التبري وعصر الظهور الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
ورد في بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج52 ص367 باب 22 ح2 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل أعمال أمتي إنتظار فرج الله عز وجل , وفي ح3 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من رضي عن الله بالقليل من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل وانتظار الفرج عبادة , وفي ص370 ح14 عن السندي عن جده قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما تقول فيمن مات على هذا الأمر منتظرا له ؟ قال : هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه , ثم سكت هنيئة ثم قال : هو كمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وفي ص371 ح18 عن الفيض بن المختار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه قال : ثم مكث هنيئة ثم قال : لا بل كمن قارع معه بسيفه ثم قال : لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله . قد يتمسك البعض بمثل هذه الروايات دون فهم لها لتبرير كسلهم أو خوفهم لذلك تجدهم يعيشون وكأنهم أصحاب عقيدة سرية بتكتم شديد وكسل وخمول وابتعاد عن الدين والعلم ويمنعون غيرهم من نشر الحق وتثقيف الناس بحديث آل محمد صلوات ربي وسلامه عليهم فانتظار الفرج لا يعني الابتعاد عن الأحكام الشرعية والروايات الشريفة فإن عددا كبيرا من الروايات الشريفة في كل عصر من عصور الأئمة عليهم السلام تهيء الناس لعصر الظهور الشريف , فعن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال : تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة بعده يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلون بإمامته المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ماصارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا , وعن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ونحن جماعة بعدما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله فقال : ليعن قويكم ضعيفكم وليعطف غنيكم على فقيركم ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا وانظروا أمرنا و ما جاءكم عنا فإن وجدتموه في القرآن موافقا فخذوا به وإن لم تجدوه موافقا فردوه وان اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا فإذا كنتم كما أوصيناكم ولم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ومن قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا . وفي الرواية دلالات واضحة على أهمية الحرص على حديثهم وفهمه والتوقف في بعض الأمور , ومن أهم الأمور التي ينبغي الإهتمام بها مسالة التبري من أعداء الله ومن مناهجهم وطرقهم ففي البحار ج52 ص 373 ح25 عن رفاعة بن موسى ومعاوية بن وهب عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله أولئك رفقائي وذوو ودي ومودتي وأكرم أمتي علي قال رفاعة : وأكرم خلق الله علي . فالروايات الشريفة تدعونا الى البراءة من أعداء الله في كل وقت وحين لذلك فاننا عندما نزور الأئمة ونقرأ زياراتهم نجد عبارات كثيرة في الزيارات المعتبرة تحث على التبري من أعداء الله وتعبر عن تجديد الولاء واعلان التبري من أعداء الله وكذلك في موسم الحج عند رمي الشياطين وعند قراءة بعض المستحبات بعد الصلوات المفروضة وقنوت أمير المؤمنين عليه السلام ودعاء الصنمين المشهور وغيرها وفي الرواية التالية ارتباط بين الدجال واعداء أهل البيت أي أن الذي لا يتبرأ من أعداء أهل البيت ولا يبرأ من مناهجهم المنحرفة التي تسرب بعضها الى حواضرنا العلمية مع شديد الأسف فإنه سيكون في المعسكر المضاد لمعسكر قائم آل محمد عليهم السلام ففي بحار الأنوار ج52 ص 432 ح 81 عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : كان أمير المؤمنين يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان والباكي على أهل النهروان إن من لقي الله مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي الله عز وجل ساخطا عليه ولا يدرك الدجال , فقال رجل : يا أمير المؤمنين فإن مات قبل ذلك ؟ قال : فيبعث من قبره حتى لا يؤمن به وإن رغم أنفه , وجاء في روايات الصيحة أن ابليس ينادي في آخر النهار بعد صيحة الحق من الأرض ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون وحثت الروايات الشريفة على تعليم الأبناء بغض عثمان منذ الصغر لترسيخ عقيدة الكفر بالطاغوت , ويستمر التبري الى عصر الظهور ففي رواية في البحار ج52 ص488 ح83 ونأخذ منها موضع الشاهد يقول فيها أبو جعفر عليه السلام ذاكرا أحوال القائم : ثم ينطلق فيدعو الناس بين المسجدين إلى كتاب الله وسنة رسوله والولاية لعلي بن أبي طالب والبراءة من عدوه حتى يبلغ البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيخسف الله بهم الخ , ولا يقف التبري عند هذا الحد بل يستمر الى ما بعد بدايات مرحلة الظهور وهذا ما نجده في الرواية التي ذكرها المجلسي في البحار ج52 ص 492 ح9 عن عبدالرحيم القصير قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها قلت : جعلت فداك ولم يجلدها الحد ؟ قال : لفريتها على أم إبراهيم صلى الله عليه قلت : فكيف أخره الله للقائم عليه السلام ؟ فقال له : إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة وبعث القائم عليه السلام نقمة . لذلك فانني ادعو اخواني واخواتي الى تهيئة النفوس والقلوب والعقول لعصر الظهور عبر ترسيخ التبري من أعداء الله والتبري من مناهجهم العفنة , وليكن شعارنا يالثارات الحسين عليه السلام والذي كان السبب في مقتله فلان وفلان هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 25 مارس 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
ورد في بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج52 ص367 باب 22 ح2 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل أعمال أمتي إنتظار فرج الله عز وجل , وفي ح3 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من رضي عن الله بالقليل من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل وانتظار الفرج عبادة , وفي ص370 ح14 عن السندي عن جده قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما تقول فيمن مات على هذا الأمر منتظرا له ؟ قال : هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه , ثم سكت هنيئة ثم قال : هو كمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وفي ص371 ح18 عن الفيض بن المختار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه قال : ثم مكث هنيئة ثم قال : لا بل كمن قارع معه بسيفه ثم قال : لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله . قد يتمسك البعض بمثل هذه الروايات دون فهم لها لتبرير كسلهم أو خوفهم لذلك تجدهم يعيشون وكأنهم أصحاب عقيدة سرية بتكتم شديد وكسل وخمول وابتعاد عن الدين والعلم ويمنعون غيرهم من نشر الحق وتثقيف الناس بحديث آل محمد صلوات ربي وسلامه عليهم فانتظار الفرج لا يعني الابتعاد عن الأحكام الشرعية والروايات الشريفة فإن عددا كبيرا من الروايات الشريفة في كل عصر من عصور الأئمة عليهم السلام تهيء الناس لعصر الظهور الشريف , فعن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال : تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة بعده يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلون بإمامته المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ماصارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا , وعن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ونحن جماعة بعدما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله فقال : ليعن قويكم ضعيفكم وليعطف غنيكم على فقيركم ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا وانظروا أمرنا و ما جاءكم عنا فإن وجدتموه في القرآن موافقا فخذوا به وإن لم تجدوه موافقا فردوه وان اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا فإذا كنتم كما أوصيناكم ولم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ومن قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا . وفي الرواية دلالات واضحة على أهمية الحرص على حديثهم وفهمه والتوقف في بعض الأمور , ومن أهم الأمور التي ينبغي الإهتمام بها مسالة التبري من أعداء الله ومن مناهجهم وطرقهم ففي البحار ج52 ص 373 ح25 عن رفاعة بن موسى ومعاوية بن وهب عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله أولئك رفقائي وذوو ودي ومودتي وأكرم أمتي علي قال رفاعة : وأكرم خلق الله علي . فالروايات الشريفة تدعونا الى البراءة من أعداء الله في كل وقت وحين لذلك فاننا عندما نزور الأئمة ونقرأ زياراتهم نجد عبارات كثيرة في الزيارات المعتبرة تحث على التبري من أعداء الله وتعبر عن تجديد الولاء واعلان التبري من أعداء الله وكذلك في موسم الحج عند رمي الشياطين وعند قراءة بعض المستحبات بعد الصلوات المفروضة وقنوت أمير المؤمنين عليه السلام ودعاء الصنمين المشهور وغيرها وفي الرواية التالية ارتباط بين الدجال واعداء أهل البيت أي أن الذي لا يتبرأ من أعداء أهل البيت ولا يبرأ من مناهجهم المنحرفة التي تسرب بعضها الى حواضرنا العلمية مع شديد الأسف فإنه سيكون في المعسكر المضاد لمعسكر قائم آل محمد عليهم السلام ففي بحار الأنوار ج52 ص 432 ح 81 عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : كان أمير المؤمنين يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان والباكي على أهل النهروان إن من لقي الله مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي الله عز وجل ساخطا عليه ولا يدرك الدجال , فقال رجل : يا أمير المؤمنين فإن مات قبل ذلك ؟ قال : فيبعث من قبره حتى لا يؤمن به وإن رغم أنفه , وجاء في روايات الصيحة أن ابليس ينادي في آخر النهار بعد صيحة الحق من الأرض ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون وحثت الروايات الشريفة على تعليم الأبناء بغض عثمان منذ الصغر لترسيخ عقيدة الكفر بالطاغوت , ويستمر التبري الى عصر الظهور ففي رواية في البحار ج52 ص488 ح83 ونأخذ منها موضع الشاهد يقول فيها أبو جعفر عليه السلام ذاكرا أحوال القائم : ثم ينطلق فيدعو الناس بين المسجدين إلى كتاب الله وسنة رسوله والولاية لعلي بن أبي طالب والبراءة من عدوه حتى يبلغ البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيخسف الله بهم الخ , ولا يقف التبري عند هذا الحد بل يستمر الى ما بعد بدايات مرحلة الظهور وهذا ما نجده في الرواية التي ذكرها المجلسي في البحار ج52 ص 492 ح9 عن عبدالرحيم القصير قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها قلت : جعلت فداك ولم يجلدها الحد ؟ قال : لفريتها على أم إبراهيم صلى الله عليه قلت : فكيف أخره الله للقائم عليه السلام ؟ فقال له : إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة وبعث القائم عليه السلام نقمة . لذلك فانني ادعو اخواني واخواتي الى تهيئة النفوس والقلوب والعقول لعصر الظهور عبر ترسيخ التبري من أعداء الله والتبري من مناهجهم العفنة , وليكن شعارنا يالثارات الحسين عليه السلام والذي كان السبب في مقتله فلان وفلان هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 25 مارس 2014