فلان وعلنتان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
يعتقد البعض أن إختلاف الآراء حالة صحية جيدة في الدين تساهم في تطوره وتجدده وتشكيله في قوالب جديدة وهذا اعتقاد خاطيء لأن الدين ليس امرا انسانيا كعلوم الطب مثلا أو النظريات الفلسفية التي يكون فيها الإجتهاد بل هو تشريع سماوي ثابت لا يتشكل حسب ما يريده فلان وعلنتان ففي الوافي للفيض الكاشاني ج1 ن أبي جعفر عليه السّلام قال : خطب أمير المؤمنين الناس فقال : أيها الناس إنما بدؤ وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها كتاب اللَّه يتولى فيها رجال رجالا فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجى الذين سبقت لهم من اللَّه الحسنى . فهذه الحالة تقود إلى التمزق والتشرذم لأن الناس ستنقسم الى اتباع فلان وعلنتان ويبدأ التناحر بينهم بسبب هذه الفتنة الخادعة التي تصنف البشر وتقسمهم وتجعلهم يعتقدون ان فلانا هو بابهم الى الله وانهم ان لم يتبعوه لكونه الافهم والافضل فسوف يكونون في ضلال لذلك تراهم يتعصبون لرأي فلان ويقدمونه على قول الله تعالى وعلى حديث العترة الطاهرة بل انهم في مواقع التواصل الإجتماعي يتعمدون إدراج صور فلان وعلنتان في الوثائق التي تحتوي على روايات أهل بيت العصمة صلوات ربي وسلامه عليهم وكأن فلانا هو الذي روى الحديث أو انه باب للمعصوم عليه السلام أو ان هذه الروايه بحاجة الى توقيع سماحته وموافقته عليها , لذلك فان الروايات الشريفة أوصتنا بعدم اتباع الرجال واخبرتنا ان الهلاك في طلب الرئاسة وان اختلاف الأمة ليس المقصود منه الاختلاف في الآراء والفتاوى بل يعني اختلافها لإمام زمانها وسؤالها اياه عن أحكام دينها كما حرمت الروايات الافتاء بالرأي ففي قرب الإسناد للحميري عن مسعدة بن صدقة قال : قال لي جعفر بن محمد : من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم ، ومن دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم , وورد أيضا من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس وفي الأصول الأصيله للفيض القاساني عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ان قوما من أصحابنا تفقهوا وأصابوا علما ورووا أحاديث فيرد عليهم الشئ فيقولون فيه برأيهم ؟ فقال : لا ، وهل هلك من مضى الا بهذا وأشباهه , وأيضا : عن يونس بن عبد الرحمن قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام : بما أوحد الله ؟ - فقال : يا يونس لا تكونن مبتدعا ، من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبيه ضل ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر , وفي وسائل الشيعة ج27 عن حبيب قال : قال لنا أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما أحد أحب إلي منكم إن الناس سلكوا سبلا شتى ، منهم من أخذ بهواه ، ومنهم من أخذ برأيه ، وانكم أخذتم بأمر له أصل , وأيضا قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا رأي في الدين , أيضا عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء لا نجدها في الكتاب والسنة فنقول فيها برأينا ، فقال : أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أ خطأت كذبت على الله , والحل أن ترجع الأمة الى رواة الحديث كما أمرنا امامنا الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وان نتبع ما نقلوه عن أئمتنا عليهم السلام ولا نتبع آراءهم وما اجتهدوا فيه أما النص وان نترك المقولة التي تعلمناها من واقعنا الكسول التي تقول (قطها براس العالم واطلع سالم) ففي الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يسع الناس حتى يسألوا ويتفقهوا ويعرفوا إمامهم ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقية , و قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أف لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه ، وفي رواية أخرى لكل مسلم , وأن نترك المناهج التي تأثرت بأهل الخلاف لأن الرشاد في خلافهم وهذا الأمر ينبغي فيه أن ينقح التراث وتعاد فلترته لتمييز الخبيث من الطيب وبهذا يتحقق التبري الحقيقي الذي يريده منا الأئمة عليهم السلام ففي الزيارة نعاهد ائمتنا عليهم السلام اننا نبرأ من كل وليجة دونهم وهذا يشمل التبري من أئمة الكفر ومن مناهجهم المنحرفة التي تسرب كثير منها في تراثنا عندما ابتعدنا عن روايات أهل البيت عليهم السلام واتبعنا الرجال ففي اتباعهم الهلاك ودخلنا الدين بالرجال فصرنا نحارب فلانا لأنه يتبع علنتان ولا يتبع الذي نتبعه وصرنا نشن حملات على فلان وفلان لانه انتقد فلانا وعلنتان ونترك قول الإمام عليه السلام لنأخذ رأي فلان ولا نزوج فلانا لأنه يتبع علنتان ولا نتبرع لهذه القناة أو لهذا المسجد والحسينية والمكتبة والمؤسسة لانها تبع لفلان اوعلنتان وتعلق فيها صورة لفلان اوعلنتان , فلتتوحد الأمة بالعودة الى التمسك بالكتاب والعترة ففيهما الهداية ولنترك فلانا وعلنتان هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 23 أبريل 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
يعتقد البعض أن إختلاف الآراء حالة صحية جيدة في الدين تساهم في تطوره وتجدده وتشكيله في قوالب جديدة وهذا اعتقاد خاطيء لأن الدين ليس امرا انسانيا كعلوم الطب مثلا أو النظريات الفلسفية التي يكون فيها الإجتهاد بل هو تشريع سماوي ثابت لا يتشكل حسب ما يريده فلان وعلنتان ففي الوافي للفيض الكاشاني ج1 ن أبي جعفر عليه السّلام قال : خطب أمير المؤمنين الناس فقال : أيها الناس إنما بدؤ وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها كتاب اللَّه يتولى فيها رجال رجالا فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجى الذين سبقت لهم من اللَّه الحسنى . فهذه الحالة تقود إلى التمزق والتشرذم لأن الناس ستنقسم الى اتباع فلان وعلنتان ويبدأ التناحر بينهم بسبب هذه الفتنة الخادعة التي تصنف البشر وتقسمهم وتجعلهم يعتقدون ان فلانا هو بابهم الى الله وانهم ان لم يتبعوه لكونه الافهم والافضل فسوف يكونون في ضلال لذلك تراهم يتعصبون لرأي فلان ويقدمونه على قول الله تعالى وعلى حديث العترة الطاهرة بل انهم في مواقع التواصل الإجتماعي يتعمدون إدراج صور فلان وعلنتان في الوثائق التي تحتوي على روايات أهل بيت العصمة صلوات ربي وسلامه عليهم وكأن فلانا هو الذي روى الحديث أو انه باب للمعصوم عليه السلام أو ان هذه الروايه بحاجة الى توقيع سماحته وموافقته عليها , لذلك فان الروايات الشريفة أوصتنا بعدم اتباع الرجال واخبرتنا ان الهلاك في طلب الرئاسة وان اختلاف الأمة ليس المقصود منه الاختلاف في الآراء والفتاوى بل يعني اختلافها لإمام زمانها وسؤالها اياه عن أحكام دينها كما حرمت الروايات الافتاء بالرأي ففي قرب الإسناد للحميري عن مسعدة بن صدقة قال : قال لي جعفر بن محمد : من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم ، ومن دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم , وورد أيضا من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس وفي الأصول الأصيله للفيض القاساني عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ان قوما من أصحابنا تفقهوا وأصابوا علما ورووا أحاديث فيرد عليهم الشئ فيقولون فيه برأيهم ؟ فقال : لا ، وهل هلك من مضى الا بهذا وأشباهه , وأيضا : عن يونس بن عبد الرحمن قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام : بما أوحد الله ؟ - فقال : يا يونس لا تكونن مبتدعا ، من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبيه ضل ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر , وفي وسائل الشيعة ج27 عن حبيب قال : قال لنا أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما أحد أحب إلي منكم إن الناس سلكوا سبلا شتى ، منهم من أخذ بهواه ، ومنهم من أخذ برأيه ، وانكم أخذتم بأمر له أصل , وأيضا قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا رأي في الدين , أيضا عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء لا نجدها في الكتاب والسنة فنقول فيها برأينا ، فقال : أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أ خطأت كذبت على الله , والحل أن ترجع الأمة الى رواة الحديث كما أمرنا امامنا الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وان نتبع ما نقلوه عن أئمتنا عليهم السلام ولا نتبع آراءهم وما اجتهدوا فيه أما النص وان نترك المقولة التي تعلمناها من واقعنا الكسول التي تقول (قطها براس العالم واطلع سالم) ففي الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يسع الناس حتى يسألوا ويتفقهوا ويعرفوا إمامهم ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقية , و قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أف لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه ، وفي رواية أخرى لكل مسلم , وأن نترك المناهج التي تأثرت بأهل الخلاف لأن الرشاد في خلافهم وهذا الأمر ينبغي فيه أن ينقح التراث وتعاد فلترته لتمييز الخبيث من الطيب وبهذا يتحقق التبري الحقيقي الذي يريده منا الأئمة عليهم السلام ففي الزيارة نعاهد ائمتنا عليهم السلام اننا نبرأ من كل وليجة دونهم وهذا يشمل التبري من أئمة الكفر ومن مناهجهم المنحرفة التي تسرب كثير منها في تراثنا عندما ابتعدنا عن روايات أهل البيت عليهم السلام واتبعنا الرجال ففي اتباعهم الهلاك ودخلنا الدين بالرجال فصرنا نحارب فلانا لأنه يتبع علنتان ولا يتبع الذي نتبعه وصرنا نشن حملات على فلان وفلان لانه انتقد فلانا وعلنتان ونترك قول الإمام عليه السلام لنأخذ رأي فلان ولا نزوج فلانا لأنه يتبع علنتان ولا نتبرع لهذه القناة أو لهذا المسجد والحسينية والمكتبة والمؤسسة لانها تبع لفلان اوعلنتان وتعلق فيها صورة لفلان اوعلنتان , فلتتوحد الأمة بالعودة الى التمسك بالكتاب والعترة ففيهما الهداية ولنترك فلانا وعلنتان هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 23 أبريل 2014
تعليق