من يتّخذ دينه رأيه بغير هُدى إمام من أئمّة الهُدى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم
يقول تعالى في كتابه الصّامت الكريم: "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".[القَصَص:18].
في تفسير هذه الآية المباركة روى الشّيخ الجليل أبو جعفر الصفّار في بصائر الدّرجات الشّريف بأسناده عن المعلّى بن خُنيس عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في قول الله عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) يعني من يتّخذ دينه رأيه بغير هُدى إمام من أئمّة الهُدى".
وفيه عن أحمد بن محمّد عن أبي الحسن (عليه السّلام) في قوله الله عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) "يعني من اتّخذ دينه رأيه بغير هُدى إمام من أئمّة الهُدى".
وفيه أيضًا عن أبي حمزة الثّمالي قال: "سألت أبا جعفر (عليه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) قال: عنى الله بها من اتّخذ دينه رأيه من غير إمام من أئمّة الهُدى".
وفيه أيضًا عن غالب النحوي عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في قول الله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) قال: "اتّخذ رأيه دينًا".
وفيه أيضًا عن محمّد بن فضيل عن أبي الحسن (عليه السّلام) في قول الله عزّ وجلّ: "(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) يعني: اتّخذ دينه هواه بغير هُدى من أئمّة الهدى".[راجع: الصفّار، بصائر الدّرجات، 1/ 47-49، ح1-5، بـ8].
بعد التدبّر في هذه الآية القرآنيّة الكريمة وهذه الأحاديث النّورانيّة الشّريفة، أقول والقول منّي في جميع الأشياء قولهم (صلوات الله عليهم): إيّاك أن تكون من الّذين ضلّوا عن أئمّة الهُدى وأعلام التُّقى محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم) واتّخذوا بعقولهم النّا قصة آراء باطلة ومقاييس فاسدة دينًا لهم، وقد قال سيّد الأوصياء عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): "إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ الله ويَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالًا عَلَى غَيْرِ دِينِ الله، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ، ولَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْه أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ، ولَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ ومِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِه ويَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ الله الْحُسْنى".[نهج البلاغة، الخطبة رقم(50)] وهم الّذين تمسّكوا بأهل بيت النبوّة وموضع الرّسالة محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم)، فالدّين هم أصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومُنتهاه، ولا يكون إلّا منهم وبهم (عليهم السّلام).
فاطلبوا العلم من معدن العلم أهل بيت الرّحمة وشجرة النبوّة وموضع الرّسالة ومختلف الملائكة (صلوات الله عليهم)، بالتّمسّك بالقرآن الكريم وبأقوال العترة الطّاهرة المحفوظة في مجاميعنا الرّوائيّة الشّريفة، كالكتب الأربعة ووسائل الشّيعة وبحار الأنوار، وغيرها من كُتب الحديث الشّريف، وإيّاكم والولائج حتّى لا تكونوا من الضّالين المغضوب عليهم (والعياذ بالله)، فهذا الموضوع هو دعوة للتّمسّك بالثّقلين الشّريفين وتذكير بوصيّة النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في التّسليم للإمام المعصوم (عليه السّلام).
قال الإمام السّادس من أئمّة الهُدى جعفر الصّادق (عليه السّلام): "أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم عليكم بآثار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسنّته وآثار الأئمّة الهُداة من أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من بعده وسنّتهم، فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلّ لأنّهم هُم الّذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم، وقد قال أبونا رسول الله (صلّى الله عليه وآله): المداومة على العمل في اتّباع الآثار والسُّنن وإنْ قلّ أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الإجتهاد في البدع واتّباع الأهواء".[الكليني، الكافي، 8/ 8، ح1].
والحمد لله الّذي جعلنا من المهتدين إلى الصّراط المستقيم محمّد وآله الطّاهرين (عليهم السلام)، بالتّمسّك بكتاب الله الصّامت الكريم، والسّنّة الشّريفة والآثار المباركة لكتاب الله الناطق أهل بيت النبوّة (عليهم السّلام)، اللّذَيْن من يتمسّك بهما يهتدي وينجى ومن يتركهما ويرغب عنها يضلّ ويشقى.
عجّل الله تعالى للإمام الحُجّة بن الحسن العسكريّ (عليه السّلام) الفرج ونحن معه.
اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.
كتبه: جهاد الموسوي
الكويت في 3/ 3/ 2014
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم
يقول تعالى في كتابه الصّامت الكريم: "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".[القَصَص:18].
في تفسير هذه الآية المباركة روى الشّيخ الجليل أبو جعفر الصفّار في بصائر الدّرجات الشّريف بأسناده عن المعلّى بن خُنيس عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في قول الله عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) يعني من يتّخذ دينه رأيه بغير هُدى إمام من أئمّة الهُدى".
وفيه عن أحمد بن محمّد عن أبي الحسن (عليه السّلام) في قوله الله عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) "يعني من اتّخذ دينه رأيه بغير هُدى إمام من أئمّة الهُدى".
وفيه أيضًا عن أبي حمزة الثّمالي قال: "سألت أبا جعفر (عليه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) قال: عنى الله بها من اتّخذ دينه رأيه من غير إمام من أئمّة الهُدى".
وفيه أيضًا عن غالب النحوي عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في قول الله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) قال: "اتّخذ رأيه دينًا".
وفيه أيضًا عن محمّد بن فضيل عن أبي الحسن (عليه السّلام) في قول الله عزّ وجلّ: "(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) يعني: اتّخذ دينه هواه بغير هُدى من أئمّة الهدى".[راجع: الصفّار، بصائر الدّرجات، 1/ 47-49، ح1-5، بـ8].
بعد التدبّر في هذه الآية القرآنيّة الكريمة وهذه الأحاديث النّورانيّة الشّريفة، أقول والقول منّي في جميع الأشياء قولهم (صلوات الله عليهم): إيّاك أن تكون من الّذين ضلّوا عن أئمّة الهُدى وأعلام التُّقى محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم) واتّخذوا بعقولهم النّا قصة آراء باطلة ومقاييس فاسدة دينًا لهم، وقد قال سيّد الأوصياء عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): "إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ الله ويَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالًا عَلَى غَيْرِ دِينِ الله، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ، ولَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْه أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ، ولَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ ومِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِه ويَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ الله الْحُسْنى".[نهج البلاغة، الخطبة رقم(50)] وهم الّذين تمسّكوا بأهل بيت النبوّة وموضع الرّسالة محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم)، فالدّين هم أصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومُنتهاه، ولا يكون إلّا منهم وبهم (عليهم السّلام).
فاطلبوا العلم من معدن العلم أهل بيت الرّحمة وشجرة النبوّة وموضع الرّسالة ومختلف الملائكة (صلوات الله عليهم)، بالتّمسّك بالقرآن الكريم وبأقوال العترة الطّاهرة المحفوظة في مجاميعنا الرّوائيّة الشّريفة، كالكتب الأربعة ووسائل الشّيعة وبحار الأنوار، وغيرها من كُتب الحديث الشّريف، وإيّاكم والولائج حتّى لا تكونوا من الضّالين المغضوب عليهم (والعياذ بالله)، فهذا الموضوع هو دعوة للتّمسّك بالثّقلين الشّريفين وتذكير بوصيّة النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في التّسليم للإمام المعصوم (عليه السّلام).
قال الإمام السّادس من أئمّة الهُدى جعفر الصّادق (عليه السّلام): "أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم عليكم بآثار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسنّته وآثار الأئمّة الهُداة من أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من بعده وسنّتهم، فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلّ لأنّهم هُم الّذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم، وقد قال أبونا رسول الله (صلّى الله عليه وآله): المداومة على العمل في اتّباع الآثار والسُّنن وإنْ قلّ أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الإجتهاد في البدع واتّباع الأهواء".[الكليني، الكافي، 8/ 8، ح1].
والحمد لله الّذي جعلنا من المهتدين إلى الصّراط المستقيم محمّد وآله الطّاهرين (عليهم السلام)، بالتّمسّك بكتاب الله الصّامت الكريم، والسّنّة الشّريفة والآثار المباركة لكتاب الله الناطق أهل بيت النبوّة (عليهم السّلام)، اللّذَيْن من يتمسّك بهما يهتدي وينجى ومن يتركهما ويرغب عنها يضلّ ويشقى.
عجّل الله تعالى للإمام الحُجّة بن الحسن العسكريّ (عليه السّلام) الفرج ونحن معه.
اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.
كتبه: جهاد الموسوي
الكويت في 3/ 3/ 2014
تعليق