ولد صدام حسين مجيد التكريتي، في بيت خاله خير الله طلفاح بقرية العوجة، القريبة من مدينة تكريت، في أحد ايام عام 1937، ويقال ان ذلك اليوم هو 27 او 28 ابريل (نيسان). وهذه البيئة التي نشأ فيها صدام بيئة عشائرية فقيرة تمتد بين نهر دجلة والبادية الى الغرب. وقد تولى خير الله طلفاح ـ الذي شغل ابنه عدنان خير الله لفترة منصب وزير الدفاع وقتل في مايو (ايار) 1989 بحادث طائرة ـ تربية صدام والحدب عليه. كما تزوج صدام ابنته ساجدة. ومن فروع الأسرة، وبالذات من ابناء الجد الأكبر مجيد واحفاده، بنى صدام النواة الصلبة لحكمه، رغم انه اسمياً حكم حزبي يتبع حزب البعث العربي الاشتراكي.
* البدايات السياسية
* انتقل صدام للعيش في كنف خاله في بغداد عندما كان في سن العاشرة. وهناك بعدما شب حاول دخول الكلية الحربية الا انه فشل. وعام 1957 انتسب لحزب البعث، وشارك عام 1959 في المحاولة الفاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم رئيس العراق الاول بعد الثورة على النظام الملكي 1958. وعلى الأثر فرّ من البلاد الى سورية وهو يعاني من جرح في ساقه من رصاص حرس قاسم، ومن سورية التي كانت في تلك الفترة مع مصر احد اقليمي الجمهورية العربية المتحدة، انتقل الى مصر حيث هيأت له الحكومة الناصرية المناوئة لحكم قاسم وحلفائه الشيوعيين منحة للدراسة بالمعهد الزراعي العالي بمدينة منوف. ثم درس لفترة قصيرة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ولم يكمل دراسته، الا انه منح الاجازة في الحقوق من جامعة بغداد عام 1971.
عام 1963 عاد صدام الى العراق بعد الانقلاب البعثي ـ الناصري على حكم قاسم، بقيادة عبد السلام عارف واحمد حسن البكر. وواصل نشاطه في خلايا الحزب واجهزته الأمنية في فترة إبعاد عارف للبعثيين عن السلطة. وعام 1968 أسهم صدام التكريتي ـ كما كان يعرف يومذاك ـ إسهاماً مهماً في الانقلاب البعثي على حكم عبد الرحمن عارف. وكان من اركان هذا الانقلاب الذي رسخ أقدام البعثيين في السلطة على حساب جميع منافسيهم كل من احمد حسن البكر ـ وهو من تكريت ايضاً ـ وصالح مهدي عمّاش وحردان التكريتي. وصار صدام وهو في سن الـ31 نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة (اي رئيس الدولة)، وصار بجانب تعيينه رسمياً نائب لرئيس الجمهورية عام 1973 «الرجل القوي» في الظل، واستفاد كثيراً من رئاسته الجهاز الامني الحزبي ـ الملقب بـ«الجهاز الصدّامي» ـ الذي كانت مهمته تصفية المنشقين والمعترضين، بجانب الخصوم السياسيين خارج الحزب. ومن هذا الموقع العظيم النفوذ قاد صدام تأميم قطاع النفط عام 1972. كما وقع عام 1975 مع شاه ايران (يومذاك) محمد رضا بهلوي اتفاقية الجزائر لتسوية الخلاف الحدودي على شط العرب. وفي يوليو (تموز) من عام 1979، تولي رئاسة الجمهورية وهو في سن الـ42 فعلياً بعد إزاحته البكر وإحالته على التقاعد.
* الحرب العراقية ـ الإيرانية
* ومنذ السنوات الاولى من حكمه المباشر زجّ صدام العراق في حرب مدمّرة ضد ايران بعد الثورة الخمينية، التي توجس منها خيفة، واعتبر انها تعتزم «تصدير الثورة الخمينية» والفكر الديني الراديكالي الشيعي الى المنطقة العربية، لا سيما منطقة الخليج، والعراق بالذات، حيث يشكل الشيعة اكثرية سكانية. واستمرت الحرب العراقية ـ الايرانية المعروفة بـ«حرب الخليج الاولى»، التي حصل فيها العراق على دعم مالي كبير من دول الخليج العربية ودعم سياسي من الغرب وبخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، ثماني سنوات من 1980 الى 1988. وقتل فيها ما لا يقل عن مليوني مقاتل ومتطوع من الجانبين، وتعرضت فيها مدن عدة كالبصرة وعبادان وخرم شهر للخراب. وإثر توقيع الهدنة التي انهت الحرب مع الايرانيين، استفرد صدام بالمتمردين الانفصاليين الاكراد في الشمال الذين تلقوا الدعم لعدة عقود من عدة جهات، منها تارة الاتحاد السوفياتي وطوراً ايران في عهد الشاه وإسرائيل والولايات المتحدة، وشدد حربه عليهم. وبلغت الأمور عام 1988 نقطة دموية فظيعة في المناطق الكردية المتاخمة لإيران وتركيا، عندما استخدم الجيش العراقي الاسلحة الكيماوية (منها غاز الخردل) ضد المواقع والبلدات والقرى الكردية، ويقدر انه قتل في بلدة حلبجة (في محافظة السليمانية، قرب الحدود الايرانية) وحدها اكثر من خمسة آلاف نسمة.
* غزو الكويت
* ومع تزايد حاجة العراق الى مردود النفط، وما يقال عن مطالبة الكويت للعراق بتسديد بعض الديون المستحقة عليه إبان الحرب مع ايران، والخلاف مع الكويت على أسعار النفط، تفجر نزاع سياسي بين بغداد والكويت. واتهم صدام الكويت بتعمد إغراق السوق وزيادة العرض، كما اتهمها بشفط النفط من حقل الرميلة المتنازع عليه في محافظة البصرة والممتد عبر الحدود الكويتية. ورغم جلسة تفاوض استضافتها المملكة العربية السعودية، ووساطة قام بها الرئيس المصري حسني مبارك، تفاقم النزاع وغزت القوات العراقية اراضي الكويت يوم 2 أغسطس (آب) عام 1990.
فور حدوث الغزو تسارعت الجهود العربية والدولية لسحب القوات الغازية الى ما وراء الحدود غير ان صدام رفض قرار مجلس الامن الدولي بسحب قواته فوراً، بل على العكس، تحدّى المجتمع الدولي بإعلانه ضم الكويت رسمياً كمحافظة الى العراق، وعين لها محافظاً اسمه علاء حسين.
من جهة ثانية، أكد المجتمع الدولي رفضه سابقة احتلال الكويت بفرضه عقوبات اقتصادية صارمة على العراق يوم 6 اغسطس 1990 عانى الشعب العراقي من آثارها حتى هذه اللحظة. والجدير بالذكر ان مسألة الكويت كانت دائماً مسألة محرجة لحكام العراق ـ في العهدين الملكي والجمهوري ـ الذين رفضوا تقليدياً الاعتراف بسيادتها، الا انهم في المقابل كانوا يدركون ان المطالبة بها «خط أحمر» غربي ودولي ممنوع إثارته بتاتاً.
وحقاً أعدت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس جورج بوش (الأب) تحالفاً دولياً وعربياً عريضاً لتحرير الكويت، وشن هذا التحالف الحرب يوم 17 يناير (كانون الثاني) من عام 1991، وكان على رأس القوات الاميركية الجنرال نورمان شوارتزكوف. ونجح هذا التحالف في تحرير الكويت وإعادة سلطتها الشرعية اليها، وحطم قسماً كبيراً من القدرات القتالية العراقية.
* مقدمات الحرب الأخيرة
* في ذلك الحين امتنعت الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء في التحالف عن الخروج عن الهدف المعلن للحرب، الا وهو تحرير الكويت والعمل على تجريد العراق من قدرته على شن حروب أخرى. ولا شك انه كان لمشاركة دول عربية في التحالف دور في التأكيد على وضوح اهدافه، وبالتالي، لهذا السبب أحجم الاميركيون تحديداً عن مواصلة الحرب حتى بغداد ومن ثم إسقاط النظام العراقي. غير ان الرئيس بوش (الأب) خسر الانتخابات الرئاسية عام 1992 امام منافسه الديمقراطي بيل كلينتون. وهكذا تغيرت وجوه فريق الادارة الاميركية المتعاطية مع شؤون الشرق الاوسط، وغلّب كلينتون معالجة القضية الفلسطينية على مواجهة النظام العراقي، وإن كان قد ابقى على العقوبات وما رافقها من حصار اقتصادي. غير ان المخططين الاستراتيجيين اليمينيين المتشددين داخل الحزب الجمهوري، والمقربين منه، أخذوا في منتصف التسعينات يخططون لسياسة شرق اوسطية بديلة للادارة الجمهورية التالية. وهنا ربط هؤلاء المسألة العراقية بالقضية الفلسطينية. وهكذا، بتعزيز التعاون بين «لوبي» النفط و«لوبي» الصناعات العسكرية و«لوبي» اليمين المسيحي الاصولي، الذي يشكل قاعدة قوية للحزب الجمهوري، وبين الجماعات اليهودية اليمينية المتشددة المؤيدة لحزب الليكود الاسرائيلي الرافض مبدأ «الأرض مقابل السلام»، ولدت قوة دفع جديدة في واشنطن قادها كل من نائب الرئيس الحالي ووزير الدفاع السابق ريتشارد تشيني ووزير الدفاع الحالي والاسبق دونالد رامسفيلد ونائب وزير الدفاع الحالي والسفير والاكاديمي السابق بول وولفويتز، ومساعد وزير الدفاع السابق ريتشارد بيرل. وكان العنصر الاساسي في تحرك هذه المجموعة النقيض المباشر لشعار إدارة بوش (الأب) NO LINKAGE اي «لا صلة» بين القضية الفلسطينية وضرب الغزو العراقي للكويت، عندما تصدت للعراق عام 1990 ـ 1991.
النظام العراقي، في هذه الاثناء مارس سياسة «الكر والفر» مع فرق المفتشين الدوليين، مع العلم انه في بعض المنعطفات التاريخية كان محقاً في اصطدامه معهم، وبالذات مع الاسترالي ريتشارد بتلر ومع الاميركي ديفيد كاي، وكان محقاً في اتهام بعضهم بالتجسس وتسليم إسرائيل والولايات المتحدة معلومات عن التسلح العراقي. ايضاً كان هذا النظام بعيداً تماماً عن استيعاب متغيرات واشنطن، وبالذات عن إدراك أبعاد ربط هذه المجموعة اليمينية الاميركية بين ضرورة إسقاط نظام بغداد والحاجة لمساعدة إسرائيل على رفض اتفاقيات السلام القائمة على مبدأ «الأرض مقابل السلام». والواقع ان هذه المجموعة كانت ترى هذين العنصرين ضمن هدف اكبر واوسع يقوم على إحداث تغيير اقتصادي وايديولوجي جذري وشامل في منطقة الشرق الاوسط برمتها، آخذة في الاعتبار الحاجات الاميركية النفطية والاستراتيجية مستقبلاً، والمصلحة الاسرائيلية في التخلص نهائياً من أي تهديد فلسطيني اولاً وعربي ثانياً.
* أحداث 11 سبتمبر
* دخول جورج بوش (الابن) البيت الابيض ومعه فريق اليمين المتشدد كان مؤشراً مبكراً للتهديد الذي يواجه مستقبل نظام صدام حسين في العراق. الا ان تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 هي التي أطلقت يد هذا الفريق للمضي قدماً في تنفيذ خط «الربط»، اي الـLINKAGE ، وتوسيع دائرتها لتشمل عدة دول منها ما تعارف اليمين الجمهوري على تسميتها «محور الشر» ـ وتضم العراق وايران وسورية وكوريا الشمالية ـ وكذلك دولاً أخرى كانت حتى الأمس القريب من حلفاء واشنطن في المنطقة.
ايضاً كانت «الانتفاضة الفلسطينية الثانية» وموجات الهجمات الفدائية (الانتحارية/ الاستشهادية) قد دفعت الرأي العام الاسرائيلي أكثر فأكثر نحو اليمين الليكودي، مما ساعد اليمين الجمهوري على الاستقواء بـ«التفويض» لارييل شارون، وضم إسرائيل الى الولايات المتحدة كضحايا لـ«الإرهاب» الاسلامي الاصولي المطلوب ضربه. وهكذا تكاملت الصورة تماماً، وبدأ العد التنازلي لحرب إسقاط النظام العراقي، بعد نظام حركة «طالبان» في افغانستان.
* عائلة صدام حسين صدام حسين أب لولدين هما: عدي وقصيّ، وثلاث بنات هن رغد ورنا وحلا.
عدي الولد الاكبر، تولى في الفترة الاخيرة تنظيم «فدائيي صدام»، كما انشغل بالرياضة والنشر، فصار رئيساً للجنة الاولمبية. كما تولى رئاسة الاتحاد الوطني لطلبة العراق. منح اخيراً درجة الاستاذية (اعلى من الدكتوراه) من جامعة بغداد على اطروحة عن مستقبل العالم العربي في القرن الـ21.
اما قصي فهو الشخصية التي أخذت في الدوائر الغربية على محمل الجد اكثر، لا سيما مع توليه مناصب حساسة في اجهزة الاستخبارات والقوات المسلحة بما فيها الحرس الجمهوري.
* اخوة صدام حسين من امه:
برزان ابراهيم الحسن التكريتي السفير السابق في سويسرا وممثل العراق السابق في الامم المتحدة.
وسبعاوي، عضو مجلس قيادة الثورة السابق ومدير الامن العام السابق.
ووطبان، وكان وزيراً سابقاً للداخلية.
* أبناء عمومة صدام:
علي حسن المجيد، احد اركان النظام المخلصين لصدام. منح رتبة فريق اول ركن، عضو قيادة حزب البعث. عرف بـ«علي كيماوي» لاستخدامه الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد. كان القائد العسكري المسؤول لجنوب العراق في الحرب الحالية.
كامل حسن المجيد (والد حسين كامل وصدام كامل صهري الرئيس العراقي اللذين فرا من العراق في اواخر 1995 وقتلا بموافقة صدام وبرصاص رجال العشيرة وعلى رأسهم عمهما علي حسن المجيد في اواخر فبراير (شباط) 1996).
منقوووووول
عن جريدة الشرق الأوسط """"""""
All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة
* البدايات السياسية
* انتقل صدام للعيش في كنف خاله في بغداد عندما كان في سن العاشرة. وهناك بعدما شب حاول دخول الكلية الحربية الا انه فشل. وعام 1957 انتسب لحزب البعث، وشارك عام 1959 في المحاولة الفاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم رئيس العراق الاول بعد الثورة على النظام الملكي 1958. وعلى الأثر فرّ من البلاد الى سورية وهو يعاني من جرح في ساقه من رصاص حرس قاسم، ومن سورية التي كانت في تلك الفترة مع مصر احد اقليمي الجمهورية العربية المتحدة، انتقل الى مصر حيث هيأت له الحكومة الناصرية المناوئة لحكم قاسم وحلفائه الشيوعيين منحة للدراسة بالمعهد الزراعي العالي بمدينة منوف. ثم درس لفترة قصيرة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ولم يكمل دراسته، الا انه منح الاجازة في الحقوق من جامعة بغداد عام 1971.
عام 1963 عاد صدام الى العراق بعد الانقلاب البعثي ـ الناصري على حكم قاسم، بقيادة عبد السلام عارف واحمد حسن البكر. وواصل نشاطه في خلايا الحزب واجهزته الأمنية في فترة إبعاد عارف للبعثيين عن السلطة. وعام 1968 أسهم صدام التكريتي ـ كما كان يعرف يومذاك ـ إسهاماً مهماً في الانقلاب البعثي على حكم عبد الرحمن عارف. وكان من اركان هذا الانقلاب الذي رسخ أقدام البعثيين في السلطة على حساب جميع منافسيهم كل من احمد حسن البكر ـ وهو من تكريت ايضاً ـ وصالح مهدي عمّاش وحردان التكريتي. وصار صدام وهو في سن الـ31 نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة (اي رئيس الدولة)، وصار بجانب تعيينه رسمياً نائب لرئيس الجمهورية عام 1973 «الرجل القوي» في الظل، واستفاد كثيراً من رئاسته الجهاز الامني الحزبي ـ الملقب بـ«الجهاز الصدّامي» ـ الذي كانت مهمته تصفية المنشقين والمعترضين، بجانب الخصوم السياسيين خارج الحزب. ومن هذا الموقع العظيم النفوذ قاد صدام تأميم قطاع النفط عام 1972. كما وقع عام 1975 مع شاه ايران (يومذاك) محمد رضا بهلوي اتفاقية الجزائر لتسوية الخلاف الحدودي على شط العرب. وفي يوليو (تموز) من عام 1979، تولي رئاسة الجمهورية وهو في سن الـ42 فعلياً بعد إزاحته البكر وإحالته على التقاعد.
* الحرب العراقية ـ الإيرانية
* ومنذ السنوات الاولى من حكمه المباشر زجّ صدام العراق في حرب مدمّرة ضد ايران بعد الثورة الخمينية، التي توجس منها خيفة، واعتبر انها تعتزم «تصدير الثورة الخمينية» والفكر الديني الراديكالي الشيعي الى المنطقة العربية، لا سيما منطقة الخليج، والعراق بالذات، حيث يشكل الشيعة اكثرية سكانية. واستمرت الحرب العراقية ـ الايرانية المعروفة بـ«حرب الخليج الاولى»، التي حصل فيها العراق على دعم مالي كبير من دول الخليج العربية ودعم سياسي من الغرب وبخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، ثماني سنوات من 1980 الى 1988. وقتل فيها ما لا يقل عن مليوني مقاتل ومتطوع من الجانبين، وتعرضت فيها مدن عدة كالبصرة وعبادان وخرم شهر للخراب. وإثر توقيع الهدنة التي انهت الحرب مع الايرانيين، استفرد صدام بالمتمردين الانفصاليين الاكراد في الشمال الذين تلقوا الدعم لعدة عقود من عدة جهات، منها تارة الاتحاد السوفياتي وطوراً ايران في عهد الشاه وإسرائيل والولايات المتحدة، وشدد حربه عليهم. وبلغت الأمور عام 1988 نقطة دموية فظيعة في المناطق الكردية المتاخمة لإيران وتركيا، عندما استخدم الجيش العراقي الاسلحة الكيماوية (منها غاز الخردل) ضد المواقع والبلدات والقرى الكردية، ويقدر انه قتل في بلدة حلبجة (في محافظة السليمانية، قرب الحدود الايرانية) وحدها اكثر من خمسة آلاف نسمة.
* غزو الكويت
* ومع تزايد حاجة العراق الى مردود النفط، وما يقال عن مطالبة الكويت للعراق بتسديد بعض الديون المستحقة عليه إبان الحرب مع ايران، والخلاف مع الكويت على أسعار النفط، تفجر نزاع سياسي بين بغداد والكويت. واتهم صدام الكويت بتعمد إغراق السوق وزيادة العرض، كما اتهمها بشفط النفط من حقل الرميلة المتنازع عليه في محافظة البصرة والممتد عبر الحدود الكويتية. ورغم جلسة تفاوض استضافتها المملكة العربية السعودية، ووساطة قام بها الرئيس المصري حسني مبارك، تفاقم النزاع وغزت القوات العراقية اراضي الكويت يوم 2 أغسطس (آب) عام 1990.
فور حدوث الغزو تسارعت الجهود العربية والدولية لسحب القوات الغازية الى ما وراء الحدود غير ان صدام رفض قرار مجلس الامن الدولي بسحب قواته فوراً، بل على العكس، تحدّى المجتمع الدولي بإعلانه ضم الكويت رسمياً كمحافظة الى العراق، وعين لها محافظاً اسمه علاء حسين.
من جهة ثانية، أكد المجتمع الدولي رفضه سابقة احتلال الكويت بفرضه عقوبات اقتصادية صارمة على العراق يوم 6 اغسطس 1990 عانى الشعب العراقي من آثارها حتى هذه اللحظة. والجدير بالذكر ان مسألة الكويت كانت دائماً مسألة محرجة لحكام العراق ـ في العهدين الملكي والجمهوري ـ الذين رفضوا تقليدياً الاعتراف بسيادتها، الا انهم في المقابل كانوا يدركون ان المطالبة بها «خط أحمر» غربي ودولي ممنوع إثارته بتاتاً.
وحقاً أعدت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس جورج بوش (الأب) تحالفاً دولياً وعربياً عريضاً لتحرير الكويت، وشن هذا التحالف الحرب يوم 17 يناير (كانون الثاني) من عام 1991، وكان على رأس القوات الاميركية الجنرال نورمان شوارتزكوف. ونجح هذا التحالف في تحرير الكويت وإعادة سلطتها الشرعية اليها، وحطم قسماً كبيراً من القدرات القتالية العراقية.
* مقدمات الحرب الأخيرة
* في ذلك الحين امتنعت الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء في التحالف عن الخروج عن الهدف المعلن للحرب، الا وهو تحرير الكويت والعمل على تجريد العراق من قدرته على شن حروب أخرى. ولا شك انه كان لمشاركة دول عربية في التحالف دور في التأكيد على وضوح اهدافه، وبالتالي، لهذا السبب أحجم الاميركيون تحديداً عن مواصلة الحرب حتى بغداد ومن ثم إسقاط النظام العراقي. غير ان الرئيس بوش (الأب) خسر الانتخابات الرئاسية عام 1992 امام منافسه الديمقراطي بيل كلينتون. وهكذا تغيرت وجوه فريق الادارة الاميركية المتعاطية مع شؤون الشرق الاوسط، وغلّب كلينتون معالجة القضية الفلسطينية على مواجهة النظام العراقي، وإن كان قد ابقى على العقوبات وما رافقها من حصار اقتصادي. غير ان المخططين الاستراتيجيين اليمينيين المتشددين داخل الحزب الجمهوري، والمقربين منه، أخذوا في منتصف التسعينات يخططون لسياسة شرق اوسطية بديلة للادارة الجمهورية التالية. وهنا ربط هؤلاء المسألة العراقية بالقضية الفلسطينية. وهكذا، بتعزيز التعاون بين «لوبي» النفط و«لوبي» الصناعات العسكرية و«لوبي» اليمين المسيحي الاصولي، الذي يشكل قاعدة قوية للحزب الجمهوري، وبين الجماعات اليهودية اليمينية المتشددة المؤيدة لحزب الليكود الاسرائيلي الرافض مبدأ «الأرض مقابل السلام»، ولدت قوة دفع جديدة في واشنطن قادها كل من نائب الرئيس الحالي ووزير الدفاع السابق ريتشارد تشيني ووزير الدفاع الحالي والاسبق دونالد رامسفيلد ونائب وزير الدفاع الحالي والسفير والاكاديمي السابق بول وولفويتز، ومساعد وزير الدفاع السابق ريتشارد بيرل. وكان العنصر الاساسي في تحرك هذه المجموعة النقيض المباشر لشعار إدارة بوش (الأب) NO LINKAGE اي «لا صلة» بين القضية الفلسطينية وضرب الغزو العراقي للكويت، عندما تصدت للعراق عام 1990 ـ 1991.
النظام العراقي، في هذه الاثناء مارس سياسة «الكر والفر» مع فرق المفتشين الدوليين، مع العلم انه في بعض المنعطفات التاريخية كان محقاً في اصطدامه معهم، وبالذات مع الاسترالي ريتشارد بتلر ومع الاميركي ديفيد كاي، وكان محقاً في اتهام بعضهم بالتجسس وتسليم إسرائيل والولايات المتحدة معلومات عن التسلح العراقي. ايضاً كان هذا النظام بعيداً تماماً عن استيعاب متغيرات واشنطن، وبالذات عن إدراك أبعاد ربط هذه المجموعة اليمينية الاميركية بين ضرورة إسقاط نظام بغداد والحاجة لمساعدة إسرائيل على رفض اتفاقيات السلام القائمة على مبدأ «الأرض مقابل السلام». والواقع ان هذه المجموعة كانت ترى هذين العنصرين ضمن هدف اكبر واوسع يقوم على إحداث تغيير اقتصادي وايديولوجي جذري وشامل في منطقة الشرق الاوسط برمتها، آخذة في الاعتبار الحاجات الاميركية النفطية والاستراتيجية مستقبلاً، والمصلحة الاسرائيلية في التخلص نهائياً من أي تهديد فلسطيني اولاً وعربي ثانياً.
* أحداث 11 سبتمبر
* دخول جورج بوش (الابن) البيت الابيض ومعه فريق اليمين المتشدد كان مؤشراً مبكراً للتهديد الذي يواجه مستقبل نظام صدام حسين في العراق. الا ان تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 هي التي أطلقت يد هذا الفريق للمضي قدماً في تنفيذ خط «الربط»، اي الـLINKAGE ، وتوسيع دائرتها لتشمل عدة دول منها ما تعارف اليمين الجمهوري على تسميتها «محور الشر» ـ وتضم العراق وايران وسورية وكوريا الشمالية ـ وكذلك دولاً أخرى كانت حتى الأمس القريب من حلفاء واشنطن في المنطقة.
ايضاً كانت «الانتفاضة الفلسطينية الثانية» وموجات الهجمات الفدائية (الانتحارية/ الاستشهادية) قد دفعت الرأي العام الاسرائيلي أكثر فأكثر نحو اليمين الليكودي، مما ساعد اليمين الجمهوري على الاستقواء بـ«التفويض» لارييل شارون، وضم إسرائيل الى الولايات المتحدة كضحايا لـ«الإرهاب» الاسلامي الاصولي المطلوب ضربه. وهكذا تكاملت الصورة تماماً، وبدأ العد التنازلي لحرب إسقاط النظام العراقي، بعد نظام حركة «طالبان» في افغانستان.
* عائلة صدام حسين صدام حسين أب لولدين هما: عدي وقصيّ، وثلاث بنات هن رغد ورنا وحلا.
عدي الولد الاكبر، تولى في الفترة الاخيرة تنظيم «فدائيي صدام»، كما انشغل بالرياضة والنشر، فصار رئيساً للجنة الاولمبية. كما تولى رئاسة الاتحاد الوطني لطلبة العراق. منح اخيراً درجة الاستاذية (اعلى من الدكتوراه) من جامعة بغداد على اطروحة عن مستقبل العالم العربي في القرن الـ21.
اما قصي فهو الشخصية التي أخذت في الدوائر الغربية على محمل الجد اكثر، لا سيما مع توليه مناصب حساسة في اجهزة الاستخبارات والقوات المسلحة بما فيها الحرس الجمهوري.
* اخوة صدام حسين من امه:
برزان ابراهيم الحسن التكريتي السفير السابق في سويسرا وممثل العراق السابق في الامم المتحدة.
وسبعاوي، عضو مجلس قيادة الثورة السابق ومدير الامن العام السابق.
ووطبان، وكان وزيراً سابقاً للداخلية.
* أبناء عمومة صدام:
علي حسن المجيد، احد اركان النظام المخلصين لصدام. منح رتبة فريق اول ركن، عضو قيادة حزب البعث. عرف بـ«علي كيماوي» لاستخدامه الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد. كان القائد العسكري المسؤول لجنوب العراق في الحرب الحالية.
كامل حسن المجيد (والد حسين كامل وصدام كامل صهري الرئيس العراقي اللذين فرا من العراق في اواخر 1995 وقتلا بموافقة صدام وبرصاص رجال العشيرة وعلى رأسهم عمهما علي حسن المجيد في اواخر فبراير (شباط) 1996).
منقوووووول
عن جريدة الشرق الأوسط """"""""
All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة