إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بدايات يمن محمّد الأحمد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بدايات يمن محمّد الأحمد

    بدايات يمن محمّد الأحمد
    رسّامة الورود والأزهار والطّبيعة
    بقلم: حسين أحمد سليم
    صغيرة كانت يمن محمّد الأحمد, إبنة بلدة مشتى حسن فيمحافظة عكّار شمال لبنان, حين طلبت من أختها الّتي تكبرها عمرًا, أن ترسم لها صورةما, حيث تجاوبت أختها الأكبر معها وحقّقت لها أمنيتها برسم ما تيسّر لها, ويُمنالصّغيرة بعمر الورود, تُحدّق فيها بنظرات دقيقة رافلة, تقرأ خطوط وأشكال وتفاصيلما رسمت لها أختها, تلك اللحظة في بدايات عمر يُمن, كان لها وقعها المًؤثّر في نفسها,حيث سكنت دواخلها وإمتزجت في أحاسيسها, ونمت معها ورافقتها في تنامي عمرها, ولقدرتأثيرها في كينونتها, لم تستطع نسيانها في حياتها, ومن يومها أحبّت يُمن حركة فعلالرّسم, رغم أنّ الرّسم الأوّل ذلك, كان بسيطا وليس إلاّ خربشة لرسم طفولي فطري,لا يتميّز بتقنيّة الرّسم ولا معانيه...
    وهي تتابع تعليمها على مقاعد الدّراسة في صُفوف المرحلةالإبتدائيّة, قامت معلّمة الرّسم ذات يوم, بتوزيع مجموعة من الصّور المختارة علىالتّلامذة الّتي على قدر أعمارهم من التّشكيل, ومن ضمنهم الطّفلة يُمن, لتكشف تلكالمعلّمة التّربويّة, مستويات المواهب عند الطّلاّب, تمهيدًا لوضع آليّة التّفاعلمعهم وفيما بينهم, وكان نصيب يُمن الصّغيرة, عبارة عن صورة لعصافير صغيرة تنضوي تحتجناح أمّهم العصفورة في عشٍّ من قشّ, إستحوذت تلك الصّورة على إهتمام يُمنالطّالبة, ممّا حفّذها على التّفاعل معها, وراحت تنفّذ تفاصيل الرّسم وعناصره, بكثيرمن الدّقّة والإنتباه والعناية, مُقلّدةً الرّسم الّذي بين يديها في محاكاة أولىفي رحلة التّجريب مع بدايات لها في الرّسم, ليأتي نتاج ما قامت يُمن برسمه طبقالأصل, ممّا لفت الإنتباه من المعلّمة المشرفة, وبقيّة الطّلبة من رفاق يُمن فينفس الصّفّ... يومها كانت يُمن في الرّابع إبتدائي منتسبة في مدرسة خاصّة تابعةلراهبات القلبين الأقدسين في الشّمال اللبناني...
    واظبت يُمن على ممارسة الرّسم بفعاليّة فرديّة أكثر, وهيتجتاز المرحلة المتوسّطة التّعليميّة في نفس المدرسة, مُقدْمة بتحريضٍ ذاتيّ حاصّيتفاعل في جوانبها وجوارحها, على حركات أفعال التّجريب بالمحاكاة في إعادة رسم وتقليدوتشكيل كلّ ما ينال إستحسانها, وترفل لها ومضات طرفها ويطمئنها, وذلك كانت تمارسهيُمن خارج نطاق أطر البرامج التّربويّة لهذه المرحلة, الّتي ليس في مضمون برامجهامن حصّة لممارسة الرّسم, وهو ما أثّر في نفسيّة يُمن كثيرًا, تلك الصّبيّة الّتيكانت تتمنّى أن يكون ولو حصّة أسبوعيّة في المنهج التّعليمي, كيّ تتفتّق المواهبعند الطّلبة, وخاصّة تلك الّتي تضيق بها في مكنونها من تشوّقٍ لتجسيد عبقات صدرهاوخيالها ووجدانها, بمشهدياتٍ من جمال الطّبيعة الّتي تحيط بها في بلدتها المكتسيةبالجمال...
    شاءت لها ظروفها الّتي تعيش قلقة في قلب معاناتها, والّتيوقفت عائقًا أمامها من إلتحاقها بالمرحلة التّعليميّة التّقليديّة, فإلتحقت مكرهةعلى أمرها, بمهنيّة ثانويّة لتتلقّى الدّروس في إختصاص المعلوماتيّة رغمًا عنإرادتها, حيث كان إختصاص الحضانة رؤى تُحاكيها في البعد, لكنّ كانت تشعر بضيق فيصدرها, لعدم تحقيق أمنيتها هذه لأسباب إقتصاديّة, وعدم توفّر المال اللازم لشراءالأدوات المطلوبة, لمثل هكذا إختصاص والّذي كانت تحبّه بشغف...
    وبقيت يُمن محمّد الأحمد تتواصل مع غالبيّة رفيقاتها فيالمراحل التّعليميّة, تمارس مساعدتهم في تجارب الرّسم وفق قدراتها في ذلك الوقت,تلك الرّسومات الّتي كانت تنال إعجاب من يراها من الأساتذة لأولئك الطّلبة من رفاقيُمن محمّد الأحمد, وهي مكرمة تميّزت بها تلك الفتاة القرويّة الّتي تحمل فيدواخلها كلّ السّمات الشّفيفة, تلك التّوصيفات الّتي تسِم أخلاقا محمودة كُلّأبناء القرى النّائية...
    تزوّجت يُمن في سنٍّ مبكرة من قريب لها, وهي ما زالت تتابعتحصيلها الثّانوي, وهي كما بقيّة رفيقاتها في نفس عمرها, تُحاكي نفسها بمعسول فرحالحياة, وتحقيق الآمال المرتجاة في بنية صرحها الزّوجيّ, وإنصرفت كما أيّ إمرأةلبناء بيتها الأسروي والإهتمام بعائلتها... وإستمرّت في ممارسة الرّسم من حينلآخر, تراودها الأفكار الكثيرة, تنتظر ومضات الأيّام لها لتحقيقها, وهو ما بدأتبترجمته الفعليّة حين إنصرفت ترسم لأولادها ما يحتاجونه في مدارسهم, ممّا أدهشالأسرة التّليميّة في نفس المدرسة الّتي سبق لها ودرست في رحاب صفوفها... وكانترسومات يُمن لأولدها يتم تعليقها في ساحات المدرسة وعلى جدرانها ليُشاهدها جميعالطّلاّب في المدرسة كونها مختارة من بين أجمل أعمال الرّسم للتّلامذة في جميعصفوف المدرسة...
    يُمن محمّد الأحمد الّتي نشأت على حبّ الرّسم والتّشكيلالفنّي, منذ بدايات عمرها وهي طفلة صغيرة, والّتي مارست الكثير منه في تجارب عديدةفي كلّ مراحل دراستها التّربويّة, حيث نالت بعض أعمالها إعجاب المحيطين بها...تربّص القدر بمسيرة يُمن محمّد الأحمد, فوقف عائقا أمامها ومنعها لفترة من متابعةتجاربها في فنون الرّسم, لتعود مولودة من جديد كما الفينيق ينبثق من تحت الرّماد,ليمارس حركة فعل الحياة بقوّة, هكذا يُمن عادت بقوّة وشغف وشوق, ترود هيكل فنونالرّسم والتّشكيل, تحمل الرّيشة بيد والألوان بيد أخرى, مُحاولة ترجمة ما يتفاعلفي خفاياها, مشهديّات مختارة من واقع حياتها ومحيط بيئتها, تجسيدًا على قصاصات الورقالمقوّى, إضافة للأشغال اليديويّة والرّسم على الزّجاج وتجارب لها في تشكيل وتجسيدالأشكال المختلفة, إضافة لتقديم يد العون الفنّي بأعمال لطلاّب تُحقّق لهمالنّجاح...
    إلتحقت يُمن محمّد الأحمد بمحترف أحد الفنّانين الكبار فيبيروت, تمارس التّجارب التّأهيليّة لتطوير قدراتها في الرّسم والتّشكيل تحت إشراففنّي متمرّس وله تاريخ طويل في غمار الفنون التّشكيليّة والنّقديّة, عنيت بهالفنّان العربي السّوري عبّود سلمان "أبو فرات" الّذي شاءت له ظروفه أنيقيم في لبنان ليُكمل مساراته الفنّيّة متفاعلا مع أخوة له وزملاء في رحاب عاصمةالفنّ والتّشكيل والإبداع بيروت... حيث حصلت يُمن محمّد الأحمد على قبسات من التّجاربوالخبرات الفنّيّة, والّتي أثرت ثقافتها وتجاربها فنّيًّا لتدفع بها واثقة النّفسفي تطبيقاتها وتجاربها الفنّيّة في معتركات الحياة...
    رغم بدايات يُمن محمّد الأحمد المتجدّدة بعد زمن ركدت فيهقسرًا, فإنّ في نتاجات تجاربها تتوامض السّيّالات, الّتي تعكس إبداعًا مميّزًا,ويُبشِّرُ لها بمستقبل مشرق, لا ينقصه سوى التّركيز في المتابعة والتّجريب في أرحبةعوالم الفنون التّشكيليّة نظريّا وتطبيقيّا لتزيد من قدراتها... سِيّما وهي تقومبوضع دراسة شاملة لتنفيذ مشهديّات فنّيّة تشكيليّة, تعالج حالة واحدة وفكرة واحدة,تمهيدا لمعرضها الفنّي الأوّل الّذي يتراءى لها في البعد المرتجى, إضافة لإهتمامهافي محاولات جادّة في الخلق والإبداع والإبتكار ,محاكاة لما يعتلج في وجدانهاالفنّي, بالإعتماد على الإبحار التّطبيقي في شؤون تقنيّة المحارف والرّسم الرّقميالحديث, إبحارًا آخر في التّجريد الفنّي والرّسم الهندسي الشّامل والزّخرفي وتركيباللوحة الحروفيّة, وتفعيل حركة تطوير الأعمال اليدويّة والتّجسيميّة, وخلق محترفهاالورودي العابق بضوع الطّيب من شذي بلدتها الرّيفيّة, لبناء صروح عوالمها في ميزةلها ترسم شخصيّتها الفنّيّة الّتي تحملها في بواطن وعيها وعرفانها...
    تلكم هي يُمن محمّد الأحمد, الّتي يليق بها لقب رسّامةالورود والأزهار والطّبيعة...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X