بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم ، والعن أعداءهم ..
يقول ( التيميون ) : لسنا مجسمة من أتباع المجسمين ، ولا مفوضة من
أتباع المفوضين ، ولا معطلة من أتباع المعطلين ، ولا متأولة من أتباع
المتأولين ، في مباحث ( الصفات الإلهية ) وما يدور مدارها !!
بل نحن ( متمسلفة ) من أتباع السلف الصالح ، نثبت الصفات لله على
الوجه اللائق بعظمته ، وجلاله ، وقدسه ..
من غير تجسيم ، ولا تفويض ، ولا تعطيل ، ولا تأويل ، ولا تكييف ..
( ولا تبريد ، ولا تثليج ، ولا تغسيل ، ولا تفرين ، أبدا أبدا
) !!
وأقول : نعم ، هذا واضح جدا ، بل من البديهيات التي تستفاد من
كلماتهم في مصنفاتهم العقيدية ( العلمية ) !!
فيكفينا فقط : أن نلقي نظرة واحدة - وبشكل سريع ومختصر - على
كتب ومصنفات إمامهم وكبيرهم ( شيخ الإسلام ، الإمام ، أحمد ، بن
عبد الحليم ، الدمشقي ، الحراني ، الحنبلي ) ، ( ونعم الشيخ ) !!
وشروحها الكثيرة جدا ، التي ملأت المكتبات ، من تصنيف أتباعه ومريديه
من شيوخ ودعاة السلفية العظام ، ( أطال الله لحاهم ، وقصر ثيابهم ) !!
لنتعرف من خلالها على ذلك ( التوحيد ) الرائع النزيه ، الذي يضربون من
أجله خياشيم الناس ، حتى يسوقوهم إليه
!!
ولنأخذ - مثالا - كتاب : ( العقيدة الواسطية ) له ، هذا الكتاب العظيم ،
الذي لم يصنف مثله في الإسلام ، حتى أن شروحه وحواشيه وتعليقاته
فاقت العشرين مصنفا ، ( تستطيع أن تقول : أكثر من تفاسير القرآن )
فلقد قال ابن تيمية هناك - في الباب الأول ، مبحث الإيمان بالله تعالى -:
" 5 - في إثبات الرجل ، أو القدم " 137 - وقوله صلى الله عليه وسلم :
ٍِِْ( لا تزال جهنم يلقى فيها ، وتقول : هل من مزيد ؟ ، حتى يضع رب
العزة فيها - وفي رواية : عليها - قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض ،
وتقول : قط ، قط ) ، متفق عليه ، إنتهى كلامه .
( قط قط : هذه موسيقى سنورية ، إتفق عليها أهل العلم )
فجاءت الشروح والحواشي لعلماء أفذاذ ( أصحاب مساويك كبيرة ) :p
على هذه الرواية الجليلة القدر ، العظيمة المحتوى - جزى الله راويها
وناقلها ، والمفتي بها ، خير الجزاء - !!
منها : كتاب ( التنبيهات اللطيفة ، فيما احتوت عليه العقيدة الواسطية ،
من المباحث المنيفة ) من تصنيف : ( العلامة ، الشيخ ، عبد الرحمن ،
بن ناصر ، السعدي ) ، ( آه .. على ذاك العلم )
!!
فلقد قال هذا العيلم الفحل - في معرض شرحه لهذه الرواية - : 137
( وهذه الصفة تجري مجرى بقية الصفات ، تثبت لله حقا ، على الوجه
اللائق بعظمة الله ، - ( أرجو التأمل في العبارات الآتية بدقة ) - وذلك :
أن الله وعد النار ملأها ، كما قال : { لأملأن جهنم من الجنة ، والناس
أجمعين } - ( السجدة / 13 ) - فلما كان مقتضى رحمته أن لا يعذب
أحدا بغير جرم ، وكانت النار في غاية القعر والسعة - ( القعر ، أي :
العمق ، وقعر كل شئ : أقصاه ) - حقق وعده تعالى ، ووضع عليها
قدمه ، فيتلاقى طرفاها ، ولا يبقى فيها فضل عن أهلها .
وأما الجنة : فإنه يبقي فيها فضل عن أهلها مع كثرة ما أعطاهم وسعته
فينشئ لهم خلقا أخرى كما ثبت بذلك الحديث ، إنتهى كلامه .
ويقول مرتضى الهجري :
يابن تيمية ، ويا سعدي !!
الله .. الله .. على هذا التوحيد و التنزيه !!
أتعلمان أنني معجب جدا بهكذا أفكار ، وهكذا توحيد عظيم
فرجل الله ( المسكينة ) ماذنبها لتعذب بالنار ، أتراها عاصية ؟!
ورجل الله هذه هل هي من جنس الجن ، أم هي من جنس الناس
الذين أشارت إليهما الآية الكريمة ، إذ أن الله - تبارك وتعالى - أقسم
وقسمه حق لا مرية فيه ، أنه سيملأ جهنم من هذين الجنسين ؟!
ثم : ألا يعلم الله - عز وجل - أن جهنم حينما خلقها كبيرة جدا ، بحيث
أنها تستوعب متوعدهم بها وزيادة ؟!
فإن كان يعلم : فلماذا خلقها بهذا الحجم الذي يفوق عدد روادها ؟!
وهنا إما أن يكون الله جاهلا بأن حجم النار كبير جدا ، وإما أن يكون جاهلا
بأن عدد روادها من القلة بحيث لا يمكنهم تغطيتها !!
وإن كان لا يعلم : فالله يجهل حال مخلوقاته من رأس !!
تعالى الله ، وتبارك ، وتقدس ، عن هكذا إحتمالات
ولكن .. ماذا أفعل وهذه الرواية ( التيمية ) تقودني إلى طرح ألف إشكال
وإشكال ، بينهم علامات تعجب كبيرة
----------------------------------------------
المصدر : كتاب ( التنبيهات اللطيفة ، فيما احتوت عليه العقيدة الواسطية
من المباحث المنيفة ) الباب الأول : الإيمان بالله تعالى / الصفحة : 61
الطبعة : الأولى / من طبعة : مكتبة أضواء السلف ، بالمملكة العربية
السعودية / سنة : 1420 هجرية .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم ، والعن أعداءهم ..
يقول ( التيميون ) : لسنا مجسمة من أتباع المجسمين ، ولا مفوضة من
أتباع المفوضين ، ولا معطلة من أتباع المعطلين ، ولا متأولة من أتباع
المتأولين ، في مباحث ( الصفات الإلهية ) وما يدور مدارها !!
بل نحن ( متمسلفة ) من أتباع السلف الصالح ، نثبت الصفات لله على
الوجه اللائق بعظمته ، وجلاله ، وقدسه ..
من غير تجسيم ، ولا تفويض ، ولا تعطيل ، ولا تأويل ، ولا تكييف ..
( ولا تبريد ، ولا تثليج ، ولا تغسيل ، ولا تفرين ، أبدا أبدا

وأقول : نعم ، هذا واضح جدا ، بل من البديهيات التي تستفاد من
كلماتهم في مصنفاتهم العقيدية ( العلمية ) !!
فيكفينا فقط : أن نلقي نظرة واحدة - وبشكل سريع ومختصر - على
كتب ومصنفات إمامهم وكبيرهم ( شيخ الإسلام ، الإمام ، أحمد ، بن
عبد الحليم ، الدمشقي ، الحراني ، الحنبلي ) ، ( ونعم الشيخ ) !!
وشروحها الكثيرة جدا ، التي ملأت المكتبات ، من تصنيف أتباعه ومريديه
من شيوخ ودعاة السلفية العظام ، ( أطال الله لحاهم ، وقصر ثيابهم ) !!
لنتعرف من خلالها على ذلك ( التوحيد ) الرائع النزيه ، الذي يضربون من
أجله خياشيم الناس ، حتى يسوقوهم إليه

ولنأخذ - مثالا - كتاب : ( العقيدة الواسطية ) له ، هذا الكتاب العظيم ،
الذي لم يصنف مثله في الإسلام ، حتى أن شروحه وحواشيه وتعليقاته
فاقت العشرين مصنفا ، ( تستطيع أن تقول : أكثر من تفاسير القرآن )

فلقد قال ابن تيمية هناك - في الباب الأول ، مبحث الإيمان بالله تعالى -:
" 5 - في إثبات الرجل ، أو القدم " 137 - وقوله صلى الله عليه وسلم :
ٍِِْ( لا تزال جهنم يلقى فيها ، وتقول : هل من مزيد ؟ ، حتى يضع رب
العزة فيها - وفي رواية : عليها - قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض ،
وتقول : قط ، قط ) ، متفق عليه ، إنتهى كلامه .
( قط قط : هذه موسيقى سنورية ، إتفق عليها أهل العلم )

فجاءت الشروح والحواشي لعلماء أفذاذ ( أصحاب مساويك كبيرة ) :p
على هذه الرواية الجليلة القدر ، العظيمة المحتوى - جزى الله راويها
وناقلها ، والمفتي بها ، خير الجزاء - !!
منها : كتاب ( التنبيهات اللطيفة ، فيما احتوت عليه العقيدة الواسطية ،
من المباحث المنيفة ) من تصنيف : ( العلامة ، الشيخ ، عبد الرحمن ،
بن ناصر ، السعدي ) ، ( آه .. على ذاك العلم )

فلقد قال هذا العيلم الفحل - في معرض شرحه لهذه الرواية - : 137
( وهذه الصفة تجري مجرى بقية الصفات ، تثبت لله حقا ، على الوجه
اللائق بعظمة الله ، - ( أرجو التأمل في العبارات الآتية بدقة ) - وذلك :
أن الله وعد النار ملأها ، كما قال : { لأملأن جهنم من الجنة ، والناس
أجمعين } - ( السجدة / 13 ) - فلما كان مقتضى رحمته أن لا يعذب
أحدا بغير جرم ، وكانت النار في غاية القعر والسعة - ( القعر ، أي :
العمق ، وقعر كل شئ : أقصاه ) - حقق وعده تعالى ، ووضع عليها
قدمه ، فيتلاقى طرفاها ، ولا يبقى فيها فضل عن أهلها .
وأما الجنة : فإنه يبقي فيها فضل عن أهلها مع كثرة ما أعطاهم وسعته
فينشئ لهم خلقا أخرى كما ثبت بذلك الحديث ، إنتهى كلامه .
ويقول مرتضى الهجري :
يابن تيمية ، ويا سعدي !!
الله .. الله .. على هذا التوحيد و التنزيه !!
أتعلمان أنني معجب جدا بهكذا أفكار ، وهكذا توحيد عظيم

فرجل الله ( المسكينة ) ماذنبها لتعذب بالنار ، أتراها عاصية ؟!
ورجل الله هذه هل هي من جنس الجن ، أم هي من جنس الناس
الذين أشارت إليهما الآية الكريمة ، إذ أن الله - تبارك وتعالى - أقسم
وقسمه حق لا مرية فيه ، أنه سيملأ جهنم من هذين الجنسين ؟!
ثم : ألا يعلم الله - عز وجل - أن جهنم حينما خلقها كبيرة جدا ، بحيث
أنها تستوعب متوعدهم بها وزيادة ؟!
فإن كان يعلم : فلماذا خلقها بهذا الحجم الذي يفوق عدد روادها ؟!
وهنا إما أن يكون الله جاهلا بأن حجم النار كبير جدا ، وإما أن يكون جاهلا
بأن عدد روادها من القلة بحيث لا يمكنهم تغطيتها !!
وإن كان لا يعلم : فالله يجهل حال مخلوقاته من رأس !!
تعالى الله ، وتبارك ، وتقدس ، عن هكذا إحتمالات

ولكن .. ماذا أفعل وهذه الرواية ( التيمية ) تقودني إلى طرح ألف إشكال
وإشكال ، بينهم علامات تعجب كبيرة

----------------------------------------------
المصدر : كتاب ( التنبيهات اللطيفة ، فيما احتوت عليه العقيدة الواسطية
من المباحث المنيفة ) الباب الأول : الإيمان بالله تعالى / الصفحة : 61
الطبعة : الأولى / من طبعة : مكتبة أضواء السلف ، بالمملكة العربية
السعودية / سنة : 1420 هجرية .
تعليق