المقالة المرضية في الرد على من ينكر الزيارة المحمدية
قاضي القضاة أبو عبد الله محمد السعدي المصري الإخنائي المالكي:
إن ما ادعاه مجمع على أنه حرام، وهذا مناقضة لما تقدم منه من الكلام،
فليت شعري حين قال هذا أكان به جِنة؟ أم أدركته من الله سبحانه محنة؟
حيث صرح بالخلاف عن السادة الأئمة، ثم تعقبه بدعواه إجماع الأمة، وقد قال القاضي الإمام الحبر عياض، الذي طفح بحر علومه وفاض (إن الزيارة سنة مجمع عليها، وفضيلة مرغب فيها لمن سارع إليها، ثم يلزم من دعواه أن ذلك مجمع على تحريمه _أن يكون السادة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء المجتهدين، للإجماع خارقين، مصرين على تقرير الحرام، مرتكبين بأنفسهم وفتاويهم ما لا يجوز عليه الإقدام، مجمعين على الضلالة، سالكين طريق العماية والجهالة، ولكن كم لصاحب هذه المقالة من مسائل خرق فيها الإجماع، وفتاوى أباح بها ما حرم الله تعالى من الأبضاع وتعرض لتنقيص الأنبياء وحط من مقادير الصحابة والأولياء، فلقد تجرأ بما ادعاه وقاله، على تنقيص الأنبياء لا محالة، فيتعين مجاهدته والقيام عليه والقصد بسيف الشريعة الإسلامية إليه وإقامة ما يجب بسبب مقالته عليه نصرة للأنبياء والمرسلين وليكون عبرة للمعتبرين وليرتدع به أمثاله من المتمردين والحمد لله رب العالمين.
تعليق