بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
______________________________________________
طبعاً بعدما شاهدنا جميعاً الكارثة التي حلت بمدينة الموصل أصبح من الواجب على كل عسكري محترف أن ينادي وبأعلى صوت بضرورة إصلاح الجيش العراقي العظيم .... ذلك الجيش الذي طالما أذل أعداء الأمة وتاريخه الناصع يشهد له خصوصاً في معركة العبور العظيم .
وقد نادينا من قبل بضرورة إعادة بناء سلاح المدفعية وتجهيزه بآلاف القطع من مختلف الأعيرة وبمنتهى السرعة لتوفير الغطاء الناري سواء التمهيدي أو الدفاعي , واليوم الموضوع الآخر هو العقيدة القتالية ..
للسف لايزال الجيش العراقي منذ قيام الحكومة الفاشلة يعاني من انهيار العقيدة الوطنية وبالتالي انهارت العقيدة القتالية للفرد المقاتل وهو ما أدى لكارثة الموصل حيث فر كبار الضباط واستسلم مئات الجنود في مشهد مخز توجه تنظيم الدولة الارهابية في العراق والشام بمذبحة عظمى لمئات الجنود بثه على العالم وعرضته فضائية الميادين
كيف يمكننا أن نتجنب هذا الهروب وهذا الاستسلام ؟
كيف يمكننا أن نصنع ذلك المقاتل الذي ينتصر أو يموت وهو يطلق النار ولا خيار ثالث ؟
1- إعادة هيكلة وانشاء ادارة جديدة للشئون و التوجيه المعنوي ويكون عملها غرس عقيدة الانتماء الوطني وعقيدة الانتصار أو الاستشهاد .
2- يتم اعادة تدريب كل الفرق والكتائب تباعاً على أساس عقيدة قتالية جديدة ويكون هذا البرنامج مكثفاً لطلبة الكليات العسكرية والمجندين المستجدين في سن 19 حيث يتم عزل الطلبة في معسكر صحراوي لمدة 90 يوماً متوصلة بلا أي نوع من الاتصال مع العالم الخارجي أو مع الاسرة وخلال هذه الشهور الثلاثة يتم بناء عقيدة الانتماء الوطني وازالة أية انتماءات عرقية أو طائفية أو طبقية بين الافراد المقاتلين هذا بالتوازي مع برنامج تدريب " الصاعقة " الذي أعده اللواء / سعد الدين الشاذلي قائد القوات الخاصة المصرية أثناء حرب الاستنزاف (1967-1970) والذي يعد من أقسى برامج التدريب وأشقها ...
خلال هذه الفترة ينسى الفرد الحياة المدنية ويذوب في التدريب العنيف والقاسي ويعرف معنى الانضباط وقيمة التلاحم مع زملاؤه وتنهار كل انتماءاته أمام انتماء واحد فقط هو الانتماء لجمهورية العراق وجيشها الذي يتحمل كل هذا العناء من أجله .
3- اعداد دورات تدريبية وثقافية للضباط والجنود يتم خلالها تدريس كتب التاريخ والجغرافيا والعلوم الاستراتيجية تتكرر كل سنة .
4- اعادة تطوير وانشاء ادارة للمخابرات الحربية والأمن العسكري تكون مهمتها تطهير القوات المسلحة من كل أصحاب الانتماءات السياسية والحزبية والطائفية والطبقية , والحفاظ على انعزالية الوحدات بما فيها من أسرار عن العالم الخارجي .
5- تعظيم قيمة الاستشهاد فداءاً للوطن وتقوم الدولة بتكريم أسماء وأسر شهداء الجيش الذين يسقطون في حماية البلاد باطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين والمدراس والمرافق العامة ونشر صورهم وتأمين معاشات ممتازة لذويهم .
لقد كان شهداء الفرافرة ال21 نموذجاً ...
رئيس أركان المنطقة الجنوبية روى تفاصيل الحادث من خلال أحد الجنود الناجين من المعركة في الكمين رقم 100
النقيب محمد درويش والملازم طبيب مينا رسمي
الاشتباكات بدأت في الثالثة عصرا
سيارة دفع رباعي سوداء اللون رقمها (م ج ر 294) باتجاه الكمين، في الثالثة عصرا، قادمة من ناحية الفرافرة، الاتجاه الجنوبي للكمين، ونزل منها أحد الملثمين ودخل مسرعا إلى الوحدة وفجَّر نفسه، فيما أطلق آخر النيران على قوة الكمين». إطلاق قذائف آر بي جي من جبل خلف الكمين
وأوضح: «أثناء تعامل الجنود مع المهاجمين، انطلقت قذائف آر.بي.جي ونيران من أسلحة متعددة، على الكمين، من سيارة أخرى بيضاء لاند كروزر تابعة للمسلحين، وترتكز على قمة جبل خلف الكمين مباشرة».
وأضاف: «تمكن الجنود من قتل اثنين من المهاجمين مع بداية الاشتباك، أحدهما كان يرتدي حزاما ناسفا ويحمل مجموعة من القنابل اليدوية، ونزلت السيارة اللاند كروزر من قمة الجبل باتجاه الكمين، وبدأ عدد من الأشخاص في النزول منها، وهاجموا الجنود بالأسلحة الآلية، فبادلوهم النيران وقتلوا واحدا منهم» لقد كان الهدف الرئيسي الوصول لمخزن الذخيرة والاستيلاء على ما فيه من بنادق آلية وصناديق طلقات متعددة وقذائف واجهزة اتصال وخرائط .
قائد الكمين يستغيث ويطلب المساعدة لكن أقرب قوة كانت على بعد 60 كليو متر .... استشهد النقيب / محمد درويش وحاول الارهابيون الوصول لمخزن الذخيرة فتحصن به الملازم طبيب / مينا رسمي ومعه من تبقى من الجنود واستمرت الاشتباكات لساعة كاملة انتهت بقذيفة صاروخية اصابت مكان تخزين صناديق الذخيرة مما أدى لانفجار المخزن واستشهد مينا رسمي وبقية جنوده قبل أن تصل قوة الدعم التي قتلت عناصر أخرى واستولت على سيارتين محملتين بالمتفجرات ولاذ الارهابيون بالفرار بعدما فشلوا في الاستيلاء على مخزن الذخيرة .
هذا مثال واضح ومعاصر على صلابة العقيدة القتالية التي تدفع بالجنود الصائمين في الصحراء للموت دفاعاً عن بلدهم , وتدفع بالضابط القبطي للبقاء في مكانه والثبات حتى الموت رغم وجود سيارة نقل كبيرة تابعة للجيش كان من الممكن ركوبها والفرار بها .
لقد حققوا القسم الذي يقسم عليه كل جندي حين يلتحق بجيش مصر ونصه::"
(أقسم بالله العظيم __ أن أكون جندياً وفياً لجمهورية مصر العربية ___ محافظاً على أمنها وسلامتها في البر والبحر والجو ___ داخل وخارج الجمهورية ___ مطيعاً للأوامر العسكرية ومنفذاً لأوامر رؤسائي ___ ومحافظاً على سلاحي لا اتركه قط حتى أذوق الموت ___ والله على ما أقول شهيد )