11/2/2014
الموساد يستعين بعملاء عرب لاشعال الفتنة في الجزائر

اعداد: محمد العس/الديار
بانوراما الشرق الاوسط
تشهد الجزائر فترة حرجة ، وذلك بسبب قرب الانتخابات الرئاسية التي ستجري في شهر نيسان والغموض الذي يلف صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قد يترشح لولاية رابعة ، وبذور الفتنة الطائفية التي يتم وأدها بايدي اجنبية وحطبها المواطنين في مدينة غرداية ،العرب السنة المالكيين والأمازيغ الإباضيين .
هذه الاجواء هي مثالية كي يتدخل الموساد الاسرائيلي من اجل استغلال الارتباك الجزائري كي يشعل الفتنة في غرداية ، ولكي يلعب على الاختلافات السياسية بأن الانتخابات الرئاسية لزيادة الشرخ في الصف الجزائري.
فقد أفادت صحيفة جزائرية بأن “جهاز المخابرات الجزائرية يلاحق خمسة عملاء يعملون لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وهم اجانب يحملون الجنسيتين اللبنانية والسورية وقد دخلوا الى الجزائر بطريقة غير شرعية متوارين في صورة رجال أعمال يريدون الاستثمار في الاقتصاد الجزائري، حيث جاؤوا بعشرات الرحلات الى مطار الجزائر العاصمة بحجة استكشاف السوق الجزائرية، لكنهم في الحقيقة كانوا يجمعون معلومات حساسة تخص امن الجزائر ونقلها الى جهاز الموساد الاسرائيلي”. وكما ان هناك المعلومات ان “جهاز المخابرات نجح في اكتشاف وجود هؤلاء العملاء وهو يعمل الان تحديد أماكنهم للقبض عليهم.
وربطت المعلومات وجود عملاء الموساد على أراضيها بالتحضير للانتخابات الرئاسية والتهديدات الأمنية على الحدود مع ليبيا وتونس ومالي والمغرب، وما يحدث في مدينة غرداية الجزائرية من مواجهات طائفية بين العرب والأباضيين والتي رجح بعض الخبراء أن تكون لجهات أجنبية يد فيها.
واضافت مصادر ان هذه المجموعة من العملاء قد تكون قد جندت وارسلت الى الجزائر ،لاسباب عدة منها تجنيد مقاتلين للقتال في سوريا او انشاء مجموعات تقوم باعمال تخريبية لصالح الموساد ،او لاذكاء الفتنة بين العرب والاباضية واعطاء هذا الخلاف صورة انه خلاف سني شيعي ، وقد تكون هذه المجموعة تعمل على الاتصال بمجموعات جزائرية كي تدعمها للقيام باعمال تهدد الامن الجزائري ،خصوصا وان اسرائيل تعتبر النظام الجزائري من اكثر الانظمة معاداة لها على كل المستويات ، وان ضرب الامن الجزائري هو مصلحة اسرائيلية بامتياز ، وكانت قد وجهت لاسرائيل اصابع ااتهام بانه كانت تدعم المجموعات الارهابية في الجزائر في التسعينيات بطرق غير مباشرة، والنقطة الاهم اسرائيل تعتبر الجيش الجزائري هو الاقدر على محاربة التكفيريين والارهابيين الذين يهشمون الدول العربية وانه السد المنيع امام القوى التكفيرية في شمال افريقيا لمنعها من التمدد والانتشار مما يعني تحول الدول العربية الى دول فاشلة .
لماذا يهتم الموساد بالجزائر ؟!
كيف نستطيع ان نفهم او نفسر اهتمام الموساد الإسرائيلي بالشأن السياسي والأمني الداخلي في الجزائر؟، وما الدور الذي قامت به الأجهزة المخابراتية الأجنية في تأجيج الأزمات في الجزائر؟ وما الدافع الذي يجعل اسرائيل الذي تلقت ضربات قوية على أيدى رجال المقاومة اللبنانية والفلسطينية تركز اهتمامها على التطورات الداخلية في الجزائر؟
هي أسئلة أحيتها المحاكمة الأولى من نوعها في الجزائر، والتي كشفت أن الموساد وأجهزة مخابراتية أخرى متورطة في الشأن الجزائري، من خلال تغذية الأزمات السياسية والأمنية، بدليل التقارير التي وجدت لدى الجاسوس الجزائري العميل لدى الموساد، والتي تتعلق بنشاط الجماعات الإرهابية وتحركات الجيش ومعلومات عن المشهد السياسي في منطقة القبائل.
لقد كانت الأسئلة المطروحة حول من يؤجج الصراعات في الجزائر، وكنا نسمع من هنا وهناك عن تورط أجنبي فيها، أما الآن فلم يعد هناك مجال للشك، بعد أن ضبطت كل تلك التقارير عند الجاسوس، ولا يمكن التسليم بأنه الجاسوس الوحيد في الجزائر، مما يوجب على السلطات وعلى الصحافة الوطنية التزام الحذر واليقظة في تعاطي المعلومات.
إن الهواجس التي ظهرت بشأن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في حق الجزائريين، سواء في المجازر الجماعية خلال التسعينيات من القرن الماضي، أو من خلال السيارات المفخخة في الأماكن العامة التي يقصدها المواطنون، بدأت تتكشف الإجابات بشأنها، ويبدو أنها نفس اليد التي تدفع نحو التناحر في لبنان والعراق وسوريا اليوم ، ومعروف الدور الذي يقوم به الموساد هناك من خلال جيش العملاء.
الأزمات المتكررة التي شهدتها الجزائر كانت نتيجتها إضعاف دورها دوليا وعربيا على الخصوص، وهنا يكمن سر اهتمام الموساد الإسرائيلي بالشأن الداخلي الجزائري، لأن مواقف الجزائر من قضايا التطبيع والحق في المقاومة كانت مصدر قلق لإسرائيل التي يهمها إضعاف الجزائر وإغراقها في الأزمات الأمنية والسياسية.
فتنة غرداية بين مذهبين الاباضية والامازيغ
بشكل مفاجئ بدات تشهد مدينة غرداية أعمال عنف بين العرب من قبيلة الشعانبة والأمازيغ الإباضيين. وتطور الامر فدخل تجار المدينة الإباضيون في إضراب مفتوح عن العمل بسبب انعدام الأمن، على حد تعبيرهم.
والإباضية هي أحد المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، وتنتشر في سلطنة عُمان وشمال أفريقيا.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، شهدت مدينة غرداية، التي يقيم بها أكثر من 200 ألف نسمة، أعمال عنف طائفية بين العرب السنة المالكيين والأمازيغ الإباضيين.
وتحولت مدينة غرادية الجزائرية التي شهدت مواجهات طائفية بين أتباع المذهب المالكي والإباضي، إلى مدينة أشباح إثر إقفال المحال التجارية أبوابها استجابة لإضراب التجار المتضررين من أعمال التخريب، وذلك على طول الطريق الوطني رقم واحد الذي يقسم المدينة إلى جزأين، شرقي إباضي وغربي امازيغي مالكي.
ان مراقبة المواجهات الأخيرة والتأمل فيها لا يلبث أن يصيب المرء بالفزع على هذا البلد المنهك فمن يحرك هذه الفتنة هذه المرة يستفيد من رواسب أخرى قديمة فيشهد اتحادا إثنيا دينيا “أباضية الجزائر أمازيغ “، كما أن بداية المواجهات تعود لسبب إثني بعد خلاف على توزيع الأرض بين الأمازيغ وقبائل الشعابنة والمذابيح العربية، نتج عنه مقتل أمازيغي أباضي عام 1985، وتجدد النزاع في التسعينيات بعد إفراج السلطات عن القتلة، وظهرت عوامل مساعدة ليزيد رصيد الحقد في الصدور ،فالتهمة التاريخية للأباضية بأنهم على مذهب الخوارج أتاحت للبعض اللمز أن يظهر على الساحة، خاصة مع الخلط شبه المتعمد بين الخوارج وبين الجماعات الأصولية المقاتلة للنظام والمجتمع هناك، وهو ما ولد حساسية إضافية، كما أن شعورهم بالاضطهاد كأمازيغ ولّد مزيدا من الشرر.
الأباضية يدافعون عن أنفسهم بأنهم كانوا ضحايا السياسة، وأن إسقاط دولهم والتشكيك في عقائدهم كان نتيجة ألاعيب الساسة لرفضهم الحكم القرشي، في صورة العباسيين والأمويين، ويدعمون وجهة نظرهم بتأكيدات كثيرة تنفي عنهم صفة الكفر بداية من سيدنا على بن أبى طالب الذي رفض تكفير الخوارج حتى بعد أن حاربهم في موقعة النهروان، عقب رفضهم التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، مرورا بشهادات علماء السنة أنفسهم “منهم على سبيل المثال الدكتور مصطفى الشكعة الذي ألف كتابا عن معتقداتهم، وقال إنها قريبة من أهل السنة وتكاد تتطابق معهم”.
التاريخ أيضا،ـ خاصة تاريخ الجزائرـ يشدد على أن الأباضية كانوا جنبا لجنب مع بقية الجزائريين في حروب التحرير، وبرزت شخصيات وطنية لامعة في صفوفهم، ومنها شاعر الجزائر الكبير مؤلف النشيد الوطني وإلياذة الجزائر مفدي زكريا، والشيخ إبراهيم بيوض قائد ثورة الإصلاح في الصحراء ضد الفرنسيين، وتولى منصب أول وزير للتربية عام 1962 بعد التحرير.
قد يكون هناك مد للمذهب السلفي وآخر للمذهب الشيعي ساعد على الطعن في عقائد الأباضية ، مع بعض رواسب النزاع العربي الأمازيغي ساعدت على سوء الأمر وتعقد المشكلة، ونثر بذور خبيثة لخلق مشكلة جديدة تلتقي فيها سهام الأقلية الإثنية والعرقية معا، لكن لابد أن يعي الجميع أن جسد الجزائر لم يعد يحتمل طعنات أخرى، كما أن الفاتورة اكتظت عن آخرها ولم يعد هناك مكان لبنود إضافية.
وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت في السابق عن نشر أكثر من ألفين من رجال الأمن والشرطة في المدينة. ومن جهته، دعا اتحاد التجار والحرفيين في المدينة إلى إضراب عام إلى غاية تمكن السلطات من وقف الهجمات التي تشن على البيوت والمحال التجارية وتوقيف المتورطين ومحاسبتهم.
أما مجلس الميزابيين بالمدينة، فهو هيئة روحية عند العرب الأمازيغ، فطالب السكان والعقلاء بـ”المساهمة في إطفاء الفتنة حماية للجزائر من أية تدخلات أجنبية”.
وقد طالب المجلس في المدينة الدولة بتفعيل وزيادة تواجد الشرطة والأمن لحماية الناس والممتلكات، كما دعا إلى إجراء تحقيق “بجدية وعمق” لمعرفة الأسباب والجهات التي تقف وراء هذه الأحداث.
وفي سياق متصل، فقد حذر الناشط المدني، الشيخ بلحاج نصر الدين، من خطورة الأحداث الأخيرة وتداعياتها على السلم الأهلي، قائلاً: “مرت على غرداية مناوشات وصراعات عرقية عدة، إلا أن الوقائع الأخيرة هي الأكثر خطورة وحدّة، تجعل المنطقة على فوهة بركان”.
ودعا بلحاج إلى “الكشف عن الجهات التي تغذي الأحداث الطائفية في منطقة غرداية”، وطالب السلطات بسرعة التدخل” لكبح الخسائر التي تهدد الأرواح والممتلكات”.
تدخل الموساد في الجزائر ليس جديدا
والموساد له تاريخ في التدخل بشؤون الجزائر فقد كانت نقلت تصريحات لمدير الاستعلامات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال آموس يادلين، تفيد بأن مصالحه تمكنت من توظيف متعاونين في 11 دولة عربية منها المغرب، استعملت بعضهم للتجسس على الجزائر. وقال الجنرال في تصريحات للقناة التلفزيونية السابعة الإسرائيلية إن مصالح الموساد تضم 3000 مرتزق يعملون في الدول العربية طيلة العشريتين الأخيرتين، في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان والمغرب. ومن بين هؤلاء العملاء متعاونون عرب (أي من أبناء البلدان العربية المعنية) وقال أيضا إن هؤلاء الأعوان ”لعبوا دورا رئيسيا” في الأحداث التي عاشتها تونس وليبيا ومصر وما يحدث في سوريا.
ويقول الجنرال يادلين ان عدد أعوانه في المغرب يقدر بـ300 شخص بين أعوان أجانب ومتعاونين مغاربة، وقال إن مهمة هؤلاء هي الحصول على معلومات تخص الجزائر بالدرجة الأولى.
وقد عرفت الجزائر أول قضية تجسس لمصلحة إسرائيل في تاريخها، سنة 2005، حين ألقي القبض على المدعو سعيد سحنون وهو حامل لجواز سفر إسباني وحكم عليه بعشر سنوات سجنا سنة 2007.
وكانت كشفت مصادر جزائرية العام 2009 عن أن الأمن الجزائري اكتشف شبكة تجسس إسرائيلية تمارس عملها على الإراضي الروسية بهدف التجسس على صفقات سلاح بين الجزائر وروسيا وأوكرانيا، وأكدت المصادر أن الأمن الجزائري فتح تحقيقيات حول هذه الشبكة.
وتكشف المصادر “انه جندت اجهزة الدولة خصوصا دائرة الاستعلام والأمن، جهاز الاستخبارات، في وزارة الدفاع ضباطا وخبراء للتحري حول حجم المعلومات التي قد يكون الإسرائيليون حصلوا عليها حول إمدادات السلاح الروسي التي وصلت إلى الجزائر”.
وأكدت المصادر أن قوى الأمن الجزائري حصلت على معلومات سرية للغاية حول شبكة تجسس إسرائيلية تنشط في مدينة نوفورسيسك الروسية وفي ميناء روسي على البحر الأسود يتم عبره توريد بعض شحنات السلاح من روسيا وأوكرانيا إلى الجزائر.
وكشف ان الأمن الجزائري ارسل نهاية عام 2008 ضباط من الامن للمشاركة في تأمين شحنات سلاح من روسيا وان الجزائر طلبت من موسكو تشديد الرقابة الأمنية على شحنات السلاح الموجهة إلى الجيش الجزائري وعلى القطع البحرية الحربية التي يجري تجديدها في روسيا.
ولدى أجهزة الأمن الجزائرية شكوك في وجود ايد إسرائيلية في صفقة طائرات ”ميغ 29″ التي أعيدت إلى روسيا بعد الكشف عن عيوبها.
وكان الجانب الروسي اعلم الجزائريين قبل عدة أشهر على نتائج تحقيق باشره في الموضوع ، لكن لم يكشف عما ورد في تقارير الروس حول المسألة.
كما كان الامن الجزائري ابلغ أجهزة الأمن الروسية بوجود شبكة تجسس إسرائيلية في مدينة نوفورسيسك الروسية.
وكان ضباط الأمن المكلفين بتأمين شحنات الأسلحة الموجهة للجزائر لاحظوا خلال أعوام 2006 و2007 و2008 تردد أشخاص على منشآت ومكاتب خدمات بحرية تبين بعد ذلك بأنهم عملاء لـ”موساد”، وبينهم شخص تحوم حوله شكوك بأنه أحد مسؤولي “موساد” في أوكرانيا.
الموساد يستعين بعملاء عرب لاشعال الفتنة في الجزائر

اعداد: محمد العس/الديار
بانوراما الشرق الاوسط
تشهد الجزائر فترة حرجة ، وذلك بسبب قرب الانتخابات الرئاسية التي ستجري في شهر نيسان والغموض الذي يلف صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قد يترشح لولاية رابعة ، وبذور الفتنة الطائفية التي يتم وأدها بايدي اجنبية وحطبها المواطنين في مدينة غرداية ،العرب السنة المالكيين والأمازيغ الإباضيين .
هذه الاجواء هي مثالية كي يتدخل الموساد الاسرائيلي من اجل استغلال الارتباك الجزائري كي يشعل الفتنة في غرداية ، ولكي يلعب على الاختلافات السياسية بأن الانتخابات الرئاسية لزيادة الشرخ في الصف الجزائري.
فقد أفادت صحيفة جزائرية بأن “جهاز المخابرات الجزائرية يلاحق خمسة عملاء يعملون لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وهم اجانب يحملون الجنسيتين اللبنانية والسورية وقد دخلوا الى الجزائر بطريقة غير شرعية متوارين في صورة رجال أعمال يريدون الاستثمار في الاقتصاد الجزائري، حيث جاؤوا بعشرات الرحلات الى مطار الجزائر العاصمة بحجة استكشاف السوق الجزائرية، لكنهم في الحقيقة كانوا يجمعون معلومات حساسة تخص امن الجزائر ونقلها الى جهاز الموساد الاسرائيلي”. وكما ان هناك المعلومات ان “جهاز المخابرات نجح في اكتشاف وجود هؤلاء العملاء وهو يعمل الان تحديد أماكنهم للقبض عليهم.
وربطت المعلومات وجود عملاء الموساد على أراضيها بالتحضير للانتخابات الرئاسية والتهديدات الأمنية على الحدود مع ليبيا وتونس ومالي والمغرب، وما يحدث في مدينة غرداية الجزائرية من مواجهات طائفية بين العرب والأباضيين والتي رجح بعض الخبراء أن تكون لجهات أجنبية يد فيها.
واضافت مصادر ان هذه المجموعة من العملاء قد تكون قد جندت وارسلت الى الجزائر ،لاسباب عدة منها تجنيد مقاتلين للقتال في سوريا او انشاء مجموعات تقوم باعمال تخريبية لصالح الموساد ،او لاذكاء الفتنة بين العرب والاباضية واعطاء هذا الخلاف صورة انه خلاف سني شيعي ، وقد تكون هذه المجموعة تعمل على الاتصال بمجموعات جزائرية كي تدعمها للقيام باعمال تهدد الامن الجزائري ،خصوصا وان اسرائيل تعتبر النظام الجزائري من اكثر الانظمة معاداة لها على كل المستويات ، وان ضرب الامن الجزائري هو مصلحة اسرائيلية بامتياز ، وكانت قد وجهت لاسرائيل اصابع ااتهام بانه كانت تدعم المجموعات الارهابية في الجزائر في التسعينيات بطرق غير مباشرة، والنقطة الاهم اسرائيل تعتبر الجيش الجزائري هو الاقدر على محاربة التكفيريين والارهابيين الذين يهشمون الدول العربية وانه السد المنيع امام القوى التكفيرية في شمال افريقيا لمنعها من التمدد والانتشار مما يعني تحول الدول العربية الى دول فاشلة .
لماذا يهتم الموساد بالجزائر ؟!
كيف نستطيع ان نفهم او نفسر اهتمام الموساد الإسرائيلي بالشأن السياسي والأمني الداخلي في الجزائر؟، وما الدور الذي قامت به الأجهزة المخابراتية الأجنية في تأجيج الأزمات في الجزائر؟ وما الدافع الذي يجعل اسرائيل الذي تلقت ضربات قوية على أيدى رجال المقاومة اللبنانية والفلسطينية تركز اهتمامها على التطورات الداخلية في الجزائر؟
هي أسئلة أحيتها المحاكمة الأولى من نوعها في الجزائر، والتي كشفت أن الموساد وأجهزة مخابراتية أخرى متورطة في الشأن الجزائري، من خلال تغذية الأزمات السياسية والأمنية، بدليل التقارير التي وجدت لدى الجاسوس الجزائري العميل لدى الموساد، والتي تتعلق بنشاط الجماعات الإرهابية وتحركات الجيش ومعلومات عن المشهد السياسي في منطقة القبائل.
لقد كانت الأسئلة المطروحة حول من يؤجج الصراعات في الجزائر، وكنا نسمع من هنا وهناك عن تورط أجنبي فيها، أما الآن فلم يعد هناك مجال للشك، بعد أن ضبطت كل تلك التقارير عند الجاسوس، ولا يمكن التسليم بأنه الجاسوس الوحيد في الجزائر، مما يوجب على السلطات وعلى الصحافة الوطنية التزام الحذر واليقظة في تعاطي المعلومات.
إن الهواجس التي ظهرت بشأن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في حق الجزائريين، سواء في المجازر الجماعية خلال التسعينيات من القرن الماضي، أو من خلال السيارات المفخخة في الأماكن العامة التي يقصدها المواطنون، بدأت تتكشف الإجابات بشأنها، ويبدو أنها نفس اليد التي تدفع نحو التناحر في لبنان والعراق وسوريا اليوم ، ومعروف الدور الذي يقوم به الموساد هناك من خلال جيش العملاء.
الأزمات المتكررة التي شهدتها الجزائر كانت نتيجتها إضعاف دورها دوليا وعربيا على الخصوص، وهنا يكمن سر اهتمام الموساد الإسرائيلي بالشأن الداخلي الجزائري، لأن مواقف الجزائر من قضايا التطبيع والحق في المقاومة كانت مصدر قلق لإسرائيل التي يهمها إضعاف الجزائر وإغراقها في الأزمات الأمنية والسياسية.
فتنة غرداية بين مذهبين الاباضية والامازيغ
بشكل مفاجئ بدات تشهد مدينة غرداية أعمال عنف بين العرب من قبيلة الشعانبة والأمازيغ الإباضيين. وتطور الامر فدخل تجار المدينة الإباضيون في إضراب مفتوح عن العمل بسبب انعدام الأمن، على حد تعبيرهم.
والإباضية هي أحد المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، وتنتشر في سلطنة عُمان وشمال أفريقيا.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، شهدت مدينة غرداية، التي يقيم بها أكثر من 200 ألف نسمة، أعمال عنف طائفية بين العرب السنة المالكيين والأمازيغ الإباضيين.
وتحولت مدينة غرادية الجزائرية التي شهدت مواجهات طائفية بين أتباع المذهب المالكي والإباضي، إلى مدينة أشباح إثر إقفال المحال التجارية أبوابها استجابة لإضراب التجار المتضررين من أعمال التخريب، وذلك على طول الطريق الوطني رقم واحد الذي يقسم المدينة إلى جزأين، شرقي إباضي وغربي امازيغي مالكي.
ان مراقبة المواجهات الأخيرة والتأمل فيها لا يلبث أن يصيب المرء بالفزع على هذا البلد المنهك فمن يحرك هذه الفتنة هذه المرة يستفيد من رواسب أخرى قديمة فيشهد اتحادا إثنيا دينيا “أباضية الجزائر أمازيغ “، كما أن بداية المواجهات تعود لسبب إثني بعد خلاف على توزيع الأرض بين الأمازيغ وقبائل الشعابنة والمذابيح العربية، نتج عنه مقتل أمازيغي أباضي عام 1985، وتجدد النزاع في التسعينيات بعد إفراج السلطات عن القتلة، وظهرت عوامل مساعدة ليزيد رصيد الحقد في الصدور ،فالتهمة التاريخية للأباضية بأنهم على مذهب الخوارج أتاحت للبعض اللمز أن يظهر على الساحة، خاصة مع الخلط شبه المتعمد بين الخوارج وبين الجماعات الأصولية المقاتلة للنظام والمجتمع هناك، وهو ما ولد حساسية إضافية، كما أن شعورهم بالاضطهاد كأمازيغ ولّد مزيدا من الشرر.
الأباضية يدافعون عن أنفسهم بأنهم كانوا ضحايا السياسة، وأن إسقاط دولهم والتشكيك في عقائدهم كان نتيجة ألاعيب الساسة لرفضهم الحكم القرشي، في صورة العباسيين والأمويين، ويدعمون وجهة نظرهم بتأكيدات كثيرة تنفي عنهم صفة الكفر بداية من سيدنا على بن أبى طالب الذي رفض تكفير الخوارج حتى بعد أن حاربهم في موقعة النهروان، عقب رفضهم التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، مرورا بشهادات علماء السنة أنفسهم “منهم على سبيل المثال الدكتور مصطفى الشكعة الذي ألف كتابا عن معتقداتهم، وقال إنها قريبة من أهل السنة وتكاد تتطابق معهم”.
التاريخ أيضا،ـ خاصة تاريخ الجزائرـ يشدد على أن الأباضية كانوا جنبا لجنب مع بقية الجزائريين في حروب التحرير، وبرزت شخصيات وطنية لامعة في صفوفهم، ومنها شاعر الجزائر الكبير مؤلف النشيد الوطني وإلياذة الجزائر مفدي زكريا، والشيخ إبراهيم بيوض قائد ثورة الإصلاح في الصحراء ضد الفرنسيين، وتولى منصب أول وزير للتربية عام 1962 بعد التحرير.
قد يكون هناك مد للمذهب السلفي وآخر للمذهب الشيعي ساعد على الطعن في عقائد الأباضية ، مع بعض رواسب النزاع العربي الأمازيغي ساعدت على سوء الأمر وتعقد المشكلة، ونثر بذور خبيثة لخلق مشكلة جديدة تلتقي فيها سهام الأقلية الإثنية والعرقية معا، لكن لابد أن يعي الجميع أن جسد الجزائر لم يعد يحتمل طعنات أخرى، كما أن الفاتورة اكتظت عن آخرها ولم يعد هناك مكان لبنود إضافية.
وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت في السابق عن نشر أكثر من ألفين من رجال الأمن والشرطة في المدينة. ومن جهته، دعا اتحاد التجار والحرفيين في المدينة إلى إضراب عام إلى غاية تمكن السلطات من وقف الهجمات التي تشن على البيوت والمحال التجارية وتوقيف المتورطين ومحاسبتهم.
أما مجلس الميزابيين بالمدينة، فهو هيئة روحية عند العرب الأمازيغ، فطالب السكان والعقلاء بـ”المساهمة في إطفاء الفتنة حماية للجزائر من أية تدخلات أجنبية”.
وقد طالب المجلس في المدينة الدولة بتفعيل وزيادة تواجد الشرطة والأمن لحماية الناس والممتلكات، كما دعا إلى إجراء تحقيق “بجدية وعمق” لمعرفة الأسباب والجهات التي تقف وراء هذه الأحداث.
وفي سياق متصل، فقد حذر الناشط المدني، الشيخ بلحاج نصر الدين، من خطورة الأحداث الأخيرة وتداعياتها على السلم الأهلي، قائلاً: “مرت على غرداية مناوشات وصراعات عرقية عدة، إلا أن الوقائع الأخيرة هي الأكثر خطورة وحدّة، تجعل المنطقة على فوهة بركان”.
ودعا بلحاج إلى “الكشف عن الجهات التي تغذي الأحداث الطائفية في منطقة غرداية”، وطالب السلطات بسرعة التدخل” لكبح الخسائر التي تهدد الأرواح والممتلكات”.
تدخل الموساد في الجزائر ليس جديدا
والموساد له تاريخ في التدخل بشؤون الجزائر فقد كانت نقلت تصريحات لمدير الاستعلامات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال آموس يادلين، تفيد بأن مصالحه تمكنت من توظيف متعاونين في 11 دولة عربية منها المغرب، استعملت بعضهم للتجسس على الجزائر. وقال الجنرال في تصريحات للقناة التلفزيونية السابعة الإسرائيلية إن مصالح الموساد تضم 3000 مرتزق يعملون في الدول العربية طيلة العشريتين الأخيرتين، في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان والمغرب. ومن بين هؤلاء العملاء متعاونون عرب (أي من أبناء البلدان العربية المعنية) وقال أيضا إن هؤلاء الأعوان ”لعبوا دورا رئيسيا” في الأحداث التي عاشتها تونس وليبيا ومصر وما يحدث في سوريا.
ويقول الجنرال يادلين ان عدد أعوانه في المغرب يقدر بـ300 شخص بين أعوان أجانب ومتعاونين مغاربة، وقال إن مهمة هؤلاء هي الحصول على معلومات تخص الجزائر بالدرجة الأولى.
وقد عرفت الجزائر أول قضية تجسس لمصلحة إسرائيل في تاريخها، سنة 2005، حين ألقي القبض على المدعو سعيد سحنون وهو حامل لجواز سفر إسباني وحكم عليه بعشر سنوات سجنا سنة 2007.
وكانت كشفت مصادر جزائرية العام 2009 عن أن الأمن الجزائري اكتشف شبكة تجسس إسرائيلية تمارس عملها على الإراضي الروسية بهدف التجسس على صفقات سلاح بين الجزائر وروسيا وأوكرانيا، وأكدت المصادر أن الأمن الجزائري فتح تحقيقيات حول هذه الشبكة.
وتكشف المصادر “انه جندت اجهزة الدولة خصوصا دائرة الاستعلام والأمن، جهاز الاستخبارات، في وزارة الدفاع ضباطا وخبراء للتحري حول حجم المعلومات التي قد يكون الإسرائيليون حصلوا عليها حول إمدادات السلاح الروسي التي وصلت إلى الجزائر”.
وأكدت المصادر أن قوى الأمن الجزائري حصلت على معلومات سرية للغاية حول شبكة تجسس إسرائيلية تنشط في مدينة نوفورسيسك الروسية وفي ميناء روسي على البحر الأسود يتم عبره توريد بعض شحنات السلاح من روسيا وأوكرانيا إلى الجزائر.
وكشف ان الأمن الجزائري ارسل نهاية عام 2008 ضباط من الامن للمشاركة في تأمين شحنات سلاح من روسيا وان الجزائر طلبت من موسكو تشديد الرقابة الأمنية على شحنات السلاح الموجهة إلى الجيش الجزائري وعلى القطع البحرية الحربية التي يجري تجديدها في روسيا.
ولدى أجهزة الأمن الجزائرية شكوك في وجود ايد إسرائيلية في صفقة طائرات ”ميغ 29″ التي أعيدت إلى روسيا بعد الكشف عن عيوبها.
وكان الجانب الروسي اعلم الجزائريين قبل عدة أشهر على نتائج تحقيق باشره في الموضوع ، لكن لم يكشف عما ورد في تقارير الروس حول المسألة.
كما كان الامن الجزائري ابلغ أجهزة الأمن الروسية بوجود شبكة تجسس إسرائيلية في مدينة نوفورسيسك الروسية.
وكان ضباط الأمن المكلفين بتأمين شحنات الأسلحة الموجهة للجزائر لاحظوا خلال أعوام 2006 و2007 و2008 تردد أشخاص على منشآت ومكاتب خدمات بحرية تبين بعد ذلك بأنهم عملاء لـ”موساد”، وبينهم شخص تحوم حوله شكوك بأنه أحد مسؤولي “موساد” في أوكرانيا.