بسم الله الرحمن الرحيم
متى تعاد للأمة الإسلامية مناراتها
تبدو مقبرة البقيع لزائر المدينة المنورة وكأنها ثغرة عمرانية وسط المدينة المقدسة، وبين عمران واسع وحديث..
عمارات شاهقة وفنادق راقية وأسواق كبيرة.. وكأن هذا العمران يستثينها بتعمد غريب.. وتبدو تلك البقعة وكأنها منسية وسط ثورة عمران هائلة من حولها.. والشذوذ العمراني هذا انما يعكس وراءه شذوذا أخطر يتمثل في التفكير المتخلف واصرار السلطات السعودية على العمل بفتاوي مجموعة من علماء الوهابية خارجة عن الاجماع الإسلامي تقضي حسب زعمهم بحرمة البناء على القبور وزيارتها واعتبار ذلك شركا.. وهذا الاصرار على ابقاء قبور البقيع سوية مع الأرض بل وإزالة حتى شواهدها والألواح التي تشير إلى أصحابها. وهي مثبتة على قبور الموتى حتى من الناس الاعتياديين هذا الاصرار لا يلحق تشويها بالعمران ومظهر المدينة فحسب، والإسلام يحثنا على عمارة الأرض وان نتقن اعمالنا بما فيها العمارة، ولكنه يلحق تشويها بالاسلام ونظرة العالم إلى هذا الفعل الشاذ وكأن الأمة لا تقدر مقدساتها.. وبما يعكسه هذا الإصرار السعودي على الاستهانة بقبور أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يعنيه ذلك من السعي لإهانة النبي الأكرم نفسه بإهانة أهل بيته، لأن القبر المهان هو إهانة لكل من يمت لصاحب القبر بصلة وعلى رأسهم هنا النبي الأكرم (ص) قال:
ان الحاجة العمرانية البحتة تستدعي بناء البقيع، إذا لم يكن بما يتناسب ومقام أصحاب القبور العظماء من آل النبي (ص) وأزواجه واعمامه وعماته والخيرة من صحبه، فليكن لا أقل بما يتناسب وأبسط متطلبات العمران وقواعد تخطيط المدن.. ان الإسلام لا يمانع من جعل المقابر في حالات معالم عمرانية سيما اذا كانت في موقع هام كوسط المدينة مثلا لو كانت هناك ضرورة أهم لذلك.. كما حدث في العديد من البلاد الإسلامية، وبمالا يعد استهانة بأصحاب القبور.. ولا نعلم لماذا هذا الاصرار السعودي على معاندة حتى قوانين العمران وضوابط المدينة الحديثة بالاصرار على اهمال البقيع وقبوره وعدم بناءها بناء يتناسب ومحيطها العمراني.
اما الحاجة العقائدية فهي أهم وأكثر إلحاحا من الحاجة العمرانية، فقلوب الملايين من المسلمين تحترق كل حين وكلما شاهدت قبور أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصفوة من أصحابه وهي كالبلى في حين لا يوجد في الإسلام ولدى، المسلمين بكافة مذاهبهم أي مانع شرعي من البناء وإقامة المساجد والمزارات على قبور الأولياء والصالحين، وما شدت عن هذا الاجماع الإسلامي الا الفئة الوهابية فقط.. وخير دليل على ما نقول هو ما نشاهده اليوم من قبور للأولياء أقيمت عليها مبان ومساجد وجعلت مزارات منتشرة في طول البلاد الإسلامية وعرضها.. في مصر مساجد ومقامات على قبور الأولياء الصالحين.. ومسجد رأس الإمام الحسين (عليه السلام) هو من أبرز معالم القاهرة حيث يروى ان رأسه عليه السلام دفن هناك، وعلى مقربة منه. مقام السيدة زينب عليها السلام التي دفنت هناك -على رواية ثانية - ومقام ومزار لمحمد بن ابي بكر (رض) وآخر لمالك الاشتر (رض) وغيرهم.. وهذه سوريا بمقاماتها الشهيرة للسيدة زينب عليها السلام.. والسيدة رقية بنت الامام الحسين عليه السلام.. وللنبي يحي عليه السلام في جامع دمشق.. وللعديد من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كحجر بن عدي (رض) وعمار بن ياسر (رض) وأويس القرني (رض) وأُبي بن كعب الانصاري (رض)..
ومن المغرب العربي حيث العديد من قبور الأولياء وحتى أواسط آسيا كقبر البخاري.. ومرورا حتى بتركيا التي على علمانية حكامها فإنهم لم يقدموا على هدم قبور الأولياء الصالحين فيها، والأردن حيث مقامات جعفر بن ابي طالب الطيار بجناحيه في الجنة وعبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة وها هو العراق الذي يكاد يفيض بالمقامات والمشاهد المقدسة للأنبياء والأئمة من أهل البيت عليهم السلام وأبناءهم.. وأصحابهم بما لا يتسع المجال لتعدادهم.. كمرقد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي بناه هارون الرشيد.. وقبور أنبياء الله آدم ونوح.. وهود وصالح، وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين عليه السلام والامام موسى الكاظم وحفيده الجواد والهادي والعسكري.. عليهم السلام.
وكقبر سلمان الفارسي وجابر الانصاري وحذيفة بن اليمان في المدائن وفي البصرة قبور الزبير وطلحة والحسن البصري وفي الحي قبر سعيد بن جبير.. وكذلك قبور زعماء المذاهب السنية كأبي حنيفة.. والإمام أحمد وتشهد إيران مقامات لا تكاد تعد لأهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، واخته السيدة معصومة عليها السلام.. وللعديد من علماء السنة.. بل حتى قبور لأنبياء من بني إسرائيل كالنبي يحقوق ودانيال عليهما السلام الذي قام اليهود بمحاولتين لسرقته مرة في عام 1961 وأخرى في أواسط التسعينات.. وهذا يوضح مدى اهتمام الأمم بقبور عظماءها حيث يسعون لسرقة جسده إلى بلادهم.. ان الأمم.. كل الأمم، مؤمنها وكافرها، تسعى بحكم العقل والفطرة إلى تكريم عظماءها لا في حياتهم فحسب، بل حتى بعد مماتهم..
متى تعاد للأمة الإسلامية مناراتها
تبدو مقبرة البقيع لزائر المدينة المنورة وكأنها ثغرة عمرانية وسط المدينة المقدسة، وبين عمران واسع وحديث..
عمارات شاهقة وفنادق راقية وأسواق كبيرة.. وكأن هذا العمران يستثينها بتعمد غريب.. وتبدو تلك البقعة وكأنها منسية وسط ثورة عمران هائلة من حولها.. والشذوذ العمراني هذا انما يعكس وراءه شذوذا أخطر يتمثل في التفكير المتخلف واصرار السلطات السعودية على العمل بفتاوي مجموعة من علماء الوهابية خارجة عن الاجماع الإسلامي تقضي حسب زعمهم بحرمة البناء على القبور وزيارتها واعتبار ذلك شركا.. وهذا الاصرار على ابقاء قبور البقيع سوية مع الأرض بل وإزالة حتى شواهدها والألواح التي تشير إلى أصحابها. وهي مثبتة على قبور الموتى حتى من الناس الاعتياديين هذا الاصرار لا يلحق تشويها بالعمران ومظهر المدينة فحسب، والإسلام يحثنا على عمارة الأرض وان نتقن اعمالنا بما فيها العمارة، ولكنه يلحق تشويها بالاسلام ونظرة العالم إلى هذا الفعل الشاذ وكأن الأمة لا تقدر مقدساتها.. وبما يعكسه هذا الإصرار السعودي على الاستهانة بقبور أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يعنيه ذلك من السعي لإهانة النبي الأكرم نفسه بإهانة أهل بيته، لأن القبر المهان هو إهانة لكل من يمت لصاحب القبر بصلة وعلى رأسهم هنا النبي الأكرم (ص) قال:
ان الحاجة العمرانية البحتة تستدعي بناء البقيع، إذا لم يكن بما يتناسب ومقام أصحاب القبور العظماء من آل النبي (ص) وأزواجه واعمامه وعماته والخيرة من صحبه، فليكن لا أقل بما يتناسب وأبسط متطلبات العمران وقواعد تخطيط المدن.. ان الإسلام لا يمانع من جعل المقابر في حالات معالم عمرانية سيما اذا كانت في موقع هام كوسط المدينة مثلا لو كانت هناك ضرورة أهم لذلك.. كما حدث في العديد من البلاد الإسلامية، وبمالا يعد استهانة بأصحاب القبور.. ولا نعلم لماذا هذا الاصرار السعودي على معاندة حتى قوانين العمران وضوابط المدينة الحديثة بالاصرار على اهمال البقيع وقبوره وعدم بناءها بناء يتناسب ومحيطها العمراني.
اما الحاجة العقائدية فهي أهم وأكثر إلحاحا من الحاجة العمرانية، فقلوب الملايين من المسلمين تحترق كل حين وكلما شاهدت قبور أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصفوة من أصحابه وهي كالبلى في حين لا يوجد في الإسلام ولدى، المسلمين بكافة مذاهبهم أي مانع شرعي من البناء وإقامة المساجد والمزارات على قبور الأولياء والصالحين، وما شدت عن هذا الاجماع الإسلامي الا الفئة الوهابية فقط.. وخير دليل على ما نقول هو ما نشاهده اليوم من قبور للأولياء أقيمت عليها مبان ومساجد وجعلت مزارات منتشرة في طول البلاد الإسلامية وعرضها.. في مصر مساجد ومقامات على قبور الأولياء الصالحين.. ومسجد رأس الإمام الحسين (عليه السلام) هو من أبرز معالم القاهرة حيث يروى ان رأسه عليه السلام دفن هناك، وعلى مقربة منه. مقام السيدة زينب عليها السلام التي دفنت هناك -على رواية ثانية - ومقام ومزار لمحمد بن ابي بكر (رض) وآخر لمالك الاشتر (رض) وغيرهم.. وهذه سوريا بمقاماتها الشهيرة للسيدة زينب عليها السلام.. والسيدة رقية بنت الامام الحسين عليه السلام.. وللنبي يحي عليه السلام في جامع دمشق.. وللعديد من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كحجر بن عدي (رض) وعمار بن ياسر (رض) وأويس القرني (رض) وأُبي بن كعب الانصاري (رض)..
ومن المغرب العربي حيث العديد من قبور الأولياء وحتى أواسط آسيا كقبر البخاري.. ومرورا حتى بتركيا التي على علمانية حكامها فإنهم لم يقدموا على هدم قبور الأولياء الصالحين فيها، والأردن حيث مقامات جعفر بن ابي طالب الطيار بجناحيه في الجنة وعبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة وها هو العراق الذي يكاد يفيض بالمقامات والمشاهد المقدسة للأنبياء والأئمة من أهل البيت عليهم السلام وأبناءهم.. وأصحابهم بما لا يتسع المجال لتعدادهم.. كمرقد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي بناه هارون الرشيد.. وقبور أنبياء الله آدم ونوح.. وهود وصالح، وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين عليه السلام والامام موسى الكاظم وحفيده الجواد والهادي والعسكري.. عليهم السلام.
وكقبر سلمان الفارسي وجابر الانصاري وحذيفة بن اليمان في المدائن وفي البصرة قبور الزبير وطلحة والحسن البصري وفي الحي قبر سعيد بن جبير.. وكذلك قبور زعماء المذاهب السنية كأبي حنيفة.. والإمام أحمد وتشهد إيران مقامات لا تكاد تعد لأهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، واخته السيدة معصومة عليها السلام.. وللعديد من علماء السنة.. بل حتى قبور لأنبياء من بني إسرائيل كالنبي يحقوق ودانيال عليهما السلام الذي قام اليهود بمحاولتين لسرقته مرة في عام 1961 وأخرى في أواسط التسعينات.. وهذا يوضح مدى اهتمام الأمم بقبور عظماءها حيث يسعون لسرقة جسده إلى بلادهم.. ان الأمم.. كل الأمم، مؤمنها وكافرها، تسعى بحكم العقل والفطرة إلى تكريم عظماءها لا في حياتهم فحسب، بل حتى بعد مماتهم..
تعليق