إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فى ذكرى النكسه .. عوده الروح لمصر وسوريا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فى ذكرى النكسه .. عوده الروح لمصر وسوريا

    5/6/2014


    فى ذكرى النكسه .. عوده الروح لمصر وسوريا



    محمود كامل الكومي
    كاتب ومحامى - مصرى
    بانوراما الشرق الاوسط


    تمر اليوم الخامس من يونيو (حزيران ) ذكرى حرب 1967 وما جرى فيها من أحداث دراما تيكية ,أدت الى هزيمة جيوش ثلاث دول عربية (مصر وسوريا والاردن ) وأحتلال أجزاء من اراضيها , واذا كانت تلك النكسة قد تم تخطيها بازالة آثار العدوان فى حرب تشرين (أكتوبر ) 1973 , الا أن ذلك كان يتخطى مرحلة اليأس التى حاول الأستعمار والصهيونية بثها فى نفوس شعبنا العربى , وكانت مقولة الزعيم جمال عبد الناصر وفعله الثورى لهما فعل السحر فى التغلب على الأحزان ومقاومتها والتطلع الى العمل والكد والكفاح نحو أستعادة الثقة والأستعداد لأزالة آثار العدوان حتى وصل الأمر الى تدمير العدو فى عقر داره (تدمير ميناء ايلات الصهيونى), وقد ظلت كلمات الزعيم ناصر التى أكدت على” أن النكسة لابد ان تضيف الى تجربتنا عمقا جديدا , ولابد أن تدفعنا الى نظرة شاملة وفاحصة وأمينة على جوانب عملنا” تدوى فى النفوس , حتى كانت حرب الأستنزاف ثم حرب تشرين وعودة الروح من جديد الى مصر وسوريا.

    وفى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو (حزيران ), تعود الروح من جديد الى مصر وسوريا , وذلك حين تتغلب سوريا على المؤامرة الكونية التى حاولت بكل السبل قوى الاستعمار والصهيونية وقوى الرجعية الخليجية أن تحيل قواها الثورية والوحدوية , الى دولة مفككة تفترسها قوى الارهاب وتقسمها الى دويلات من اجل أن تكون لقمة سائغة للصهيونية والامبريالية الامريكية , لكنها الآن وقد جسدت أرادة شعبها بفعل وحدته ليجهض كل المؤامرات الكونية , ولم يبق الا أذناب الأرهاب والصهيونية والرجعية الخليجية فى ركن ركين يحتمون بجحر الفئران فى انتظار السم الزعاف الذى سيبيدهم ويطهر الارض السورية من دنسهم بأذن الله.

    تعود الروح الآن لسوريا فى ذكرى النكسة بأجتماع أرادة الأمة فيها, بالتحدى ورغم الحروب والتآمر والنيران , بخروج شعبنا السورى كالطوفان - فى داخل سوريا وخارجها – الى صناديق الانتخاب معلنا للعالم كله أنه على طريق النضال مع القائد بشار الأسد , وأنه على أستعداد لأن يدفع حياته ثمنا للدفاع عن الوطن السورى ضد المؤامرة الكونية عليه , معلنا بذلك عودة الروح لسوريا بتجديد الولاء لقائدها بشار الأسد متحديا كل المتأمرين من عربان الخليج وعملاء الصهاينة والأمريكان.

    وفى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو تعود الروح ايضا الى مصر المحروسة بعنايه الله , حين تجسدت أرادة الأمة بأختيار من وقف الى جانب الشعب ضد المؤامرة على مصر والتى كان يقودها التنظيم العالمى لجماعة الأخوان نحو شرق أوسط جديد تقوده اسرائيل , وتلعب فيه مصر الأخوانية دور المنفذ لتفكيك عرى الوطن , باستباحت ارض سيناء وتركها وطن لحماس بديلا عن الوطن الفلسطينى السليب , وكذا اهداء أجزاء من جنوب البلاد للسودان , حتى تماهى مع المؤامرة الكونية بتفكيك السودان الى ثلاث دول.

    كان عبد الفتاح السيسى , هو من أدرك حقيقة المؤامرة بجر مصر وجيشها الى جانب قوى المعارضة السورية العميله بفعل حكم الأخوان , وكانت هذه هى القشة التى قسمت ظهر البعير , فأنحاز الى الأرادة الشعبية فى 30\6\2013 التى عزلت مرسى رئيس مصر الأخوانى , ولذلك لم يجد الشعب بديلا سواه كرئيس يقود البلاد , وبأجماع الشعب المصرى تم اختياره لقيادة مصر لتعود الروح اليها من جديد وتتحول ذكرى نكسة حزيران الى أفراح وتطلع للمستقبل وتجاوز لنكسة ثلاث سنوات عجاف اخرهم سنة هى الأدنى فى تاريخ حكم مصر من بداية الخليقة الى الآن.

    وما بين نكسة يونيو (حزيران) 1967 , مرورا بأحداث ما سمى بالربيع العربى فى 2011 , حتى عودة الروح لمصر وسوريا فى يونيو 2014 بأجماع الشعب على قيادة الاسد والسيسى – تتجلى المؤامرة على مصر وسوريا من جانب الرجعية الخليجية والأستعمار والصهيونية:

    حين وقف الزعيم جمال عبد الناصر الى جانب الثورة اليمنية , وقبلها حين قامت الوحدة بين مصر وسوريا معلنة بزوغ شمس الجمهورية العربية المتحدة , أرتعدت فرائض الحكم السعودى , وصار يخاطب من وطدوا دعائم أسرة آل سعود وكل الأسر الخليجية الحاكمة , وتكشف وثائق الخارجية الأمريكية – المفرج عنها – عن خطاب أرسله الملك الأسبق للسعودية (فيصل) الى الرئيس الأمريكى الأسبق (ليندون جونسون), يتوسل اليه أن يحث أسرائيل على أحتلال أراضى فى مصر وسوريا , حتى يتقوقع نظامى الحكم فيهما داخل حدودهما , ولا يتطلعا الى مساعدة قوى التحرر خاصة العربية , وحتى يذوب فكرهم بعيدا عن المناداة بأى عمل وحدوى - لم تكن أسرائيل بالطبع تحتاج فى عدوانها الى مثل هذا الخطاب – فحلم أسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات مركوز فى قلبها – لكن كان هذا الخطاب للتعجيل بالقضاء على مصر وسوريا واثبات ولاء الحكم السعودى للأمبريالية الأمريكية , وكانت المؤامرة وأنكشف العملاء فى مصر وتم القضاء على عصابة عبد الحكيم عامر, وفى سوريا طهر حافظ الأسد البلاد ممن كان يحكم آنذاك وصار قائدا للبلاد , وبذلك تم تجاوز المؤامرة على مصر وسوريا , ولم تتفكك الدولتان , لكن يبقى العرق دساس , حين ساهم كمال أدهم عميل المخابرات الأمريكية السعودى فى تجنيد السادات , وما أعقب ذلك من أتفاق كامب ديفيد ودور الحكم السعودى فى ذلك.

    وعلى صعيد الأحداث فيما سمى بالربيع العربى , فالمؤامرة تتطابق الى حد كبير مع التآمر على مصر وسوريا آبان نكسة يونيو 1967 - لكن فى هذه المرة , صعدت المخابرات الأمريكية حكام قطر الى مرتبة اللاعب الأول فى المؤامرة بديلا عن الحكم السعودى الذى سار فى دور مرسوم جديد , وكان الدور القطرى العميل فى تمويل التنظيم العالمى لجماعة الأخوان لتولى حكم مصر عقب أحداث يناير 2011 , وكادت مصر بفعل هذا الدور ان تنحدر الى حرب أهلية لتتماهى مع مؤامرة كونية عليها تحرك خيوطها المخابرات الأمريكية , لولا ارادة الله , وأنحياز الجيش المصرى بقيادة عبد الفتاح السيسى الى الشعب فأجهضت المؤامرة .

    لكن فى سوريا كانت المؤامرة هى الأشد , ايمانا من أصحابها ان الأمن القومى المصرى يبدأ من الحدود السورية , وتورطت أسرة آل سعود واسرة آل ثاني فى قطر فى التآمرعليها حتى النخاع , فمولوا القوى الأرهابية بكل انواع الأسلحة الفتاكة , وصار العون المادى واللوجستى والأعلامى الى مالا نهاية , كل ذلك من أجل ان تخضع سوريا الى ما ترمى اليه القوى الأمبريالية من شرق أوسط جديد تقوده أسرائيل – لكن صمود الشعب السورى وقيادته بدى هو الضوء الذى حمى الأمة العربية وسوريا من السقوط فى براثن المؤامرة , كما كانت ثورة الشعب المصرى وأنحياز الجيبش لها فى 30\6\213 هو من ساهم ايضا من اجهاض تلك المؤامرة .

    وعلى ذلك يتضح للعيان أن الجيشين والشعبين المصرى والسورى هما من اجهضا المؤامرة الكونية على الأمة العربية , ومنعا تعرضها لنكسة أخرى , فكانت عودة الروح لمصر وسوريا بأنتخاب القائد عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر وأعادة أنتخاب القائد بشار الأسد رئيسا لسوريا فى الذكرى ال 47 لنكسة يونيو 1967 .

    واذا كانت دول الخليج خاصة الحكم السعودى تحاول الآن أن تتجمل ببعض المساحيق , تجاه الشعب المصرى وقيادته الجديدة , بضخ المليارات مستغلة ازمته الأقتصادية الطاحنة , فأن مصر فى قبولها لذلك انما يتم عن وعى وأدراك بطبيعه التآمر السعودى والدور الخليجى العميل للاستعمار والصهيونية , وبعد أن تتخطى مرحلة عنق الزجاجة التى تمر بها , ومن أجل أن تعود الى دورها الأقليمى وقيادة المنطقة , كما ان قبولها لذلك هو من أجل ان تجهض الفعل القطرى والسعودى العميل والذى يرمى الى تجويع الشعب وخلق الجو المناسب لحرب اهليه كما حدث بسوريا – من هنا ستفقد المؤامرة فعلها , ولا يبقى الا أن ينكشف دهاليز التأمر الخليجى خاصة السعودى والقطرى , ويبقى الجو أكثر ملائمة لضربه وأجهاضه , ولايبقى لفعل هذا من قوة الا بأعلان سياسة وحدوية بين مصر وسوريا و لكن فى ظل وعى وأدراك وخبث سياسى يلعب بأعصاب الرجعية الخليجية , حتى تفرغ من محتواها , وتفقد مقومات عمالتها للصهيونية والأمبريالية الأمريكية .

    وقد تكون البداية لعودة الروح الحقيقية لمصر وسوريا بتجاوز آثار النكسة التى حدثت فى ظل ماسمى بالربيع العربى , وفى ذكرى نكسة يونيو 1967 , وذلك بعودة العلاقات بين مصر وسوريا , كما كانت فى ظل حكم الزعيمين جمال عبد الناصر وشكرى القوتلى .

    ويبقى الأمل معقود على الزعيمين بشار الأسد وعبد الفتاح السيسى , بأعتارهما روح مصر وسوريا ضد حكام الرجعية الخليجية المتماهين مع المؤامرة الكونية على الأمة العربية

  • #2
    5/6/2014


    * قراءة في مشهد ما بعد الانتخابات الرئاسية السورية

    العميد أمين محمد حطيط

    منذ نحو أربعين عاماً اعتاد العرب والمسلمون أن يتهيّبوا دخول شهر حزيران ، لما فيه من ذكريات أليمة تمثلها محطات الهزيمة والخسارة أو الألم لفقد شخصية مميزة تركت بصماتها على تاريخهم، ففي حزيران 1967 كانت الهزيمة العربية الاستراتيجية الكبرى عندما اجتاحت «إسرائيل» أرض دول عربية ثلاث ونقلت الصراع من مطالبة العرب بفلسطين المحتلة عام 1948، الى استعادة الأرض المحتلة عام 1967، وفي حزيران 1982 غزت «إسرائيل» لبنان لتكمل احتلالها للبلد الرابع من دول الطوق ودخلت بيروت عاصمته. وفي حزيران 1989 فجعت إيران والمسلمون بوفاة الإمام الخميني الذي رحل بعد عشر سنوات من نجاح الثورة الإسلامية في تحرير إيران من التبعية والاستعمار المقنع. وفي حزيران 2000 فجعت سورية والعرب برحيل الرئيس حافظ الأسد رمز التمسك بالحق العربي وباني سورية الحديثة ومهندس موقعها المميز على الخريطة الاستراتيجية الإقليمية والدولية ومنقذ لبنان من التقسيم.



    لكن حزيران هذا العام يبدو أنه جاء مصداقاً لقول السيد حسن نصرالله: «حلّ زمن الانتصارات وولّى زمن الهزائم»، وبات حزيران ينتسب الى عصر السرور المغاير لشهور حزيران الماضية قبل العام 2000 والمنتمية إلى عصر الألم. أقول هذا وأنا أقرأ في 3 حزيران 2014 في سورية، يوم كانت الانتخابات الحدث الذي شغل العالم، فلم تبق جهة معنية بشؤون دولية أو اقليمية إلاّ واتخذت من هذه الانتخابات موقفاً، وحتى المغيّبون عن مسرح العلاقات الدولية دفعتهم حشريتهم إلى معرفة ما يحصل في سورية اليوم … فلِمَ هذا الاهتمام كلّه بانتخابات داخلية ؟

    شنّ الغرب على سورية حرباً ضروساً استباح فيها كل شيء من بشر وشجر وحجر ومدر، وسخّر فيها كل شيء من سلاح واقتصاد ودين وإعلام ومال وعصبيات، وكل ما يخطر على بال، ووضع للحرب هدفاً واحداً هو «إسقاط سورية من موقعها الاستراتيجي واتخاذها قاعدة لإقامة شرق أوسط أميركي يصاغ العالم على منواله» وينقذ الغرب بقيادة أميركية من جميع إخفاقاته وخيباته التي عاناها خلال العقود الثلاثة الماضية، وكان شرط النجاح في هذا الهدف إبعاد رأس الدولة السورية ورمزها ـ الرئيس بشار الأسد ـ وتعيين دمية مكانه تسيّرها أميركا لإنجاز الهدف المطلوب. بمعنى أن الحرب حصرت في الدليل على نجاحها بمفردة واحدة، إبعاد الأسد وتنحيته عن قيادة الدولة. وتصوّر الغرب أن بلوغ الهدف ممكن وسهل في الميدان وحدّد له الأسابيع ثم الأشهر فأخفق، فانقلب إلى السياسة والمناورات الاحتيالية التي كانت موائد جنيف 1 3م 2 ودوائر مجلس الأمن الموقع لطرحها أو تداولها، لكنّه فشل أيضاً. ولم تُجدِ الغرب حربه المتعددة الشكل، ولا هيئات شكّلها ولا اجتماعات عقدها لمن أسماهم «أصدقاء سورية»، لم يُجدِه ذلك كلّه في الضغط على الحكم السوري بتسليمه مقاليد السلطة.

    في المقابل، خاضت سورية بذاتها، ومحصّنة ومدعومة من حلفائها في محور المقاومة، ومؤيّدة من قبل أصدقائها في العالم وطليعتهم روسيا والصين، حرباً دفاعية ممنهجة، تعرف بمقتضاها ماذا تريد وكم هي حجم الأخطار والخسائر التي يمكن إيقاعها بها، ولأن الأساس في الدفاع هو منع وصول المهاجم إلى أهدافه، وضعت الخطط على هذا الأساس لمنع سقوط سورية في أي شكل من الأشكال. وحققت سورية في حربها الدفاعية بالغة الخطورة إنجازات مهمّة وبشكل تدريجي، ووصلت في الميدان إلى المستوى الذي مكّن من القول إنّ العدوان أخفق استراتيجياً في تحقيق أهدافه، وأنه تعثر عسكرياً، بل وضع على طريق الإخفاق الكلي بعدما أنجزت سورية في الميدان نحو 70 من المطلوب لإعلان الانتصار، ولم يبقَ لها فعلياً في سياق المواجهة إلاّ المسألة الأمنية في تعقب المجرمين والإرهابيين فضلاً عن القسم المتبقي في الميدان عسكرياً الـ30 . إنجازات مكّنت سورية من ولوج الحل السلمي بقواعدها هي وبضوابطها هي، فكان قرار إجراء الانتخابات الرئاسية أول قرار سوري فعليّ في مسار الحل السياسي الحقيقي، لأن في هذا القرار أولاً ونجاح تطبيقه ثانياً نعياً نهائياً لأهداف العدوان على سورية، وإنشاء واقع جديد ينبغي التعامل معه بجدّية تامة من الجميع، فالانتخابات قلبت صفحة كانت سمتها العسكرة والقتال، وفتحت صفحة ستكون لها سماتها المميّزة عن السابقة بأكثر من عنوان وسلوك.

    الآن، وقد نجحت سورية في إجراء الانتخابات الرئاسية، ونجح الشعب السوري في تأكيد إرادته بتكريس الرئيس بشار الأسد رئيساً لسورية للسنوات السبع المقبلة، فإننا نرى أن الشعب تصدّى بعد القوات المسلحة للعدوان وأسقط أهدافه، فالرئيس الأسد المستمر في القبض على أزمة الحكم، هو الرئيس المستمر في تثبيت سورية في موقعها الاستراتيجي والرئيس المستمر في المحافظة على سيادة الدولة وقرارها المستقل، والرئيس المستمر بوصفه القائد العام للجيش والقوات المسلحة في حربه على الإرهاب، وأخيراً هو الرئيس الذي سيقود سورية في المرحلة المقبلة التي باتت تتسم بخصائص لا بد من ذكر بعضها كالآتي:

    أ ـ تغيّر طبيعة الحوار الوطني ومكانه: لم يبق ثمة مجال بعد هذا الموقف الشعبي العارم المؤيد للرئيس الأسد للحديث عن حوار وطني خارج سورية، وعلى أي أرض أجنبية، فعلى الجميع إن شاؤوا احترام الشعب السوري أن يذعنوا لما أفرزته الصناديق، وأي حوار لا يقوده الرئيس الأسد وعلى الأرض السورية لا يمكن القبول به أو المناقشة فيه.

    ب ـ تحديد معنى المرحلة الانتقالية بقرار الشعب: كان معنى هذه المرحلة لدى قيادة جبهة العدوان محصوراً بأمر واحد هو أن يسلم الرئيس الأسد السلطة إليهم، ويتنحّى أو يرحل بعيداً عن المشهد، وبعد الرفض السوري توقف البحث. والآن نرى أن الشعب السوري حزم خياره وأبدى تمسكه بالرئيس الأسد الذي لن يكون إلاّ قطب الرحى في أيّ عملية سياسية تحت أيّ تسمية كانت. هذه هي إرادة الشعب السوري، فمن قبل بها تقبله سورية، ومن أعرض عنها فليبق بعيداً عن أرض الحرية السورية.

    ت ـ تفويض شعبي جديد للجيش والقوات المسلحة لمتابعة الحرب على الإرهاب، بعدما هالهم تماسك الجيش العربي السوري طيلة الحرب العدوانية، فراح المعتدون يتفنّنون في إحداث الشرخ بين الجيش والشعب. والآن مع الانتخابات التي حماها الجيش والقوات المسلحة، ومع انتخاب القائد العام لهذه القوى التي تواجه العدوان منذ 39 شهراً، يكون الشعب السوري قد أكد على ثقته بتلك القوى وجدّد تفويضها بإنقاذ البلاد من خطر الإرهاب والمجرمين.

    ث ـ التأكيد على قدرة الدولة وتحكّمها في زمام المبادرة وتماسكها في مواجهة العدوان وإدارة شؤونها الداخلية، إذ تمكّنت من إدارة عملية انتخابية معقدة وفي ظروف أمنية وميدانية غير عادية، ونجحت عبر قواتها المسلحة في حماية العملية وأظهرت عجز الإرهاب والمجرمين عن تعطيلها، ومكّنت الشعب من إبداء رأيه وممارسة حقه السياسي بحرية ونزاهة تحت أعين جمع من أصدقاء سورية الحقيقيين الذين تقاطروا إليها من 11 دولة أجنبية، وفود شهدت بأن الشعب اختار رئيس الدولة وأسقط تخرّصات الغرب المعتدي حول الشرعية أو عدمها، فالشعب السوري وحده هو الذي يمنح الشرعية لرئيسه.

    أما على الصعيد الاستراتيجي العام فنستطيع القول إن النجاح في إجراء الانتخابات الرئاسية السورية والتأكيد الشعبي على رئاسة بشار الأسد، من شأنه أن يساهم في رسم المشهد الدولي بخطوط ليس أقلها:

    تماسك محور المقاومة حول قلعته الوسطى سورية، ونجاحه في الظهور ككتلة وحلف استراتيجي منيع الجانب، إذ ساهمت جميع مكوّناته، وكلٌّ في دائرة قدراته، في دعم واحتضان القرار السوري بإجراء الانتخابات. دعم تجلّى في الموقف الإيراني، خاصة في مؤتمر طهران البرلماني الدولي، وفي سلوك حزب الله على أكثر من صعيد خدمة للعملية الانتخابية. وسيكون لهذا الأمر أثر بالغ في كامل الحركة الإقليمية المستقبلية. ومن هنا نفهم مسارعة السعودية إلى روسيا، والكويت إلى إيران، وجون كيري إلى لبنان… والبقية تأتي.

    تكريس الانقسام العالمي بين غرب متهالك ويتراجع حاصداً الإخفاق تلو الآخر، ومجموعات استراتيجية دولية في الشرق وفي العالم، تملك القدرات للدفاع عن حقوقها وسيادتها، ما يؤكد أن نظاماً عالمياً جديداً قائماً على التعددية بات أمراً واقعاً وفقاً لما توقعناه منذ أكثر من سنتين ونصف سنة، يوم قلنا إنه من الرحم السوري يلد النظام العالمي الجديد.

    ثبوت عجز قوى العدوان على سورية عن تغيير اتجاه النتائج استراتيجياً وميدانياً وسياسياً، إذ رغم كل ما بذل في الميدان أو أنفق في الإعلام والسياسة لثني سورية عن انتخاباتها، جرت الانتخابات وبشروط سورية وحدها، ولم ينفع تهويل بقصف ولا تهويل بمراجعة الموقع السوي في الأمم المتحدة ولا هذا أو ذاك من الضغوط في تغيير اتجاه الحدث ونتائجه.

    ختاماً، أقول إن سورية المنتصرة في الميدان انتصرت في السياسة، وتتحضر بعد الانتخابات لإدارة مرحلة جديدة تعيدها إلى الوضع الطبيعي وتعتمد خاصة على قواعد العدالة الانتقالية القائمة على المصالحة والتسامح. مرحلة لن تكون إلا بقيادة الرئيس بشار التي قال الشعب له في 3 حزيران 2014 أنت القائد سر ونحن معك لبناء سورية بعد دفع العدوان عنها.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    9 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X