بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المتقين المنتجبين
في سورة الاسراء
قال الله تعالى: {وكلَّ إنسان ألزمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ ونُخْرجُ له يومَ القيامةِ كتاباً يلقاهُ منشوراً(13)
اقرأ كِتابَكَ كفى بِنفسِكَ اليومَ عليك حسيباً(14)
من اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسْهِ ومن ضلَّ فإنَّما يضِلُّ عليها ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى وما كنَّا معذِّبينَ حتَّى نبعثَ رسولاً(15)}
ومضات ...............................................
ـ لكلِّ إنسان سجلُّ أعمال خاصٍّ به يُنشر له يوم الحساب،
وقد دُوِّنت فيه سائر الأعمال الَّتي كسبها واكتسبها في الدُّنيا.
ـ نتائج الأعمال ملزمة للقائمين بها، ومسؤوليتها تقع على عواتقهم،
فمن استقام على طريق الحقِّ فقد نفع نفسه، ومن حاد عنه بإرادته فقد أضرَّها وجعلها مستحقَّة لغضب الله تعالى وعذابه الأليم.
ـ لا تحمل نفس وزر نفس غيرها، بل كلٌّ يُسألُ عما جنته يداه فقط.
ـ لقد قضت سنَّة الله تعالى في خلقه، رحمةً منه وعدلاً،
أن لا يعذِّب أُمَّة من الأمم حتَّى يبعث فيها رسولاً يدلُّها على طريق الله وشرعه القويم.
في رحاب الآيات:
إذا كانت التقنيات الحديثة اليوم قد توصلت إلى اختزان معلومات واسعة،
ضمن أقراص صغيرة جداً تسمى (ديسكات)،
بحيث يمكن استخراج هذه المعلومات منها على جهاز الحاسوب خلال ثـوان قليلة،
فليـس مـن المسـتغرب أن يكون الله تعالى ـ ربُّ العزَّة وخـالق الأكوان ـ
قد أوجد للإنسان مَخزناً وقُرْصاً، يحتفظ فيه بجميع أعماله وخواطره وعلاقاته مع الآخرين، وربَّما كان العقل البشري نموذجاً مُصغَّراً لهذه السجلات الربَّانية.
ثمَّ تعمل الأجهزة الإلهية على نشر هذه المعلومات، صوتاً وصورة،
يوم القيامة، ليشاهد الإنسان نفسه بنفسه، حيث لا مفرَّ من الحقائق المسجَّلة عليه. والغاية من تذكير العبد بقدرة الله عليه هي أن يراقب تصرَّفاته،
ويحسِّن سلوكه نحو الأفضل والأقوم، فالمحاسبة الإلهية دقيقة للغاية بحيث لا تتداخل السيئات والحسنات،
بل تُفرز الأعمال ثمَّ يثاب المرء على أعماله الصالحة أو يعاقب على تقصيره وإساءته،
دون مواربة أو محاباة. أخرج ابن جرير عن الحسن ( عليه السلام ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«قال الله تعالى: يابن آدم بسطنا لك صحيفة، ووُكِّل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك،
فأمَّا الَّذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأمَّا الَّذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت، أقلِل أو أكثِر،
حتَّى إذا مِتَّ طُويتْ صحيفتك، فجُعلتْ في عنقك معك في قبرك حتَّى تخرجَ يوم القيامة، كتاباً تلقاه منشوراً، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً».
فكلُّ إنسان يحاسَبُ عن نفسه، وعمَّا اقترفت يداه،
فمن اهتدى فثواب هدايته له، ومن ضلَّ فعقاب ضلاله عليه.
ولا يُحاسب إنسان عن إنسان، ولا يحمل إنسان وزر إنسان، كما قال تعالى: {..ولا تزرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى..}
(39 الزمر آية 7).
والله تعالى لا يُهلك أبناء أُمَّة إلا بعد إنزال الرسالة إليهم وإنذارهم،
وقد شاء برحمته الواسعة ألا يأخذ الإنسان بما جهله أو غاب عن إدراكه،
إنما يرسل إليه الرسل معلِّمين ومنذرين ومذكِّرين،
وهذا عدلٌ من الله أن يُنذر العباد قبل أن يأخذهم بالعذاب،
قال تعالى: {إنَّا أرسلنا نوحاً إلى قومِهِ أن أنذِرْ قومَكَ من قبلِ أن يأتِيَهُمْ عذابٌ أليم} (71 نوح آية 1)، وقال أيضاً مخاطباً الرسول محمَّداً صلى الله عليه وسلم :
{وما أرسلناك إلاَّ كافَّةً للنَّاسِ بشيراً ونذيراً ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون} (34 سبأ آية 28)، ويتبيَّن لنا من ذلك أن أعمال الإنسان مسجَّلة عليه، وسيحاسب عليها بدقَّة،
وأنَّ من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها،
وأنَّ الله تعالى لا يحاسب النَّاس إلا بقدر ما يعطيهم من فرص العلم والمعرفة والتبليغ، فلا عقوبة على من لم يبلغه شرع الله وأوامره،
ولا على من بلغتهم رسالة الإسلام بشكل مشوَّه وغير جلي.
وهنا تكمن مسؤولية المسلم في الدعوة إلى الإسلام الكامل،
بالقول الفاضل والعمل الأفضل، والَّتي عليه أن يتحمَّلها بكلِّ جدارة.
إن أبناء البشرية اليوم إمَّا ضالٌّ أو مهتدٍ أو باحث عن الحقيقة،
وتقع على عاتق هذا المهتدي مسؤولية دلالة أخيه على موارد الخير والسعادة الَّتي اهتدى إليها، فإذا فعل استحقَّ أجر عمله ومثل أجر عمل من هداه.
سورة يونس(10)
قال الله تعالى: {إنَّ الَّذين آمنوا وعمِلوا الصَّالحاتِ يَهْديهِمْ ربُّهُم بإيمانِهِم تجري من تحتِهِمُ الأنهارُ في جنَّاتِ النَّعيم(9) دعواهُمْ فيها سبحانَكَ اللَّهمَّ وتحيَّتُهُم فيها سلامٌ وآخِرُ دعواهُمْ أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين(10)}
ومضات:
ـ في ظلمات الحياة، يتعثَّر الإنسان بين الصخور والأشواك، ولابُدَّ له من نور يهديه سواء السبيل، ويجنِّبه العثرات والكبوات،
وهذا النور لا يتولَّد إلا من اجتماع الإيمان الصادق العميق بالله، مع العمل المخلص والحكيم بتعاليمه الغرَّاء.
ـ المؤمن يعيش أبداً في رحاب السعادة،
ورياض الطمأنينة، حياته تسبيح وعمله عبادة،
وتوجُّهاته سلام، وسيلقى من ربِّه ما يعجز لسانه عن شكره وحمده عليه.
اللهم ثبتنا على رضاك واختم لنا بصالح الاعمال بحق محمد وآله الطاهرين
يارب ياكريم يارب العالمين
نسألكم الدعاء
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المتقين المنتجبين
في سورة الاسراء
قال الله تعالى: {وكلَّ إنسان ألزمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ ونُخْرجُ له يومَ القيامةِ كتاباً يلقاهُ منشوراً(13)
اقرأ كِتابَكَ كفى بِنفسِكَ اليومَ عليك حسيباً(14)
من اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسْهِ ومن ضلَّ فإنَّما يضِلُّ عليها ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى وما كنَّا معذِّبينَ حتَّى نبعثَ رسولاً(15)}
ومضات ...............................................
ـ لكلِّ إنسان سجلُّ أعمال خاصٍّ به يُنشر له يوم الحساب،
وقد دُوِّنت فيه سائر الأعمال الَّتي كسبها واكتسبها في الدُّنيا.
ـ نتائج الأعمال ملزمة للقائمين بها، ومسؤوليتها تقع على عواتقهم،
فمن استقام على طريق الحقِّ فقد نفع نفسه، ومن حاد عنه بإرادته فقد أضرَّها وجعلها مستحقَّة لغضب الله تعالى وعذابه الأليم.
ـ لا تحمل نفس وزر نفس غيرها، بل كلٌّ يُسألُ عما جنته يداه فقط.
ـ لقد قضت سنَّة الله تعالى في خلقه، رحمةً منه وعدلاً،
أن لا يعذِّب أُمَّة من الأمم حتَّى يبعث فيها رسولاً يدلُّها على طريق الله وشرعه القويم.
في رحاب الآيات:
إذا كانت التقنيات الحديثة اليوم قد توصلت إلى اختزان معلومات واسعة،
ضمن أقراص صغيرة جداً تسمى (ديسكات)،
بحيث يمكن استخراج هذه المعلومات منها على جهاز الحاسوب خلال ثـوان قليلة،
فليـس مـن المسـتغرب أن يكون الله تعالى ـ ربُّ العزَّة وخـالق الأكوان ـ
قد أوجد للإنسان مَخزناً وقُرْصاً، يحتفظ فيه بجميع أعماله وخواطره وعلاقاته مع الآخرين، وربَّما كان العقل البشري نموذجاً مُصغَّراً لهذه السجلات الربَّانية.
ثمَّ تعمل الأجهزة الإلهية على نشر هذه المعلومات، صوتاً وصورة،
يوم القيامة، ليشاهد الإنسان نفسه بنفسه، حيث لا مفرَّ من الحقائق المسجَّلة عليه. والغاية من تذكير العبد بقدرة الله عليه هي أن يراقب تصرَّفاته،
ويحسِّن سلوكه نحو الأفضل والأقوم، فالمحاسبة الإلهية دقيقة للغاية بحيث لا تتداخل السيئات والحسنات،
بل تُفرز الأعمال ثمَّ يثاب المرء على أعماله الصالحة أو يعاقب على تقصيره وإساءته،
دون مواربة أو محاباة. أخرج ابن جرير عن الحسن ( عليه السلام ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«قال الله تعالى: يابن آدم بسطنا لك صحيفة، ووُكِّل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك،
فأمَّا الَّذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأمَّا الَّذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت، أقلِل أو أكثِر،
حتَّى إذا مِتَّ طُويتْ صحيفتك، فجُعلتْ في عنقك معك في قبرك حتَّى تخرجَ يوم القيامة، كتاباً تلقاه منشوراً، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً».
فكلُّ إنسان يحاسَبُ عن نفسه، وعمَّا اقترفت يداه،
فمن اهتدى فثواب هدايته له، ومن ضلَّ فعقاب ضلاله عليه.
ولا يُحاسب إنسان عن إنسان، ولا يحمل إنسان وزر إنسان، كما قال تعالى: {..ولا تزرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى..}
(39 الزمر آية 7).
والله تعالى لا يُهلك أبناء أُمَّة إلا بعد إنزال الرسالة إليهم وإنذارهم،
وقد شاء برحمته الواسعة ألا يأخذ الإنسان بما جهله أو غاب عن إدراكه،
إنما يرسل إليه الرسل معلِّمين ومنذرين ومذكِّرين،
وهذا عدلٌ من الله أن يُنذر العباد قبل أن يأخذهم بالعذاب،
قال تعالى: {إنَّا أرسلنا نوحاً إلى قومِهِ أن أنذِرْ قومَكَ من قبلِ أن يأتِيَهُمْ عذابٌ أليم} (71 نوح آية 1)، وقال أيضاً مخاطباً الرسول محمَّداً صلى الله عليه وسلم :
{وما أرسلناك إلاَّ كافَّةً للنَّاسِ بشيراً ونذيراً ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون} (34 سبأ آية 28)، ويتبيَّن لنا من ذلك أن أعمال الإنسان مسجَّلة عليه، وسيحاسب عليها بدقَّة،
وأنَّ من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها،
وأنَّ الله تعالى لا يحاسب النَّاس إلا بقدر ما يعطيهم من فرص العلم والمعرفة والتبليغ، فلا عقوبة على من لم يبلغه شرع الله وأوامره،
ولا على من بلغتهم رسالة الإسلام بشكل مشوَّه وغير جلي.
وهنا تكمن مسؤولية المسلم في الدعوة إلى الإسلام الكامل،
بالقول الفاضل والعمل الأفضل، والَّتي عليه أن يتحمَّلها بكلِّ جدارة.
إن أبناء البشرية اليوم إمَّا ضالٌّ أو مهتدٍ أو باحث عن الحقيقة،
وتقع على عاتق هذا المهتدي مسؤولية دلالة أخيه على موارد الخير والسعادة الَّتي اهتدى إليها، فإذا فعل استحقَّ أجر عمله ومثل أجر عمل من هداه.
سورة يونس(10)
قال الله تعالى: {إنَّ الَّذين آمنوا وعمِلوا الصَّالحاتِ يَهْديهِمْ ربُّهُم بإيمانِهِم تجري من تحتِهِمُ الأنهارُ في جنَّاتِ النَّعيم(9) دعواهُمْ فيها سبحانَكَ اللَّهمَّ وتحيَّتُهُم فيها سلامٌ وآخِرُ دعواهُمْ أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين(10)}
ومضات:
ـ في ظلمات الحياة، يتعثَّر الإنسان بين الصخور والأشواك، ولابُدَّ له من نور يهديه سواء السبيل، ويجنِّبه العثرات والكبوات،
وهذا النور لا يتولَّد إلا من اجتماع الإيمان الصادق العميق بالله، مع العمل المخلص والحكيم بتعاليمه الغرَّاء.
ـ المؤمن يعيش أبداً في رحاب السعادة،
ورياض الطمأنينة، حياته تسبيح وعمله عبادة،
وتوجُّهاته سلام، وسيلقى من ربِّه ما يعجز لسانه عن شكره وحمده عليه.
اللهم ثبتنا على رضاك واختم لنا بصالح الاعمال بحق محمد وآله الطاهرين
يارب ياكريم يارب العالمين
نسألكم الدعاء