نوم النبي صلى الله عليه وآله
بسم الرحمن الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
هل نوم النبي صلوات الله وسلام عليه كنوم بقية البشر ؟ قال تعالى (اللّهُ لا إله إلا هو الحي القيوم لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ) البقرة 255 فالآية المباركة تخبرنا أن الله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم , وتخبرنا الروايات الشريفة أنهم عليهم السلام عين الله ففي توحيد الشيخ الصدوق ص 164 : عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله الناطق، وعين الله، وجنب الله، وأنا يد الله. وفي بصائر الدرجات لابن الصفار ص 82 : قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله تبارك و تعالى انتجبنا لنفسه فجعلنا صفوته من خلقه وأمناؤه على وحيه وخزانة في ارضه وموضع سره وعيبة علمه ثم أعطانا الشفاعة فنحن اذنه السامعة وعينه الناظرة ولسانه الناطق باذنه وامناؤه على ما نزل من عذر ونذر وحجة. وتقول في الدعاء المروي في بحار الأنوار ج 95 ص 393 : ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها , وفي الرواية المروية في تأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج 1 ص 397 ح 27 : أقامهم مقام نفسه لانه لا يرى ولا يدرك و لا تعرف كيفيته و لا إنيته فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه المتصرفون في أمره ونهيه فبهم يظهر قدرته , والروايات تخبرنا أن روح القدس لا ينام ولا يغفل ففي الكافي ج 1 ص 272 : عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل في النبي صلى الله عليه وآله خمسة أرواح: روح الحياة فبه دب ودرج، وروح القوة فبه نهض وجاهد، وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الايمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس فصار إلى الامام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو والأربعة الأرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو، وروح القدس كان يرى به , وفي نفس الصفحة أيضا : عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن علم العالم، فقال لي: يا جابر إن في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح: روح القدس وروح الايمان وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة، فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى، ثم قال: يا جابر إن هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان إلا روح القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب . فإذا كان هذا حال روح القدس فكيف بحال من هو أعظم من روح القدس ؟ ينقل لنا العلامة المجلسي في بحاره ج 26 ص 264-265 : وروي أنه وجد أيضا بخطه (عليه السلام) ما صورته: قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية، ونورنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعان العدى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والحوض في الآجل، وأسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم.
فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة ، وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا ردءا وصونا، وعلى الظلمة إلبا وعونا، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام آل حم وطه والطواسين من السنين، وهذا الكتاب درة من درر الرحمة وقطرة من بحر الحكمة . بل كيف بمن أقامهما الله مقامه وجعلهم عينه التي لا تنام وبمن قال الله تعالى فيه وفي آل بيته صلوات الله وسلامه عليهم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فكل صفات الكمال والجلال لهم روحي لهم الفداء , وفي اختيار معرفة الرجال للطوسي المعروف برجال الكشي ج 1 ص 123 : عن زيد الشحام، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول طلب أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له انه في حائط كذا وكذا، فتوجه في طلبه فوجده نائما فأعظمه أن ينبهه، فأراد ان يستبري نومه من يقظته فأخذ عسيبا يابسا فكسره ليسمعه صوته فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر تخدعني أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي ان عيني تنامان ولا ينام قلبي , وفي حديث نقله بعض علماء الشيعة عن كتب أهل الخلاف يقول فيه صلوات الله عليه وآله : فقال: " إني لست كأحدكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني (عوالي اللئالي لأبي جمهور الإحسائي ج 2 ص 233 ) وفي تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج 2 ص 350 : عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام: هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو قط؟ فقال: لا ولا يسجدهما فقيه , ثم يقول معلقا بعد ذكر هذا الخبر : قال محمد بن الحسن: الذي أفتي به ما تضمنه هذا الخبر، فأما الاخبار التي قدمناها من أن النبي صلى الله عليه وآله سها فسجد فإنها موافقة للعامة وإنما ذكرناها لان ما تتضمنه من الأحكام معمول بها على ما بيناه . نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يتبعون آثار محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 4 يوليو 2014
مدونة تنوير الكويت
بسم الرحمن الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
هل نوم النبي صلوات الله وسلام عليه كنوم بقية البشر ؟ قال تعالى (اللّهُ لا إله إلا هو الحي القيوم لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ) البقرة 255 فالآية المباركة تخبرنا أن الله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم , وتخبرنا الروايات الشريفة أنهم عليهم السلام عين الله ففي توحيد الشيخ الصدوق ص 164 : عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله الناطق، وعين الله، وجنب الله، وأنا يد الله. وفي بصائر الدرجات لابن الصفار ص 82 : قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله تبارك و تعالى انتجبنا لنفسه فجعلنا صفوته من خلقه وأمناؤه على وحيه وخزانة في ارضه وموضع سره وعيبة علمه ثم أعطانا الشفاعة فنحن اذنه السامعة وعينه الناظرة ولسانه الناطق باذنه وامناؤه على ما نزل من عذر ونذر وحجة. وتقول في الدعاء المروي في بحار الأنوار ج 95 ص 393 : ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها , وفي الرواية المروية في تأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج 1 ص 397 ح 27 : أقامهم مقام نفسه لانه لا يرى ولا يدرك و لا تعرف كيفيته و لا إنيته فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه المتصرفون في أمره ونهيه فبهم يظهر قدرته , والروايات تخبرنا أن روح القدس لا ينام ولا يغفل ففي الكافي ج 1 ص 272 : عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل في النبي صلى الله عليه وآله خمسة أرواح: روح الحياة فبه دب ودرج، وروح القوة فبه نهض وجاهد، وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الايمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس فصار إلى الامام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو والأربعة الأرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو، وروح القدس كان يرى به , وفي نفس الصفحة أيضا : عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن علم العالم، فقال لي: يا جابر إن في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح: روح القدس وروح الايمان وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة، فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى، ثم قال: يا جابر إن هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان إلا روح القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب . فإذا كان هذا حال روح القدس فكيف بحال من هو أعظم من روح القدس ؟ ينقل لنا العلامة المجلسي في بحاره ج 26 ص 264-265 : وروي أنه وجد أيضا بخطه (عليه السلام) ما صورته: قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية، ونورنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعان العدى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والحوض في الآجل، وأسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم.
فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة ، وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا ردءا وصونا، وعلى الظلمة إلبا وعونا، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام آل حم وطه والطواسين من السنين، وهذا الكتاب درة من درر الرحمة وقطرة من بحر الحكمة . بل كيف بمن أقامهما الله مقامه وجعلهم عينه التي لا تنام وبمن قال الله تعالى فيه وفي آل بيته صلوات الله وسلامه عليهم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فكل صفات الكمال والجلال لهم روحي لهم الفداء , وفي اختيار معرفة الرجال للطوسي المعروف برجال الكشي ج 1 ص 123 : عن زيد الشحام، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول طلب أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له انه في حائط كذا وكذا، فتوجه في طلبه فوجده نائما فأعظمه أن ينبهه، فأراد ان يستبري نومه من يقظته فأخذ عسيبا يابسا فكسره ليسمعه صوته فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر تخدعني أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي ان عيني تنامان ولا ينام قلبي , وفي حديث نقله بعض علماء الشيعة عن كتب أهل الخلاف يقول فيه صلوات الله عليه وآله : فقال: " إني لست كأحدكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني (عوالي اللئالي لأبي جمهور الإحسائي ج 2 ص 233 ) وفي تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج 2 ص 350 : عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام: هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو قط؟ فقال: لا ولا يسجدهما فقيه , ثم يقول معلقا بعد ذكر هذا الخبر : قال محمد بن الحسن: الذي أفتي به ما تضمنه هذا الخبر، فأما الاخبار التي قدمناها من أن النبي صلى الله عليه وآله سها فسجد فإنها موافقة للعامة وإنما ذكرناها لان ما تتضمنه من الأحكام معمول بها على ما بيناه . نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يتبعون آثار محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 4 يوليو 2014
مدونة تنوير الكويت