اُمُّ سَلَمَةَ
1 ـ عَطاءُ بنُ يَسارٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : في بَيتي نَزَلَت : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا . قالَت : فَأَرسَلَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله إلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، فَقالَ : هؤُلاءِ أهلُ بَيتي[1] .
2 ـ عَطاءُ بنُ يَسارٍ عن اُمِّ سَلَمَةَ : في بَيتي نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا . قالَت : فَأَرسَلَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله إلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ رِضوانُ اللهِ عَلَيهِم أجمَعينَ ، فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي . قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : يا رَسولَ اللهِ ، ما أنَا مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ أهلي[2] خَير ، وهؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أهلي أحَقُّ[3].
3 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتي : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا . قُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، ألَستُ مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ ، إنَّكِ مِن أزواجِ رَسولِ اللهِ . قالَت : وأهلُ البَيتِ عليهم السّلام رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ[4] .
4 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : لمَّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا دَعا رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عَلِيًّا وفاطِمَةَ وحَسَنًا وحُسَينًا ، فَجَلَّلَ عَلَيهِم كِساءً خَيبَرِيًّا ، فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : ألَستُ مِنهُم ؟ قالَ : أنتِ إلى خَيرٍ[5] .
5 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ عَن اُمِّ سَلَمَةَ أنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَت في بَيتِها : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا .
قالَت : وأنَا جالِسَةٌ عَلى بابِ البَيتِ ، فَقُلتُ : أنَا يا رَسولَ اللهِ ألَستُ مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ ، أنتِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ . قالَت : وفِي البَيتِ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم[6] .
6 ـ أبو هُرَيرَةَ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : جاءَ ت فاطِمَةُ إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله بِبُرمَةٍ[7] لَها قَد صَنَعَت فيها عَصيدَةً تُحِلُّها[8] عَلى طَبَقٍ ، فَوَضَعَتهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَقالَ : أينَ ابنُ عَمِّكِ وابناكِ؟ فَقالَت : فِي البَيتِ ، فَقالَ : ادعيهِم . فَجاءَ ت إلى عَلِيٍّ ، فَقالَت: أجِبِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله أنتَ وَابناكَ .قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمّا رَآهُم مُقبِلينَ مَدَّ يَدَهُ إلى كِساءٍ كانَ عَلَى المَنامَةِ ، فَمَدَّهُ وبَسَطَهُ وأجلَسَهُم عَلَيهِ ، ثُمَّ أخَذَ بِأَطرافِ الكِساءِ الأَربَعَةِ بِشِمالِهِ ، فَضَمَّهُ فَوقَ رُؤوسِهِم وأومَأَ بِيَدِهِ الُيمنى إلى رَبِّهِ ، فَقالَ : هؤُلاءِ أهلُ البَيتِ ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا[9] .
7 ـ حَكيمُ بنُ سَعدٍ : ذَكَرنا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ رضي الله عنه عِندَ اُمِّ سَلَمَةَ ، قالَت : فيهِ نَزَلَت : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : جاءَ النَّبيُّ صلّى الله عليه و آله إلى بَيتي ، فَقالَ : لا تَأذَني لِأَحَدٍ ، فَجاءَ ت فاطِمَةُ، فَلَم أستَطِع أن أحجُبَها عن أبيها ، ثُمَّ جاءَ الحَسَنُ ، فَلَم أستَطِع أن أمنَعَهُ أن يَدخُلَ عَلى جَدِّهِ واُمِّهِ ، وجاءَ الحُسَينُ ، فَلَم أستَطِع أن أحجُبَهُ ، فَاجتَمَعوا حَولَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله عَلى بِساطٍ ، فَجَلَّلَهُم نَبِيُّ اللهِ بِكِساءٍ كانَ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا ، فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ حينَ اجتَمَعوا عَلَى البِساطِ .
قالَت : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، وأنَا ؟ قالَت : فَوَاللهِ ما أنعَمَ ، وقالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ[10].
8 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : إنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله جَلَّلَ عَلى عَلِيٍّ وحَسَنٍ وحُسَينٍ وفاطِمَةَ كِساءً ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وخاصَّتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : وأنَا مِنهُم ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ[11] .
9 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : جاءَ ت فاطِمَةُ بِنتُ النَّبِيِّ إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ وَالحُسَينَ ، في يَدِها بُرمةٌ لِلحَسَنِ فيها سَخينٌ ، حَتّى أتَت بِهَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله ، فَلَمّا وَضَعَتها قُدّامَهُ قالَ لَها : أينَ أبُو الحَسَنِ ؟ قالَت : فِي البَيتِ ، فَدَعاهُ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ يَأكُلونَ .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : وما سامَنِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله وما أكَلَ طَعامًا قَطُّ إلّا وأنَا عِندَهُ إلّا سامَنيهِ قَبلَ ذلِكَ اليَومِ ـ تعني بـ «سامني» : دعاني إليه ـ فَلَمّا فَرَغَ التَفَّ عَلَيهِم بِثَوبِهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ عادِ مَن عاداهُم ، ووالِ مَن والاهُم[12] .
10 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله قالَ لِفاطِمَةَ : اِئتيني بِزَوجِكِ وابنَيكِ ، فَجاءَ ت بِهِم ، فَأَلقى عَلَيهِم كِساءً فَدَكِيًّا ، قالَ : ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِم ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ آلُ مُحَمَّدٍ فَاجعَل صَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَرَفَعتُ الكِساءَ لِأَدخُلَ مَعَهُم ، فَجَذَبَهُ مِن يَدي وقالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ[13].
11 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : كانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله عِندي وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ ، فَجَعَلتُ لَهُم خَزيرَةٌ[14] ، فَأَكَلوا وناموا ، وغَطّى عَلَيهِم عَباءَ ةً أو قَطيفَةً ، ثُمَّ قال : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا[15] .
12 ـ عَبدُ اللهِ بنُ مُغيرَةَ مَولى اُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله أنَّها قالَت : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتِها : إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًاأمَرَني رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله أن اُرسِلَ إلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسينِ عليهم السّلام ، فَلَمّا أتَوهُ اعتَنَقَ عَلِيًّا بِيَمينِهِ ، وَالحَسَنَ بِشِمالِهِ ، وَالحُسَينَ عَلى بَطنِهِ ، وفاطِمَةَ عِندَ رِجلِهِ فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلي وعِترَتي فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا ، قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ . قُلتُ : فَأَنَا يا رَسولَ اللهِ ؟ فَقالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ إن شاءَ اللهُ[16] .
13 ـ عَطاءُ بنُ أبي رَباحٍ : حَدَّثَني مَن سَمِعَ اُمَّ سَلَمَةَ تَذكُرُ : أنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله كانَ في بَيتِها، فَأتَتهُ فاطِمَةُ بِبُرمَةٍ فيها خَزيرَةٌ ، فَدَخَلَت بِها عَلَيهِ فَقالَ لَها : ادعي زَوجَكِ وَ ابنَيكِ ، قالَت : فَجاءَ عَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السّلام فَدَخَلوا عَلَيهِ فَجَلَسوا يَأكُلونَ مِن تِلكَ الخَزيرَةِ ، وهُوَ عَلى مَنامَةٍ لَهُ عَلى دُكّانٍ[17] ، تَحتَهُ كِساءٌ لَهُ خَيبَرِيٌّ .
قالَت : وأنَا اُصَلّي فِي الحُجرَةِ ، فَأَنزَلَ اللهُ عَزَّوجَلَّ هذِهِ الآيَةَ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا .
قالَت : فَأَخَذَ فَضلَ الكِساءِ فَغَشّاهُم بِهِ ، ثُمَّ أخرَجَ يَدَهُ فَأَلوى بِها إلَى السَّماءِ ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وخاصَّتي ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا ، اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وخاصَّتي ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وَطهِّرهُم تَطهيرًا .
قالَت : فَأَدخَلتُ رَأسِيَ البَيتَ فَقُلتُ : وأنَا مَعَكُم يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ ، إنَّكِ إلى خَيرٍ[18] .
14 ـ عَمرَةُ بِنتُ أفعى : سَمِعتُ اُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها تَقولُ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتي : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا وفِي البَيتِ سَبعَةٌ : جَبرَئيلُ ، وميكائيلُ ، ورَسولُ اللهِ ، وعَلِيٌّ ، وفاطِمَةُ ، وَالحَسَنُ ، وَالحُسَينُ عليهم السّلام ، قالَت : وأنَا عَلى بابِ البَيتِ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ أ لَستُ مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ ، إنَّكِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ ، وما قالَ : إنَّكِ مِن أهلِ البَيتِ[19] .
15 ـ الإمام الرضا عليه السّلام عَن آبائِهِ عليهم السّلام عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السّلام ، عَن اُمِّ سَلَمَةَ قالَت : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتي وفي يَومي ، كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عِندي فَدَعا عَلِيًّا وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ ، وجاءَ جَبرَئيلُ فَمَدَّ عَلَيهِم كِساءً فَدَكِيًّا ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . قالَ جَبرَئيلُ : وأنَا مِنكُم يا مُحَمَّدُ ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله : وأنتَ مِنّا يا جَبرَئيلُ .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، وأنَا مِن أهلِ بَيتِكَ ، وجِئتُ لِأَدخُلَ مَعَهُم ، فَقالَ : كوني مَكانَكِ يا اُمَّ سَلَمَةَ، إنَّكِ إلى خَيرٍ ، أنتِ مِن أزواجِ نَبِيِّ اللهِ .
فَقالَ جَبرَئيلُ : اِقرَأ يا مُحَمَّدُ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا فِي النَّبِيِّ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السّلام [20] .
1 / 2
عائِشَةُ
16 ـ صَفِيَّةُ بِنتُ شَيبَةَ : قالَت عائِشَةُ : خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله غَداةً وعَلَيهِ مِرطٌ مُرَحَّلٌ[21] مِن شَعرٍ أسوَدَ ، فَجاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ فَدَخَل مَعَهُ ، ثُمَّ جاءَ ت فاطِمَةُ فَأَدخَلَها ، ثُمَّ جاءَ عَلِيٌّ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ قالَ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا[22] .
17 ـ العَوّامُ بنُ حَوشَبٍ عَنِ الَّتميمِيِّ : دَخَلتُ عَلى عائِشَةَ فَحَدَّثَتنا أنَّها رَأت رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله دَعا عَلِيًّا وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهم السّلام فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا[23] .
18 ـ جُمَيعُ بنُ عُمَيرٍ[24] : دَخَلتُ مَعَ اُمّي عَلى عائِشَةَ [فَسَأَلَتها اُمّي] قالَت : أخبِريني كَيفَ كانَ حُبُّ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ ؟
فَقالَت عائِشَةُ : كانَ أحَبَّ [الرِّجالِ] إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، لَقَد رَأَيتُهُ وقَد أدخَلَهُ تَحتَ ثَوبِهِ ، وفاطِمَةَ وحَسَنًا وحُسَينًا ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا .
قالَت : فَذَهَبتُ لِاُدخِلَ رَأسي فَدَفَعَني ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، أوَلَستُ مِن أهلِكَ ؟ قالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ ، إنَّكِ عَلى خَيرٍ[25] .
راجع : ص 549 «ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت»
أضواء حول حديث الكساء
حادثة الكساء من أهمّ الحوادث المشرقة في تاريخ حياة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه و آله في مضمار التعريف بأئمّة الإسلام وهداته . كما تعدّ من النقاط المضيئة البارزة في خصائص أهل البيت الكريم وفضائلهم . ومن الضروريّ الالتفات إلى النقاط الآتية من أجل التعرّف على هذه الحادثة المهمّة بنحوٍ أدقّ :
1 ـ سند حادثة الكساء
لا مجال للتشكيك في وقوع هذه الحادثة ؛ فقد نقلها المحدِّثون الكبار في كتبهم المعتبرة بطرق مستفيضة . بل جاز لنا أن نقول بتواترها إذا ما توسّعنا في دراستها . وثمّة قرائن كثيرة تدلّ على أنّ من قرأ التاريخ الإسلاميّ لا يتسنّى له أن يمتري فيها . وقد بلغت من الشهرة في المجتمع الإسلاميّ مبلغًا أن سُمّي اليوم الذي كانت فيه حادثة الكساء يوم الكساء[26] .
ولُقِّب الخمسة الطيّبون الذين شملتهم العناية الإلهيّة الخاصّة يومئذٍ بأصحاب الكساء[27] .
(1) المستدرك على الصحيحين : 3 / 158 / 4705 ، وراجع السنن الكبرى : 2 / 214 / 2861 .
(2) كذا في النسخة المطبوعة، والظاهر أنّه تصحيف، والصحيح «لعلى خير» كما يظهر من سائر الروايات.
(3) المستدرك على الصحيحين : 2 / 451 / 3558 .
(4) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 70 / 127 ، وراجع تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 73 / 106 ، تاريخ بغداد : 9 / 126 ، المعجم الكبير : 3 / 52 / 2662 .
(5) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 7 .
(6) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 7 .
(7) البرمة : القِدر مطلقًا ، وهي في الأصل المتّخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن . (النهاية : 1 / 121) .
(8) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أنَّ الأصحّ «تحملها» .
(9) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 7 ، وراجع : 145 / 208 من كتابنا هذا .
(10) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 8 .
(11) مسند ابن حنبل : 10 / 197 / 26659 ، سنن الترمذيّ : 5 / 699 / 3871 وفيه «أنا معهم يا رسول الله ؟» ، مسند أبي يعلى : 6 / 290 / 6985 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 62 / 88 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 65 / 118 وفي الثلاثة الأخيرة «حامّتي» بدل «خاصّتي» .
(12) مسند أبي يعلى : 6 / 264 / 6915 ، مجمع الزوائد : 9 / 262 / 14971 .
(13) مسند ابن حنبل: 10/228/26808 ، المعجم الكبير : 3/53/2664 ، وذكره أيضًا في : 23 / 336 / 779 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 64 / 93 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 65 / 116 ، وذكر أيضًا في : 67 / 120 نحوه ، مسند أبي يعلى : 6 / 248 / 6876 .
(14) الخزيرة : مرقة ، وهي أن تصفَّى بُلالة النخالة ثمّ تطبخ (لسان العرب : 4 / 237) .
(15) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 6 .
(16) أمالي الطوسيّ : 263 / 482 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 67 / 97 عن عبد الله بن معين مولى اُمّ سلمة ، وهو موافق لما في بعض نسخ الأمالي .
(17) الدكّان : الدكّة المبنية للجلوس عليها . (لسان العرب : 13 / 157) .
(18) مسند ابن حنبل : 10 / 177 / 26570 وراجع فضائل الصحابة : 2 / 587 / 994 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 68 / 123 ، المناقب لابن المغازليّ : 304 / 348 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفيّ : 2 / 161 / 638 وكلاهما عن أبي ليلى الكنديّ عن اُمّ سلمة .
اما سنده عن طريق الشيعه اليكم هذا
لقد رواه الثقة الجليل الشيخ عبد الله البحراني صاحب كتاب"العوالم" بسندٍ متصل بثلةٍ جليلة من علماء الطائفة متصلاً بالشيخ الكليني بسند معنعن إلى جابر بن عبد الله الأنصاري،قال البحراني :"رأيت بخطّ الشيخ الجليل هاشم البحراني عن شيخه الجليل السيّد ماجد البحراني عن الشيخ الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي عن شيخه المقدّس الأردبيلي عن شيخه عليّ بن عبد العالي الكركي العاملي عن الشيخ عليّ بن هلال الجزائري عن الشيخ أحمد بن فهد الحليّ عن الشيخ عليّ بن الخازن الحائري عن الشيخ ضياء الدين عليّ أبن الشهيد الأول العاملي عن ابيه عن فخر المحققين عن شيخه المحقق عن شيخه ابن نما الحليّ عن شيخه محمد بن إدريس الحليّ عن ابن حمزة الطوسي صاحب "ثاقب المناقب" عن الشيخ الجليل محمد بن شهر آشوب عن الطبرسيّ صاحب الإحتجاج عن شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي عن أبيه شيخ الطائفة الحقةعن شيخه المفيد عن شيخه ابن قولويه القمي عن شيخه الكليني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي عن أبي بصير عن أبان بن تغلب عن جابر بن عبد الله الأنصاري رحمهم الله تعالى جميعاً أنَّه قال:" بسم الله الرحمان الرحيم:سمعت السيّدة فاطمة بنت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)أنَّها قالت:دخل عليَّ أبي رسول الله في بعض الأيام فقال: السلام عليك يا فاطمة،فقلت:وعليك السلام يا أبتاه،فقال:إني لأجد في بدني ضعفاً....."إلى آخر الحديث الشريف،فليراجع في المصادر التالية:مفاتيح الجنان/الشيخ عباس القمي/إحقاق الحق للتستري ج2/554/السيدة فاطمة بهجة قلب المصطفىج1/292..وقد ذكر صاحب "إحقاق الحقّ"أنّ ثلةً من العلماء نقلوه أيضاً في كتبهم،منهم الطريحي صاحب مجمع البحرين في كتابه المنتخب الكبير والشيخ الديلمي صاحب الإرشاد في كتابه الغرر والدرر،وكذا الشيخ حسين العلوي الدمشقي الحنفي إلخ....والآن هلموا معي لنريكم صحة السند ليتضح لكم زيف وكذب ما إدَّعاه المشكّك الاكبر بأحاديث بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام):
(الشيخ الكليني):شيخ الطائفة المحقّة وزعيم المحدثين بلا منازع ،ثقةٌ جليل،عالي القدر وجيه مرموق ،وهو أشهر من نار على علمٍ.
(عليّ بن إبراهيم القمي):قال النجاشي الرجالي المعروف:" أبو الحسن،ثقةٌ في الحديث، معتمدٌ،صحيح المذهب ،سمع فأكثر، وصنَّف كتباً..وله كتاب التفسير ،كتاب الناسخ والنسوخ،كتاب قرب الأسناد....ثمّ قال:اخبرنا محمد بن محمد وغيره عن الحسن بن حمزة بن عليّ بن عبيد الله قال:كتب إليَّ عليّ بن إبراهيم بإجازة سائر حديثه وكتبه.."
(إبراهيم بن هاشم القمي): أصله كوفي،إنتقل إلى قم،قال أبو عمرو الكشي :أنَّ الرجل تلميذ يونس بن عبد الرحمان،من أصحاب الإمام الرضا(عليه السلام) ،وقال النجاشي :"أصحابنا يقولون: أول من نشر حديث الكوفيين في قم هو،له كتب،منها النوادر وقضايا أمير المؤمنين عليه السلام" والروايات عنه كثيرة،وليس للأصحاب فيه قدحٌ،فالرجل ثقةٌ جليل،ويكفي رواية إبنه الثقة عنه،فثقةٌ يروي عن ثقة،وقد صحّح العلاّمة رحمه الله تعالى جملة من طرق الصدوق هو فيها،كطريقه إلى عامر بن نعيم وكردويه وياسر الخادم وكثيراً ما يعدّ أخباره في الصحاح كما في المختلف،وقد إعتمد جلُّ ائمة الحديث من القميين على حديثه مع انَّهم كانوا يقدحون بأدنى شيء،كما أنّ الشيخ الجليل الكليني قد إعتمد عليه في أكثر أخباره،وقال بحقه الشيخ الجليل البهائي العاملي رحمه الله تعالى:"إنيّ لاستحي أن لا أعدّ حديثه صحيحاً".
(أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي):أجمع الرجاليون على وثاقته وجلالة أمره،كان له إختصاص بالإمام الرضا وأبي جعفر الجواد (عليهما السلام)،كما قد أجمعوا على تصحيح ما يصحّ عنه وأقروا له بالفقه وأنَّه لا يروي إلاَّ عن ثقة،وفي أوائل الذكرى قال الشهيد رحمه الله تعالى:"إنّ الأصحاب أجمعوا على قبول مراسيله كإبن أبي عمير وصفوان بن يحيى.."
(قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي):روى عن جده الحسن بن راشد،وقد ذكر الشيخ والنجاشي أنَّ له كتاباً،وطريق الشيخ إليه صحيح كطريق الصدوق،وتضعيف الغضائري له مردودة بإتفاق الرجاليين ،ولكن يؤيد وثاقته –حسب تعبير السيد المحقق الخوئي رحمه الله تعالى-حكم الصدوق بوثاقته باعتبار أن أصحّ الزيارات للإمام الحسين عليه السلام هي رواية الفقيه عن الحسن بن راشد وفي طريقه إليه القاسم بن يحيى،وقد وقع هذا في أسناد كامل الزيارات أيضاً..ويكفي في وثاقته رواية الأجلاّء عنه سيّما أحمد بن محمد بن عيسى وهي أمارة الإعتماد عليه بل الوثاقة ايضاً،ويؤيده كثرة رواياته والإفتاء بمضمونها،قال صاحب منتهى المقال:"ويؤيد فساد كلام الغضائري في المقام عدم تضعيف شيخ من المشايخ العظام الماهرين بأحوال الرجال إياه وعدم طعنٍ من أحدٍ ممن ذكره.."
(أبو بصير):مشترك بين ثلاثة:أبو بصير الأسدي،أبو بصير المرادي،أبو بصير المكفوف،والثلاثة ثقات أجلاّء،وعند الإطلاق ينصرف إلى الثقة كما هو المعروف في أمثاله،والظاهر أنَّه أبو بصير المكفوف قال عنه النجاشي:"كوفي ثقة وجيه"وقد عدّه الكشي من أصحاب الإجماع،وعدّه الشيخ من أصحاب الائمة الطاهرين :الباقر والصادق والكاظم(عليهم السلام) .وروي أنّ جابر المكفوف دخل على الإمام أبي عبد الله عليه السلام فقال له:"أما يصلونك؟فقال جابر:ربما فعلوا،فوصلني الإمام عليه السلام بثلاثين ديناراً ثمّ قال:يا جابر كم من عبدٍ إن غاب لم يفقدوه وإن شهد لم يعرفوه،في أطمارٍ،لو أقسم على الله لأبرّ قسمه..".
(أبان بن تغلب):أبو سعيد البكري رحمه الله تعالى،ثقةٌ جليل القدر،عظيم المنزلة في أصحابنا،لقي الإمام أبي محمد عليّ بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام،وكانت له عندهم حظوة وقدم،وقال له الإمام أبو جعفر(عليه السلام) :"إجلس في مسجد المدينة وأفتِ الناس،فإنيّ أُحبُّ أن يُرى في شيعتي مثلك" وقال الإمام أبو عبد الله عليه السلام لمَّا اتاه نعيه:"أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان" قال في المشيخة للصدوق أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال لأبان بن عثمان:"أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة،فما رواه لك فاروه عنّي".
(جابر بن يزيد الجعفي):لقي الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام،كوفي ثقة جليل،شنَّع عليه المخالفون وضعفه بعضهم وهذه شهادة حسنة في حقه رضوان الله تعالى عليه،وقد عدّه الشيخ الكفعمي العاملي رحمه الله تعالى من البوابين للائمة الطاهرين عليهم السلام،كثير الرواية،ويروى أنّ علم الائمة الأطهار عليهم السلام إنتهى إلى أربعة،منهم يونس بن عبد الرحمان وجابر..،وروي عن عمّار بن أبان عن الحسين بن أبي العلاء قال: أن الإمام الصادق عليه السلام ترحّم عليه وقال:"إنَّه كان يصدق علينا".
وقد كان جابر الجعفي من حملة أسرار الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)فكان يذكر بعض المعجزات التي لا تدركها العقول الضعيفة،فنسبوا إليه ما نسبوا سيّما الظاهريون والعامةنوقال صاحب نتهى المقال:"إن سبب الذم له يرجع إلى الرفض وإلى القول بالرجعة"
(جابر بن عبد الله الانصاري):أحد أركان أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله)وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام ،شهد مع الرسول الأكرم بدراً وثماني عشرة غزوة،مات سنة ثمانٍ وسبعين،أدرك زمان الإمام الباقر عليه السلام وأبلغه سلام رسول الله له، كان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام،كما كان منقطعاً إلى أهل البيت عليهم السلام،وروي عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير المكي قال: رأيت جابراً يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ويقول:"عليٌّ خير البشر من أبى فقد كفر،معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم على حبّ عليٍّ،فمن أبى فلينظر في شأن أُمّه" كما كان خصيصاً عند مولاتنا المعظّمة سيّدة النساء فاطمة الزهراء(صلوات ربي عليها) روى وحفظ عنها أحاديث شريفة منها حديث اللوح المقدّس الذي فيه أسماء الحجج الطاهرين عليهم السلام،ومنها هذا الحديث المسمّى بحديث الكساء الطاهر،ولا يخفى أنّ جابراً من الجلالة بمكان لا يحتاج إلى توثيق،فهو في الوثاقة أشهر من الشمس في رائعة النهار...
1 ـ عَطاءُ بنُ يَسارٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : في بَيتي نَزَلَت : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا . قالَت : فَأَرسَلَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله إلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، فَقالَ : هؤُلاءِ أهلُ بَيتي[1] .
2 ـ عَطاءُ بنُ يَسارٍ عن اُمِّ سَلَمَةَ : في بَيتي نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا . قالَت : فَأَرسَلَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله إلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ رِضوانُ اللهِ عَلَيهِم أجمَعينَ ، فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي . قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : يا رَسولَ اللهِ ، ما أنَا مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ أهلي[2] خَير ، وهؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أهلي أحَقُّ[3].
3 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتي : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا . قُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، ألَستُ مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ ، إنَّكِ مِن أزواجِ رَسولِ اللهِ . قالَت : وأهلُ البَيتِ عليهم السّلام رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ[4] .
4 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : لمَّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا دَعا رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عَلِيًّا وفاطِمَةَ وحَسَنًا وحُسَينًا ، فَجَلَّلَ عَلَيهِم كِساءً خَيبَرِيًّا ، فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : ألَستُ مِنهُم ؟ قالَ : أنتِ إلى خَيرٍ[5] .
5 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ عَن اُمِّ سَلَمَةَ أنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَت في بَيتِها : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا .
قالَت : وأنَا جالِسَةٌ عَلى بابِ البَيتِ ، فَقُلتُ : أنَا يا رَسولَ اللهِ ألَستُ مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ ، أنتِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ . قالَت : وفِي البَيتِ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم[6] .
6 ـ أبو هُرَيرَةَ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : جاءَ ت فاطِمَةُ إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله بِبُرمَةٍ[7] لَها قَد صَنَعَت فيها عَصيدَةً تُحِلُّها[8] عَلى طَبَقٍ ، فَوَضَعَتهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَقالَ : أينَ ابنُ عَمِّكِ وابناكِ؟ فَقالَت : فِي البَيتِ ، فَقالَ : ادعيهِم . فَجاءَ ت إلى عَلِيٍّ ، فَقالَت: أجِبِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله أنتَ وَابناكَ .قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمّا رَآهُم مُقبِلينَ مَدَّ يَدَهُ إلى كِساءٍ كانَ عَلَى المَنامَةِ ، فَمَدَّهُ وبَسَطَهُ وأجلَسَهُم عَلَيهِ ، ثُمَّ أخَذَ بِأَطرافِ الكِساءِ الأَربَعَةِ بِشِمالِهِ ، فَضَمَّهُ فَوقَ رُؤوسِهِم وأومَأَ بِيَدِهِ الُيمنى إلى رَبِّهِ ، فَقالَ : هؤُلاءِ أهلُ البَيتِ ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا[9] .
7 ـ حَكيمُ بنُ سَعدٍ : ذَكَرنا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ رضي الله عنه عِندَ اُمِّ سَلَمَةَ ، قالَت : فيهِ نَزَلَت : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : جاءَ النَّبيُّ صلّى الله عليه و آله إلى بَيتي ، فَقالَ : لا تَأذَني لِأَحَدٍ ، فَجاءَ ت فاطِمَةُ، فَلَم أستَطِع أن أحجُبَها عن أبيها ، ثُمَّ جاءَ الحَسَنُ ، فَلَم أستَطِع أن أمنَعَهُ أن يَدخُلَ عَلى جَدِّهِ واُمِّهِ ، وجاءَ الحُسَينُ ، فَلَم أستَطِع أن أحجُبَهُ ، فَاجتَمَعوا حَولَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله عَلى بِساطٍ ، فَجَلَّلَهُم نَبِيُّ اللهِ بِكِساءٍ كانَ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا ، فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ حينَ اجتَمَعوا عَلَى البِساطِ .
قالَت : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، وأنَا ؟ قالَت : فَوَاللهِ ما أنعَمَ ، وقالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ[10].
8 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : إنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله جَلَّلَ عَلى عَلِيٍّ وحَسَنٍ وحُسَينٍ وفاطِمَةَ كِساءً ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وخاصَّتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : وأنَا مِنهُم ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ[11] .
9 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : جاءَ ت فاطِمَةُ بِنتُ النَّبِيِّ إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ وَالحُسَينَ ، في يَدِها بُرمةٌ لِلحَسَنِ فيها سَخينٌ ، حَتّى أتَت بِهَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله ، فَلَمّا وَضَعَتها قُدّامَهُ قالَ لَها : أينَ أبُو الحَسَنِ ؟ قالَت : فِي البَيتِ ، فَدَعاهُ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ يَأكُلونَ .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : وما سامَنِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله وما أكَلَ طَعامًا قَطُّ إلّا وأنَا عِندَهُ إلّا سامَنيهِ قَبلَ ذلِكَ اليَومِ ـ تعني بـ «سامني» : دعاني إليه ـ فَلَمّا فَرَغَ التَفَّ عَلَيهِم بِثَوبِهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ عادِ مَن عاداهُم ، ووالِ مَن والاهُم[12] .
10 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله قالَ لِفاطِمَةَ : اِئتيني بِزَوجِكِ وابنَيكِ ، فَجاءَ ت بِهِم ، فَأَلقى عَلَيهِم كِساءً فَدَكِيًّا ، قالَ : ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِم ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ آلُ مُحَمَّدٍ فَاجعَل صَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَرَفَعتُ الكِساءَ لِأَدخُلَ مَعَهُم ، فَجَذَبَهُ مِن يَدي وقالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ[13].
11 ـ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ عَن اُمِّ سَلَمَةَ : كانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله عِندي وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ ، فَجَعَلتُ لَهُم خَزيرَةٌ[14] ، فَأَكَلوا وناموا ، وغَطّى عَلَيهِم عَباءَ ةً أو قَطيفَةً ، ثُمَّ قال : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا[15] .
12 ـ عَبدُ اللهِ بنُ مُغيرَةَ مَولى اُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله أنَّها قالَت : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتِها : إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًاأمَرَني رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله أن اُرسِلَ إلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسينِ عليهم السّلام ، فَلَمّا أتَوهُ اعتَنَقَ عَلِيًّا بِيَمينِهِ ، وَالحَسَنَ بِشِمالِهِ ، وَالحُسَينَ عَلى بَطنِهِ ، وفاطِمَةَ عِندَ رِجلِهِ فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلي وعِترَتي فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا ، قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ . قُلتُ : فَأَنَا يا رَسولَ اللهِ ؟ فَقالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ إن شاءَ اللهُ[16] .
13 ـ عَطاءُ بنُ أبي رَباحٍ : حَدَّثَني مَن سَمِعَ اُمَّ سَلَمَةَ تَذكُرُ : أنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله كانَ في بَيتِها، فَأتَتهُ فاطِمَةُ بِبُرمَةٍ فيها خَزيرَةٌ ، فَدَخَلَت بِها عَلَيهِ فَقالَ لَها : ادعي زَوجَكِ وَ ابنَيكِ ، قالَت : فَجاءَ عَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السّلام فَدَخَلوا عَلَيهِ فَجَلَسوا يَأكُلونَ مِن تِلكَ الخَزيرَةِ ، وهُوَ عَلى مَنامَةٍ لَهُ عَلى دُكّانٍ[17] ، تَحتَهُ كِساءٌ لَهُ خَيبَرِيٌّ .
قالَت : وأنَا اُصَلّي فِي الحُجرَةِ ، فَأَنزَلَ اللهُ عَزَّوجَلَّ هذِهِ الآيَةَ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا .
قالَت : فَأَخَذَ فَضلَ الكِساءِ فَغَشّاهُم بِهِ ، ثُمَّ أخرَجَ يَدَهُ فَأَلوى بِها إلَى السَّماءِ ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وخاصَّتي ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا ، اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وخاصَّتي ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وَطهِّرهُم تَطهيرًا .
قالَت : فَأَدخَلتُ رَأسِيَ البَيتَ فَقُلتُ : وأنَا مَعَكُم يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ : إنَّكِ إلى خَيرٍ ، إنَّكِ إلى خَيرٍ[18] .
14 ـ عَمرَةُ بِنتُ أفعى : سَمِعتُ اُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها تَقولُ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتي : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا وفِي البَيتِ سَبعَةٌ : جَبرَئيلُ ، وميكائيلُ ، ورَسولُ اللهِ ، وعَلِيٌّ ، وفاطِمَةُ ، وَالحَسَنُ ، وَالحُسَينُ عليهم السّلام ، قالَت : وأنَا عَلى بابِ البَيتِ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ أ لَستُ مِن أهلِ البَيتِ ؟ قالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ ، إنَّكِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ ، وما قالَ : إنَّكِ مِن أهلِ البَيتِ[19] .
15 ـ الإمام الرضا عليه السّلام عَن آبائِهِ عليهم السّلام عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السّلام ، عَن اُمِّ سَلَمَةَ قالَت : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في بَيتي وفي يَومي ، كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عِندي فَدَعا عَلِيًّا وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ ، وجاءَ جَبرَئيلُ فَمَدَّ عَلَيهِم كِساءً فَدَكِيًّا ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . قالَ جَبرَئيلُ : وأنَا مِنكُم يا مُحَمَّدُ ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله : وأنتَ مِنّا يا جَبرَئيلُ .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، وأنَا مِن أهلِ بَيتِكَ ، وجِئتُ لِأَدخُلَ مَعَهُم ، فَقالَ : كوني مَكانَكِ يا اُمَّ سَلَمَةَ، إنَّكِ إلى خَيرٍ ، أنتِ مِن أزواجِ نَبِيِّ اللهِ .
فَقالَ جَبرَئيلُ : اِقرَأ يا مُحَمَّدُ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا فِي النَّبِيِّ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السّلام [20] .
1 / 2
عائِشَةُ
16 ـ صَفِيَّةُ بِنتُ شَيبَةَ : قالَت عائِشَةُ : خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله غَداةً وعَلَيهِ مِرطٌ مُرَحَّلٌ[21] مِن شَعرٍ أسوَدَ ، فَجاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ فَدَخَل مَعَهُ ، ثُمَّ جاءَ ت فاطِمَةُ فَأَدخَلَها ، ثُمَّ جاءَ عَلِيٌّ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ قالَ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا[22] .
17 ـ العَوّامُ بنُ حَوشَبٍ عَنِ الَّتميمِيِّ : دَخَلتُ عَلى عائِشَةَ فَحَدَّثَتنا أنَّها رَأت رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله دَعا عَلِيًّا وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهم السّلام فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا[23] .
18 ـ جُمَيعُ بنُ عُمَيرٍ[24] : دَخَلتُ مَعَ اُمّي عَلى عائِشَةَ [فَسَأَلَتها اُمّي] قالَت : أخبِريني كَيفَ كانَ حُبُّ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ ؟
فَقالَت عائِشَةُ : كانَ أحَبَّ [الرِّجالِ] إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، لَقَد رَأَيتُهُ وقَد أدخَلَهُ تَحتَ ثَوبِهِ ، وفاطِمَةَ وحَسَنًا وحُسَينًا ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا .
قالَت : فَذَهَبتُ لِاُدخِلَ رَأسي فَدَفَعَني ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، أوَلَستُ مِن أهلِكَ ؟ قالَ : إنَّكِ عَلى خَيرٍ ، إنَّكِ عَلى خَيرٍ[25] .
راجع : ص 549 «ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت»
أضواء حول حديث الكساء
حادثة الكساء من أهمّ الحوادث المشرقة في تاريخ حياة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه و آله في مضمار التعريف بأئمّة الإسلام وهداته . كما تعدّ من النقاط المضيئة البارزة في خصائص أهل البيت الكريم وفضائلهم . ومن الضروريّ الالتفات إلى النقاط الآتية من أجل التعرّف على هذه الحادثة المهمّة بنحوٍ أدقّ :
1 ـ سند حادثة الكساء
لا مجال للتشكيك في وقوع هذه الحادثة ؛ فقد نقلها المحدِّثون الكبار في كتبهم المعتبرة بطرق مستفيضة . بل جاز لنا أن نقول بتواترها إذا ما توسّعنا في دراستها . وثمّة قرائن كثيرة تدلّ على أنّ من قرأ التاريخ الإسلاميّ لا يتسنّى له أن يمتري فيها . وقد بلغت من الشهرة في المجتمع الإسلاميّ مبلغًا أن سُمّي اليوم الذي كانت فيه حادثة الكساء يوم الكساء[26] .
ولُقِّب الخمسة الطيّبون الذين شملتهم العناية الإلهيّة الخاصّة يومئذٍ بأصحاب الكساء[27] .
(1) المستدرك على الصحيحين : 3 / 158 / 4705 ، وراجع السنن الكبرى : 2 / 214 / 2861 .
(2) كذا في النسخة المطبوعة، والظاهر أنّه تصحيف، والصحيح «لعلى خير» كما يظهر من سائر الروايات.
(3) المستدرك على الصحيحين : 2 / 451 / 3558 .
(4) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 70 / 127 ، وراجع تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 73 / 106 ، تاريخ بغداد : 9 / 126 ، المعجم الكبير : 3 / 52 / 2662 .
(5) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 7 .
(6) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 7 .
(7) البرمة : القِدر مطلقًا ، وهي في الأصل المتّخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن . (النهاية : 1 / 121) .
(8) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أنَّ الأصحّ «تحملها» .
(9) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 7 ، وراجع : 145 / 208 من كتابنا هذا .
(10) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 8 .
(11) مسند ابن حنبل : 10 / 197 / 26659 ، سنن الترمذيّ : 5 / 699 / 3871 وفيه «أنا معهم يا رسول الله ؟» ، مسند أبي يعلى : 6 / 290 / 6985 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 62 / 88 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 65 / 118 وفي الثلاثة الأخيرة «حامّتي» بدل «خاصّتي» .
(12) مسند أبي يعلى : 6 / 264 / 6915 ، مجمع الزوائد : 9 / 262 / 14971 .
(13) مسند ابن حنبل: 10/228/26808 ، المعجم الكبير : 3/53/2664 ، وذكره أيضًا في : 23 / 336 / 779 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 64 / 93 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 65 / 116 ، وذكر أيضًا في : 67 / 120 نحوه ، مسند أبي يعلى : 6 / 248 / 6876 .
(14) الخزيرة : مرقة ، وهي أن تصفَّى بُلالة النخالة ثمّ تطبخ (لسان العرب : 4 / 237) .
(15) تفسير الطبريّ : 12 / الجزء 22 / 6 .
(16) أمالي الطوسيّ : 263 / 482 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام » : 67 / 97 عن عبد الله بن معين مولى اُمّ سلمة ، وهو موافق لما في بعض نسخ الأمالي .
(17) الدكّان : الدكّة المبنية للجلوس عليها . (لسان العرب : 13 / 157) .
(18) مسند ابن حنبل : 10 / 177 / 26570 وراجع فضائل الصحابة : 2 / 587 / 994 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام » : 68 / 123 ، المناقب لابن المغازليّ : 304 / 348 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفيّ : 2 / 161 / 638 وكلاهما عن أبي ليلى الكنديّ عن اُمّ سلمة .
اما سنده عن طريق الشيعه اليكم هذا
لقد رواه الثقة الجليل الشيخ عبد الله البحراني صاحب كتاب"العوالم" بسندٍ متصل بثلةٍ جليلة من علماء الطائفة متصلاً بالشيخ الكليني بسند معنعن إلى جابر بن عبد الله الأنصاري،قال البحراني :"رأيت بخطّ الشيخ الجليل هاشم البحراني عن شيخه الجليل السيّد ماجد البحراني عن الشيخ الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي عن شيخه المقدّس الأردبيلي عن شيخه عليّ بن عبد العالي الكركي العاملي عن الشيخ عليّ بن هلال الجزائري عن الشيخ أحمد بن فهد الحليّ عن الشيخ عليّ بن الخازن الحائري عن الشيخ ضياء الدين عليّ أبن الشهيد الأول العاملي عن ابيه عن فخر المحققين عن شيخه المحقق عن شيخه ابن نما الحليّ عن شيخه محمد بن إدريس الحليّ عن ابن حمزة الطوسي صاحب "ثاقب المناقب" عن الشيخ الجليل محمد بن شهر آشوب عن الطبرسيّ صاحب الإحتجاج عن شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي عن أبيه شيخ الطائفة الحقةعن شيخه المفيد عن شيخه ابن قولويه القمي عن شيخه الكليني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي عن أبي بصير عن أبان بن تغلب عن جابر بن عبد الله الأنصاري رحمهم الله تعالى جميعاً أنَّه قال:" بسم الله الرحمان الرحيم:سمعت السيّدة فاطمة بنت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)أنَّها قالت:دخل عليَّ أبي رسول الله في بعض الأيام فقال: السلام عليك يا فاطمة،فقلت:وعليك السلام يا أبتاه،فقال:إني لأجد في بدني ضعفاً....."إلى آخر الحديث الشريف،فليراجع في المصادر التالية:مفاتيح الجنان/الشيخ عباس القمي/إحقاق الحق للتستري ج2/554/السيدة فاطمة بهجة قلب المصطفىج1/292..وقد ذكر صاحب "إحقاق الحقّ"أنّ ثلةً من العلماء نقلوه أيضاً في كتبهم،منهم الطريحي صاحب مجمع البحرين في كتابه المنتخب الكبير والشيخ الديلمي صاحب الإرشاد في كتابه الغرر والدرر،وكذا الشيخ حسين العلوي الدمشقي الحنفي إلخ....والآن هلموا معي لنريكم صحة السند ليتضح لكم زيف وكذب ما إدَّعاه المشكّك الاكبر بأحاديث بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام):
(الشيخ الكليني):شيخ الطائفة المحقّة وزعيم المحدثين بلا منازع ،ثقةٌ جليل،عالي القدر وجيه مرموق ،وهو أشهر من نار على علمٍ.
(عليّ بن إبراهيم القمي):قال النجاشي الرجالي المعروف:" أبو الحسن،ثقةٌ في الحديث، معتمدٌ،صحيح المذهب ،سمع فأكثر، وصنَّف كتباً..وله كتاب التفسير ،كتاب الناسخ والنسوخ،كتاب قرب الأسناد....ثمّ قال:اخبرنا محمد بن محمد وغيره عن الحسن بن حمزة بن عليّ بن عبيد الله قال:كتب إليَّ عليّ بن إبراهيم بإجازة سائر حديثه وكتبه.."
(إبراهيم بن هاشم القمي): أصله كوفي،إنتقل إلى قم،قال أبو عمرو الكشي :أنَّ الرجل تلميذ يونس بن عبد الرحمان،من أصحاب الإمام الرضا(عليه السلام) ،وقال النجاشي :"أصحابنا يقولون: أول من نشر حديث الكوفيين في قم هو،له كتب،منها النوادر وقضايا أمير المؤمنين عليه السلام" والروايات عنه كثيرة،وليس للأصحاب فيه قدحٌ،فالرجل ثقةٌ جليل،ويكفي رواية إبنه الثقة عنه،فثقةٌ يروي عن ثقة،وقد صحّح العلاّمة رحمه الله تعالى جملة من طرق الصدوق هو فيها،كطريقه إلى عامر بن نعيم وكردويه وياسر الخادم وكثيراً ما يعدّ أخباره في الصحاح كما في المختلف،وقد إعتمد جلُّ ائمة الحديث من القميين على حديثه مع انَّهم كانوا يقدحون بأدنى شيء،كما أنّ الشيخ الجليل الكليني قد إعتمد عليه في أكثر أخباره،وقال بحقه الشيخ الجليل البهائي العاملي رحمه الله تعالى:"إنيّ لاستحي أن لا أعدّ حديثه صحيحاً".
(أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي):أجمع الرجاليون على وثاقته وجلالة أمره،كان له إختصاص بالإمام الرضا وأبي جعفر الجواد (عليهما السلام)،كما قد أجمعوا على تصحيح ما يصحّ عنه وأقروا له بالفقه وأنَّه لا يروي إلاَّ عن ثقة،وفي أوائل الذكرى قال الشهيد رحمه الله تعالى:"إنّ الأصحاب أجمعوا على قبول مراسيله كإبن أبي عمير وصفوان بن يحيى.."
(قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي):روى عن جده الحسن بن راشد،وقد ذكر الشيخ والنجاشي أنَّ له كتاباً،وطريق الشيخ إليه صحيح كطريق الصدوق،وتضعيف الغضائري له مردودة بإتفاق الرجاليين ،ولكن يؤيد وثاقته –حسب تعبير السيد المحقق الخوئي رحمه الله تعالى-حكم الصدوق بوثاقته باعتبار أن أصحّ الزيارات للإمام الحسين عليه السلام هي رواية الفقيه عن الحسن بن راشد وفي طريقه إليه القاسم بن يحيى،وقد وقع هذا في أسناد كامل الزيارات أيضاً..ويكفي في وثاقته رواية الأجلاّء عنه سيّما أحمد بن محمد بن عيسى وهي أمارة الإعتماد عليه بل الوثاقة ايضاً،ويؤيده كثرة رواياته والإفتاء بمضمونها،قال صاحب منتهى المقال:"ويؤيد فساد كلام الغضائري في المقام عدم تضعيف شيخ من المشايخ العظام الماهرين بأحوال الرجال إياه وعدم طعنٍ من أحدٍ ممن ذكره.."
(أبو بصير):مشترك بين ثلاثة:أبو بصير الأسدي،أبو بصير المرادي،أبو بصير المكفوف،والثلاثة ثقات أجلاّء،وعند الإطلاق ينصرف إلى الثقة كما هو المعروف في أمثاله،والظاهر أنَّه أبو بصير المكفوف قال عنه النجاشي:"كوفي ثقة وجيه"وقد عدّه الكشي من أصحاب الإجماع،وعدّه الشيخ من أصحاب الائمة الطاهرين :الباقر والصادق والكاظم(عليهم السلام) .وروي أنّ جابر المكفوف دخل على الإمام أبي عبد الله عليه السلام فقال له:"أما يصلونك؟فقال جابر:ربما فعلوا،فوصلني الإمام عليه السلام بثلاثين ديناراً ثمّ قال:يا جابر كم من عبدٍ إن غاب لم يفقدوه وإن شهد لم يعرفوه،في أطمارٍ،لو أقسم على الله لأبرّ قسمه..".
(أبان بن تغلب):أبو سعيد البكري رحمه الله تعالى،ثقةٌ جليل القدر،عظيم المنزلة في أصحابنا،لقي الإمام أبي محمد عليّ بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام،وكانت له عندهم حظوة وقدم،وقال له الإمام أبو جعفر(عليه السلام) :"إجلس في مسجد المدينة وأفتِ الناس،فإنيّ أُحبُّ أن يُرى في شيعتي مثلك" وقال الإمام أبو عبد الله عليه السلام لمَّا اتاه نعيه:"أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان" قال في المشيخة للصدوق أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال لأبان بن عثمان:"أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة،فما رواه لك فاروه عنّي".
(جابر بن يزيد الجعفي):لقي الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام،كوفي ثقة جليل،شنَّع عليه المخالفون وضعفه بعضهم وهذه شهادة حسنة في حقه رضوان الله تعالى عليه،وقد عدّه الشيخ الكفعمي العاملي رحمه الله تعالى من البوابين للائمة الطاهرين عليهم السلام،كثير الرواية،ويروى أنّ علم الائمة الأطهار عليهم السلام إنتهى إلى أربعة،منهم يونس بن عبد الرحمان وجابر..،وروي عن عمّار بن أبان عن الحسين بن أبي العلاء قال: أن الإمام الصادق عليه السلام ترحّم عليه وقال:"إنَّه كان يصدق علينا".
وقد كان جابر الجعفي من حملة أسرار الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)فكان يذكر بعض المعجزات التي لا تدركها العقول الضعيفة،فنسبوا إليه ما نسبوا سيّما الظاهريون والعامةنوقال صاحب نتهى المقال:"إن سبب الذم له يرجع إلى الرفض وإلى القول بالرجعة"
(جابر بن عبد الله الانصاري):أحد أركان أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله)وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام ،شهد مع الرسول الأكرم بدراً وثماني عشرة غزوة،مات سنة ثمانٍ وسبعين،أدرك زمان الإمام الباقر عليه السلام وأبلغه سلام رسول الله له، كان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام،كما كان منقطعاً إلى أهل البيت عليهم السلام،وروي عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير المكي قال: رأيت جابراً يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ويقول:"عليٌّ خير البشر من أبى فقد كفر،معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم على حبّ عليٍّ،فمن أبى فلينظر في شأن أُمّه" كما كان خصيصاً عند مولاتنا المعظّمة سيّدة النساء فاطمة الزهراء(صلوات ربي عليها) روى وحفظ عنها أحاديث شريفة منها حديث اللوح المقدّس الذي فيه أسماء الحجج الطاهرين عليهم السلام،ومنها هذا الحديث المسمّى بحديث الكساء الطاهر،ولا يخفى أنّ جابراً من الجلالة بمكان لا يحتاج إلى توثيق،فهو في الوثاقة أشهر من الشمس في رائعة النهار...
تعليق