إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

[وثيقة] - عائشة تعترف: كنا نخيط ونغزل الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة الزهراء عليها ا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [وثيقة] - عائشة تعترف: كنا نخيط ونغزل الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة الزهراء عليها ا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    [وثيقة] - عائشة تعترف: كنا نخيط ونغزل الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة الزهراء عليها السلام!



    الوثيقة برابط آخر:
    http://img149.imageshack.us/img149/1138/image001xi6.jpg

    قالت عائشة : كنّا نخيط ، و نغزل ، و ننظم الأبرة باللّيل في ضوء وجه فاطمة ( عليها السلام ).

    المصدر: "أخبار الأُول وآثار الدول لأحمد بن يوسف الدمشقي ، نقلاً عن كتاب: السيدةُ فاطمةُ الزهراء عن لسان عائشة، للعلامة الشيخ جعفر الهادي".

    وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول لعن الله ظالميك وقاتليك يا فاطمة الزهراء؛ ولعن الله صنمي قريش ومن يتولاهما أو يواليهما.

    ونسألكم الدعاء...~



  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    سيرة سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع)

    بطاقة الهوية:

    الأسم: فاطمة الزهراء (ع)

    اللقب: الزهراء

    الكنية: أم الأئمة

    اسم الأب: محمد بن عبد الله (ص)

    اسم الأم: خديجة بنت خويلد

    الولادة: 20 جمادى الاخرة عام 5 بعد البعثة

    الشهادة: 3 جمادى الاخرة عام 11 ه

    مكان الدفن: مجهول عند الناس

    حياة السيدة الزهراء (ع):

    ولدت السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد مبعث الرسول (ص) بخمس سنين في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والامامة. فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها.

    طفولة فاطمة (ع):

    نشأت فاطمة الزهراء (ع) في بيت النبوة ومهبط الرسالة فكان أبوها رسول الله (ص) يزقها العلوم الالهية ويفيض عليها من معارفه الربانية.

    وشاءت حكمة الله تعالى أن تعاني هذه الأبنة الطاهرة ما كان يعانيه أبوها من أذى المشركين فيما كان يدعوهم الى عبادة الإله الواحد. ولم تكد تبلغ الخامسة من عمرها حتى توفيت أمها خديجة فكانت تلوذ بأبيها رسول الله (ص) الذي بات سلوتها الوحيدة فوجدت عنده كل ما تحتاجه من العطف والحنان والحب والاحترام. ووجد فيها قرة عينه وسلوة أحزانه فكانت في حنانها عليه واهتمامه به كالأم الحنون حتى قال عنها: "فاطمة أم أبيها".

    هجرة فاطمة (ع):

    بعد أن غادر النبي (ص) مكة متوجهاً الى المدينة لحق الامام علي (ع) به ومعه الفواطم، ومنهم فاطمة الزهراء (ع)، وكان عمرها انذاك سبع سنوات، فلحقوا جميعاً بالنبي (ص) الذي كان بانتظارهم ودخلوا المدينة معاً.

    زواج فاطمة (ع) من علي (ع):

    ما بلغت فاطمة الزهراء (ع) التاسعة من العمر حتى بدا عليها كل ملامح النضوج الفكري والرشد العقلي فتقدم سادات المهاجرين والأنصار لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبي (ص) ولكنه كان يردهم بلطف معتذراً بأن أمرها الى ربها.

    وخطبها علي (ع) فوافق النبي (ص) ووافقت فاطمة وتمّ الزواج على مهر قدره خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهما فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة واشترى جرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف.

    لقد كان هذا البيت المتواضع غنياً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانية العالية فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام حتى قال علي (ع) يصف حياتهما معاً.

    فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً. لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.

    وقد كانا قد تقاسما العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ما هو خارجها. وقد أثمر هذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.

    تعلق رسول الله (ص) بإبنته فاطمة (ع) تعلقاً خاصاً لما كان يراه فيها من وعي وتقوى واخلاص فأحبها حباً شديداً الى درجة أنه كان لا يصبر على البعد عنها، فقد كان إذا أراد السفر جعلها اخر من يودع وإذا قدم من السفر جعلها أول من يلقى.

    وكان إذا دخلت عليه وقف لها إجلالاً وقبلها بل ربما قبل يدها. وكان (ص) يقول: "فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله".

    ومع ذلك فقد جاءته يوماً تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربية الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها. ولكنه قال لها: أعطيك ما هو خيرٌ من ذلك، وعلمها تسبيحة خاصة تستحب بعد كل صلاة وهي التكبير أربعاً وثلاثين مرة والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة وهذه التسبيحة عرفت فيما بعد بتسبيحة الزهراء.

    هكذا يكون البيت النبوي، لا يقيم للأمور المادية وزناً، ويبقى تعلقه قوياً بالأمور المعنوية ذات البعد الروحي والأخروي.

    فاطمة العالمة العابدة:

    لقد تميزت السيدة الزهراء بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره والتعليق بخطها على هامش اياته المباركة حتى صار عندها مصحف عُرف بمصحف فاطمة (ع). وقد برزت علومها الالهية في الخطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي (ص) بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله‏(ص) بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها وعمق فهمها للاسلام وأحكامه.

    كل ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة الناسكة الزاهدة الورعة حيث كانت تقوم في الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها ثم لعموم المؤمنين قبل أن تدعو لنفسها حتى عُرف عنها أنها "محدَّثة" أي كانت تأتيها الملائكة فتحدثها.

    فاطمة بعد النبي (ص):

    عندما حضرت رسول الله (ص) الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت، ثم أسرّ إليها بكلمة فضحكت فسألها البعض عن ذلك بعد وفاة النبي (ص) فقالت: أخبرني أنه راحل عن قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناس لحوقاً به فضحكت.

    ولم يكد جثمان رسول الله (ص) يغيب في الثرى حتى بدأت مظلومية الزهراء تتعاظم فقد اغتصب حق بعلها بالخلافة ثم اغتصب حقها في فدك، وهي قرية كان النبي (ص) قد وهبها لها في حياته. ولم يراعِ القومُ في ذلك مقامها ومنزلتها عند النبي ولم يحفظوا فيها وصيته فاشتد حزنها على فراق أبيها ومظلومية بعلها فكثر بكاؤها حتى ماتت حزناً وكمداً بعد خمسٍ وسبعين يوماً من وفاة والدها (ص) فدفنها علي (ع) سراً كي لا يعلم القوم بقبرها، وذلك بوصية خاصة منها (ع) للتعبير عن سخطها على ظالميها.

    ونسألكم الدعاء...~

    تعليق


    • #3



      وهذا الضوء من وجه سيدة الخلق فاطمة الزّهراء عليها السّلام يثبت قولنا بأنّ أهل البيت عليهم السّلام أصل خلقتهم نور.
      كما أنّها سلام الله تعالى عليها كانت لا ترى حمرة وهذا من خصائصها سلام الله عليها فهي طاهرة مطهّرة أصل خلقتها نورانية.



      روى الشيخ الكليني في الكافي الشريف عن:


      مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ ( عليه السلام ) قَالَ

      إِنَّ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) صِدِّيقَةٌ شَهِيدَةٌ وَإِنَّ بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَطْمَثْنَ .

      قال العلاّمة المجلسي: صحيح. [مرآةالعقول: ج5، ص315].

      تعليق


      • #4
        اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في الأَوَّلينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ في الآخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ في المَلإِ الأَعْلى، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ أَبَدَ الآبِدِينَ، صَّلاةً لا مُنْتَهَى لَهَا وَلا أَمَدَ دونَ رِضَاكَ آمينَ آمينَ رَبَّ الْعالَمين، اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذينَ بَدَّلوا دِينَكَ وَكِتَابَكَ وغَيَّرُوا سُنَّةَ نَبِيكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَزَلُوا الْحَقَّ عَنْ مَوْضِعِهِ أَلْفَيْ أَلْفَ لَعْنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ غَيْرَ مُؤتَلِفَةٍ، وَالْعَنْهُمْ أَلْفَيْ أَلْفَ لَعْنَةٍ مُؤتَلِفَةٍ غَيْرَ مُخْتَلِفَةٍ، وَالْعَنْ أَشْيَاعَهُمْ وأَتْبَاعَهُمْ وَمَنْ رَضِيَ بِفِعَالِهِمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ

        اللَّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعَاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ الأَخْيَارِ الأَئِمَّةِ الأَبْرَارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعَائي، فَبِحَقِّهُمُ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَني في جُمْلَةِ الْعَارِفِينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفي زُمْرَةِ الْمَرْحُومِينَ بِشَفَاعَتِهِمْ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الْرَاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآَلِهِ الْطَاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُُ

        اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

        تعليق


        • #5
          اين سند الحديث الذي على متنه ظاهر الوضع

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سيدونس
            اين سند الحديث الذي على متنه ظاهر الوضع
            إن البعض من ذوي العقول الذين غلبت عليهم المادية، إن لم نقل النصب والعداء لأهل البيت عليهم السلام، لا يكاد يصدق بل يستغرب أدنى فضيلة أو كرامة لهم صلوات الله عليهم!
            فكما نعلم أن الإسلام هو خاتم الأديان، وبالتالي فإنه لابد أن يمثل قمة الأديان!
            والنبي صلى الله عليه وآله هو خاتم الأنبياء؛ فهو القمة في الأنبياء.. وعلي عليه السلام هو القمة في الأوصياء، وفاطمة هي سيدة نساء العالمين صلوات الله عليهم أجمعين، والقرآن الكريم هو القمة في الكتب السماوية.. فمن الطبيعي أن تكون هذه الشخصيات الموجودة في هذا الخط الرسالي شخصيات متميزة، لها ما لها من الكرامات التي تذهل الألباب وتعجز عنها الأذهان..
            والقرآن الكريم أشار إلى بعض تلك الخوارق، التي ما كانت لتصدق لولا أننا نؤمن به ونعتقد بما فيه:
            فهذا الهدهد الذي ذهب إلى اليمن، ثم يأتي بتحليل سياسي، وعسكري، وديني، وثقافي!..
            وتلك نملة تشخّص الموكب، وصاحب الموكب!..
            وذلك الذي جاء بعرش بلقيس، في أقل من طرفة العين!..
            فإذن، إن القرآن الكريم أراد أن يعوّدنا على هكذا كرامات، فلا غرابة في الأمر ما دام الأمر مرتبطا بمشيئة الله تعالى.. وإنما الاستقلالية في المزايا، وفي المناقب والتصرفات في هذا العالم، هو الذي ليس له معنى ولا وجود، وهو وأمر مرفوض..
            ولهذا أمرنا في روايات أهل البيت عليهم السلام أنه في الرواية التي لا نفقه لها معنى ندعها في سنبلها، إلا إذا كانت مخالفة لما في كتاب الله عزوجل.
            والنصوص في فضائل الزهراء عليها صلوات الله وسلامه كثيرة ومتواترة في كتب الفريقين، نقف هنا على ما روته عائشة في حق مولاتنا فاطمة روحي فداها:


            * قالت عائشة: أقبلت فاطمة [عليها السلام] تمشي، لا والله الذي لا إله إلا هو، ما مشيها يخرم [أي ينقص] من مشية رسول الله [صلى الله عليه وآله]، فلمّا رآها قال: «مرحباً بابنتي» ـ مرّتين. قالت فاطمة فقال لي: «أما تَرضَينَ أن تأتي يومَ القيامة سيّدةَ نساءِ المؤمنين ـ أو سيدة نساء هذه الأمّة ؟!».
            (أمالي الطوسي:496 / ح 9 ـ الباب 12، عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 23:43 / ح 19).

            وقريبا منه عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبَلَت فاطمةُ [عليها السلام] تمشي كأنّ مِشْيتَها مِشيةُ رسول الله صلّى الله عليه [وآله].
            (صحيح مسلم 1905:4 / ح 99).


            * وقالت عائشة:
            عن المنهال بن عمرو، عن عائشة في حديث طويل أوّله: قالت: ما رأيتُ أحداً أشبَهَ سَمتاً ودَلاًّ وهَدْياً برسول الله [صلى الله عليه وآله] في قيامه وقعوده من فاطمة بنت رسول الله [صلى الله عليه وآله]..».
            (الجامع الصحيح للترمذي 700:5 / ح 3872)
            وابو داود في السنن.


            وعن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: ما رأيتُ أحداً كان أشبَهَ كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله [صلى الله عليه وآله]، وكانت إذا دخَلَت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها، وأجلَسَها في مجلسه».
            (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوريّ الشافعي 154:3) وقريبا منه مع زيادة البخاري والترمذي.



            * فإذا كان الشبه في المشي أمر تكويني، فهذا أيضاً شبه معنوي حيث تقول: (ما رأيت من الناس أحدا أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة، كانت إذا دخلتْ عليه رحّب بها، وقبّل يديها وأجلسها في مجلسه).. فهنا تعبير جميل يدل على شدة شوق النبي صلى الله عليه وآله وحبه لها عليها السلام، وهو الملاحظ في كلمة (قام إليها).. فمعناها في اللغة يدل على الشوق المفرط، وأن هنالك حركة واستقبال من الطرف الآخر، فلم يقل: (قام لها)‏‏.


            * نور الزهراء عليها السلام كان يزهر، ويضيء في ظلام الليل الدامس، وهذا ما نقل عن عائشة: (كنّا نخيط، ونغزل، وننظم الأبرة باللّيل في ضوء وجه فاطمة (عليها السلام).. فالنور نور معنوي؛ ولكنه تجاوز عالم المعنى إلى عالم الحس، كما نقرأ في القرآن الكريم، بتجلي هذا النور على شكل نور حسي للمؤمنين يوم القيامة {يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}.. ولكن بمشيئة الله عزوجل، وكرامة للزهراء (ع)، أبرز هذا النور في الحياة الدنيا.


            فأين الوضع الظاهر من متن الحديث يا مسدونس؟!!!

            تعليق


            • #7
              قانون الوراثة:
              من الأمور الثابتة قديماً وحديثاً أنّ صفات الأبوين تنتقل إلى الطفل وترتكز فيه منذ تكوُّنه في صلب أبيه إلى انتقاله إلى بطن أمه، ونشوّه ونُموِّه، وبعد الولادة والنموّ تظهر الصفات تدريجياً. بل وحتى الرضاع له تأثير عجيب في صفات الطفل المرتضع وفي الحديث عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تسترضعوا الحمقاء فإن الرضاع يعدي) وقد كتب الكثيرون حول هذا القانون تفاصيل كثيرة.
              على ضوء هذا القانون ينبغي أن أذكر شيئاً من ترجمة حياة والديّ السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كي نستنتج منها بعض جوانب العظمة التي أحاطت بالسيدة فاطمة من ناحية الوراثة ولكن البحث سيطول، وينتقل الكتاب [فاطمة من المهد الى اللحد للمرحوم السيد كاظم القزويني] عن موضوعه إلى موضوع آخر، إلاَّ أننا نلخّص الكلام في هذه الجُمل الموجزة فنقول:

              سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) أطهر كائن وأشرف مخلوق، وأفضل موجود في العالم كله، لأجله خلق الله الكائنات، ولا يوجد في الكون شرف أو فضيلة أو مكرمة إلاَّ وأوفى نصيبٍ ممكنٍ منها متوفر في الرسول العظيم.
              هذه عصارة الخلاصة مما يمكن أن يقال في حق الرسول، وليس في هذا التعبير شيء من الغلو والمبالغة، بل هو كقولنا: الشمس مشرقة، والعسل حلو.
              هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد انحدرت الزهراء من صلبه.
              وأما السيدة خديجة، فكانت امرأة بيضاء، طويلة حسناء، شريفة في قومها، عاقلة في أمورها، لها نصيب وافر من الذكاء، وبصيرة في الأمور، تعتمد على نفسها وشخصها، تدير عجلة التجارة بفكرها الوقَّاد، وتعرف مبادئ الاقتصاد والتصدير والاستيراد.
              هذا بصفتها إنسان أو بصفتها امرأة.
              وأمَّا بصفتها زوجة فقد بذلت تلك الآلاف المؤلفة من أموالها لزوجها الرسول يتصرّف فيها حسب رأيه، وكان لأموال خديجة كل التأثير في تقوية الإسلام يومذاك إذ كان الدين الإسلامي في دور التكوين، وكان بأمس الحاجة إلى المال، فقيّض الله للإسلام أموال خديجة، وبالفعل تحقق الهدف. انتهى

              قالت أمّ سلمة رضي الله عنها: «كانت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أشبه النّاس وجهاً وشبهاً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم».
              عوالم العلوم للشيخ عبدالله البحراني ص22، الرقم 2.

              روى الحاكم النيسابوري باسناده عن أنس بن مالك قال: «سألت أمّي عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالت: كانت كالقمر ليلة البدر، أو الشمس كفر غماماً إذا خرج من السحاب بيضاء مشربة حمرة لها شعر أسود من أشدّ الناس برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم شبهاً والله، كما قال الشّاعر:
              بيضاء تسحب من قيام شعرها *** وتغيب فيه وهو جثل اسحم
              فكأنّها فيه نهار مشرق *** وكأنّه ليلٌ عليها مظلم
              ».
              المستدرك على الصحيحين ج3 ص161.

              روى الذهبي باسناده عن علي بن موسى الرضا حدّثني أبي حدثنا جعفر ابن محمّد عن أبيه عن جابر مرفوعاً: «لما خلق الله آدم وحوّاء تبخترا في الجنّة، وقالا: من احسن منّا، فبينما هما كذلك اذ هما بصورة جارية لم ير مثلها لها نور شعشعاني يكاد يطفىء الأبصار قالا: يا ربّ ما هذه؟ قال: صورة فاطمة سيدة نساء ولدك قال: ما هذا التاج على رأسها؟ قال: عليّ بعلها، قال: فما القرطان؟ قال: ابناها، وجد ذلك في غامض علمي قبل أن أخلقك بألفي عام»
              ج7 كتاب النكاح ص47 ورواه أحمد في المسند ج4 ص326

              تعليق


              • #8
                فائدة
                رأي في المسألة

                ما مدى صحّة أنّ وجه السيدة الزهراء كان يضيء نوراً تخاط عليه الثياب؟

                السؤال:
                ورد في الرواية التاريخية أنّ زوجة النبي عائشة بنت أبي بكر، كانت تقول: كنّا نغزل ونضع الخيط في سمّ الخياط على نور فاطمة.. ما مدى صحّة هذا الحديث؟ وهل هو مرويٌّ من كتب أهل السنّة؟ (جمال، الكويت).


                الجواب:
                هناك عدّة روايات وردت في موضوع نور وجه فاطمة عليها السلام (في الأرض، بصرف النظر عن موضوع نورها في السماء أو في بداية الخلقة)، وهي:

                الرواية الأولى:
                ما أورده الشيخ الصدوق في علّة تسميتها بالزهراء حيث قال:
                (أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثني جعفر بن سهل الصيقل، عن محمّد بن إسماعيل الدارمي، عمّن حدّثه، عن محمّد بن جعفر الهرمراني، عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يا ابن رسول الله، لم سمّيت الزهراء عليها السلام زهراء؟ فقال: لأنّها تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرات بالنور، كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة، والناس في فرشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة، فتبيضّ حيطانهم، فيعجبون من ذلك فيأتون النبي صلى الله عليه وآله فيسألونه عمّا رأوا، فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام، فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلّي والنور يسطع من محرابها من وجهها، فيعلمون أنّ الذي رأوه كان من نور فاطمة، فإذا نصف النهار وترتبت للصلاة زهر وجهها عليها السلام بالصفرة، فتدخل الصفرة حجرات الناس فتصفرّ ثيابهم وألوانهم، فيأتون النبيَّ صلى الله عليه وآله فيسألونه عمّا رأوا، فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام فيرونها قايمةً في محرابها، وقد زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة، فيعلمون أنّ الذي رأوا كان من نور وجهها، فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمرّ وجه فاطمة عليها السلام فأشرق وجهها بالحمرة فرحاً وشكرا لله عز وجل، فكان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم، وتحمرّ حيطانهم، فيعجبون من ذلك ويأتون النبي صلى الله عليه وآله ويسألونه عن ذلك، فيرسلهما إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبّح الله وتمجّده ونور وجهها يزهر بالحمرة، فيعلمون أنّ الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة عليها السلام، فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين عليه السلام فهو يتقلّب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمة منّا أهل البيت إمام بعد إمام).
                (علل الشرائع 1: 180 ـ 181).
                وهذه الرواية يمكن تسجيل بعض الملاحظات عليها:

                أولاً: إنّها ضعيفة السند، فهي ـ من جهة ـ مرسلة؛ لأنّ محمّد بن إسماعيل الدارمي قد نقل الحديث عن شخص لم يُذكر لنا اسمُه، فلا نعرف من هو ولعلّه غير ثقة، كما أنّ بعض الرواة ـ من جهة أخرى ـ لم ينصّوا على توثيقهم ولا دليل على عدالتهم، مثل: محمّد بن إسماعيل الدارمي، وجعفر بن سهل (سهيل) الصيقل (على بعض النظريات في الأخير كنظرية السيد الخوئي التي لا ترى وثاقته).

                ثانياً: إنّ الحديث يقول بأنّهم كانوا يرون بياضاً أو صفرةً على حيطان منازلهم مثلاً، فيذهبون للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيسألونه فيخبرهم، وهنا ـ بصرف النظر عن أنّهم قد كان بإمكانهم الذهاب مباشرةً خلف مصدر النور ـ كيف كانوا يستطيعون الدخول إلى بيت فاطمة ويرونها تصلّي؟ وهل كان من اللائق دخول الناس إلى بيتها وهي في محراب الصلاة؟ ثم لو غضضنا الطرف عن هذا كلّه، وقلنا: لعلّه لخصوصية أو لأجل بيان الكرامة، وأنّ النور غير محدّد المصدر، فإنّ سياق الحديث لو نلاحظه كلّه كان بصيغة الفعل المضارع، وهي صيغة تدلّ ـ لغويّاً وعربيّاً ـ أنّهم كانوا يفعلون ذلك مراراً، وهنا نسأل: عندما حصل هذا، فعرفوا السبب في المرّات الثلاث في اليوم الأوّل، لماذا كانوا يأتون مرّاتٍ أخَر في الأيّام اللاحقة، كما تفيد ذلك صيغةُ المضارع المتكرّرة في الحديث من أوّله إلى آخره؟

                ثالثاً: إنّ هذا الحديث يدلّ على حصول ذلك في أوقات محدّدة من اليوم، وهي أوقات الصلوات؛ ولا يفيد أنّ وجه الزهراء سلام الله عليه كان كذلك دائماً.

                الرواية الثانية:
                ما يحكى عن عائشة زوج النبي من أنّها حدّثت عن أنّهنّ كنّ يغزلن ويخطن على نور وجه فاطمة في الليل، وقد بحثت كثيراً عن هذا الحديث ولم أعثر له على وجود في مصادر الحديث السنيّة والشيعيّة، ولا في مصادر التاريخ والسيرة السنيّة والشيعيّة، لكنّني رأيت نصّاً ناقلاً للسيد المرعشي في شرح إحقاق الحقّ، وهو المعروف باستقصائه للنصوص، حيث يقول: (ضوء وجه فاطمة، رواه القوم: منهم العلامة المؤرّخ الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي الشهير بالقرماني في كتابه (أخبار الدول وآثار الملل) (ص 87 ط بغداد) قال: قالت عائشة: كنّا نخيط ونغزل وننظم الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة… إنها كانت كالقمر ليلة البدر، رواه القوم: منهم العلامة المؤرّخ أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفّى سنة 437 في (تاريخ جرجان) (ص 128 ط حيدر آباد) قال: بندار بن إبراهيم بن عيسى أبو محمد الاستراباذي، روى عن محمد بن زكريا الغلابي، وبكر بن سهل الدمياطي، وغيرهما. أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، حدثنا بندار بن إبراهيم. عيسى أبو محمد الاستراباذي بجرجان، حدّثنا محمد بن زكريان الغلابي، حدّثنا العباس بن بكار، حدّثنا عبد الله بن المثنّى، عن عمّه ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك: سألتني أم سلمة عن صفة فاطمة رضي الله عنها فقلت: كانت أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم بيضاء، مشرقة، جمرة، كأنها القمر ليلة البدر أو شمس تغرب غماماً، لها شعر تعثر فيها… ومنهم العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد في مقتل الحسين (ص 70 ط الغري) قال: أنبأني الإمام فخر الأئمة أبو الفضل الحفربندي، أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، وإسماعيل بن أبي نصر، وأحمد بن الحسين قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن محمّد، حدّثنا محمد بن زكريا، حدّثنا عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك، قال: سألت أمّي، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: كانت كالقمر ليلة البدر، أو كالشمس إذا خرجت من السحاب بيضاء مشربة حمرة، لها شعر أسود، من أشدّ الناس برسول الله صلى الله عليه وآله شبهاً، كانت والله كما قال الشاعر…
                (المرعشي، شرح إحقاق الحقّ 10: 244 ـ 246).

                وذكر محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي (1228هـ) فقال:
                (روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: كنت أسلك الخيط في سمّ الخياط في الليلة المظلمة من نور وجه فاطمة)
                (نخبة اللآلي لشرح بدأ الأمالي: 85).

                أقول:
                فتّشت كثيراً عن هذا الحديث فلم أعثر على شيء يمكن اعتباره مصدراً معتمداً له، ونحن لو تأمّلنا في نصَّي كلّ من صاحب إحقاق الحقّ والريحاوي سوف نستنتج ما يلي:

                أولاً: إنّ الريحاوي المتوفى قبل حوالي المائتي عام فقط، أي في القرن الثالث عشر الهجري ينقل القضية بصيغة (وروي)، ولا نعرف المصدر ولا السند ولا غير ذلك، ولعلّ المصدر هو نفس من نقل عنه في إحقاق الحقّ.

                ثانياً: إنّ ما نقل في شرح إحقاق الحقّ يرجع إلى روايتين إحداهما تصف بياض الوجه ونوره وصفاً مجازياً واضحاً، وهي الرواية الثانية والثالثة، فعندما تضع وجهاً أبيض ناصعاً مع شعر أسود بحسب الرواية، وتكون عناصر الجمال الأخرى متوفّرة، فسوف يكون الوجه كالقمر ليلة البدر، وهذه تعابير مجازية نستخدمها إلى يومنا هذا، على أنّني لم أفهم الوجه في تناقل هذا التوصيف لهذه المرأة الطاهرة، فبأيّ حقّ يتمّ نقل هذا الوصف بهذه الطريقة عنها، وهي المرأة المصونة الطاهرة بنت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم؟! إنّ هذا التوصيف يجرح مشاعر المؤمنين المحبّين لفاطمة (وأنا حذفت بعض المقاطع الشعريّة من النصّ؛ لأنني رأيت ذلك لا يليق)، علماً أنّ الرواية الأولى غريبة، فكيف تسأل أمّ سلمة رجلاً ليصف لها السيدة الزهراء؟! ألم ترها بنفسها؟! صحيحٌ أنّ أنس بن مالك ربما يكون رأى الزهراء عليها السلام وهي صغيرة، أو لأنّه صغير؛ حيث ينقل أنّه كان له من العمر عشر سنوات عندما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة المنوّرة، وكان أنس خادم النبي كما هو معروف، لكنّ هذا لا يجعلنا نفهم كيف أنّ أم سلمة تسأله عن فاطمة والمفروض أنها كانت تراها، فهي جزء من البيت النبوي؟! وكيف ينقل أنس بن مالك هذه القصّة؟! بل كيف يجرؤ أن يسأل عن صفة امرأةٍ مستورة؟ وكيف يحقّ لأمّ سلمة ـ وهي الممدوحة على لسان النبي ـ أو لغيرها وصف امرأة مصون مثل الزهراء عليها السلام لرجلٍ آخر؟! هذا كلّه يجعلني أضع هذه الأحاديث في عداد الغريب حقّاً، البعيد عن الثقافة العربية والإسلاميّة، حتّى لو أردتُ أن أحتمل أنّ التوصيف كان للزهراء عليها السلام في صغرها، لكنّها على أيّة حال واضحة في التصوير المجازي لموضوع البدر المنير، فلا علاقة لها ببحثنا.

                ثالثاً: إنّ الرواية الأولى التي تنقل عن ابن سنان القرماني، لا سند ولا مصدر لها أيضاً، فكيف يمكن الاعتماد عليها، والقرماني هذا متوفى عام 1019هـ، أي في القرن الحادي عشر الهجري، فما هو مصدره في هذه المعلومة التي ينقلها عمّا قبل ألف عام من تاريخه؟

                رابعاً: إذا كانت هذه الحالة النورانية في وجه السيدة فاطمة الزهراء طارئة، وقد حصلت لمرّات معدودة فلا بأس، لكنّ ظاهر الحديث قد يقال إنّه يفيد استمراريّة هذه الحال، وهنا قد يُتساءل: لو كانت هذه المرأة تشعّ نوراً من وجهها، وأريد من هذا المعنى الحقيقي للكلمة، بحيث تتمكّن عائشة زوجة النبيّ من وضع الخيط في سمّ الخياط والغزل على نور وجهها، لو صحّ هذا بشكل دائم لعُدّت هذه من ظواهر الإعجاز المتواصلة في حياة أهل المدينة، ولتدفّقت النسوة للنظر إليها، وملاحظة هذه الظاهرة الغريبة الخارقة للعادة، ولو كان هذا الأمر صحيحاً فلماذا لم ينقل لنا ذلك سوى في رواية ضعيفة متأخّرة زمنيّاً؟ وكيف يمكن مع تكثر الدواعي لنقل مثل هذا الحدث المستمرّ طيلة حياتها سلام الله عليها، كيف يمكن عدم حصول كثرة في التناقل لهذا الموضوع؟ بل حتّى بين الشيعة لا يوجد عين ولا أثر لهذا الحديث سوى قصّة النور الذي رأوه عند صلواتها، وهذا غير نور وجهها في الحالة العاديّة، فحتى الشيعة لم يتناقلوا حدثاً مثل هذا رغم توفر الدواعي إلى نقله وعظيم أهميّته والعنصر الإعجازي الذي فيه. إنّ هذا كلّه يضع علامات استفهام حول هذا الحديث الذي ينقل لنا هذه القصّة عن عائشة، فلو تكثّرت طرقه وظهر في المصادر القديمة لكان يمكن قبوله، أمّا وبهذه الحال من شُحّ المصادر وانعدام الأسانيد وتوفّر الدواعي لنقله وغيابه عن مصادر الشيعة، فإنّه يشكل جدّاً في صحّة هذه القضيّة، بناءً على كونها ظاهرة مستمرّة في حياتها سلام الله عليها، لا على كونها تحدث في أوقات معينة أو حدثت أحياناً، أو كانت ضرباً من المجاز.

                من هنا، لم يتحصّل دليلٌ تاريخي أو حديثي واضح يثبت هذه الخصوصيّة الدنيويّة لوجه السيدة الزهراء عليها السلام (بحسب ما بحثت وفتّشت، ولعلّي مقصّر أو قاصر في التفتيش)، وإن كانت هذه المرأة الطاهرة تليق بما هو أزيد من ذلك.

                الباحث حيدر حب الله

                تعليق:
                لقد قال الاستاذ حب الله:

                إذا كانت هذه الحالة النورانية في وجه السيدة فاطمة الزهراء طارئة، وقد حصلت لمرّات معدودة فلا بأس

                إذن هو لا ينفي الإمكان وعدم الحصول

                وعليه مناقشة باقي ما ذكره من إشكالات سهل، نعرض عنه

                تعليق


                • #9
                  اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

                  إن للزهراء عليها السلام أسماء وألقاب متعددة ذكرها الفريقان!
                  والمدقق في هذه الاسماء يرى أن التسمية بها كان على أساس حكمة ومناسبة وجذور في الفضائل التي كانت تحملها صلوات الله عليها في وجودها!
                  وأحد تلك الأسماء (الزهراء) وقد ذكر هذا الاسم في روايات الفريقين!
                  ومن وجهة نظر اللغويين فإن جذر (زهراء) من (زهر) مؤنث (أزهر).
                  قال ابن الاثير:
                  الْأَزْهَرُ: الأبيض المستنير، و الزَّهْرُ و الزَّهْرَةُ: البياض النيّر، و هو أحسن الألوان.
                  ابن أثير الجزري، ابوالسعادات المبارك بن محمد (المتوفى606هـ)، النهاية في غريب الحديث والأثر، ج‏2، ص321، تحقيق طاهر أحمد الزاوي - محمود محمد الطناحي، الناشر: المكتبة العلمية - بيروت - 1399هـ - 1979م.

                  وقال ابن منظور:
                  والزَّاهِرُ والأَزْهَرُ: الحسن الأَبيض من الرجال، ... ورجل أَزْهَرُ أَي أَبيض مُشْرِقُ الوجه. والأَزهر: الأَبيض المستنير. والزُّهْرَةُ: البياض النَّيِّرُ، وهو أَحسن الأَلوان.
                  واحدتهما زَهْرَاءُ.
                  والمرأَة زَهْرَاءُ؛ وكل لون أَبيض كالدُّرَّةِ الزَّهْراءِ،..

                  الأفريقي المصري، جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور (المتوفى711هـ)، لسان العرب، ج‏4، ص 332، ناشر: دار صادر - بيروت، الطبعة: الأولى.

                  وأحب أن اضيف
                  زوجتي حفظها الله تعالى ممن التقى بالإمام الخميني رحمه الله في حياته
                  وهي تنقل عن نور واضح يضيء من وجهه المبارك
                  وهالة تستطع من جبينه تلفت الأنظار لتشعشعها
                  أقول: هذا عبد من عباد الله ومن نسل فاطمة صلوات الله عليها
                  فما بالكم بأصله الزهراء روحي فداها!
                  ويشهد الله تعالى أنني أرى من ذلك النور على جبهة زوجتي حرسها الله وأعرف ماهيته وكيفيته
                  وكذلك رأيته عند بعض حملة العلم من حفظة القرآن وهو من نسل النبي صلوات الله عليه وآله ممن يحفظون القرآن الكريم
                  وهذه القضية بالوجدان والحس والمشاهدة
                  فكيف بالزهراء صلوات الله عليها علّة الوجود روحي فداها

                  تعليق


                  • #10
                    فائدة شعرية
                    "تراتيل في وجه فاطمة- عليها السلام-"


                    د. حسن آل حطيط ألعاملي

                    " كنا نخيط ونغزل و ننظم الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة"
                    1
                    لأجلكِ
                    أطفأنا القناديلا!
                    لوجهكِِ
                    أرخينا المناديلا!
                    لنخيط من حُسن الزمان
                    حبوراًً
                    و
                    أكاليلا!
                    و نغزل من عرس الزمان
                    سروراً
                    و
                    سرابيلا!
                    تقينا الحرّ و الظلمات
                    تقينا البرد و الكربات
                    و ننظم من غنى الجنان
                    أغانٍ
                    و
                    مواويلا...!

                    2
                    لأجلكِ
                    حطّمنا التماثيلا!
                    لوجهكِ
                    أخرسنا الأقاويلا!
                    و أترعنا الليل ضياءًا
                    و ملأنا الأرض سناءًا
                    و دفنّا
                    الضلالة
                    و
                    الأضاليلا!
                    لنمحو عن وجوه الليل
                    الحقد و الأضغان
                    و نزيل من قلوب الويل
                    البغض و الشنآن
                    و نطرد من عقول الجهل
                    الجهالة
                    و
                    المجاهيلا...!

                    3
                    ما سرّكِ؟
                    ما سرّ نورك
                    الذي يسري
                    من حيث ندري
                    و
                    لا ندري
                    شلاّلاً من الأنوار!
                    و يجري
                    في كل ما نروي
                    و
                    لا نروي
                    ينبوعاً من الأسرار...!؟
                    فيهيم في الأفق المبين
                    و يتيه في السرّ القديم
                    ليستبين
                    و يستقيم
                    قدراً
                    من الأقدار!

                    4
                    ما أمركِ؟
                    ما أمر حزنك الأزلي
                    الذي يطوي
                    السماء سريعاً
                    و يذوي
                    ندىً
                    و شموعاً
                    و يهوي
                    دماً
                    و دموعاً
                    في أعين الأبرار...!؟
                    ما خطبكِ؟
                    ما خطب همّك الأبدي
                    الذي اختلط بهمّ الأرضِ
                    و اعتلى جبال الرفضِ
                    ليغرب
                    في دُجى الأحرار
                    ما خطب دمعكِ الزهريّ
                    الذي امتزج بدمع الزهر
                    و امتطى جراح الفجر
                    ليشرق
                    في مدى الأطهار...!؟

                    5
                    لأجلكِ
                    أشعلنا القناديلا
                    لنور وجهكِ
                    أمسكنا المناديلا
                    لنخيط من ندم الزمان
                    صحيفةً
                    و
                    سرابيلا!
                    و نغزل من حزن الزمان
                    عقيدةً
                    و
                    أناجيلا!
                    تتلو العبرات و الأنات
                    تروي الزفرات و الآهات
                    و ننظم من أسى الجنان
                    قصيدةً
                    و
                    تراتيلا...!

                    تعليق


                    • #11
                      فائدة
                      من كتاب فاطمة الزهراء عليها السلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه وآله
                      تأليف أحمد الرحماني الهمداني
                      فصل: أسماؤها سلام الله عليها

                      الزهراء (سلام الله عليها):

                      1 ـ في حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
                      ثم أظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله تعالى أن يكشف عنهم تلك الظلمة، فكلم الله جل جلاله كلمة فخلق منها روحا، ثم تكلم بكلمة فخلق من تلك الكلمة نورا، فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها مقام العرش، فزهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهراء، ولذلك سميت (الزهراء) لأن نورها زهرت به السماوات
                      (93) ـ الحديث.

                      2 ـ وعن سلمان الفارسي (ره) مرفوعا قال:
                      كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب، فسلم، فرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورحب به، فقال: يا رسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذن أخبرك يا عم، إن الله خلقني وخلق علي ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم. فلما أراد الله عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا، ثم تكلم بكلمة ثانية فكانت روحا، فمزج فيما بينهما واعتدلا، فخلقني وعلياً منهما. ثم فتق من نوري نور العرش، فأنا أجل من العرش. ثم فتق من نور عليّ نور السماوات، فعلي أجلّ من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس، ومن نور الحسين نور القمر، فهما أجل من الشمس والقمر. وكانت الملائكة تسبح لله تعالى وتقول في تسبيحها: (سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى)!

                      فلما أراد الله تعالى أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة، وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها، فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا منذ خلقنا ما رأينا مثل ما نحن فيه، فنسألك بحق هذه الأنوار إلا ما كشفت عنا. فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأفعلن؛ فخلق نور فاطمة الزهراء عليها السلام يومئذ كالقنديل، وعلقه في قرط العرش، فزهرت السماوات السبع، من أجل ذلك سميت فاطمة (الزهراء). وكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه، فقال الله: وعزتي وجلالي، لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها
                      (94)...

                      3 ـ عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
                      يا ابن رسول الله، لم سميت الزهراء (زهراء)؟ فقال: لأنها تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرات بالنور، كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فراشهم، فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة، فتبيض حيطانهم، فيعجبون من ذلك، فيأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسألونه عما رأوا، فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلي والنور يسطع من محرابها من وجهها، فيعلمون أن الذي رأوه كان من نور فاطمة.

                      فإذا انتصف النهار وترتبت للصلاة، زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة فتدخل الصفرة في حجرات الناس، فتصفر ثيابهم وألوانهم، فيأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسألونه عما رأوا، فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة، فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجهها. فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس، احمر وجه فاطمة، فأشرق وجهها بالحمرة فرحا وشكرا لله عز وجل، فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم، فيعجبون من ذلك ويأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويسألونه عن ذلك، فيرسلهم إلى منزل فاطمة، فيرونها جالسة تسبح الله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة، فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة عليها السلام، فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين عليه السلام، فهو يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمة منا أهل البيت إمام بعد إمام
                      (95).

                      4 ـ عن أبي هاشم العسكري قال:
                      سألت صاحب العسكر عليه السلام: لم سميت فاطمة (الزهراء) عليها السلام؟ فقال: كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين عليه السلام من أول النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس كالكوكب الدري(96).

                      5 ـ عن الحسن بن يزيد قال:
                      قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لم سميت فاطمة (الزهراء)؟ قال: لأن لها في الجنة قبة من ياقوت حمراء ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة، معلقة بقدرة الجبار، لا علاقة لها من فوقها فتمسكها، ولا دعامة لها من تحتها فتلزمها، لها مائة ألف باب، على كل باب ألف من الملائكة، يراها أهل الجنة كما يرى أحدكم الكوكب الدري ا لزاهر في أفق السماء، فيقولون: هذه الزهراء لفاطمة(97).

                      6 ـ عن أبي عمارة عن أبيه قال:
                      سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمة لم سميت (زهراء)؟ فقال: لأَنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض(98).

                      7 ـ عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
                      قلت: لم سميت فاطمة الزهراء زهراء؟ فقال: لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها، وغشيت أبصار الملائكة، وخرت الملائكة لله ساجدين، وقالوا: إلهنا وسيدنا، ما هذا النور؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، وأسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجه من صلب نبي من أنبيائي، أفضله على جميع الأنبياء، وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، ويهدون إلى حقي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي(99).

                      قد تبين واتضح من هذه الأخبار والأحاديث أن الوجه في تسميتها بالزهراء (سلام الله عليها) جهات مختلفة يستفاد من بعضها أن نور جمالها ووجهها عليها السلام تزهر وتشرق لأمير المؤمنين عليه السلام في أول النهار كالشمس، وعند الزوال كالقمر، وعند غروب الشمس كالكوكب الدري، ولنعلم ما قال الشاعر:

                      خجلا من نور بهجتها ** تتوارى الشمس بالشفق
                      وحياء من شمائلها** يتغطى الغصن بالورق

                      وعن عائشة: كنا نخيط ونغزل وننظم الإبرة في الليل في ضوء وجه فاطمة (عليه السلام).
                      وقالت: إذا أقبلت فاطمة كانت مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت لا تحيض قط لأنها خلقت من تفاحة الجنة، ولقد وضعت الحسن بعد العصر، وطهرت من نفاسها فاغتسلت وصلت المغرب، ولذلك سميت الزهراء(100).

                      وعن أنس بن مالك قال:
                      سألت أمي عن صفة فاطمة عليها السلام فقالت: كأنها القمر ليلة البدر، أو الشمس كفرت غماما، أو خرجت من السحاب، وكانت بيضاء بضة.

                      بيان:
                      (كفرت) على البناء للمجهول، أي إن شئت شبهتها بالشمس المستورة بالغمام لسترها وعفافها، أو لإمكان النظر إليها، وإن شئت بالشمس الخارجة من تحت الغمام لنورها ولمعانها... والبضاضة: رقة اللون وصفاؤه الذي يؤثر فيه أدنس شيء(101).

                      وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
                      كانت فاطمة عليها السلام بنت الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشبه الناس وجها وشبها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(102).

                      وعن الرضا عليه السلام في حديث طويل قال:
                      كانت فاطمة عليها السلام إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها الهلال ويخفى، فإذا غابت عنه ظهر(103).

                      وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
                      لما خلق الله آدم وحواء تبخترا في الجنة، فقال آدم لحواء: ما خلق الله خلقا هو أحسن منا. فأوحى الله إلى جبرائيل عليه السلام:ائت بعبدي الفردوس الأعلى. فلما دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك من درانيك الجنة، وعلى رأسها تاج من نور، وفي أذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها، فقال آدم: حبيبي جبرائيل! من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟ فقال: هذه فاطمة بنت محمد نبي من ولدك يكون في آخر الزمان. قال: فما هذا التاج الذي على رأسها؟ قال: بعلها علي بن أبي طالب عليه السلام... قال: فما القرطان اللذان في أذنيها؟ قال: ولداها الحسن والحسين. قال آدم: حبيبي جبرائيل! أخلقوا قبلي؟ قال: هم موجودون في غامض علم الله قبل أن تخلق بأربع آلاف سنة(104).

                      في الذر كونها الباري وصورها** من قبل إيجاد خلق اللوح والقلم
                      وتوجت تاج نور حوله درر** يضيء كالشمس أو كالنجم في الظلم
                      لله أشباح نور طالما سكنوا** سر الغيوب فسادوا سائر الأمم

                      قال العلامة المقرم:
                      اشتهرت الصديقة بالزهراء لجمال هيئتها والنور الساطع في غربها، إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر الكوكب لأهل الأرض، وإن حضرت للاستهلال أول الشهر لا يرى نور الهلال لغلبة نور وجهها على ضيائه(105).

                      أقول:
                      لما بلغ الكلام إلى هذا الموقف جدير بنا أن نشير إلى ملخص ما قاله بعض المعاندين ـ خذله الله وفض فاه وجعل جهنم مثواه ـ في خلقها وجمالها عليها السلام على ما في (الغدير) للعلامة الأميني (ره)، والقائل هو إميل درمنغم مؤلف(حياة محمد)، وهذا بعض كلامه: (كانت فاطمة عابسة دون رقية جمالا، ودون زينب ذكاء. وكانت فاطمة تعد عليا دميما محدودا مع عظيم شجاعته، وكان علي غير بهي الوجه. ومما حدث أن رأى النبي ابنته في بيته ذات مرة وهي تبكي من لكم علي لها. إن محمدا مع امتداحه قدم علي في الإسلام إرضاء لابنته كان قليل الالتفات إليه).

                      وقال العلامة الأميني في كتابه القيم (الغدير) ج3، ص18، بعد نقل كلام هذا المعاند الكذاب:
                      ( هل تناسب تقولاته في فاطمة مع قول أبيها صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة حوراء إنسية، كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها؟!(106) أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ابنتي فاطمة حوراء آدمية(107). أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة هي الزهرة (108).

                      أو قول أم أنس بن مالك: كانت فاطمة كالقمر ليلة البدر، أو الشمس كفر غماما إذا خرج من السحاب بيضاء مشربة حمرة، لها شعر أسود، من أشد الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شبها، والله كما قال الشاعر:

                      بيضاء تسحب من قيام شعرها** وتغيب فيه وهو جثل أسحم(109)
                      فكأنها فيه نهار مشرق** وكأنه ليل عليها مظلم(110)

                      ولقبها الزهراء المتسالم عليه يكشف عن جلية الحال وهل يساعد تلك التحكمات في ذكاء فاطمة وخلقها قول أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها: كانت فاطمة تحدث في بطن أمها، ولما ولدت فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها؟!(111) أو يلائمها قول عائشة: ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلاً وهديا وحديثا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قيامه وقعوده من فاطمة، وكانت إذا دخلت على رسول الله قام إليها فقبلها ورحب بها، وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه؟!(112)

                      م ـ وفي لفظ البيهقي في (السنن) 7، ص101: ما رأيت أحدا أشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ الحديث). وهل توافق مخاريقه في الإمام علي صلوات الله عليه، وعدم بهاء وجهه، وعد فاطمة له دميما وكونه عابسا مع ما جاء في جماله البهي: إنه كان حسن الوجه كأنه قمر ليلة البدر، وكأن عنقة إبريق فضة،(113) ضحوك السن،(114) فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم؟!(115)

                      وأين هي [مخاريق درمنغم] من قول أبي الأسود الدؤلي من أبيات له:

                      إذا استقبلت وجه أبي تراب ** رأيت البدر حار الناظرينا(116)

                      نعم:

                      حسدوا الفتى إذا لم ينالوا فضله ** فالناس أعداء له وخصوم
                      كضرائر الحسناء قلـن لوجهها ** حسدا وبغضا: إنه لدميم

                      أو يخبرك ضميرك الحر في علي ما سلقه الرجل به من (التواني والتردد)؟! وعلي ذلك المتقحم في الأحوال، والضارب في الأوساط والأغراض في المغازي والحروب، وهو الذي كشف الكرب عن وجه رسول الله في كل نازلة وكارسة منذ صدع بالدين الحنيف، إلى أن بات على فراشه وفداه بنفسه، إلى أن سكن مقره الأخير. أليس علي هو ذلك المجاهد الوحيد الذي نزل فيه قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله)(117) وقوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله؟!(118)،(119).

                      فمتى خلى علي عن مقارعة الرجال والدب عن قدس صاحب الرسالة حتى يصح أن يغرى إليه ثوان أو تردد في أمر من الأمور؟! غير أن القول الباطل لا حد له ولا أمد.

                      وهل يتصور أمير المؤمنين تلك العشرة السيئة مع حليلته الطاهرة؟! والنبي يقول له: أشبهت خَلقي وخُلقي وأنت من شجرتي التي أنا منها(120).

                      وكيف يراه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل أمته، أعظمهم حلما، وأحسنهم خلقا، ويقول: علي خير أمتي، أعلمهم علماً. وأفضلهم حلما؟!(121) ويقول لفاطمة: أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علماً وأعظمهم حلما؟!(122).

                      ويقول لها: زوجتك أقدمهم سلما، وأحسنهم خلقا؟!(123).

                      يقول هذه كلها وعشرته تلك كانت بمرأى منه ومسمع، أفك الدجالون كان علي عليه السلام كما أخبر به النبي الصادق الأمين. وهل يقبل شعورك ما قذف به الرجل (فض الله فاه) عليا بلكم فاطمة بضعة المصطفى؟ وعلي هو ذاك المقتص أثر الرسول، وملأ مسامعه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك(124).

                      وقوله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بيدها: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة مني، وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني(125). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها(126).

                      وقوله صلى الله عليه وآله: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني(127).

                      وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقضبها، ويبسطني ما يبسطها(128).

                      وهل يقصر امتداح النبي علياً بقدم إسلامه؟! حتى يتفلسف في سره ويكون ذلك إرضاء لابنته، على أنَّ امتداحه بذلك لو كان لتلك التي المزعمة لكان يقتصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قوله لفاطمة في ذلك وكان يتأتى الغرض به، فلماذا كان النبي يأخذ صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي في الملأ الصحابي تارة ويقول: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة؟ ولماذا كان يخاطب أصحابه أخرى بقوله: أولكم وارداً عليَّ الحوض أولكم إسلاما: علي بن أبي طالب؟!

                      وكيف خفي هذا السر المختلق على الصحابة الحضور والتابعين لهم بإحسان، فطفقوا يمدحونه عليه السلام بهذه الإثارة كما يروى عن سلمان الفارسي، انس بن مالك، زيد بن أرقم، عبد الله بن عباس، عبد الله بن حجل، هاشم بن عتبة، مالك الأشتر، عبد الله بن هاشم، محمد بن أبي بكر، عمرو بن الحمق، أبو عمرة(129) عدي بن حاتم، أبو رافع(130)، بريدة، جندب بن زهير، أم الخير بنت الحريش.

                      وهل القول بقلة التفات النبي إلى علي يساعده القرآن الناطق بأنه نفس النبي الطاهر؟! أو جعل مودته أجر رسالته؟!

                      أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الطير المشوي الصحيح المروي في الصحاح و المسانيد: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل معي؟!

                      أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعايشة: إن عليا أحب الرجال إليَّ، وأكرمهم عليَّ، فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه؟!(131).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم:أحب الناس إلي من الرجال علي؟!(132).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي خير من أتركه بعدي؟!(133).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: خير رجالكم علي بن أبي طالب، وخير نساءكم فاطمة بنت محمد؟!(134).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر؟!(135).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ لم يقل علي خير الناس فقد كفر؟!(136).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله في حديث الراية المتفق عليه: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله؟

                      أو قوله صلى الله عليه وآله: علي مني بمنزلة الرأس (رأسي) من بدني أو جسدي؟(137) أو قوله صلى الله عليه وآله: علي مني بمنزلتي من ربي؟(138) أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم:علي أحبهم إليَّ وأحبهم إلى الله؟(139).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله لعلي: أنا منك وأنت مني. أنت مني وأنا منك؟(140).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي؟(141).

                      أقوله صلى اله عليه واله في حديث البعث بسورة البراءة المجمع على صحته: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه(142).

                      أو قوله صلى الله عليه واله: لحمك لحمي، ودمك دمي، والحق معك؟(143).

                      أو قوله صلى الله عليه وآله: ما من نبي إلا وله نظير في أمته، وعلي نظيري؟(144).

                      أو ما صححه الحاكم وأخرجه الطبراني عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أغضب لم يجترئ أحد أن يكلمه غير علي؟(145).

                      أو قول عايشة: والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله من علي، ولا في الأرض امرأة كانت أحب إليه من امرأته؟(146).

                      أو قول بريدة وأبي: أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النساء فاطمة، ومن الرجال علي؟!(147)

                      أو حديث جميع بن عمير قال: دخلت مع عمتي على عايشة فسألت أي الناس أحب إلى رسول الله؟ قالت: فاطمة. فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، أن كان ما علمت صواما قواما؟(148)

                      وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدم الغير على علي في الالتفات إليه وهو أول رجل اختاره الله بعده من أهل الأرض لما اطلع عليهم؟!

                      كما أخبر به صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة بقوله: إن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منه أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك، فأوحى إليَّ فأنكحته واتخذته وصيا(149).

                      وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله اختار من أهل الأرض رجلين: أحدهما أبوك والآخر زوجك(150).

                      الهوامش:
                      93 - البحار: ج40، ص44.
                      94 - البحار: ج43، ص17.
                      95 - البحار: ج43، ص11.
                      96 - البحار: ج43، ص16.
                      97 - البحار: ج43، ص16.
                      98 - البحار: ج 43، ص 12.
                      99 - البحار: ج43، ص12.
                      100 - إحقاق الحق: ج19، ص16. تقدم أن هذا الوجه هو السبب في تسميتها بالبتول. وقولها: (ولذلك سميت الزهراء) تعليل لقولها: (كنا نخيط...) فلا تغفل.
                      101 - عوالم المعارف: ج11، ص21 ـ22.
                      102 - عوالم المعارف: ج11، ص22.
                      103 - البحار: ج 43، ص 12.
                      104 - البحار: ج43، ص56 وص52.
                      105 - وفاة الزهراء: ص15.
                      106 - تاريخ الخطيب البغدادي: 5، ص86.
                      107 - الصواعق: ص96، (إسعاف الراغبين) ص172 نقلاً عن النسائي.
                      108 - نزهة المجالس: 2، ص222.
                      109 - جثل الشعر: كثر والتف واسود فهو جثل. سحم فهو أسحم: أسود.
                      110 - مستدرك الحاكم: 3، ص161.
                      111 - سيرة الملا: (ذخاير العقبى) 45، (نزهة المجالس) 2، ص227.
                      112 - أخرجه الحافظ ابن حبان كما في (ذخاير العقبى) 40 م ـ والحافظ الترمذي وحسنه، والحافظ العراقي في (التقريب) كما في شرحه له ولابنه، 1، ص150، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) 2، ص3، وابن طلحة في (مطالب السؤول) ص7، (إسعاف الراغبين) 171.
                      113 - كتاب (صفين) 262، (الاستيعاب) 2، ص469، (الرياض النضرة) 2، ص155، (نزهة المجالس) 2، ص204.
                      114 - تهذيب الأسماء واللغات، للإمام النووي.
                      115 - حلية الأولياء: 1، ص84، (تاريخ ابن عساكر) 7، ص35، (المحاسن والمساوي) 1، ص32.
                      116 - تذكرة السبط: ص104.
                      117 - سورة التوبة: الآية 19.
                      118 - سورة البقرة: الآية 207.
                      119 - راجع الجزء الثاني من كتابنا ص47، 53 ط ثاني.
                      120 - تاريخ بغداد: للخطيب، 11، ص171.
                      121 - الطبري، الخطيب، الدولابي، كما في (كنز العمال) 6، ص153، 392، 398.
                      122 - مسند أحمد: 5، ص26، (الرياض النضرة) 2، ص194، (ذخاير العقبى) ص78، (مجمع الزوائد) 9، ص101، 114، وصححه ووثق رجاله.
                      123 - أخرجه أبو الخير الحاكمي كما في (الرياض النضرة) 2، ص182.
                      124 - مستدرك الحاكم: 3، ص154، وصححه، (ذخاير العقبى) ص39، (تذكرة السبط) 175، (مقتل الخوارزمي)، 1، ص52، (كفاية الطالب) ص219، (شرح المواهب) للرزقاني 3: 202، (كنوز الدقائق) للمناوي ص30، (أخبار الدول) للقرماني هامش (الكامل) 1، ص185، (كنز العمال) 7، ص111 عن الحاكم وابن النجار، (تهذيب التهذيب) 12، ص443، (الإصابة) 4، ص378، (الصواعق) 105، (الإسعاف) 171 عن الطبراني، (ينابيع المودة) 173.
                      125 - الفصول المهمة: 150، (نزهة المجالس) 2، ص228، (نور الأبصار) ص45.
                      126 - صحاح البخاري ومسلم والترمذي، (مسند أحمد) 4، ص328، (الخصايص) للنسائي ص35، (الإصابة) 4، ص378.
                      127 ـ صحيح البخاري: (خصائص النسائي) ص35.
                      128 - مسند أحمد: 4، ص323،ن 332، (الصواعق) 112.
                      129 - كذا، والصواب (أبي عمرة، أبي رافع).
                      130 - كذا، والصواب (أبي عمرة، أبي رافع).
                      131 - أخرجه الحافظ الخجندي كما في (الرياض) 2، ص161، و(ذخائر العقبى) 62
                      132 - وفي لفظ: أحب أهلي. من حديث أسامة.
                      133 - مواقف الإيجي: 3،، ص276، (مجمع الزوائد) 9، ص113.
                      134 - تاريخ بغداد: للخطيب 4،ن ص392.
                      135 - تاريخ الخطيب، عن جابر، (كنوز الحقائق) هامش (الجامع الصغير) 2، ص16، (كنز العمال) 6، ص159.
                      136 - تاريخ الخطيب البغدادي: 3، ص192 عن ابن مسعود (كنز العمال) 6، ص159.
                      137 - تاريخ الخطيب: 7، ص12، (الرياض النضرة) 2، ص162، (الصواعق) 75. )الجامع الصغير) للسيوطي، (شرح العزيزي) 2، ص417،ن (فيض القدير) 4، 357، (نور الأبصار) 80، (مصباح الظلام) 2، ص56.
                      138 - الرياض النضرة: 2، ص163، (السيرة الحلبية) 3، ص391.
                      139 - تاريخ الخطيب: 1، ص160.
                      140 - مسند أحمد: 5، ص204، (خصائص النسائي) 36 و51.
                      141 - مسند أحمد: 5، ص356، وأخرجه جمع من الحفاظ بإسناد صحيح يأتي.
                      142 - خصائص النسائي: 8، راجع ج1، ص48 من كتابنا.
                      143 - المحاسن والمساوئ:1، ص31، (كفاية الطالب) ص135، (مناقب الخوارزمي) 76، 83، 87، (فرائد السمطين) في الباب 2 و27.
                      144 - الرياض النضرة: 2، ص164.
                      145 - مستدرك الحاكم: 3، ص130، (الصواعق) 73، (تاريخ الخلفاء) للسيوطي 116.
                      146 - مستدرك الحاكم: 3، ص154 وصححه، (العقد الفريد) 2، ص275، (خصائص النسائي) 29، (الرياض النضرة) 2، ص161.
                      147 - خصائص النسائي: 29، (مستدرك الحاكم) 3، ص155 صححه هو والذهبي، (جامع الترمذي) 2، ص227.
                      148 - جامع الترمذي: 2، ص227 ط هند، (مستدرك الحاكم) 3، ص157، وجمع آخر.
                      149 - أخرجه الطبراني عن أبي أيوب الأنصاري كما في (إكمال كنز العمال) 6، ص153، وأخرجه الهيثمي في (مجمع الزوائد) 9، ص165 عن علي الهلالي.
                      150 - المواقف: للإيجي ص8، راجع من كتابنا ج2، ص318 ط2.

                      تعليق


                      • #12

                        إشراقات
                        أضاء نورُ فاطمة الزهراء عليها السلام يومَ وُلدِت، فأضاءت بُيوتات مكّة بنورها القُدسي، بل لم يَبقَ في شرق الأرض ولا غربها موضعٌ إلاّ أشرق فيه ذلك النور. استمرّ نورها، حتّى إذا قامت في محرابها بين يَدَي ربّها، زَهرَ نورُها لملائكة السماء، ودَخَل هذا النورُ يوماً من مُلاءتها إلى بيتِ يَهوديٍّ فأسلم به خَلْقٌ كثيرٌ من اليهود. وغلَبَ هذا النورُ وأضاء، فأضاءت به السماواتُ والأرضون، كذلك أضاءت به قلوبُ المحبّين على مدى السنوات والقرون والأجيال.
                        في أُفُقِ المجدِ هيَ الزهراءُ ** للشمسِ مِن زهرتها الضياءُ
                        بل هيَ نورُ عالَمِ الأنـوارِ ** ومَطلعُ الشموسِ والأقمـارِ

                        المصاديق
                        وهي كثيرة، وفيرة، اخترنا منها عشرةً فقط:
                        1. عن أبي أيّوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
                        «لَمّا خَلَق الله عزّوجلّ الجنّةَ خَلَقها مِن نور عرشه، ثمّ أخذ من ذلك النور فغَرَقه (وفي نسخة: فقذفه)، فأصابني ثُلُثُ النور، وأصاب فاطمة ثلثُ النور، وأصاب عليّاً وأهلَ بيته ثلثُ النور، فَمَن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمّد، ومَن لم يُصبه من ذلك النور ضَلّ عن ولاية آل محمّد»
                        (الخصال للشيخ الصدوق 188:1 / ح 258 ـ باب الثلاثة، عنه: بحار الأنوار إلى ولاية آل محمّد، ومَن لم يُصبه من ذلك النور ضَلّ عن ولاية آل محمّد » ( الخصال للشيخ الصدوق 188:1 / ح 258 ـ باب الثلاثة، عنه: بحار الأنوار 308:23 / ح 6. ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 106:3).

                        2. وفي (رياض الجِنان) لفضل الله بن محمود، عن أنس بن مالك، مِن حديثٍ طويل قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله:
                        «وفَتقَ نورَ ابنتي فاطمة منه، فخلَقَ السماواتِ والأرض، فنورُ السماوات والأرض مِن نورِ آبنتي فاطمة، ونورُ فاطمة مِن نور الله، وفاطمةُ أفضل من السماوات والأرض... ثمّ إنّ الله خَلَق الظُّلمةَ بالقدرة، فأرسلها في سحائب البصر، فقالت الملائكة: سُبّوحٌ قُدُّوس، ربَّنا مُذ عَرَفنا هذه الأشباحَ ما رأينا سُوءاً، فبِحُرمتهم إلاّ ما كشفتَ ما نزل بنا. فهنالك خلَقَ اللهُ تعالى قناديلَ الرحمة وعلّقَها على سُرادق العرش، فقالت: إلهَنا، لِمَن هذه الفضيلةُ وهذه الأنوار ؟ فقال: هذا نورُ أَمَتي فاطمة الزهراء؛ فلذلك سُمَّيتُ أَمَتي الزهراء؛ لأنّ السماوات والأرضين بنورها ظَهَرت، وهي آبنةُ نبيّي، وزوجةُ وصيّي، وحُجّتي على خَلْقي، أُشهِدكم يا ملائكتي أنّي قد جعلتُ ثوابَ تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها إلى يوم القيامة»
                        ( بحار الأنوار 16:25 / ح 30 ـ عن: رياض الجنان ).

                        3. وجاء عن ابن عبّاس: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان جالساً ذات يوم، إذ أقبل الحسن.. (إلى أن ذكر قول النبيّ صلّى الله عليه وآله في ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام) :
                        «وهيَ الحوراء الإنسيّة، متى قامت في محرابها بين يَدَي ربّها جلّ جلاله زهَرَ نورُها لملائكة السماء كما يَزهَر نورُ الكواكب للأرض»
                        (أمالي الصدوق:68 ـ عنه: بحار الأنوار 38:28 / ح 1).

                        4. ورُويَ قول رسول الله صلّى الله عليه وآله:
                        «لَمّا أُسرِيَ بي إلى السماء، أوحى إليَّ ربّي جَلّ جلاله:... فأنا العليُّ الأعلى وهو عليّ، وجعلتُ فاطمةَ والحسن والحسين مِن نوركما، ثمّ عرضتُ ولايتهم على الملائكة، فَمَن قَبِلها كان عندي مِن المقرّبين. يا محمّد، لو أنّ عبداً عَبَدني حتّى ينقطع ويصير كالشنّ البالي، ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنتُه جنّتي، ولا أظللتُه تحت عرشي. يا محمّد، أتحبّ أن تراهم ؟ قلتُ: نعم يا ربّ، فقال عزّوجلّ: اِرفع رأسَك. فرفعتُ رأسي فإذا أنا بأنوارِ عليٍّ وفاطمةَ والحسن والحسين، وعليِّ بن الحسين، ومحمّد بن عليٍّ وجعفرِ بن محمّد، وموسى بن جعفرٍ وعليِّ بن موسى ومحمّد بن عليٍّ وعليِّ بن محمّد، والحسن بن عليّ، والحجّة بن الحسن القائمِ في وسطهم كأنّه الكوكب الدريّ..»
                        (كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق:146 ـ عنه: بحار الأنوار 245:36 / ح 58. وعيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق 58:1 / ح 27 ـ الباب 6).

                        5. وسئل الإمام الصادق عليه السلام: لِمَ سُمِّيت فاطمةُ الزهراء زهراء ؟ فقال:
                        «لأنّ الله عزّوجلّ خَلَقها من نور عظمته، فَلمّا أشرقت أضاءت السماواتُ والأرض بنورها، وغَشِيَت أبصار الملائكة، وخرّت الملائكة لله ساجدين وقالوا: إلهَنا وسيّدَنا، ما هذا النور ؟! فأوحى الله إليهم: هذا نورٌ مِن نوري، أسكنتُه في سمائي، خَلَقتُه مِن عَظَمتي، أُخرِجه مِن صُلبِ نبيٍّ مِن أنبيائي، أُفضّله على جميع الأنبياء، وأُخرِج مِن ذلك النور أئمّةً يقومون بأمري، يَهدون إلى حقّي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وَحْيي»
                        (علل الشرائع للشيخ الصدوق:180 / ح 1 ـ الباب 143، عنه: بحار الأنوار 12:43 / ح 5، والعُدد القويّة لعليّ بن يوسف الحلي:227).

                        6. وعن أبي هاشم الجعفري قال: سألت صاحب العسكر عليه السلام: لِمَ سُمّيت فاطمة الزهراء ؟ فقال:
                        كان وجهها يَزهَر لأمير المؤمنين عليه السلام مِن أوّل النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس كالكوكب الدرّيّ»
                        (مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 330:3 ـ عنه: بحار الأنوار 16:43 / ح 14).

                        7. ورُوي أنّ عليّاً عليه السلام استقرض من يهوديٍّ شعيراً، فاسترهنه شيئاً فدفع إليه مُلاءةَ فاطمة عليها السلام رهناً، وكانت من الصوف، فأدخَلَها اليهوديّ إلى دارٍ ووضعها في بيت (أي حُجرة)، فلمّا كانت الليلة دخلت زوجةُ اليهودي البيت الذي فيه الملاءة بشُغل، فرأت نوراً ساطعاً في البيت أضاء به كلّه، فانصرفت إلى زوجها فأخبرتُه بأنّها رأت في ذلك البيت ضوءاً عظيماً، فتعجّب اليهودي زوجها، وكان نَسِيَ أنّ في بيته ملاءةَ فاطمة عليها السلام، فنهض مسرعاً ودخل البيت فإذا الملاءةُ ينشر شعاعُها كأنّه يشتعل من بدرٍ منير.. فأسلم هو وأهل بيته وجماعة من قومه.
                        (الخرائج والجرائح للقطب الراوندي 537:2 / ح 13 ـ عنه: بحار الأنوار 30:43 / ح 36).

                        8. قالت عائشة:
                        كنّا نَخيط ونَغزِل ونَنظِم الإبرةَ بالليل في ضوء وجه فاطمة.
                        (أخبار الدول وآثار الأُوَل للمؤرّخ أحمد بن يوسف القرماني: 87 ـ ط بغداد).

                        9. قال ابن عبّاس:
                        لَمّا سقطت فاطمة إلى الأرض (أي وُلِدت)، أزهرت الأرضُ وأشرقت الفَلَوات، وأنارت الجبال والرَّبَوات، وهبطت الملائكة إلى الأرض ونَشَرت أجنحتَها في المشرق والمغرب، وضَرَبت عليها سُرادقات وحُجُبَ البهاء، وكَنَفَتها بأظِلّة السماء، وغَشِي أهلَ مكّة ما غَشِيَهم مِن النور... وحَدَث في السماء نورٌ زاهر لم تَرَه الملائكةُ قبل ذلك.
                        (الثاقب في المناقب لابن حمزة 286 / ح 245، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري 145:1 ـ باختلافٍ فيه، أمالي الصدوق:593 / ح 1 ـ المجلس 87 باختلاف فيه، دلائل الإمامة للطبري الإمامي:9 ـ بتفاوت فيه، العُدد القويّة:222 / ح 15).

                        10. عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال:
                        «إنّ الله خلَقَني وخلَقَ عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبلَ أن يخلق آدم، حين لاسماءٌ مَبنيّة، ولا أرضٌ مَدْحيّة، ولا ظُلمةٌ ولا نور، ولا شمسٌ ولا قمر، ولا جنّةٌ ولا نار». فقال العبّاس بن عبدالمطّلب عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله: فكيف كان بَدءُ خَلقِكم يا رسول الله؟ فقال صلّى الله عليه وآله: يا عَمّ، لَمّا أراد أن يخلقنا تكلّم بكلمةٍ وخَلَق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمةٍ أُخرى فخلق منها روحاً، ثمّ مَزج النورَ بالروح فخلقني وخَلَق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين... (إلى أن قال صلّى الله عليه وآله) : «ثمّ فتق نور ابنتي فاطمة، ونورُ ابنتي فاطمة مِن نور الله، وابنتي فاطمةُ أفضلُ مِن السماوات والأرض..»
                        (بحار الأنوار 10:15 / ح 11 ـ عن: تأويل الآيات الظاهرة للأسترآبادي النجفي. والدمعة الساكبة للبهبهاني 109:1).

                        سؤال ناطق
                        إذا كانت فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هذه بعض مناقبها، فَمَن يا تُرى يُدانيها أو يماثلها أو يضاهيها ؟! وهو يُتصوَّر في الوجود ـ خَلْقاً وبَدْءاً واستمراراً إلى قيامة العوالم ـ قد وُجِد أهلُ بيت في البشرية كأهل بيت النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟! فإلى أين تذهب الوجوه إذا مالت عنهم، وإلى أين يصل الركب إذا يَمّم إلى غيرهم ؟! وماذا يجد في الظلمات مَن فَرّ عن أنوار الله تبارك وتعالى ؟!

                        أقول:
                        وفي هذا مُعتبَر لكل مُعتَبِر

                        تعليق


                        • #13

                          السائل: حيدر / استراليا
                          السؤال:
                          السلام عليكم
                          هل الرسول (ص) هو الذي لقب ابنته بالزهراء أم أضيف من طرف العلماء .
                          وشكرا

                          الجواب:
                          الأخ حيدر المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          من مسيرة العقلاء المتداولة أنهم يضعون الألفاظ بإزاء المعاني عند وجود علقة بينهما فترى أن هناك علقة خاصة بين الألفاظ ومعانيها عادة بحيث تصل هذه العلقة إلى مرحلة يذوب اللفظ في المعنى ويندك فيه حتى ان الناس ينظرون إلى المعنى ويهملون اللفظ، وفي أسماء الأشخاص كذلك فلوجود مثل هذه العلقة المتينة نجد أن كثيراً من الأسماء توضع.
                          ومن هنا كانت تسمية فاطمة (عليها السلام) بالزهراء.
                          فقد سئل النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) عن هذه العلقة فأجابوا وأشاروا به إلى عظمة السيدة فاطمة (عليها السلام).

                          أما انها (عليها السلام) سميت الزهراء.
                          1- لأن بنورها زهرت السماوات السبع.
                          روى المجلسي بحار الأنوار ج43/ ص17 عن إرشاد القلوب مرفوعاً إلى سلمان الفارسي في حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) مخاطباً عمه العباس بن عبد المطلب في فضل أهل البيت (عليهم السلام) وفيه: (فلما أراد الله تعالى يبلو الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها... فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي إلى أن قال: فخلق نور فاطمة الزهراء يومئذٍ كالقنديل..
                          2- لأنها كانت تزهر لأمير المؤمنين (عليه السلام).
                          رواه الصدوق في العلل بسنده عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبد الله يا بن رسول الله لم سميت الزهراء (عليها السلام) زهراء؟ فقال: (لأنها تزهر لأمير المؤمنين (عليه السلام) في انها ثلاث مرات بالنور....)
                          3- لأنها كانت تزهر لأهل السماء .
                          وفي (المعاني) بسنده عن جعفر بن محمد بن عماره عن أبيه قال سألت أبا عبد الله عن فاطمة (عليها السلام) لم سميت الزهراء؟ فقال لأنها إذا قامت في محرابها زهر نورها لاهل السماء كما يزهر .
                          نور الكواكب لأهل الارض
                          ...
                          (مناقب آل ابي طالب ح3 ص330).
                          4- لأن الله خلقها من نور عظمته.
                          قال الطبري وروي (انها (عليها السلام) سميت الزهراء لأن الله عزوجل خلقها من نور عظمته).
                          (دلائل الإمامة ص54).
                          5- لأن لها قبة تزهر في أفق السماء.
                          فعن الحسن بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله لم سيمت فاطمة الزهراء، قال: لأن لها في الجنة قبة من ياقوته حمراء ارتفاعها في الهواء...
                          (مناقب آل أبي طالب ح3 ص330).

                          والجدير بالذكر هنا أن منهج أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أنهم يتبعون النص في تسميتهم للمعصومين (عليهم السلام) لذا لم يأتي هذا اللقب جزافاً، فقد وردت نصوص كثير عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) تلقب فاطمة (عليها السلام) بالزهراء.
                          منها قول النبي (صلى الله عليه وآله):
                          (فاطمة هي الزهرة وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفترقان حتى يردا علي الحوض)
                          (الامالي للشيخ الطوسي ص517).
                          ومنها تصريح الإمام الحسن (عليه السلام) وهو يرد على معاوية(... فأنا ابن علي وانت ابن صخر وانا ابن فاطمة الزهراء بنت محمد...)
                          (جواهر المطالب في مناقب أبي الحسين علي لمحمد الباعوني الشافعي ص121).
                          ومنها تصريح الحسين (عليه السلام) بهذا الأسم وذلك عند مناشدته لأهل الكوفة، عن الصدوق: (ثم وثب الحسين (عليه السلام) متوكاً على سيفه فنادى بأعلى صوته... هل تعلمون ان أمي (فاطمة الزهراء) بنت محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)
                          (موسوعة كلمات الإمام الحسين(عليه السلام)).
                          ومنها تصريح الإمام السجاد (عليه السلام) في خطبته بمسجد دمشق (انا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة نساء انا ابن بضعة الرسول...)
                          (معالم المدرستين السيد مرتضى العسكري ح3 ص166).
                          ومنها قول الإمام الصادق (عليه السلام) (لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزوجل فاطمة، الصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء).
                          بحار الأنوار ح43 ص10 والخصال للصدوق ح2 ص414.
                          أضف إلى كل ذلك أن تلقيب فاطمة (عليه السلام) بالزهراء كان متعارفاً في زمن صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) والتابعين.
                          فهذا قول عائشة:
                          كنا نخيط ونغزل وننظم الأبرة بالليل على ضوء وجه فاطمة ... ولذلك سميت الزهراء.
                          أخبار الأول وآثار الأول للشيخ أحمد الدمشقي الشهير بالقرماني ص87 ط بغداد.
                          وكان الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) يطوف بالبيت فسمع رجلاً يقول: هذا ابن فاطمة الزهراء فالتفت إليه وقال: قل علي بن أبي طالب فأبي خير من أمي...
                          (مناقب ابن شهر آشوب 3/185).
                          وكذا احتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قالوا فلما رأت زينب ذلك فاهوت....يابن مكة ومنى يابن فاطمة الزهراء...)
                          (الاحتجاج للطبري ح2ص34).
                          ودمتم في رعاية الله



                          السائل: علي حمود الجابري / الامارات
                          السؤال:
                          امس وفي خطبة في قناة الزهراء الفضائية ذكر الخطيب ان الله تعالى لم يجعل نور الزهراء في صلب ادم ولا نوح ولا ابراهيم لانهم لايحتملون نور فاطمة (ع) ، ولكنهم حملوا نور النبي (ص) الذي نور فاطمة هو منه.
                          مامدى صحة هذه الرواية وارجو شرحها لي

                          جزاكم الله خيرا

                          الجواب:
                          الأخ علي المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          هناك بعض الروايات تشير إلى ان الله سبحانه وتعالى أودع نور فاطمة(ع) في شجرة من شجر الجنة ثم انتقل الى صلب أبيها بعد أكله من تلك التفاحة أو ذلك الرطب الذي نزل به من الجنة , ولكن ليس هناك إشارة الى عدم حمل آدم لنور الزهراء(ع) لعدم إحتماله لذلك النور.
                          ففي (معاني الأخبار) عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن يزيد عن ابن فضال عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الصيرفي عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال:
                          قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (خلق نور فاطمة (عليها السلام) قبل أن يخلق الارض والسماء... الى أن يقول: قال جبرائيل: يا محمد ان هذه تفاحة أهداها الله عزوجل إليك من الجنة فاخذتها وضممتها الى صدري قال: يا محمد يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً وفزعت منه , فقال يا محمد مالك لا تأكل ، كلها ولا تخف فان ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة...).
                          وفي رواية مرسلة في (عيون المعجزات): روي عن حارثة بن قدامة قال حدثني سلمان قال حدثني عمار... قال عمار: فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) وخرجت بخروجه فولج على فاطمة (عليها السلام)..
                          قالت: (اعلم يا أبا الحسن ان الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فاضاءت فلما دخل أبي الجنة أوحى الله تعالى إليه إلهاما أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وادرها في لهواتك ففعل فاودعني الله سبحانه صلب أبي صلى الله عليه وآله...).

                          وهناك روايات كثيرة تذكر نزول طعام من الجنة سواءاً كان تفاحاً أو رطباً أو عنباً أو رماناً، وإذا كان المراد من ذكر هذه الأنواع هو الإشارة الى نور فاطمة النازل المتلبس بلباس عالم الملك فان تلك الأحاديث تؤكد هذا المعنى من أن نور فاطمة(ع) انتقل مباشرة الى نبينا (صلى الله عليه وآله).

                          يقول الشيخ محمد باقر الكجوري في (الخصائص الفاطمية ج1 ص348):
                          ((ويمكن أن يقال: ان التفاح والعنب والرمان والرطب من الجنة هو نفس نور فاطمة الزهراء(ع) ولكنه تلبس بهذا اللباس في عالم الملك كما في الخبر المعتبر في البحار وهذا يعني انه (صلى الله عليه وآله وسلم) تناول النور الفاطمي مجسماً فصار مظهراً للنور على النور وهو الذي مدخله نور ومخرجه نور وطعامه نور وكلامه نور من ربه , ولذا قال (صلى الله عليه وآله وسلم) ان هذا الطعام حرام على غيري وشاهد النور في بطن خديجة بعد المواقعة مباشرة وعلى ما هو المعلوم فإن ما ينزل من عالم الملكوت الى عالم الملك يلبس لباس آخر يناسب عالم الملك لضيقه وصغره وعدم استعداده واثبات هذا الامر واضح بين)).

                          وأما رواية (معاني الأخبار) من حيث السند، فيقول السيد هاشم الهاشمي في كتابه عن الزهراء (ص105):
                          ((ولا كلام في وثاقة رجال السند فهم من أجله الرواة وإنما وقع الكلام في سدير الصيرفي وقد ناقش السيد الخوئي ما روي في حقه من روايات مادحة وقادحة ثم استنتج توثيقه استناداً لشهادة القمي وابن قولويه بتوثيق من جاء في اسانيد كتابيهما ومع عدوله عن توثيق ابن قولويه يحكم بوثاقته لشهادة القمي في تفسيره هذا رغم ان كثيراً من علمائناً قالوا بوثاقة سدير الصيرفي)).

                          ومما ذكرنا يظهر أنه لا يوجد إشارة الى أن نور فاطمة (عليها السلام) لا يتحمله آدم (عليه السلام) فان نور النبي (ص) أعظم من نور فاطمة (ع) قطعاً ومع ذلك حمله الأنبياء (ع) الى أن وصل الى صلب عبد الله. فلعل بقاء نور فاطمة (ع) في الجنة ونزوله مباشرة الى النبي (ص) لخصوصية لفاطمة (ع) أو لنورها.
                          ودمتم في رعاية الله

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                          يعمل...
                          X