Jul 27, 2014المفكر الفرنسي ألان جريش لـ “رأي اليوم “: الأنظمة العربية تؤيد سياسة إسرائيل على أرض الواقع وهيبة فرنسا ضاعت والشعوب ستفرض كلمتها في النهاية

القاهرة – “رأي اليوم” – حاوره بالهاتف – محمود القيعي:
قال المفكر الفرنسي ألان جريش رئيس التحرير السابق لدورية ” لوموند ديبلوماتيك” الشهيرة ، إن موقف فرنسا من إسرائيل لم يتغيّر في اللحظة الراهنة فقط، إنما بدأ التغير الحقيقي في عهد ساركوزي، مشيرا إلى أن مبادئ الحرية والدفاع عن الشعوب المضطهدة التي رفع لواءها ديجول وميتران، أصبحت نسيا منسيا الآن .
وأضاف جريش في حوار خاص مع “رأي اليوم” أن فرنسا خسرت سياسيا وإنسانيا بتأييدها الكامل لإسرائيل، ولكنه أكّد أن الشعوب ستكتب كلمتها في النهاية.
وإلى نص الحوار:
*هل تنكّرت فرنسا لقيم العدالة والحريات بدعمها إسرائيل في حربها الإجرامية ضد غزة ؟
واضح أن تغير موقف الحكومة الفرنسية من القضية الفلسطينية لم يكن وليد اللحظة ، وإنما بدأ التغير الحقيقي منذ عهد ساركوزي ، حيث تطورت علاقات فرنسا بإسرائيل في عهده بشكل عجيب ، وهو التطور الذي أعاد صورة فرنسا إبان سنة 1956 .
وللأسف فمبادي فرنسا في دعم الحريات والشعوب المقهورة التي رفع لواءها ديجول وحتى فرانسوا ميترن أصبحت نسيا منسيا .
*وماذا خسرت فرنسا نتيجة تأييدها الكامل لإسرائيل ؟
فرنسا خسرت سياسيا ” داخليا نتيجة تأييدها لإسرائيل، وبالأمس شاهدت إحدى المظاهرات الكبرى المنددة بسياسات فرنسا المؤيدة لإسرائيل ، وسمعت المتظاهرين وهم يقولون إنهم لن يصوتوا مرة أخرى للحزب الاشتراكي.
وعلى المستوى الدولي خسرت فرنسا سياسيا ، وفقدت الكثير والكثير من سمعتها وهيبتها الدولية ، ولم يصبح لها أي وزن، وعاملها نيتانياهو بشيء من الاستهانة ، عندما قال : لن نسمع كلامكم .
* كيف تنظر لمؤتمر باريس ، ولماذا لم يسفر عن شيء من وجهة نظركم؟
مؤتمر باريس لم يكن له أي وزن ، لغياب إسرائيل والفلسطينيين ومصر،وجميع الأطراف المعنية، وأسفر فقط عن وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يتفق عليه الجميع .
ولكن السؤال: على أي مبادئ يتوقف إطلاق النار ؟ .
ووقف الحرب في غزة في ظل حكومة يمنية متطرفة أمر في غاية الصعوبة، لأنهم سيعتبرون وقف إطلاق النار مع رفع الحصار هزيمة سياسية ودبلوماسية هائلة للإسرائيليين ، وهو الأمر الذي يصعب أن يقبل به نيتانياهو وسط هذا الجو السياسي الذي تعيشه إسرائيل .
*ما السيناريو الذي تتوقع أن تسير عليه الحرب على غزة ؟
بصراحة ليس عندي جواب على هذا ، لأنني أرى تناقضا في الاستراتيجية الاسرائيلية ، لأنها لا تريد تغيير حماس في غزة ، لأسباب عديدة ، منها أنه إذا انتهت حماس في غزة ، فستأتي الفوضى ، لأن السلطة الفلسطينية ليس لها أي قدرة للسيطرة على غزة .
وإذا ذهبت حماس ، فالبديل الجهاد الإسلامي أو القاعدة ، ومعنى القاعدة هو الفوضى ، والفوضى ليست في مصلحة إسرائيل .
في الوقت نفسه فنيتانياهو دخل الحرب ووعد شعبه بالنتيجة ، وهو ما لم يحدث ، لذلك من الصعب توقع سيناريو دقيق للأحداث في غزة .
* العدوان الإسرائيلي على غزة أسقط وجوها وكشف أقنعة ، برأيك ما أبرز تلك الوجوه التي سقطت ، وهذه الأقنعة التي كشفت ؟
للأسف يوجد تناقض بين الرأي العام في أوروبا والعالم العربي من ناحية وسياسة الحكومات من ناحية أخرى .
وباستثناء حكومات دول أمريكا اللاتينية التي أخذت مواقف ضد إسرائيل ، مثل تشيلي التي أوقفت جميع العلاقات التجارية مع اسرائيل، وكذلك البرازيل والأرجنتين.
ولكن للأسف ، فإن الدول الأساسية التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة ” الدول الأوروبية و الولايات المتحدة والأنظمة العربية إن أرادت، لا تفعل شيئا ، وتؤيد سياسة إسرائيل على الأرض حقيقة .
* ولكن أليس للشعوب كلمة على حكوماتها؟
حتى الآن ليس لها كلمة ، و أظن في المدى البعيد سيكون لها تأثير كبير، لأن إسرائيل فقدت أي تعاطف شعبي ، وستملى الشعوب إراداتها على سياسة حكوماتها.
-

القاهرة – “رأي اليوم” – حاوره بالهاتف – محمود القيعي:
قال المفكر الفرنسي ألان جريش رئيس التحرير السابق لدورية ” لوموند ديبلوماتيك” الشهيرة ، إن موقف فرنسا من إسرائيل لم يتغيّر في اللحظة الراهنة فقط، إنما بدأ التغير الحقيقي في عهد ساركوزي، مشيرا إلى أن مبادئ الحرية والدفاع عن الشعوب المضطهدة التي رفع لواءها ديجول وميتران، أصبحت نسيا منسيا الآن .
وأضاف جريش في حوار خاص مع “رأي اليوم” أن فرنسا خسرت سياسيا وإنسانيا بتأييدها الكامل لإسرائيل، ولكنه أكّد أن الشعوب ستكتب كلمتها في النهاية.
وإلى نص الحوار:
*هل تنكّرت فرنسا لقيم العدالة والحريات بدعمها إسرائيل في حربها الإجرامية ضد غزة ؟
واضح أن تغير موقف الحكومة الفرنسية من القضية الفلسطينية لم يكن وليد اللحظة ، وإنما بدأ التغير الحقيقي منذ عهد ساركوزي ، حيث تطورت علاقات فرنسا بإسرائيل في عهده بشكل عجيب ، وهو التطور الذي أعاد صورة فرنسا إبان سنة 1956 .
وللأسف فمبادي فرنسا في دعم الحريات والشعوب المقهورة التي رفع لواءها ديجول وحتى فرانسوا ميترن أصبحت نسيا منسيا .
*وماذا خسرت فرنسا نتيجة تأييدها الكامل لإسرائيل ؟
فرنسا خسرت سياسيا ” داخليا نتيجة تأييدها لإسرائيل، وبالأمس شاهدت إحدى المظاهرات الكبرى المنددة بسياسات فرنسا المؤيدة لإسرائيل ، وسمعت المتظاهرين وهم يقولون إنهم لن يصوتوا مرة أخرى للحزب الاشتراكي.
وعلى المستوى الدولي خسرت فرنسا سياسيا ، وفقدت الكثير والكثير من سمعتها وهيبتها الدولية ، ولم يصبح لها أي وزن، وعاملها نيتانياهو بشيء من الاستهانة ، عندما قال : لن نسمع كلامكم .
* كيف تنظر لمؤتمر باريس ، ولماذا لم يسفر عن شيء من وجهة نظركم؟
مؤتمر باريس لم يكن له أي وزن ، لغياب إسرائيل والفلسطينيين ومصر،وجميع الأطراف المعنية، وأسفر فقط عن وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يتفق عليه الجميع .
ولكن السؤال: على أي مبادئ يتوقف إطلاق النار ؟ .
ووقف الحرب في غزة في ظل حكومة يمنية متطرفة أمر في غاية الصعوبة، لأنهم سيعتبرون وقف إطلاق النار مع رفع الحصار هزيمة سياسية ودبلوماسية هائلة للإسرائيليين ، وهو الأمر الذي يصعب أن يقبل به نيتانياهو وسط هذا الجو السياسي الذي تعيشه إسرائيل .
*ما السيناريو الذي تتوقع أن تسير عليه الحرب على غزة ؟
بصراحة ليس عندي جواب على هذا ، لأنني أرى تناقضا في الاستراتيجية الاسرائيلية ، لأنها لا تريد تغيير حماس في غزة ، لأسباب عديدة ، منها أنه إذا انتهت حماس في غزة ، فستأتي الفوضى ، لأن السلطة الفلسطينية ليس لها أي قدرة للسيطرة على غزة .
وإذا ذهبت حماس ، فالبديل الجهاد الإسلامي أو القاعدة ، ومعنى القاعدة هو الفوضى ، والفوضى ليست في مصلحة إسرائيل .
في الوقت نفسه فنيتانياهو دخل الحرب ووعد شعبه بالنتيجة ، وهو ما لم يحدث ، لذلك من الصعب توقع سيناريو دقيق للأحداث في غزة .
* العدوان الإسرائيلي على غزة أسقط وجوها وكشف أقنعة ، برأيك ما أبرز تلك الوجوه التي سقطت ، وهذه الأقنعة التي كشفت ؟
للأسف يوجد تناقض بين الرأي العام في أوروبا والعالم العربي من ناحية وسياسة الحكومات من ناحية أخرى .
وباستثناء حكومات دول أمريكا اللاتينية التي أخذت مواقف ضد إسرائيل ، مثل تشيلي التي أوقفت جميع العلاقات التجارية مع اسرائيل، وكذلك البرازيل والأرجنتين.
ولكن للأسف ، فإن الدول الأساسية التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة ” الدول الأوروبية و الولايات المتحدة والأنظمة العربية إن أرادت، لا تفعل شيئا ، وتؤيد سياسة إسرائيل على الأرض حقيقة .
* ولكن أليس للشعوب كلمة على حكوماتها؟
حتى الآن ليس لها كلمة ، و أظن في المدى البعيد سيكون لها تأثير كبير، لأن إسرائيل فقدت أي تعاطف شعبي ، وستملى الشعوب إراداتها على سياسة حكوماتها.
-