10/2/2014
ايران في زمن الحصار على حدود الاطلسي!
السفن الحربية الايرانية
محمد صادق الحسيني/ القدس العربي
‘السفن الحربية الايرانية عبرت سواحل جنوب افريقيا في طريقها الى المحيط الاطلسي …. ‘ ! هذا ما اعلنه قائد اسطول الشمال الايراني افشين رضائي مضيفا: ‘ان بحريتنا تقترب بذلك من الحدود البحرية الامريكية …. ‘ !
يذكر ان ادميرال البحر الايراني حبيب الله سياري سبق له ان اعلن عن نية بلاده ‘ارسال سفن حربية الى الحدود البحرية الامريكية ردا على انتشار سفن امريكية في منطقة الخليج الفارسي…..’!
غداة عيد استقلال بلادهم الخامس والثلاثين يؤكد الايرانيون من جديد بان اهم ما يميز ثورتهم هو ‘استقلالية القرار والحرية ….’!
كما جاء على لسان ربان سفينتهم وسفينة جبهة المقاومة التي باتت ممتدة طولا وعرضا في عالمنا العربي والاسلامي قالها يوم السبت العاشر من شباط/فبراير وهو يستقبل الحشود من الناس اصحاب الثورة الحقيقيين!
انهم سادة البحر وسلاطينه الجدد من الخليج الفارسي الى المحيط الاطلسي مرورا بالبحر الابيض المتوسط عنيت بهم الامام القائد السيد علي خامنئي والقائد المناضل بشار حافظ الاسد وسيد المقاومة وقائدها السيد حسن عبد الكريم نصر الله!
لم ينتبه الكثيرون لما حصل ويحصل لامتنا العربية والاسلامية منذ انتصار العام 2000م الشهير حتى اليوم!
في ذلك العام المجيد هزمت الروم وهزم التتار والمغول وهزم ابن الاصفر على حدود اصبع الجليل الفلسطيني في معركة اليابسة ما اضطره لسحب جحافله مسرعا ومهرولا لينكفئ على عقبيه امام عمليات رجال الله الاستنزافية على مدى عقدين من الزمان وكانت نهاية تفوقه على الارض وفي معركة ارادة الرجال!
احتاج العدو لست سنوات عجاف وهو يعد لحرب جديدة ولكنها هذه المرة من نوع جديد ظن انها ستكون القاضية!
نعم في تموز/يوليو من العام 2006 م ارادها ابن الاصفر ان تكون الحرب الجوية الفاصلة والقاضية على المقاومة وجبهتها العريضة، واستعمل ما لا تتحمله طاقة قادة جيوش ودول مدججة بالرجال والاسلحة الفتاكة المضادة، لكنه فوجئ بمعادلتين لم يكن يتوقعهما مطلقا!
صانعوها في ذلك الحين رجال من نوع جديد من امثال قائدي الانتصارين الشهيد القائد عماد مغنية من لبنان والشهيد القائد العميد محمد سليمان من سوريا واللذان فاجآه بمعادلة الردع الصاروخية التي اذهلته وجعلته يظل فاتحا فاهه ومسربلا جفنيه حتى هذه اللحظة (تذكروا منظر اولمرت جيدا)!
ومعادلة شعب المقاومة الكبير على امتداد محور المقاومة العريض من ابناء جبل عاملة الصابرين الاطهار الى اهلنا الاوفياء والاحبة الاخيار في سوريا الحبيبة الى اهلنا السادة الاشراف وجمهور شعبها الوفي من المهاجرين والانصار في الجمهورية الاسلامية الايرانية!
واما ليلة القبض على اوباما متلبسا ثوب الخداع والزيف ولكن الترقب والخوف ايضا عنيت بها ليلة الثالث من ايلول/ سبتمبر من العام المنصرم اي العام 2013م المشؤوم، فكانت بداية هزيمة ابن الروم والتتار والمغول وابن الاصفر على سواحل طرطوس واللاذقية وصولا الى سفوح جبل قاسيون، بعد ان سلمت الادارة الامريكية بانها اعجز من ان تشن حربا امام ثلاثي المشهد الدمشقي الشهير الذي استطاع بثلاثية الصمت القاتل لقيادة المقاومة الاسلامية اللبنانية والديبلوماسية السورية المحنكة لطبيب العيون الاغلى في العالم والعصا الايرانية الغليظة التي رفعتها قيادة طهران بوجه واشنطن، ان تقول لاوباما كش ملك!
وهكذا بدأ افول امبراطورية البحر الامريكية منذ ذلك الحين في منحنى السقوط!
ان يصل الايرانيون الى شرق المتوسط يعد بحد ذاته تحولا جيو استراتيجيا يخيف الامريكيون ويقلقهم باعتراف كبار المحللين والمراقبين ومنهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كما اكده لي اكثر من مرة!
فكيف بهم اذا جاءوا واوتي معهم الروس والصينيون؟!
انها معادلة الردع الجديدة الحاضرة القوية في جنيف 3 الايرانية وهي نفسها الحاضرة في جنيف 2 السورية وهي التي تفرض قواعد الاشتباك الخاصة مع الاعداء والخصوم وهي التي توجه دفة المفاوضات!
لذلك ولغيره من الاسباب مما قد يأتي ذكره في الوقت المناسب نقول: لا يظنن احد اي احد من الايرانيين او السوريين مهما علا شأنه بانه هو بذاته وبعبقريته او قدراته الفنية او الحسية او اللغوية او الديبلوماسية من صنع او سيصنع النصر الديبلوماسي او السياسي الكبير على ابن الاصفر في سويسرا!
ان من صنع ويصنع النصر هو دم الشهداء النقي الصافي والاحمر القاني من جنود وضباط وضباط صف من جيوش نظامية ومن رجال الله في الميدان وشعب مقاوم عريق ومحتسب اولا ومن ثم من سبقكم من القادة والساسة وجيش من الكوادر المقاتلين معكم على اكثر من جبهة ومن ثم انتم ايضا نعم انتم الساسة والقادة والحكماء والنبهاء والمحترفون نعم، ولكن شرط ان تكونوا الاوفياء بحق الى دماء الشهداء اولا وامتدادا الى من سبقوكم ثانيا وغير مسموح لكم ابدا نقض اي من هذين الشرطين لانه ليس فقط سيسلبكم ذلك شرف المشاركة بصنع الانتصار الجديد بل وربما سيعيد بنا جميعا خطوة الى الوراء لا سمح الله!
من جهة اخرى ونحن في اوج معركة البحار والمضائق لابد لنا ان نقف وقفة اجلال واكبار لاهلنا واحبتنا من انصار الله في اليمن الجديد الذين استطاعوا وربما للمرة الاولى في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ان يضعوا حدا لهيمنة وسلطة وتغول الوهابية المقيتة على ارضهم الطاهرة من خلال اسقاط رموز الوهبنة ممن ساهم في مسخ هوية اليمن الحقيقية عندما اطاحوا برموز آل الاحمر في مقدمة للاطاحة بامراء الجيش من عملاء آل سعود ملقنين بذلك درسا قاسيا لحكم الرياض ومنتقمين بذلك ايضا لدماء شهداء الارهاب والتكفير في كل من العراق وسوريا ولبنان!
وهنا لابد من التنويه ايضا بثورة اهلنا في البحرين العربية المظلومة والمحاصرة لكنها المشاركة حتما لثورة اهلنا في اليمن من خلال الدخول قريبا في معركة تغيير خارطة البحار والمضائق الجديدة!
واما في مصر عبد الناصر وتحالف العروبة والاسلام الحقيقي المحمدي الاصيل وليس الاسلام الامريكي فان العيون لترقب تحولات الثورة المصرية الشعبية الحقيقية في اقرب مدى متاح لنراها مطلة علينا في المشرق العربي ملتحقة بذلك بمحور المقاومة والممانعة لتشارك في التحولات الجيو استراتيجية التي لطالما انتظرها المفكر المصري الراحل الشهيد جمال حمدان قبل ان تصعد روحه الى السماء ضحية عمليات الموساد الغادرة!
قبل خمسة وثلاثين عاما شبه احد ملوك الصهيونية الارهابي مناحيم بيغن، شبه الثورة الاسلامية الايرانية بالزلزال الذي سيظل يهز المنطقة لعقود من الزمان!
وها نحن نحتفل بعيد ثورة المستضعفين الخمينية الثائرة على الاستبداد والتبعية والظلم والجهل والظلامية الوهابية القاتلة والزلزال لازال يهز الجهات الاربع من الكرة الارضية وليس منطقتنا العربية والاسلامية فحسب!
والاهم ربما من كل ذلك اننا ربحنا عليهم في البر والجو وها نحن نكمل انتصاراتنا عليهم في البحر بعدما وصلنا الى حدود المدى الحيوي لامنهم القومي اي المحيط الاطلسي، فيما هم خائفون يترقبون لا يجرأون على النيل من اي من ثلاثية المشهد الدمشقي الشهير بالرغم من شهيتهم اللامتناهية للقضاء عليها واسقاطها واحدة واحدة او ثلاثتها معا بالضربة القاضية او بالنقاط، ولكن هيهات لهم ذلك وامة هيهات منا الذلة لهم بالمرصاد!
***
إيران من البعد الإقليمي الى البعد الدولي عبر البوابة الأطلسية
إبراهيم عبدالله
... إنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية !!.
مرة جديدة تدهش إيران العالم أجمع، إنجاز جديد يضاف الى باكورة إنجازاتها على طول زمن الثورة، ولكن هذه السنة لم يكن الإنجاز صناعي أو طبي أو علمي أو فضائي أو محلي بل تعداه لينقل إيران من الفضاء الضيق الى الفضاء الرحب ويجعلها في مرحلة ما بين مرحلتين متجاوزة مرحلة الدولة الإقليمية العظمى متجهة وبقوة لولوج مرحلة الدولة العظمى.
في ذكرى 35 لإنتصار الثورة الإيرانية يعلن قائد أسطول الشمال الإيراني أفشين رضائي "أن السفن الحربية الإيرانية عبرت سواحل جنوب افريقيا الى المحيط الأطلسي في طريقها للإقتراب من الحدود البحرية الأميركية، رداً على إنتشار السفن الأميركية في منطقة الخليج".
إعلان خلط الأوراق وشربك الوقائع زمن التفاوض الشرس مع الإيراني على ملفه النووي، ليضع حداً للتشاطر والدلع الأميركي ويضعه امام مسؤولياته بالأفعال لا بالأقوال، على تهديداته السخيفة بحق الشعب الإيراني.
إيران تنتقل من الدولة الإقليمية العظمى الى الدولة ذات البعد الدولي

اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط في سياق توصيفه للخطوة الايرانية بأن "إيران عندما نجحت في تطوير قدراتها الذاتية والعسكرية وإقتحمت أعالي البحار في مناورتها الأخيرة كانت ترسل رسالة للعالم بأنها إنتقلت من موقع الدولة الإقليمية العظمى الى الدولة ذات البعد الدولي"، ولفت الى انه "في المفاهيم الدولية العسكرية والإستراتيجية من يستطيع أن يطرق أبواب أعالي البحار يكون قد تخطى إقليميته ليصبح دوليا وحتى يعزز هذا المفهوم عليه أن ينتقل من المياه الملاصقة لشواطئه البرية المباشرة"، واضاف "بالتالي كان على إيران أن تقدم على مثل هذه الخطوة لتعزيز صورتها التي رسمتها في مناورتها الأخيرة عندما تخطت أعالي البحار هذا من حيث التوصيف الجيوستراتيجي".
أما من الناحية العسكرية والإستراتيجية، فقد رأى العميد حطيط ان "قيام ايران بهذه الخطوة الهامة والبالغة الخطورة أيضاً من شأنه أن يوجه رسالتين:
الرسالة الأولى: للذين يفرضون حصار على إيران بأنها تخطت حصارهم وبات شأنها شأن الدول الكبرى تمارس حقها في الدخول الى أي مكان تشاء في أعالي البحار التي ليست حكراً على "الدول العظمى" وبالتالي كما أن إيران قد دخلت الى النادي النووي الدولي فإنها اليوم تدخل الى النادي الدولي العسكري في الوصول الى أعالي البحار والمحيطات التي كانت بحيرات للدول الكبرى.
الرسالة الثانية: هي رسالة ضمنية لتأكيد القدرات العسكرية الإيرانية بأنها تخطت عمليات الدفاع المباشر سواء الثابت أو المتحرك براً أو بحراً لتنفتح على ما يمكن أن يسمى الإستراتيجيات الهجومية هذا ما يعرف بالحروب الوقائية بالتالي هذه الخطوة الإيرانية ، ستكون مادة للنقاش لدى الحلف الأطلسي الذي سيجد نفسه خسر الرهان للتضييق على إيران ومنعها من التطور ومن تمديد فضائها الحيوي ليتخطى الشرق الوسط ليشمل نصف الكرة الأرضية".
حضور إيران الأطلسي سينعكس على جنيف-3 بشكل يصعب تجاوزه
فيما خص جولات التفاوض، لفت حطيط الى أن "هذا الحضور سوف ينعكس على مجريات الأمور في جنيف-3 كون الملفات في التفاوض هي دائما ينظر اليها كرزمة واحدة لتحدد ثقل الطرف المفاوض"، واشار الى ان "الميدان يكون دائماً في خدمة السياسة والتفاوض يكون صرفاً للقدرات الميدانية على طاولة المفاوضات"، واكد أن "المفاوضات لا يمكن تحت أي ظرف أن تتخطى واقع القدرات الذاتية والقدرات الحليفة"، في إشارة الى المواجهة في سوريا، والتي إعتبرها حطيط "ملف ضمن هذه الرزمة فضلاً عن القدرات الإقتصادية الإيرانية واليوم بعد الإعلان عن التواجد في المياه الأطلسية هذا الفضاء الجيوسياسي المستجد سيكون أيضاً ضمن هذه الرزمة التي ستؤثر على مجريات العملية التفاوضية وعلى معنويات المتفاوضين من الطرفين".
إعلان الحدث الأطلسي له إرتباطات بالذكرة 35 للثورة الاسلامية في ايران

وبالنسبة لإرتباط الحدث بالثورة، اعتبر حطيط في حديثه انه "لجهة التوقيت في الإعلان فالقرارات الإستراتيجية تكون دائما ذات صلة"، ولفت الى ان "التوقيت والمكان له علاقة وطيدة بالذكرى الـ35 للثورة وذلك لإفهام العالم بصوابية الثورة وحضاريتها ونموها وتطورها بخلاف ما نجد عند آخرين بأنهم ظنوا أو شبّه لهم بأنهم قاموا بثورات فإذا يحولون دولهم الى دول فاشلة"، ورأى ان "التوقيت يتعلق بالتفاوض إذ لا جدوى من إمتلاك الأموال وعدم إظهارها في اللحظة المناسبة في مواجهتها للفريق الدولي الذي يمنع أحداً من إمتلاك مصادر القوة حتى يبقى هو القوي وحده بعد الحرب العالمية الثانية وبالتالي خلال 48 ساعة من الإعلان عن الوصول الى المحيط الأطلسي كان الإتفاق على 7 نقاط في الملف النووي".
وأشار العميد الى أن "البشر هم البشر لا يثنيهم عن مواقفهم إلا حين يبدؤا بالحس الدفاعي عندما تصل إيران الى الأطلسي فهذا يعني دفع بالآخر لتحسس رقبته ويسرع أيضاً في تنازله عن إدعاءات كاذبة كان يتمسك بها في مواجهة إيران" .
وحول قيام إيران بفك الطوق عنها من خلال خطوتها الأخيرة، لفت حطيط الى ان "تصرفات الجمهورية الإسلامية الإيرانية سفّهت مقولة الحصار الخانق وقلبته الى فرصة ليكون حافزا ودافعاً للتطور والنمو وهذا ما أدهش الغرب وجعله يتراجع كي لا يضخم فرص إيران في التطور".
ايران في زمن الحصار على حدود الاطلسي!

محمد صادق الحسيني/ القدس العربي
‘السفن الحربية الايرانية عبرت سواحل جنوب افريقيا في طريقها الى المحيط الاطلسي …. ‘ ! هذا ما اعلنه قائد اسطول الشمال الايراني افشين رضائي مضيفا: ‘ان بحريتنا تقترب بذلك من الحدود البحرية الامريكية …. ‘ !
يذكر ان ادميرال البحر الايراني حبيب الله سياري سبق له ان اعلن عن نية بلاده ‘ارسال سفن حربية الى الحدود البحرية الامريكية ردا على انتشار سفن امريكية في منطقة الخليج الفارسي…..’!
غداة عيد استقلال بلادهم الخامس والثلاثين يؤكد الايرانيون من جديد بان اهم ما يميز ثورتهم هو ‘استقلالية القرار والحرية ….’!
كما جاء على لسان ربان سفينتهم وسفينة جبهة المقاومة التي باتت ممتدة طولا وعرضا في عالمنا العربي والاسلامي قالها يوم السبت العاشر من شباط/فبراير وهو يستقبل الحشود من الناس اصحاب الثورة الحقيقيين!
انهم سادة البحر وسلاطينه الجدد من الخليج الفارسي الى المحيط الاطلسي مرورا بالبحر الابيض المتوسط عنيت بهم الامام القائد السيد علي خامنئي والقائد المناضل بشار حافظ الاسد وسيد المقاومة وقائدها السيد حسن عبد الكريم نصر الله!
لم ينتبه الكثيرون لما حصل ويحصل لامتنا العربية والاسلامية منذ انتصار العام 2000م الشهير حتى اليوم!
في ذلك العام المجيد هزمت الروم وهزم التتار والمغول وهزم ابن الاصفر على حدود اصبع الجليل الفلسطيني في معركة اليابسة ما اضطره لسحب جحافله مسرعا ومهرولا لينكفئ على عقبيه امام عمليات رجال الله الاستنزافية على مدى عقدين من الزمان وكانت نهاية تفوقه على الارض وفي معركة ارادة الرجال!
احتاج العدو لست سنوات عجاف وهو يعد لحرب جديدة ولكنها هذه المرة من نوع جديد ظن انها ستكون القاضية!
نعم في تموز/يوليو من العام 2006 م ارادها ابن الاصفر ان تكون الحرب الجوية الفاصلة والقاضية على المقاومة وجبهتها العريضة، واستعمل ما لا تتحمله طاقة قادة جيوش ودول مدججة بالرجال والاسلحة الفتاكة المضادة، لكنه فوجئ بمعادلتين لم يكن يتوقعهما مطلقا!
صانعوها في ذلك الحين رجال من نوع جديد من امثال قائدي الانتصارين الشهيد القائد عماد مغنية من لبنان والشهيد القائد العميد محمد سليمان من سوريا واللذان فاجآه بمعادلة الردع الصاروخية التي اذهلته وجعلته يظل فاتحا فاهه ومسربلا جفنيه حتى هذه اللحظة (تذكروا منظر اولمرت جيدا)!
ومعادلة شعب المقاومة الكبير على امتداد محور المقاومة العريض من ابناء جبل عاملة الصابرين الاطهار الى اهلنا الاوفياء والاحبة الاخيار في سوريا الحبيبة الى اهلنا السادة الاشراف وجمهور شعبها الوفي من المهاجرين والانصار في الجمهورية الاسلامية الايرانية!
واما ليلة القبض على اوباما متلبسا ثوب الخداع والزيف ولكن الترقب والخوف ايضا عنيت بها ليلة الثالث من ايلول/ سبتمبر من العام المنصرم اي العام 2013م المشؤوم، فكانت بداية هزيمة ابن الروم والتتار والمغول وابن الاصفر على سواحل طرطوس واللاذقية وصولا الى سفوح جبل قاسيون، بعد ان سلمت الادارة الامريكية بانها اعجز من ان تشن حربا امام ثلاثي المشهد الدمشقي الشهير الذي استطاع بثلاثية الصمت القاتل لقيادة المقاومة الاسلامية اللبنانية والديبلوماسية السورية المحنكة لطبيب العيون الاغلى في العالم والعصا الايرانية الغليظة التي رفعتها قيادة طهران بوجه واشنطن، ان تقول لاوباما كش ملك!
وهكذا بدأ افول امبراطورية البحر الامريكية منذ ذلك الحين في منحنى السقوط!
ان يصل الايرانيون الى شرق المتوسط يعد بحد ذاته تحولا جيو استراتيجيا يخيف الامريكيون ويقلقهم باعتراف كبار المحللين والمراقبين ومنهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كما اكده لي اكثر من مرة!
فكيف بهم اذا جاءوا واوتي معهم الروس والصينيون؟!
انها معادلة الردع الجديدة الحاضرة القوية في جنيف 3 الايرانية وهي نفسها الحاضرة في جنيف 2 السورية وهي التي تفرض قواعد الاشتباك الخاصة مع الاعداء والخصوم وهي التي توجه دفة المفاوضات!
لذلك ولغيره من الاسباب مما قد يأتي ذكره في الوقت المناسب نقول: لا يظنن احد اي احد من الايرانيين او السوريين مهما علا شأنه بانه هو بذاته وبعبقريته او قدراته الفنية او الحسية او اللغوية او الديبلوماسية من صنع او سيصنع النصر الديبلوماسي او السياسي الكبير على ابن الاصفر في سويسرا!
ان من صنع ويصنع النصر هو دم الشهداء النقي الصافي والاحمر القاني من جنود وضباط وضباط صف من جيوش نظامية ومن رجال الله في الميدان وشعب مقاوم عريق ومحتسب اولا ومن ثم من سبقكم من القادة والساسة وجيش من الكوادر المقاتلين معكم على اكثر من جبهة ومن ثم انتم ايضا نعم انتم الساسة والقادة والحكماء والنبهاء والمحترفون نعم، ولكن شرط ان تكونوا الاوفياء بحق الى دماء الشهداء اولا وامتدادا الى من سبقوكم ثانيا وغير مسموح لكم ابدا نقض اي من هذين الشرطين لانه ليس فقط سيسلبكم ذلك شرف المشاركة بصنع الانتصار الجديد بل وربما سيعيد بنا جميعا خطوة الى الوراء لا سمح الله!
من جهة اخرى ونحن في اوج معركة البحار والمضائق لابد لنا ان نقف وقفة اجلال واكبار لاهلنا واحبتنا من انصار الله في اليمن الجديد الذين استطاعوا وربما للمرة الاولى في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ان يضعوا حدا لهيمنة وسلطة وتغول الوهابية المقيتة على ارضهم الطاهرة من خلال اسقاط رموز الوهبنة ممن ساهم في مسخ هوية اليمن الحقيقية عندما اطاحوا برموز آل الاحمر في مقدمة للاطاحة بامراء الجيش من عملاء آل سعود ملقنين بذلك درسا قاسيا لحكم الرياض ومنتقمين بذلك ايضا لدماء شهداء الارهاب والتكفير في كل من العراق وسوريا ولبنان!
وهنا لابد من التنويه ايضا بثورة اهلنا في البحرين العربية المظلومة والمحاصرة لكنها المشاركة حتما لثورة اهلنا في اليمن من خلال الدخول قريبا في معركة تغيير خارطة البحار والمضائق الجديدة!
واما في مصر عبد الناصر وتحالف العروبة والاسلام الحقيقي المحمدي الاصيل وليس الاسلام الامريكي فان العيون لترقب تحولات الثورة المصرية الشعبية الحقيقية في اقرب مدى متاح لنراها مطلة علينا في المشرق العربي ملتحقة بذلك بمحور المقاومة والممانعة لتشارك في التحولات الجيو استراتيجية التي لطالما انتظرها المفكر المصري الراحل الشهيد جمال حمدان قبل ان تصعد روحه الى السماء ضحية عمليات الموساد الغادرة!
قبل خمسة وثلاثين عاما شبه احد ملوك الصهيونية الارهابي مناحيم بيغن، شبه الثورة الاسلامية الايرانية بالزلزال الذي سيظل يهز المنطقة لعقود من الزمان!
وها نحن نحتفل بعيد ثورة المستضعفين الخمينية الثائرة على الاستبداد والتبعية والظلم والجهل والظلامية الوهابية القاتلة والزلزال لازال يهز الجهات الاربع من الكرة الارضية وليس منطقتنا العربية والاسلامية فحسب!
والاهم ربما من كل ذلك اننا ربحنا عليهم في البر والجو وها نحن نكمل انتصاراتنا عليهم في البحر بعدما وصلنا الى حدود المدى الحيوي لامنهم القومي اي المحيط الاطلسي، فيما هم خائفون يترقبون لا يجرأون على النيل من اي من ثلاثية المشهد الدمشقي الشهير بالرغم من شهيتهم اللامتناهية للقضاء عليها واسقاطها واحدة واحدة او ثلاثتها معا بالضربة القاضية او بالنقاط، ولكن هيهات لهم ذلك وامة هيهات منا الذلة لهم بالمرصاد!
***
إيران من البعد الإقليمي الى البعد الدولي عبر البوابة الأطلسية
إبراهيم عبدالله
... إنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية !!.
مرة جديدة تدهش إيران العالم أجمع، إنجاز جديد يضاف الى باكورة إنجازاتها على طول زمن الثورة، ولكن هذه السنة لم يكن الإنجاز صناعي أو طبي أو علمي أو فضائي أو محلي بل تعداه لينقل إيران من الفضاء الضيق الى الفضاء الرحب ويجعلها في مرحلة ما بين مرحلتين متجاوزة مرحلة الدولة الإقليمية العظمى متجهة وبقوة لولوج مرحلة الدولة العظمى.
في ذكرى 35 لإنتصار الثورة الإيرانية يعلن قائد أسطول الشمال الإيراني أفشين رضائي "أن السفن الحربية الإيرانية عبرت سواحل جنوب افريقيا الى المحيط الأطلسي في طريقها للإقتراب من الحدود البحرية الأميركية، رداً على إنتشار السفن الأميركية في منطقة الخليج".
إعلان خلط الأوراق وشربك الوقائع زمن التفاوض الشرس مع الإيراني على ملفه النووي، ليضع حداً للتشاطر والدلع الأميركي ويضعه امام مسؤولياته بالأفعال لا بالأقوال، على تهديداته السخيفة بحق الشعب الإيراني.
إيران تنتقل من الدولة الإقليمية العظمى الى الدولة ذات البعد الدولي

اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط في سياق توصيفه للخطوة الايرانية بأن "إيران عندما نجحت في تطوير قدراتها الذاتية والعسكرية وإقتحمت أعالي البحار في مناورتها الأخيرة كانت ترسل رسالة للعالم بأنها إنتقلت من موقع الدولة الإقليمية العظمى الى الدولة ذات البعد الدولي"، ولفت الى انه "في المفاهيم الدولية العسكرية والإستراتيجية من يستطيع أن يطرق أبواب أعالي البحار يكون قد تخطى إقليميته ليصبح دوليا وحتى يعزز هذا المفهوم عليه أن ينتقل من المياه الملاصقة لشواطئه البرية المباشرة"، واضاف "بالتالي كان على إيران أن تقدم على مثل هذه الخطوة لتعزيز صورتها التي رسمتها في مناورتها الأخيرة عندما تخطت أعالي البحار هذا من حيث التوصيف الجيوستراتيجي".
أما من الناحية العسكرية والإستراتيجية، فقد رأى العميد حطيط ان "قيام ايران بهذه الخطوة الهامة والبالغة الخطورة أيضاً من شأنه أن يوجه رسالتين:
الرسالة الأولى: للذين يفرضون حصار على إيران بأنها تخطت حصارهم وبات شأنها شأن الدول الكبرى تمارس حقها في الدخول الى أي مكان تشاء في أعالي البحار التي ليست حكراً على "الدول العظمى" وبالتالي كما أن إيران قد دخلت الى النادي النووي الدولي فإنها اليوم تدخل الى النادي الدولي العسكري في الوصول الى أعالي البحار والمحيطات التي كانت بحيرات للدول الكبرى.
الرسالة الثانية: هي رسالة ضمنية لتأكيد القدرات العسكرية الإيرانية بأنها تخطت عمليات الدفاع المباشر سواء الثابت أو المتحرك براً أو بحراً لتنفتح على ما يمكن أن يسمى الإستراتيجيات الهجومية هذا ما يعرف بالحروب الوقائية بالتالي هذه الخطوة الإيرانية ، ستكون مادة للنقاش لدى الحلف الأطلسي الذي سيجد نفسه خسر الرهان للتضييق على إيران ومنعها من التطور ومن تمديد فضائها الحيوي ليتخطى الشرق الوسط ليشمل نصف الكرة الأرضية".
حضور إيران الأطلسي سينعكس على جنيف-3 بشكل يصعب تجاوزه
فيما خص جولات التفاوض، لفت حطيط الى أن "هذا الحضور سوف ينعكس على مجريات الأمور في جنيف-3 كون الملفات في التفاوض هي دائما ينظر اليها كرزمة واحدة لتحدد ثقل الطرف المفاوض"، واشار الى ان "الميدان يكون دائماً في خدمة السياسة والتفاوض يكون صرفاً للقدرات الميدانية على طاولة المفاوضات"، واكد أن "المفاوضات لا يمكن تحت أي ظرف أن تتخطى واقع القدرات الذاتية والقدرات الحليفة"، في إشارة الى المواجهة في سوريا، والتي إعتبرها حطيط "ملف ضمن هذه الرزمة فضلاً عن القدرات الإقتصادية الإيرانية واليوم بعد الإعلان عن التواجد في المياه الأطلسية هذا الفضاء الجيوسياسي المستجد سيكون أيضاً ضمن هذه الرزمة التي ستؤثر على مجريات العملية التفاوضية وعلى معنويات المتفاوضين من الطرفين".
إعلان الحدث الأطلسي له إرتباطات بالذكرة 35 للثورة الاسلامية في ايران

وبالنسبة لإرتباط الحدث بالثورة، اعتبر حطيط في حديثه انه "لجهة التوقيت في الإعلان فالقرارات الإستراتيجية تكون دائما ذات صلة"، ولفت الى ان "التوقيت والمكان له علاقة وطيدة بالذكرى الـ35 للثورة وذلك لإفهام العالم بصوابية الثورة وحضاريتها ونموها وتطورها بخلاف ما نجد عند آخرين بأنهم ظنوا أو شبّه لهم بأنهم قاموا بثورات فإذا يحولون دولهم الى دول فاشلة"، ورأى ان "التوقيت يتعلق بالتفاوض إذ لا جدوى من إمتلاك الأموال وعدم إظهارها في اللحظة المناسبة في مواجهتها للفريق الدولي الذي يمنع أحداً من إمتلاك مصادر القوة حتى يبقى هو القوي وحده بعد الحرب العالمية الثانية وبالتالي خلال 48 ساعة من الإعلان عن الوصول الى المحيط الأطلسي كان الإتفاق على 7 نقاط في الملف النووي".
وأشار العميد الى أن "البشر هم البشر لا يثنيهم عن مواقفهم إلا حين يبدؤا بالحس الدفاعي عندما تصل إيران الى الأطلسي فهذا يعني دفع بالآخر لتحسس رقبته ويسرع أيضاً في تنازله عن إدعاءات كاذبة كان يتمسك بها في مواجهة إيران" .
وحول قيام إيران بفك الطوق عنها من خلال خطوتها الأخيرة، لفت حطيط الى ان "تصرفات الجمهورية الإسلامية الإيرانية سفّهت مقولة الحصار الخانق وقلبته الى فرصة ليكون حافزا ودافعاً للتطور والنمو وهذا ما أدهش الغرب وجعله يتراجع كي لا يضخم فرص إيران في التطور".