5/6/2014
فى ذكرى النكسه .. عوده الروح لمصر وسوريا

محمود كامل الكومي
كاتب ومحامى - مصرى
بانوراما الشرق الاوسط
تمر اليوم الخامس من يونيو (حزيران ) ذكرى حرب 1967 وما جرى فيها من أحداث دراما تيكية ,أدت الى هزيمة جيوش ثلاث دول عربية (مصر وسوريا والاردن ) وأحتلال أجزاء من اراضيها , واذا كانت تلك النكسة قد تم تخطيها بازالة آثار العدوان فى حرب تشرين (أكتوبر ) 1973 , الا أن ذلك كان يتخطى مرحلة اليأس التى حاول الأستعمار والصهيونية بثها فى نفوس شعبنا العربى , وكانت مقولة الزعيم جمال عبد الناصر وفعله الثورى لهما فعل السحر فى التغلب على الأحزان ومقاومتها والتطلع الى العمل والكد والكفاح نحو أستعادة الثقة والأستعداد لأزالة آثار العدوان حتى وصل الأمر الى تدمير العدو فى عقر داره (تدمير ميناء ايلات الصهيونى), وقد ظلت كلمات الزعيم ناصر التى أكدت على” أن النكسة لابد ان تضيف الى تجربتنا عمقا جديدا , ولابد أن تدفعنا الى نظرة شاملة وفاحصة وأمينة على جوانب عملنا” تدوى فى النفوس , حتى كانت حرب الأستنزاف ثم حرب تشرين وعودة الروح من جديد الى مصر وسوريا.
وفى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو (حزيران ), تعود الروح من جديد الى مصر وسوريا , وذلك حين تتغلب سوريا على المؤامرة الكونية التى حاولت بكل السبل قوى الاستعمار والصهيونية وقوى الرجعية الخليجية أن تحيل قواها الثورية والوحدوية , الى دولة مفككة تفترسها قوى الارهاب وتقسمها الى دويلات من اجل أن تكون لقمة سائغة للصهيونية والامبريالية الامريكية , لكنها الآن وقد جسدت أرادة شعبها بفعل وحدته ليجهض كل المؤامرات الكونية , ولم يبق الا أذناب الأرهاب والصهيونية والرجعية الخليجية فى ركن ركين يحتمون بجحر الفئران فى انتظار السم الزعاف الذى سيبيدهم ويطهر الارض السورية من دنسهم بأذن الله.
تعود الروح الآن لسوريا فى ذكرى النكسة بأجتماع أرادة الأمة فيها, بالتحدى ورغم الحروب والتآمر والنيران , بخروج شعبنا السورى كالطوفان - فى داخل سوريا وخارجها – الى صناديق الانتخاب معلنا للعالم كله أنه على طريق النضال مع القائد بشار الأسد , وأنه على أستعداد لأن يدفع حياته ثمنا للدفاع عن الوطن السورى ضد المؤامرة الكونية عليه , معلنا بذلك عودة الروح لسوريا بتجديد الولاء لقائدها بشار الأسد متحديا كل المتأمرين من عربان الخليج وعملاء الصهاينة والأمريكان.
وفى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو تعود الروح ايضا الى مصر المحروسة بعنايه الله , حين تجسدت أرادة الأمة بأختيار من وقف الى جانب الشعب ضد المؤامرة على مصر والتى كان يقودها التنظيم العالمى لجماعة الأخوان نحو شرق أوسط جديد تقوده اسرائيل , وتلعب فيه مصر الأخوانية دور المنفذ لتفكيك عرى الوطن , باستباحت ارض سيناء وتركها وطن لحماس بديلا عن الوطن الفلسطينى السليب , وكذا اهداء أجزاء من جنوب البلاد للسودان , حتى تماهى مع المؤامرة الكونية بتفكيك السودان الى ثلاث دول.
كان عبد الفتاح السيسى , هو من أدرك حقيقة المؤامرة بجر مصر وجيشها الى جانب قوى المعارضة السورية العميله بفعل حكم الأخوان , وكانت هذه هى القشة التى قسمت ظهر البعير , فأنحاز الى الأرادة الشعبية فى 30\6\2013 التى عزلت مرسى رئيس مصر الأخوانى , ولذلك لم يجد الشعب بديلا سواه كرئيس يقود البلاد , وبأجماع الشعب المصرى تم اختياره لقيادة مصر لتعود الروح اليها من جديد وتتحول ذكرى نكسة حزيران الى أفراح وتطلع للمستقبل وتجاوز لنكسة ثلاث سنوات عجاف اخرهم سنة هى الأدنى فى تاريخ حكم مصر من بداية الخليقة الى الآن.
وما بين نكسة يونيو (حزيران) 1967 , مرورا بأحداث ما سمى بالربيع العربى فى 2011 , حتى عودة الروح لمصر وسوريا فى يونيو 2014 بأجماع الشعب على قيادة الاسد والسيسى – تتجلى المؤامرة على مصر وسوريا من جانب الرجعية الخليجية والأستعمار والصهيونية:
حين وقف الزعيم جمال عبد الناصر الى جانب الثورة اليمنية , وقبلها حين قامت الوحدة بين مصر وسوريا معلنة بزوغ شمس الجمهورية العربية المتحدة , أرتعدت فرائض الحكم السعودى , وصار يخاطب من وطدوا دعائم أسرة آل سعود وكل الأسر الخليجية الحاكمة , وتكشف وثائق الخارجية الأمريكية – المفرج عنها – عن خطاب أرسله الملك الأسبق للسعودية (فيصل) الى الرئيس الأمريكى الأسبق (ليندون جونسون), يتوسل اليه أن يحث أسرائيل على أحتلال أراضى فى مصر وسوريا , حتى يتقوقع نظامى الحكم فيهما داخل حدودهما , ولا يتطلعا الى مساعدة قوى التحرر خاصة العربية , وحتى يذوب فكرهم بعيدا عن المناداة بأى عمل وحدوى - لم تكن أسرائيل بالطبع تحتاج فى عدوانها الى مثل هذا الخطاب – فحلم أسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات مركوز فى قلبها – لكن كان هذا الخطاب للتعجيل بالقضاء على مصر وسوريا واثبات ولاء الحكم السعودى للأمبريالية الأمريكية , وكانت المؤامرة وأنكشف العملاء فى مصر وتم القضاء على عصابة عبد الحكيم عامر, وفى سوريا طهر حافظ الأسد البلاد ممن كان يحكم آنذاك وصار قائدا للبلاد , وبذلك تم تجاوز المؤامرة على مصر وسوريا , ولم تتفكك الدولتان , لكن يبقى العرق دساس , حين ساهم كمال أدهم عميل المخابرات الأمريكية السعودى فى تجنيد السادات , وما أعقب ذلك من أتفاق كامب ديفيد ودور الحكم السعودى فى ذلك.
وعلى صعيد الأحداث فيما سمى بالربيع العربى , فالمؤامرة تتطابق الى حد كبير مع التآمر على مصر وسوريا آبان نكسة يونيو 1967 - لكن فى هذه المرة , صعدت المخابرات الأمريكية حكام قطر الى مرتبة اللاعب الأول فى المؤامرة بديلا عن الحكم السعودى الذى سار فى دور مرسوم جديد , وكان الدور القطرى العميل فى تمويل التنظيم العالمى لجماعة الأخوان لتولى حكم مصر عقب أحداث يناير 2011 , وكادت مصر بفعل هذا الدور ان تنحدر الى حرب أهلية لتتماهى مع مؤامرة كونية عليها تحرك خيوطها المخابرات الأمريكية , لولا ارادة الله , وأنحياز الجيش المصرى بقيادة عبد الفتاح السيسى الى الشعب فأجهضت المؤامرة .
لكن فى سوريا كانت المؤامرة هى الأشد , ايمانا من أصحابها ان الأمن القومى المصرى يبدأ من الحدود السورية , وتورطت أسرة آل سعود واسرة آل ثاني فى قطر فى التآمرعليها حتى النخاع , فمولوا القوى الأرهابية بكل انواع الأسلحة الفتاكة , وصار العون المادى واللوجستى والأعلامى الى مالا نهاية , كل ذلك من أجل ان تخضع سوريا الى ما ترمى اليه القوى الأمبريالية من شرق أوسط جديد تقوده أسرائيل – لكن صمود الشعب السورى وقيادته بدى هو الضوء الذى حمى الأمة العربية وسوريا من السقوط فى براثن المؤامرة , كما كانت ثورة الشعب المصرى وأنحياز الجيبش لها فى 30\6\213 هو من ساهم ايضا من اجهاض تلك المؤامرة .
وعلى ذلك يتضح للعيان أن الجيشين والشعبين المصرى والسورى هما من اجهضا المؤامرة الكونية على الأمة العربية , ومنعا تعرضها لنكسة أخرى , فكانت عودة الروح لمصر وسوريا بأنتخاب القائد عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر وأعادة أنتخاب القائد بشار الأسد رئيسا لسوريا فى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو 1967 .
واذا كانت دول الخليج خاصة الحكم السعودى تحاول الآن أن تتجمل ببعض المساحيق , تجاه الشعب المصرى وقيادته الجديدة , بضخ المليارات مستغلة ازمته الأقتصادية الطاحنة , فأن مصر فى قبولها لذلك انما يتم عن وعى وأدراك بطبيعه التآمر السعودى والدور الخليجى العميل للاستعمار والصهيونية , وبعد أن تتخطى مرحلة عنق الزجاجة التى تمر بها , ومن أجل أن تعود الى دورها الأقليمى وقيادة المنطقة , كما ان قبولها لذلك هو من أجل ان تجهض الفعل القطرى والسعودى العميل والذى يرمى الى تجويع الشعب وخلق الجو المناسب لحرب اهليه كما حدث بسوريا – من هنا ستفقد المؤامرة فعلها , ولا يبقى الا أن ينكشف دهاليز التأمر الخليجى خاصة السعودى والقطرى , ويبقى الجو أكثر ملائمة لضربه وأجهاضه , ولايبقى لفعل هذا من قوة الا بأعلان سياسة وحدوية بين مصر وسوريا و لكن فى ظل وعى وأدراك وخبث سياسى يلعب بأعصاب الرجعية الخليجية , حتى تفرغ من محتواها , وتفقد مقومات عمالتها للصهيونية والأمبريالية الأمريكية .
وقد تكون البداية لعودة الروح الحقيقية لمصر وسوريا بتجاوز آثار النكسة التى حدثت فى ظل ماسمى بالربيع العربى , وفى ذكرى نكسة يونيو 1967 , وذلك بعودة العلاقات بين مصر وسوريا , كما كانت فى ظل حكم الزعيمين جمال عبد الناصر وشكرى القوتلى .
ويبقى الأمل معقود على الزعيمين بشار الأسد وعبد الفتاح السيسى , بأعتارهما روح مصر وسوريا ضد حكام الرجعية الخليجية المتماهين مع المؤامرة الكونية على الأمة العربية
فى ذكرى النكسه .. عوده الروح لمصر وسوريا

محمود كامل الكومي
كاتب ومحامى - مصرى
بانوراما الشرق الاوسط
تمر اليوم الخامس من يونيو (حزيران ) ذكرى حرب 1967 وما جرى فيها من أحداث دراما تيكية ,أدت الى هزيمة جيوش ثلاث دول عربية (مصر وسوريا والاردن ) وأحتلال أجزاء من اراضيها , واذا كانت تلك النكسة قد تم تخطيها بازالة آثار العدوان فى حرب تشرين (أكتوبر ) 1973 , الا أن ذلك كان يتخطى مرحلة اليأس التى حاول الأستعمار والصهيونية بثها فى نفوس شعبنا العربى , وكانت مقولة الزعيم جمال عبد الناصر وفعله الثورى لهما فعل السحر فى التغلب على الأحزان ومقاومتها والتطلع الى العمل والكد والكفاح نحو أستعادة الثقة والأستعداد لأزالة آثار العدوان حتى وصل الأمر الى تدمير العدو فى عقر داره (تدمير ميناء ايلات الصهيونى), وقد ظلت كلمات الزعيم ناصر التى أكدت على” أن النكسة لابد ان تضيف الى تجربتنا عمقا جديدا , ولابد أن تدفعنا الى نظرة شاملة وفاحصة وأمينة على جوانب عملنا” تدوى فى النفوس , حتى كانت حرب الأستنزاف ثم حرب تشرين وعودة الروح من جديد الى مصر وسوريا.
وفى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو (حزيران ), تعود الروح من جديد الى مصر وسوريا , وذلك حين تتغلب سوريا على المؤامرة الكونية التى حاولت بكل السبل قوى الاستعمار والصهيونية وقوى الرجعية الخليجية أن تحيل قواها الثورية والوحدوية , الى دولة مفككة تفترسها قوى الارهاب وتقسمها الى دويلات من اجل أن تكون لقمة سائغة للصهيونية والامبريالية الامريكية , لكنها الآن وقد جسدت أرادة شعبها بفعل وحدته ليجهض كل المؤامرات الكونية , ولم يبق الا أذناب الأرهاب والصهيونية والرجعية الخليجية فى ركن ركين يحتمون بجحر الفئران فى انتظار السم الزعاف الذى سيبيدهم ويطهر الارض السورية من دنسهم بأذن الله.
تعود الروح الآن لسوريا فى ذكرى النكسة بأجتماع أرادة الأمة فيها, بالتحدى ورغم الحروب والتآمر والنيران , بخروج شعبنا السورى كالطوفان - فى داخل سوريا وخارجها – الى صناديق الانتخاب معلنا للعالم كله أنه على طريق النضال مع القائد بشار الأسد , وأنه على أستعداد لأن يدفع حياته ثمنا للدفاع عن الوطن السورى ضد المؤامرة الكونية عليه , معلنا بذلك عودة الروح لسوريا بتجديد الولاء لقائدها بشار الأسد متحديا كل المتأمرين من عربان الخليج وعملاء الصهاينة والأمريكان.
وفى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو تعود الروح ايضا الى مصر المحروسة بعنايه الله , حين تجسدت أرادة الأمة بأختيار من وقف الى جانب الشعب ضد المؤامرة على مصر والتى كان يقودها التنظيم العالمى لجماعة الأخوان نحو شرق أوسط جديد تقوده اسرائيل , وتلعب فيه مصر الأخوانية دور المنفذ لتفكيك عرى الوطن , باستباحت ارض سيناء وتركها وطن لحماس بديلا عن الوطن الفلسطينى السليب , وكذا اهداء أجزاء من جنوب البلاد للسودان , حتى تماهى مع المؤامرة الكونية بتفكيك السودان الى ثلاث دول.
كان عبد الفتاح السيسى , هو من أدرك حقيقة المؤامرة بجر مصر وجيشها الى جانب قوى المعارضة السورية العميله بفعل حكم الأخوان , وكانت هذه هى القشة التى قسمت ظهر البعير , فأنحاز الى الأرادة الشعبية فى 30\6\2013 التى عزلت مرسى رئيس مصر الأخوانى , ولذلك لم يجد الشعب بديلا سواه كرئيس يقود البلاد , وبأجماع الشعب المصرى تم اختياره لقيادة مصر لتعود الروح اليها من جديد وتتحول ذكرى نكسة حزيران الى أفراح وتطلع للمستقبل وتجاوز لنكسة ثلاث سنوات عجاف اخرهم سنة هى الأدنى فى تاريخ حكم مصر من بداية الخليقة الى الآن.
وما بين نكسة يونيو (حزيران) 1967 , مرورا بأحداث ما سمى بالربيع العربى فى 2011 , حتى عودة الروح لمصر وسوريا فى يونيو 2014 بأجماع الشعب على قيادة الاسد والسيسى – تتجلى المؤامرة على مصر وسوريا من جانب الرجعية الخليجية والأستعمار والصهيونية:
حين وقف الزعيم جمال عبد الناصر الى جانب الثورة اليمنية , وقبلها حين قامت الوحدة بين مصر وسوريا معلنة بزوغ شمس الجمهورية العربية المتحدة , أرتعدت فرائض الحكم السعودى , وصار يخاطب من وطدوا دعائم أسرة آل سعود وكل الأسر الخليجية الحاكمة , وتكشف وثائق الخارجية الأمريكية – المفرج عنها – عن خطاب أرسله الملك الأسبق للسعودية (فيصل) الى الرئيس الأمريكى الأسبق (ليندون جونسون), يتوسل اليه أن يحث أسرائيل على أحتلال أراضى فى مصر وسوريا , حتى يتقوقع نظامى الحكم فيهما داخل حدودهما , ولا يتطلعا الى مساعدة قوى التحرر خاصة العربية , وحتى يذوب فكرهم بعيدا عن المناداة بأى عمل وحدوى - لم تكن أسرائيل بالطبع تحتاج فى عدوانها الى مثل هذا الخطاب – فحلم أسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات مركوز فى قلبها – لكن كان هذا الخطاب للتعجيل بالقضاء على مصر وسوريا واثبات ولاء الحكم السعودى للأمبريالية الأمريكية , وكانت المؤامرة وأنكشف العملاء فى مصر وتم القضاء على عصابة عبد الحكيم عامر, وفى سوريا طهر حافظ الأسد البلاد ممن كان يحكم آنذاك وصار قائدا للبلاد , وبذلك تم تجاوز المؤامرة على مصر وسوريا , ولم تتفكك الدولتان , لكن يبقى العرق دساس , حين ساهم كمال أدهم عميل المخابرات الأمريكية السعودى فى تجنيد السادات , وما أعقب ذلك من أتفاق كامب ديفيد ودور الحكم السعودى فى ذلك.
وعلى صعيد الأحداث فيما سمى بالربيع العربى , فالمؤامرة تتطابق الى حد كبير مع التآمر على مصر وسوريا آبان نكسة يونيو 1967 - لكن فى هذه المرة , صعدت المخابرات الأمريكية حكام قطر الى مرتبة اللاعب الأول فى المؤامرة بديلا عن الحكم السعودى الذى سار فى دور مرسوم جديد , وكان الدور القطرى العميل فى تمويل التنظيم العالمى لجماعة الأخوان لتولى حكم مصر عقب أحداث يناير 2011 , وكادت مصر بفعل هذا الدور ان تنحدر الى حرب أهلية لتتماهى مع مؤامرة كونية عليها تحرك خيوطها المخابرات الأمريكية , لولا ارادة الله , وأنحياز الجيش المصرى بقيادة عبد الفتاح السيسى الى الشعب فأجهضت المؤامرة .
لكن فى سوريا كانت المؤامرة هى الأشد , ايمانا من أصحابها ان الأمن القومى المصرى يبدأ من الحدود السورية , وتورطت أسرة آل سعود واسرة آل ثاني فى قطر فى التآمرعليها حتى النخاع , فمولوا القوى الأرهابية بكل انواع الأسلحة الفتاكة , وصار العون المادى واللوجستى والأعلامى الى مالا نهاية , كل ذلك من أجل ان تخضع سوريا الى ما ترمى اليه القوى الأمبريالية من شرق أوسط جديد تقوده أسرائيل – لكن صمود الشعب السورى وقيادته بدى هو الضوء الذى حمى الأمة العربية وسوريا من السقوط فى براثن المؤامرة , كما كانت ثورة الشعب المصرى وأنحياز الجيبش لها فى 30\6\213 هو من ساهم ايضا من اجهاض تلك المؤامرة .
وعلى ذلك يتضح للعيان أن الجيشين والشعبين المصرى والسورى هما من اجهضا المؤامرة الكونية على الأمة العربية , ومنعا تعرضها لنكسة أخرى , فكانت عودة الروح لمصر وسوريا بأنتخاب القائد عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر وأعادة أنتخاب القائد بشار الأسد رئيسا لسوريا فى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو 1967 .
واذا كانت دول الخليج خاصة الحكم السعودى تحاول الآن أن تتجمل ببعض المساحيق , تجاه الشعب المصرى وقيادته الجديدة , بضخ المليارات مستغلة ازمته الأقتصادية الطاحنة , فأن مصر فى قبولها لذلك انما يتم عن وعى وأدراك بطبيعه التآمر السعودى والدور الخليجى العميل للاستعمار والصهيونية , وبعد أن تتخطى مرحلة عنق الزجاجة التى تمر بها , ومن أجل أن تعود الى دورها الأقليمى وقيادة المنطقة , كما ان قبولها لذلك هو من أجل ان تجهض الفعل القطرى والسعودى العميل والذى يرمى الى تجويع الشعب وخلق الجو المناسب لحرب اهليه كما حدث بسوريا – من هنا ستفقد المؤامرة فعلها , ولا يبقى الا أن ينكشف دهاليز التأمر الخليجى خاصة السعودى والقطرى , ويبقى الجو أكثر ملائمة لضربه وأجهاضه , ولايبقى لفعل هذا من قوة الا بأعلان سياسة وحدوية بين مصر وسوريا و لكن فى ظل وعى وأدراك وخبث سياسى يلعب بأعصاب الرجعية الخليجية , حتى تفرغ من محتواها , وتفقد مقومات عمالتها للصهيونية والأمبريالية الأمريكية .
وقد تكون البداية لعودة الروح الحقيقية لمصر وسوريا بتجاوز آثار النكسة التى حدثت فى ظل ماسمى بالربيع العربى , وفى ذكرى نكسة يونيو 1967 , وذلك بعودة العلاقات بين مصر وسوريا , كما كانت فى ظل حكم الزعيمين جمال عبد الناصر وشكرى القوتلى .
ويبقى الأمل معقود على الزعيمين بشار الأسد وعبد الفتاح السيسى , بأعتارهما روح مصر وسوريا ضد حكام الرجعية الخليجية المتماهين مع المؤامرة الكونية على الأمة العربية
تعليق