الإنسان ومسائله وتكاوينه وجل علومه وما يعي وما يفهم وما يعمل وما يقول وما يحسن الصنع بأحد فماذا ينتظر ! الأجر والثواب - إن الإحسان في الصنع ليس له أثر بالغ في النفس عند قاطبة العموم ففي دلاله تفسيره يعتمد على صورة الإنسان وذاته فيترجم ما يشاء على سجيته ، وهنا يأتي سبيل الإحسان بالإحسان جزاء للصنع هبة لوجه الله تعالى ،،،،
حين يمر الإنسان بمشكلة معينة تصادفه في حياته ويتخذ القرار المناسب لها قربه لله تعالى فتتحول مجريات الأمور لتنقلب عليه فيقول في ذاته وبخالص النية والعمل هل هذا يصح يا رب !؟
الإحباط له مسائل عدة وصور كثيرة وفي بعض الأحيان تجعل من الإنسان ينقلب في تصرفاته على عكس ما يتأسس عليه من الهداية والنورانية فالتصرفات التي لها جل الشئ في طلب وجه الله والرضى في العقبى وإن كانت في بعض الأحيان ليس على ما فيها يحمد لصاحب المسألة ،،،، إنها الرسالة أخوتي الرسالة التي يشتاق بها الله لعباده وبها يقترب بالدعاء وينشد الصلاة ويكن كالذين سبقوه للإيمان.
وهذه المواصفات رحمة من الله في عباده ليجعل ما بعدهم الطوفان وهذه القصص وهذه العبر في القرآن كثيرة ويكفنا فخراً بأننا على درجة الوعي والتيقن لنعي هذه الحقائق.
الظلم والإحباط والحزن والأثر السلبي في حق الكثير نراها سبباً لنعزوا في حكمنا على تصرفات الغير بالظن وعدم حسن التيقن في جنبهم وهذا حرام فهي الطاغية القاضية التي تؤدي إلى تحول هذا الإنسان لحيوان شرس همه اللحم وإمتصاص العظم ،،،
فنعم الحكم الله والزعيم محمد ،،،
الفقرة الأخيرة من موضوعي هذا يدخل في مسألة واحدة أسرية بحته أجدها في كثير من الأحيان سبباً لتداخلات عدة لدى فئة من النساء الذين يعزون في أمرهم للرجل القوي الذي يعلو بصوته ويده ولسانه ويعكس الصور ويغير المجراها الصحيح ( وهو كالجبان لا يقوى إلا باللسان ) هو الطبيعي على سجيته ! القوي ذو العنفوان.
ومن ينشد الحكمة في التعامل الإنساني ويعمل بها فهو في أثر المستضعفين ،،،، لا والله ولكل أجلٍ كتاب ولكل أمرٍ أثر ولو كان بعد حين.
وللرجال فظفر بذات الدين فهي أعيى وأعلم بأن تصون بيتها ورجلها وتعلم كيف تحافظ عليه ولا تجعل من أسوار الشك والظن وقلة العقل سبباً لخراب العمار الذي بنته في بيتها ونفس زوجها!.
وإن كان رجل فهو الذي لا يحيد ولا يلين في هذا الجانب ، وإن كان الحذر في بعض التصرفات أمراً واجباً.
فتكاثري يا هموم فما زدتي إلا زاد قلبي فرحاً بالإقبال على الله
ومني إليكم :
إنّ من غرر أحاديث الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) في مجال العقل كمصدر معرفي أساس هو وصيّته الثمينة لهشام بن الحكم والتي سُمّيت برسالة العقل عند الإمام(عليه السلام)، وإليك نصّ الرسالة:
قال(عليه السلام): «إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: (... فبشّر عبادِ الذين يستمعونَ القولَ فيتّبعونَ أحسنهُ أولئكَ الذينَ هداهمُ الله وأولئكَ همُ اُولوا الألبابِ)[9].
يا هشام قد جعل الله عزّ وجلّ ذلك دليلا على معرفته بأنّ لهم مدبّراً فقال
وسخّرَ لكمُ الليل والنهارَ والشمسَ والقمرَ والنجومُ مسخّراتٌ بأمره إنَّ في ذلك لآيات لقوم يعقلونَ)[11]. وقال : (حم والكتاب المبين إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً لعلكم تعقلونَ)[12]وقال
ومنْ آياتهِ يريكمُ البرقَ خوفاً وطمعاً وينزّل من السماءِ ماءً فيُحيي بهِ الارضَ بعدَ موتها إنَّ في ذلكَ لآيات لقوم يعقلونَ)[13].
يا هشام ثمّ وعظ أهل العقل ورغّبهم في الآخرة فقال
وما الحياةُ الدنيا إلاّ لعبٌ لاولهوٌ وللدارُ الاخرةُ خيرٌ للذين َ يتّقونَ أفلا تعقلونَ)[14]. وقال
وما أوتيتُم من شيء فمتاعُ الحياةِ الدنيا وزينتها وما عندَ الله خيرٌ وأبقى أفلا تعقلونَ)[15].
يا هشام ثمّ خوَّف الذين لا يعقلون عذابه فقال عزّ وجلّ: (ثمّ دمّرنا الآخرينَ وانكم لتمرونَ عليهم مصبحينَ وبالليلِ أفلا تعقلونَ)[16].
يا هشام ثمّ بيّن أن العقل مع العلم فقال
وتلكَ الامثالُ نضربها للناسِ وما يعقلها إلاّ العالمونَ)[17].
يا هشام ثمّ ذمّ الذين لايعقلون فقال
وإذا قيلَ لهمُ اتّبعوا ما أنزلَ الله قالوا بلْ نتّبعُ ما ألفينا عليهِ آباءنا أولو كانَ آباؤهم لا يعقلونَ شيئاً ولا يهتدونَ)[18]. وقال
إنَّ شرّ الدوابِّ عندَ الله الصمُّ البكمُ الذينَ لا يعقلونَ)[19]. وقال
ولئن سألتهم من خلقَ السمواتِ والأرضَ ليقولنَّ الله قلِ الحمدُ لله بلْ أكثرهمْ لا يعلمون)[20].
ثمّ ذم الكثرة فقال : (وإن تُطع أكثرَ من في الارض يُضلّوكَ عن سبيلِ الله)[21]وقال : (ولكنَّ أكثرهم لا يعلمونَ)[22] . «وأكثرهم لا يشعرون»[23].
يا هشام ثمّ مدح القلة فقال
وقليلٌ منْ عباديَ الشّكور)[24] وقال
وقليلٌ ماهُمْ)[25] وقال
وما آمنَ معهُ إلاّ قليلٌ)[26].
يا هشام ثمّ ذكر أولي الالباب بأحسن الذكر وحلاّهم بأحسن الحلية، فقال
يُوتي الحكمةَ من يشاءُ ومنْ يُؤتَ الحكمةَ فقد أوتي خيراً كثيراًوما يذّكرُ إلاّ اُولوا الالبابِ)[27].
يا هشام إنّ الله يقول
انّ في ذلكَ لذكرى لمن كانَ لهُ قلبٌ)[28] يعني العقل. وقال
ولقد آتينا لُقمانَ الحكمةَ)[29] قال: الفهم والعقلَ .
يا هشام إنّ لقمان، قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقلَ الناس ». يا بنيّ إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيه عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان وشراعها التوكل وقيمتها العقل. ودليلها العلم وسكّانها الصبر.
يا هشام لكل شيء دليل ودليل العاقل التفكر ودليل التفكر الصمت . ولكل شيء مطيّة ومطيّة العاقل التواضع وكفى بك جهلا، أن تركب ما نُهيت عنهُ.
يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس (في يدك) لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة. ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: انّها جوزة ما ضرّك وأنت تعلم أنها لؤلؤة.
يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله الى عباده إلاّ ليعقلوا عن الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله. وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا. وأعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة.
يا هشام ما من عبد إلاّ وملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع إلاّ رفعه الله ولا يتعاظم إلاّ وضعه الله.
يا هشام إنّ لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة . وأمّا الباطنة فالعقول.
ياهشام إنّ العاقل، الذي لا يشغل الحلال شكره ولا يغلب الحرام صبره.
يا هشام من سلّط ثلاثاً على ثلاث فكأ نّما أعانَ هواه على هدم عقله: من أظلم نور فكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه. وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله. ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه.
يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك.
يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها. ورغب فيما عند ربه ـ وكان الله ـ آنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة. وغناه في العيلة ومعزه في غير عشيرة[30].
يا هشام نصب الخلق لطاعة الله[31] . ولا نجاة إلاّ بالطاعة. والطاعة بالعلم والعلم بالتعلم. والتعلم بالعقل يعتقد[32] ولا علم إلاّ من عالم رباني ومعرفة العالم بالعقل.
يا هشام قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف. وكثير العمل من أهلِ الهوى والجهل مردود.
يا هشام إنّ العاقل رضي بالدّون من الدنيا مع الحكمة . ولم يرض بالدّون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم.
يا هشام إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك. وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك .
يا هشام إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب. وترك الدنيامن الفضل وترك الذنوب من الفرض.
وأكرر ما جاء وعليه الأثر يا أخوتي أخواتي فإلتزموا بزمام الحق :
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قام رجل يُقال له: همام، وكان عابداً ناسكاً مجتهداً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين: صف لنا المؤمن كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همّام، المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذلّ شيء نفساً زاجر عن كلّ فان، حاضّ على كل حسن، لا حقود ولا حسود، ولا وثّاب ولا سبّاب، ولا غيّاب ولا مرتاب، يكره الرّفعة، وشنأ السمعة، طويل الغمّ، بعيد الهمّ، كثير الصّمت، وقور ذكور صبور شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة، رصين الوفاء قليل الأذى، لا منافق ولا متهتّك، إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلّم، ومراجعته تفهّم، كثير علمه عظيم حلمه، كثير الرّحمة، لا يبخل ولا يعجل، ولا يضجر ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في عمله، نفسه أصلب من الصّلد، ومكادحته أحلى من الشّهد، لا جشع ولا هلع، ولا عنف ولا صلف، ولا متكلّف ولا متعمّق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، ولا يتهوّر ولا يتهتّك ولا يتجبر، خالـــص الود، وثيق العهد وفيّ العهد، شفيق وصول، حليم خمول، قليل الفضول، راض عن الله عزّ وجلّ، مخالف لهواه، لا يغلظ على من دونه ولا يخوض فيما لا يعنيه، ناصر للدّين، محام عن المؤمنين، كهف للمسلمين، لا يخرق الثّناء سمعه، ولا ينكى الطّمع قلبه، لا يصرف اللّعب حكمه، ولا يطلع الجاهل عمله، قوّال عمّال عالم حازم، لا بفحّاش ولا بطيّاش، وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لا بختّال ولا بغدّار، ولا يقتفي أثراً، ولا يحيف ببشر، رفيق بالخلق ساع في الأرض، عون للضعيف غوث للملهوف، لا يهتك ستراً، ولا يكشف سرّاً، كثير البلوى قليل الشكوى، إن رأى خيراً ذكره، وإن عاين شّراً سرّه، يستر العيب ويحفظ الغيب، ويقيل العثرة ويغفر الزلّة، لا يطلع على نصح فيذره، ولا يدع جنح حيف فيصلحه، أمين رصين، تقيّ نقيّ زكيّ رضيّ، يقبل العذر ويجمل الذّكر، ويحسن بالنّاس الظّن، ويتهم على العيب نفسه، يجبّ في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح، مذكّر للعالم، معلّم للجاهل، لا يتوقّع له بائقة، ولا يخاف له غائلة، كلّ سعي أخلص عنده من سعيه وكل نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه شاغل بغمّه، لا يثق بغير ربّه، قريب (غريب) وحيد حزين يحبّ في الله ويجاهد في الله ليتبع رضاه، ولا ينتقم لنفسه بنفسه ولا يوالي في سخط ربّه، مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصّدق، مؤازر لأهل الحقّ، عون للغريب، أب لليتيم، بعل للأرملة، خفيّ بأهل المسكنة، مرجو لكلّ كريمة (كريهة) مأمول لكلّ شدة، هشاش بشّاش، لا بعبّاس ولا بحبّاس، صليب كظّام بسّام، دقيق النّظر عظيم الحذر، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحى، وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، وودّه يعلو حسده، وعفوه يعلو حقده ولا ينطق بغير صواب، ولا يلبس إلاَّ الاقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربّه بطاعته، راض عنه في كلّ حالاته بنيّة خالصة، أعماله ليس فيها غشّ ولا خديعة، نظره عبرة وسكوته فكرة، وكلامه حكمة، مناصحاً متباذلاً متواخياً، ناصح في السرّ والعلانية، لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به، ولا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو ما لا يجوز له الرّجاء، ولا يفشل في الشدّة ولا يبطر في الرّخاء، يمزج الحلم بالعلم والعقل بالصّبر تراه بعيداً كسله، دائماً نشاطه قريباً أمله، قليلاً زلـله، متوقّعاً لأجله، خاشعاً قلبه ذاكراً ربّه قانعة نفسه، منفياً جهله، سهلاً أمره، حزيناً لذنبه، ميتة شهوته، كظوماً غيظه، صافياً حلقه آمناً منه جاره، ضعيفاً كبره، قانعاً بالذي قدّر له، متيناً صبره محكماً أمره، كثيراً ذكره، يخالط النّاس ليعلم ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم ويتجر ليغنم، لا ينصت (لا ينصب) للخير ليفخر به، ولا يتكلم ليتجبّر به على من سواه، نفسه منه في عناء، والنّاس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، فأراح النّاس من نفسه، إن بغى عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له، بعده ممّن يباعد منه بغض ونزاهة، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبّراً ولا عظمة، ولا دنوّه خديعة ولا خلابة، بل يقتدي بمـــن كان قبله من أهل الخـــير، فهو إمام لمن بعـــــده من أهل البر )(3).
حين يمر الإنسان بمشكلة معينة تصادفه في حياته ويتخذ القرار المناسب لها قربه لله تعالى فتتحول مجريات الأمور لتنقلب عليه فيقول في ذاته وبخالص النية والعمل هل هذا يصح يا رب !؟
الإحباط له مسائل عدة وصور كثيرة وفي بعض الأحيان تجعل من الإنسان ينقلب في تصرفاته على عكس ما يتأسس عليه من الهداية والنورانية فالتصرفات التي لها جل الشئ في طلب وجه الله والرضى في العقبى وإن كانت في بعض الأحيان ليس على ما فيها يحمد لصاحب المسألة ،،،، إنها الرسالة أخوتي الرسالة التي يشتاق بها الله لعباده وبها يقترب بالدعاء وينشد الصلاة ويكن كالذين سبقوه للإيمان.
وهذه المواصفات رحمة من الله في عباده ليجعل ما بعدهم الطوفان وهذه القصص وهذه العبر في القرآن كثيرة ويكفنا فخراً بأننا على درجة الوعي والتيقن لنعي هذه الحقائق.
الظلم والإحباط والحزن والأثر السلبي في حق الكثير نراها سبباً لنعزوا في حكمنا على تصرفات الغير بالظن وعدم حسن التيقن في جنبهم وهذا حرام فهي الطاغية القاضية التي تؤدي إلى تحول هذا الإنسان لحيوان شرس همه اللحم وإمتصاص العظم ،،،
فنعم الحكم الله والزعيم محمد ،،،
الفقرة الأخيرة من موضوعي هذا يدخل في مسألة واحدة أسرية بحته أجدها في كثير من الأحيان سبباً لتداخلات عدة لدى فئة من النساء الذين يعزون في أمرهم للرجل القوي الذي يعلو بصوته ويده ولسانه ويعكس الصور ويغير المجراها الصحيح ( وهو كالجبان لا يقوى إلا باللسان ) هو الطبيعي على سجيته ! القوي ذو العنفوان.
ومن ينشد الحكمة في التعامل الإنساني ويعمل بها فهو في أثر المستضعفين ،،،، لا والله ولكل أجلٍ كتاب ولكل أمرٍ أثر ولو كان بعد حين.
وللرجال فظفر بذات الدين فهي أعيى وأعلم بأن تصون بيتها ورجلها وتعلم كيف تحافظ عليه ولا تجعل من أسوار الشك والظن وقلة العقل سبباً لخراب العمار الذي بنته في بيتها ونفس زوجها!.
وإن كان رجل فهو الذي لا يحيد ولا يلين في هذا الجانب ، وإن كان الحذر في بعض التصرفات أمراً واجباً.
فتكاثري يا هموم فما زدتي إلا زاد قلبي فرحاً بالإقبال على الله
ومني إليكم :
إنّ من غرر أحاديث الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) في مجال العقل كمصدر معرفي أساس هو وصيّته الثمينة لهشام بن الحكم والتي سُمّيت برسالة العقل عند الإمام(عليه السلام)، وإليك نصّ الرسالة:
قال(عليه السلام): «إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: (... فبشّر عبادِ الذين يستمعونَ القولَ فيتّبعونَ أحسنهُ أولئكَ الذينَ هداهمُ الله وأولئكَ همُ اُولوا الألبابِ)[9].
يا هشام قد جعل الله عزّ وجلّ ذلك دليلا على معرفته بأنّ لهم مدبّراً فقال


يا هشام ثمّ وعظ أهل العقل ورغّبهم في الآخرة فقال


يا هشام ثمّ خوَّف الذين لا يعقلون عذابه فقال عزّ وجلّ: (ثمّ دمّرنا الآخرينَ وانكم لتمرونَ عليهم مصبحينَ وبالليلِ أفلا تعقلونَ)[16].
يا هشام ثمّ بيّن أن العقل مع العلم فقال

يا هشام ثمّ ذمّ الذين لايعقلون فقال



ثمّ ذم الكثرة فقال : (وإن تُطع أكثرَ من في الارض يُضلّوكَ عن سبيلِ الله)[21]وقال : (ولكنَّ أكثرهم لا يعلمونَ)[22] . «وأكثرهم لا يشعرون»[23].
يا هشام ثمّ مدح القلة فقال



يا هشام ثمّ ذكر أولي الالباب بأحسن الذكر وحلاّهم بأحسن الحلية، فقال

يا هشام إنّ الله يقول


يا هشام إنّ لقمان، قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقلَ الناس ». يا بنيّ إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيه عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان وشراعها التوكل وقيمتها العقل. ودليلها العلم وسكّانها الصبر.
يا هشام لكل شيء دليل ودليل العاقل التفكر ودليل التفكر الصمت . ولكل شيء مطيّة ومطيّة العاقل التواضع وكفى بك جهلا، أن تركب ما نُهيت عنهُ.
يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس (في يدك) لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة. ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: انّها جوزة ما ضرّك وأنت تعلم أنها لؤلؤة.
يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله الى عباده إلاّ ليعقلوا عن الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله. وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا. وأعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة.
يا هشام ما من عبد إلاّ وملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع إلاّ رفعه الله ولا يتعاظم إلاّ وضعه الله.
يا هشام إنّ لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة . وأمّا الباطنة فالعقول.
ياهشام إنّ العاقل، الذي لا يشغل الحلال شكره ولا يغلب الحرام صبره.
يا هشام من سلّط ثلاثاً على ثلاث فكأ نّما أعانَ هواه على هدم عقله: من أظلم نور فكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه. وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله. ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه.
يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك.
يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها. ورغب فيما عند ربه ـ وكان الله ـ آنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة. وغناه في العيلة ومعزه في غير عشيرة[30].
يا هشام نصب الخلق لطاعة الله[31] . ولا نجاة إلاّ بالطاعة. والطاعة بالعلم والعلم بالتعلم. والتعلم بالعقل يعتقد[32] ولا علم إلاّ من عالم رباني ومعرفة العالم بالعقل.
يا هشام قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف. وكثير العمل من أهلِ الهوى والجهل مردود.
يا هشام إنّ العاقل رضي بالدّون من الدنيا مع الحكمة . ولم يرض بالدّون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم.
يا هشام إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك. وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك .
يا هشام إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب. وترك الدنيامن الفضل وترك الذنوب من الفرض.
وأكرر ما جاء وعليه الأثر يا أخوتي أخواتي فإلتزموا بزمام الحق :
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قام رجل يُقال له: همام، وكان عابداً ناسكاً مجتهداً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين: صف لنا المؤمن كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همّام، المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذلّ شيء نفساً زاجر عن كلّ فان، حاضّ على كل حسن، لا حقود ولا حسود، ولا وثّاب ولا سبّاب، ولا غيّاب ولا مرتاب، يكره الرّفعة، وشنأ السمعة، طويل الغمّ، بعيد الهمّ، كثير الصّمت، وقور ذكور صبور شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة، رصين الوفاء قليل الأذى، لا منافق ولا متهتّك، إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلّم، ومراجعته تفهّم، كثير علمه عظيم حلمه، كثير الرّحمة، لا يبخل ولا يعجل، ولا يضجر ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في عمله، نفسه أصلب من الصّلد، ومكادحته أحلى من الشّهد، لا جشع ولا هلع، ولا عنف ولا صلف، ولا متكلّف ولا متعمّق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، ولا يتهوّر ولا يتهتّك ولا يتجبر، خالـــص الود، وثيق العهد وفيّ العهد، شفيق وصول، حليم خمول، قليل الفضول، راض عن الله عزّ وجلّ، مخالف لهواه، لا يغلظ على من دونه ولا يخوض فيما لا يعنيه، ناصر للدّين، محام عن المؤمنين، كهف للمسلمين، لا يخرق الثّناء سمعه، ولا ينكى الطّمع قلبه، لا يصرف اللّعب حكمه، ولا يطلع الجاهل عمله، قوّال عمّال عالم حازم، لا بفحّاش ولا بطيّاش، وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لا بختّال ولا بغدّار، ولا يقتفي أثراً، ولا يحيف ببشر، رفيق بالخلق ساع في الأرض، عون للضعيف غوث للملهوف، لا يهتك ستراً، ولا يكشف سرّاً، كثير البلوى قليل الشكوى، إن رأى خيراً ذكره، وإن عاين شّراً سرّه، يستر العيب ويحفظ الغيب، ويقيل العثرة ويغفر الزلّة، لا يطلع على نصح فيذره، ولا يدع جنح حيف فيصلحه، أمين رصين، تقيّ نقيّ زكيّ رضيّ، يقبل العذر ويجمل الذّكر، ويحسن بالنّاس الظّن، ويتهم على العيب نفسه، يجبّ في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح، مذكّر للعالم، معلّم للجاهل، لا يتوقّع له بائقة، ولا يخاف له غائلة، كلّ سعي أخلص عنده من سعيه وكل نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه شاغل بغمّه، لا يثق بغير ربّه، قريب (غريب) وحيد حزين يحبّ في الله ويجاهد في الله ليتبع رضاه، ولا ينتقم لنفسه بنفسه ولا يوالي في سخط ربّه، مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصّدق، مؤازر لأهل الحقّ، عون للغريب، أب لليتيم، بعل للأرملة، خفيّ بأهل المسكنة، مرجو لكلّ كريمة (كريهة) مأمول لكلّ شدة، هشاش بشّاش، لا بعبّاس ولا بحبّاس، صليب كظّام بسّام، دقيق النّظر عظيم الحذر، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحى، وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، وودّه يعلو حسده، وعفوه يعلو حقده ولا ينطق بغير صواب، ولا يلبس إلاَّ الاقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربّه بطاعته، راض عنه في كلّ حالاته بنيّة خالصة، أعماله ليس فيها غشّ ولا خديعة، نظره عبرة وسكوته فكرة، وكلامه حكمة، مناصحاً متباذلاً متواخياً، ناصح في السرّ والعلانية، لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به، ولا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو ما لا يجوز له الرّجاء، ولا يفشل في الشدّة ولا يبطر في الرّخاء، يمزج الحلم بالعلم والعقل بالصّبر تراه بعيداً كسله، دائماً نشاطه قريباً أمله، قليلاً زلـله، متوقّعاً لأجله، خاشعاً قلبه ذاكراً ربّه قانعة نفسه، منفياً جهله، سهلاً أمره، حزيناً لذنبه، ميتة شهوته، كظوماً غيظه، صافياً حلقه آمناً منه جاره، ضعيفاً كبره، قانعاً بالذي قدّر له، متيناً صبره محكماً أمره، كثيراً ذكره، يخالط النّاس ليعلم ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم ويتجر ليغنم، لا ينصت (لا ينصب) للخير ليفخر به، ولا يتكلم ليتجبّر به على من سواه، نفسه منه في عناء، والنّاس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، فأراح النّاس من نفسه، إن بغى عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له، بعده ممّن يباعد منه بغض ونزاهة، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبّراً ولا عظمة، ولا دنوّه خديعة ولا خلابة، بل يقتدي بمـــن كان قبله من أهل الخـــير، فهو إمام لمن بعـــــده من أهل البر )(3).
تعليق