السلام عليكم ورحمة الله
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم ثبتنا على محبة محمد وآل محمد واجعلنا من شيعتهم ومن المتبرئين من أ‘دائهم إلى يوم الدين .
أحاديث في الميزان
1- حديث: كتاب الله وسنتي
روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه) [موطأ مالك: ج 2 ص 899].
إن هذا الحديث مشهور وقد جعله البعض أساساً وعمادً لهم، وقد كُرر كثيراً في كتب المسلمين وخاصة السلفيين.
والناظر فيه يجده متهالك سنداً ومتناً.
بالنسبة للسند
رواه مالك في موطأ، وابن هشام في سيرته بدون إسناد.
ورواه الحاكم في المستدرك : ج 1 ص 93 بسند فيه ابن أبي أويس، وهذه بعض أقوال علماء الرجال فيه.
قال النسائي: ضعيف.
قال ابن معين: هو وأبوه يسرقان الحديث.
وقال ابن عدي: روى عن خاله أحاديث غرائب لا يتابعه عليهما أحد.. [راجع ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب في ترجمته].
ووجود هذا الرجل في السند كفيل بأن لا تقوم لهذه الرواية قائمة!
ورواه الحاكم : ج 1 ص 93 بسند آخر فيه: صالح بن موسى الطلحي قال ابن معين فيه: ليس بشيماء.
وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث على حسنة.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف الحديث.
وقال أبو نعيم: متروك يروي المناكير.
[راجع ترجمته في تهذيب التهذيب].
هذه أسانيد الحديث المتوفرة تدل على أنّ الحديث ضعيف لا يمكن ولا يصح الاحتجاج به
************8
- حديث: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)... - إلى أن قال - فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عظوا عليها بالنواجذ) [سنن أبو داوود: حديث رقم 4443].
هذا الحديث شائع جداً ويستند إليه كثيراً في الاستدلال من قبل العلماء، فما مدى صحته؟!
يلاحظ أن الحديث قيل في آخر حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وبعد صلاة جماعة وهو يعني وفرة عدد الحاضرين من الصحابة إلا أنه لم يروه منهم إلا العرباض بن سارية،
وهذا يجعلنا نضع علامة استفهام على الحديث من البداية! ثمّ لم يروه عن العرباض إلا راوٍ واحد هو عبد الرحمن بن عمرو السلمي وهذا الرجل لم يذكروا له تعديلاً أو تجريحاً وعلى هذا فهو مجهول.
أسانيد الحديث
أجل لقد روى الحديث الترمذي بسندين ورواه أبو داوود بسند واحد، ورواه ابن ماجة بثلاثة أسانيد وأحمد بن حنبل بخمسة أسانيد والحاكم بسندين والطبراني بأسانيد عدة.
وهذه الأسانيد كلها تنتهي إلى العرباض وهو الوحيد راوي الحديث، ولم يروه عنه إلا عبد الرحمن السلمي كما في الأسانيد.
والرجل مجهول كما ذكرنا، وقد ذهب بجهالته الحافظ القطان الفاسي [تهذيب التهذيب: ج 6 ص 216].
لهذا لم يصحح الحديث.
هذا بالنسبة لأسانيد الحديث.
في متن الحديث
إن مصطلح الخلفاء الراشدين لم يكن معروفاً زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، وحين ذكره النبي (صلى الله عليه وآله) - على افتراض صحته - لم يثر الصحابة أي تساؤل حول هويتهم وأسمائهم! وليس من شأن النبي (صلى الله عليه وآله) أن يقدم العلاجات الناقصة والمبتورة، فكيف لا يبين أسماءهم ويعينهم حتى لا تضل الأمة في معرفتهم.
- لقد رفض الإمام علي (عليه السلام) العمل بسيرة الشيخين في قصة الشورى التي صنعها عمر بن الخطاب وهذا يضع الحديث السالف في زاوية حرجة!
- إن الاختلاف بين الخلفاء الأربعة أمر مشهور فكيف يُرجع النبي أمته لإتباع سنن مختلفة؟!!
- إنّ النص يأمر بإطاعتهم على الإطلاق وهذا يعني عصمتهم وهو مرفوض.
تبين مما سلف أن أسانيد الحديث ضعيفة لجهالة السلمي والمتن تحوطه إشكالات كثيرة لا يصدر عن النبي (صلى الله عليه وآله).
- حديث خير القرون
أخرج البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...) [صحيح البخاري: كتاب المناقب].
هذا الحديث من الأعمدة التي اتكئ عليها البعض لإضفاء الشرعية على كل ما حدث في القرون ولأجل تعديل الصحابة، فهل يصح الاستدلال به؟!
إن هناك أحاديث تعارض هذا النص وتبين أفضلية من يؤمن بالنبي غيباً.
قال (صلى الله عليه وآله): (ليدركنَّ المسيح أقواماً إنهم لمثلكم أو خير، ثلاث مرات) [فتح الباري: ج 7 ص 5].
وقال (صلى الله عليه وآله): (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوّله خير أم آخره) [سنن الترمذي، حديث رقم 2869].
وعن أبي جمعة قال: (تغدينا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، قال: فقلنا: يا رسول الله أحد خير منّا أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ قال: نعم! قوم يكونون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني) [مستدرك الحاكم: ج 4 ص 85 وصححه وكذا الذهبي].
إن الذي يبدو إن الأحاديث المعارضة للحديث الأول هي الصحيحة، لأن الإيمان بالإسلام والنبي بعد قرون عدة والتضحية من أجل هذا الاعتقاد أفضل من إيمان من رأى النبي (صلى الله عليه وآله) ورأى أنوار النبوة عياناً أمامه، فأهل آخر الزمان مؤمنون بالغيب، وهو أمر مدحه الله في قرآنه.
***
حديث (ما أنا عليه وأصحابي)
روى الترمذي بإسناده عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (... وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة. كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟
قال: (ما أنا عليه وأصحابي) [سنن الترمذي، كتاب الإيمان].
إن هذا الحديث الذي استدل به ابن تيمية وأتباعه كثيراً لا يصح أصلاً.
لقد روى الحديث الترمذي بسند فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهذه ترجمته:
عن أحمد بن حنبل: ليس بشيء.
وقال: منكر الحديث.
وعن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى القطان وغيره [راجع تهذيب الكمال: ج 17 ص 102 - 110 باختصار].
وضعّفه ابن حجر في تهذيب التهذيب: ج 6 ص 160.
وروى الحاكم الحديث بسند فيه الأفريقي [المستدرك: ج 1 ص 128].
وأخر في الحديث الطبراني في المعجم الكبير بسند فيه كثير بن مروان وقد ضعّفه أئمة الحديث [راجع ميزان الاعتدال: ج 5 ص 496].
ورواه الطبراني في المعجم الصغير بسند فيه عبد الله بن سفيان، وقد ذكر العقيلي في الضعفاء الكبير وانظر كلام الذهبي فيه في (ميزان الاعتدال) في ترجمته.
ولا يصح أن يكون الصحابة دليلاً للنجاة لاختلافهم الكثير وقتال بعضهم بعضاً ولذهاب قسم كبير منهم إلى النار كما ذكر البخاري هذا في صحيحه في كتاب الرقاق.
****
- حديث: أصحابي كالنجوم
كثيراً ما يحتج الخطباء وبعض المشتغلين بالعلم بحديث يروى وهو (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).
وهذا الحديث ضعيف باعتراف العلماء، فلا يصح نسبته للنبي (صلى الله عليه وآله).
يقول ابن تيمية: (وحديث أصحابي كالنجوم، ضعفه أئمة الحديث، فلا حجة فيه) [راجع المنتقى: للذهبي: ص 551].
وقال الألباني في سلسلته الضعيفة عنه: (موضوع) وقال ابن عبد البر عن إسناده: (هذا إسناد لا تقوم به حجة) وقال ابن حزم: (هذه رواية ساقطة...) وقال أحمد: (لا يصح هذا الحديث) كما في (المنتخب لابن قدامة: ج10 ص 199 ح2).
[راجع سلسلة الأحاديث الضعيفة: ج 1 ص 78 - 79 ح 61].
وقال الألباني فيه في موضع آخر عنه بل هو حديث باطل. [شرح العقيدة الطحاوية: ص 530].
يقول ابن حزم: (فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلاً، بلا شك إنّها مكذوبة) [الإحكام في أصول الأحكام: ج 6 ص 244].
وقال الشوكاني فيه، (فهذا ما لم يثبت قط). [إرشاد الفعول: ص 243].
إن متن الحديث يدل على وضعه، فكيف يقول النبي (صلى الله عليه وآله): أصحابي كالنجوم... فيأمر أصحابه بالإقتداء بأصحابه؟!
- حديث: اختلاف أمتي رحمة
هذا حديث مشهور بين أتباع المذاهب، حتى ألّف أحدهم كتاباً أخذ عنوانه من الحديث السابق حيث أسماه (رحمة الأمة في اختلاف الأئمة).
يقول الألباني فيه: (لا أصل له، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا...
ونقل المناوي عن السبكي أنه قال: (وليس بمعروف عن المحدِّثين، ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع، وأقرّه زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي (ق 92/2) [راجع سلسلة الأحاديث الضعيفة: ج 1 ص 76 ح 57].
وقال ابن حزم في هذا الحديث: (وهذا من أفسد قول يكون، لأنّه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً، وهذا ما لا يقوله مسلم، لأنّه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط، وأما الحديث المذكور فباطل مكذوب). [الإحكام: ج 5 ص 61].
لاشك إن الحديث إذا أخذ بمعناه الظاهري باطل لأنه يوسع بحر الخلاف ويزيد المسلمين تمزقاً
والسلام عليك يا إمام المستضعفين في الأرض :
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم ثبتنا على محبة محمد وآل محمد واجعلنا من شيعتهم ومن المتبرئين من أ‘دائهم إلى يوم الدين .
أحاديث في الميزان
1- حديث: كتاب الله وسنتي
روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه) [موطأ مالك: ج 2 ص 899].
إن هذا الحديث مشهور وقد جعله البعض أساساً وعمادً لهم، وقد كُرر كثيراً في كتب المسلمين وخاصة السلفيين.
والناظر فيه يجده متهالك سنداً ومتناً.
بالنسبة للسند
رواه مالك في موطأ، وابن هشام في سيرته بدون إسناد.
ورواه الحاكم في المستدرك : ج 1 ص 93 بسند فيه ابن أبي أويس، وهذه بعض أقوال علماء الرجال فيه.
قال النسائي: ضعيف.
قال ابن معين: هو وأبوه يسرقان الحديث.
وقال ابن عدي: روى عن خاله أحاديث غرائب لا يتابعه عليهما أحد.. [راجع ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب في ترجمته].
ووجود هذا الرجل في السند كفيل بأن لا تقوم لهذه الرواية قائمة!
ورواه الحاكم : ج 1 ص 93 بسند آخر فيه: صالح بن موسى الطلحي قال ابن معين فيه: ليس بشيماء.
وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث على حسنة.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف الحديث.
وقال أبو نعيم: متروك يروي المناكير.
[راجع ترجمته في تهذيب التهذيب].
هذه أسانيد الحديث المتوفرة تدل على أنّ الحديث ضعيف لا يمكن ولا يصح الاحتجاج به
************8
- حديث: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)... - إلى أن قال - فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عظوا عليها بالنواجذ) [سنن أبو داوود: حديث رقم 4443].
هذا الحديث شائع جداً ويستند إليه كثيراً في الاستدلال من قبل العلماء، فما مدى صحته؟!
يلاحظ أن الحديث قيل في آخر حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وبعد صلاة جماعة وهو يعني وفرة عدد الحاضرين من الصحابة إلا أنه لم يروه منهم إلا العرباض بن سارية،
وهذا يجعلنا نضع علامة استفهام على الحديث من البداية! ثمّ لم يروه عن العرباض إلا راوٍ واحد هو عبد الرحمن بن عمرو السلمي وهذا الرجل لم يذكروا له تعديلاً أو تجريحاً وعلى هذا فهو مجهول.
أسانيد الحديث
أجل لقد روى الحديث الترمذي بسندين ورواه أبو داوود بسند واحد، ورواه ابن ماجة بثلاثة أسانيد وأحمد بن حنبل بخمسة أسانيد والحاكم بسندين والطبراني بأسانيد عدة.
وهذه الأسانيد كلها تنتهي إلى العرباض وهو الوحيد راوي الحديث، ولم يروه عنه إلا عبد الرحمن السلمي كما في الأسانيد.
والرجل مجهول كما ذكرنا، وقد ذهب بجهالته الحافظ القطان الفاسي [تهذيب التهذيب: ج 6 ص 216].
لهذا لم يصحح الحديث.
هذا بالنسبة لأسانيد الحديث.
في متن الحديث
إن مصطلح الخلفاء الراشدين لم يكن معروفاً زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، وحين ذكره النبي (صلى الله عليه وآله) - على افتراض صحته - لم يثر الصحابة أي تساؤل حول هويتهم وأسمائهم! وليس من شأن النبي (صلى الله عليه وآله) أن يقدم العلاجات الناقصة والمبتورة، فكيف لا يبين أسماءهم ويعينهم حتى لا تضل الأمة في معرفتهم.
- لقد رفض الإمام علي (عليه السلام) العمل بسيرة الشيخين في قصة الشورى التي صنعها عمر بن الخطاب وهذا يضع الحديث السالف في زاوية حرجة!
- إن الاختلاف بين الخلفاء الأربعة أمر مشهور فكيف يُرجع النبي أمته لإتباع سنن مختلفة؟!!
- إنّ النص يأمر بإطاعتهم على الإطلاق وهذا يعني عصمتهم وهو مرفوض.
تبين مما سلف أن أسانيد الحديث ضعيفة لجهالة السلمي والمتن تحوطه إشكالات كثيرة لا يصدر عن النبي (صلى الله عليه وآله).
- حديث خير القرون
أخرج البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...) [صحيح البخاري: كتاب المناقب].
هذا الحديث من الأعمدة التي اتكئ عليها البعض لإضفاء الشرعية على كل ما حدث في القرون ولأجل تعديل الصحابة، فهل يصح الاستدلال به؟!
إن هناك أحاديث تعارض هذا النص وتبين أفضلية من يؤمن بالنبي غيباً.
قال (صلى الله عليه وآله): (ليدركنَّ المسيح أقواماً إنهم لمثلكم أو خير، ثلاث مرات) [فتح الباري: ج 7 ص 5].
وقال (صلى الله عليه وآله): (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوّله خير أم آخره) [سنن الترمذي، حديث رقم 2869].
وعن أبي جمعة قال: (تغدينا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، قال: فقلنا: يا رسول الله أحد خير منّا أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ قال: نعم! قوم يكونون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني) [مستدرك الحاكم: ج 4 ص 85 وصححه وكذا الذهبي].
إن الذي يبدو إن الأحاديث المعارضة للحديث الأول هي الصحيحة، لأن الإيمان بالإسلام والنبي بعد قرون عدة والتضحية من أجل هذا الاعتقاد أفضل من إيمان من رأى النبي (صلى الله عليه وآله) ورأى أنوار النبوة عياناً أمامه، فأهل آخر الزمان مؤمنون بالغيب، وهو أمر مدحه الله في قرآنه.
***
حديث (ما أنا عليه وأصحابي)
روى الترمذي بإسناده عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (... وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة. كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟
قال: (ما أنا عليه وأصحابي) [سنن الترمذي، كتاب الإيمان].
إن هذا الحديث الذي استدل به ابن تيمية وأتباعه كثيراً لا يصح أصلاً.
لقد روى الحديث الترمذي بسند فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهذه ترجمته:
عن أحمد بن حنبل: ليس بشيء.
وقال: منكر الحديث.
وعن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى القطان وغيره [راجع تهذيب الكمال: ج 17 ص 102 - 110 باختصار].
وضعّفه ابن حجر في تهذيب التهذيب: ج 6 ص 160.
وروى الحاكم الحديث بسند فيه الأفريقي [المستدرك: ج 1 ص 128].
وأخر في الحديث الطبراني في المعجم الكبير بسند فيه كثير بن مروان وقد ضعّفه أئمة الحديث [راجع ميزان الاعتدال: ج 5 ص 496].
ورواه الطبراني في المعجم الصغير بسند فيه عبد الله بن سفيان، وقد ذكر العقيلي في الضعفاء الكبير وانظر كلام الذهبي فيه في (ميزان الاعتدال) في ترجمته.
ولا يصح أن يكون الصحابة دليلاً للنجاة لاختلافهم الكثير وقتال بعضهم بعضاً ولذهاب قسم كبير منهم إلى النار كما ذكر البخاري هذا في صحيحه في كتاب الرقاق.
****
- حديث: أصحابي كالنجوم
كثيراً ما يحتج الخطباء وبعض المشتغلين بالعلم بحديث يروى وهو (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).
وهذا الحديث ضعيف باعتراف العلماء، فلا يصح نسبته للنبي (صلى الله عليه وآله).
يقول ابن تيمية: (وحديث أصحابي كالنجوم، ضعفه أئمة الحديث، فلا حجة فيه) [راجع المنتقى: للذهبي: ص 551].
وقال الألباني في سلسلته الضعيفة عنه: (موضوع) وقال ابن عبد البر عن إسناده: (هذا إسناد لا تقوم به حجة) وقال ابن حزم: (هذه رواية ساقطة...) وقال أحمد: (لا يصح هذا الحديث) كما في (المنتخب لابن قدامة: ج10 ص 199 ح2).
[راجع سلسلة الأحاديث الضعيفة: ج 1 ص 78 - 79 ح 61].
وقال الألباني فيه في موضع آخر عنه بل هو حديث باطل. [شرح العقيدة الطحاوية: ص 530].
يقول ابن حزم: (فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلاً، بلا شك إنّها مكذوبة) [الإحكام في أصول الأحكام: ج 6 ص 244].
وقال الشوكاني فيه، (فهذا ما لم يثبت قط). [إرشاد الفعول: ص 243].
إن متن الحديث يدل على وضعه، فكيف يقول النبي (صلى الله عليه وآله): أصحابي كالنجوم... فيأمر أصحابه بالإقتداء بأصحابه؟!
- حديث: اختلاف أمتي رحمة
هذا حديث مشهور بين أتباع المذاهب، حتى ألّف أحدهم كتاباً أخذ عنوانه من الحديث السابق حيث أسماه (رحمة الأمة في اختلاف الأئمة).
يقول الألباني فيه: (لا أصل له، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا...
ونقل المناوي عن السبكي أنه قال: (وليس بمعروف عن المحدِّثين، ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع، وأقرّه زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي (ق 92/2) [راجع سلسلة الأحاديث الضعيفة: ج 1 ص 76 ح 57].
وقال ابن حزم في هذا الحديث: (وهذا من أفسد قول يكون، لأنّه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً، وهذا ما لا يقوله مسلم، لأنّه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط، وأما الحديث المذكور فباطل مكذوب). [الإحكام: ج 5 ص 61].
لاشك إن الحديث إذا أخذ بمعناه الظاهري باطل لأنه يوسع بحر الخلاف ويزيد المسلمين تمزقاً
والسلام عليك يا إمام المستضعفين في الأرض :