الفضائيات الداعشية

ليسمح لي الزملاء ان نتحدث بموضوعية عن هذه الفضائيات الداعشية التي ارتمت في أحضان زمر الإرهاب والجريمة، مع احترامنا وتقديرنا لعدد قليل من الإعلاميين الذين اضطروا الى الانضواء تحت هذه الخيم الجرداء لأسباب تتعلق بكسب الرزق أو كونهم مازالوا مخدوعين بهذه القنوات وأصحابها ذوي التاريخ العريق في إبرام الصفقات السرية مع أجهزة المخابرات الصدامية والاردوكانية وبعدها القطرية والسعودية.
تتحدث كتب الدعاية عن مصطلح التسميم السياسي ويقصد بذلك دس السم في العسل والانموذج ما تعرضه بعض الفضائيات الصفراء من برامج ظاهرها توحيدي وجوهرها خبث سياسي يمهد للعنف وينفذ أجندات ضد التجربة العراقية وهناك قنوات أخرى تلعب الدور نفسه وباشكال أخرى، وهذا الأمر نتحدث عنه من وجهة نظر الرأي العام وليس من وجهة نظر الحكومة، فان نقد الحكومة وبطريقة موضوعية يعد من الأمور الواجبة لان وسائل الإعلام يجب ان تكون ناطقة باسم الشعب وسلطة رابعة تنتقد كل السلطات لان في ذلك ممارسة لحرية التعبير ولكن في حدود التوظيف الإعلامي بعيدا عن تنفيذ الأجندات السياسية المدفوعة الثمن من أطراف دولية وإقليمية ومحلية.
ونرى إن استخدام الإعلام والإعلاميين لتنفيذ هذه الخطط السياسية يعد عملا خطيرا وانتهاكا لحرية التعبير وهو أكثر خطرا على مستقبل الإعلام من القمع نفسه لان تحويل الإعلاميين إلى أدوات بيد الإرهابيين والخونة من السياسيين يجردهم من حريتهم وكرامتهم ويجعلهم دمى متحركة تخون نفسها أولا
وتخون الشعب ثانيا
وتخون الرسالة الإعلامية ثالثا
ولعمري إن هذا السقوط والانحطاط ليس بعده انحطاط وسقوط إلا المتاجرة بالشرف.
فهم جميعا يقومون بتمويل مشاريعهم وتحقيق أحلامهم النرجسية والعيش في مدن الضباب والإدمان في صالات الروليت في فنادق الدرجة الأولى واقتناص الصبايا الباحثات عن المجد والمال والمتاجرة بكل شيء من اجل ان تبقى جيوبهم ممتلئة وأرصدتهم عامرة بالدولارات والإسترليني والريـال السعودي.
وهذه ليست اتهامات بل حقائق اعترف بها بعض اصحاب هذه الفضائيات امام المحاكم الدولية في دعاوى عديدة اثبتت انهم يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل جعل فضائياتهم مسخّرة لقضاياهم السياسية ذات الأهداف الإرهابية والتخريبية في سبيل زرع الفوضى وإثارة النعرات الطائفية وتضخيم الأمور ودس الكذب والتلفيق في الحوادث التي تقع في العراق.
إن تحليل مضمون برامج هذه الفضائيات واستقطاب بعض العناصر المشبوهة يؤشر الى أنها تسير في ظل مخطط إرهابي كبير واضح المعالم ولكن للأسف الشديد إن العناصر المنفذة يحملون الجنسية العراقية ويعملون في ارض العراق وخارجه مستثمرين الحرية المتاحة والفوضى السياسية من اجل بث السم البرزاني التركي السعودي القطري الإسرائيلي في الجسد العراقي تحت شعارات واهية وكاذبة هدفها قتل العباد وتدمير البلاد.
نحن نسأل هؤلاء الذين يدعون الوطنية لماذا لا يأتون إلى البلاد ويناضلون مع بقية الإعلاميين من اجل خلق عراق جديد ومحاربة قوى الشر وبعد ذلك أي مصداقية تبقى للإنسان وهو يريد ان يحارب الإرهاب الداخلي بفساد خارجي لان الأموال الأجنبية والعربية لا يمكن إن تدفع بالمجان ولا تصل إلى الشرفاء بل لأصحاب الأجندات الذين يتطوعون لوضع السم بالعسل للعراقيين لكي يشعر الأعداء بالارتياح وهم يشاهدون من على هذه الشاشات كيف يحتدم الصراع بين قوى الحق والإرهاب وكيف يتساقط الشهداء العراقيون بأموالهم الخسيسة وفعلهم الجبان.
فراس الغضبان الحمداني
تعليق