بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي جزء من سلسلة أبحاث عقائدية لأستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله، وقد ألقاه هذا العام، وننشره هنا بشكل منفصل، ويمكن مراجعته في سياقه مع سائر الابحاث عبر الرابط التالي:
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=193138
بسم الله الرحمن الرحيم
معاوية وسب أمير المؤمنين عليه السلام
كان بحثنا في الرواية التي كانت مورد إجماع تمام أعيان علماء المذاهب الأربعة، (صحيح مسلم ج7 ص1198 ح6373) وتشتمل هذه الرواية على عدة خصوصيات، فعلاوة على الصحة بهذه المرتبة، كان الراوي والناقل لهذه المطالب الثلاثة عن شخص النبي الخاتم (ص) هو سعد بن أبي وقاص، ومرتبة سعد عند أعيان علماء العامة وصلت إلى الحد التالي، (ولأن الرواية سيف قاطع للمذهب، ينبغي على أهل الدقة التوجه إلى ذلك)
قال الذهبي وهو إمام أهل الرجال عند العامة: سعد بن أبي وقاص، أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله (هذه ميزته الأولى عند علماء هذه المذاهب) وكان مجاب الدعوة (وهذه ميزته الثانية) له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبيرة ووقع في نفوس المؤمنين (تذكرة الحفاظ ج1 ص22)
وينبغي تحقيق المنازل التي ثبتت بالرواية:
أولاً: أن معاوية آخذه لعدم مشاركته بسب علي بن أبي طالب، والحيرة هنا، فإنهم يقدسون معاوية، واليوم بحول الله وقوته ينبغي أن يستقر هذا الشخص في أسفل السافلين بالبرهان القاطع.
الطرف المقابل لنا هم أمثال الفخر الرازي ومسلم بن حجاج والبخاري وأئمة أهل السنة.
السؤال: إن لهذه الرواية حجة قطعية عندكم، وما فيها هو قول النبي (ص)، وصريح الرواية أن معاوية بن أبي سفيان هو من أسّس سبّ علي بن أبي طالب، هل حصل هذا أم لا ؟
إن أنكرتم هذا البرهان القاطع فإن شأنيتكم تسقط.
إذا اعترفتم بذلك فماذا يعني سبّ علي بن أبي طالب ؟
من المُسَلّم أن معاوية قد أمر كل أئمة الجمعة من أطراف البلاد الإسلامية لأطرافها، أن يسبوا في خطبة صلاة الجمعة أمير المؤمنين (ع).
هذا أمر تام، وبرهانه هذه الرواية، والكتاب صحيح مسلم.
هذه الكلمة الأولى.
ولكن ماذا يعني سبّه لعلي (ع) ؟
تذكر الرواية المتفق على صحتها ما يلي:
(حدثنا) أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، ثنا جندل بن والق، ثنا بكير بن عثمان البجلي، قال: سمعت أبا إسحاق التميمي يقول: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: حججت وانا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد، فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي.
فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمتاه.
قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه وآله في ناديكم ؟
قال: وانى ذلك ؟
قالت: فعلي بن أبي طالب ؟
قال: انا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا.
قالت: فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى. (الحاكم للمستدرك ج3 ص121)
المحير أن كل الأعيان قد نقلوا هذا الحديث، ثم يحترمون معاوية !
أين العلم ؟ هنا البرهان والمنطق، والجملة الأخيرة تكسر ظهر كل علماء المذاهب الأربعة.
فعندما قالت أم سلمة: أيسب في ناديكم رسول الله ؟ اتضح الأمر في الآخر.
هذه هي الحجة القاطعة التي تذري علماء العامة مع الريح !
متن صحيح البخاري: علي مني وأنا من علي.
وبحكم النصوص القطعية، فإن معاداة علي (ع) معاداة للنبي (ص) نفسه، ومعاداة لله تعالى، ونتيجته ﴿لعنهم الله في الدنيا والآخرة﴾ تشملهم جميعاً، هذا هو معاوية، وهذا هو البرهان.
هل يمكن في دنيا العلم أن تجد من يكون من أهل العلم والفهم ثم يقدِّس معاوية ؟!
لقد شمل الجهل الجميع، وترك عدم الاطلاع وانعدام الرجولة أثره عليهم..
وقد أدى الجهل وعدم القدرة العلمية إلى الخنوع والخضوع في مقابل مثل هؤلاء الناس، وهم من كانت قيمتهم بهذا الحد !
لقد دلّ الدليل القطعي على أن معاوية ملعون من الله تعالى، ومن رسوله، ومن تمام الأنبياء والأولياء.
هذه هي معاداة علي (ع).
هذه الكلمة الأولى في حديث سعد.
والمطلب الثاني في الجلسة القادمة إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
فيما يلي جزء من سلسلة أبحاث عقائدية لأستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله، وقد ألقاه هذا العام، وننشره هنا بشكل منفصل، ويمكن مراجعته في سياقه مع سائر الابحاث عبر الرابط التالي:
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=193138
بسم الله الرحمن الرحيم
معاوية وسب أمير المؤمنين عليه السلام
كان بحثنا في الرواية التي كانت مورد إجماع تمام أعيان علماء المذاهب الأربعة، (صحيح مسلم ج7 ص1198 ح6373) وتشتمل هذه الرواية على عدة خصوصيات، فعلاوة على الصحة بهذه المرتبة، كان الراوي والناقل لهذه المطالب الثلاثة عن شخص النبي الخاتم (ص) هو سعد بن أبي وقاص، ومرتبة سعد عند أعيان علماء العامة وصلت إلى الحد التالي، (ولأن الرواية سيف قاطع للمذهب، ينبغي على أهل الدقة التوجه إلى ذلك)
قال الذهبي وهو إمام أهل الرجال عند العامة: سعد بن أبي وقاص، أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله (هذه ميزته الأولى عند علماء هذه المذاهب) وكان مجاب الدعوة (وهذه ميزته الثانية) له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبيرة ووقع في نفوس المؤمنين (تذكرة الحفاظ ج1 ص22)
وينبغي تحقيق المنازل التي ثبتت بالرواية:
أولاً: أن معاوية آخذه لعدم مشاركته بسب علي بن أبي طالب، والحيرة هنا، فإنهم يقدسون معاوية، واليوم بحول الله وقوته ينبغي أن يستقر هذا الشخص في أسفل السافلين بالبرهان القاطع.
الطرف المقابل لنا هم أمثال الفخر الرازي ومسلم بن حجاج والبخاري وأئمة أهل السنة.
السؤال: إن لهذه الرواية حجة قطعية عندكم، وما فيها هو قول النبي (ص)، وصريح الرواية أن معاوية بن أبي سفيان هو من أسّس سبّ علي بن أبي طالب، هل حصل هذا أم لا ؟
إن أنكرتم هذا البرهان القاطع فإن شأنيتكم تسقط.
إذا اعترفتم بذلك فماذا يعني سبّ علي بن أبي طالب ؟
من المُسَلّم أن معاوية قد أمر كل أئمة الجمعة من أطراف البلاد الإسلامية لأطرافها، أن يسبوا في خطبة صلاة الجمعة أمير المؤمنين (ع).
هذا أمر تام، وبرهانه هذه الرواية، والكتاب صحيح مسلم.
هذه الكلمة الأولى.
ولكن ماذا يعني سبّه لعلي (ع) ؟
تذكر الرواية المتفق على صحتها ما يلي:
(حدثنا) أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، ثنا جندل بن والق، ثنا بكير بن عثمان البجلي، قال: سمعت أبا إسحاق التميمي يقول: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: حججت وانا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد، فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي.
فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمتاه.
قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه وآله في ناديكم ؟
قال: وانى ذلك ؟
قالت: فعلي بن أبي طالب ؟
قال: انا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا.
قالت: فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى. (الحاكم للمستدرك ج3 ص121)
المحير أن كل الأعيان قد نقلوا هذا الحديث، ثم يحترمون معاوية !
أين العلم ؟ هنا البرهان والمنطق، والجملة الأخيرة تكسر ظهر كل علماء المذاهب الأربعة.
فعندما قالت أم سلمة: أيسب في ناديكم رسول الله ؟ اتضح الأمر في الآخر.
هذه هي الحجة القاطعة التي تذري علماء العامة مع الريح !
متن صحيح البخاري: علي مني وأنا من علي.
وبحكم النصوص القطعية، فإن معاداة علي (ع) معاداة للنبي (ص) نفسه، ومعاداة لله تعالى، ونتيجته ﴿لعنهم الله في الدنيا والآخرة﴾ تشملهم جميعاً، هذا هو معاوية، وهذا هو البرهان.
هل يمكن في دنيا العلم أن تجد من يكون من أهل العلم والفهم ثم يقدِّس معاوية ؟!
لقد شمل الجهل الجميع، وترك عدم الاطلاع وانعدام الرجولة أثره عليهم..
وقد أدى الجهل وعدم القدرة العلمية إلى الخنوع والخضوع في مقابل مثل هؤلاء الناس، وهم من كانت قيمتهم بهذا الحد !
لقد دلّ الدليل القطعي على أن معاوية ملعون من الله تعالى، ومن رسوله، ومن تمام الأنبياء والأولياء.
هذه هي معاداة علي (ع).
هذه الكلمة الأولى في حديث سعد.
والمطلب الثاني في الجلسة القادمة إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق