بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الميامين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين من الأولين والأخرين..
لماذا لم يتسمك أهل السنة بأهل البيت عليهم السلام؟
إن الأحاديث الصحيحة الدالة على لزوم التمسك بأهل البيت عليهم السلام كثيرة مستفيضة ، وقد رُويت بطرق صحيحة في كتب الحديث عند أهل السنة ، وصحَّحها كثير من حفَّاظ الحديث في كتبهم.
بل إن تلكم الأحاديث تدل بما لا يقبل الشك على أن النجاة من الوقوع في الضلال لا تتحقق إلا باتباع أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام دون سواهم.
ومع ذلك فإن أهل السنّة تركوا التمسك بأهل البيت عليهم السلام واتّبعوا غيرهم ، ومالوا إلى سواهم ، فتركوا اتّباع من أُمروا باتباعهم بمقتضى الروايات الصحيحة عندهم ، واتّبعوا مَن لا دليل عندهم على صحَّة اتّباعه.
هذا ما سنكشف النقاب عنه في البحوث الآتية :
حديث الثقلين:
إن الأحاديث الدالة على لزوم اتّباع أهل البيت عليهم السلام كثيرة ، ومن أتمها دلالة وأصحَّها سنداً هو حديث الثقلين ، المروي عن جمع من الصحابة ، كجابر بن عبد الله ، وزيد بن أرقم ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم. وصحَّحه جمع من حفَّاظ الحديث من أهل السنة كما سيأتي بيانه مفصَّلاً إن شاء الله تعالى.
طرق حديث الثقلين:
ـ أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن زيد بن أرقم ـ في حديث طويل ـ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيك ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسِكوا به. فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي (1). 1) صحيح مسلم 4|1873 كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
2- ـ وأخرج الترمذي وغيره عن جابر بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجّته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي (2).
(2) سنن الترمذي 5|622 كتاب المناقب ، باب مناقب أهل بيت النبي. وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكر في مشكاة المصابيح 3|1735 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 4|356 وقال الالباني : الحديث صحيح.
3-3 ـ وأخرج أيضاً عن زيد بن أرقم وأبي سعيد ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرَّقا حتى يرِدَا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلِّفونّي فيهما (3).
) سنن الترمذي 5|663. قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب. وذكر في مشكاة المصابيح 3|1735 ، صحيح الجامع الصغير 1|482 حديث 2458 وصحححه الألباني أيضاً.
4- ـ وأخرج أحمد في المسند ، والحاكم في المستدرك ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ، وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقُمِمْن (1) ، فقال : كأني دُعِيتُ فأجبـتُ ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي ، فانظروا كيف تخلِّفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض... (2).
(1) الدوحات : الأشجار العظيمة. وقممن : أي كنس ما تحتهن. 2) مسند أحمد بن حنبل 3|14 ، 26. المستدرك على الصحيحين 3|109 ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله ، شاهده حديث سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل ، وهو أيضاً صحيح على شرطهما. ووافقه الذهبي. كتاب السنة 2|630. البداية والنهاية 5|184 ، وقال : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : هذا حديث صحيح.
5- ـ وأخرج الحاكم في المستدرك أيضاً عن زيد بن أرقم ، قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية فصلى ، ثم قام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس ، إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتَّبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي... (3).
3) المستدرك على الصحيحين 3|109 ـ 110.
6-6 ـ وأخرج الحاكم في المستدرك ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة وغيرهما عن زيد بن أرقم أيضاً ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض (4).
4) المستدرك على الصحيحين 3|148 ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. كتاب السنة 2|630. ..
والباقي سيأتي عنه الحدبث بإذن الله ..
لماذا لم يتسمك أهل السنة بأهل البيت عليهم السلام؟
إن الأحاديث الصحيحة الدالة على لزوم التمسك بأهل البيت عليهم السلام كثيرة مستفيضة ، وقد رُويت بطرق صحيحة في كتب الحديث عند أهل السنة ، وصحَّحها كثير من حفَّاظ الحديث في كتبهم.
بل إن تلكم الأحاديث تدل بما لا يقبل الشك على أن النجاة من الوقوع في الضلال لا تتحقق إلا باتباع أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام دون سواهم.
ومع ذلك فإن أهل السنّة تركوا التمسك بأهل البيت عليهم السلام واتّبعوا غيرهم ، ومالوا إلى سواهم ، فتركوا اتّباع من أُمروا باتباعهم بمقتضى الروايات الصحيحة عندهم ، واتّبعوا مَن لا دليل عندهم على صحَّة اتّباعه.
هذا ما سنكشف النقاب عنه في البحوث الآتية :
حديث الثقلين:
إن الأحاديث الدالة على لزوم اتّباع أهل البيت عليهم السلام كثيرة ، ومن أتمها دلالة وأصحَّها سنداً هو حديث الثقلين ، المروي عن جمع من الصحابة ، كجابر بن عبد الله ، وزيد بن أرقم ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم. وصحَّحه جمع من حفَّاظ الحديث من أهل السنة كما سيأتي بيانه مفصَّلاً إن شاء الله تعالى.
طرق حديث الثقلين:
ـ أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن زيد بن أرقم ـ في حديث طويل ـ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيك ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسِكوا به. فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي (1). 1) صحيح مسلم 4|1873 كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
2- ـ وأخرج الترمذي وغيره عن جابر بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجّته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي (2).
(2) سنن الترمذي 5|622 كتاب المناقب ، باب مناقب أهل بيت النبي. وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكر في مشكاة المصابيح 3|1735 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 4|356 وقال الالباني : الحديث صحيح.
3-3 ـ وأخرج أيضاً عن زيد بن أرقم وأبي سعيد ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرَّقا حتى يرِدَا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلِّفونّي فيهما (3).
) سنن الترمذي 5|663. قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب. وذكر في مشكاة المصابيح 3|1735 ، صحيح الجامع الصغير 1|482 حديث 2458 وصحححه الألباني أيضاً.
4- ـ وأخرج أحمد في المسند ، والحاكم في المستدرك ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ، وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقُمِمْن (1) ، فقال : كأني دُعِيتُ فأجبـتُ ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي ، فانظروا كيف تخلِّفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض... (2).
(1) الدوحات : الأشجار العظيمة. وقممن : أي كنس ما تحتهن. 2) مسند أحمد بن حنبل 3|14 ، 26. المستدرك على الصحيحين 3|109 ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله ، شاهده حديث سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل ، وهو أيضاً صحيح على شرطهما. ووافقه الذهبي. كتاب السنة 2|630. البداية والنهاية 5|184 ، وقال : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : هذا حديث صحيح.
5- ـ وأخرج الحاكم في المستدرك أيضاً عن زيد بن أرقم ، قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية فصلى ، ثم قام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس ، إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتَّبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي... (3).
3) المستدرك على الصحيحين 3|109 ـ 110.
6-6 ـ وأخرج الحاكم في المستدرك ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة وغيرهما عن زيد بن أرقم أيضاً ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض (4).
4) المستدرك على الصحيحين 3|148 ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. كتاب السنة 2|630. ..
والباقي سيأتي عنه الحدبث بإذن الله ..
تعليق