بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

1 ـ هناك فرق كبير بين الإمامة بين الأنبياء والإمامة بين غيرهم فكل
الأنبياء اصطفاهم الله عز وجل وعصمهم أما غير الأنبياء س أو ص من
عامة الناس لو كان هناك انتخاب مثلما يحدث في هذا الزمان فيشترط في
أحدهم الأفضلية والأعلمية وغيره من الشروط .

2 ـ الأنبياء مع كونهم كلهم أنبياء فليسوا على درجة واحدة بل بينهم
تفاضل فما المشكلة لو كان يوسف عليه السلام وهو الابن أفضل من أبيه
وكذلك كان نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من كل آباءه من
الأنبياء وهو ابن وليس الأب

3 ـ ما حدث لسيدنا يعقوب عليه السلام وسيدنا يوسف عليه السلام لم
يكن شيئاً طبيعياً كغيرهم من الأنبياء مثلما كان بين سيدنا إبراهيم عليه
السلام وابنه إسحاق عليه السلام ثم إسحاق عليه السلام وابنه يعقوب عليه
السلام فهذا هو السير الطبيعي للأحداث أما في قصة يوسف عليه السلام
فقد كان هناك اختلاف لهذا السير الطبيعي للأحداث كما أن سيدنا يوسف
عليه السلام وهو نبي كان تحت حكم كافر وكانت له السلطة تحت حكم هذا
الكافر ولم يكن إيمان هذا الملك الكافر هو سبب استخلاصه ليوسف عليه
السلام ليكون عزيز مصر بل بسبب تفسير الرؤيا وبهذا السبب أصبح
يوسف عليه السلام عزيزاً لمصر وظل تحت حكم هذا الملك الغير نبي
وسيدنا يوسف نبي ثم بعد ذلك جاء يعقوب عليه السلام إلى مصر فدخل
تحت حكم هذا الملك وتحت حكم يوسف عليه السلام الذي كان فيه قبل
وصول يعقوب عليه السلام لمصر فهناك اختلاف في الأحداث وهناك
اختلاف في الأماكن فيعقوب عليه السلام كانت له السلطة في وطنه ولم تكن
له سلطة خارج وطنه وهنا ذهب خارج وطنه إلى مصر وكانت السلطة لملك
مصر فلو كان وجود يعقوب عليه السلام تحت حكم يوسف عليه السلام
عندك فيه خطأ فمن باب أولى وجود يعقوب عليه السلام تحت حكم هذا
الملك فيه خطأ وكذلك وجود يوسف عليه السلام تحت حكمه فيه خطأ
لكن الله عز وجل قد جعل وجود يوسف عليه السلام في هذا المنصب مع
كونه تحت حكم ملك كافر جعله سبباً في إنقاذ يعقوب عليه السلام وبنيه
وقومه من الهلاك بالقحط الذي ضرب أرض فلسطين و أرض مصر

والحمد لله رب العالمين