حَدَّثَنَا ابن حميد ، قَالَ : حَدَّثَنَا سلمة بن الفضل ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابن إسحاق ، قَالَ : " كان فيما أنزل الله على موسى في خبره عن بني إسرائيل ، وأحداثهم وما هم فاعلون بعده , قَالَ : وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ، إلى : وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا سورة الإسراء آية 4 - 8 ، فكانت بنو إسرائيل وفيهم الأحداث والذنوب ، وكان الله في ذلك متجاوزا عنهم ، متعطفا عليهم ، محسنا إليهم ، وكان مما أنزل الله بهم في ذنوبهم ما كان قدم إليهم في الخبر عنهم على لسان موسى ، فكان أول ما أنزل بهم من تلك الوقائع ، أن ملكا منهم كان يدعى صديقة ، وكان الله إذا ملك الملك عليهم ، بعث نبيا يسدده ويرشده ، فيكون فيما بينه وبين الله ، يحدث إليه في أمرهم ، لا ينزل عليهم الكتب ، إنما يؤمرون باتباع التوراة والأحكام التي فيها ، وينهونهم عن المعصية ، ويدعونهم إلى ما تركوا من الطاعة.
فلما ملك ذلك الملك بعث الله معه شعيا بن أمصيا ، وذلك قبل مبعث عيسى وزكريا ويحيى ، وشعيا الذي بشر بعيسى ومُحَمَّد ، فملك ذلك الملك بني إسرائيل وبيت المقدس زمانا ، فلما انقضى ملكه وعظمت فيهم الأحداث وشعيا معه ، بعث الله عليهم سنحاريب ملك بابل معه ست مائة ألف راية ، فأقبل سائرا حتى نزل حول بيت المقدس , والملك مريض في ساقه قرحة ، فجاءه النبي شعيا ، فقال له : يا ملك بني إسرائيل ، إن سنحاريب ملك بابل ، قد نزل بك هو وجنوده في ست مائة ألف راية ، وقد هابهم الناس وفرقوا منهم ، فكبر ذلك على الملك ، فقال : يا نبي الله ، هل أتاك وحي من الله فيما حدث فتخبرنا به كيف يفعل الله بنا وبسنحاريب وجنوده ؟ فقال له النبي , عليه الصلاة والسلام : لم يأتني وحي حدث إلي في شأنك.
فبينما هم على ذلك أوحى الله إلى شعيا النبي : أن ائت ملك بني إسرائيل فأمره أن يوصي وصيته ، ويستخلف على ملكه من يشاء من أهل بيته ، فأتى النبي شعيا ملك بني إسرائيل صديقة ، فقال له : إن ربك قد أوحى إلي أن آمرك توصي وصيتك ، وتستخلف من شئت على الملك من أهل بيتك ، فإنك ميت.
فلما قَالَ ذلك شعيا لصديقة : أقبل على القبلة ، فصلى وسبح ، ودعا وبكى ، وقال : وهو يبكي ويتضرع إلى الله بقلب مخلص ، وتوكل وصبر ، وظن صادق : اللهم رب الأرباب ، وإله الآلهة ، القدوس المتقدس ، يا رحمن يا رحيم ، المترحم الرءوف الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ، اذكرني بعملي وفعلي وحسن قضائي على بني إسرائيل ، وذلك كله كان منك ، فأنت أعلم به من نفسي وسري وعلانيتي لك ، وإن الرحمن استجاب له وكان عبدا صالحا ، فأوحى الله إلى شعيا ، فأمره أن يخبر صديقة الملك أن ربه قد استجاب له ، وقبل منه ورحمه ، وقد رأى بكاءك ، وقد أخر أجلك خمس عشرة سنة ، وأنجاك من عدوك سنحاريب ملك بابل وجنوده ، فلما قَالَ له ذلك ، ذهب عنه الوجع ، وانقطع عنه الشر والحزن ، وخر ساجدا ، وقال : يا إلهي وإله آبائي ، لك سجدت وسبحت ، وكرمت وعظمت ، أنت الذي تعطي الملك من تشاء ، وتنزعه ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، عالم الغيب والشهادة ، أنت الأول والآخر , والظاهر والباطن ، وأنت ترحم وتستجيب دعوة المضطرين ، أنت الذي أجبت دعوتي ، ورحمت تضرعي .
http://library.islamweb.net/hadith/d...334&pid=156457
فلما ملك ذلك الملك بعث الله معه شعيا بن أمصيا ، وذلك قبل مبعث عيسى وزكريا ويحيى ، وشعيا الذي بشر بعيسى ومُحَمَّد ، فملك ذلك الملك بني إسرائيل وبيت المقدس زمانا ، فلما انقضى ملكه وعظمت فيهم الأحداث وشعيا معه ، بعث الله عليهم سنحاريب ملك بابل معه ست مائة ألف راية ، فأقبل سائرا حتى نزل حول بيت المقدس , والملك مريض في ساقه قرحة ، فجاءه النبي شعيا ، فقال له : يا ملك بني إسرائيل ، إن سنحاريب ملك بابل ، قد نزل بك هو وجنوده في ست مائة ألف راية ، وقد هابهم الناس وفرقوا منهم ، فكبر ذلك على الملك ، فقال : يا نبي الله ، هل أتاك وحي من الله فيما حدث فتخبرنا به كيف يفعل الله بنا وبسنحاريب وجنوده ؟ فقال له النبي , عليه الصلاة والسلام : لم يأتني وحي حدث إلي في شأنك.
فبينما هم على ذلك أوحى الله إلى شعيا النبي : أن ائت ملك بني إسرائيل فأمره أن يوصي وصيته ، ويستخلف على ملكه من يشاء من أهل بيته ، فأتى النبي شعيا ملك بني إسرائيل صديقة ، فقال له : إن ربك قد أوحى إلي أن آمرك توصي وصيتك ، وتستخلف من شئت على الملك من أهل بيتك ، فإنك ميت.
فلما قَالَ ذلك شعيا لصديقة : أقبل على القبلة ، فصلى وسبح ، ودعا وبكى ، وقال : وهو يبكي ويتضرع إلى الله بقلب مخلص ، وتوكل وصبر ، وظن صادق : اللهم رب الأرباب ، وإله الآلهة ، القدوس المتقدس ، يا رحمن يا رحيم ، المترحم الرءوف الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ، اذكرني بعملي وفعلي وحسن قضائي على بني إسرائيل ، وذلك كله كان منك ، فأنت أعلم به من نفسي وسري وعلانيتي لك ، وإن الرحمن استجاب له وكان عبدا صالحا ، فأوحى الله إلى شعيا ، فأمره أن يخبر صديقة الملك أن ربه قد استجاب له ، وقبل منه ورحمه ، وقد رأى بكاءك ، وقد أخر أجلك خمس عشرة سنة ، وأنجاك من عدوك سنحاريب ملك بابل وجنوده ، فلما قَالَ له ذلك ، ذهب عنه الوجع ، وانقطع عنه الشر والحزن ، وخر ساجدا ، وقال : يا إلهي وإله آبائي ، لك سجدت وسبحت ، وكرمت وعظمت ، أنت الذي تعطي الملك من تشاء ، وتنزعه ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، عالم الغيب والشهادة ، أنت الأول والآخر , والظاهر والباطن ، وأنت ترحم وتستجيب دعوة المضطرين ، أنت الذي أجبت دعوتي ، ورحمت تضرعي .
http://library.islamweb.net/hadith/d...334&pid=156457
تعليق