إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج (مواضيع شيخ حسين الاكرف )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زيارة وزوار الامام الحسين (عليه السلام) في الأحاديث الشريفة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    زيارة وزوار الامام الحسين (عليه السلام) في الأحاديث الشريفة
    قال تعالى : ـ
    1. ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ).
    2. ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).
    3. ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) صدق الله العلي العظيم .
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( يا بن عبّاس ؛ مَن زاره عارفاً بحقّه ؛ كُتب له ثواب ألف حجّة وألف عمرة )) (1) .
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( هبط عليّ جبرئيل (عليه السلام) فقال : يا محمّد ... فيقيمون رسما ً لقبر سيّد الشهداء ... تحفّه ملائكة ؛ من كل سماءٍ مائة ألف ملَك في كل يوم ٍ وليلة ؛ ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبحون الله عنده ؛ ويستغفرون الله لمن زاره ويكتبون أسماء مَن يأتيه زائراً مِن أمّتك متقرباً إلى الله تعالى وإليك)) (2) .
    قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) : ((إعلم يا أباذر أنا عبدالله وخليفته على عباده ؛ لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ، فإنكم لا تبلغون كُنه ما فينا ولا نهايته ؛ فإن الله عز وجلّ قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم ، أو يخطر على قلب أحدكم ؛ فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون)) .
    قال الإمام الباقر (عليه السلام) : (( مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فإن إتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجلّ )) (3) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( مَن لم يأتِ قبر الحسين - (عليه السلام) - حتى يموت كان منتقص الإيمان , منتقص الدين ؛ إن أدخل الجنة كان دون المؤمنين فيها)) (4) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( مَن أراد أن يكون في جوار نبيّه وجوار علي ٍ وفاطمة ؛ فلا يدع زيارة الحسين بن عليّ عليهما السلام)) (5) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( إن أدنى ما يكون له لزائر الحسين أنّ الله يحفظه في نفسه ، وماله حتى يَرِدَ إلى أهله ؛ فإذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ له)) (6) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( وكّل الله بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شُعثٌ غُبر يبكونه إلى يوم القيامة ؛ فمَن زاره عارفاً بِحقه شيّعوه حتى يُبلغوه مَأمَنه ؛ وإن مَرِض عادُوه غُـدوةً وعَشيّة ؛ وإنْ مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة)) (7) .
    في كل عام تزداد زوار الامام الحسين (عليه السلام) ؛ فوصل العدد لزيارة الأربعين في هذا العام ستة عشر مليون زائر ، بينما في موسم الحج العدد الأقصى ثلاثة مليون حاج ، ومن المعلوم أن حجم مدينة كربلاء صغيره جداً بالنسبة لمكة المكرمة والمدينة ، واعتقد أنكم تقولون ان مناسك الحج موحده ، ولي رأي في ذلك يذكر في محله .
    وترون رغم طرح الشبهات في طريق الزائرين من قبل أعداء أهل البيت سلام الله عليهم ووضع العراقيل ، وذلك منذ استشهاد الإمام الحسين سلام الله عليه وليومنا هذا ، إلا أن الزائرين (حفظهم الله تعالى ) يزدادون إصرار في كل عام ، لأنهم يرون في إحياء أمر أهل البيت سلام الله عليهم ـ الذي من أهم طرقه زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه ـ إحياءً لقيم العدل والحق ، وشحذاً لروح الفداء والتضحية في سبيل الله ، وقد قالت السيدة زينب عليها السلام عصر يوم عاشوراء للإمام زين العابدين سلام الله عليه : (( وليجتهدنّ أئمة الجور ، وأشياع الضلالة في طمسه ، فلا يزداد إلاّ علواً )) ، وان الزائرين يعلمون ما أجر من يموت في طريق السير إلى كربلاء الحسين سلام الله عليه ؟ ففي الأحاديث الشريفة ما مضمونها: إن الله تعالى وكَّل أربعة آلاف ملك على قبر الحسين صلوات الله عليه ، وزائره إن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ، وفي حديث آخر: ولا يموت إلاّ صلّوا على جنازته ، وفي حديث آخر : إن الزائر بعد الزيارة يتحفه الله بهدايا منها : فإن مات من عامه أو في ليلته لم يلِ قبض روحه إلاّ الله عزّ وجلّ .
    وفي حديث آخر عن الإمام الباقر سلام الله عليه : (( فإن مات في سنته حضرته ملائكة الرحمة ، يحضرون غسله وأكفانه ، والإستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويفسح له في قبره مدّ بصره )) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( إن لزوّار الحسين بن عليّ - عليهما السلام - يوم القيامة فضلاً على الناس )) ، قال زرارة : وما فضلهم ؟ فقال - (عليه السلام) - : (( يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً وسائر الناس في المحشر)) (8) .
    والجماهير الحسينية جاء حبها إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أثر دعاء النبي إبراهيم الخليل عليه وعلى نبيّنا وآله الصلاة والسلام ، إذ قال كما حكى الله تعالى عنه : (( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )) ، وكذلك للأهداف التالية :
    أولاً: إنه سبب تكويني بمشيئة الله تعالى ، حيث ورد في الحديث : (( إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً )) ، فقد جعل الله هذا الحبّ في قلوب المؤمنين .
    وثانياً: رغبة الناس في تجديد العهد والولاء لآل النبي (صلى الله عليه وآله) ، وإثبات أنهم آمنوا بقلوبهم أيضاً كما آمنوا بألسنتهم .
    وثالثاً: الرغبة في الثواب العظيم الذي جعله الله تعالى لزيارة قبر الإمام الحسين سلام الله عليه.
    ورابعاً: الإنتصار لأهل البيت صلوات الله عليهم على من ظلمهم .
    والآن هل أن البشر فقط هم المنتفعون من هذه الزياره وبركاتها ؛ بالطبع كلا ، بل الملائكة منتفعه أيضا ؛ فهي تحتاج إلى التقرّب إلى الله تعالى ، وقد جعل الله أهل البيت سلام الله عليهم الوسيلة إليه ، وقد ورد في متواتر الروايات أن الملائكة ينفّذون أمره تعالى بزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه ، ويبكون عليه ، وجمع منهم ينتظر قيام القائم بقية الله (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حتى يأخذوا بثأر الإمام الحسين سلام الله عليه معه ، كما أنهم موكّلون بزوّار الإمام الحسين سلام الله عليه ، ولهم وظائف تجاه الزائر بأمر من الله تعالى ، ومنها:
    1. السلام على الزائرين .
    2. مسح وجوههم بأيدي الزائرين .
    3. ويصافحونهم .
    4. ويحفون بأجنحتهم الزوّار .
    5. ويباركون للزائرين .
    6. ويدعون لهم .
    7. ويحفظونهم من الشياطين والجنّ والإنس حتى يرجعون .
    8. ويبلّغونهم سلام الله وسلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    9. ويستغفرون للزائرين .
    10. ويكتبون أسماءهم وآباءهم وعشائرهم وبلدانهم .
    11. يسمون وجوههم بميسمٍ من نور عرش الله .
    12. ويودّعون الزائرين ، ويعودون مرضاهم ، ويشهدون جنازتهم ويحضرون غسلهم وإكفانهم .
    13. ويكتبون حسنات الزائرين ولا يكتبون سيئاتهم ، فإنه إذا أراد الحفظة أن تكتب على زائر الإمام الحسين سلام الله عليه سيئة ، قالت الملائكة للحفظة كُفّي ، فتكفّ ، فإذا عمل حسنة قالت لها : اكتبي (( فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ )) .
    14. ثم إن الله تعالى يكتب ثواب هؤلاء الملائكة لزوّار الإمام الحسين سلام الله عليه وثواب صلاتهم ـ وهي تعادل ألف صلاة من الآدميين ـ لزوّار الإمام الحسين سلام الله عليه .
    وورد في الأحاديث المتواترة إستحباب زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه مشياً على الأقدام منها :
    قال الإمام الصادق سلام الله عليه : (( من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي سلام الله عليه ، إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه سيئة...)) ، وفي حديث آخر عنه سلام الله عليه: (( من أتى قبر الحسين سلام الله عليه ماشياً ، كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة )) .
    وأن الإمام الثاني عشر صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف يحضر للزيارة الأربعينية ، ويكون مع الزائرين ، والوقائع التاريخة تؤكّد على أن الإمام المهدي سلام الله عليه وعجّل في فرجه الشريف يزور جدّه الإمام الحسين سلام الله عليه في المناسبات المأثورة ، ويشارك الزوار أفراحهم وأتراحهم ، وعناءهم وأتعابهم .
    ويمكن للزائر أن يحظى برضاه عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، بإخلاصه في زيارته ، وبالتزامه بالعقائد الصحيحة ، وبآداب الزيارة ، وبمراعاته لأداء الواجبات ، وترك المحرّمات ، والتخلّق بالأخلاق والآداب الإسلامية ، في كل مجال وخاصة في الزيارة ، ومع كل أحد وخاصّة مع الزوّار والوالدين والأهل والأقرباء ، وقد ورد عن الإمام الصادق سلام الله عليه أنه قال له صفوان الجمال وتزوره (يعني الإمام الحسين) جعلت فداك ؟ قال: (( وكيف لا أزوره والله يزوره في كل جمعة يهبط مع الملائكة إليه ، والأنبياء والأوصياء ومحمد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء )) . وزيارة الله تعالى مجاز نظير قوله تعالى: (( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) ، وقوله تعالى: (( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )) .
    وان زيارة الامام الحسين (عليه السلام) من المودّة ، ومن أبرز مصاديق إظهار الولاء ، ومما يسبب توثيق الإرتباط بهم ، وإدخال السرور عليهم ، فعن معاوية بن وهب قال : دخلت على أبي عبد الله سلام الله عليه وهو في مصلاّه... فسمعته يناجي ربّه ويقول : (( اللهم... اغفر لي ولإخواني وزوّار قبر أبي ، الحسين بن علي صلوات الله عليهما ، الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم في بِرّنا ، ورجاء لما عندك في صلتنا ، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمد (صلى الله عليه وآله) ، وإجابة منهم لأمرنا...)) .
    الاحاديث المعتبره في زيارة الامام الحسين (ع) :ـ
    قال الإمام الحسين (عليه السلام) : (( أنا قتيل العَبرة ؛ قُتلتُ مكروباً ؛ وحقيقٌ على الله أن لا يأتيني مكروب إلا ردّه وقَلَبَهُ إلى أهله مسرورا ً)) (9) .
    قال الإمام الباقر (عليه السلام) : (( مروا شيعـتـنا بزيارة قبر الحسين - (عليه السلام) - فإن إتيانه يزيد في الرزق , ويَمُدّ في العمر , ويدفع مَدافع السوء )) (10) .
    قال الإمام الباقر (عليه السلام) : (( مُروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي - عليهما السلام - فإن زيارته تدفع الهدم ، والغرق والحرق وأكل السبع , وزيارته مفترضة على مَن أقرّ للحسين بالإمامة من الله عزّ وجلّ )) (11) .
    قال الإمام الباقر (عليه السلام) لحمران بن أعين : (( أبشر يا حمران ؛ فمن زار قبور شهداء آل محمد - عليهم السلام - يريد اللهَ بذلك و صِلةَ نبيّه , خرج مِن ذنوبه كيوم ولدته أمّه)) (12) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( لو أنّ أحدكم حجّ دهره ؛ ثم لم يزر الحسين بن علي - عليهما السلام - لكان تاركاً حقاً من حقوق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأن حق الحسين - (عليه السلام) - فريضةٌ من الله ؛ واجبةٌ على كلّ مسلم)) (13) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( زيارة الحسين - (عليه السلام) - واجبة على كل مَن يُـقرّ للحسين بالإمامة من الله عز وجلّ)) (14) .
    من دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) لزوار الإمام الحسين - (عليه السلام) - : (( يا مَن خصّنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة .. اغفر لي ولإخواني ولزوّار قبر الحسين بن علي - صلوات الله عليه - الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم .. اللهم فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس ؛ ارحم تلك الخدود التي تتقلب على قبر أبي عبد الله - (عليه السلام) - وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا ؛ وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا ، و وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا ، اللهم إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان ، حتى ترويهم من الحوض يوم العطش)) (15) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( ما مِن أحدٍ يوم القيامة إلا وهو يتمنى أنه مِن زوّار الحسين - (عليه السلام) - ، لـِـما يرى ممّا يُـصنع بزوّار الحسين - (عليه السلام) - من كرامتهم على الله)) (16) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( مَن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي - عليهما السلام - وهو يعلم أنه إمامٌ مِن الله مفترض الطاعة على العباد ؛ غفر الله ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر ، وقَبِل شفاعـته في سبعين مذنباً ؛ ولم يسأل الله عند قبره حاجةً إلا قضاها له)) (17) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( لا تدع زيارة الحسين بن علي - عليهما السلام - ومُر أصحابك بذلك , يمدّ الله في عمرك , ويزيد الله في رزقك , يحييك الله سعيداً ؛ ولا تموت إلا شهيداً ؛ ويكتبك شهيدا )) (18) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) لأم سعيد : (( يا أم سعيد ؛ زوريه فإن زيارة الحسين - (عليه السلام) - واجبة على الرجال والنساء)) (19) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( ما بين قبر الحسين - (عليه السلام) - إلى السماء السابعة مختلف الملائكة )) (20) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( ليس شيءٌ في السماوات إلا وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة الحسين - (عليه السلام) - فوجٌ ينزل وفوجٌ يعرج)) (21) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( إن حول قبره - (عليه السلام) - سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة)) (22) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( ما خلَقَ الله خلقا ً أكثر من الملائكة ؛ وإنه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ، ثم يأتون قبر الحسين - (عليه السلام) - فيسلمون عليه ؛ ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس ؛ ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام ، ثم يأتون قبر الحسين - (عليه السلام) - فيسلمون عليه , ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس)) (23) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( لا ينبغي للمسلم أن يتخلف عن قبر الحسين - (عليه السلام) - أكثر من أربع سنين)) (24) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( حقٌ على الغنيّ أن يأتي قبر الحسين بن علي - عليهما السلام - في السنة مرتين , وحقٌ على الفقير أن يأتيه في السنة مرة)) (25) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( مَن أتى الحسين - (عليه السلام) - عارفاً بحقه ؛ كتبه الله عزّ وجلّ في أعلى علّيّين )) (26) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( ثم ينادي مناد ٍ : أين زوّار قبر الحسين - (عليه السلام) - ؟ فيقوم أناسٌ كثير , فيقال لهم : خذوا بيد مَن أحببتم وانطلقوا بهم إلى الجنة)) (27) .
    عن أحدهما -عليهما السلام - أنه قال : (( يا زرارة ؛ ما في الأرض مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تُسعد فاطمة - عليها السلام - في زيارة الحسين - (عليه السلام) )) (28) .
    روي أن حور العين إذا أبصرن بواحدٍ من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمرٍ ما ؛ يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسين (عليه السلام) (29) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( إن فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - تحضر لزوّار قبر ابنها الحسين - (عليه السلام) - فتستغفر لهم ذنوبهم)) (30) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( مَن أتى قبر الحسين - (عليه السلام) - كتبه الله من الآمنين يوم القيامة ؛ وأعطي كتابه بيمينه ؛ وكان تحت لواء الحسين - (عليه السلام) - حتى يدخل الجنة ، فيسكنه في درجته ؛ إن الله عزيز حكيم)) (31) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( مَن لم يأتِ قبر الحسين - (عليه السلام) - وهو يزعم أنه لنا شيعة حتى يموت ؛ فليس هو لنا بشيعة ؛ وإن كان مِن أهل الجنة فهو من ضِيفان أهل الجنة)) (32) ، وقصد الإمام أنه يكون قادراً ومستطيعاً ولا يزور .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( مَن لم يزر الحسين - (عليه السلام) - فقد حُرم خيراً كثيراً ونقص مِن عمره سنة )) (33) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( لو أن أحدكم حجّ ألف حجّة ؛ ثم لم يأتِ قبر الحسين بن علي - عليهما السلام - لكان قد ترك حقاً من حقوق الله تعالى )) (34) .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( إن أيام زائري الحسين بن علي - عليهما السلام - لا تُعدّ من آجالهم )) (35) .
    قال الإمام الرضا (عليه السلام) : (( إن لكل إمامٍ عهداً في عنق أوليائه وشيعته ؛ وإن مِن تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم )) (36) .
    قال الإمام علي الرضا (عليه السلام) : (( موضع قبر الحسين - (عليه السلام) - منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة )) (37) .
    ====
    المصادر:
    1. كفاية الأثر ص 17 .
    2. كامل الزيارات ص 265 .
    3. كامل الزيارات ص 121.
    4. وسائل الشيعة ج 14 ص 430.
    5. كامل الزيارات ص 137.
    6. ثواب الأعمال ص 91.
    7. الكافي ج 4 ص 581 .
    8. وسائل الشيعة ج 14 ص 425.
    9. وسائل الشيعة ج14 ص 422 .
    10. نوادر علي بن أسباط ص 123.
    11. كامل الزيارات ص 118 .
    12. أمالي الطوسي ج 2 ص 414.
    13. تهذيب الأحكام ج 6 ص 42.
    14. الإرشاد للمفيد ج 2 ص 133.
    15. المزار الكبير ص334 .
    16. كامل الزيارات ص 135 .
    17. أمالي الصدوق ص471.
    18. كامل الزيارات ص 152.
    19. وسائل الشيعة ج 14 ص 347.
    20. وسائل الشيعة ج 14 ص 416 .
    21. تهذيب الأحكام ج 6 ص 46 .
    22. فرائد السمطين ج 2 ص 174 .
    23. وسائل الشيعة ج 14 ص 421.
    24. وسائل الشيعة ج 14 ص 535.
    25. تهذيب الأحكام ج 6 ص 43.
    26. من لا يحضره الفقيه ج2 ص347 .
    27. كامل الزيارات ص 167 .
    28. المزار الكبير ص 368.
    29. نور العين ص 47.
    30. كامل الزيارات ص 193 .
    31. وسائل الشيعة ج14 ص431 .
    32. كامل الزيارات ص 193 .
    33. تهذيب الأحكام ج 6 ص 43 .
    34. وسائل الشيعة ج14 ص 413 .
    35. أمالي الصدوق ص 123.
    36. كامل الزيارات ص121 .
    37. من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 346.
    ومع السلامة.

    تعليق


    • زيارة الناحية المقدسة.

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      زيارة الناحية المقدسة.
      السَّلامُ عَلى آدمَ صَفْوةِ اللهِ مِن خَليقَتِهِ ، السَّلامُ عَلى شِيثَ وَليِّ اللهِ وخِيرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى إدْريسَ القائِمِ للهِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى نُوح المُجَابِ في دَعوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هُود المَمْدودِ مِنَ اللهِ بِمَعونَتِهِ .
      السَّلامُ عَلى صَالِح الَّذي تَوَجَّهَ للهِ بِكَرامَتِهِ ، السَّلامُ عَلى إِبْراهِيم الَّذي حَبَاهُ اللهُ بِخُلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى إِسْمَاعيل الَّذي فَداهُ اللهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ مِنَ جَنَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى إِسْحَاق الَّذي جَعَل اللهُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ .
      السَّلامُ عَلى يَعقوب الَّذي رَدَّ الله عَليهِ بَصَرَهُ بِرَحمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى يُوسف الَّذي نَجَّاهُ اللهُ مِنَ الجُّبِّ بِعَظَمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مُوسَى الَّذي فَلَقَ اللهُ البَحْرَ لَهُ بِقُدرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هَارُون الَّذي خَصَّهُ اللهُ بِنُبوَّتِهِ .
      السَّلامُ عَلى شُعَيب الَّذي نَصَرَهُ اللهُ عَلى أُمَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى دَاود الَّذي تَابَ اللهُ عَليهِ مِن خَطيئَتِهِ ، السَّلامُ عَلى سُلَيمَان الَّذي ذُلَّتْ لَهُ الجِنُّ بِعزَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى أيُّوب الَّذي شَفَاهُ اللهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى يُونس الَّذي أنْجَزَ اللهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَّتِه .
      السَّلامُ عَلى عُزَير الَّذي أحيَاهُ اللهُ بَعدَ مَوتَتِهِ ، السَّلامُ عَلى زَكَريَّا الصَّابِر فِي مِحْنَتِهِ ، السَّلامُ عَلى يَحْيَى الَّذي أزْلَفَهُ اللهُ بِشَهادَتِهِ ، السَّلامُ عَلى عِيسَى رُوح اللهِ وَكَلِمَتِهِ .
      السَّلامُ عَلى مُحمَّدٍ حَبيبِ اللهِ وصَفْوتِهِ ، السَّلامُ عَلَى أميرِ المُؤمِنين عَليِّ بْن أبي طَالِبٍ المَخْصُوص بِأخُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى فَاطِمَةَ الزَّهراءِ ابنَتِهِ ، السَّلامُ عَلى أبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَصِيِّ أبِيهِ وخَليفَتِهِ ، السَّلامُ عَلى الحُسينِ الَّذي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهجَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ أطَاعَ اللهَ فِي سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ اللهُ الشِّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى مَن الإِجَابَة تَحْتَ قُبَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَن الأئمَّة مِنْ ذُرِّيَّتِهِ .
      السَّلامُ عَلى ابْنِ خَاتَمِ الأنبِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الأوصِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خَدِيجَة الكُبْرَى ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَة المُنتَهَى ، السَّلامُ عَلى ابْنِ جَنَّة المَأوَى ، السَّلامُ عَلى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا .
      السَّلامُ عَلى المُرَمَّلِ بالدِّمَاءِ ، السَّلامُ عَلى المَهْتُوكِ الخِبَاءِ ، السَّلامُ عَلَى خَامِسِ أصْحَابِ أهْلِ الكِسَاءِ ، السَّلامُ عَلى غَريبِ الغُرَبَاءِ ، السَّلامُ عَلى شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ ، السَّلامُ عَلى قَتيلِ الأدْعِيَاءِ ، السَّلامُ عَلى سَاكِنِ كَرْبَلاءِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ ذُرِّيتُهُ الأزكِيَاءُ .
      السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّيْنِ ، السَّلامُ عَلى مَنَازِلِ البَرَاهِينِ .
      السَّلامُ عَلى الأئِمَّةِ السَّادَاتِ ، السَّلامُ عَلى الجُيوبِ المُضَرَّجَاتِ ، السَّلامُ عَلى الشِّفَاهِ الذَّابِلاتِ ، السَّلامُ عَلى النُّفوسِ المُصْطَلِمَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأروَاحِ المُختَلسَاتِ .
      السَّلامُ عَلى الأجْسَادِ العَاريَاتِ ، السَّلامُ عَلى الجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ ، السَّلامُ عَلى الدِّمَاءِ السَّائِلاتِ ، السَّلامُ عَلى الأعْضَاءِ المُقطَّعَاتِ ، السَّلامُ عَلى الرُّؤوسِ المُشَالاَتِ ، السَّلامُ عَلى النُّسْوَةِ البَارِزَاتِ .
      السَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ العَالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وعَلى أبْنَائِكَ المُسْتَشْهَدِينَ ، السَّلامُ عَليكَ وعَلى ذُرِّيَّتِك النَّاصِرِينَ ، السَّلامُ عَليكَ وعَلى المَلائِكَةِ المُضَاجِعِينَ .
      السَّلامُ عَلى القَتيلِ المَظلُومِ ، السَّلامُ عَلى أخِيْهِ المَسمُومِ .
      السَّلامُ عَلى عَليٍّ الكَبِيرِ ، السَّلامُ عَلى الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ ، السَّلامُ عَلَى الأبْدَانِ السَّلِيبَةِ ، السَّلامُ عَلى العِتْرَةِ القَريْبَةِ ، السَّلامُ عَلى المُجدَّلِينَ في الفَلَوَاتِ ، السَّلامُ عَلى النَّازِحِينَ عَن الأوطَانِ ، السَّلامُ عَلى المَدْفُونِينَ بِلا أكْفَانِ ، السَّلامُ عَلى الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَن الأبْدانِ .
      السَّلامُ عَلى المُحتَسِبِ الصَّابِرِ ، السَّلامُ عَلى المَظْلُومِ بِلا نَاصِرِ ، السَّلامُ عَلَى سَاكِنِ التُّربَةِ الزَّاكِيَةِ ، السَّلامُ عَلى صَاحِبِ القُبَّة السَّامِيَةِ .
      السَّلامُ عَلى مَن طَهَّرَهُ الجَلِيلُ ، السَّلامُ عَلى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جِبرائِيلُ ، السَّلامُ عَلى مَنْ نَاغَاهُ فِي المَهْدِ مِيكَائيلُ .
      السَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَن هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَنْ أُرِيقَ بِالظُّلْمِ دَمُهُ .
      السَّلامُ عَلى المُغسَّلِ بِدَمِ الجِرَاحِ ، السَّلامُ عَلى المُجَرَّعِ بِكاسَاتِ الرِّمَاحِ ، السَّلامُ عَلى المُضَامِ المُستَبَاحِ .
      السَّلامُ عَلى المَنْحُورِ في الوَرَى ، السَّلامُ عَلى مَن دَفنَهُ أهْلُ القُرَى ، السَّلامُ عَلى المَقْطُوعِ الوَتِينِ ، السَّلامُ عَلى المُحَامي بِلا مُعِينٍ .
      السَّلامُ عَلى الشَّيْبِ الخَضِيبِ ، السَّلامُ عَلى الخَدِّ التَّرِيْبِ ، السَّلامُ عَلى البَدَنِ السَّلِيْبِ ، السَّلامُ عَلى الثَّغْرِ المَقْرُوعِ بالقَضِيبِ ، السَّلامُ عَلى الرَّأسِ المَرفُوعِ .
      السَّلامُ عَلى الأجْسَامِ العَارِيَةِ في الفَلَوَاتِ ، تَنْهَشُهَا الذِّئَابُ العَادِيَاتُ ، وتَخْتَلِفُ إِلَيها السِّباعُ الضَّارِيَاتُ .
      السَّلامُ عَليْكَ يَا مَولاَيَ وعَلى المَلائِكَةِ المَرْفُوفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحَافِّينَ بِتُربَتِكَ ، الطَّائِفِين بِعَرَصَتِكَ ، الوَاردِينَ لِزَيَارَتِكَ .
      السَّلامُ عَليكَ فَإنِّي قَصَدْتُ إِلَيكَ ، ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ .
      السَّلامُ عَليكَ سَلامُ العَارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخْلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقرِّبِ إِلى اللهِ بِمَحَبَّتِكَ ، البريءِ مِن أعَدَائِكَ ، سَلامُ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِك مَقرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسْفُوحٌ ، سَلامُ المَفْجُوعِ الحَزِينِ ، الوَالِهِ المُستَكِينِ .
      سَلامُ مَن لَو كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ ، وبَذَلَ حَشَاشَتَهُ دُونَك لِلحُتُوف ، وجَاهَد بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى مَن بَغَى عَلَيكَ ، وَفَدَاك بِرُوحِه وَجَسَدِهِ ، وَمَالِهِ وَولْدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِدَاءٌ ، وَأهْلُهُ لأهلِكَ وِقَاءٌ .
      فَلَئِنْ أخَّرَتْني الدُّهُورُ ، وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ المَقْدُورُ ، وَلَمْ أكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً ، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ العَدَاوَةَ مُناصِباً ، فَلأنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً ، وَلأبْكِيَنَّ لَكَ بَدَل الدُّمُوعِ دَماً ، حَسْرَةً عَلَيكَ ، وتَأسُّفاً عَلى مَا دَهَاكَ وَتَلَهُّفاً ، حَتَّى أمُوتُ بِلَوعَةِ المُصَابِ ، وَغُصَّةِ الاِكْتِئَابِ .
      أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالمَعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ والعُدْوَانِ ، وأطَعْتَ اللهَ وَمَا عَصَيْتَهُ ، وتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبلِهِ ، فأرضَيتَهُ وَخَشيْتَهُ ، وَرَاقبتَهُ واسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وأطفَأْتَ الفِتَنَ .
      وَدَعَوْتَ إلَى الرَّشَادِ ، وَأوْضَحْتَ سُبُل السَّدَادِ ، وجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ الجِّهَادِ ، وكُنْتَ لله طَائِعاً ، وَلِجَدِّك مُحمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه ) تَابِعاً ، وَلِقُولِ أبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَللطُّغْيَانِ قَامِعاً ، وَللطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وللأمَّة نَاصِحاً ، وفِي غَمَرَاتِ المَوتِ سَابِحاً ، ولِلفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وبِحُجَجِ اللهِ قَائِماً ، وللإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ البَلاءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ، وَعَنْ حَوزَتِه مُرامِياً .
      تَحُوطُ الهُدَى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ العَدْلَ وَتنْشُرُهُ ، وتنْصُرُ الدِّينَ وتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ العَابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتأخُذُ للدَّنيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُسَاوي فِي الحُكْم بَينَ القَويِّ والضَّعِيفِ .
      كُنْتَ رَبيعَ الأيْتَامِ ، وَعِصْمَةَ الأنَامِ ، وَعِزَّ الإِسْلامِ ، وَمَعْدِنَ الأَحْكَامِ ، وَحَلِيفَ الإِنْعَامِ ، سَالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وَأبِيكَ ، مُشَبِّهاً في الوَصيَّةِ لأخِيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ظَاهِرَ الكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرَائِقِ ، كَرِيمَ الخَلائِقِ ، عَظِيمَ السَّوابِقِ ، شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الحَسَبِ ، رَفِيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ المَنَاقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزيلَ المَوَاهِبِ .
      حَلِيمٌ ، رَشِيدٌ ، مُنِيبٌ ، جَوادٌ ، عَلِيمٌ ، شَدِيدٌ ، إِمَامٌ ، شَهِيدٌ ، أوَّاهٌ ، مُنِيبُ ، حَبِيبٌ ، مُهِيبٌ .
      كُنْتَ للرَّسُولِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) وَلَداً ، وَللقُرآنِ سَنَداً ، وَلِلأمَّةِ عَضُداً ، وفي الطَّاعَةِ مُجتَهِداً ، حَافِظاً للعَهدِ والمِيثَاقِ ، نَاكِباً عَن سُبُل الفُسَّاقِ ، وبَاذلاً للمَجْهُودِ ، طَويلَ الرُّكُوعِ والسُّجُودِ ، زاهِداً في الدُّنيَا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها ، نَاظِراً إِلَيها بِعَينِ المُسْتَوحِشِينَ مِنْها .
      آمَالُكَ عَنْها مَكفُوفَةٌ ، وهِمَّتُكَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَةٌ ، وَأَلحَاظِكَ عَن بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَةٌ ، وَرَغْبَتِكَ فِي الآخِرَة مَعرُوفَةٌ ، حَتَّى إِذَا الجَورُ مَدَّ بَاعَهُ ، وأسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعَا الغَيُّ أتْبَاعَهُ .
      وأنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّك قَاطِنٌ ، وَللظَّالِمِينَ مُبَايِنٌ ، جَلِيسُ البَيتِ وَالمِحْرَابِ ، مُعتَزِلُ عَنْ اللَّذَاتِ والشَّهَوَاتِ ، تَنْكُرُ المُنْكَرَ بِقَلبِكَ وَلِسَانِك ، عَلى حَسَبِ طَاقَتِكَ وَإمْكَانِكَ .
      ثُّمَّ اقْتَضَاكَ العِلْمُ للإِنْكَارِ ، وَلزمَكَ أنْ تُجَاهِدَ الفُجَّار ، فَسِرْتَ فِي أوْلادِكَ وَأهَالِيكَ ، وشِيعَتِكَ ومُوَالِيكَ ، وصَدَّعْتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ ، وَدَعَوتَ إِلَى الله بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .
      وَأمَرْتَ بِإِقَامَةِ الحُدُودِ ، والطَّاعَةِ لِلمَعْبُودِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الخَبَائِثِ وَالطُّغْيَانِ ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ ، فَجَاهَدْتَهُم بَعْدَ الإِيعَازِ لَهُم ، وَتَأكِيدِ الحُجَّةِ عَلَيْهِم ، فَنَكَثوا ذِمَامَكَ وِبَيْعَتَكَ ، وأسْخَطَوا رَبَّك وَجَدَّك ، وَبَدؤُوكَ بِالحَرْبِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ والضَّرْبِ ، وطَحَنْتَ جُنُودَ الفُجَّارِ ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الغُبَارِ ، مُجَاهِداً بِذِي الفِقَارِ ، كَأنَّكَ عَلِيٌّ المُخْتَارُ .
      فَلمَّا رَأوْكَ ثَابِتَ الجَأْشِ ، غَيْرَ خَائِفٍ وَلا خَاشٍ ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمُ ، وقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمُ وَشَرِّهِمُ ، وأمَرَ اللَّعِينُ جُنودَهُ ، فَمَنَعُوكَ المَاءَ وَوُرُودَهُ ، ونَاجَزُوكَ القِتَالَ ، وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ ، وبَسَطُوا إِلَيكَ أَكُفَّ الاِصْطِلاَمِ ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً ، وَلا رَاقَبُوا فِيْكَ أثَاماً ، فِي قَتْلِهِمُ أوْلِيَاءَكَ ، وَنَهْبِهِمُ رِحَالَكَ .
      وَأنْتَ مُقْدَّمٌ في الهَبَوَاتِ ، ومُحْتَمِلٌ للأذِيَّاتِ ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ ، فَأحْدَقُوا بِكَ مِنْ كِلِّ الجِّهَاتِ ، وأثْخَنُوكَ بِالجِّرَاحِ ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَينَ الرَّوَاحِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ ، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ .
      تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأوْلادِكَ ، حَتَّى نَكَّسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ ، فَهَوَيْتَ إِلَى الأرْضِ جَرِيْحاً ، تَطَأُكَ الخُيولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِها ، قَدْ رَشَحَ لِلمَوْتِ جَبِيْنُكَ ، واخْتَلَفَتَ بالاِنْقِبَاضِ والاِنْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَيَمِينُكَ ، تُدِيرُ طَرَفاً خَفِيّاً إلى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأهَالِيكَ .
      وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً إِلَى خِيَامِكَ ، قَاصِداً مُحَمْحِماً بَاكِياً ، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءُ جَوَادَكَ مَخْزِيّاً ، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيهِ مَلْوِيّاً ، بَرَزْنَ مِنَ الخُدُورِ ، نَاشِرَات الشُّعُورِ عَلى الخُدُودِ ، لاطِمَاتُ الوُجُوه سَافِرَات ، وبالعَوِيلِ دَاعِيَات ، وبَعْدَ العِزِّ مُذَلَّلاَت ، وإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَات ، والشِّمْرُ جَالِسٌ عَلى صَدْرِكَ ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ ، قَابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ ، وَخفِيَتْ أنْفَاسُكَ ، وَرُفِع عَلى القَنَاةِ رَأسُكَ .
      وَسُبِيَ أهْلُكَ كَالعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الحَدِيْدِ ، فَوقَ أقْتَابِ المطِيَّاتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ حَرُّ الهَاجِرَات ، يُسَاقُونَ فِي البَرَارِي وَالفَلَوَاتِ ، أيْدِيهُمُ مَغْلُولَةٌ إِلَى الأعْنَاقِ ، يُطَافُ بِهِم فِي الأسْوَاقِ ، فالوَيْلُ للعُصَاةِ الفُسَّاقِ .
      لَقَد قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلامَ ، وَعَطَّلوا الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالأحْكَامَ ، وَهَدَّمُوا قَوَاعِدَ الإيْمَانِ ، وحَرَّفُوا آيَاتَ القُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي البَغْيِ وَالعُدْوَانِ .
      لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللهِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) مَوتُوراً ، وَعَادَ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكبِيرُ وَالتهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحِليلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبدِيلُ ، والإِلْحَادُ وَالتَّعطِيلُ ، وَالأهْوَاءُ وَالأضَالِيلُ ، وَالفِتَنُ وَالأَبَاطِيلُ .
      فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) ، فَنَعَاكَ إِلَيهِ بِالدَّمْعِ الهَطُولِ ، قَائِلاً : يَا رَسُولَ اللهِ ، قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ ، واسْتُبِيحَ أهْلُكَ وَحِمَاكَ ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ ، وَوَقَعَ المَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَويكَ .
      فانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَكَى قَلْبُهُ المَهُولُ ، وَعَزَّاهُ بِكَ المَلائِكَةُ وَالأنْبِيَاءُ ، وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْرَاءُ ، وَاخْتَلَفَ جُنُودُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أبَاكَ أمِيرَ المُؤْمِنينَ ، وأُقِيمَتْ لَكَ المَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَلَطَمَتْ عَلَيكَ الحُورُ العِينُ .
      وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا ، وَالجِنَانُ وَخُزَّانُهَا ، وَالهِضَابُ وَأقْطَارُهَا ، وَالبِحَارُ وَحِيتَانُها ، وَالجِنَانُ وَولْدَانُهَا ، وَالبَيتُ وَالمَقَامُ ، وَالمَشْعَرُ الحَرَام ، وَالحِلُّ والإِحْرَامُ .
      اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هَذَا المَكَانِ المُنِيفِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِم ، وأدْخِلْنِي الجَنَّة بِشَفَاعَتِهِم .
      اللَّهُمَّ إِنِّي أتوَسَّلُ إِلَيكَ يَا أسْرَعَ الحَاسِبِينَ ، وَيَا أكْرَمَ الأَكْرَمِينَ ، وَيَا أحْكَمَ الحَاكِمِينَ ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَرَسُولِكَ إِلَى العَالَمِينَ أجْمَعِينَ ، وَبِأخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الأنْزَعِ البَطِينِ ، العَالِمِ المَكِينِ ، عَليٍّ أمِيْرِ المُؤْمِنِينَ ، وَبِفَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ .
      وَبِالحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةَ المُتَّقِينَ ، وَبِأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَينِ أَكَرَمِ المُستَشْهِدِينَ ، وَبِأوْلاَدِهِ المَقْتُولِينَ ، وَبِعِتْرَتِهِ المَظلُومِينَ .
      وَبِعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العَابِدِينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الأوَّابِينَ ، وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَصْدَقِ الصَّادِقِينَ ، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظِهِرِ البَرَاهِينَ ، وَبِعَليِّ بْنِ مُوسَى نَاصِرِ الدِّينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ المُهْتَدِينَ ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أزْهَدِ الزَّاهِدِينَ ، وَبِالحَسَنِ بْنِ عَليٍّ وَارِثِ المُسْتَخْلفِينَ ، وَبِالحُجَّةِ عَلى الخَلْقِ أجْمَعِينَ ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ الأَبَرِّينَ ، آلِ طَهَ وَيَاسِينَ ، وَأنْ تَجْعَلَنِي فِي القِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ المُطْمَئِنِّينَ ، الفَائِزِينَ الفَرِحِينَ المُسْتَبْشِرِينَ .
      اللَّهُمَّ اكتُبْنِي فِي المُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ، وَانْصُرْنِي عَلى البَاغِينَ ، واكْفِنِي كَيْدَ الحَاسِدِينَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مَكْرَ المَاكِرينَ ، وَاقْبِضْ عَنِّي أيْدِي الظَّالِمِينَ ، وَاجْمَع بَينِي وَبَينَ السَّادَةِ المَيَامِينَ فِي أعَلَى عِلِّيِّينَ ، مَعَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
      اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيكَ بِنَبِيِّكَ المَعْصُومِ ، وَبِحُكْمِكَ المَحْتُومِ ، وَنَهْيِكَ المَكْتُومِ ، وَبِهَذا القَبْرِ المَلْمُومِ ، المُوَسَّدِ في كَنَفِهِ الإِمَامِ المَعْصُومِ ، المَقْتُولِ المَظْلُومِ ، أنْ تَكْشِفَ مَا بِي مِنَ الغُمُومِ ، وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ القَدَرِ المَحْتُومِ ، وَتُجِيرُنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السُّمُومِ .
      اللَّهُمَّ جَلِّلْنِي بِنِعْمَتِكَ ، وَرَضِّنِي بِقَسَمِكَ ، وتَغَمَّدْنِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ، وَبَاعِدْنِي مِن مَكْرِكَ وَنِقْمَتِكَ .
      اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الزَّلَلِ ، وَسَدِّدْنِي فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ ، وَافْسَحْ لِي فِي مُدَّةِ الأَجَلِ ، وَاعْفِنِي مِنَ الأوْجَاعِ وَالعِلَلِ ، وَبَلِّغْنِي بِمَوَالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الأَمَلِ .
      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْبَلْ تَوبَتِي ، وَارْحَم عَبْرَتِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتي ، وَنَفِّسْ كُرْبَتِي ، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي .
      اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لِي فِي هَذَا المَشْهَدِ المُعَظَّمِ ، وَالمَحَلِّ المُكَرَّمِ ، ذَنْباً إلاَّ غَفَرْتَهُ ، وَلا عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ ، وَلاَ غَمّاً إلاَّ كَشَفْتَهُ ، وَلاَ رِزْقاً إلاَّ بَسَطْتَهُ ، وَلا جَاهاً إِلاَّ عَمَرْتَهُ ، وَلا فَسَاداً إِلاَّ أصْلَحْتَهُ ، وَلاَ أمَلاً إِلاَّ بَلَغْتَهُ ، وَلا دُعَاءً إِلاَّ أجَبْتَهُ ، وَلاَ مَضيقاً إلاَّ فَرَّجْتَهُ ، وَلا شَمْلاً إلاَّ جَمَعْتَهُ ، وَلا أمْراً إلاَّ أتْمَمْتَهُ ، وَلا مَالاً إِلاَّ كَثَّرْتَهُ ، وَلا خُلْقاً إلاَّ حَسَّنْتَهُ ، وَلا إِنْفَاقاً إِلاَّ أخْلَفْتَهُ ، وَلا حَالاً إِلاَّ عَمَرتَهُ ، وَلا حَسُوداً إِلاَّ قَمَعْتَهُ ، وَلا عَدوّاً إِلاَّ أرْدَيْتَهُ ، وَلا شَرّاً إِلاَّ كَفَيْتَهُ ، وَلا مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ ، ولا بَعِيداً إِلاَّ أدْنَيْتَهُ ، وَلا شَعْثاً إِلاَّ لَمَمْتَهُ ، وَلا سُؤالاً إِلاَّ أعْطَيْتَهُ .
      اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ العَاجِلَةِ ، وثَوَابَ الآجِلَةِ ، اللَّهُمَّ أغْنِنِي بِحَلالِكَ عَنِ الحَرَامِ ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَمِيعِ الأنَامِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً ، وَقَلْباً خَاشِعاً ، وَيَقِيناً شَافِياً ، وَعَمَلاً زَاكِياً ، وَصَبْراً جَمِيلاً ، وَأجْراً جَزِيلاً .
      اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَزِدْ فِي إحْسَانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ ، وَاجْعَلْ قَولِي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً ، وَعَمَلي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً ، وَأثَري فِي الخَيْرَاتِ مَتْبُوعاً ، وَعَدُوِّي مَقْمُوعاً .
      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأخْيَارِ ، فِي آنَاءِ اللَّيلِ وَأطْرَافِ النَّهَارِ ، وَاكْفِنِي شَرَّ الأشْرَارِ ، وَطَهِّرنِي مِن الذُّنُوبِ وَالأوْزَارِ ، وَأَجِرْنِي مِن النَّار ، وأحِلَّنِي دَارَ القَرَارِ ، وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ أُخْوانِي وأخَوَاتي المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
      ومع السلامة.

      تعليق


      • الإمام الحسين عليه السلام... نور بلا حدود !

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



        الإمام الحسين عليه السلام... نور بلا حدود !

        حينما يقال إنّ كربلاء أوسع من البقعة المكانيّة التي عُرِفت، وأطول من البرهة الزمانيّة التي دارت خلالها المعركة، وأعظم وأوسع ممّا تصوّره البعض أنّها حادثة تاريخيّة تنطوي في صفحات التاريخ شأنها شأن بقيّة الوقائع.. حينما يُقال ذلك فربّما يُطلَب أكثر من دليل. وحينما يُقدَّم الدليل تلو الدليل، يُدّعى أنّ وراء ذلك تعصّباً للشهيد المظلوم أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، أو أنّ الكلام منطلقٌ من رغبةٍ جامحةٍ في الانتصار له بعد تلك الظّلامة العظمى؛ لإعلاء شأنه بعد أن مثّل أعداؤه ببدنه القُدسيّ، وذبحوا أهل بيته وإخوته وأبناءه وأحبّته وخُلّص أصحابه أمام عينيه الكريمتين. وفي هذا السياق.. نوجّه الأنظار والأذهان إلى شيءٍ ممّا اعتقده إنسان غير مسلم وصرّح به، وكتبه بيراعٍ صادق مؤمنٍ بالحقائق التي توصّل إليها بقلبه وضميره. ذلك هو الكاتب « أنطون بارا » في مؤلَّفه: « الحسين في الفكر المسيحيّ ». فدَعُونا ـ أيّها الإخوة ـ نعيش مع هذا الكتاب بعض فقراته التي ترى الإمام الحسين عليه السّلام فوق الاعتبارات الضيّقة، وفوق نطاق الجغرافية.. نراه حاضراً في الضمير الإنسانيّ الحيّ والوجدان المتيقّظ.. وفي كلّ رسالات الأديان النزيهة. يقول « أنطون بارا »:

        الهزّة العظيمة

        لم تَحْظَ ملحمةٌ إنسانيّة في التاريخَين: القديمِ والحديث، بمِثل ما حَظِيَت ملحمةُ الاستشهاد في كربلاء، من إعجابٍ ودرسٍ وتعاطف؛ فقد كانت حركةً على مستوى الحادث الوجدانيّ الأكبر لأمّة الإسلام بتشكيلها المنعطفَ الروحيّ الخطيرَ الأثر في مسيرة العقيدة الإسلاميّة، والتي لولاها لكان الإسلام مذهباً باهتاً يُركَنُ في ظاهر الرؤوس، لا عقيدةً راسخةً في أعماق الصدور، وإيماناً يترعرع في وجدان كلّ مسلم. لقد كانت ( كربلاء ) هزّة، وأيّة هزّة! زلزلت أركانَ الأمّة مِن أقصاها إلى أدناها، ففتّحت العيون، وأيقظت الضمائرَ على ما لسطوةِ الإفك والشرّ من اقتدار، وما للظلم من تلاميذ على استعدادٍ لزرع ذلك الظلم في تلافيف الضمائر؛ ليغتالوا تحت سُتُرٍ مزيّفة قيمَ الدِّين، وينتهكوا حقوقَ أهليه.

        المسيرة الخالدة

        ألم يَعُوا كيف تحوّلت هذه الملحمة العظيمة ( ملحمة كربلاء ) بتقادم العهد عليها، إلى مسيرة.. وكيف صارت الشهادة التي أقدَم عليها الحسينُ عليه السّلام وآلُ بيته وصحبُه الأطهار، إلى رمزٍ للحقّ والعدل.. وكيف صار الذبيح بأرض كربلاء، مَناراً لا ينطفئ لكلّ متطلّعٍ باحثٍ عن الكرامة التي خصّ بها سبحانه وتعالى خَلْقَه بقوله: « ولَقَد كرَّمْنا بَني آدَمَ »؟! والسيرة العطرة لحياة سيّد شباب أهل الجنّة واستشهاده الذي لم يُسجِّل التاريخُ شبيهاً له.. كان عنواناً صريحاً لقيمة الثبات على المبدأ، وعظمةِ المثاليّة في أخذ العقيدة وتمثُّلِها، فغدا حبُّه كثائرٍ واجباً علينا كبشر، وحبُّه كشهيدٍ جزءً من نفثات ضمائرنا. فقد كان الحسين عليه السّلام شمعة الإسلام، أضاءت ممثِّلةً ضمير الأديان إلى أبد الدهور، وكان درعاً حَمى العقيدةَ مِن أذى مُنتهكيها، وذبَّ عنها خطرَ الاضمحلال، وكان انطفاؤه ( أي شهادته ) فوق أرض كربلاء مرحلة أُولى لاشتعالٍ أبديّ، كمَثَل التوهّج من الانطفاء، والحياة في موت.

        الغليان الدائم

        هي ثورة بدأت ساخنة، واستمرّت محافظةً على سخونتها.. طالما ثَمّة ظلمٌ فوق هذا الكوكب، وطالما ثمّة فسادٌ في الحكم، وطالما ثمّة عبثٌ في العقائد. وهي ثورة لن تبرد أبداً، بل هي في غَلَيان دائبٍ.. سيّما في هذا العصر، عصرِ الضَّنك والظلم والاضطهاد والترويع لشعوبٍ كثيرة، حيث انتُهِكت الحريّات، وبان جليّاً العبثُ في العقائد والأديان، بل واستغلال هذه الأديان في تثبيت المفاسد والانتهاكات البشريّة. فالحسين عليه السّلام ثارَ مِن أجل الحقّ، والحقُّ لكلّ الشعوب. والحسين عليه السّلام ثار مِن أجل مرضاة الله، وما دام الله خالق الجميع، فكذلك ثورة الحسين لا تختصّ بأحدٍ معيّن، بل هي لكلّ خَلْق الله... المظلومون والمضطهدون والمقهورون والمروَّعون من كلّ المذاهب والبقاع.. يتوجّهون في كلّ رغباتهم إلى جوهر ثورة الحسين عليه السّلام، ففي اتّجاههم الفطريّ ورودٌ إلى منبع الكرامة والإنصاف والعدل والأمان. وما دامت قد تعيّنت ماهيّة ثورة الحسين عليه السّلام بهذه ( المعاني ).. أفَلا يَجدر اعتبار الحسين شهيداً: للإسلام والمسيحيّة واليهوديّة، ولكلّ الأديان والعقائد الإنسانيّة الأخرى ؟! قال قسّيس مسيحيّ: لو كان الحسين لنا، لَرفَعْنا له في كلّ بلدٍ بَيْرقاً، ولنصَبْنا له في كلّ قريةٍ مِنْبراً، ولَدَعْونا الناس إلى المسيحيّة باسم « الحسين ».

        حركة الحسين.. شهادة للإسلام الحقّ

        جديرٌ بقدسيّة رسالة الحسين عليه السّلام، أن يقدّمها العالَمُ الإسلاميّ كأنصع ما في تاريخ الإسلام، إلى العالَم المسيحي، وكأعظم شهادةٍ لأعظم شهيدٍ في سبيل القيم الإنسانيّة الصافية الخالية من أيّ غرضٍ أو إقليميّة ضيّقة، وكأبرز شاهدٍ على صِدق رسالة محمّدٍ « صلّى الله عليه وآله » وكلِّ رسالات الأنبياء السابقين. وليس أدلّ على ما لسحر شهادة الحسين عليه السّلام من قوةِ جذبٍ للشعور الإنسانيّ، من حادثة رسول القيصر إلى يزيد، حينما أخذ يزيد ينكث ثغر الحسين الطاهر بالقضيب على مَرأىً منه، فما كان من رسول القيصر إلاّ أن قال له مستعظِماً فِعلتَه: إنّ عندنا في بعض الجزائر حافرَ حمار عيسى، ونحن نحجّ إليه في كلّ عام من الأقطار ونهدي إليه النذورَ ونعظّمه كما تعظّمون كتبكم، فأشهَدُ أنّكم على باطل! فأغضب يزيدَ هذا القول، فأمر بقتله، فقام رسول القيصر إلى الرأس الطاهر وقبّله، وتشهّد الشهادتين ( أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله )، وعند قتله سمع أهلُ المجلس من الرأس الشريف صوتاً عالياً فصيحاً يردّد: لا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله! ». وحادثة أخرى دفعت براهبٍ مسيحيّ لأن يبذل دراهم مقابل تقبيل رأس الشهيد، وكان ذلك عند نصب الرأس على رمحٍ إلى جانب صومعته، وفي أثناء الليل سمع الراهب تسبيحاً وتهليلاً، ورأى نوراً ساطعاً من الرأس المطهَّر، وسمع قائلاً يقول: « السلام عليك يا أبا عبدالله »، فتعجّب حيث لم يعرف الحال. وعند الصباح استخبر الراهبُ القومَ فقالوا له: إنّه رأس الحسين بن عليّ ابن فاطمة بنت النبيّ محمّد، فقال لهم: تَبّاً لكم أيّتُها الجماعة! صَدَقتِ الأخبار في قولها: إذا قُتِل تَمطُر السماءُ دماً! وأراد منهم أن يقبّل الرأس فلم يُجيبوه إلاّ بعد أن دفع إليهم دراهم، ولمّا ارتحلوا عن المكان نظروا إلى دراهم الراهب فإذا مكتوبٌ عليها: وسَيَعلمُ الذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلبون . فبداهةُ القول: أنّ أيّ فكرٍ إنسانيٍّ يطّلع على السيرة العطرة لسيّد الشهداء، لابدّ وأن تتحرّك في وجدانه نوازعُ الحبّ لهذا الشهيد المثاليّ، كما تحرّكت شبيهةُ هذه النوازع في قلبَيْ كلٍّ من: رسول القيصر، والراهب. ففي أعماق كلّ إنسان لواقطُ خفيّة تلتقط أدنى إشارات العظمة والقداسة خُفوتاً.. فكيف بأقواها تلك المتعلّقة بشخص سيّد الشهداء، والمنبعثة ـ رغم السنين والقرون ـ مِن كلّ كلمةٍ في سِفْر حياته وكفاحه وشهادته، والتي تستهوي أشدَّ القلوب ظلامةً للتفاعل معها، وتُوقظ أشدَّ الضمائر موتاً لاستلهامها والسير على هُدى أنوارها السَّنيّة ؟!

        المسيح.. في كربلاء

        بعد ذلك يدخل أنطون بارا في أجواء كربلاء وأيّام عاشوراء، فيستوحي المعاني من أعماق التاريخ، ويتأمّل في مشاهد عديدةٍ من قصّة الشهادة العظمى التي تَجلَّت في مواقف الإمام الحسين عليه السّلام في أبعادٍ لا يمكن تصوّرها. ثمّ يبقى هذا الكاتب المسيحيّ معجبَاً وهو يحلّل الوقائع حتّى ينغمر في أجواء الطفّ وكأنّه مسلمٌ واعٍ ينتصر لسيّد الشهداء ويتنفّر من أعدائه وقتلته، ثمّ يعود إلى التاريخ فيسطّر عنواناً نصُّه: « المسيح.. هل تنبّأ بالحسين ؟ »، ليكتب هذه الفقرات: أبشِروا بالعذابِ والتنكيـلِ أيُّها القاتلون ـ جهلاً ـ حسيناً ودَ وموسى وصاحبِ الإنجيلِ قد لُعِنتُم على لسـان ابـن دا لقد لعنَ المسيحُ قاتلي الحسين وأمر بني إسرائيل بلعنهم، قائلاً: « مَن أدرك أيّامَه فليُقاتِلْ معه، فإنّه ( أي المقاتل مع الحسين ) كالشهيد مع الأنبياء مُقْبلاً غير مُدْبِر، وكأنّي أنظر إلى بقعته، وما مِن نبيٍّ إلاّ وزارها وقال: إنّكِ لَبقعةٌ كثيرة الخير، فيكِ يُدفَن القمرُ الزاهر ». في هذا النصّ ( والحديث ما زال للكاتب أنطون بارا ) ثلاثُ نقاطٍ ذات دِلالةٍ وأهميّة:

        1 ـ لعنُ المسيح لقاتلي الحسين، وأمرُه لبني إسرائيل بلعنهم.

        2 ـ الحثّ على المقاتلة مع الحسين، بإيضاح أنّ الشهادة في هذا القتال كالقتال مع الأنبياء.

        3 ـ التأكيد على زيارة كلّ الأنبياء لبقعة كربلاء، بالجزم التامّ على أنّ ما مِن نبيّ إلاّ وزارها.

        وتذكر بعض المصادر التاريخيّة أنّ عيسى ابن مريم عليهما السّلام مرّ بأرض كربلاء، وتوقّف فوق مطارح الطفّ، ولعن قاتلي الحسين ومُهْدِري دمه الطاهر فوق هذا الثرى.

        من الخصائص الحسينية المتألّقة

        ونظرة واحدة إلى الملايين المؤمنة من البشر، التي تؤمّ قبر الحسين ومزارات آل البيت في كلّ مكان، لَكافيةٌ كي تدعم الرأي بتعاظم قوّة العقيدة وتمكّنها من النفوس، ورغبةِ المؤمنين في أن يظلَّ لقتل الحسين حرارةٌ متأجّجة لا تبرد في قلوبهم أبداً.. طالما هم مؤمنون، وصراطهم مستقيم. فكيف سيكون ما كان، لولا الذي كان من استشهاد سيّد شباب أهل الجنّة، وإزهاق الباطل الذي عبّر عنه القرآنُ الكريم بقوله: إنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً ؟ وكيف كان وسيكون، مِن خَلْق هذا الشهيد لولا اختيار العناية الإلهيّة له، ولولا تعهّدُ جَدّه النبيّ الأكرم بتنشئته تنشئةً نبويّة؟ فارتقت إنسانيّته إلى حيث نبوّة الجَدّ « أنا مِن حسين »، (واصطفّت) نبوّة الجدّ إلى حيث إنسانيّته « حسينٌ منّي ». ولا عجب في ذلك... فالحسين ـ في هذا ـ وَرِث خصائصَ جدّه من حيث الغَيرة على الدِّين، والاستعداد لبذل ما هو غالٍ في سبيله. وقولة الرسول: «حسينٌ منّي وأنا مِن حسين »، و«اللهمّ أحِبَّه؛ فإنّي أُحبّه» فيهما شهادةٌ وتكليف: شهادة بأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قد عَهِد براية الإسلام الذي أُنزِل عليه إلى سِبطه الحسين الذي هو بضعةٌ منه. وتكليف: للابن الذي أحبّه الرسول وطلب من ربّه أن يُحبّه، بالاستشهاد صَوناً للعقيدة، ودفاعاً عن روح الدين من العبث والاستهتار اللَّذينِ كادا يؤدّيانِ إلى اضمحلاله، فكانت هذه الشهادة وهذا التكليف هما العنوانَ الضخم والرمز الخالد لنهضة الابن في سبيل عقيدة الجدّ، حتّى استحقّ ـ عن جدارة ـ مغزى قولة: الإسلام.. بَدؤُه محمّديّ، وبقاؤه حسينيّ ». فالحسين.. البضعة الرسوليّة، قام بمهمّةٍ لا تقلّ خطراً عن مهمّة جَدّه، فأبقى الإسلامَ كما بشّر به جدُّه الكريم، وأودع في صدور المسلمين وديعةً ثمينةً تنبّههم بوجوب الحفاظ عليها، كأندرِ وأغلى ما يملكون.


        ونسألكم الدعاء...~

        تعليق


        • شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)
          تاريخ شهادته (عليه السلام) ومكانها
          10 محرّم 61ﻫ، كربلاء المقدّسة.
          سبب شهادته (عليه السلام)
          قُتل (عليه السلام) شهيداً في معركة كربلاء وهو يدافع عن دين جدّه محمّد (صلى الله عليه وآله).
          ليلة العاشر
          قضى الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه(رضي الله عنهم) ليلة العاشر من المحرّم بالصلاة والدعاء، وقراءة القرآن، وكان لهم دويٌّ كدويّ النحل، كما كانوا يصلحون سيوفهم ورماحهم استعداداً للقاء القوم.
          يوم العاشر
          طلب الإمام الحسين (عليه السلام) في صباح اليوم العاشر ـ إتماماً للحُجّة على أعدائه ـ من جيش يزيد، أن ينصتوا إليه لكي يكلّمهم، إلّا أنّهم أبوا ذلك، وعلا ضجيجهم، وفي النهاية سكتوا، فخطب فيهم معاتباً لهم على دعوتهم له، وتخاذلهم عنه.
          كما حدّثهم (عليه السلام) بما سيقع لهم بعد قتله على أيدي الظالمين، من ولاة بني أُمية، ممّا عهد إليه من جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو ما تحقّق فعلاً.
          وخصّ في ذلك عمر بن سعد، الذي كان يزيد يمنّيه بجعله والياً على الرّي وجرجان، بأنّ حلمه ذاك لن يتحقّق، وأنّه سوف يُقتل، ويُرفع رأسه على الرمح.
          خطبته (عليه السلام) يوم العاشر
          عاد الإمام الحسين (عليه السلام) مرّة أُخرى على ظهر فرسه، ووقف أمام الجيش الأُموي، وخاطبهم قائلاً: «أمّا بَعد، فانسبونِي فانظُروا مَن أنَا؟ ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هَلْ يحلُّ لَكُم قتلي وانتهاكُ حُرمتي؟
          ألسْتُ ابن بنتِ نبيِّكم (صلى الله عليه وآله)، وابن وصيِّه وابن عمِّه، وأوّل المؤمنين بالله، والمصدِّق لِرسولِه بما جاء من عند رَبِّه؟ أوَ ليس حمزة سَيِّد الشهداء عَمّ أبي؟ أو ليسَ جَعفر الشهيد الطيّار ذو الجناحين عَمِّي؟ أوَ لَمْ يَبلُغْكُم قول مُستفيض فيكم: إنّ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله) قال لي ولأخي: هَذان سَيِّدا شَبَاب أهل الجنّة؟...»(1).
          فلم يستجب له أحد، ثمّ خاطبهم (عليه السلام) قائلاً: «أمَا تَرونَ سَيفَ رَسولِ الله (صلى الله عليه وآله) ولاَمَةَ حَربِه وعمَامتَه عليّ»؟ قالوا: نعم.
          فقال (عليه السلام): «لِمَ تُقاتِلونِي»؟ أجابوا: طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد.
          هجوم الأعداء
          استحوذ الشيطان على عمر بن سعد ـ قائد الجيش ـ فوضع سهمه في كبد قوسه، ثمّ رمى مخيّم الإمام الحسين (عليه السلام) وقال: «اِشهدُوا أنّي أوّل مَن رمى»، فتبِعَه جنده يُمطرون آل الرسول (صلى الله عليه وآله) بوابل من السهام.
          فعظم الموقف على الإمام الحسين (عليه السلام)، ثمّ خاطب أصحابه قائلاً: «قُومُوا رَحِمكم الله إلى الموتِ الذي لا بدّ منه، فإنّ هذه السهام رُسل القوم إليكم»(2)، فلبّوا (رضي الله عنهم) النداء، وانطلقوا كالأُسود يحاربون العدوّ، فاستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء.
          وبدأ أصحاب الحسين (عليه السلام) يتساقطون الواحد تلو الآخر، وقد أرهقوا جيش العدوّ وأثخنوه بالجراح، فتصايَح رجال عمر بن سعد: لو استمرّت الحربُ بَيننا، لأتوا على آخرنا، لِنَهجم عليهم مَرّة واحدة، ولِنرشُفهُم بالنِبال والحجارة.
          واستمرّ الهجوم والزحف نحو من بقي مع الإمام الحسين (عليه السلام)، وأحاطوا بهم من جهات متعدّدة، فتعالت أصوات ابن سعد ونداءاته إلى جيشه، وقد دخل المعسكر يقتل وينهب، ويقول: «اِحرقوا الخيام».
          فضجّت النساء، وتصارخ الأطفال، وعلا الضجيج، وراحت ألسِنة النار تلتهم المخيّم، وسكّانه يفرُّون فزعين مرعوبين، فلم يهدأ سعير المعركة، وراح مَن بقي من أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته يستشهدون الواحد تلو الآخر.
          فاستُشهد ولده عليّ الأكبر وإخوته، وأبناء أخيه وابن أُخته، وآل عقيل وآل عليّ (عليه السلام)، مجزّرين كالأضاحي، وهم يتناثرون في أرض المعركة.
          وكذا بدأ شلّال الدم ينحدر على أرض كربلاء، وصيحات العطش والرعب تتعالى من حناجر النساء والأطفال.
          فركب الإمام الحسين (عليه السلام) جواده، يتقدّمه أخوه العباس (عليه السلام)، وتوجّه نحو نهر الفرات؛ ليحمل الماء إلى العيال، فحالت حشود العدوّ دونه، فأصبح هو في جانب وأخيه في جانب آخر.
          وكانت للبطل الشجاع أبي الفضل العباس (عليه السلام) صولة ومعركة حامية، طارت فيها رؤوس، وتساقطت فرسان، وهو يصول ويجول في ميدان الجهاد بعيداً عن أخيه، حتّى خرّ صريعاً سابحاً بدم الشهادة.
          وتعلّق قلب الإمام الحسين (عليه السلام) بمخيّمه، وما خلّفت النار والسيوف بأهله وحرمه.
          فراح (عليه السلام) ينادي، وقد طوّقته قوّات الأعداء وحالت بينه وبينهم، فصاح بهم: «أنَا الّذي أقاتِلُكم وتقاتلوني، والنِساء لَيسَ عَليهنّ جُناح، فامْنَعوا عُتاتكم وجهّالكم وطغاتكم من التعرُّض لحَرَمي ما دُمتُ حَيّاً»(3).
          إلّا أنّهم استمرّوا في هجومهم على المخيّم، ولم يعبئوا لكلامه (عليه السلام).
          فاستمرّ الهجوم عنيفاً، والإمام (عليه السلام) منهمك في قتال أعدائه، إلى أن سدّد له أحد الأجلاف سهماً واستقرّ في نحره الشريف، ثمّ راحت السيوف والرماح تنزل عليه كالمطر الغزير.
          فلم يستطع (عليه السلام) مقاومة الألم والنزف، فوقع على الأرض، ولم يكفُّوا عنه؛ لأنّ روح الحقد والوحشية التي امتلأت بها جوانحهم لم تسمح بذلك.
          بل راح الملعون شمر بن ذي الجوشن، يحمل سيفه ليقطع غصناً من شجرة النبوّة، وليثكل الزهراء (عليها السلام) بعزيزها، ففصل الرأس الشريف عن الجسد، ليحمله هدية للطاغية يزيد.
          ذلك الرأس الذي طالما سجد لله، وحمل اللّسان الذي ما فتئ يردّد ذكر الله، وينادي (عليه السلام): «لا أعطِيكُم بِيَدي إِعطَاء الذليل، ولا أقرُّ إِقرَار العبيد»(4)، الرأس الذي حمل العزّ والإباء، ورفض أن ينحني للعتاة أو يطأطئ جبهته للظالمين.
          ثمّ حلّ السكون على أرض كربلاء الطاهرة، فأتت العقيلة زينب الكبرى (عليها السلام) إلى الميدان حتّى وقفت على جسد أخيها الحسين (عليه السلام)، ثمّ قالت: «اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان».
          جزاء قاتلي الإمام الحسين (عليه السلام)
          حُكي عن السدّي قال: أضافني رجل في ليلة كنت أحبُّ الجليس، فرحّبت به وأكرمته، وجلسنا نتسامر، وإذا به ينطلق بالكلام كالسيل إذا قصد الحضيض.
          فطرقت له فانتهى في سمره إلى طفّ كربلاء، وكان قريب العهد من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، فتأوّهت وتزفّرت، فقال: ما لك؟ قال السدّي: ذكرت مصاباً يهون عنده كلّ مصاب.
          قال الرجل: أما كنت حاضراً يوم الطفّ؟ قال السدّي: لا والحمد لله.
          قال الرجل: أراك تحمد، على أيّ شيء؟! قال السدّي: على الخلاص من دم الحسين (عليه السلام)؛ لأنّ جدّه (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّ مَن طُولِبَ بدم ولدي الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان».
          قال الرجل: هكذا قال جدّه (صلى الله عليه وآله)؟ قال السدّي: نعم، وقال (صلى الله عليه وآله): «ولدي الحسين يُقتل ظلماً وعدواناً، أَلا ومَن قتله يدخل في تابوت من نار، ويُعذّب بعذاب نصفِ أهل النار، هو ومَن شايع وبايع أو رضي بذلك، كُلّما نضجت جلودهم بُدِّلوا بجلود غيرها؛ ليذوقوا العذاب، فالويل لهم من عذاب جهنّم».
          قال الرجل: لا تصدّق هذا الكلام يا أخي؟ قال السدّي: كيف هذا وقد قال (صلى الله عليه وآله): «لا كَذِبتُ وَلا كُذِّبتُ».
          قال الرجل: ترى قالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «قاتل ولدي الحسين لا يطول عمره، وها أنا وحقّك قد تجاوزت التسعين مع أنّك ما تعرفني»، قال السدّي: لا والله.
          قال الرجل: أنا الأخنس بن زيد، قال السدّي: وما صنعت يوم الطف؟
          قال الأخنس: أنا الذي أُمّرت على الخيل الذين أمرهم عمر بن سعد بوطئ جسم الحسين بسنابك الخيل، وهشمت أضلاعه، وجررت نطعاً من تحت عليّ بن الحسين وهو عليل حتّى كببته على وجهه، وخرمت اُذني صفية بنت الحسين، لقرطين كانا في أُذنيها.
          قال السدّي: فبكى قلبي هجوعاً وعيناي دموعاً، وخرجت أُعالج على إهلاكه، وإذا بالسراج قد ضعفت، فقمت أزهرها.
          فقال: اجلس، وهو يحكي متعجّباً من نفسه وسلامته، ومدّ إصبعه ليزهرها فاشتعلت به، ففركها في التراب فلم تنطفِ، فصاح بي: أدركني يا أخي، فكببت الشربة عليها وأنا غير محبٍّ لذلك، فلمّا شمّت النار رائحة الماء ازدادت قوّة، وصاح بي: ما هذه النار وما يطفئها؟!!
          قلت: ألقِ نفسك في النهر، فرمى بنفسه، فكلّما ركس جسمه في الماء اشتعلت في جميع بدنه كالخشبة البالية في الريح البارح، هذا وأنا أنظره، فوالله الذي لا إله إلّا هو، لم تُطفأ حتّى صار فحماً، وسار على وجه الماء!!(5).
          وروي عن عبد الله بن رباح القاضي أنّه قال: لقيت رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، فسُئل عن بصره، فقال: كنت شهدت قتله عاشر عشرة، غير أنّي لم أطعن برمح ولم أضرب بسيف ولم أرمِ بسهم.
          فلمّا قُتل (عليه السلام) رجعت إلى منزلي وصلّيت العشاء الآخرة ونمتُ، فأتاني آتٍ في منامي فقال: أجب رسول الله!! فقلت: ما لي وله؟
          فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه، فإذا النبيّ(صلى الله عليه وآله) جالس في صحراء، حاسر عن ذارعيه، آخذ بحربة، وملك قائم بين يديه، وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة، فكلّما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً!! فدنوت منه وجثوت بين يديه، وقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يردّ (صلى الله عليه وآله) عليّ.
          ومكث طويلاً، ثمّ رفع رأسه وقال (صلى الله عليه وآله): «يا عدوّ الله، انتهكت حرمتي، وقتلت عترتي، ولم ترعَ حقِّي، وفعلت وفعلت».
          فقلت: يا رسول الله، ما ضربت بسيف، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم، فقال (صلى الله عليه وآله): «صدقتَ، ولكنّك كثّرت السواد، أُدنُ مِنِّي»، فدنوت منه، فإذا بطشت مملوء دماً.
          فقال (صلى الله عليه وآله) لي: «هذا دم ولدي الحسين»، فكحّلني من ذلك الدم، فاحترقت عيناي، فانتبهت لا أبصر شيئاً(6).
          ورئي رجل بلا يدين ولا رجلين، وهو أعمى يقول: ربّي نجّتي من النار، فقيل له: لم يبقَ عليك عقوبة، وأنت تسأل النجاة من النار؟!
          قال: إنّي كنت فيمن قاتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء، فلمّا رأيت عليه سراويل وتكّة حسنة، فأردت أن انتزع التكّة، فرفع يده اليمنى ووضعها على التكّة، فلم أقدر على رفعها، فقطعت يمينه (عليه السلام).
          ثمّ أردت أنتزاع التكّة فرفع شماله ووضعها على التكّة، فلم أقدر رفعها فقطعت شماله (عليه السلام)، ثمّ هممت بنزع السراويل، فسمعت زلزلة فخفت وتركته، فألقى الله عليّ النوم فنمت بين القتلى.
          فرأيت كأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أقبل، ومعه عليّ وفاطمة والحسن (عليهم السلام)، فأخذوا رأس الحسين (عليه السلام) فقبّلته فاطمة(عليها السلام) وقالت: «يا بني قتلوك!! قتلهم الله».
          وكأنّه (عليه السلام) يقول: «ذَبَحَنِي شمرٌ، وقطع يدي هذا النائم»، وأشار إليّ، فقالت لي فاطمة (عليها السلام): «قَطعَ الله يديكَ ورجليكَ، وأعمى بصرك، وأدخلك النار».
          فانتبهت وأنا لا أبصر شيئاً، ثمّ سقطت يداي ورجلاي، فلم يبقَ من دعائها إلّا النار(7).
          ====
          المصادر:
          1ـ مقتل الحسين: 117.
          2ـ أعيان الشيعة 1/603.
          3ـ المصدر السابق 1/609.
          4ـ مقتل الحسين: 118.
          5ـ مدينة المعاجز 4/95.
          6ـ المصدر السابق 4/101.
          7ـ بحار الأنوار 45/311.

          بقلم : محمد أمين نجف.
          ومع السلامة.

          تعليق


          • كرامات الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد مقتله من مصادر سُنية

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            كرامات الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد مقتله من مصادر سُنية
            وردت كثير من الروايات في مصادر أهل السنة تتحدث عن بعض الظواهر الكونية ، والحوادث ، والفتن ، التي ظهرت عقيب مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، أسفاً وحزناً عليه ، ونذكر منها :
            أولاً : ما روي من أن السماءَ صارت تَمطُر دماً :
            عن أم حكيم قالت : قُتِلَ الحسين وأنا يومئذ جويرية ، فمكثت السماء أياماً مثل العلقة ( رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح ) .
            ثانياً : ما روي من كسوف الشمس :
            عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي انكسَفَت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار ، حتى ظننَّا أنها هي ، أي : القيامة ( رواه الطبراني وإسناده حسن ) .
            ونقل ذلك أيضا السيوطي في تاريخ الخلفاء / 207 ، وأرسله إرسال المسلّمات ، فقال : ولما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة ، والكواكب يضرب بعضها بعضاً ، وكسفت شمس ذلك اليوم ، واحمرَّت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله .
            ثم لا زالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك ولم تكن ترى فيها قبله .
            ثالثاً : ما ورد في الدم الذي ظهر على الجُدُر :
            قال حصين : فلما قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة ، كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع ( رواه الطبري في تاريخه 4 / 296 ) .
            رابعاً : ما رُفع حجر إلا وُجِد تحته دم :
            عن الزهري قال : قال لي عبد الملك أي واحد أنت إن أعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين .
            فقلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط .
            فقال لي : إني وإياك في هذا الحديث لقرينان ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ) .
            وعن الزهري قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) .
            وروى ذلك الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ، والبيهقي في ( دلائل النبوة ) وأبو نعيم الأصفهاني في ( معرفة الصحابة ) .
            خامساً : ذبحوا جزوراً فصار كله دماً :
            عن دويد الجعفي عن أبيه قال : لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره ، فلما طبخت إذا هي دم ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ، ورواه أبو نعيم الأصفهاني في معرفة الصحابة ) .
            سادساً : الفتن والحوادث الغريبة :
            قال ابن كثير في تاريخه 8 / 220 : وأما ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح ، فإنه قلَّ من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا ، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض ، وأكثرهم أصابه الجنون ( رواه الطبراني ورجاله رجال صحيح ) .
            وقال في 6 / 259 : وقد روى حَمَّاد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمارة ، عن أم سلمة ، أنها سمعت الجِنَّ تنوح على الحسين بن علي ، وهذا صحيح .
            ومع السلامة.

            تعليق


            • وصول الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

              وصول الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء
              في طريق كربلاء
              قام الإمام الحسين (عليه السلام) خطيباً ـ وهو في طريقه إلى كربلاء ـ، موضّحاً لأصحابه المصير الذي ينتظرهم، فقال (عليه السلام):
              «إنّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبَر مَعروفُها، واستمرّت حذّاء، ولم تبقَ منها إلّا صبابة كَصبابة الإناء، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوَبيل، ألاَ تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمنُ في لقاء ربِّه مُحقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا بَرَماً ـ أي مللاً ـ»(1).
              مع الحر
              التقى الإمام الحسين (عليه السلام) في طريقه إلى كربلاء بالحرّ بن يزيد الرياحي، حيث كان مُرسلاً من قِبل عبيد الله بن زياد ـ والي الكوفة ـ في ألف فارس، وهو يريد أن يذهب بالإمام (عليه السلام) إلى ابن زياد.
              كتاب ابن زياد
              وصل إلى الحرّ كتاب من ابن زياد، جاء فيه: «أمّا بعد، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، ويقدم عليك رسولي، ولا تُنزله إلّا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام».
              فلمّا قرأ الكتاب قال الحرّ لهم: «هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني فيه أن أُجعجع بكم في المكان الذي يأتيني كتابه، وهذا رسوله، وقد أمره أن لا يفارقني حتّى أُنفّذ رأيه وأمره»(2)، فجعجع بهم وأنزلهم أرض كربلاء.
              في كربلاء
              عندما اضطرّ الإمام الحسين (عليه السلام) للوقوف في منطقة كربلاء، راح (عليه السلام) يسأل، وكأنّه يبحث عن أرض كربلاء، فقال: «مَا اسْمُ هَذه الأرض»؟ فقيل له: أرض الطف.
              فقال (عليه السلام): «هَلْ لَهَا اسمٌ غير هذا»؟ قيل: اسمُها كربلاء، فقال (عليه السلام): «اللّهمّ أعوذُ بك من الكَرْبِ والبَلاء».
              ثمّ قال (عليه السلام): «هَذا مَوضع كَربٍ وبَلاء، انزلوا، هَاهُنا مَحطُّ رِحالِنا ومَسفَكُ دِمائِنَا، وهَاهُنا مَحلُّ قبورِنا، بِهَذا حدّثني جَدِّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)»(3) فنزلوا جميعاً.
              تاريخ الوصول
              2 محرّم 61ﻫ.
              مع السيّدة زينب (عليها السلام)
              نزل الإمام الحسين (عليه السلام) أرض كربلاء، وضَرَب فسطاطه، وراح يُعدُّ سلاحه، ويصلح سيفه، مُردّداً (عليه السلام) الأبيات الآتية:
              يَا دَهْرُ أُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ ** كمْ لك بالإشرَاقِ والأصيلِ
              مِن طَالبٍ وصَاحبٍ قَتيل ** والدّهْر لا يقنعُ بالبَديلِ
              وكُلّ حيٍّ سَالِكٌ سَبيلِ ** مَا أقرَبَ الوَعْد مِن الرّحيل
              وإنّما الأمرُ إلى الجَليلِ
              فلمّا سمعت السيّدة زينب (عليها السلام) تلك الأبيات، قالت: «يا أخي! هذا كلام مَن أيقَن بالقَتل»! فقال (عليه السلام): «نَعَمْ يا أُختَاه»، فقالت: «وَاثكْلاه، يَنعي الحُسَين إليّ نَفسَه»(4).
              ====
              المصادر:
              1ـ اللهوف في قتلى الطفوف: 48.
              2ـ مقتل الحسين: 93.
              3ـ اللهوف في قتلى الطفوف: 49.
              4ـ المصدر السابق.

              بقلم : محمد أمين نجف.
              ومع السلامة.

              تعليق


              • ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)
                اسمه وكنيته ونسبه (عليه السلام)
                الإمام أبو عبد الله، الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
                ألقابه (عليه السلام)
                سيّد الشهداء، أبو الأئمّة، سيّد شباب أهل الجنّة، السيّد، الرشيد، الشهيد، الزكي، الطيّب، المُبارك، السبط، التابع لمرضاة الله، الدليل على ذات الله... .
                تاريخ ولادته (عليه السلام) ومكانها
                3 شعبان عام 4ﻫ، المدينة المنوّرة.
                أُمّه (عليه السلام) وزوجته
                أُمّه السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وزوجته السيّدة شاه زنان بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى، ويقال: إن اسمها شهربانو أُمّ الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)، وله زوجات أُخر.
                مدّة حمله (عليه السلام)
                كانت مدّة حمله ستّة أشهر، ولم يولد لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم والحسين (صلى الله عليه وآله).
                رؤيا أُمّ الفضل
                رأت أُمّ الفضل بنت الحارث في منامها رؤيا غريبة لم تهتدِ إلى تأويلها، فهرعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلة له: رأيت حلماً مُنكراً كأنّ قطعة من جسدك قُطعت ووُضعت في حِجري!
                فأزاح النبي (صلى الله عليه وآله) مخاوفها، وبشّرها بخير، قائلاً: «خيراً رأيتِ، تَلد فاطمةُ غلاماً فيكون في حِجرك»، فولدت فاطمة الحسين (عليه السلام)، فقالت: وكان في حجري كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)(1).
                إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بقتله (عليه السلام)
                قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ جبرائيل (عليه السلام) نزل على محمّد (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا محمّد، إنّ الله يبشّرك بمولودٍ يولد من فاطمة، تقتله أُمّتك من بعدك، فقال: «يا جبرائيل، وعلى ربّي السلام، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أُمّتي من بعدي»، فعرج ثمّ هبط (عليه السلام) فقال له مثل ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله) : «يا جبرائيل، وعلى ربّي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أُمّتي من بعدي»، فعرج جبرائيل (عليه السلام) إلى السماء ثمّ هبط فقال: يا محمّد إن ربّك يقرئك السلام ويبشّرك بأنّه جاعل في ذرّيته الإمامة والولاية والوصية، فقال: «قد رضيت».
                ثمّ أرسل (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة (عليها السلام): «إنّ الله يبشّرني بمولود يولد لك تقتله أُمّتي من بعدي »، فأرسلت إليه: «لا حاجة لي في مولود تقتله أُمّتك من بعدك»، فأرسل إليها: «إنّ الله قد جعل في ذرّيته الإمامة والولاية والوصية»، فأرسلت إليه: «أن قد رضيت»(2).
                بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) عند ولادته (عليه السلام)
                لمّا بُشِّر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بسبطه المبارك، خفّ مسرعاً إلى بيت بضعته فاطمة (عليها السلام) وهو ثقيل الخطوات، وقد ساد عليه الحزن، فنادى: «يَا أسماء، هَلُمِّي ابني».
                فناولته أسماء، فاحتضنه النبي (صلى الله عليه وآله) وجعل يُوسعه تقبيلاً وقد انفجر بالبكاء، فذُهِلت أسماء وانبرت تقول: فِداك أبي وأُمّي، ممّ بكاؤك؟!
                فأجابها النبي (صلى الله عليه وآله) وقد غامت عيناه بالدموع: «على ابني هذا»، فقالت: إنّه وُلد الساعة!!
                فأجابها الرسول (صلى الله عليه وآله) بصوتٍ متقطّع النبرات حزناً وأسىً قائلاً: «تَقتُلُه الفِئةُ البَاغية من بعدي، لا أنَالَهُمُ اللهُ شفاعَتي».
                ثمّ أَسَرّ إلى أسماء قائلاً: «لا تُخبري فاطمة، فإنّها حديثة عهد بولادة...»(3).
                مراسيم ولادته (عليه السلام)
                أجرى النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه أكثر المراسيم الشرعية لوليده المبارك، فقام (صلى الله عليه وآله) بما يلي:
                1ـ الأذان والإقامة: أذّن (صلى الله عليه وآله) في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وجاء في الخبر: إنّ ذلك عِصمةٌ للمولود من الشيطان الرجيم.
                2ـ التسمية: سمّاه النبي (صلى الله عليه وآله) حُسيناً، كما سمّى أخاه حَسَناً.
                يقول المؤرّخون: «لم تكن العرب في جاهليتها تعرف هذين الاسمين حتّى تُسمِّي أبناءهم بهما، وإنّما سمّاها النبي (صلى الله عليه وآله) بهما بوحي من السماء».
                3ـ العقيقة: وبعدما انطوت سبعة أيّام من ولادة الحسين (عليه السلام) أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن يُعقّ عنه بكبش ويُوزّع لحمه على الفقراء، وكان ذلك من جملة ما شرّعه الإسلام في ميادين البِرِّ والإحسان إلى الفقراء.
                4ـ حَلْق رأسه: وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن يُحلق رأس وليده ويُتصدّق بزنته فضّة على الفقراء ـ وكان وزنه كما في الحديث درهماً ونصفاً ـ، وطلى رأسه بالخلُوق، ونهى عمّا كان يفعله أهل الجاهلية من طلاء رأس الوليد بالدم.
                من أقوال الشعراء فيه (عليه السلام)
                1ـ قال الشيخ محمّد جواد البلاغي (قدس سره) في ولادته (عليه السلام):
                شعبان كم نعمت عين الهدى فيه ** لولا المحرّم يأتي في دواهيه
                وأشرق الدين من أنوار ثالثه ** لولا تغشّاه عاشور بداجيه
                وارتاح بالسبط قلب المصطفى فرحاً ** لو لم يرعه بذكر الطفّ ناعيه
                رآه خير وليد يستجار به ** وخير مستشهدٍ في الدين يحميه
                قرّت به عين خير الرسل ثمّ بكت ** فهل نهنّيه فيه أم نعزّيه
                إن تبتهج فاطم في يوم مولده ** فليلة الطفّ أمست من بواكيه(4).
                2ـ قال شاعر آخر بالمناسبة:
                بدر تألق في سما العلياء ** ذاك الوليد لفاطم الزهراء
                أرج يفوح على الدنى ميلاده ** فيه الوجود معطّر الأرجاء
                وبه الرسول قد أحتفى مستبشراً ** طلق المحيا مفعم الأحناء
                ولحيدر زفّت بشائر عيده ** أكرم بمولدٍ سيّد الشهداء
                غذّاه أصبعه الشريف لبانة ** حتّى ارتوى من أعذب الإرواء
                3ـ قال شاعر آخر بالمناسبة:
                في شهرِ شعبانٍ وُلِدتَ فأزهَرَتْ ** كلُّ الشهورِ ومِن سناكَ تنوّرت
                شمسٌ ولم يدري الكسوفَ ضياؤها ** زانتْ لمطلَعِها النجومُ وكبّرتْ
                صلّى عليكَ اللهُ في قُرآنهِ ** والأرضُ بالشرفِ الوليدِ تطهّرتْ
                أنتَ الملاذُ الملتجى وسفينُنا ** إذ للنجاةِ نرى السفينةَ أبحرَت
                يا ساعةً وُلِدَ الحسينُ بها إذا ** حانتْ وقُدرتُهُ الإلهُ بها جَرتْ
                ====
                المصادر:
                1ـ الإرشاد 2/129.
                2ـ الكافي 1/464.
                3ـ اُنظر: روضة الواعظين: 154.
                4ـ أعيان الشيعة 4/256.

                بقلم : محمد أمين نجف.
                ومع السلامة.

                تعليق


                • تربة الحسين (عليه السلام) ودعاء الاعتصام

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                  تربة الحسين (عليه السلام) ودعاء الاعتصام
                  في الحديث المعتبر أن الصادق لما قدم العراق، أتاه قوم فسألوه: عرفنا أن تربة الحسين عليه السلام شفاء من كل داء، فهل هي أمان من كل خوف؟ قال بلى، من اراد ان تكون التربة امانا له من كل خوف فليأخذ السبحة منها بيده و يقول ثلاثاً:
                  أصبحت اللهم معتصما بذمامك و جوارك المنيع، الذي لا يطاول و لا يحاول، من شر كل غاشم و طارق ، من سائر من خلقت و ما خلقت، من خلقك الصامت والناطق، في جنة من كل مخوف ، بلباس سابغة حصينة ، و هي ولاء أهل بيت نبيك محمد صلى الله عليه و آله محتجزا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم و التمسك بحبلهم جميعا موقنا أن الحق فيهم و لهم و معهم، و منهم و فيهم و بهم، أوالي من والوا ، و أعادي من عادوا و أجانب من جانبوا، فصل على محمد و آله ، و أعذني من اللهم بهم من شر كل ما أتقيه، يا عظيم حجزت الأعادي عني ببديع السماوات و الأرض، إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون.
                  ثم يقبل السبحة و يمسح بها عينه و يقول: اللهم إني أسألك بحق هذه التربة المباركة، و بحق صاحبها، و بحق جده و بحق أبيه، و بحق أمه و بحق أخيه، و بحق ولده الطاهرين، اجعلها شفاء من كل خوف و حفظا من كل سوء.
                  ثم يجعلها على جبينه فإن عمل ذلك صباحا كان في امان الله تعالى حتى يمسي، و من عمل ذلك مساء كان في امان الله تعالى.
                  وروي في حديث آخر أن من خاف من سلطان أو غيره فليصنع ذلك حين يخرج من منزله ليكون ذلك حرزا له.
                  المصدر: مفاتيح الجنان.
                  ومع السلامة.

                  تعليق


                  • الحسين عليه الصلاة والسلام.. الماء والدمعة والدم!

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                    الحسين عليه الصلاة والسلام.. الماء والدمعة والدم!

                    على ظهر هذا الكوكب بشر؛ قرابة مليار منهم؛ ما إن يغرف الواحد منهم غرفة من ماء ليرتشفها؛ حتى تعود به الذاكرة إلى مئات من الأعوام خلت لترتسم في هنه صورة ذلك الثائر المضحّي الشهيد الذي قُتل ظمآناً، فيتمتم قائلاً : " السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين"..
                    وأينما نظر المرء منّا إلى الماء فإنّه يجد الحسين وعطشه فيه، فتراه يحدّث نفسه بأنّ هذا الماء قد حُرم منه سيّد الشهداء وأهل بيته وأنصاره صلوات الله عليهم، وقد قتلوا جميعاً عطاشى وألسنتهم تلتهب من شدّة الظمأ فيستذكر ما جرى وما وقع في تلك الفاجعة العظيمة، وتختلج في صدره الأحزان.. وهكذا ظلّ الماء والحسين (عليه الصلاة والسلام) متلازمين في عالم المعاني، والحقّ أنّ هذا الارتباط قد أوجده الله تعالى بحكمته، فقرن بين قضية الحسين (عليه السلام) وعنصر الحياة وجعل بينهما علاقة أزلية لتدوم القضية بدوام الماء الذي لابدّ لكل كائن حي منه حتّى يعيش، فإذا عاش احتاج إلى الماء، وإذا احتاج إلى الماء تذكّر الحسين، وإذا تذكّر الحسين تجدّدت رسالته في نفسه، فيبقى الإسلام وتبقى الولاية على مرّ الزمان. وإذا كان الماء سرّ الحياة المادّية، فإنّ الحسين (عليه الصلاة والسلام) سرّ الحياة المعنوية الحرّة الكريمة الأبيّة. وما ظلّ في الدنيا ماء فسيبقى الحسين حيّاً في الضمائر والقلوب، وحتّى إن نضب وحلّ الجفاف فإنّ جميع أهل الأرض سيتذكّرون عطش الحسين وحرمانه منه.
                    أجل.. قد جعل الله (عزّوجلّ) من الماء كلّ شيء حي، وجعل من الحسين (عليه الصلاة والسلام) كلّ مؤمن حرّ.و ثمّة علاقة فطرية أُخرى ليست معنوية فحسب بل تكوينية أيضاً، وهي العلاقة التي تربط بين الحسين (عليه الصلاة والسلام) وبين دمعة الإنسان، أيّاً كانت عقيدته وأيّاً كان انتماؤه، فإنّ لسيّد الشهداء تأثيراً على عيون الناس ودموعهم التي تتقاطر تلقائياً ولا إرادياً في كثير من الأحيان، عند ذكر قصّة استشهاده ومقتله، فتجد حتى غير المعتقدين بولايته كالنواصب والكفّار والملحدين يتأثّرون ويكون، بل إنّ الدموع قد نزلت من عيون قاتليه كيزيد وعمر بن سعد (عليهما اللعنة) ولم يكن ذلك عن قصد واختيار منهم بل عن تأثير تكيوني ودافع فطري لأنّ للحسين (صلوات الله عليه) علاقة حميمة بالدموع والعبرات. فعن سعد بن عبد الله قال: سألت القائم (عليه السلام) عن تأويل كهيعص قال (عليه السلام): هذه الحروف من أنباء الغيب أطّلع الله عليها عبده زكريا ثم قصهاعلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك أن زكريا سأل الله ربه ان يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فعلمه إيّاها، فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن (عليهم السلام) سُرِّي عنه همه، وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة، ووقعت عليه البهرة، فقال ذات يوم: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته. (بحار الأنوار: ج 44 ص 223).وفي تفسير الدر المنثور في تفسير قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37)، أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) فلقنّه جبرئيل قل: يا حميد بحق محمد، و يا عالي بحق علي، يا فاطر بحق فاطمة، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الإحسان، فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه وقال: يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟ قال جبرئيل: ولدك هذا يصاب تصغر عندها المصائب؟ فقال: يا أخي وما هي؟ قال: يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر ولا معين. (بحار الأنوار: ج 44 ص 245).وقد ورد في صحيح الأخبار عن آل النبي المختار (عليهم السلام) أنّه في يوم عاشوراء بكت جميع الخلائق على أبي عبدالله حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار، بل بكاه أيضاً أهل جهنّم من الكافرين، وما ذلك إلاّ لأنّ الدمعة صنيعة قضية الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وأيّاً كانت العين الباكية فإنّ محابس الدموع فيها لا تتمكّن من حبسها عندما تذكر قصّته الحزينة المؤلمة. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً وحقيق عليّ أن لا يأتيني مكروب قط إلاّ رده الله و أقلبه إلى أهله مسروراً. (كامل الزيارات: ص216).وقال (عليه السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى. (كامل الزيارات: ص 215). ولنعم ما قال الشاعر: تبكيك عيني لا لأجل مثوبة! لكنّما عيني لأجلك باكية
                    ولربما لاحظ البعض أنّ اسم (حسين) هو بحدّ ذاته ذو إيقاع حزين خاص خلافاً لكلّ الأسماء الأُخرى، ولربما لا يجد علماء النفس لذلك سبباً منطقياً وجيهاً، فأن يكون لهذا الاسم إيقاعه الحزين عند الذين يمتلكون الخلفية الثقافية عنه من الشيعة؛ ومن يعرفون قصّة استشهاده وسيرته؛ فذلك أمر ليس بعجيب، ولكن العجيب هو تأثّر من لم يعرفوا عن سيّد الشهداء (عليه السلام) شيئاً وإنّما لمجرد سماعهم باسمه الشريف. إذ كيف يتأثّر من كان كذلك بمجرد إنصاته بهدوء لاسم (حسين) مكررا؟! وكيف يحسّ بتلك المشاعر الحزينة وقد انتابته ما إن تردّد عليه هذه الكلمة؟! إنّ هذا هو ما لا يمكن تفسيره إلاّ بالغيب والفطرة الإلهية حيث قضى الله (تعالى) أن يكون اسم الحسين (عليه الصلاة والسلام) مثيراً للحزن واللوعة والدمعة. ولنضرب مثالاً لذلك فنقول إنّ طائر البومة قد ارتبطت صورته في الذاكرة الإنسانية بالحزن دون سبب علمي وجيه إلاّ أنّ شكل هذا الطائر أعطى هذا الانطباع، فهكذا هو اسم الحسين، يبعث النفس البشرية إلى أن تحزن وتتألّم. فكيف إذا علمنا بأنّ طائر البومة – كما ورد في الروايات – ظلّ حزيناً حقّاً منذ مقتل الحسين بن علي عليهما الصلاة والسلام؟!
                    إنّ كلّ من يسمع بقضية أبي عبدالله لا يمكنه إلاّ أن يتأثّر وإلاّ أن تدمع عيناه، حتى وإن كان قلبه من حجر، فإنّ الحجر نفسه بكى على الحسين دماً إذ لم يُرَ حجر في يوم العاشر إلاّ ووجُد أسفله دم عبيط! بل التاريخ يذكر أنّ السماء بكت دماً على الإمام الحسين عليه السلام. وما هذا إلا لأن قضية الحسين (صلوات الله عليه) قضية استثنائية تكوينا وتشريعا، وهنا أمر آخر استثنائي يرتبط بالدم، إنه الدم الذي يتدفق من أجساد الموالين يوم العاشر من محرم كل عام دون أن يُصابوا بالأذى! والدم الذي يتدفق من صخرة في الشام وُضع عليها رأسه الشريف قبل أربعة عشر قرنا! والدم الذي ينسال من شجرة في قزوين حطّت عليها طيور حملت قطرات من دم الحسين الشهيد بأبي هو وأمي!
                    فهل هذه إلا خروقات للقواعد الكونية! وهل هذه إلا تعابير حيّة عن قضية استثنائية لا مثيل لها ولن يكون لها مثيل إلى يوم الدين!
                    ألا إن الحسين.. ماء الحياة، ودمعة الفؤاد، ودم الثورة!
                    ونسألكم الدعاء...~

                    تعليق


                    • قُتِلَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ عَطْشَاناً !

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                      قُتِلَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ عَطْشَاناً !
                      عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصَّادِقِ ( عليه السَّلام ) : " أَنَّ زَيْنَ الْعَابِدِينَ [1] بَكَى عَلَى أَبِيهِ [2] أَرْبَعِينَ سَنَةً ، صَائِماً نَهَارُهُ ، قَائِماً لَيْلُهُ ، فَإِذَا حَضَرَ الْإِفْطَارُ جَاءَ غُلَامُهُ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ فَيَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيَقُولُ : كُلْ يَا مَوْلَايَ .
                      فَيَقُولُ : قُتِلَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) جَائِعاً ، قُتِلَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ عَطْشَاناً ، فَلَا يَزَالُ يُكَرِّرُ ذَلِكَ وَ يَبْكِي حَتَّى يُبَلَّ طَعَامُهُ بِدُمُوعِهِ ، وَ يُمْزَجَ شَرَابُهُ بِدُمُوعِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ " [3] .
                      ====
                      [1] أي الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين ( عليه السَّلام ) ، رابع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
                      [2] أي الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء ( عليه السَّلام ) ، ثالث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
                      [3] وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 3 / 282 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
                      ومع السلامة.

                      تعليق


                      • ما روي في شهادة الامام الحسين و اهل بيته عليهم السلام عن الانبياء عليهم السلام

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                        ما روي في شهادة الامام الحسين و اهل بيته عليهم السلام عن الانبياء عليهم السلام
                        1. ادم عليه السلام.
                        وروى صاحب الدر الثمين في تفسير قوله تعالى : " فتلقى آدم من ربه كلمات " ( 1 ) أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والائمة عليهم السلام فلقنه جبرئيل قل : يا حميد بحق محمد ، يا عالي بحق علي ، يا فاطر بحق فاطمة ، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الاحسان . فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه ، وقال :
                        يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي ؟ قال جبرئيل : ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب ، فقال : يا أخي وما هي ؟ قال : يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين ، ولو تراه يا آدم وهو يقول : واعطشاه واقلة ناصراه ، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان ، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف ، وشرب الحتوف ، فيذبح ذبح الشاة من قفاه ، وينهب رحله أعداؤه وتشهر رؤسهم هو وأنصاره في البلدان ، ومعهم النسوان ، كذلك سبق في علم الواحد المنان ، فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى .(بحار الانوارج44-ص245).
                        2. نوح عليه السلام.
                        روي أن نوحا لما ركب في السفينة طافت به جميع الدنيا فلما مرت بكربلا أخذته الارض ، وخاف نوح الغرق فدعا ربه وقال : إلهي طفت جميع الدنيا وما أصابني فزع مثل ما أصابني في هذه الارض فنزل جبرئيل وقال : يا نوح في هذا الموضع يقتل الحسين سبط محمد خاتم الانبياء ، وإبن خاتم الاوصياء فقال : ومن القاتل له يا جبرئيل ؟ قال : قاتله لعين أهل سبع سماوات وسبع أرضين ، فلعنه نوح أربع مرات فسارت السفينة حتى بلغت الجودي واستقرت عليه (بحار الانوارج44-ص243).
                        3. ابراهيم عليه السلام.
                        الف - روي أن إبراهيم عليه السلام مر في أرض كربلا وهو راكب فرسا فعثرت به وسقط إبراهيم وشج رأسه وسال دمه ، فأخذ في الاستغفار وقال : إلهي أي شئ حدث مني ؟ فنزل إليه جبرئيل وقال : يا إبراهيم ما حدث منك ذنب ، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الانبياء ، وابن خاتم الاوصياء ، فسال دمك موافقة لدمه .
                        قال : يا جبرئيل ومن يكون قاتله ؟ قال : لعين أهل السماوات والارضين والقلم جرى على اللوح بلعنه بغير إذن ربه ، فأوحى الله تعالى إلى القلم إنك استحققت الثناء بهذا اللعن .
                        فرفع إبراهيم عليه السلام يديه ولعن يزيد لعنا كثيرا وأمن فرسه بلسان فصيح فقال إبراهيم لفرسه : أي شئ عرفت حتى تؤمن على دعائي ؟ فقال : يا إبراهيم أنا أفتخر بركوبك علي فلما عثرت وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله تعالى .(الخصال:ص58- بحارالانوارج44 ص243)
                        باء - عن الفضل قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : لما أمر الله عزوجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده ، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .
                        فأوحى الله عزوجل إليه : يا إبراهيم من أحب خلقي إليك ؟ فقال : يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد ، فأوحى الله إليه : أفهو أحب إليك أم نفسك ؟ قال : بل هو أحب إلي من نفسي ، قال : فولده أحب إليك أم ولدك ؟ قال : بل ولده ، قال : بذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال : يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي .
                        قال : يا إبراهيم فان طائفة تزعم أنها من امة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش ، ويستوجبون بذلك سخطي ، فجزع إبراهيم لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي ، فأوحى الله عزوجل : يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله ، وأو جبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عزوجل " وفديناه بذبح عظيم " [1].
                        بيان ؟ أقول : قد اورد على هذا الخبر إعضال وهو أنه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام لا يكون المفدى عنه أجل رتبة من المفدى به فان أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من اولي العزم عليهم السلام فكيف من غيرهم ؟ مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء ، التعويض عن الشئ بما دونه في الخطر والشرف .
                        واجيب بأن الحسين عليه السلام لما كان من أولاد إسماعيل فلو كان ذبح إسماعيل لم يوجد نبينا وكذا سائر الائمة وسائر الانبياء عليهم السلام من ولد إسماعيل عليه السلام فإذا عوض من ذبح إسماعيل بذبح واحد من أسباطه وأولاده وهو الحسين عليه السلام فكأنه عوض عن ذبح الكل وعدم وجودهم بالكلية بذبح واحد من الاجزاء بخصوصه ولا شك في أن مرتبة كل السلسة أعظم وأجل من مرتبة الجزء بخصوصه .
                        وأقول : ليس في الخبر أنه فدى إسماعيل بالحسين ، بل فيه أنه فدى جزع إبراهيم على إسماعيل ، بجزعه على الحسين عليه السلام ، وظاهر أن الفداء على هذا ليس على معناه بل المراد التعويض ، ولما كان أسفه على مافات منه من ثواب الجزع على ابنه ، عوضه الله بما هو أجل وأشرف وأكثر ثوابا ، وهو الجزع على الحسين عليه السلام .
                        والحاصل أن شهادة الحسين عليه السلام كان أمرا مقررا ولم يكن لرفع قتل إسماعيل حتى يرد الاشكال ، وعلى ما ذكرنا فالآية تحتمل وجهين : الاول أن يقدر مضاف ، أي " فديناه بجزع مذبوح عظيم الشأن " والثاني أن يكون الباء سببية أي " فديناه بسبب مذبوح عظيم بأن جزع عليه " وعلى التقديرين لا بد من تقدير مضاف أو تجوز في إسناد في قوله " فديناه " والله يعلم .(بحارالانوارج44 ص225 ).
                        4. اسماعيل عليه السلام.
                        وروي أن إسماعيل كانت أغنامه ترعى بشط الفرات ، فأخبره الراعي أنها لا تشرب الماء من هذه المشرعة منذ كذا يوما فسأل ربه عن سبب ذلك فنزل جبرئيل وقال : يا إسماعيل سل غنمك فانها تجيبك عن سبب ذلك ؟ فقال لها : لم لا تشربين من هذا الماء ؟ فقالت بلسان فصيح ؟ قد بلغنا أن ولدك الحسين عليه السلام سبط محمد يقتل هنا عطشانا فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزنا عليه ، فسألها عن قاتله
                        فقالت يقتله لعين أهل السماوات والارضين والخلائق أجمعين ، فقال إسماعيل : اللهم العن قاتل الحسين عليه السلام (بحارالانوارج44 ص243 ).
                        5. زکريا عليه السلام.
                        سعد بن عبدالله قال : سألت القائم عليه السلام عن تأويل كهيعص قال عليه السلام : هذه الحروف من أنباء الغيب اطلع الله عليها عبده زكريا ثم قصها على محمد عليه وآله السلام ، وذلك أن زكريا سأل الله ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل عليه السلام فعلمه إياها ، فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن عليهم السلام سري عنه همه ، وانجلى كربه ، وإذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ، ووقعت عليه البهرة ، فقال عليه السلام ذات يوم : إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي ؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته فقال : كهيعص ، فالكاف اسم كربلا ، والهآء هلاك العترة الطاهرة ، والياء يزيد وهو ظالم الحسين ، والعين عطشه ، والصاد صبره .
                        فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ، ومنع فيهن الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب وكان يرثيه : إلهي أتفجع خير جميع خلقك بولده ؟ إلهي أتحل كربة هذه المصيبة بساحتهما .
                        ثم كان يقول : إلهي ارزقني ولدا تقربه عيني على اكبر ، فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ، ثم أفجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده ، فرزقه الله يحيى وفجعه به ، وكان حمل يحيى ستة أشهر ، وحمل الحسين عليه السلام كذلك الخبر[2].
                        بيان : سري عنه همه بضم السين وكسر الراء المشددة : انكشف والبهرة بالضم تتابع النفس ، وزفر : أخرج نفسه بعد مده إياه ، والزفرة ويضم التنفس كذلك .( الاحتجاج للطبرسی ج2 ص529- بحارالانوارج44 ص223 ).
                        6. موسی بن عمران عليه السلام.
                        وحكي أن موسى بن عمران رآه إسرائيلي مستعجلا وقد كسته الصفرة واعترى بدنه الضعف ، وحكم بفرائصه الرجف ، وقد اقشعر جسمه ، وغارت عيناه ونحف ، لانه كان إذا دعاه ربه للمناجاة يصير عليه ذلك من خيفة الله تعالى ، فعرفه الاسرائيلي وهو ممن آمن به ، فقال له : يا نبي الله أذنبت ذنبا عظيما فاسأل ربك أن يعفو عني فأنعم ، وسار ، فلما ناجى ربه قال له : يا رب العالمين أسألك وأنت العالم قبل نطقي به فقال تعالى : يا موسى ما تسألني اعطيك ، وما تريد أبلغك ، قال : رب إن فلانا عبدك الاسرائيلي أذنب ذنبا ويسألك العفو ، قال : يا موسى أعفو عمن استغفرني إلا قاتل الحسين ، قال موسى : يا رب ومن الحسين ؟ قال له : الذي مر ذكره عليك بجانب الطور ، قال : يا رب ومن يقتله ؟ قال يقتله امة جده الباغية الطاغية في أرض كربلا وتنفر فرسه وتحمحم وتصهل ، وتقول في صهيلها : الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها فيبقى ملقى على الرمال من غير غسل ولا كفن ، وينهب رحله ، ويسبى نساؤه في البلدان ، ويقتل ناصره ، وتشهر رؤسهم مع رأسه على أطراف الرماح يا موسى صغيرهم يميته العطش ، وكبيرهم جلده منكمش ، يستغيثون ولا ناصر ويستجيرون ولاخافر.
                        قال : فبكى موسى عليه السلام وقال : يارب وما لقاتليه من العذاب ؟ قال : يا موسى عذاب يستغيث منه أهل النار بالنار ، لا تنالهم رحمتي ، ولا شفاعة جده ، ولو لم تكن كرامة له لخسفت بهم الارض.
                        قال موسى برئت إليك اللهم منهم وممن رضي بفعالهم ، فقال سبحانه : يا موسى كتبت رحمة لتابعيه من عبادي ، واعلم أنه من بكا عليه أو أبكا أو تباكى حرمت جسده على النار .(بحارالانوارج44 ص308 )
                        7. عيسی بن مريم عليه السلام.
                        وروي أن عيسى كان سائحا في البراري ، ومعه الحواريون ، فمروا بكربلا فرأوا أسدا كاسرا [3] قد أخذ الطريق فتقدم عيسى إلى الاسد ، فقال له : لم جلست في هذا الطريق ؟ وقال : لا تدعنا نمر فيه ؟ فقال الاسد بلسان فصيح : إني لم أدع لكم الطريق حتى تلعنوا يزيد قاتل الحسين عليه السلام فقال عيسى عليه السلام : ومن يكون الحسين ؟ قال : هو سبط محمد النبي الامي وابن علي الولي قال : ومن قاتله ؟ قال : قاتله لعين الوحوش والذباب والسباع أجمع خصوصا أيام عاشورا فرفع عيسى يديه ولعن يزيد ودعا عليه وأمن الحواريون على دعائه فتنحى الاسد
                        عن طريقهم ومضوا لشأنهم .
                        ====
                        المصادر والهوامش:
                        [1] الصافات : 107 والحديث في عيون أخبار الرضا عليه السلام باب 17 ج 1 ص 209 .
                        [2] الاحتجاج ص 239 .
                        [3] أسد كاسر : اى قوى يكسر فريسته .

                        ونسألكم الدعاء.

                        تعليق


                        • علي الأكبر في شخصيته الفذة

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                          علي الأكبر في شخصيته الفذة
                          الهاشميون:
                          رفض الإسلام أية مفاضلة أممية أو قبلية، وأية مبادرة حتى للتصنيفات الفردية، بمعزل عن المعيار الذي قدره القرآن والمقياس الذي أعلنه، كركيزة لا نحيد عنها عند المفاضلة والتصنيف، إنه مقياس الإيمان، ركيزة التقوى.
                          ولو أن مشروعاً منصفاً للتفاضل أقيم وعلى مستوى النسب بين فروع العجم وقبائل العرب، لما فاز به غير الهاشميين. إذ لم يكن اعتباطاً أو جزافاً خروج صفوة العرب وأعيان الأُمة الإسلامية وأعلامها منهم، وعلى رأسهم يقف زعيم هاشم وعميد العروبة، سيد الأُمة والإنسانية محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
                          اختاره الله تبارك وتعالى، من الشجرة الهاشمية بالذات لأنها أقوى عوداً وأعمق جذوراً وأكرم شرفاً وأمعن أصالة .. وما كانت إرادة السماء لتفرط بعملها وبعثة نبيها من موقع عادٍ ونسب بسيط قليل الشأن بمضمونه وطهارته، أو بشرفه عند الناس وسمعته وعلو منزلته، حتى إذا ما أعلن النبي دعوته مثلا للقبائل والبشر قابلوه بمؤاخذات على أصالته نسباً حيث أصله الرديء، أو سيرتهِ حيث وصمات ماضيه..
                          ما كان الله سبحانه، ليزيل باطلاً ويقيم محله حقاً، بصرح قوي يتوخى اعتبارات المستقبل، وذلك بأيدي ضعيفة قليلة القيمة، بل كان حتماً ترشيح الأيدي النزيهة القوية الكفوءة، قبل تقرير النتيجة.. ترشيح العائلة العاملة بجميع أعضائها وضمان كونها ذات موقع جليل، قبل تقدير الثمرة المصطفاة.
                          ويؤكد هذا - بما لاشك فيه - تكرار المعنى، وارداً في جملة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بشأن اختيار الله لهاشم ثم عبد المطلب، ثم عبد الله، ثم هو، شخصه الشريف حيث رشح بلا منافس كصفي ومصطفى، ثم علي أمير المؤمنين وكل أهل بيت النبوة وفق عملية أمينة للاصطفاء .. والأحاديث كثيرة.
                          ولقد انحدر علي الأكبر عليه السلام، من أعلى تلك الشجرة، من فوق شموخها الأشم، كواحدٍ ممن خضع للترشيح الإلهي، والانتخابات وفق إرادة ليس لها معارض، انه جاء إلينا عضواً نزيهاً عاملاً ضمن مجموعة حزب الله وجند الرحمان، من خلال مروره بالاصطفاء حسبما يصطلح القرآن الكريم.
                          ولا مراء فيما تلعبه الوراثة من دور فعال في تكوين الشخصية، فضلاً عما يلعبه البيت بتربوياته السليمة السامية من أدوار في البناء الشخصي، حتى ليتجلى كل من معالم الوراثة ومعالم التربية على شخصيته في سيرته من خلال نشاطاته وفعالياته الرسالية، وهذا ما لاحظه الشاعر في علي الأكبر: جمع الصفات الغر وهي تراثه: في بأس (حمزة) في شجاعة (حيدر) بإبا (الحسين) وفي مهابة (أحمد) وتراه فـي خلـق وطـيب خلائـق وبليـغ نطـق كالنبـي (محمـد) صلى الله عليه واله.
                          وعند التحدث عن أي شخصية مهما كانت، لا بد من الرجوع للحديث عن أسرته، لاسيما والده ووالدته، فثمة صلة هامة ورابطة خطيرة بين الحديثين، للوقوف على الحقائق ولإماطة اللثام عن واقع الشخصية المعنية .. نظراً للدور الأبوي الفعال في الشخص، بدءاً من كونه نطفة، ومروراً بمراحل التكوين، حتى الولادة فالتربية والتهذيب .
                          من ذا الذي يجهل والد سيدنا علي الأكبر، كلنا يعرفه، وكلنا يجهله، نعرفه بالاسم وببعض الأمور، ونجهل حقيقته الكاملة.
                          ان الإمام سبط الرسول الحسين بن علي صلوات الله عليهم، ليس أباً فحسب، وليس بمستوى الأبوة فقط، انه فوق ذلك المستوى بما يمثله من إشراف على الأُمة بكل أبنائها وبناتها، وبما يتبناه من قضايا أبناء الأُمة ودينهم الإسلامي الحنيف في بعده المستقبلي.
                          هذا الأب العظيم من شأنه - دونما جدال - أن ينجب ابناً بمثابة أُمة من الناس، أن ينجب من يكون نوراً ونبراساً، وقائداً وقدوة وعليه فلا نستكثر على ذلك الإمام إنجاب القادة ورجال العقيدة، وهو الإمام الذي تمكن من أن يصون شعوب الإسلام، ويحفظ الأُمة العملاقة مع دينها ومبادئها الخلاّقة.
                          ولا نريد هنا أن نتكلم عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام فهذه الصفحات خاصة بولده ونجله فقط، كما أن الحديث عن الإمام لا يعدّ محاولة هينة ويسيرة بناءً على أنه ليس شخصاً عادياً يصح عنه الكلام كيفما اتفق الكلام، وإنما هو شخص امتزجت فيه المبادئ، فجسدها عملاً على أرض الواقع، انه صاحب رسالة وسيد قضية.. رسالة ممتدة من رسالة جده الرسول الأعظم، وقضية تبرعمت من شجرة قضية جده النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
                          وبعد: فانما نتجنب الخوض في الحديث عن الإمام سيد الشهداء فلسعة مهمته الرسالية التي يلزمنا التحدث فيها وعنها، ولبعد وظيفته الإلهية، ورحابة طرحه لقضيته .. وأخيراً فلأنه حقق عملياً - وعلى المدى البعيد - للأُمة ما لم تستطع كل الأًمة تحقيق بعضه.ذلك هو الوالد والأب والمربي الصارم القويّ، معلم الأُمة، الذي أنجب للانعتاق والتحرير طاقات نورٍ متمثلةٍ بالشخصيات المضيئة التي اخترقت أستار الظلام عبر عصور الظلم والاضطهاد ووسط تفاقم الأوضاع.
                          أخذ الإمام الحسين عن جدهِ ((مدينة العلم)) ثروة من العلم والحكمة، وثروة من السمات البالغة في السمو...أخذ الإمام الحسين عن أبيه ((باب مدينة العلم)) وافر العلوم والامتيازات، أبوه أمير المؤمنين عليّ الذي ارتشف من نفس منهل النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
                          وراح الحسين بدوره يوزع ما عنده دون أن ينقص مخزونه أو ينضب ويفيض بما لديه على أولاده الأطهار والتابعين له بإحسان وكل إناء بالذي فيه ينضح.
                          كان حسين رحيماً ورحمة للمؤمنين، فكان علي الأكبر يشاطر والده في هذه الخصوصية الرحمانية.
                          كان حسين قاسياً وقسوة على الكافرين والمنحرفين، فكان على الأكبر حليف والدهِ، صارماً لا يلين.
                          كان حسين ثائراً وثورة يأبى الضيم عزيز النفس، وكان نجله مثله ولا يختلف عنه شديد التمسك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حريصاً جداً على الجهاد المصيري.
                          وكان الإمام الحسين حسيناً بجميع حسنيات الإسلام، وكان نجله علي الأكبر علياً رفيع المقام، يحذو حذو أبيه، حذو الحقائق بعضها وراء بعض.. ولو أن رجالاً وشباباً عاشوا مع الحسين عليه السلام بعض الوقت وبعض العمر لما انفكوا عن تأثيره الرسالي الخطير، فكيف يكون تأثر نجله به اذن؟ وكيف ستكون طبيعة الأثر والآثار وهو فلذة كبده، المنحدر من شامخ صلبه الطاهر؟ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ.
                          أما والدته فهي السيدة ليلى الثقفية، وهي عربية الأصل كما يوحي نسبها إلى بني ثقيف ذات الشهرة والصيت الذائع في الطائف وكل البقاع العربية.
                          السيدة ليلى هذه نالت من الإيمان والحظوة لدى الله سبحانه وتعالى بحيث وُفقت لأن تكون مع نساء أهل بيت النبوة، تعيش أجواء التقى والإيمان، وتعيش آلام آل الرسول وآمالهم، وتشاطر الطاهرات أفراحهن وأتراحهن، وقد ظفرت بتوفيق كبير آخر، حيث أضحت وعاءً لأشبه الناس طراً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهي امرأة رشيدة، جليلة القدر، سامية المنزلة، عالية المكانة، رفيعة الشرف في الأوساط الاجتماعية، كيف لا وهي زوجة سبط سيد المرسلين وسيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
                          ونرى أن من الضروري التحدث عن أبيها عروة بن مسعود الثقفي كما سيأتي بعد أسطر.
                          أما والدة ليلى، فهي ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، أي أن أبا سفيان يعد جداّ لليلى، بيد أن شوائب أمية لم تمس من ليلى أو تؤثر فيها، بقدر تأثير العنصر العربي الثقفي فيها.. ونسبتها هذهِ لبني أُمية كانت مسوغاً للجيش الأموي بكربلاء كيما يستميل علي الأكبر إلى جبهته بأسلوب مضحك هزيل وبمحاولة فاشلة، وسنقف عليها في القسم الثاني من هذه الدراسة المتواضعة .
                          ====
                          * حياة علـى الأكبـر / محمد علي عابدين ص 70_73.
                          ومع السلامة.

                          تعليق


                          • الإمام الحسين عليه السلام... نور بلا حدود !

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                            الإمام الحسين عليه السلام... نور بلا حدود !

                            حينما يقال إنّ كربلاء أوسع من البقعة المكانيّة التي عُرِفت، وأطول من البرهة الزمانيّة التي دارت خلالها المعركة، وأعظم وأوسع ممّا تصوّره البعض أنّها حادثة تاريخيّة تنطوي في صفحات التاريخ شأنها شأن بقيّة الوقائع.. حينما يُقال ذلك فربّما يُطلَب أكثر من دليل. وحينما يُقدَّم الدليل تلو الدليل، يُدّعى أنّ وراء ذلك تعصّباً للشهيد المظلوم أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، أو أنّ الكلام منطلقٌ من رغبةٍ جامحةٍ في الانتصار له بعد تلك الظّلامة العظمى؛ لإعلاء شأنه بعد أن مثّل أعداؤه ببدنه القُدسيّ، وذبحوا أهل بيته وإخوته وأبناءه وأحبّته وخُلّص أصحابه أمام عينيه الكريمتين. وفي هذا السياق.. نوجّه الأنظار والأذهان إلى شيءٍ ممّا اعتقده إنسان غير مسلم وصرّح به، وكتبه بيراعٍ صادق مؤمنٍ بالحقائق التي توصّل إليها بقلبه وضميره. ذلك هو الكاتب « أنطون بارا » في مؤلَّفه: « الحسين في الفكر المسيحيّ ». فدَعُونا ـ أيّها الإخوة ـ نعيش مع هذا الكتاب بعض فقراته التي ترى الإمام الحسين عليه السّلام فوق الاعتبارات الضيّقة، وفوق نطاق الجغرافية.. نراه حاضراً في الضمير الإنسانيّ الحيّ والوجدان المتيقّظ.. وفي كلّ رسالات الأديان النزيهة. يقول « أنطون بارا »:

                            الهزّة العظيمة

                            لم تَحْظَ ملحمةٌ إنسانيّة في التاريخَين: القديمِ والحديث، بمِثل ما حَظِيَت ملحمةُ الاستشهاد في كربلاء، من إعجابٍ ودرسٍ وتعاطف؛ فقد كانت حركةً على مستوى الحادث الوجدانيّ الأكبر لأمّة الإسلام بتشكيلها المنعطفَ الروحيّ الخطيرَ الأثر في مسيرة العقيدة الإسلاميّة، والتي لولاها لكان الإسلام مذهباً باهتاً يُركَنُ في ظاهر الرؤوس، لا عقيدةً راسخةً في أعماق الصدور، وإيماناً يترعرع في وجدان كلّ مسلم. لقد كانت ( كربلاء ) هزّة، وأيّة هزّة! زلزلت أركانَ الأمّة مِن أقصاها إلى أدناها، ففتّحت العيون، وأيقظت الضمائرَ على ما لسطوةِ الإفك والشرّ من اقتدار، وما للظلم من تلاميذ على استعدادٍ لزرع ذلك الظلم في تلافيف الضمائر؛ ليغتالوا تحت سُتُرٍ مزيّفة قيمَ الدِّين، وينتهكوا حقوقَ أهليه.

                            المسيرة الخالدة

                            ألم يَعُوا كيف تحوّلت هذه الملحمة العظيمة ( ملحمة كربلاء ) بتقادم العهد عليها، إلى مسيرة.. وكيف صارت الشهادة التي أقدَم عليها الحسينُ عليه السّلام وآلُ بيته وصحبُه الأطهار، إلى رمزٍ للحقّ والعدل.. وكيف صار الذبيح بأرض كربلاء، مَناراً لا ينطفئ لكلّ متطلّعٍ باحثٍ عن الكرامة التي خصّ بها سبحانه وتعالى خَلْقَه بقوله: « ولَقَد كرَّمْنا بَني آدَمَ »؟! والسيرة العطرة لحياة سيّد شباب أهل الجنّة واستشهاده الذي لم يُسجِّل التاريخُ شبيهاً له.. كان عنواناً صريحاً لقيمة الثبات على المبدأ، وعظمةِ المثاليّة في أخذ العقيدة وتمثُّلِها، فغدا حبُّه كثائرٍ واجباً علينا كبشر، وحبُّه كشهيدٍ جزءً من نفثات ضمائرنا. فقد كان الحسين عليه السّلام شمعة الإسلام، أضاءت ممثِّلةً ضمير الأديان إلى أبد الدهور، وكان درعاً حَمى العقيدةَ مِن أذى مُنتهكيها، وذبَّ عنها خطرَ الاضمحلال، وكان انطفاؤه ( أي شهادته ) فوق أرض كربلاء مرحلة أُولى لاشتعالٍ أبديّ، كمَثَل التوهّج من الانطفاء، والحياة في موت.

                            الغليان الدائم

                            هي ثورة بدأت ساخنة، واستمرّت محافظةً على سخونتها.. طالما ثَمّة ظلمٌ فوق هذا الكوكب، وطالما ثمّة فسادٌ في الحكم، وطالما ثمّة عبثٌ في العقائد. وهي ثورة لن تبرد أبداً، بل هي في غَلَيان دائبٍ.. سيّما في هذا العصر، عصرِ الضَّنك والظلم والاضطهاد والترويع لشعوبٍ كثيرة، حيث انتُهِكت الحريّات، وبان جليّاً العبثُ في العقائد والأديان، بل واستغلال هذه الأديان في تثبيت المفاسد والانتهاكات البشريّة. فالحسين عليه السّلام ثارَ مِن أجل الحقّ، والحقُّ لكلّ الشعوب. والحسين عليه السّلام ثار مِن أجل مرضاة الله، وما دام الله خالق الجميع، فكذلك ثورة الحسين لا تختصّ بأحدٍ معيّن، بل هي لكلّ خَلْق الله... المظلومون والمضطهدون والمقهورون والمروَّعون من كلّ المذاهب والبقاع.. يتوجّهون في كلّ رغباتهم إلى جوهر ثورة الحسين عليه السّلام، ففي اتّجاههم الفطريّ ورودٌ إلى منبع الكرامة والإنصاف والعدل والأمان. وما دامت قد تعيّنت ماهيّة ثورة الحسين عليه السّلام بهذه ( المعاني ).. أفَلا يَجدر اعتبار الحسين شهيداً: للإسلام والمسيحيّة واليهوديّة، ولكلّ الأديان والعقائد الإنسانيّة الأخرى ؟! قال قسّيس مسيحيّ: لو كان الحسين لنا، لَرفَعْنا له في كلّ بلدٍ بَيْرقاً، ولنصَبْنا له في كلّ قريةٍ مِنْبراً، ولَدَعْونا الناس إلى المسيحيّة باسم « الحسين ».

                            حركة الحسين.. شهادة للإسلام الحقّ

                            جديرٌ بقدسيّة رسالة الحسين عليه السّلام، أن يقدّمها العالَمُ الإسلاميّ كأنصع ما في تاريخ الإسلام، إلى العالَم المسيحي، وكأعظم شهادةٍ لأعظم شهيدٍ في سبيل القيم الإنسانيّة الصافية الخالية من أيّ غرضٍ أو إقليميّة ضيّقة، وكأبرز شاهدٍ على صِدق رسالة محمّدٍ « صلّى الله عليه وآله » وكلِّ رسالات الأنبياء السابقين. وليس أدلّ على ما لسحر شهادة الحسين عليه السّلام من قوةِ جذبٍ للشعور الإنسانيّ، من حادثة رسول القيصر إلى يزيد، حينما أخذ يزيد ينكث ثغر الحسين الطاهر بالقضيب على مَرأىً منه، فما كان من رسول القيصر إلاّ أن قال له مستعظِماً فِعلتَه: إنّ عندنا في بعض الجزائر حافرَ حمار عيسى، ونحن نحجّ إليه في كلّ عام من الأقطار ونهدي إليه النذورَ ونعظّمه كما تعظّمون كتبكم، فأشهَدُ أنّكم على باطل! فأغضب يزيدَ هذا القول، فأمر بقتله، فقام رسول القيصر إلى الرأس الطاهر وقبّله، وتشهّد الشهادتين ( أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله )، وعند قتله سمع أهلُ المجلس من الرأس الشريف صوتاً عالياً فصيحاً يردّد: لا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله! ». وحادثة أخرى دفعت براهبٍ مسيحيّ لأن يبذل دراهم مقابل تقبيل رأس الشهيد، وكان ذلك عند نصب الرأس على رمحٍ إلى جانب صومعته، وفي أثناء الليل سمع الراهب تسبيحاً وتهليلاً، ورأى نوراً ساطعاً من الرأس المطهَّر، وسمع قائلاً يقول: « السلام عليك يا أبا عبدالله »، فتعجّب حيث لم يعرف الحال. وعند الصباح استخبر الراهبُ القومَ فقالوا له: إنّه رأس الحسين بن عليّ ابن فاطمة بنت النبيّ محمّد، فقال لهم: تَبّاً لكم أيّتُها الجماعة! صَدَقتِ الأخبار في قولها: إذا قُتِل تَمطُر السماءُ دماً! وأراد منهم أن يقبّل الرأس فلم يُجيبوه إلاّ بعد أن دفع إليهم دراهم، ولمّا ارتحلوا عن المكان نظروا إلى دراهم الراهب فإذا مكتوبٌ عليها: وسَيَعلمُ الذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلبون . فبداهةُ القول: أنّ أيّ فكرٍ إنسانيٍّ يطّلع على السيرة العطرة لسيّد الشهداء، لابدّ وأن تتحرّك في وجدانه نوازعُ الحبّ لهذا الشهيد المثاليّ، كما تحرّكت شبيهةُ هذه النوازع في قلبَيْ كلٍّ من: رسول القيصر، والراهب. ففي أعماق كلّ إنسان لواقطُ خفيّة تلتقط أدنى إشارات العظمة والقداسة خُفوتاً.. فكيف بأقواها تلك المتعلّقة بشخص سيّد الشهداء، والمنبعثة ـ رغم السنين والقرون ـ مِن كلّ كلمةٍ في سِفْر حياته وكفاحه وشهادته، والتي تستهوي أشدَّ القلوب ظلامةً للتفاعل معها، وتُوقظ أشدَّ الضمائر موتاً لاستلهامها والسير على هُدى أنوارها السَّنيّة ؟!

                            المسيح.. في كربلاء

                            بعد ذلك يدخل أنطون بارا في أجواء كربلاء وأيّام عاشوراء، فيستوحي المعاني من أعماق التاريخ، ويتأمّل في مشاهد عديدةٍ من قصّة الشهادة العظمى التي تَجلَّت في مواقف الإمام الحسين عليه السّلام في أبعادٍ لا يمكن تصوّرها. ثمّ يبقى هذا الكاتب المسيحيّ معجبَاً وهو يحلّل الوقائع حتّى ينغمر في أجواء الطفّ وكأنّه مسلمٌ واعٍ ينتصر لسيّد الشهداء ويتنفّر من أعدائه وقتلته، ثمّ يعود إلى التاريخ فيسطّر عنواناً نصُّه: « المسيح.. هل تنبّأ بالحسين ؟ »، ليكتب هذه الفقرات: أبشِروا بالعذابِ والتنكيـلِ أيُّها القاتلون ـ جهلاً ـ حسيناً ودَ وموسى وصاحبِ الإنجيلِ قد لُعِنتُم على لسـان ابـن دا لقد لعنَ المسيحُ قاتلي الحسين وأمر بني إسرائيل بلعنهم، قائلاً: « مَن أدرك أيّامَه فليُقاتِلْ معه، فإنّه ( أي المقاتل مع الحسين ) كالشهيد مع الأنبياء مُقْبلاً غير مُدْبِر، وكأنّي أنظر إلى بقعته، وما مِن نبيٍّ إلاّ وزارها وقال: إنّكِ لَبقعةٌ كثيرة الخير، فيكِ يُدفَن القمرُ الزاهر ». في هذا النصّ ( والحديث ما زال للكاتب أنطون بارا ) ثلاثُ نقاطٍ ذات دِلالةٍ وأهميّة:

                            1 ـ لعنُ المسيح لقاتلي الحسين، وأمرُه لبني إسرائيل بلعنهم.

                            2 ـ الحثّ على المقاتلة مع الحسين، بإيضاح أنّ الشهادة في هذا القتال كالقتال مع الأنبياء.

                            3 ـ التأكيد على زيارة كلّ الأنبياء لبقعة كربلاء، بالجزم التامّ على أنّ ما مِن نبيّ إلاّ وزارها.

                            وتذكر بعض المصادر التاريخيّة أنّ عيسى ابن مريم عليهما السّلام مرّ بأرض كربلاء، وتوقّف فوق مطارح الطفّ، ولعن قاتلي الحسين ومُهْدِري دمه الطاهر فوق هذا الثرى.

                            من الخصائص الحسينية المتألّقة

                            ونظرة واحدة إلى الملايين المؤمنة من البشر، التي تؤمّ قبر الحسين ومزارات آل البيت في كلّ مكان، لَكافيةٌ كي تدعم الرأي بتعاظم قوّة العقيدة وتمكّنها من النفوس، ورغبةِ المؤمنين في أن يظلَّ لقتل الحسين حرارةٌ متأجّجة لا تبرد في قلوبهم أبداً.. طالما هم مؤمنون، وصراطهم مستقيم. فكيف سيكون ما كان، لولا الذي كان من استشهاد سيّد شباب أهل الجنّة، وإزهاق الباطل الذي عبّر عنه القرآنُ الكريم بقوله: إنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً ؟ وكيف كان وسيكون، مِن خَلْق هذا الشهيد لولا اختيار العناية الإلهيّة له، ولولا تعهّدُ جَدّه النبيّ الأكرم بتنشئته تنشئةً نبويّة؟ فارتقت إنسانيّته إلى حيث نبوّة الجَدّ « أنا مِن حسين »، (واصطفّت) نبوّة الجدّ إلى حيث إنسانيّته « حسينٌ منّي ». ولا عجب في ذلك... فالحسين ـ في هذا ـ وَرِث خصائصَ جدّه من حيث الغَيرة على الدِّين، والاستعداد لبذل ما هو غالٍ في سبيله. وقولة الرسول: «حسينٌ منّي وأنا مِن حسين »، و«اللهمّ أحِبَّه؛ فإنّي أُحبّه» فيهما شهادةٌ وتكليف: شهادة بأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قد عَهِد براية الإسلام الذي أُنزِل عليه إلى سِبطه الحسين الذي هو بضعةٌ منه. وتكليف: للابن الذي أحبّه الرسول وطلب من ربّه أن يُحبّه، بالاستشهاد صَوناً للعقيدة، ودفاعاً عن روح الدين من العبث والاستهتار اللَّذينِ كادا يؤدّيانِ إلى اضمحلاله، فكانت هذه الشهادة وهذا التكليف هما العنوانَ الضخم والرمز الخالد لنهضة الابن في سبيل عقيدة الجدّ، حتّى استحقّ ـ عن جدارة ـ مغزى قولة: الإسلام.. بَدؤُه محمّديّ، وبقاؤه حسينيّ ». فالحسين.. البضعة الرسوليّة، قام بمهمّةٍ لا تقلّ خطراً عن مهمّة جَدّه، فأبقى الإسلامَ كما بشّر به جدُّه الكريم، وأودع في صدور المسلمين وديعةً ثمينةً تنبّههم بوجوب الحفاظ عليها، كأندرِ وأغلى ما يملكون.


                            ونسألكم الدعاء...~

                            تعليق


                            • من هو الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ؟

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                              من هو الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ؟
                              شذرات من سيرة الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) :
                              اسمه و نسبه : هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) .
                              و هو ثالث الأئمة الاثنى عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و خامس أصحاب الكساء ، و كذلك خامس المعصومين الأربعة عشر .
                              ألقابه : سيد الشهداء ، ثار الله ، الوتر الموتور ، أبو الأحرار .
                              كنيته : أبو عبد الله ، سبط رسول الله .
                              أبوه : الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
                              أُمه : سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
                              ولادته : كانت ولادته ( عليه السَّلام ) بعد عشية يوم الخميس ليلة الجمعة الخامس من شهر شعبان من السنة الرابعة الموافق لـ 9 / 1 / 626 م ، حسب ما توصل إليه البحَّاثة المُحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي [1] ( حفظه الله ) ، لكن المشهور هو أن ولادته كانت في الثالث من شهر شعبان من تلك السنة أو السنة الخامسة .
                              محل ولادته : المدينة المنوّرة .
                              مدّة عمره : 56 عاماً و خمسة أشهر و خمسة أيام تقريباً .
                              مدة إمامته : عشرة أعوام و عشرة أشهر و أياماً ، و ذلك من شهر صفر سنة ( 50 ) هجرية و حتى اليوم العشر من شهر محرم الحرام سنة ( 61 ) .
                              نقش خاتمه : إن الله بالغ أمره .
                              زوجاته : من زوجاته : شاه زنان بنت يزدجرد ملك إيران .
                              شهادته : يوم الاثنين العاشر من شهر محّرم الحرام سنة 61 هجرية .
                              سبب شهادته : قُتل الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) يوم الطف بأمر من يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنة الله عليهما ، بعد ملحمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، و بعد مقتل أهل بيته و أصحابه ، فسجَّلوا بذلك واحدة من أنبل ملامح الشهادة و التضحية و الفداء .
                              نعم لقد ضحى الحسين ( عليه السَّلام ) في حادثة الطف الخالدة بنفسه و أبنائه و خاصة أصحابه من أجل الحفاظ على الدين الإسلامي ، و قابل مخططات طاغية عصره يزيد بن معاوية الذي كان يريد قلع شجرة الدين الإسلامي من جذوره ، و قلب مفاهيمه و أصوله ، فوقف ( عليه السَّلام ) بوجه هذا الخطر العظيم و أفشل تلك المُخططات الشيطانية الأثيمة ، و قدم نفسه و أبنائه و أصحابه فداءً للإسلام .
                              مدفنه : كربلاء المقدسة / العراق [2] .
                              مكانة الحسين ( عليه السَّلام ) لدى رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) [3] :
                              1. صحيح البخاري : كتاب الأدب ، في باب رحمة الولد و تقبيله و معانقته ، رَوى بسنده عن ابن أبي نعم ، قال : كنت شاهداً لإبن عمر و سأله رجلٌ عن دم البعوض .
                              فقال : ممن أنت ؟
                              فقال : من أهل العراق .
                              قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ، و سمعت النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : هما ريحانتاي من الدنيا .
                              2. سنن البيهقي : 2 / 263 ، رَوى بسنده عن زر بن حبيش .
                              قال : كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذات يوم يصلي بالناس ، فأقبل الحسن و الحسين عليهما السلام و هما غلامان فجعلا يتوثبان على ظهره إذا سجد ، فأقبل الناس عليهما ينحونهما عن ذلك .
                              قال : دعوهما بأبي و أمي ، من أحبني فليُحبَّ هذين .
                              3. صحيح ابن ماجه : في فضائل الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أبي هريرة ، قال :
                              قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني ، و من أبغضهما فقد أبغضني .
                              و رَواه أحمد بن حنبل في مسنده : 2 / 288 .
                              4. مستدرك الصحيحين : 3 / 166 : رَوى بسنده عن سلمان .
                              قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : الحسن و الحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، و من أحبني أحبه الله ، و من أحبه الله أدخله الجنة ، و من أبغضهما أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه الله أدخله النار .
                              قال : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .
                              5. صحيح البخاري : في كتاب بدء الخلق ، في باب مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : أُتيَ عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليهما السلام فجعل في طست ، فجعل ينكت ، و قال في حسنه شيئاً .
                              فقال أنس : كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ، و كان مخضوباً بالوسمة .
                              6. صحيح الترمذي : 2 / 307 ، رَوى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : سألتني أمي متى عهدك ؟ تعني بالنبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
                              فقلت : ما لي به عهد منذ كذا كذا ، فنالت مني .
                              فقلت لها : دعيني آتي النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فاُصلي معه المغرب و أسأله أن يستغفر لي و لك ، فأتيت النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ، فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي .
                              فقال : من هذا ، حذيفة ؟
                              قلت : نعم .
                              قال : ما حاجتك غفر الله لك و لأمك ؟
                              قال : إن هذا مَلَكٌ لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علّي و يبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و إن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة .
                              7. صحيح الترمذي : 2 / 307 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال :
                              قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط .
                              8. مستدرك الصحيحين : 3 / 176 ، رَوى بسنده عن شداد ابن عبد الله عن ام الفضل بنت الحارث ، إنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فقالت : يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة .
                              قال : و ما هو ؟
                              قالت : إنه شديد .
                              قال : و ما هو ؟
                              قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت و وضعت في حجري .
                              فقال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : رأيت خيراً ، تلد فاطمة ان شاء الله غلاماً فيكون في حجرك .
                              فولدت فاطمة سلام الله عليها الحسين عليه السلام فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
                              فدخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاتة فاذا عينا رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم تهريقان من الدموع .
                              قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي انت و امي ـ ما لك ؟
                              قال : أتاني جبريل فاخبرني إن امتي ستقتل ابني هذا .
                              فقلت : هذا ؟
                              فقال : نعم ، و أتاني تبربة من تربته حمراء .
                              قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .
                              9. صحيح الترمذي : 2 / 306 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن سلمى .
                              قالت : دخلت على ام سلمة و هي تبكي ، فقلت ما يبكيك ؟
                              قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ـ تعني في المنام ـ و على رأسه و لحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟
                              قال : شهدت قتل الحسين آنفاً .
                              10. كنز العمال : 7 / 273 ، قال : عن أنس قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
                              فقال : قد اعطيت الكوثر .
                              فقلت : يا رسول الله و ما الكوثر ؟
                              قال : نهر في الجنة عرضه و طوله ما بين المشرق و المغرب لا يشرب منه احد فيظمأ ، و لا يتوضأ منه احد فيسمت ابداً لا يشربه إنسان أخفر ذمتي [4] و لا قتل اهل بيتي .
                              قال : اخرجه ابو نعيم .
                              زيارة الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) :
                              عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [5] ( عليه السَّلام ) لِلْمُفَضَّلِ [6] : " كَمْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) " ؟
                              قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَوْمٌ وَ بَعْضُ يَوْمٍ آخَرَ .
                              قَالَ : " فَتَزُورُهُ " ؟
                              فَقَالَ [7] : نَعَمْ .
                              قَالَ : فَقَالَ : " أَ لَا أُبَشِّرُكَ أَ لَا أُفَرِّحُكَ بِبَعْضِ ثَوَابِهِ " .
                              قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ .
                              قَالَ : فَقَالَ لِي : " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَأْخُذُ فِي جِهَازِهِ وَ يَتَهَيَّأُ لِزِيَارَتِهِ فَيَتَبَاشَرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ مَنْزِلِهِ رَاكِباً أَوْ مَاشِياً وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ الْحُسَيْنَ ( عليه السَّلام ) .
                              يَا مُفَضَّلُ : إِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) فَقِفْ بِالْبَابِ ، وَ قُلْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كِفْلًا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " .
                              فَقُلْتُ : مَا هِيَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟
                              قَالَ : تَقُولُ :
                              " السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ ، السَّلَامُ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ ، السَّلَامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .
                              ثُمَّ تَسْعَى [8] فَلَكَ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعْتَهَا أَوْ وَضَعْتَهَا كَثَوَابِ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِذَا سَلَّمْتَ عَلَى الْقَبْرِ فَالْتَمِسْهُ بِيَدِكَ وَ قُلِ :
                              السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ .
                              ثُمَّ تَمْضِي إِلَى صَلَاتِكَ ، وَ لَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ رَكَعْتَهَا عِنْدَهُ كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ أَلْفَ عُمْرَةٍ ، وَ أَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبَةٍ ، وَ كَأَنَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَلْفَ مَرَّةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَإِذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) نَادَاكَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لَأَقَمْتَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) ، وَ هُوَ يَقُولُ طُوبَى لَكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ قَدْ غَنِمْتَ وَ سَلِمْتَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا سَلَفَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ، فَإِنْ هُوَ مَاتَ فِي عَامِهِ أَوْ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ يَوْمِهِ لَمْ يَلِ قَبْضَ رُوحِهِ إِلَّا اللَّهُ وَ تُقْبِلُ الْمَلَائِكَةُ مَعَهُ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ مَنْزِلَهُ ، وَ تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ يَا رَبِّ هَذَا عَبْدُكَ وَافَى قَبْرَ ابْنِ نَبِيِّكَ وَ قَدْ وَافَى مَنْزِلَهُ فَأَيْنَ نَذْهَبُ ، فَيُنَادِيهِمُ النِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ يَا مَلَائِكَتِي قِفُوا بِبَابِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَ قَدِّسُوا وَ اكْتُبُوا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يَوْمِ يُتَوَفَّى .
                              قَالَ : فَلَا يَزَالُونَ بِبَابِهِ إِلَى يَوْمِ يُتَوَفَّى وَ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ وَ يَكْتُبُونَ ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ ، وَ إِذَا تُوُفِّيَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَ كَفْنَهُ وَ غُسْلَهُ وَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ ، وَ يَقُولُونَ رَبَّنَا وَكَّلْتَنَا بِبَابِ عَبْدِكَ وَ قَدْ تُوُفِّيَ فَأَيْنَ نَذْهَبُ ، فَيُنَادِيهِمْ مَلَائِكَتِي قِفُوا بِقَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَ قَدِّسُوا وَ اكْتُبُوا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " [9] .
                              من كلماته المُضيئة :
                              · قال ( عليه السَّلام ) في مسيره إلى كربلاء : " إن هذه الدنيا قد تغيَّرت و تنكَّرت و أدبر معروفها فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء و خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، أ لا ترون أن الحق لا يعمل به ، و أن الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة و لا الحياة مع الظالمين إلا برما ، إن الناس عبيدُ الدنيا و الدين لَعِقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما دَرَّت معايشهم فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلَّ الدَّيانون " .
                              · قال ( عليه السَّلام ) لرجل اغتاب عنده رجلا : " يا هذا كفَّ عن الغيبة فإنها إدام كلاب النار " .
                              · قال عنده رجل : إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع ، فقال الحسين ( عليه السَّلام ) : " ليس كذلك ، و لكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر و الفاجر " .
                              · قال ( عليه السَّلام ) : " إن قوما عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجار ، و إن قوماً عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد ، و إن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار ، و هي أفضل العبادة " .
                              · قال ( عليه السَّلام ) : " إياك و ما تعتذرُ منه ، فإن المؤمن لا يسي‏ء و لا يعتذر ، و المنافق كلُ يومٍ يسي‏ء و يعتذر " .
                              · قال ( عليه السَّلام ) : " من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو و أسرع لما يحذر " .
                              شعاعٌ من سيرته المباركة :
                              جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجةً .
                              فقال ( عليه السَّلام ) : " يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة ، و ارفع حاجتك في رقعة ، فإني آت فيها ما سارك إن شاء الله " .
                              فكتب ـ الأنصاري ـ : يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار ، و قد ألح بي فكلِّمه يُنْظِرَني إلى ميسرة .
                              فلما قرأ الحسين ( عليه السَّلام ) الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار ، و قال ( عليه السَّلام ) له : " أما خمسمائة فاقض بها دَينك ، و أما خمسمائة فاستعن بها على دهرك ، و لا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة : إلى ذي دين ، أو مروة ، أو حسب ، فأما ذو الدين فيصون دينه ، و أما ذو المروة فإنه يستحيي لمروته ، و أما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك ، فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك " [10] .
                              الصّلاة على الإمامين الحسن و الحسين ( عليهما السلام ) :
                              اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَ وَلِيَّيْكَ ، وَ ابْنَيْ رَسُولِكَ ، وَ سِبْطَي الرَّحْمَةِ ، وَ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ ، اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلادِ النَّبِيّينَ وَ الْمُرْسَلينَ [11] .
                              الصّلاة على الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) :
                              اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ ، قَتيلِ الْكَفَرَةِ وَ طَريحِ الْفَجَرَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، اَشْهَدُ موُقِناً اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَ ابْنُ اَمينِهِ ، قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَ مَضَيْتَ شَهيداً ، وَ اَشْهَدُ اَنَّ اللهَ تَعالى الطّالِبُ بِثارِكَ ، وَ مُنْجَزٌ ما وَ عَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَ التَّاْييدِ فى هَلاكِ عَدُوِّكَ وَ اِظْهارِ دَعْوَتِكَ ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكَ وَ فَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَ جاهَدْتَ في سَبيلِ ، اللهِ وَ عَبْدتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَلَبَّتْ عَلَيْكَ ، وَ اَبْرَأُ اِلَى اللهِ تَعالى مِمَّنْ اَكْذَبَكَ وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَ اسْتَحَلَّ دَمَكَ ، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي يا اَبا عَبْدِ اللهِ لَعَنَ اللهُ قاتِلَكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ خاذِلَكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ مَنْ سَمِعَ وَ اعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَ لَمْ يَنْصُرْكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبا نِساءَكَ اَنَا اِلَى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ وَ مِمَّنْ والاهُمْ وَ مالاََهُمْ وَ اَعانَهُمْ عَلَيْهِ ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكَ وَ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَ بابُ الْهُدى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَ الْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا ، وَ اَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِمَنْزِلَتِكُمْ موُقِنٌ ، وَ لَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسي وَ شَرايِعِ ديني وَ خَواتيمِ عَمَلي وَ مُنْقَلَبي فى دُنْيايَ وَ آخِرَتي [12] .
                              ====
                              المصادر والأدلة:
                              [1] لمزيد من التفصيل راجع : دائرة المعارف الحسينية : الجزء الأول من السيرة الحسينية : 157 .
                              [2] كربلاء مدينة إسلامية مقدسة ، و هي مشهورة في التاريخ الإسلامي و كذلك قبل الإسلام بزمن بعيد .
                              و تقع مدينة كربلاء على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة العراقية بغداد ، على حافة الصحراء في غربي الفرات و على الجهة اليسرى لجدول الحسينية .
                              [3] لمزيد من التفصيل راجع : فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 226 ـ 347 ، للعلامة المُحقق السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي ، طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت / لبنان ، الطبعة الرابعة : سنة : 1402 هجرية ـ 1982 ميلادية .
                              [4] أخفر ذمتي : أي نقض عهدي و لم يلتزم به .
                              [5] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
                              [6] هو الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ .
                              [7] أي الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ .
                              [8] أي تذهب نحو قبر الحسين ( عليه السَّلام ) .
                              [9] مستدرك وسائل الشيعة : 10 / 300 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
                              [10] تحف العقول : 247 ، للشيخ حسن بن شُعبة الحراني ، طبعة ، جامعة المدرسين ، قم / إيران .
                              [11] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 91 / 74 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
                              [12] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 91 / 74 .
                              ونسألكم الدعاء...~

                              تعليق


                              • منتدى ابا الفضل العباس 2015

                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                                منتدى ابا الفضل العباس 2015
                                الرابط:
                                http://www.n-3abbas.info/vb/
                                ومع السلامة.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 20-05-2025, 05:42 AM
                                استجابة 1
                                20 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:28 PM
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:20 PM
                                ردود 0
                                7 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-10-2018, 03:13 PM
                                ردود 17
                                1,554 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X