21/3/2014
التغيير في المشهد السوري

غالب قنديل/الشرق الجديد
بانوراما الشرق الاوسط
توقفت وسائل الإعلام الغربية أمام الانهيارات السريعة في معاقل الجماعات المسلحة خلال معركة يبرود وقد ألمح بعضها لتساقط الخطوط الحمراء الإسرائيلية والأميركية على يد الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله بينما ذهب بعض المحللين الغربيين أبعد من ذلك إلى التنبؤ بقرب انتصار الرئيس بشار الأسد وحلف المقاومة في المنطقة وهو ما نقل عن مدير المخابرات المركزية الأميركية في تقريره امام مجلس العلاقات الخارجية بينما توقع باحث سعودي ان يحمل باراك اوباما إلى الرياض دعوة للتهيؤ للتعايش مع فكرة انتصار الأسد وفشل الحرب على سوريا.
أولا تشير الوقائع إلى تراكم تحولات كبرى في الميدان لصالح الدولة الوطنية السورية واستعصاء جميع محاولات التأثير في البيئة الإقليمية لتفعيل العدوان على سوريا في فصله الجديد وخصوصا الفصل الإسرائيلي السعودي الأخير الذي انطلق تحت عنواني الجبهة الجنوبية والشريط الحدودي.
1- نجحت الدولة الوطنية السورية في استثمار المناخ الشعبي المتحول في جميع انحاء سوريا بتوليد دينامية قوية لعمليات إلقاء السلاح من خلال قرارات العفو الرئاسية والمصالحات التي أدت في جميع المحافظات السورية إلى خروج آلاف السوريين المتمردين من صفوف العصابات التي تقاتل ضد الدولة وقواتها المسلحة وخصوصا في محيط العاصمة دمشق وأريافها.
2- أدت الهزائم العسكرية وحالة المأزق السياسي الذي استغرقت فيه الجماعات المناوئة للدولة وحالة الاقتتال الداخلي بين العصابات التكفيرية والمتطرفة إلى بداية حركة هجرة آخذة بالتوسع في صفوف العناصر التكفيرية الأجنبية الموجودة في سوريا وهذا ما وصفته تحقيقات نشرتها مؤخرا صحف بريطانية واميركية عديدة.
3- نجحت الدولة الوطنية السورية في ملاقاة رغبة السوريين باستعجال الحلول السياسية وحققت إنجازا كبيرا في مباحثات جنيف بظهورها من خلال الوفد السوري المفاوض كممثل لإرادة الخلاص والحل السياسي الاستقلالي في سوريا بينما فضحت وبالوقائع ارتهان الائتلاف كواجهة عميلة للأجنبي وهذا ما ضاعف من حجم المساندة الشعبية للدولة.
4- تراكم المزيد من عناصر الصورة القبيحة للجماعات المسلحة من خلال انفضاح ارتباطها بإسرائيل وبمشاريعها في الجولان وعبر المزيد من جرائم التكفيريين وبربريتهم كما تظهرها الوقائع والانكشاف السريع لما يسمى بالجبهة الإسلامية من خلال مذابح عدرا.
5- تمكن حلف المقاومة من تسديد رسائل رادعة وقوية للعدو الإسرائيلي من غزة إلى الجولان ومزارع شبعا وفرض قواعد اشتباك جديدة من خلال إسقاط الخطوط الحمراء الوهمية التي سعت إسرائيل عبرها لحماية الجماعات التكفيرية ومنع سحقها على الخارطة السورية.
ثانيا استنفذ زخم الحكومات المتورطة في العدوان على سوريا وتكرس انصرافها إلى أزمات وأولويات مصيرية تتعلق بمصالحها الإقليمية وبمكونات وجودها ودورها احيانا وهذا ما ينطبق على كل من السعودية وتركيا وقطر التي دخلت جميعا في منازعات ومساجلات وتبادل اتهامات بالمسؤولية عن الفشل في سوريا وذهبت صراعاتها إلى ما هو أبعد من ذلك بينما لدى كل منها مايكفي من المتاعب الإقليمية والداخلية التي لم يبق معها الزخم السابق لطاقتها المكرسة للتدخل في سوريا الذي لم يعد يتميز بكونه الأولوية المطلقة لتلك الدول مع تفاقم حالة العجز والهزيمة امام الدولة الوطنية وحلفها المقاوم في المنطقة ويمكن القول بكل بساطة إن جميع الحكومات المتورطة في العدوان الاستعماري على سوريا قد أصابتها اللعنة السورية وتفاقمت اضطراباتها الداخلية وباتت بحكم المهددة بما هو ادهى نتيجة عناصر التأزم الداخلي والتراجع الإقليمي بفعل عجزها عن هز الدولة الوطنية السورية والنيل من قوتها ومن صمودها ومن متانة تحالفاتها الدولية والإقليمية.
مازق العدوان يتزامن مع صعود معسكر المقاومة في المنطقة وتفاقم ازمات المنظومة العميلة ( مشكلة حكومة تركيا المستعصية اقتصاديا وسياسيا وحزبيا – تفكك مجلس التعاون الخليجي بعد التمايز العماني الكويتي والصراع السعودي القطري – تزايد التقارير الغربية عن مأزق النظام السعودي واحتمالات الانهيار والتقسيم – استمرار موجة التقرب الغربي من إيران والسعي إلى الشراكة الاقتصادية والتجارية معها … ).
هذا إضافة إلى اندلاع النزاع الأميركي الروسي الذي زاد من صلابة الموقف الروسي الداعم للدولة السورية وأسقط الرهان على إضعاف متانة التحالف بين موسكو ودمشق ومع تزايد الاقتناع الروسي بأن سوريا هي خط الدفاع الأول عن امن روسيا القومي وعن مصالح الحلف العالمي المناهض للهيمنة الأميركية.
لهذه الاعتبارات يؤسس انتصار يبرود لتحول استراتيجي كبير في مسار المقاومة السورية المجيدة للعدوان الاستعماري وستكون تلك المعركة التي خاضها الجيش العربي السوري بالشراكة مع قوات الدفاع الوطني ووحدات النخبة في المقاومة اللبنانية منعطفا هاما في مسار المواجهة الطويلة والمستمرة حتى دحر الغزوة الاستعمارية عن قلعة المقاومة.
التغيير في المشهد السوري

غالب قنديل/الشرق الجديد
بانوراما الشرق الاوسط
توقفت وسائل الإعلام الغربية أمام الانهيارات السريعة في معاقل الجماعات المسلحة خلال معركة يبرود وقد ألمح بعضها لتساقط الخطوط الحمراء الإسرائيلية والأميركية على يد الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله بينما ذهب بعض المحللين الغربيين أبعد من ذلك إلى التنبؤ بقرب انتصار الرئيس بشار الأسد وحلف المقاومة في المنطقة وهو ما نقل عن مدير المخابرات المركزية الأميركية في تقريره امام مجلس العلاقات الخارجية بينما توقع باحث سعودي ان يحمل باراك اوباما إلى الرياض دعوة للتهيؤ للتعايش مع فكرة انتصار الأسد وفشل الحرب على سوريا.
أولا تشير الوقائع إلى تراكم تحولات كبرى في الميدان لصالح الدولة الوطنية السورية واستعصاء جميع محاولات التأثير في البيئة الإقليمية لتفعيل العدوان على سوريا في فصله الجديد وخصوصا الفصل الإسرائيلي السعودي الأخير الذي انطلق تحت عنواني الجبهة الجنوبية والشريط الحدودي.
1- نجحت الدولة الوطنية السورية في استثمار المناخ الشعبي المتحول في جميع انحاء سوريا بتوليد دينامية قوية لعمليات إلقاء السلاح من خلال قرارات العفو الرئاسية والمصالحات التي أدت في جميع المحافظات السورية إلى خروج آلاف السوريين المتمردين من صفوف العصابات التي تقاتل ضد الدولة وقواتها المسلحة وخصوصا في محيط العاصمة دمشق وأريافها.
2- أدت الهزائم العسكرية وحالة المأزق السياسي الذي استغرقت فيه الجماعات المناوئة للدولة وحالة الاقتتال الداخلي بين العصابات التكفيرية والمتطرفة إلى بداية حركة هجرة آخذة بالتوسع في صفوف العناصر التكفيرية الأجنبية الموجودة في سوريا وهذا ما وصفته تحقيقات نشرتها مؤخرا صحف بريطانية واميركية عديدة.
3- نجحت الدولة الوطنية السورية في ملاقاة رغبة السوريين باستعجال الحلول السياسية وحققت إنجازا كبيرا في مباحثات جنيف بظهورها من خلال الوفد السوري المفاوض كممثل لإرادة الخلاص والحل السياسي الاستقلالي في سوريا بينما فضحت وبالوقائع ارتهان الائتلاف كواجهة عميلة للأجنبي وهذا ما ضاعف من حجم المساندة الشعبية للدولة.
4- تراكم المزيد من عناصر الصورة القبيحة للجماعات المسلحة من خلال انفضاح ارتباطها بإسرائيل وبمشاريعها في الجولان وعبر المزيد من جرائم التكفيريين وبربريتهم كما تظهرها الوقائع والانكشاف السريع لما يسمى بالجبهة الإسلامية من خلال مذابح عدرا.
5- تمكن حلف المقاومة من تسديد رسائل رادعة وقوية للعدو الإسرائيلي من غزة إلى الجولان ومزارع شبعا وفرض قواعد اشتباك جديدة من خلال إسقاط الخطوط الحمراء الوهمية التي سعت إسرائيل عبرها لحماية الجماعات التكفيرية ومنع سحقها على الخارطة السورية.
ثانيا استنفذ زخم الحكومات المتورطة في العدوان على سوريا وتكرس انصرافها إلى أزمات وأولويات مصيرية تتعلق بمصالحها الإقليمية وبمكونات وجودها ودورها احيانا وهذا ما ينطبق على كل من السعودية وتركيا وقطر التي دخلت جميعا في منازعات ومساجلات وتبادل اتهامات بالمسؤولية عن الفشل في سوريا وذهبت صراعاتها إلى ما هو أبعد من ذلك بينما لدى كل منها مايكفي من المتاعب الإقليمية والداخلية التي لم يبق معها الزخم السابق لطاقتها المكرسة للتدخل في سوريا الذي لم يعد يتميز بكونه الأولوية المطلقة لتلك الدول مع تفاقم حالة العجز والهزيمة امام الدولة الوطنية وحلفها المقاوم في المنطقة ويمكن القول بكل بساطة إن جميع الحكومات المتورطة في العدوان الاستعماري على سوريا قد أصابتها اللعنة السورية وتفاقمت اضطراباتها الداخلية وباتت بحكم المهددة بما هو ادهى نتيجة عناصر التأزم الداخلي والتراجع الإقليمي بفعل عجزها عن هز الدولة الوطنية السورية والنيل من قوتها ومن صمودها ومن متانة تحالفاتها الدولية والإقليمية.
مازق العدوان يتزامن مع صعود معسكر المقاومة في المنطقة وتفاقم ازمات المنظومة العميلة ( مشكلة حكومة تركيا المستعصية اقتصاديا وسياسيا وحزبيا – تفكك مجلس التعاون الخليجي بعد التمايز العماني الكويتي والصراع السعودي القطري – تزايد التقارير الغربية عن مأزق النظام السعودي واحتمالات الانهيار والتقسيم – استمرار موجة التقرب الغربي من إيران والسعي إلى الشراكة الاقتصادية والتجارية معها … ).
هذا إضافة إلى اندلاع النزاع الأميركي الروسي الذي زاد من صلابة الموقف الروسي الداعم للدولة السورية وأسقط الرهان على إضعاف متانة التحالف بين موسكو ودمشق ومع تزايد الاقتناع الروسي بأن سوريا هي خط الدفاع الأول عن امن روسيا القومي وعن مصالح الحلف العالمي المناهض للهيمنة الأميركية.
لهذه الاعتبارات يؤسس انتصار يبرود لتحول استراتيجي كبير في مسار المقاومة السورية المجيدة للعدوان الاستعماري وستكون تلك المعركة التي خاضها الجيش العربي السوري بالشراكة مع قوات الدفاع الوطني ووحدات النخبة في المقاومة اللبنانية منعطفا هاما في مسار المواجهة الطويلة والمستمرة حتى دحر الغزوة الاستعمارية عن قلعة المقاومة.