إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحقوق القومية للشعب الروسي ليست مضغة أميركية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقوق القومية للشعب الروسي ليست مضغة أميركية

    18/3/2014


    الحقوق القومية للشعب الروسي ليست مضغة أميركية

    جمهورية شبه جزيرة القرم تعود الى روسيا بإرادة شعبها

    صوفيا ـ جورج حداد

    يوم الاحد في 16 اذار الجاري، وفي جو من التوتر الدولي المحموم الذي يحيط بالازمة الاوكرانية، جرى في شبه جزيرة القرم استفتاء شعبي عام حول مستقبل هذه الجمهورية ذات الاستقلال الذاتي داخل الدولة الاوكرانية. وكانت فحوى الاستفتاء هي حول الموافقة على الانضمام الى الجمهورية الفيديرالية الروسية، او البقاء ضمن كيان الدولة الاوكرانية مع توسيع نطاق الحكم الذاتي القائم.

    وعشية الاستفتاء كانت الولايات المتحدة قد تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الامن الدولي، تعتبر فيه الاستفتاء بأنه غير شرعي. وقد حاز مشروع القرار 13 صوتا، وامتنع المندوب الصيني عن التصويت واقترح العمل على حل الازمة بالطرق الدبلوماسية. ولكن المندوب الروسي استخدم حق النقض "الفيتو"، وأفشل القرار. وكان ذلك متوقعا طبعا. وصرح المندوب الروسي فيتالي تشوركين بأن مبدأ الاستفتاء هو صحيح بحد ذاته وينسجم مع القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة، حول حق تقرير المصير للشعوب. وأن هذا المبدأ قد طبق في اماكن مختلفة من العالم، مثل كوسوفو، وتيمور الشرقية، وجبل طارق وغيرها. فلماذا يتم استثناء شعب جمهورية القرم من هذا الحق؟

    والواقع ان الدول الغربية التي صوتت ضد الاستفتاء في شبه جزيرة القرم، هي ذاتها كانت قد صوتت الى جانب قصف جمهورية صربيا والى جانب اجراء الاستفتاء في كوسوفو، علما ان كوسوفو هي تاريخيا ارض صربية توافد اليها الالبانيون، بينما ان شبه جزيرة القرم كانت ارضا روسية، وتقطنها غالبية سكانية روسية منذ مئات السنين. وقد "اهداها" نيكيتا خروشوف الزعيم السوفياتي الاسبق (الاوكراني المولد) الى اوكرانيا في الحقبة السوفياتية سنة 1954، بدون اخذ رأي "شعبها"، وبدون اخذ رأي الشعب الروسي بالاجمال.

    ولكن فشل إمرار القرار الاميركي في مجلس الامن لم يمنع المندوبة الاميركية من التصريح التعسفي ان شبه جزيرة القرم هي اوكرانية اليوم وستبقى غدا اوكرانية، وان الاستفتاء حتى يكون قانونيا ينبغي ان يجري بموجب القوانين الاوكرانية وعلى كامل الارض الاوكرانية.

    ولكن هذا التصريح لم يجد له اي انعكاس لدى الشعب المعني بالذات، اي شعب شبه جزيرة القرم ذاته، بل على العكس تماما، فقد ساهم هذا الاستفزاز الاميركي في تحفيز اهالي شبه جزيرة القرم على المشاركة الواسعة في الاستفتاء، حيث فاقت نسبة المشاركة كل التوقعات المسبقة، التي كانت تتوقع ان تتراوح المشاركة بين نسبة 75% و80%. ولكن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت حسب الاحصاءات الرسمية 82.71%. وصوت اكثر من 95% من المشاركين في الاستفتاء لمصاحة الانضمام الى روسيا الاتحادية. وقد اجتمع مجلس النواب لجمهورية القرم في صباح اليوم التالي 17 اذار الجاري واتخذ قرارا بارسال وفد برلماني الى موسكو لتقديم الطلب الرسمي الى البرلمان الروسي والسلطات التنفيذية والرئاسة الروسية، للانضمام الى روسيا الاتحادية. وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين الاميركي اوباما والروسي بوتين، قال بوتين ان الاستفتاء هو شرعي تماما.



    يذكر ان الاستفتاء جرى في اجواء احتفالية حيث عبر الناس على نطاق واسع عن فرحتهم العارمة بالعودة الى الوطن ـ الأم روسيا. ولم تجر يوم الاستفتاء اي حادثة مخلة بالامن، كما لم يسجل اي خرق قانوني. وهذا ما شهد به المراقبون الدوليون الذين جاؤوا من اكثر من 20 بلدا لمراقبة الاستفتاء، وكذلك اكثر من 600 صحفي اجنبي و150 وسيلة اعلامية اجنبية تولوا المتابعة الاعلامية للاستفتاء.

    وقد لاحظ المراقبون المحايدون ان السلطات الانقلابية في كييف، التي كانت تعارض اجراء الاستفتاء وتعتبره غير شرعي، لزمت الصمت ولم تعلق الا متأخرة على نتائج الاستفتاء بعد اجرائه، وذلك بلسان رئيس البرلمان الاوكراني الانقلابي تورتشينوف، الذي كرر اقوال المندوبة الاميركية في الامم المتحدة في الادعاء بلا شرعية الاستفتاء. ولكن بعض السياسيين الاوكرانيين المؤيدين للسلطة الانقلابية في كييف صرحوا بأن اوكرانيا ربما تطعن بقانونية الاستفتاء امام المحكمة الدولية.

    طبعا ان هذا الاحتمال لا يمكن ان يتم الا اذا حصلت السلطة الاوكرانية الحالية على تأييد الدول الغربية الكبرى وعلى رأسها اميركا، في السير في مثل هذا الاحتمال.

    فهل يمكن لاميركا وحلفائها ان تقوم بمثل هذه المغامرة "الاكثر من قانونية"؟

    ان ذلك مستبعد جدا، لاسباب عديدة اهمها:

    ـ1 ـ ان غالبية سكان شبه جزيرة القرم هم مواطنون روس. وان غالبية الناخبين في شبه جزيرة القرم، من الاصول الروسية وغير الروسية (الاوكرانيون والتتار وغيرهم) قد صوتوا لمصلحة الانضمام الى روسيا الاتحادية. والدول الغربية ذاتها تعترف، واعترفت تكرارا مؤخرا، بحق الدولة الروسية في الدفاع عن مصالحها القومية وعن مواطنيها في الخارج عموما وفي اوكرانيا خصوصا.

    ـ 2 ـ ان اسطول البحر الاسود الروسي موجود في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم، بموجب اتفاقات تأجير طويلة الاجل مع الدولة الاوكرانية ذاتها. وان الدول الغربية تعلم تماما ان الاسطول الروسي لن يخرج من شبه جزيرة القرم مهما كان الثمن.

    ـ 3 ـ ان الكثير من الدول الغربية، ولا سيما المانيا، حتى ولو سايرت اميركا في بعض المواقف المعادية لروسيا، الا ان هذه الدول ستكون حريصة في نهاية المطاف على مصالحها القومية الخاصة، التي تقتضيها عدم المواجهة والعداء مع روسيا، بحكم الجوار الجغرافي، و"عدم سهولة" معاداة الجبار الروسي، ومصلحة تلك الدول في التعاون الاقتصادي والامني مع روسيا.

    ـ 4ـ ان فتح "الملف القانوني" فيما يخص جمهورية القرم ليس في مصلحة اميركا والدول الغربية، لان ذلك سيمثل سابقة لفتح جميع "الملفات القانونية" للدول الغربية واسرائيل وتركيا، من مذابح الارمن والاشوريين واليونانيين في تركيا خلال وفي اعقاب الحرب العالمية الاولى، الى شرعية "وعد بلفور" في 1917 واغتصاب فلسطين واحتلال الاراضي العربية، وصولا الى الحرب ضد صربيا وافغانستان والعراق مؤخرا، والى دعم فصل جنوب السودان، والعدوان الاطلسي على ليبيا، والحروب الاستعمارية لتمزيق افريقيا... الخ.

    ـ 5ـ ان شبه جزيرة القرم الصغيرة نسبيا والمحاطة بالبحر من ثلاث جهات كان من الصعب الدفاع عنها في مستوى التسلح القديم، وكانت ارضا شبه مفتوحة تتعايش فيها شعوب وحضارات مختلفة، على رأسها الروس، منذ مئات السنين. وفي العام 1475 استولى عليها العثمانيون الذين انضم اليهم التتار. وفي العام 1783 تغلب الروس على العثمانيين وضموا شبه جزيرة القرم الى الدولة الروسية، وفي تلك السنة أسس الروس مدينة سيباستوبول، وتزايدت اعداد المواطنين الروس في شبه الجزيرة وأصبحوا يشكلون الاكثرية فيها. وأصبحت شبه جزيرة القرم ارضا روسية تعترف بها بهذه الصفة جميع الدول المعنية. وفي سنة 1921، بعد انتصار الثورة البلشفية في روسيا، اعلنت شبه جزيرة القرم كجمهورية ذات استقلال ذاتي ضمن الجمهورية الاتحادية السوفياتية الروسية.

    ـ 6ـ وفي سنة 1954 قام الرئيس السوفياتي الاسبق (الاوكراني المولد) نيكيتا خروشوف بفصل جمهورية شبه جزيرة القرم ذات الحكم الذاتي عن روسيا الفيديرالية و"إهدائها" الى جمهورية اوكرانيا السوفياتية حينذاك. وهذا هو "المستند القانوني" الوحيد الذي تستند اليه السلطة الاوكرانية الانقلابية الحالية في الصفة "الاوكرانية" لشبه جزيرة القرم. ولكن جميع المؤسسات التمثيلية للشعب الروسي تطعن في شرعية "إهداء" شبه جزيرة القرم الى اوكرانيا. وأما شعب شبه جزيرة القرم (وغالبيته ـ حوالى 65% ـ هي من الروس) فيعتبر ان "المرحلة الاوكرانية" من تاريخه المعاصر هي "مرحلة احتلال"، وهو يطالب، وسوف يحارب، من اجل العودة الى "الوطن الأم ـ روسيا". وقد عبر شعب جمهورية شبه جزيرة القرم عن ارادته الحقيقية في الاستفتاء الشفاف الذي جرى امام انظار العالم المتحضر بأسره في 16 اذار الجاري. وليس هناك قوة في العالم ستستطيع ارجاع عقارب الساعة الى الوراء، وكسر ارادة شعب جمهورية شبه جزيرة القرم، الذي هو جزء لا يتجزأ من الشعب الروسي العظيم، الذي استوعب فيما مضى النازية الهتلرية وسحقها، وهو كفيل اليوم بسحق اي فاشستية جديدة وإن كانت اميركية.

    المصدر:
    http://www.alahednews.com.lb/essayde...id=93661&cid=4

  • #2
    18/3/2014


    معالم استراتيجية روسيا الجديدة في خطاب بوتين بعد ضم القرم



    ما هي معالم استراتيجية روسيا الجديدة في خطاب بوتين اليوم؟، هل اختارت روسيا المواجهة مع الغرب بعد انفصال القرم عن اوكرانيا وضمها الى روسيا؟، لماذا يتهم بوتين الولايات المتحدة بالعربدة؟، وهل من رسالة واضحة لبوتين اليوم للغرب حيال الازمة السورية؟ .....

    وقال الخبير العسكري والاستراتيجي حسن حسن لقناة العالم الاخبارية الثلاثاء: ان ما بعد خطاب بوتين في العلاقات الاقليمية والدولية لن يكون كما كان قبل خطابه، معتبرا ان فيه الكثير من معالم استراتيجية اساسية جديدة لن تترك اثارها فقط على الدولة الروسية بل على العلاقات الدولية.

    واضاف حسن: ان بوتين اتهم الغرب بتجاوز الخطوط الحمر فيما يتعلق بمصالح روسيا في اوكرانيا، وان روسيا ستدافع عن مصالحها، معتبرا ان الغرب ينسى القانون الدولي عندما يتعلق الامر بمصالحه.

    واعتبر ان بوتين رسم معالم واضحة يمكن ان يبنى عليها لعلاقات دولية جديدة، حيث خاطب الشعب الاميركي والشعب الالماني، وفي الوقت ذاته تحدث عن رغبة حقيقية لروسيا في اقامة علاقات دولية تقوم على التكافؤ والاحترام.

    واشار حسن الى ان الموقف الروسي في هذه المواجهة اكثر من واضح، وعلى الغرب ان يتيقن بان روسيا لن تصمت على الاطلاق في الدفاع عن مصالحها، عندما يقترب الغرب من الخطوط الحمر.

    كما اشار الى ان روسيا تعمل بكل ما امكن لكي تستعيد هيبتها ومكانتها، فيما الغرب يريد ان تبقى الولايات المتحدة متفردة بالقرار الدولي، معتبرا ان العربدة الاميركية اليوم لا تستثني حتى اوروبا التي وصفتها بالقارة العجوز.

    وشدد حسن على ان بوتين وضع اليوم في خطابه معالم العلاقات الدولية والاستراتيجية التي يمكن ان تحكمها على ليس في روسيا وجوارها، وانما على المستوى الدولي برمته.

    وحذر من ان الرد الروسي لن ينتظر الاستفزازات الغربية ان تتطور، واعتبر ان الرد الروسي الابلغ تم عندما تم امس اعلان نتاجئ الاستفتاء بأن اكثر من 90% من المصوتين يؤيدون الانضمام الى روسيا الاتحادية، وعندما يتم تبني ذلك رسميا من روسيا وبوتين يؤكد ذلك.

    واوضح حسن ان هذا هو الرد الاستباقي وليس على الاستفزازات، مستبعدا ان يكون بمقدور الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها على تغيير ما اصبح امرا واقعا على الارض، غير التهويل.

    واكد ان الرد الروسي كان استباقيا ومهنيا، سيلزم الغرب على اعادة حساباته مرات ومرات، محذرا من ان اي حماقة غربية ضد روسيا للتأثير عليه في موقفها حيال سوريا ستدفع موسكو الى مزيد من المواقف الاكثر حزما والاكثر دعما في علانية في موقفها مع سوريا.

    تعليق


    • #3
      18/3/2014


      * توقيع معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول الى روسيا

      تم في موسكو اليوم توقيع معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول الى روسيا. ووقع المعاهدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف وعمدة سيفاستوبول أليكسي تشالي.

      وينص القانون على ضرورة توجه الرئيس الروسي بعد توقيع هذه الاتفاقية إلى المحكمة الدستورية في روسيا الاتحادية بطلب تقييم مدى توافق الاتفاقية مع الدستور الروسي.

      وفي حال موافقة المحكمة الدستورية على الاتفاقية تجري إحالتها إلى مجلس الدوما إضافة إلى مشروع قانون دستوري يحدد اسم الكيان الإداري الروسي الجديد ووضعه وحدوده والأحكام الانتقالية. وفي حال مصادقة مجلسي البرلمان الروسي على هاتين الوثيقتين وتوقيع الرئيس عليهما ستعدل المادة الـ 65 من الدستور، التي تضم قائمة بكيانات روسيا الاتحادية، ليضاف إليها اسم الكيان الجديد.

      ***
      *
      اللحظة التاريخية لتوقيع معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبل إلى روسيا

      فيديو:
      http://www.youtube.com/watch?v=KxBdvzJJZhQ

      ***
      *
      خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام البرلمان بشأن القرم

      فيديو:
      http://www.youtube.com/watch?v=jLkJOkZaObI

      ***
      * سابقة كوسوفو: روسيا في القرم ترد على الغرب



      في رسالة وجهها فلاديمير بوتين الثلاثاء 18 مارس /آذار إلى أعضاء البرلمان الروسي بمناسبة انضمام القرم إلى روسيا الاتحادية، استند رئيس الدولة إلى سابقة كوسوفو، وذلك للرد على انتقادات لاذعة تسمع في الدول الغربية بشأن تعامل موسكو مع قضية القرم، بدءا من دعمها للاستفتاء في شبه الجزيرة وانتهاء باستجابتها لإرادة شعبه متعدد القوميات.


      الاستقلال أحادي الجانب بين التشريعات الداخلية والقانون الدولي

      وفي حديثه عن انطلاق سلطات القرم من سابقة كوسوفو في قرارها الانفصال عن أوكرانيا (إلى جانب اعتمادها على ميثاق الأمم المتحدة الذي يقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها) أشار بوتين إلى أن الغربيين هم الذين صنعوها بأيديهم في ظروف مماثلة تماما لظروف القرم، وذلك من خلال إصرارهم على شرعية انفصال إقليم كوسوفو عن صربيا من جانب واحد. وفي هذا السياق استند الرئيس الروسي إلى حكم أصدرته المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة في 22 يوليو /تموز عام 2010 في هذا الموضوع. وجاء في وثيقة المحكمة ما يلي: "لا توجد سابقة في تجربة مجلس الأمن لأي منع عام لإعلان الاستقلال من جانب واحد... لا ينص القانون الدولي العام على أي منع لإعلان الاستقلال".



      بل وشدد الرئيس الروسي على أن الولايات المتحدة هي نفسها التي لم تر حينئذ أي مشكلة في التناقض بين التشريعات الداخلية لدولة ينفصل عنها إقليم ما وإعلان استقلاله من جانب واحد، حسب ما جاء في مذكرة وجهتها الولايات المتحدة إلى المحكمة الدولية في أبريل /نيسان عام 2009 بمناسبة بدئها استماعات حول موضوع كوسوفو: "من شأن إعلانات الاستقلال أن تخرق التشريعات الداخلية، وكثيرا ما يحدث ذلك، لكنه لا يعني خرقا للقانون الدولي".

      بوتين: حالتا كوسوفو والقرم متماثلتان

      من هنا التساؤل الذي يطرح نفسه – حسب الرئيس الروسي – حول إصرار الولايات المتحدة على رفض حق الروس والأوكرانيين وتتار القرم بما يحق لألبان كوسوفو، على الرغم مما وصفه بوتين بالتماثل التام بين حالتي كوسوفو والقرم.

      أما المزاعم الغربية بانفراد حالة كوسوفو حيث أسفر النزاع المسلح عن سقوط ضحايا بشرية عديدة، فرد عليها بوتين قائلا إن ذلك لا يمكن أن يكون حجة شرعية معتمدة ولم يجد هذا الموضوع أي انعكاس في قرار المحكمة الدولية.



      كما أشار بوتين إلى أن الموقف الغربي هذا أسوأ من المعايير المزدوجة، فهو يقتضي ضمنيا ضرورة أن يسفر كل نزاع عن سقوط الضحايا. وصرح الرئيس الروسي بهذا الصدد أنه لولا بسط لجان الدفاع الشعبية سيطرتها على الوضع في شبه الجزيرة القرم لكانت إراقة الدماء هناك أمرا محتملا.

      صندوق باندورا

      منذ اعتراف معظم الدول الغربية باستقلال إقليم كوسوفو عن صربيا عام 2008 حذرتها موسكو مرارا من أن سياستها في قضية كوسوفو فتحت "صندوق باندورا" وذلك بسبب المشاكل الناجمة عن المساس بحرمة وحدة أراضي الدول في حدودها الموروثة عن نتائج الحرب العالمية الثانية. تحذير لم يلبث أن وجد تجسيدا عمليا في اعتراف روسيا باستقلال كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في أغسطس /آب من العام نفسه، الأمر الذي أثار حينئذ موجة من الانتقادات الغربية. انتقادات وضغوطات سياسية تعلن روسيا استعدادها للصمود أمامها، متمسكة بحقها في الدفاع عن مصالحها على الساحة الدولية، بعيدا عن الامتثال لقواعد مفروضة من الآخرين.

      مراقب دولي لاستفتاء القرم: الغرب يحرّف الأشياء بما يخدم مصالحه

      قال الكاتب والمحلل السياسي والمراقب الدولي لاستفتاء القرم سيرغيا تريفكوفيتش في حديث لقناة RT، إن الغرب يقرأ القانون الدولي حسب مصالحه، مشيرا إلى أن الدول الغربية دعمت الاستفتاء في إقليم كوسوفو وانفصاله كما دعمت انفصالات أخرى في أوروبا والعالم. وأضاف أن الاستفتاء في القرم وانفصاله يكشف سياسة المعايير المزدوجة الذي ينتهجها الغرب.

      ***
      * المحكمة الدستورية الروسية: معاهدة انضمام القرم الى روسيا تتطابق مع الدستور الروسي



      قضت المحكمة الدستورية الروسية الأربعاء 19 مارس/آذار، بتطابق معاهدة انضمام جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول الى روسيا الاتحادية مع الدستور الروسي.

      وقال رئيس المحكمة فاليري زوركين: "أقرت المحكمة الدستورية بأن هذه المعاهدة تتماشى مع دستور روسيا الاتحادية".

      وكانت الدائرة الصحفية للمحكمة الدستورية الروسية قد أعلنت أن المحكمة تسلمت الثلاثاء طلبا من الرئيس الروسي بشأن تقييم مدى قانونية معاهدة انضمام جمهورية القرم الى روسيا، وقررت النظر في المسألة دون عقد جلسات استماع علنية.

      وينص القانون الروسي الخاص بانضمام دولة أجنبية لروسيا، على أن يبلغ الرئيس مجلسي البرلمان الروسي والحكومة بذلك ويجري مشاورات إذا اقتضت الضرورة.

      وبعد ذلك يتوجه الرئيس الى المحكمة الدستورية بطلب تقييم مدى شرعية معاهدة الانضمام ومدى مطابقتها للدستور الروسي.

      وفي حال موافقة المحكمة على المعاهدة، تتم إحالتها الى مجلس الدوما للتصديق عليها مع مشروع القانون الدستوري الخاص بإنشاء وحدة إدارية جديدة في قوام روسيا، يحدد اسم الوحدة ووضعها القانوني وحدودها.

      وفي حال موافقة مجلسي البرلمان على الوثيقتين، يتم تعديل الدستور الروسي، إذ تضاف إليه تسمية الوحدة الإدارية الجديدة.

      ومن المقرر أن تنضم جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول الى روسيا كوحدتين إداريتين جديدتين، وستصبح سيفاستوبول مدينة ذات وضع خاص في قوام روسيا.

      مجلس الدوما ينوي التصديق على القوانين الخاصة بانضمام القرم الى روسيا بحلول نهاية الأسبوع الجاري

      قال رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين أن النواب الروس سيصدقون على معاهدة انضمام القرم ومدينة سيفاستوبول الى روسيا والقانون الدستوري الخاص بإنشاء وحدتين إداريتين جديدتين في قوام روسيا.

      وقال ناريشكين الأربعاء 19 مارس/آذار: "إننا مستعدون لتبني هذين القانونين (القانون الخاص بالتصديق على المعاهدة والقانون الدستوري) في أسرع وقت وبمراعاة تامة لأحكام القانون الدولي والإجراءات المعتمدة. وسنقوم بذلك بحلول نهاية الأسبوع الجاري".

      وأضاف أن النواب الروس مستعدون لعقد جلسة إضافية لتسريع عملية تبني القانونين.

      وتوقع ناريشكين أن يحيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعاهدة مع القرم الى المجلس للتصديق عليها اليوم الأربعاء.

      وقال ناريشكين: "لدينا أسس لنتوقع أن تنظر المحكمة الدستورية اليوم في المعاهدة التي تم التوقيع عليها أمس وتتخذ قرارا إيجابيا بشأن مطابقتها للدستور. ومن المتوقع أن يحيل الرئيس الروسي اليوم المعاهدة ومشروع القانون الدستوري الخاص بها إلى مجلس الدوما اليوم".

      بدوره قال سيرغي جيليزنياك نائب رئيس مجلس الدوما الروسي إن المجلس يخطط للتصديق على معاهدة انضمام القرم ومدينة سيفاستوبول الى روسيا يوم الجمعة المقبل.

      وقال جيليزنياك للصحفيين: "سيبذل زملائي جهودا قصوى كي نتمكن من التصديق على المعاهدة الجمعة وبدء عملية إصدار قوانين دستورية، ليقوم زملاؤنا في مجلس الاتحاد (الشيوخ) بإنجاز قسطهم من العمل".

      وتابع أن مجلس الدوما سيعقد جلسة دورية له الجمعة، بينما قرر مجلس الاتحاد عقد جلسة إضافية بالتزامن مع اجتماع مجلس الدوما.

      وتابع جيليزنياك أن النواب الروس سيجرون اليوم الأربعاء مشاورات مع نظرائهم من القرم بشأن التصديق على المعاهدة.
      التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 19-03-2014, 06:08 PM.

      تعليق


      • #4
        19/3/2014


        * يد روسيا على الزناد

        القيصر: إنها نهاية الحقبة الأميركية



        ناهض حتر/ الاخبار

        لم يترك فلاديمير بوتين مجالاً للتحليل في تعيين معنى الحدث التاريخي الذي شهده العالم أمس بإعلان سيد الكرملين ضم جمهورية القرم المستقلة إلى الاتحاد الروسي: الحقبة الأميركية ـ الغربية انتهت! ولسوف تبدأ، منذ الآن، مرحلة التعددية القطبية.

        من الدوما إلى الساحة الحمراء، مضى الرئيس ليقطف لحظة المجد الشعبي؛ وسط الحشود التي أبكتها فرحاً العودة الظافرة لروسيا العظمى إلى الميدان الدولي، وقف فلاديمير بوتين، ليعد الروس بالمزيد: «لا يزال أمامنا الكثير؛ لكننا، باتحادنا، سننتصر»!

        كان بوتين رئيساً وقائداً حتى الثلاثاء 18 آذار 2014، حين توجه الروس، من سيفاستوبول ـ «قلعتنا» ـ إلى موسكو إلى أقصى الشرق الروسي، قيصراً؛ أليس ذلك ما كان يطمح إليه الرجل الذي يعتبر زوال الاتحاد السوفياتي «أكبر كارثة جيوسياسية في التاريخ»؟ بالنسبة إلى الزعيم القوميّ الصبور، المتحرر من الأيديولوجيا، كان الاتحاد السوفياتي امتداداً للقيصرية، ولا بدّ للاتحاد الروسي أن يكون امتداداً لهما.

        وهو، فلاديمير بوتين، يحلم باجتماع ثلاثةٍ في شخصه: بطرس الأكبر ولينين وستالين؛ النهضة والوحدة والقوة؛ وقد حان الوقت ليدرك الغرب أن «روسيا وصلت إلى حدود النابض»، أي ضغطٍ إضافيٍ، كافٍ «لكي تنفجر في وجوهكم»! إنه إعلان حرب: منذ الآن ليس مسموحاً لأحدٍ اعتراض مصالح روسيا الاستراتيجية؛ لكن روسيا العظمى ستظلّ ملتزمة تماماً القانون الدولي. هذه هي المعادلة الجديدة في السياسة الدولية: لا مكان، بعد، لـ«ازدواجية المعايير والخبث المفضوح»، ويوغوسلافيا وليبيا... لن تتكررا.

        لم يبك الروس ابتهاجاً بعودة جزء عزيز (جزيرة القرم) إلى الوطن الأم، بل اعتزازاً بعودة روسيا إلى ذاتها كقوة كونية؛ ففي أي تسوية روسية ـ غربية، ما كان لأحد أن يمسّ بمكانة روسيا في الجزيرة التي تحتضن قاعدة الأسطول الروسي على البحر الأسود.

        كان يمكن حل هذه المسألة بصورة ما. لكن ما أراده الكرملين هو حلها بضربةٍ جذرية تستعيد الجزء «المسروق»، حسب تعبير بوتين، من الأرض الروسية، وتوضّح للغرب، حدودَ قوّته؛ واشنطن، لندن، باريس، برلين... ليس لدى هذه العواصم المأزومة، ما تفعله، سوى الصراخ و«العقوبات» التي تثير السخرية أكثر مما تثير الحنق؛ علقت النائبة في الدوما، يلينا ميزولينا، على القرار الغربي بتجميد أموالها وممتلكاتها في الغرب، بالقول: «كل ما أملكه هو المبادئ الأخلاقية والإيمان بروسيا وحب الشعب الروسي».

        هذه الروح هي الناهضة في روسيا اليوم. إحساس يدفع المرء، لكي يفهم ما يحدث في روسيا، إلى البحث في مكتبته عن ديوان أمير الشعراء الروس، بوشكين؛ أعني أنها لحظة شِعرية تتوافق كلياً مع الكيمياء الثقافية القومية لروسيا. ولا يعني ذلك أنها لحظة أقوال، بل لحظة إطلاق الخيال لما يمكن أن يصدر عن روسيا الجديدة من أفعال في سياق استراتيجية أصبحت معالمها أكثر وضوحاً:

        أولا، الغرب ـ بقيادة الولايات المتحدة ـ لم يعد شريكاً؛ «فلقد خدعنا، مرة بعد أخرى». هذا الغرب الذي لا يفهم إلا لغة القوة، عاجز عن الحرب منذ هزيمته في العراق، ولم يعد، عنده، كأدوات في السياسة الخارجية سوى النازية في أوروبا والإرهاب التكفيري في الشرق المسلم، في إطار التعدي على القانون الدولي والتدخل في شؤون الدول المستقلة وتصنيع الثورات الزائفة، كما في أوكرانيا نفسها في 2004 وسوريا في 2011.


        روسيا التي عانت طويلاً من النازية والإرهاب التكفيري والتدخلات، هي اليوم قوة عظمى محكومة باستراتيجية التصدي للإرهاب النازي ـ التكفيري معاً، ولوقف اختراق القانون الدولي. (هنا، سيتجه تفكيرنا فوراً إلى فلسطين؛ هل يتحرر الفلسطينيون من الأوهام الأميركية ــ الغربية، نحو التمسك بالشرعية الدولية؟).


        ثانياً، إعلان «حق روسيا في استرداد وحدة أراضيها»، يفتح الباب أمام أسئلة استراتيجية: هل ينطبق ذلك، فقط، على الأجزاء المقتطعة من روسيا في سياق تفكك الاتحاد السوفياتي وفترة «المهانة الروسية»؟ أم يشمل ذلك، أيضاً، الأراضي التي تترنّم بأشعار بوشكين؟

        ثالثاً، في هذه الموجة الوحدوية لروسيا العظمى، سيكون على أولئك الذين يفكرون في إحياء المعارضة الليبرالية أن يفكروا مرتين قبل أن يواجهوا غضب الأمة الروسية المنبثقة في قلب التاريخ. أما أولئك الذين يفكرون بالانفصال، مستخدمين شعارات الإسلام السياسي والإرهاب، فعليهم التفكير، عدة مرات قبل أن يواجهوا مصيراً صعباً يمتدّ من الشيشان وداغستان إلى داعميهم ومموليهم في السعودية. السعودية، ومعها الأممية الوهابية ـ التكفيرية ـ الإرهابية والإخوانية، وكل عناوين «الشتاء العربي» ـ بتعبير بوتين ـ هي الآن في قلب الاستهداف الروسيّ؛ عنوان المرحلة المقبلة، تالياً، سوريا موحدة وقوية ومحررة من الإرهاب، وبشار الأسد رئيساً لولاية جديدة.

        رابعاً، استعادة القرم لا تعني التخلي عن أوكرانيا «الشقيقة» للغرب؛ فـ«كييف أم المدن الروسية»، و«علاقاتنا مع أوكرانيا محورية»؛ يعني ذلك بوضوح أن روسيا ــ التي لا تعترف بوجود سلطة مركزية أو شرعية لدى جارتها التي «يتحكم فيها النازيون» ــ سوف تحل المشكلة الأوكرانية في أحد اتجاهين: الرضوخ الغربي لاقتراح موسكو تحييد أوكرانيا، سياسياً ودفاعياً، بقرار أممي، أو تقسيم البلد؛ فالمناطق الشرقية والجنوبية تريد هي الأخرى اتحاداً أو علاقة عضوية مع روسيا؛ الاحتمالات، هنا، مفتوحة؛ الغرب عاجز عن حل المشكلة الأوكرانية، سياسياً واقتصادياً، ولن يكون أمام الأوكرانيين، في المدى المنظور، سوى التراجع نحو الأحضان الروسية، حيث يوجد الحل.

        خامساً، هل تتوقف الموجة الروسية عند حدود القرم وأوكرانيا، أم أنها ستشمل، كما تدل كل المؤشرات، على اتجاه الكرملين لاستعادة مواقعه في أوروبا الشرقية؟ يمكن موسكو تحريك قواها النائمة والممكنة في بلدان المنظومة الاشتراكية السابقة؛ فالحدود الجيوسياسية اللازمة للقيصرية تصل، بالضرورة، إلى الحدود التي تصلها الأخوة السلافية والكنيسة الأرثوذكسية. إن استعادة الفضاء القيصري ــ السوفياتي السابق ليس مجرد خيار للقيصر الجديد. إنه ضرورة حيوية للاقتصاد والأمن القوميين لروسيا.

        سادساً؛ العقوبات الغربية ضد روسيا تؤذيها جزئياً، بينما الرد الروسي ليس قادراً فقط على إيذاء الغرب جدياً، بل على تفكيك نظام العقوبات الاقتصادية الغربيّ بأكمله؛ الورقة الرئيسية التي سيستخدمها الروس ــ في كل الأحول ــ هي الخروج من هيمنة الدولار الأميركي كعملة للتجارة الروسية الدولية؛ يعمل الروس على إطلاق نظام تبادلات تجارية مع البلدان الأخرى، بالعملات الوطنية؛ ليس ذلك ممكناً فقط في تجارة روسيا مع الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا (دول البريكس)، بل مع واحد من أهم البلدان الرأسمالية كاليابان. اعتماد نظام المبادلات التجارية بالعملات الوطنية، سيحطم كل منظومة العقوبات الغربية على إيران، وسيعيد طرح الملف النووي الإيراني مجدداً في سياق جديد كلياً من موازين القوى بين طهران والغرب، وخصوصاً إذا ما قررت إيران نهائياً الارتباط الاقتصادي الاستراتيجي مع روسيا ومجموعة الـ«البريكس».

        التحرر من الدولار الأميركي هو القدم الأخرى التي تحتاجها روسيا للوقوف في وجه الغرب وتحقيق نهضتها القومية؛ فالاندفاع الروسي في السياسة الدولية ليس قابلاً للثبات من دون إدارة اقتصادية دولية غير مرتهنة للدولار، وللإمبراطورية المصرفية الغربية واستثمار الفوائض المالية الروسية فيها؛ يفكّر الروس الآن، بالإضافة إلى نظام المبادلات بالعملات الوطنية، بالاستثمار المباشر في البنى التحتية والمشاريع الصناعية ومشاريع الطاقة والمفاعلات النووية في البلدان الصديقة، وتقليد الصينيين في امتلاك الأصول المتعثرة في أوروبا والعالم، وفي الشراكات الاستراتيجية في الاستثمارات في الخارج، وفي داخل روسيا الهائلة المساحة والثروات والإمكانات.

        ***
        * روسيا تستعيد دورها كدولة عظمى وتحبط خطط الغرب لتقزيمها


        حسن حردان-"البناء"

        «إذا سقطت أوكرانيا من يد روسيا، فعلى روسيا أن تنسى أنها دولة عظمى»، هذا الكلام لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبغنيو بريجنسكي الذي أدرك البعد الاستراتيجي الهام لأوكرانيا بالنسبة لروسيا.

        من هنا كان من الطبيعي ألا تفرط روسيا بقلبها الأوراسي، لا سيما جزيرة القرم التي شكلت على الدوام مصدر قوة روسيا في أيام الأمبراطورية القيصرية وفي أيام الاتحاد السوفياتي السابق. وعندما تفكك الاتحاد السوفياتي وخرجت أوكرانيا ومعها جزيرة القرم عن كنف السيادة الروسية فقدت روسيا توازنها وتراجع دورها الدولي، بل إنه غاب وكاد يتلاشى تماماً في عهد الرئيس الروسي بوريس يلتسين لصالح تكريس الهيمنة الأميركية على القرار الدولي وتمدد النفوذ الغربي إلى الجمهورية السوفياتية السابقة التي تشكل المجال الحيوي لأمن روسيا الاتحادية.

        لكن مع الصحوة الروسية لما حلّ بها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وصعود الرئيس فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم، بدعم واضح وقوي من جنرالات المؤسسة العسكرية والمجتمع الصناعي العسكري، بدأت روسيا تستعيد توازنها الداخلي وتستجمع عناصر قوتها تدرّجاً وتعمل على استعادة ما فقدته من نفوذ في محيطها الجيوسياسي، واستطراداً دورها في الساحة الدولية كدولة كبرى.

        وإذا كانت الأزمة السورية، ومحاولات الغرب إسقاط الدولة الوطنية السورية لإعادة تعويم هيمنته على العالم بقيادة أميركا، قد شكلت نقطة التحول الجديدة التي ارتكزت إليها القيادة الروسية برئاسة بوتين لاستعادة نفوذها الدولي وكسر الهيمنة الأميركية الغربية، مستندة إلى ثبات وصمود سورية في مواجهة الحرب الاستعمارية الغربية وأدواتها في المنطقة، فإن الأزمة الأوكرانية جاءت لتؤكد وتجسد عودة روسيا ـ بوتين إلى ممارسة دورها الدولي باعتبارها دولة عظمى، لا يمكن أن تقبل أو تتهاون أمام استفزازات الغرب وتدخلاته في محيطها الحيوي، في محاولة واضحة لتقزيم دور روسيا ودفعها إلى التخلي عن سياستها الداعمة لسورية، واستطراداً إخضاعها للهيمنة الأميركية الغربية عبر ضمّ أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتالياً إلى حلف الأطلسي، ودخول الأساطيل العسكرية الغربية إلى البحر الأسود والسيطرة على شبه جزيرة القرم لحرمان روسيا من الوصول إلى المياه الدافئة، ومحاصرة أسطولها المرابط في موانئ الجزيرة.

        غير أن مسارعة بوتين إلى الرد على هذه التدخلات الغربية وإحباط أهدافها، وتوقيع اتفاقية انضمام جمهورية القرم إلى روسيا الاتحادية، استجابة لطلب برلمانها وشعبها، ورغبة الشعب الروسي ومجلس الدوما البرلمان الروسي، قطع الطريق على أميركا وحلفائها الغربيين، في محاولاتهم الأخيرة للحيلولة دون عودة روسيا لاستئناف دورها كقوة عظمى قادرة، إلى جانب الصين وبقية مجموعة دول البريكس، أن تضع حداً لنظام أحادي القطبية والتأسيس لبناء نظام دولي جديد يقوم على التعددية والتشاركية واحترام مصالح الدول وسيادتها واستقلالها.

        وإذا كان فشل الغرب بقيادة أميركا في إسقاط سورية، قد ولّد توازناً دولياً جديداً وأحيا حرباً باردة ساخنة، ودفع الغرب إلى التفاهم مع إيران والتسليم ببرنامجها النووي، فإن عودة جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية، تصحيحاً لخطأ تاريخي اقترفه نيكيتا خروتشوف بضمها إلى أوكرانيا عام 1954، كما قال بوتين، يشكل تدشيناً عملياً لاستعادة روسيا دورها كدولة عظمى، وتكريساً لهذا الدور الذي لا يستطيع الغرب أن يحول دونه، لا سيما أنه يئن من الأزمات الاقتصادية والمالية، ويعاني من العجز عن استعادة فرض هيمنته الاستعمارية بواسطة القوة العسكرية، وهو ما أكدته دروس حروبه الفاشلة في العراق وأفغانستان، وأخيراً حربه بالوساطة في سورية.

        على أن هذا التحول الهام في التوازنات الدولية في غير مصلحة المحور الأميركي الغربي وأدواته في المنطقة والعالم، سيكون له انعكاسات إيجابية على الأزمة السورية، بتسريع عمليات الحسم ضد قوى الإرهاب والتكفير، وكذلك بمزيد من تراجع النفوذ الأميركي الغربي في المنطقة والعالم.

        ***
        * أوكرانيا و"المؤامرة اليهودية" ..!



        رغم مرور أشهر على الأزمة الأوكرانية، ما زالت إسرائيل متحفظة على اتخاذ موقف واضح حيال ما يجري هناك. ربما يكون سبب هذه التحفظ، بحسب ما يلمّح المراقبون الإسرائيليون، محاولة حكومة بنيامين نتنياهو إمساك العصا من النصف بين موسكو والولايات المتحدة، تحسباً لأي تداعيات محتملة على مصالحها مع كل من واشنطن وموسكو.


        وسام متى/جريدة السفير

        الموقف الوحيد الذي صدر عن الحكومة الإسرائيلية إزاء ما يجري في أوكرانيا جاء منذ أيام – وعلى الأرجح بعد ضغوط أميركية – حيث أدلى مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بتصريح مقتضب جاء فيه إن "اسرائيل تتابع التطورات في أوكرانيا بقلق بالغ... وتأمل ألا تتدهور الأمور باتجاه سقوط قتلى"، متضمناً دعوة إلى "حل ديبلوماسي وسلمي" للأزمة القائمة.

        وبرغم التحفظ الإسرائيلي على اتخاذ موقف واضح إزاء ما يجري في أوكرانيا، إلا أن هذا السلوك المريب، بنظر كثيرين، يخفي أهدافاً سرية للدولة العبرية، خصوصاً لجهة ما يُحكى عن ضلوع جهات استخباراتية ومالية إسرائيلية في تأجيج الصراع بين الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش ومعارضيه، ومخططات لاستغلال وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في كييف لجلب عشرات آلاف اليهود الأوكرانيين إلى فلسطين المحتلة.

        "دلتا" في كييف


        لم يتوقف العالم كثيراً عند حقيقة وجود "وحدة قتال" في ميدان الاستقلال في كييف يقودها جندي سابق في الجيش الاسرائيلي، وتتلقى الأوامر مباشرة من حزب "سفوبودا" اليميني المتطرف، المتهم بمعاداة السامية.

        مصدر هذه المعلومة ليس وسائل الإعلام الروسية، المتهمة بـ"بث الشائعات" ضد "الثوار" الأوكرانيين، بل "وكالة الأنباء اليهودية" ("جي تي آيه")، التي نشرت تحقيقاً عن تلك الوحدة، وقائدها المعروف باسمه الحركي "دلتا"، في أواخر شباط الماضي.


        "دلتا"، بحسب ما تروي "جي تي آيه"، هو قائد وحدة شبه عسكرية، تُعرف باسم "مجموعة الخوذات الزرقاء"، وتضم 40 رجلاً وامرأة، بينهم عدد من قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي. تحت خوذته البنية اللون، والتي تتعارض مع اسم مجموعته "الخوذات الزرقاء، يعتمر "دلتا" قلنسوة اليهود.

        وبحسب "جي تي آيه"، فإن "دلتا" هاجر إلى فلسطين المحتلة في العام 1990، حيث انخرط في الجيش الإسرائيلي، ثم عاد إلى أوكرانيا قبل سنوات، وقد اكتسب روتينياً مهاراته من حرب المدن التي كان يخوضها ضد الفلسطينيين في غزة.

        ويقول "دلتا" إن "مجموعة الخوذات الزرقاء" تضم 35 رجلاً وامرأة من غير اليهود، وذلك تحت قيادة خمسة من الجنود السابقين في الجيش الإسرائيلي. في ميدان الاستقلال في وسط كييف انخرطت "وحدة القتال" المسؤول عنها "دلتا" في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن الحكومية قبل خلع الرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش.


        يروي "دلتا" ملابسات انتقاله من القتال ضمن وحدة الكوماندوس المعروفة باسم "شوعالي شمشون" ("ثعالب شمشوم") والتابعة للواء "جفعاتي" إلى القتال في شوارع كييف منذ الثلاثين من تشرين الثاني الماضي، فيقول: "رأيت الآلة العسكرية وهي تهجم على المدنيين العزل من دون وجود خلفية عسكرية فأصبح دمي يغلي، وانضممت إلى المتظاهرين، ومن ثم بدأت القتال إلى أن وجدت نفسي على رأس فصيلة من الشبان".وفي مفارقة مثيرة للانتباه، فإن "دلتا"، الذي يتلقى أوامره من قادة الجيش الإسرائيلي في فلسطين المحتلة بوصفه جندياً في الاحتياط، يتلقى أيضاً الأوامر من حزب النازيين الجدد "سفوبودا" في شوارع كييف.

        ويقول "دلتا": "أنا لا أنتمي إلى سفوبودا، ولكني أتلقى الأوامر من فريقهم، هم يعرفون أنني إسرائيلي، يهودي، وجندي سابق في الجيش الإسرائيلي. وهم ينادونني: يا أخي". ويذهب "دلتا" أبعد من ذلك، إذ يدافع عن حزب اليمين المتطرف قائلاً: "ما يقولونه عن سفوبودا مبالغ فيه، أنا أعرف الحقيقة"، حتى أنه يسخر من الاتهامات الروسية للمعارضة الأوكرانية بـ"معاداة السامية"، فيقول "هذا هراء، لم أشاهد أي مظاهر معادية للسامية خلال التظاهرات"، مشيراً إلى أن "ما يشاع في هذا الإطار كان سبباً لانضمامي إلى الحركة (الاحتجاجية). نحن نسعى لإظهار أن اليهود يهتمون" بمصير أوكرانيا.

        ويشير "دلتا" إلى أن بعض اليهود في أوكرانيا يهاجمونه بسبب عمله مع "سفوبودا"، موضحاً: بعضهم يرحب بي بعبارة "سي هايل" (تحية النصر النازية) بدلاً من "شالوم"، لكني أرى الأمر مثيراً للضحك.

        تمويل.. دعم.. وغنائم




        قد يرى البعض أن "دلتا" ومجموعته يمثلان حالة فردية، لكن وقائع عدّة تناولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والأوكرانية والروسية، وحتى الغربية، تشي بغير ذلك.وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" في بدايات الأزمة الأوكرانية، تبيّن أن "اليهود الشباب يحتلون الخطوط الأمامية للاحتجاجات ضد يانوكوفيتش".

        وعلى موقع "يوتيوب"، يمكن مشاهدة خطاب تحريضي ألقاه "الفيلسوف" اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي أمام المحتشدين في "ميدان الاستقلال" في كييف. ولسنوات عدّة، كان يكفي ظهور هذا الرجل في أماكن النزاعات من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى، للتأكد من أن ثمة دوراً خفياً يؤديه اللوبي الصهيوني في الأحداث.

        أما من يبحث أكثر في الحضور الإسرائيلي داخل أوكرانيا السابقة، فلن يتردد في القول إن الدولة السوفياتية السابقة تعد ساحة خلفية للدولة العبرية، سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والاستخباراتي، خصوصاً في ظل وجود مئات الأوليغارشيين الذين يحملون "الجنسية" الإسرائيلية، والذين لا يشككنّ أحد في ازدواجية ولائهم.


        من بين هؤلاء الميلياردير اليهودي فيكتور بينتشوك، الذي ذكرت صحيفة "فوربس" أن مروحة أصدقائه تمتد بين رئيس وزراء ايطاليا ماريو مونتي والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، والذي ينظر إليه اليوم على أنه الجسر بين حكام أوكرانيا الجدد والغرب. وتشير المعلومات إلى ان بينتشوك قدّم، من خلال شبكة مؤسساته الدعم المالي واللوجستي والإعلامي لحركة "يوروميدان"، علاوة على أنه كان مضيف برنارد هنري ليفي في زيارته الأوكرانية.

        وفي معرض الحديث عن التحولات السياسية في أوكرانيا، لا يمكن التغاضي عن الدور الذي قامت به مساعدة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في هندسة الانقلاب على يانوكوفيتش. وللتذكير، فإن نولاند هي زوجة روبرت كاغان، أحد رموز المحافظين الجدد، والذي أسّس مع والده دونالد وأخيه فريد مؤسسة "نيو اميريكان سينتشوري"، التي ساهمت في التحريض على شن العدوان الأميركي على العراق خلال عهدي بيل كلينتون وجورج بوش الأب.

        أما توزيع غنائم "الثورة"، أي بعد وصول اليمين المتطرف إلى الحكم، فجاء ليعكس تلاقي المصالح بين اللوبي الصهيوني والنازيين الجدد.


        وفي هذا الإطار، كتب الكاتب الروسي - الإسرائيلي اسرائيل شامير في موقع "كاونتربانش" أن "الأوليغارشيين الذين موّلوا العمليات في الميدان تقاسموا الغنائم: الداعم الأكثر سخاءً، الميلياردير ايغور (بينيا) كولومويكسي، حصل على مدينة دنيبروبيتروفسك الكبيرة ذات الغالبية الناطقة بالروسية... إخوانه الأوليغارشيون حصلوا على مدن صناعية أخرى ذات غالبية ناطقة بالروسية، بما في ذلك خاركيف ودونيتسك، اللتان تعدّان شيكاغو وليفربول أوكرانيا". ويتابع: "كولومويسكي ليس مجرد اوليغارشي من أصول يهودية، فهو عضو ناشط في الجالية اليهودية، وداعم لإسرائيل، ومموّل للعديد من الكنس اليهودية، بينها كنيس يعد الأكبر في أوروبا".

        أما كريستوفر بولين فأشار، في مقال نشره موقع "فيتيرانز نيوز ناور"، إلى أنه في موازاة هندسة التشكيلة الحكومية الجديدة في اوكرانيا، والتي حصل فيها "سفوبودا" على ست حقائب وزارية، وفرت فيكتوريا نولاند الدعم لوصول اولكساندر تورشينوف إلى منصب الرئيس المؤقت. ويضيف بولين أن أنصار تورشينوف يصوّرونه على أنه ملتزم دينياً في كنيسته، "مركز كلمة الحياة" في كييف، إلا أنهم يتناسون أن هذا المركز هو في الواقع مؤسسة صهيونية تعمل خلف ستار كنسي بقيادة سويدي يهودي يدعى اولف ايكمان، الذي سبق أن أسس كنيسة "ليفيت اورد" التي راحت تؤسس كنائس انجيلية في الاتحاد السوفياتي السابق منذ بداية التسعينيات، والتي موّلت هجرة اليهود من تلك البلاد إلى فلسطين المحتلة، من خلال صندوق حمل اسم فلاديمير جابوتنسكي، القيادي المعروف في الحركة الصهيونية في أوكرانيا (1880- 1940).

        فزاعة الـ"هولوكوست"! ورهاب الديموغرافيا


        ولعلّ التناغم الواضح بين حلفاء إسرائيل والنازيين الجدد أوكرانيا، والذي توّج بزيارة قام بها، يثير تساؤلات عدّة حول الهدف من الحملة الإعلامية التي بدأت تطلقها دوائر صهيونية على مستويات عدّة.على سبيل المثال، فقد خصصت شبكة "سي بي أن نيوز" حلقة من برنامج "داخل اسرائيل" للحديث عن مخاوف اليهود في اوكرانيا من "هولوكوست جديدة"، مشيرة إلى أن "اليهود في أوكرانيا ما زالوا يتذكرون تاريخهم، ولديهم أسبابهم للخوف: قرابة مليون يهودي قتلوا في الهولوكوست وأكثر من 30 ألفاً آخرين قضوا في مجزرة بابي يار في كييف في العام 1941".



        أما الكاتب اليهودي البريطاني المقيم في فرنسا ستيف وايزمان فيذهب، في مقال انتشر مؤخراً على شبكة الانترنت، إلى أبعد من هذه الواقعة، إذ يشير إلى أن "كراهية اليهود ليست أمراً جديداً في أوكرانيا"، مستحضراً "مجازر شميلنيسكي" التي ارتكبت على أيدي القوزاق وحلفائهم خلال العامين 1648 و1649، والتي قتل فيها أكثر من مئة ألف يهودي، وشهدت تدمير حوالي 300 مجتمع محلي لليهود، وأعمال العنف التي شهدتها أوكرانيا في أعقاب التدخل الأميركي – البريطاني – الفرنسي ضد الثورة السوفياتية، والتي قُتل فيها 60 ألف يهودي.

        وعلى وقع حملات رفع الصلوات وتقديم الدعم لليهود الأوكرانيين، التي بدأت تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت الدعوة التي وجهها الحاخام الأكبر في كييف إلى يهود أوكرانيا للهروب، والطلب الذي تقدمت به عضو الكنيست رينا فرانكل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعمل على وضع خطة حكومية وموازنة لجلب يهود أوكرانيا إلى فلسطين المحتلة، بالنظر إلى "الحقائق المقلقة" بشأن وضع الجالية اليهودية هناك.

        ويبلغ عدد اليهود في أوكرانيا ما بين 300 – 350 ألفاً، بينهم أثرياء على مستوى عالمي، ولعل دفع هؤلاء نحو الهجرة إلى فلسطين، يشكل مكسباً استراتيجياً للدولة العبرية، في ظل الرهاب الديموغرافي الذي يعانيه مسؤولوها، وهم يقرأون سنوياً أرقام المكتب المركزي للإحصاء، التي تفيد بزيادة النمو السكاني لدى الفلسطينيين، وتراجع معدلات هجرة اليهود إلى أدنى مستوياتها.... لكن ثمة من يطمع بما هو أكثر من ذلك، على غرار عضو الكنيست المتطرف موشيه فيغلين، الذي تحدث مؤخراً عن توقعات بهجرة ضخمة من أوكرانيا ودول أوروبية أخرى، مشيراً إلى أن على اسرائيل أن تستعد لاستقبال 1.5 مليون يهودي !..

        تعليق


        • #5
          19/3/2014


          هل أعطت القرم الضوء الأخضر لربيع أوروبي عنوانه الإنفصال؟

          احمد فرحات

          بأقل الخسائر الممكنة، أو لا خسائر تذكر، حسمت القيادة الروسية جدل القرم، وأطاحت بالحسابات الغربية في شبه الجزيرة التي كانت أوكرانية، اثر استفتاء شعبي، لم تؤثر عليه خطابات العزل والعقوبات الغربية.



          لم تكتف روسيا الإتحادية بتأكيد انتصارها في البحر الأسود، فخرج الرئيس فلاديمير بوتين بخطاب أسس لمرحلة ما بعد "استعادة القرم"، فهذه المنطقة بالوعي الروسي سُلمت لأوكرانيا خلافاً للأحكام الدستورية بمبادرة من الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف عام 1954.

          من القرم وبالتحديد من مدينة يالطا، خرجت المفاهيم الحديثة لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، في مؤتمر حمل إسم المدينة في شباط / فبراير من العام 1945، حضره الزعماء المنتصرون جوزيف ستالين وونستون تشيرشيل وفرانكلين روزفلت، واتفقوا فيه على تقاسم مناطق السيطرة والنفوذ على امتداد الكرة الأرضية.

          وبعد 69 عاماً، خرجت من القرم أيضاً قواعد جديدة للعبة دولية تريدها موسكو، وجهت عبرها رسالة إلى الغرب مفادها "الاعتراف بواقع أن روسيا دولة مستقلة ولها مصالح قومية لا بد من أخذها بعين الاعتبار واحترامها"، هكذا خاطب بوتين قادة أوروبا والولايات المتحدة في كلمة له أمام مجلس الدوما بمناسبة قبول جمهورية القرم ضمن روسيا الاتحادية.

          متحدثاً بإسم مجموعة "بريكس" رسم رجل الـ "كي جي بي" السابق معالم المرحلة الحديثة، فحمل تاريخ بلاده طالباً الشراكة الدولية وليس التفرد، مستفيداً من تخبط الغرب جراء فشل الربيع العربي الذي دعمه، فإذا به يؤسس لربيع أوروبي وقد يكون عالميا، قائم على احترام إرادة الشعوب عبر عملية استفتاء، وليس من خلال "استخدام القوة ضد دول ذات سيادة، وتشكيل ائتلافات على أساس مبدأ "من ليس معنا فهو ضدنا"، وانتزاع قرارات دولية تناسب مصالحهم متجاهلين قرارات أخرى"، كما تصرفت أميركا والدول الأوروبية في بلغراد والعراق وأفغانستان وليبيا، ودعمت جماعات مسلحة في سوريا، بعد عجزها عن التدخل مباشرة.

          فعلت روسيا ما عجزت عنه دول الغرب، في عملية دامت أياماً، فيما التغييرات التي دعمتها الولايات المتحدة وأوروبا انتجت دولاً غير مستقرة أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً، وأدت إلى سيلان دم آلاف المدنيين الأبرياء على امتداد الوطن العربي وحتى في أوروبا، فمذبحة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك عام 1995، التي راح ضحيتها 8 آلاف مسلم كانوا تحت حماية الامم المتحدة لا تزال أحداثها حاضرة في الوجدان الإنساني.

          استطاعت روسيا الإطاحة بالمفاهيم الغربية في الدفاع عن حقوق الشعوب، أقلها الناطقين بلغتها، في تدخل نظيف وسريع داخل القارة الأوروبية، وأكدت عجز الادارة الاميركية في حماية حلفائها، فلا عقوبات اقتصادية منعت ضم القرم، ولا سياسة عزل إن طبقت قد تحقق نتائج، خصوصاً وأن مروحة المصالح المشتركة تحتم على الأطراف عدم التهور في ردات فعلها، والتجميد الفرنسي لموسكو من مجموعة الـ 8 الكبار، لا يستطيع التقليل من الدور الروسي في مجموعة الـ 20 الأكثر تأثيراً على الساحة الدولية.

          ووجه بوتين رسالة تخطت حدودها القرم، فهناك في أوروبا الشرقية حلم غربي تحت ستار أطلسي بالتوسع في جمهورياتها، فإذا كان حلف الناتو بقيادته الأميركية لم يستطع الحفاظ على القرم تحت السيادة الأوكرانية، كيف سيخفف عن لاتفيا وليتوانيا واستونيا ورومانيا وبلغاريا وسلوفينيا وسلوفاكيا من الغضب الروسي بحال إنضمت إليه، في إطار استراتيجية توسع حلف شمال الاطلسي شرقا.

          بالمقابل فإن روسيا ثبتت أحلافها منعةً، وأعطت أصدقائها صكاً بالأمان، مدعوما بالقانون الدولي، وبحق الشعوب في تقرير المصير، وبقوة عسكرية لم تستخدم في العصر الحديث الا في اوسيتيا الجنوبية عام 2008، وكان النصر حليفها، بعكس آلة الحرب الاميركية.



          أما بالنسبة إلى القوميات الأوروبية، فهل ستستطيع إسبانيا رفض حق الكاتالونيين في تقرير مصيرهم؟ خصوصاً وأن زعيم منطقة كاتالونيا "ارتور ماس" ينوي اجراء استفتاء العام الحالي للانفصال.

          وماذا عن اسكتلندا الواقعة ضمن المملكة المتحدة (بريطانيا)، والتي ستشهد أواخر العام الحالي استفتاءً لاستقلالها؟، وإن استقلت اسكتلندا كما هو متوقعاً، فهل ايرلندا الشمالية ستبقى ضمن بريطانيا؟، فيما نار الانفصال في بلجيكا تحت الرماد، بين ناطقين باللغة الهولندية وآخرين بالفرنسية.

          وماذا أيضاً عن إيطاليا، حيث أجرى سكان البندقية وإقليم فينيتو شمال شرق البلاد استفتاءً الكترونيا غير ملزم حول الاستقلال عن الدولة الأم، بعد أن أشارت استطلاعات للرأي بمقاطعة فينيسيا إلى أن 65% من السكان يؤيدون الانفصال.

          حركات الإنفصال هذه قديمة كما القارة، والاتحاد الأوروبي الذي فشل في الإتحاد حول سياسة موحدة، هل سيصمد بحال هاج البحر الأسود بأمواجه الإنفصالية الآتية من القرم؟


          أسئلة من الضروري أن تعطي الأيام القادمة الأجوبة الشافية لها ... فروسيا تجاوزت قطوع القرم، ورمت الكرة في ملعب الخصوم، وأوروبا أمام تحد حقيقي بعيداً عن لغة المصالح والاستراتيجيات، في الدفاع عن هويتها ووحدتها، وهذا لا تستطيع تلك الدول تجاوزه في ظل وجود قادة لا يتمتعون بالشعبية الكافية، وشعوبهم توجه لهم الإتهامات بالفشل في إدارة بعض الملفات الدولية.

          تعليق


          • #6
            كييف – أ ف ب
            صوت البرلمان الأوكراني اليوم الخميس على قرار يؤكد أن كييف لن تعترف أبداً بضم القرم إلى روسيا وستناضل من أجل تحريرها.
            وجاء في نص القرار الذي طرح بمبادرة من الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف إن "أوكرانيا لن توقف نضالها من أجل تحرير القرم مهما كان الأمر طويلا وأليماً".
            وأضاف القرار إن الشعب الأوكراني لن يعترف أبدا بضم القرم إلى روسيا، مشيرا إلى أنها "المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي يتم فيها تعديل الحدود" من قبل روسيا التي هي من القوى الضامنة لسيادة أوكرانيا منذ أن تخلت تلك الجمهورية السوفياتية السابقة عن ترسانتها النووية عام 1994.
            وتوجه النواب في قرارهم إلى المجتمع الدولي مطالبين "بعدم الاعتراف بما يسمى جمهورية القرم وبضم القرم ومدينة سيباستوبول الى روسيا".

            تعليق


            • #7
              ما رايح تلحق يا دكتور فهزائمكم تكثر هالايام!

              القرم وقعت في فم الاسد..

              وفي حب الاسد ايضا!

              والاسد بطبعه ينتزع حقه انتزاعا ولكنه لا يسرف! يعني حسب القوانين المرعية!

              القيصر قادم!

              ***
              20/3/2014


              الدوما يصادق على قانون انضمام القرم الى روسيا



              صادق مجلس النواب (الدوما) الروسي يوم الخميس 20 مارس/آذار على قانون انضمام جمهورية القرم وسيفاستوبول الى روسيا الاتحادية.

              وصوت الى جانب القانون 443 نائبا، بينما امتنع نائب واحد عن التصويت. وقبل التصويت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام نواب المجلس أن قرار انضمام القرم إلى روسيا الاتحادية يتفق مع القانون الدولي ويعتمد على الخيار الحر لشعب القرم في الاستفتاء في 16 مارس/آذار.

              وقال لافروف إن الفراغ القانوني في أوكرانيا ما زال مستمرا والسلطات الحالية في كييف تعتمد على متشددين ومتطرفين.

              وأضاف أن "القرار التاريخي بشأن عودة القرم إلى روسيا يأتي على خلفية الأحداث المأساوية في أوكرانيا"، مشيرا إلى وقوع انقلاب بدعم خارجي في هذا البلد الشقيق لروسيا.

              وأكد لافروف أن انضمام القرم إلى روسيا والمصادقة على القوانين بهذا الشأن سيكون انعطافا في مصير شعوب روسيا والقرم، التي تربطها علاقات تاريخية وثيقة، مضيفا أن توحيد هذه الشعوب في دولة واحدة سيساعد على ازدهارها ويخدم مصالح روسيا.

              من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وحدة الأراضي أمر يمكن أن تعول على حمايته دول تضمن حقوقا متساوية لجميع الشعوب القاطنة فيها.

              وفي اجتماع لمجلس الدوما الروسي خاصة بالتصديق على معاهدة قبول انضمام القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا يوم 20 مارس /آذار أشار لافروف إلى أن حق تقرير المصير تم تثبيته في ميثاق الأمم المتحدة وأن "هذا المبدأ يتم تفسيره التقليدي في تجربة العلاقات الدولية كجزء من الأحكام العامة، بما فيها المتعلقة بوحدة الأراضي".

              وأضاف الوزير الروسي أن الربط بين ضمان الدولة لحقوق الشعوب التي تقطن فيها وحقها في حماية وحدة أراضيها هو إجماع تم تثبيته في إعلان خاص بذلك.

              هذا وشدد لافروف على أن حقوق سكان القرم كانت معرضة للانتقاص في السابق، أما بعد الانقلاب فاتخذت كييف خطوات زادت من تقييد حقوقهم.

              من جهة أخرى أشار الوزير الروسي إلى أن العقوبات أحادية الجانب ضد روسيا غير شرعية وأن مجلس الأمن الدولي وحده الذي يحق له فرض عقوبات.

              وبشأن وضع القوات الأوكرانية في القرم قال لافروف إنه يجب على العسكريين الأوكرانيين في القرم الاختيار بين الالتحاق بالقوات الروسية أو الرحيل إلى أوكرانيا، مضيفا أن كثيرين من العسكريين الأوكرانيين يختارون البقاء والالتحاق بقوات أسطول البحر الأسود الروسي.

              وأضاف أن الجانب الروسي سيحترم خيار الجنود الأوكرانيين أيا كان.

              وكان وزير الخارجية الروسي قد أعلن في وقت سابق أن موسكو تصر على الاحترام الكامل لحقوق مواطنيها في الخارج. وذكر لافروف الخميس 20 مارس/آذار في كلمة ألقاها خلال اجتماع لممثلي وزارة الخارجية في مختلف مناطق روسيا الاتحادية: "سندافع عن مصالحهم بالوسائل السياسية - الدبلوماسيية".

              وأردف قائلا: "سنصر على أن تحترم الدول حيث يعيش مواطنون روس، حقوقهم وحرياتهم بشكل كامل".

              وأشار الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد تمسك موسكو بهذا النهج خلال الكلمة التي ألقاها بشأن الوضع حول القرم يوم 18 مارس/آذار.

              وأوضح لافروف أن العملية القانونية لانضمام القرم وسيفاستوبول الى قوام روسيا ستنجز بحلول نهاية الأسبوع الجاري. وتابع قائلا: "نتخذ في الوقت الراهن خطوات عملية لتنفيذ المعاهدة التي وقع عليها قادة روسيا والقرم ومدينة سيفاستوبول بشأن انضمام وحدتين إداريتين جديدتين الى قوام روسيا".

              واعتبر لافروف أن تصرفات الغرب في أوكرانيا تدل على أنه يحاول أن يثبت "تميزه" بدلا من الالتزام بالقانون الدولي. وقال: "إن الوضع المتأزم التي تشكل في أوكرانيا ليس بسببنا، بل هو أزمة أوكرانية داخلية مُثارة من الخارج إلى درجة كبيرة، وصاحبها عدد كبير من الانتهاكات للدستور".

              وأعاد لافروف الى الأذهان أن الرئيس بوتين في كلمته ذكر أن الوضع في العالم أصبح غير مستقر منذ انهيار نظام القطبين. وأشار الى وجود تغيرات جذرية بميزان القوى في العالم حاليا، مؤكدا أن دول الغرب تحاول تجميد هذه التغيرات.

              تعليق


              • #8
                21/3/2014


                ضربة «القيصر» بوتين



                هاني شادي/السفير

                حسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (18/3) أمر شبه جزيرة القرم عبر كلمة سياسية حماسية أمام الطبقة السياسية الحاكمة في قصر الكرملين. كلمة اعتمدت، في ما اعتمدت، على إثارة المشاعر «الوطنية والقومية» لدى الروس لتنهمر الدموع من العيون، فرحا بعودة انضمام القرم إلى الوطن الأم. وتضمنت هذه الكلمة موقفاً واضحاً بضرورة وضع حد للنظام الذي ساد العالم بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي، أي نظام الأحادية القطبية. وهو ما يذكّرنا بكلمة بوتين الشهيرة في شباط 2007 أمام مؤتمر الأمن «بميونخ»، التي انتقد فيها سياسة الهيمنة الأميركية الأطلسية، داعياً آنذاك إلى التعددية القطبية أيضا. في العام 2007، لم يأخذ الغرب كلام بوتين في الاعتبار كثيراً، حيث كان يستعد لمغادرة الكرسي الرئاسي لينتقل إلى كرسي رئيس الوزراء، قبل أن يعود من جديد للكرملين في 2012. ومع ذلك، وفي ظل رئاسة ميدفيديف، أظهر بوتين أنه جاد في دعوته إلى وضع حد لنظام القطبية الأحادية عبر الحرب الروسية الجورجية في 2008. لكن الغرب لم يدرك رسالة تلك الحرب أيضا، ولم يدرك أن الدولة الرأسمالية الروسية «المعاصرة» في عهد بوتين تختلف في أمور كثيرة عن دولة يلتسين «المهلهلة». وإذا كانت دولة بوتين قد جاءت عملياً من رحم دولة يلتسين، إلا أنها تعمل في ظل ظروف مغايرة، منها ارتفاع الأسعار العالمية للنفط والغاز، والحفاظ على القدرات النووية وتعزيزها، والقدرة على تعبئة المشاعر الوطنية والقومية.


                في كلمته، انتقد بوتين، عن حق، الدول الغربية وذكر هذه الدول بسياساتها المدمرة في يوغسلافيا وكوسوفو وأفغانستان والعراق وليبيا. لكنه لم يقطع الأمل في التعاون المستقبلي مع «الشركاء الغربيين»، كما يُحب بوتين تسمية زعماء المراكز الرأسمالية العالمية، بشرط الأخذ في الاعتبار مصالح روسيا الوطنية والقومية في المنظومة الحالية الحاكمة للعالم. فهل سيفهم الغرب، هذه المرة، الرسالة البوتينية أم أنه سيواصل سياساته السابقة؟ نعتقد أن «الشركاء الغربيين» قد يواصلون سياساتهم السابقة بطرق أخرى، مع احتمال «ابتلاعهم» للواقع الجديد بشأن القرم. ويدلل على ذلك، برأينا، ما ذكرته صحيفة «كوميرسانت» الروسية مؤخراً من أن جورجيا قد تحصل في أيلول المقبل على خطة عمل للانضمام إلى حلف «الناتو». ونقلت الصحيفة الروسية عن مصدرين في الحلف ووزارة الخارجية الأميركية أن القرار النهائي بهذا الشأن مرهون بنتيجة الأزمة الأوكرانية. كما نقلت صحف روسية أخرى أن فنلندا والسويد تفكران أيضا في الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي» في ضوء الأزمة الأوكرانية. ومن المعروف أن موسكو تنظر إلى احتمال انضمام فنلندا إلى «الناتو» كتهديد كبير لأمنها القومي. وإذا تحقق ذلك، فإن هذا سيعني أن محاولات خلق حالة من عدم الاستقرار حول روسيا، الساعية للانخراط في منظومة المراكز الحاكمة للعالم، قد تكون مرشحة للتصاعد.

                ويرى خبراء روس أن انضمام القرم قد يفتح شهية أقاليم ومناطق أخرى في الساحة السوفياتية السابقة لطلب الانضمام إلى الاتحاد الروسي. فقد أبرزت وسائل إعلام روسية أن إقليم بريدنيستروفييه بجمهورية مولدافيا السوفياتية السابقة، حيث يشكل الروس نحو 30 في المئة من سكانه، يطالب هو الآخر بالانضمام إلى روسيا. ولا ينبغي استبعاد احتمال تزايد مثل هذه المطالب في الفترة المقبلة، خاصة إذا علمنا أن عدد الروس الذين وجدوا أنفسهم خارج روسيا بعد انهيار 1991، ليس بالقليل. فعلى سبيل المثال لا الحصر، في كازاخستان يعيش بين 23 في المئة و30 في المئة من الروس، وفي لاتفيا نحو 29 في المئة، وفي إستونيا حوالي 25,5 في المئة، وفي أوكرانيا 17,3 في المئة. ويدور الحديث هنا عن السكان من أصول روسية فقط، وإذا أضفنا إليهم عدد السكان الناطقين بالروسية تصبح الصورة أكثر تعقيدا. ولكن سيتوقف الأمر في هذه المسألة، في غالب الظن، على الكرملين أكثر من توقفه على السكان الروس في تلك البلدان.

                وبالرغم من التهديد الغربي بفرض عزلة سياسية على روسيا، فإن الأخيرة لا تنوي، على ما يبدو، الاستجابة إلى مثل تلك العزلة. فموسكو تدرك أن «شركاءها الغربيين» لا يستطيعون تسوية الكثير من القضايا الدولية من دونها، سواء في سوريا أو أفغانستان أو إيران أوغيرها من الدول. وحتى في أوكرانيا، وبالرغم من انضمام القرم لروسيا، يدعو الغربيون إلى البحث مع موسكو عن مخرج من الأزمة. وهنا يضع الكرملين مقترحاته (شروطه) للحل، والتي يمكن إجمال أهمها في إجراء إصلاح دستوري شامل في أوكرانيا يعترف بحقوق كل مكونات المجتمع الأوكراني، وتشكيل آلية لحفظ حقوق الروس والناطقين بالروسية، وإخراج المتطرفين القوميين الأوكرانيين من اللعبة السياسية. والأهم من ذلك، تشترط موسكو تبني أوكرانيا صفة «الدولة المحايدة»، واستبعاد القرم من هذه التسوية لأنها عادت إلى روسيا.

                ويبدو المشهد داخل روسيا حاليا معبّرا عما قاله الرئيس الروسي من حيث تأييد غالبية سكان روسيا لخطوة ضم القرم، بالرغم من تنظيم المعارضين لبوتين ولسياسته في أوكرانيا والقرم يوم السبت الماضي تظاهرة حشدت عدة آلاف من المحتجين. ولكن المعارضة الروسية مفتتة ومشرذمة. إن شعبية بوتين قد تجاوزت حاليا 70 في المئة، وهذا يعتبره مراقبون روس دليلاً على أن الشعب يساند ويؤيد موقفه من القرم خاصة والأزمة الاوكرانية عامة. وتشير دراسات اجتماعية وسياسية روسية إلى أن جمهور الناخبين المؤيدين لبوتين لا يعيرون اهتماما لتعزيز وتوسيع التعاون مع «الشركاء الغربيين»، وذلك على خلاف الطبقة الوسطى الروسية، التي تخشى من العزلة المحتملة وعودة الستار الحديدي والحرب الباردة. وتوضح هذه الدراسات أن بوتين نفسه «غير مهتم» بهذه الطبقة كناخبين، لأن النخبة الحاكمة تركز اهتمامها على ما يسمى بـ«الجماهير الواسعة أو الحشود الجماهيرية»، وتعتبر الطبقة الوسطى قريبة «أيديولوجيا» من المعارضة، وليست بتلك القوة التي تسمح لها بتغير السلطة.

                تعليق


                • #9






                  من هم مسلمو تتار القرم؟








                  سلطت الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا الضوء على سكان شبه جزيرة القرم، وخاصة تتار القرم الذين يرفضون انضمام الإقليم لروسيا، فمن هم تتار القرم المسلمون، وما تاريخ وجودهم في ذلك الإقليم؟
                  يمثل تتار القرم ذوو الأغلبية المسلمة نحو 12 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة في الإقليم.
                  ويعد السكان من ذوي الأصول الروسية الذين تبلغ نسبتهم نحو 58 في المئة هم أكبر عرقية تسكن الإقليم، وهو ما يفسر نتيجة التصويت لصالح الانضمام لروسيا. بينما يمثل السكان من الأوكرانيين في الإقليم نحو 24 في المئة، وذلك وفقا لآخر إحصاء سكاني أجرته أوكرانيا منذ عام 2001.
                  أوكرانيون

                  تبنى البرلمان الأوكراني الجديد مؤخرا، والذي جاء بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، قرارا يعتبر تتار القرم هم السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم، على أن تعمل أوكرانيا بموجبه على تحريرهم وتنميتهم في المجالات العرقية والثقافية واللغوية بوصفهم مواطنين أوكرانيين.
                  وبرز دور تتار القرم في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها أوكرانيا ضد يانوكوفيتش، إذ كانوا يرفضون تقارب البلاد مع روسيا ويطالبون بتوقيع اتفاقيات شراكة واسعة مع الاتحاد الأوروبي.
                  كان تتار القرم يرون أن العيش في ظل أوكرانيا أو الاتحاد الأوربي يفتح لهم آفاقا أوسع في مجال الحقوق والحريات، ولم تغب عنهم ذكريات الماضي في ظل الحكم الروسي.
                  وكانت شبه جزيرة القرم قد انضمت في عام 1954 إلى أوكرانيا بعد أن أهداها الزعيم السوفيتي الأوكراني الأصل نيكتا خروتشوف إلى موطنه الأصلي، لكن لم يكن لذلك القرار أثر واقعي إبان الحقبة السوفيتية. لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، أصبحت القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة التي منحت الإقليم حكما ذاتيا.
                  تهجير قسري

                  هاجرت الغالبية العظمى من سكان تتار القرم من الإقليم بعد أن تعرضوا لعمليات تهجير قسري في عهد الزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين عام 1944، وذلك بعد أن اتهمهم بالتعاون مع الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
                  ونزح الكثير منهم إلى عدد من دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى تركيا التي كونوا فيها واحدة من أكبر الجاليات خارج أراضيهم والتي تعد أحد أهم الداعمين لهم في الأزمة الأخيرة مع روسيا.



                  http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnew...n_tatars.shtml




                  قبح الله قيصركم الشيوعي

                  تعليق


                  • #10
                    ضربة القيصر قوية خلت الدكتور الكويتي الداعشي يفقد اعصابه..

                    اصبر شوية..

                    الجايات اقوى..

                    زوالكم قريب باذن الله تعالى..

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ابوبرير
                      ضربة القيصر قوية خلت الدكتور الكويتي الداعشي يفقد اعصابه..

                      اصبر شوية..

                      الجايات اقوى..

                      زوالكم قريب باذن الله تعالى..



                      ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ ___ النساء 144




                      تعليق


                      • #12
                        ما انتم الا تجار الدين..

                        فلقد قال بعضكم ما معناه ان محمدا لو كان معنا لوضع يده بيد الناتو!

                        ودائما كنتم ولا زلتم وستبقون خنجر اولياءكم في الغرب في قلب امة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم تريدون به مجد اولياؤكم وذل أوطانكم..

                        خسئتم ورب الكعبة..

                        ***
                        22/3/2014


                        * بالفيديو العلم السوري الى جانب الروسي في احتفالات الكرملين



                        فيديو:
                        http://www.youtube.com/watch?v=7E9xt4QG-Cs

                        أطلقت في موسكو يوم الجمعة 21 مارس/آذار الألعاب النارية بمناسبة عودة القرم الى الوطن التاريخي بعد أن وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونا حول انضمام جمهورية القرم وسيفاستوبول الى روسيا الاتحادية.

                        وشهدت العاصمة الروسية إطلاق 30 رشقة من 10 أماكن بمختلف أحياء المدينة. كما أطلقت ألعاب نارية في مدينتي سيمفروبول وسيفاستوبول بالقرم.

                        يظهر في الفيديو العلم السوري الى جانب الروسي في احتفالات الكرملين.

                        تعليق


                        • #13
                          23/3/2014


                          الرئيس الروسي يوعز بتشكيل مؤسسات محلية لهيئات السلطة التنفيذية في القرم وسيفاستوبول

                          كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكومة بإنشاء مؤسسات محلية للهيئات الفدرالية للسلطة التنفيذية الروسية في القرم وسيفاستوبول قبل يوم 29 اذار/مارس الجاري.

                          وأفاد المركز الصحفي للكرملين اليوم الأحد، أن الرئيس بوتين أمر بضمان المصادقة قبل 29 اذار/مارس على خطط للإجراءات التنظيمية المتعلقة بإنشاء مؤسسات محلية للهيئات الفدرالية للسلطة التنفيذية وغيرها من هيئات الدولة في جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول.

                          تعليق


                          • #14
                            24/3/2014


                            روسيا تزيد من سرعتها



                            محمد صادق الحسيني / القدس العربي


                            تتسارع التطورات في المنطقة والعالم. القرم دولة مستقلة بشهادة فلاديمير بوتين، فما حصل فيها يكرّس روسيا نداً للولايات المتحدة في ‘أوراسيا’. العبرة ليست في تنظيم الاستفتاء ولا في الغالبية التي صوتت بنعم على الانفصال عن أوكرانيا، بل في اتصال باراك أوباما بعدها بفلاديمير بوتين ليقول له إن ‘الحل السياسي لا يزال ممكناً’. لكن الاقرار الامريكي بالوضع الجديد، وإن جاء إعلاناً بفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية، فهو في الوقت نفسه رسالة إلى موسكو تفيد باستعداد واشنطن لمفاوضتها في وضع أفضل لهذه الاخيرة.


                            في ما حصل أيضاً الكثير من العبر، أولها سقوط نظرية المقايضة التي راهنت على أن روسيا، بعدما حُشرت في الزاوية الاوكرانية حيث الامن القومي الروسي على المحك، ستقايض الامريكيين في ساحات أخرى.

                            في خضم كل هذه المعمعة، تبرز مصر، ودورها الجديد في المنطقة. السلم الذي أمنته لبنيامين نتنياهو للنزول عن الشجرة التي صعدت إليها قيادته مع ‘كسر الصمت’ عبر الوساطة المصرية الملتبسة، خير مؤشر. كذلك الامر بالنسبة للحديث المصري عن قواعد مصرية في دول الخليج لحمايتها.

                            وعلى الرغم من حالة اللايقين الداخلية المصرية، إلا أنه يبدو واضحاً أن الزمن لا يزال يجري لصالح عبد الفتاح السيسي ومجموعته. فالحالة المصرية لا شك ستتصدر جدول أعمال باراك أوباما في السعودية، التي يبدو أنها سلّمت بأفول نفوذها في المنطقة وتسعى إلى ضمانات أمريكية لحفظ الكيان السعودي، وهو ملف مرتبط بملفات إقليمية ثلاثة تراها المملكة جزءاً لا يتجرأ من أمنها القومي: اليمن وإيران وقد انضمت إليهما مصر أخيراً.

                            بل إن الصراع الخليجي الخليجي المتفاقم يبدو انه يجري لصالح القاهرة من دون أن يظهر أن هناك احتمالا كبيرا باستفادة إيران منه. فالصدام السعودي القطري إلى تصاعد، ما يزيد من قيمة الحكام الجدد للقاهرة في عيون الرياض وأبو ظبي، مع ما يعنيه ذلك من دعم مفتوح ودفق مالي. في المقابل، فإن هذا الشقاق لا يبدو انه سيؤدي إلى تقارب قطري إيراني يتجاوز الشكليات، في ظل الاصطفاف الاقليمي الحالي.

                            زيارة الرئيس حسن روحاني إلى مسقط، في هذا الاطار، لا شك مفيدة لناحية العلاقات الثنائية، وبادرة تساعد الوسطاء ممن يريد تقريب ذات البين بين طهران والرياض. لكنها لن تؤدي، على ما يبدو، الى اختراق في المدى المنظور، الا في حال وجد اوباما مصلحة في تقديم قطعة حلوى للرئيس الايراني تساعده في معركته الداخلية في الجمهورية الاسلامية، وكان في الوقت نفسه مستعداً لتقديم ثمنها الى السعوديين، ضمن رزمة التفاهمات التي يريد بحثها مع حكام الرياض.

                            من جهة اخرى فانه يمكن القول بان روسيا فلاديمير بوتين هي من يعيد كتابة تاريخ اوروبا من جديد هذه المرة وهي من يعيد رسم الجغرافيا السياسية للقارة العجوز وهو ما يحصل للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية بعد ان كان الغرب هو من فعلها اول مرة على ارض يوغسلافيا السابقة …..

                            واليوم تعاد كتابة التاريخ ويعاد رسم جغرافية المنطقة السياسية بهذا المدى الواسع على يد اناس كانوا حتى الامس القريب لا يقبلون بهم حتى شركاء ثانويين في حكومة واحدة فضلا عن المشاركة في صناعة القرار.


                            فبغداد خرجت من ايديهم ودمشق لم تقع فريسة فتنتهم وصنعاء تستعيد هويتها وبيروت تسترجع عروبتها و’اهل المقام’ يستعدون للمنازلة الكبرى انطلاقا من الجليل الاعلى ، وهذا ما يرعبهم اكثر ….

                            من جهة اخرى انها ايران المقاومة التي ترسل اكثر من رسالة من خلال دعمها المستمر لمحور المقاومة الاوسع ومنها رسالة ارسال الصواريخ مجددا من غزة هاشم وفتح ‘معركة كسر الصمت’ على يد رجال حركة الجهاد الاسلامي ….


                            على صعيد آخر رسائل صاروخية خمس ذات دلالة فائقة الاهمية يرسلها حزب ولاية الفقيه اللبناني عبر شبعا والجولان خلال اقل من اسبوعين بينما العدو فاقد لزمام المبادرة يترقب والحرب سجال ….

                            يسأل مسؤول سوري كبير في هذه الاثناء: هل اثبتنا للعالم بما يكفي بان المشهد الدمشقي الشهير قادر على الصمود بوجه الفتنة بل وقادر على قلب الطاولة على المعتدي الغدار ؟ ….

                            يجيب المسؤول السوري : نعم بل واكثر من ذلك قادرون على فتح جبهة الجولان وجنوب لبنان وبدء معركة تحرير الجليل الاعلى ان اردنا او اضطررنا ، بعد ان صارت الخبرة الميدانية في اقتحام مقرات العدو وتحرير مدننا جزءا من تاريخنا العسكري المشرف …..


                            هو العالم المتغير فعلا نحن من يكتب التاريخ من جديد ….. ونحن من يعيد رسم جغرافية العالم السياسي بحروف من ذهب ودم!

                            تعليق


                            • #15
                              24/3/2014


                              صحيفة أمريكية: دعوات في ألاسكا للانفصال عن الولايات المتحدة والانضمام إلى روسيا



                              تقدم عدد من سكان ولاية ألاسكا الأمريكية بعريضة نشرت، على موقع البيت الأبيض، يطالبون فيها بالانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية والانضمام لروسيا.

                              وأوردت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية، عبر موقعها الالكتروني اليوم الإثنين، أنه صوت لصالح إجراء الاستفتاء على الانفصال حوالي 8534 شخصًا من أصل 100 ألف يشترط تصويتهم بالموافقة على مقترح العريضة قبل 20 أبريل 2014.

                              وجاء في نص العريضة على موقع البيت الأبيض، إن مجموعات من الروس السيبيريين الذين عبروا الإيثموس "مضيق بيرنج حاليًا" من آلاف الأعوام، واستوطنوا المنطقة عاشوا بها في "أرخبيل ألوشيا".

                              وأول من زار ألاسكا كان أعضاء فريق القارب سانت جبريلا في 21 أغسطس 1732 خلال الحملة الاستكشافية شستاكوف وبافلوتسكي خلال الفترة من عام 1729 حتى 1735، صوتوا لصالح الانفصال عن أمريكا والإنضمام لروسيا.

                              يذكر أنه في نوفمبر 2012 ظهرت عريضة على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيضى تطالب بإنفصال ولاية تكساس عن باقي الولايات وحصلت على 125 ألف توقيع، فيما كان رد السلطات الأمريكية مختصر مفاده أن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة لم يفترضوا حق الانسحاب من الولايات المتحدة" .. وذلك رغم تجاوز عدد المصوتين 100 ألف صوت لطرح الاستفتاء.

                              وعلى الصعيد ذاته .. قال السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي، في إشارة إلى ما قاله السيناتور الأمريكي جون ماكين من أن مولدافيا قد تحذو حذو القرم فتنضم إلى روسيا، إن ماكين عليه أن يهتم بـ"الاسكا" قبل أن يضيف أن ما قاله السفير الروسي مزحة .. لافتا مع ذلك، إلى أن ولاية آلاسكا الأمريكية كانت جزءًا من روسيا.

                              وكانت ألاسكا جزءًا من روسيا حتى عام 1867 عندما سلمها الإمبراطور الروسي الكسندر الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              102 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              74 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              156 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                              استجابة 1
                              111 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-08-2021, 02:31 AM
                              استجابة 1
                              86 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X