قصة الفقير والسمكة:
كان للإمام علي بن الحسين (عليه السلام) صاحب فقير، فقال أحد المخالفين للفقير: يزعم إمامك أن يستطيع أن يفعل ما يشاء، وهو غير قادر على أن يسعف فقيراً مثلك. فأتى الصاحب إلى دار الإمام وذكر له ما قاله المخالف له. فقال (عليه السلام): لقد أذن الله في فرجك من فقرك.
وأمر خادمه أن يعطيه القرصين اللذين أعدهما لفطوره وسحوره، وهما من خبز الشعير القاسي.. وقال له: خذهما، فليس عندنا غيرهما، فإن الله يكشف عنك الضيق وينيلك خيراً كثيراً.
فأخذهما الرجل، ودخل السوق، وهو لا يدري ما يصنع بهما .. فمرّ بسمّاك قد بارت سمكته وفسدت رائحتها، فقال له: إن سمكتك هذه بائرة عليك، وأحد قرصيّ هذين بائر علي، فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة وتأخذ قرصي البائر؟! فقال: نعم. فأعطاه السمكة وأخذ القرص. ثم مرّ برجل معه ملح قليل مزهود فيه، فقال له: هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصي هذا المزهود فيه؟ قال: نعم.
فجاء الرجل بالسمكة والملح، فقال: أصلحُ هذا بهذا. فلما شقّ بطن السمكة وجد فيه لؤلؤتين فاخرتين، فحمد الله عليهما، ووضعهما في جيبه. فبينما هو في سروره ذلك ، إذ قُرع بابه، فخرج ينظر مَن بالباب. فإذا صاحب السمكة وصاحب الملح قد أتيا، يقول كل واد منهما له: يا عبد الله، جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص، فلم تعمل فيه أسناننا، وما نظنك إلا وقد تناهت بك الأمور إلى سوء الحال، فقد رددنا إليك هذا الخبز، وسامحناك بما أخذته منا! فأخذ القرصين منهما.
فلما استقر به الجلوس بعد انصرافهما عنه، قُرع بابه، فإذا رسول الإمام زين العابدين (عليه السلام) يقول له: إن الله قد أتاك بالفرج، فاردد إلينا طعامنا، فإنه لا يأكله غيرنا. وباع الرجل اللؤلؤتين بمال وفير وحسنت حاله. (أمالي الشيخ الصدوق: ص367)
كان للإمام علي بن الحسين (عليه السلام) صاحب فقير، فقال أحد المخالفين للفقير: يزعم إمامك أن يستطيع أن يفعل ما يشاء، وهو غير قادر على أن يسعف فقيراً مثلك. فأتى الصاحب إلى دار الإمام وذكر له ما قاله المخالف له. فقال (عليه السلام): لقد أذن الله في فرجك من فقرك.
وأمر خادمه أن يعطيه القرصين اللذين أعدهما لفطوره وسحوره، وهما من خبز الشعير القاسي.. وقال له: خذهما، فليس عندنا غيرهما، فإن الله يكشف عنك الضيق وينيلك خيراً كثيراً.
فأخذهما الرجل، ودخل السوق، وهو لا يدري ما يصنع بهما .. فمرّ بسمّاك قد بارت سمكته وفسدت رائحتها، فقال له: إن سمكتك هذه بائرة عليك، وأحد قرصيّ هذين بائر علي، فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة وتأخذ قرصي البائر؟! فقال: نعم. فأعطاه السمكة وأخذ القرص. ثم مرّ برجل معه ملح قليل مزهود فيه، فقال له: هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصي هذا المزهود فيه؟ قال: نعم.
فجاء الرجل بالسمكة والملح، فقال: أصلحُ هذا بهذا. فلما شقّ بطن السمكة وجد فيه لؤلؤتين فاخرتين، فحمد الله عليهما، ووضعهما في جيبه. فبينما هو في سروره ذلك ، إذ قُرع بابه، فخرج ينظر مَن بالباب. فإذا صاحب السمكة وصاحب الملح قد أتيا، يقول كل واد منهما له: يا عبد الله، جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص، فلم تعمل فيه أسناننا، وما نظنك إلا وقد تناهت بك الأمور إلى سوء الحال، فقد رددنا إليك هذا الخبز، وسامحناك بما أخذته منا! فأخذ القرصين منهما.
فلما استقر به الجلوس بعد انصرافهما عنه، قُرع بابه، فإذا رسول الإمام زين العابدين (عليه السلام) يقول له: إن الله قد أتاك بالفرج، فاردد إلينا طعامنا، فإنه لا يأكله غيرنا. وباع الرجل اللؤلؤتين بمال وفير وحسنت حاله. (أمالي الشيخ الصدوق: ص367)
تعليق