تويت
تفسير وشرح آية: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم"
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم
- روى الشّيخ أبو جعفر الصّدوق عن صفوان بن يحيى عمّن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام): "أنّه سُئل عن "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم"؟ فقال: "الباء" بهاء الله، و"السّين" سناء الله، و"الميم" مُلك الله. قال: قلت: "الله"؟ قال: "الألف" آلاء الله على خلقه من النّعيم بولايتنا، و"اللّام" إلزام الله خلقه ولايتنا.
قلت: فـ"الهاء"؟ قال: هوانٌ لمن خالف محمّدًا وآل محمّد (صلوات الله عليهم). قال: قلت: "الرَّحْمَنِ"؟ قال: بجميع العالم، قلت: "الرَّحِيم"؟ قال: بالمؤمنين خاصّة".[الصّدوق، التّوحيد، ص178، ح2، باب31].
بيان
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال: "كلّ العلوم تندرج في الكتب الأربعة، وعلومها في القرآن، وعلوم القرآن في الفاتحة، وعلوم الفاتحة في (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم)، وعلومها في (باء) بسم الله، وأنا النقطة تحت (الباء)".[نعمة الله الجزائري، نور البراهين، 2/ 3-4؛ عبد الله شبّر، مصابيح الأنوار، 1/ 453، ح84؛ أحمد المستنبط، القطرة، 1/ 119، ح94].
وإلى هذا أشار الشّاعر عبد الباقي أفندي العمري الحنفي الموصلي في ديوانه "الترياق الفاروقي":
وأَنْتَ نُقْطة باءٍ مَعَ تَوَحُّدِها بِها ** جَمِيع الّذِي فِي الذِّكْر قَدْ جُمِعا.[أحمد الهمدانيّ، الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، ص372].
وفي شرح قول أمير المؤمنين (عليه السّلام) الشّريف، يقول السيّد أحمد المستنبط: "أنّ أصل كلّ الأشياء المخلوقة هو الرّبط الحاصل بينها وبين اسم الحقّ، إذ لولا الرّبط لكانت الأشياء معدومات صرفة، فلا خير ولا شيئيّة ولا ذات ولا صفة، فذلك الربط هو الأصل الحافظ لها المحيط عليها، وهذا أيضًا معنى ما ورد عنهم (عليهم السّلام): "عن الباء ظهر الوجود، وبالنقطة تبيّن [تميّز] العابد عن المعبود".
وأمّا اشتمال النقطة على ما في (الباء) فيمكن أن يُراد به محلّ ظهور (الباء) وحامله ومعيّنه ومظهره كما أنّ النُّقطة الكتبيّة تُظهر (الباء) وتعيّنها من بين مشاركتها وهو محلّ لظهوره وحينئذٍ فهو حقيقة الإمام الحامل لذلك الإسم ومُظهره في العالم ومُعيّنه فيه.
أو يُراد بالنُّقطة الّتي هي أصل (الألف) وسائر الحروف وهو حكاية عن الإسم البسيط على (الألف) فضلًا عن (الباء)، وهو على بساطته مُحيطًا بالباقي فيصحّ إطلاق كونه تحت (الباء)، مثل كون المعنى تحت اللّفظ، إذ هو باطن يحكي عنه (الباء) ومكنون تحت ذاته، وإن كان ظاهرًا بقالبه الّذي هو (الباء)، ولو بالواسطة بكونه (عليه السّلام) باعتبار كو النُّقطة مقامه ورُتبته عند الحقّ واتّحاده معها باعتبار، ومظهريّته باعتبار آخر. ويصحّ أن يجعل تحت (الباء) من صفات المبتدأ للخبر، ويكون مفاده أنّه عين النقطة مع كونه تحت الباء باعتبار نزوله عن مقام الحقيقة المحمّديّة".[أحمد المستنبط، القطرة، 1/ 120].
عجّل الله تعالى للإمام بقيّة الله الأعظم (عليه السّلام) الفرج ونحن معه بحقّ فاطمة وأبيها ويعلهما وبنيها، يا الله. اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم
- روى الشّيخ أبو جعفر الصّدوق عن صفوان بن يحيى عمّن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام): "أنّه سُئل عن "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم"؟ فقال: "الباء" بهاء الله، و"السّين" سناء الله، و"الميم" مُلك الله. قال: قلت: "الله"؟ قال: "الألف" آلاء الله على خلقه من النّعيم بولايتنا، و"اللّام" إلزام الله خلقه ولايتنا.
قلت: فـ"الهاء"؟ قال: هوانٌ لمن خالف محمّدًا وآل محمّد (صلوات الله عليهم). قال: قلت: "الرَّحْمَنِ"؟ قال: بجميع العالم، قلت: "الرَّحِيم"؟ قال: بالمؤمنين خاصّة".[الصّدوق، التّوحيد، ص178، ح2، باب31].
بيان
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال: "كلّ العلوم تندرج في الكتب الأربعة، وعلومها في القرآن، وعلوم القرآن في الفاتحة، وعلوم الفاتحة في (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم)، وعلومها في (باء) بسم الله، وأنا النقطة تحت (الباء)".[نعمة الله الجزائري، نور البراهين، 2/ 3-4؛ عبد الله شبّر، مصابيح الأنوار، 1/ 453، ح84؛ أحمد المستنبط، القطرة، 1/ 119، ح94].
وإلى هذا أشار الشّاعر عبد الباقي أفندي العمري الحنفي الموصلي في ديوانه "الترياق الفاروقي":
وأَنْتَ نُقْطة باءٍ مَعَ تَوَحُّدِها بِها ** جَمِيع الّذِي فِي الذِّكْر قَدْ جُمِعا.[أحمد الهمدانيّ، الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، ص372].
وفي شرح قول أمير المؤمنين (عليه السّلام) الشّريف، يقول السيّد أحمد المستنبط: "أنّ أصل كلّ الأشياء المخلوقة هو الرّبط الحاصل بينها وبين اسم الحقّ، إذ لولا الرّبط لكانت الأشياء معدومات صرفة، فلا خير ولا شيئيّة ولا ذات ولا صفة، فذلك الربط هو الأصل الحافظ لها المحيط عليها، وهذا أيضًا معنى ما ورد عنهم (عليهم السّلام): "عن الباء ظهر الوجود، وبالنقطة تبيّن [تميّز] العابد عن المعبود".
وأمّا اشتمال النقطة على ما في (الباء) فيمكن أن يُراد به محلّ ظهور (الباء) وحامله ومعيّنه ومظهره كما أنّ النُّقطة الكتبيّة تُظهر (الباء) وتعيّنها من بين مشاركتها وهو محلّ لظهوره وحينئذٍ فهو حقيقة الإمام الحامل لذلك الإسم ومُظهره في العالم ومُعيّنه فيه.
أو يُراد بالنُّقطة الّتي هي أصل (الألف) وسائر الحروف وهو حكاية عن الإسم البسيط على (الألف) فضلًا عن (الباء)، وهو على بساطته مُحيطًا بالباقي فيصحّ إطلاق كونه تحت (الباء)، مثل كون المعنى تحت اللّفظ، إذ هو باطن يحكي عنه (الباء) ومكنون تحت ذاته، وإن كان ظاهرًا بقالبه الّذي هو (الباء)، ولو بالواسطة بكونه (عليه السّلام) باعتبار كو النُّقطة مقامه ورُتبته عند الحقّ واتّحاده معها باعتبار، ومظهريّته باعتبار آخر. ويصحّ أن يجعل تحت (الباء) من صفات المبتدأ للخبر، ويكون مفاده أنّه عين النقطة مع كونه تحت الباء باعتبار نزوله عن مقام الحقيقة المحمّديّة".[أحمد المستنبط، القطرة، 1/ 120].
عجّل الله تعالى للإمام بقيّة الله الأعظم (عليه السّلام) الفرج ونحن معه بحقّ فاطمة وأبيها ويعلهما وبنيها، يا الله. اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com