئة
* الأسبوع المنصرم، وبالتحديد يوم 30 من شهر كانون الثاني/يناير من السنة الجارية، ذكر الكاتب والصحفي المقاوم الزميل ‘حسين مرتضى’ في تقرير له من الميدان، أن الجيش العربي السوري قام بعملية خاطفة قرب الحدود مع لبنان، إستعاد من خلالها تلال النعيمات والعبودية قرب جوسية بعرض 7 كلم وعمق 27 كلم وقطع التواصل بين عرسال و القلمون التي شارفت المعركة فيها على الحسم، مشيرا إلى أن تلك المناطق التي يتجمع المسلحون القادمين من عرسال اللبنانية للتوجه نحو عدة مناطق منها معبر جوسية ومعبر العبودية واحياناً نحو وادي خالد وتل كلخ، والتي تستخدمها المجموعات المسلحة كمنصات اطلاق صواريخ، على مناطق عديدة في البقاع اللبناني ومنها مدينة الهرمل، قد تم السيطرة عليها وأنشأ الجيش العربي السوري فيها عدة غرف عمليات وكمائن لإصطياد أرتال السيارات القادمة من لبنان نحو سورية وصلت إلى 60 كمين، وأصبح من الصعب على الإرهابيين التحرك كما كانوا يفعلون من قبل. وأن الجيش العربي السوري مصمم على تجفيف منابع الامداد اللوجستي للمسلحين، عبر هذا المحور، و المحاور الاخرى المنتشرة عبر جبال القلمون.
* بعدها، ودون سابق إنذار، قررت السلطات السورية من جانب واحد، مساء السبت المنصرم، وبشكل مفاجئ، إغلاق نقطتي العبور الشرعيتين بين لبنان وسوريا، في “العبودية” و “العريضة”، ومنع العبور بالاتجاهين. ولم تعرف أسباب هذه الخطوة المفاجئة.
* يوم الأحد الماضي، ذكرت مصادر مطلعة، أن “حشودا عسكرية سورية ضخمة مؤللة ومجهزة بالمدفعية الثقيلة تمركزت على الحدود مع لبنان، معززة بالدبابات مقابل عكار”. ولم ترد توضيحات بشأن هذا التحرك الجديد، فيما ذهبت بعض المصادر للقول: انه “يتوقع ان تكون هذه التعزيزات تمهيدا لعملية عسكرية ضخمة يحضر لها الجيش السوري باتجاه حمص”. وقالت مصادر أخرى، أن هذا الحشد الضخم لا علاقة له بمعركة حمص التي زارها قائد الجيش السوري مؤخرا، ووضع الترتيبات اللازمة لتصفية فلول الإرهابيين إنطلاقا من محيط المدينة، لا من حدود عكار، وأن الأمر قد يكون له علاقة بمعلومات وردت عن أحداث ستعرفها الحدود اللبنانية السورية.
* يوم الإثنين، أفادت الأنباء عن أن الجيش اللبناني اتّخذ من جهته تدابير مُشددة على الحدود اللبنانيّة الشماليّة، وخصوصا قرب مُجّمعات النازحين التي تحوّلت الى ثكنات عسكريّة يختبأ فيها فلول الإرهابيين. وفي المعلومات، فقد عاش سكان القرى الحدودية حالة من الترقب والقلق حيال ما شهدته الساحة من اشتعال شمل المنطقة الحدودية كلها في عكار. وافاد مصدر في 8 آذار ان هناك مجموعات دخلت الاراضي السورية من عكار كان برفقتها مشايخ افتوا خلال الهجوم بذبح الأهالي، وان من ضمن هذه المجموعات مقاتلين من جنسيات عربية واجنبية من غير المستبعد ان تكون منتمية لتنظيم “القاعدة” الإرهابي.
وأشارت مصادر صحفية إلى أنه قد اتخذت تدابير استثنائية على ضفتي النهر الكبير من الجيشين اللبناني والسوري، حيث شوهدت آليات الجيش السوري ووحداته العسكرية تتموضع من جديد على طول الحدود، كما شوهدت على الضفة اللبنانية وحدات الجيش اللبناني تتموضع بالمقابل لمنع المجموعات المسلحة من تنفيذ اعتداءات أو التسلل من وإلى الداخل السوري.
* أول أمس الثلاثاء، أفادت معلومات صحفية، أن الجيش السوري اتخذ قرارا حاسما بتنظيف الجيوب المحاذية للاراضي اللبنانية كاملة، وأن الايام المقبلة ستكون للميدان بامتياز، وأن فتح الجبهة على الحدود السورية – اللبنانية سيصيب لبنان بأضرار، خصوصا ان عدد المقاتلين اللبنانيين في قلعة الحصن كبير، كما ان قتلى لبنانيين سقطوا خلال الايام الماضية عند منطقة وادي خالد. فيما الجيش اللبناني نفذ اعتقالات بحق عدد كبير من المسلحين السوريين هربوا الى لبنان.
وتشير المعلومات، ان الإستعجال في فتح معركة ‘يبرود’ يعود إلى أن معظم السيارات المفخخة يتم تحضيرها في ‘يبرود’ بالدرجة الاولى والمخيمات الفلسطينية بالدرجة الثانية، وهذا ما عجّل في اتخاذ قرار بحسم المعركة، لأن التخفيف من العمليات الانتحارية بات يتطلب تنظيفا على الارض لمدينة ‘يبرود’ وبعض ريف دمشق.
فــي خلاصــــــة أولـــى
ما يمكن إستخلاصه من المعلومات الواردة أعلاه، هو أن قرارا بالحسم على الحدود السورية اللبنانية قد اتخذ في دمشق لإنهاء ظاهرة السيارات المفخخة والصواريخ العبثية التي تهدد معاقل حزب الله إنطلاقا من ‘يبرود’ و’عرسال’ وغيرها، وأن الجيش السوري عازم على تطهير كامل الحدود من فلول الإرهابيين وشل حركتهم، كما أن الجيش اللبناني بدأ يتحرك في منطقة عكار و عرسال وبعض القرى الحدودية لمحاصرة الإرهابيين.
وتعتبر هذه التحركات الجديدة والمفاجئة، خطوة أولى لحماية ظهر المقاومة في لبنان من غدر التكفيريين، وإفشالا للمخطط الذي كان يرمي لشن هجوم منظم على “حزب الله” من الإرهابيين في الداخل وعبر الحدود السورية اللبنانية لإشغاله، في حين تتولى إسرائيل دك معاقله بعدوان غاشم تستهدف خلاله المدنيين بحجة أن حزب الله يخبأ الصواريخ تحت مساكن المدنيين في مدن وقرى الجنوب ويستعملهم كدروع بشرية.
لكن ماذا عن تحرك “حزب الله” في الداخل ضد التكفيريين، وما الذي يعتزم الحزب وحلفائه فعله في مواجهة المؤامرة السياسية ألامريكية ضد حكومة “الأمر الواقع” المشبوهة، وما حقيقة التصعيد والتهديد “الإسرائيلي” ضد “حزب الله”؟… هذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني من هذه المقالة بحول الله.
تعليق